أميركا تتموضع في "المنطقة الرمادية" في مواجهة روسيا والصين وإيران
لا شك في أنّ عدم قدرة واشنطن على الذهاب إلى حرب مع إيران على ضوء التطورات الأخيرة ساهم بشكل كبير في بلورة "المنطقة الرمادية" كقناعة أو نظرية أكاديمية يتداولها أشخاص من ذوي تجارب وخليفات مرموقة في العاصمة الأميركية.
وترى الدراسة الموسّعة لـ"راند" أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة تعزيز موقعها الاستراتيجي في مواجهة عدة منافسين، خاصة الصين وروسيا.
وبما أن الخبراء في واشنطن يعتقدون أن هذه المواجهة ستكون دون سقف المواجهة العسكرية، فإن "المنطقة الرمادية" هو الوصف الأفضل للحالة ما بين الحرب والسلم.
وتتناول الدراسة كيف يمكن للولايات المتحدة المناورة داخل "المنطقة الرمادية" وتحويل التهديد إلى فرصة بهدف تحقيق مكاسب أكبر في منافستها مع الأقطاب الصاعدين دوليا.
وخرجت الدراسة بالنتائج التالية على ضوء مقاربة موسعّة للجوانب العسكرية، السياسية والاقتصادية المرتبطة بالصراعات الدولية:
تعتمد روسيا، بحسب الدراسة، على حملات تضليل إعلامية في أوروبا، كما على الضغوط الاقتصادية القائمة على التلويح بالحرمان من مصادر الطاقة الروسية، فضلاً عن مناورات عسكرية دائمة عند الحدود مع الدول الأوروبية وعمليات الاختراق الأمني.
أما في ما يخص الصين، فإن اليابان (الحليف الأهم للولايات المتحدة في شرق آسيا) تخوض المواجهة السياسية. في حين تشهد العديد من الدول المجاورة صعود الصين في أكثر من ملف بما فيها النزاعات على الحدود والأراضي. وبحسب الدراسة الأميركية، فإن الصين تلجأ لفرض القانون بقوة زوارق عسكرية صغيرة في الجزر المتنازع عليها في تلك المنطقة من العالم ولحرمان أي دولة من استثمار موارد هذه الجزر. كما ان الصين تستخدم اوراق الضغط الاقتصادية في التعامل البلدان المجاورة لها بهدف بسط نفوذها.
لمواجهة المنافسين الدوليين، تقترح دراسة "راند" عدة خطوات كإعادة الانتشار العسكري ضمن مناطق "مفتاحية"، تعزيز التدخل السياسي والاستخباري وتوهين الأوراق الاقتصادية للخصوم، خاصة تأثيرهم في المؤسسات الدولية.
على الولايات المتحدة وحلفائها تحديد سقف التحمّل لديهم في ما يخص نشاطات وأفعال خصومهم. إذ على الولايات المتحدة السعي للردع في أحيان كثيرة قد لا تبدو شديدة الخطيرة على المدى القريب، لكنها مؤثرة استراتيجيا.
على الولايات المتحدة إنشاء فريق متخصص بإدارة حملات "المنطقة الرمادية"، والسعي قدر الإمكان لتعميم الاستراتيجية على الحلفاء، كي تتخذ هذه النظرية شكلًا مؤسساتيا وتصبح أكثر فعالية.