تحتفل حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية خلال هذه الأيام بذكرى تأسيسها، وفي صبيحة يوم السبت الماضي، نظّمت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، في قطاع غزة، مسيرة بمناسبة الذكرى السنوية الـ 32 لانطلاقة الحركة.
ورفع المشاركون في المسيرة التي شارك فيها مئات الفلسطينيين، وجابت شوارع مدينة غزة، لافتات تأييد للحركة، والمقاومة الفلسطينية.
الذكرى السنوية لحركة "الجهاد الاسلامي" لم تكن مجرد عرض عسكري ومسيرة مدنية تجوب شوارع غزة، بل هي تأكيد على نهج المقاومة الذي يشكل نقطة قوة للفلسطينيين وسبيلهم الوحيد للحصول على حقوقهم المشروعة بشكل كامل، هذا النهج يعد السبيل الوحيد للوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي الذي لا يفهم غير لغة "القوة" وهذا ما أثبتته التجربة مع الاحتلال منذ عدة عقود وحتى اللحظة، والأحداث الأخيرة ومحاولات تهويد القدس والمشاريع الاستيطانية في الضفة تؤكد ذلك.
العدو الصهيوني لا يفهم لغة التفاهمات والاتفاقيات ولا مجال لإيقافه وإيقاف مشاريعه الاستعمارية والاستيطانية سوى عبر "المقاومة" و"المقاومة" فقط، وحركة "الجهاد الإسلامي" تؤكد هذا النهج والذي يشكّل "اللبنة الأساسية" لهذه الحركة، و"الجهاد الإسلامي" من حركات المقاومة الفلسطينية انطلقت عام 1987، وهي لا تعترف بـ "إسرائيل"، وهدفها تحرير كامل فلسطين التاريخية.
ومن أهداف حركة "الجهاد الإسلامي" تعبئة الجماهير الفلسطينية وإعدادها إعداداً جهادياً، عسكرياً وسياسياً، بكل الوسائل التربوية والتثقيفية والتنظيمية الممكنة لتأهيلها للقيام بواجبها الجهادي تجاه فلسطين، واستنهاض وحشد جماهير الأمة الإسلامية في كل مكان وحثّها على القيام بدورها التاريخي لخوض المعركة الفاصلة مع الكيان الصهيوني.
وكذلك العمل على توحيد الجهود الإسلامية الملتزمة باتجاه فلسطين، وتوطيد العلاقة مع الحركات الإسلامية والتحررية الصديقة في كل أنحاء العالم.
والدعوة إلى الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه، وإبلاغ تعاليمه نقية شاملة لقطاعات الشعب المختلفة، وإحياء رسالته الحضارية للأمة والإنسانية.
وفي الذكرى السنوية للحركة تم التأكيد على هذه النقاط، حيث قال زياد النخالة الأمين العام للحركة، في كلمة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس": إن "حركة الجهاد تخرج برجالها لتؤكد على ثوابت انطلاقتها، وثوابت مواقفها، بأن الجهاد والمقاومة الطريق إلى فلسطين".
وأضاف: إن حركته "تؤمن أن شعبنا هو ركيزة المقاومة وأساسها، وهو مفجر الثورة على مدار تاريخه الطويل، منذ الغزو الصهيوني لفلسطين وحتى يومنا هذا".
ولفت إلى أن غزة "أصبحت اليوم ركناً أساسياً وجبهة يحسب حسابها في معادلات الحرب، وتصاغ لها نظريات وخطط قتالية".
وذكر النخالة أن "أسوأ ما نواجهه اليوم هو قناعة البعض منا، أننا يمكن أن نصنع سلاماً مع العدو، ولا يمكن أن نصنع السلام بيننا". وأوضح أن "المقاومة في فلسطين والإقليم هي متكاملة وهي طريقنا وخيارنا لانتزاع حقنا في فلسطين وتشكّل رافعة كبرى لجهادنا ضد العدو الصهيوني".
وأكد أن سرايا القدس الجناح المسلح لحركته، وقوى المقاومة في فلسطين "تقف صفاً واحداً، وهي جاهزة لصدّ أي عدوان على شعبنا".
كما وجّه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، دعوة إلى الفصائل الفلسطينية، بشأن المبادرة التي تقدّمت بها ثمانية فصائل فلسطينية لإنهاء الانقسام.
وقال في كلمة له خلال حفل انطلاق حركة الجهاد: "اليوم لدينا مبادرة عليها إجماع كبير، فلْنتقدمْ لتنفيذها، ولْنجربْ أننا يمكن أن نصنع سلاما بيننا، وبدل أن نمدّ أيدينا للعدو، فلْنمد أيدينا لبعضنا البعض".
وتابع: نقف مع حلفائنا في جبهة واحدة ضد المشروع "الصهيوني"، معلناً رفض اتفاقية (أوسلو) وامتداداتها المتمثلة بـ (صفقة القرن) و"سنقاومها بكل قوة".
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد، رفض ومقاومة كل المؤامرات الساعية لتصفية قضيتنا المقدسة، مشيراً إلى أن المقاومة هي طريقنا وخيارنا لانتزاع حقنا في فلسطين.
وقال: "الاستجداء للقتلة لن يمنحنا وطناً، ولن يوقف القتل ولن يجعلهم يرحلون عن أرضنا، لافتاً: إلى أنه لو تركنا "العدو" سيخرجنا بالكامل من أرضنا.
وتابع النخالة: منذ انطلاقتها كانت حركة الجهاد الإسلامي الأكثر وضوحاً في مواقفها، مؤكدة على ثوابتها و"على المقاومة طريقاً إلى فلسطين من الضفة لغزة".ِ
من جهته عبر الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن فخره بالعلاقة القوية مع حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري.
وقال البردويل: سنواصل نهج الجهاد والمقاومة في فلسطين ولن نؤمن بأي اتفاقية تتعارض مع هذا النهج المشروع.
وأضاف: نؤكد على تمسّكنا بالرؤية الوطنية التي قدّمتها الفصائل الثمانية والتي كان للجهاد الاسلامي دور مباشر في صياغتها وندعو إخواننا في فتح لاستجابة نداء الوحدة.
ودعا البردويل للتلاحم مع عائلات الشهداء والجرحى الذين وضعوا حدّاً لأوهام المطبعين ولصفقة القرن ونحيي قيادة مسيرة العودة من كل الفصائل، ووجه تحية إلى الغرفة المشتركة من فصائل المقاومة الفلسطينية وشدّ على أيديهم.
يذكر أن حركة الجهاد الإسلامي نشأت في أواخر السبعينيات على يد مؤسسها وأمينها العام الدكتور فتحي الشقاقي مع مجموعة من الشباب الفلسطيني أثناء دراستهم الجامعية في مصر.
واغتيل الشقاقي على يد الموساد الإسرائيلي في مدينة "سليما" بمالطا في 26/10/1995.
وتعتمد الحركة الوسائل العسكرية سبيلاً وحيداً للتحرير، ونفّذت أثناء الانتفاضة بواسطة ذراعها العسكري "سرايا القدس" العديد من العمليات العسكرية والفدائية على أهداف إسرائيلية عسكرية وغير عسكرية سواء في الأراضي المحتلة عام 1967 أم داخل الخط الأخضر.
المصدر: الوقت