اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، بان المطالب المشروعة للشعبين اللبناني والعراقي تتحقق فقط في أطر الآليات القانونية .
وفي كلمته اليوم الاربعاء خلال رعايته مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط جامعات الجيش في الجمهورية الاسلامية الايرانية اشار سماحته الى اهمية موضوع الامن لكل مجتمع والمسؤولية المهمة الملقاة على عاتق القوات المسلحة لتوفير الامن وقال، انه لو لم يتوفر الامن في مجتمع ما لن تتوفر فيه امكانية مزاولة الانشطة الاقتصادية والعلمية والبحثية والاعمال الفكرية والثقافية لذا فان الحفاظ على الامن يعد مسؤولية قيّمة جدا يجب معرفة قدرها.
واعتبر اكبر ضربة يمكن ان توجه لبلد ما هو تقويض امنه واشار الى مخططات الاعداء لاثارة الفوضى وتقويض الامن في بعض دول المنطقة واضاف، ان الجهات الكامنة وراء هذه الاعمال الخبيثة والاحقاد الخطيرة مكشوفة اذ تكمن وراء هذه القضايا اميركا واجهزة الاستخبارات الغربية وبتمويل من بعض الدول الرجعية في المنطقة.
وخاطب سماحته الحريصين على مصلحة العراق ولبنان قائلا، ان الاولوية الرئيسية هي معالجة اضطراب الامن وليعلم شعبا هذين البلدين بان العدو يسعى لتقويض الاليات القانونية وخلق الفراغ فيهما لذا فان الطريق الوحيد لوصول الشعب الى مطالبه المشروعة هو متابعتها في اطر الاليات القانونية.
وتابع سماحته، ان الاعداء كانوا قد وضعوا هكذا مخططات لبلدنا العزيز ايران ولكن لحسن الحظ جاء الشعب الواعي الى الساحة في الوقت المناسب وكانت القوات المسلحة جاهزة ايضا وتم احباط ذلك المخطط.
وفي جانب اخر من حديثه اشار قائد الثورة الاسلامية الى الفارق في طبيعة جيوش قوى الاستكبار وجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال، ان المسؤولية الرئيسية لجيوش قوى الاستكبار هي العدوان والاحتلال والاضرار بالدول الاخرى الا ان فلسفة ومنطق القوات المسلحة الايرانية هو الدفاع الراسخ والمقتدر ولا مكان للعدوان فيه ابدا.
ولفت سماحته الى بعض الجرائم التي ارتكبتها جيوش بريطانيا وفرنسا واميركا خلال المائة عام الاخيرة في شبه القارة الهندية وشرق وغرب اسيا وشمال ووسط افريقيا واضاف، ان المشكلة الرئيسية لهذه الجيوش هي اعتمادها على انظمة استكبارية، فيما نؤكد نحن دوما على ضرورة ان تعتمد اركان الدولة وعناصرها المختلفة على القرآن والاسلام.
وقال آية الله الخامنئي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تثمن قواتها المسلحة سواء الجيش او الحرس الثوري او التعبئة او قوى الامن الداخلي والتي تعتبر ضمن العناصر المؤثرة والمهمة للبلاد.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية التضحية في جميع الساحات والخروج بشموخ من كافة اختبارات الاعوام الاربعين الاخيرة ، من الخصائص والميزات الاخرى لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف، ان عددا كبيرا من العناصر المؤمنة في الجيش من امثال الشهداء صياد شيرازي وستاري وبابائي وفلاحي وفكوري وكذلك الفقيد ظهير نجاد والفقيد سليمي قد واكبوا الثورة الاسلامية وجاءوا بقوات الجيش الهائلة معهم في هذا المسار.
واعتبر سماحته احد مجالات شموخ الجيش هو دعم جبهة المقاومة خلال الاعوام الاخيرة واضاف، ان هذا الدور المهم سيتم الاعلان عنه مستقبلا وفي وقته المناسب.
واكد بان التحول في التنظيم والتكتيكات العملانية وفي الفكر والثقافة والتوجهات، يعد من الخصائص البارزة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية "الحفاظ على الامل بالمستقبل" و"الثقة بتحقق الوعود الالهية" عاملان مهمان لمواجهة المؤامرات واضاف، اليوم وفي ظل العناية الالهية ورغم انف الاعداء يزخر شباب البلاد بالامل ووعود الهية تتحقق امام انظارنا لربما كان من الصعب تصديق تحققها في الماضي.
ولفت سماحته الى ان الهزائم المتلاحقة للكيان الصهيوني امام شباب حزب الله المؤمنين والشبان الفلسطينيين الاباة في حروب الـ 33 والـ 22 والـ 7 ايام امثلة عينية لتحقق الوعود الالهية واضاف، ان فشل الاستكبار في منطقة غرب اسيا رغم نفقاتهم الباهظة واعترافهم هم انفسهم بهذا الفشل، يعد من الامثلة الاخرى لتحقق الوعود الالهية.
واكد قائد الثورة بانه وفي ظل العناية الالهية ستتحول مسيرات العودة في غزة يوما الى عودة الفلسطينيين الى ارضهم وديارهم.
وشدد سماحته على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة لمعرفة مخططات الاعداء والتصدي لها واعتبر البصيرة بانها الضرورة لعدم التاثر بممارسات الاعداء الرامية الى تشويه الحسابات لدى المسؤولين والشعب واضاف، انه ومن دون الوعي واليقظة لا يمكن تحديد المصالح الحقيقية وطريق الوصول اليها ولا يمكن معرفة الشخص الذي ينبغي ان يحمل هذا العبء الكبير على عاتقه.
وقال، انه على جميع ابناء الشعب خاصة القوات المسلحة الشعور بالمسؤولية والواجب وان يكونوا على حذر كي لا يؤثر العدو في حساباتهم الفكرية.
وفي محصلة لتصريحات سماحة القائد اكد على النقاط التالية وهي 1-لا ينبغي الثقة بالعدو ولا ينبغي التفاؤل به بسذاجة 2-لا ينبغي الغفلة لحظة واحدة عن تحركات العدو 3-لا ينبغي تصور العدو عاجزا وضئيلا بل ينبغي معرفته على حقيقته والجهوزية لمواجهته 4-لا ينبغي الغرور بالانتصارات لان لحظة واحدة من الغفلة يمكنها كحرب احد ان تحول انتصارا الى هزيمة ولو كان النبي الاكرم (ص) حاضرا في الميدان.
وبشان الحفاظ على عوامل الانتصار قال، انه على القوات المسلحة الحذر من الفتنة وان تكون لها الجهوزية والاستعداد للتصدي للفتنة لانه وفقا لما جاء في القرآن الكريم فان الفتنة اشد من القتل.