تقرير أمريكي حول القدرة العسكرية الإيرانية.. هل باتت واشنطن تخاف من قدرات طهران المتنامية؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
تقرير أمريكي حول القدرة العسكرية الإيرانية.. هل باتت واشنطن تخاف من قدرات طهران المتنامية؟

كشفت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء الماضي عن تنامي القدرات العسكرية لقوات الجيش الإيرانية في جميع المجالات الصناعية والدفاعية وفي هذا التقرير الذي شمل 130 صفحة، تم تسليط الضوء على أهداف واستراتيجيات وخطط وبرامج القوات العسكرية الإيرانية، كما تطرق هذا التقرير إلى الهيكل التنظيمي الخاص بالقوات المسلحة الإيرانية وإلى القدرات العسكرية التي تمتلكها هذه القوات الإيرانية.  

وزعم هذا التقرير بأن طهران تبذل الكثير من الجهود في كل المجالات الصناعية والعسكرية لكي تصبح القوة العظمى في منطقة غرب آسيا ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ولفت هذا التقرير الأمريكي إلى أن طهران تمكّنت خلال السنوات الماضية من المضي قدماً في مجال تصنيع وتطوير العديد من المعدات الصاروخية والطائرات من دون طيار، وفي بداية هذا التقرير تحدّث "روبرت اشلي" رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية قائلاً: "خلال السنوات الماضية تمكّنت إيران من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية وهذا الأمر شكّل تهديداً لمصالحنا ولمصالح حلفائنا في منطقة الشرق الأوسط ولهذا فإنه ينبغي علينا أن نعرف إلى أي مدى أصبحت إيران قوية في المجال العسكري"، وفي جزء آخر من حديثه، قال "أشلي": "إن طهران ترى الآن بأنها أصبحت قريبة جداً من تحقيق جميع أهدافها ولقد تمكّنت إيران خلال السنوات الماضية من اللعب بالعديد من الكروت لممارسة الكثير من الضغوط على أمريكا".

 

الجدير بالذكر أن هذا التقرير الأمريكي بدأ بذكر تاريخ القوات المسلحة الإيرانية قبل نجاح الانقلاب الإسلامي وبعده وبعد ذلك عكف هذا التقرير على دراسة هذه القضية في أربعة فصول وهي كالتالي:

  1. إلقاء نظرة على القوات المسلحة الوطنية
  2. الاستراتيجيات الوطنية
  3. القدرات العسكرية الإيرانية
  4. الرؤية.. العمل على تأهيل وتطوير قوات عسكرية قوية

كما أن هذا التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية سلّط الضوء أيضاً على القوات البحرية والصاروخية والبرية والجوية الإيرانية، وفي جزء آخر من هذا التقرير ذُكر أيضاً: " أن طهران تعتبر أمريكا أكبر تهديد لها وتعتقد طهران أيضاً بأن أمريكا قامت بالعديد من المؤامرات ضدها لمنعها من الوصول إلى مكانة عالية في المنطقة".

وفي سياق متصل، ذكر هذا التقرير الأمريكي بأن طهران قامت خلال السنوات الماضية بتطوير العديد من مجالاتها العسكرية وذلك من أجل أن تتمكن من مواجهة أي عدو يمتلك تكنولوجيا عسكرية متطورة وزعم كاتب هذا التقرير إلى أن طهران استخدمت خلال الفترة الماضية الكثير من الاستراتيجيات الحربية لتطوير قدراتها العسكرية، كما جاء في هذا التقرير الأمريكي بأن الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية شهدت خلال السنوات الماضية تطوّراً ملحوظاً وذلك من أجل مواجه العديد من التهديدات ولا سيما تهديدات الجماعات الارهابية والتهديدات الصهيونية والسعودية.

كما لفت هذا التقرير إلى أن قوات الجيش الإيرانية تدخل هذه الأيام مرحلة جديدة من التطور في العديد من المجالات الصناعية والعسكرية ولها الآن القدرة الكافية للتعامل بشكل جديد مع الكثير من أشكال التهديدات وأصبح لديها الآن العديد من القوات البشرية والتكتيكية والمعدات والوحدات والمقار العسكرية التي تعمل ليل نهار على حماية المدن الإيرانية من التهديدات الإرهابية.

وفي جزء آخر من هذا التقرير والذي جاء تحت عنوان "استراتيجية الأمن الوطني"، ذكر هذا التقرير بأن أهداف هذه الاستراتيجية الإيرانية تتمثل في حفظ النظام الجمهوري الإسلامي في إيران وحفظ الأمن والاستقرار في داخل المدن الإيرانية وترسيخ مكانة إيران في منطقة غرب آسيا كقوة عظمى يُحسب لها الكثير وأيضاً لتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي لأبناء الشعب الإيراني وذكر هذا التقرير أيضاً: "لقد تمكّنت إيران خلال الفترة الماضية من صياغة استراتيجية الثبات والاستقرار والعديد من الاستراتيجيات العسكرية والأمنية".

وحول هذا السياق، كتبت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية حول المحاولات التي تبذلها طهران لكي تصبح قوة عظمى في المنطقة وقالت:" إن طهران تبذل الكثير من الجهود لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتسعى أيضاً إلى توسيع نفوذها في المنطقة.

كما أن طهران تحاول الحفاظ على حلفائها وطرد جميع القوات الأجنبية ولا سيما الأمريكية من المنطقة وتحاول أيضاً هزيمة كل الجماعات الإرهابية التي تنتشر في بعض دول المنطقة ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف، قدّمت طهران الكثير من الدعم المالي والعسكري لحلفائها في المنطقة".

وتحدث التقرير في جزء آخر عن الاستراتيجيات العسكرية الإيرانية، حيث كشف: "أن طهران عبارة عن مجموعة معقّدة من القدرات العسكرية والأمنية والاستراتيجية الأمنية الإيرانية تحاول في المقام الأول ردع القوى الأجنبية التي تريد مهاجمتها.

كما أن حلفاء طهران في المنطقة قد يقدّمون لها يدّ العون لحفظ مصالحها والوقوف ببسالة أمام منافسيها في المنطقة وفي المقام الثاني تمتلك طهران الكثير من القدرات الصاروخية والعسكرية التي تمّكنها أيضا من مواجهة أي تهديد".

وفيما يتعلق بقدرات القوات المسلحة الإيرانية، ذكر هذا التقرير بأن طهران تمتلك الكثير من الصواريخ الباليستية التي تعتبر العنصر الرادع الأساسي لأي هجوم غادر من قبل الأعداء وكشف هذا التقرير بأن طهران بذلت الكثير من الجهود خلال العقود الأربعة الماضية لتطوير وصناعة أنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات الحربية والطائرات من دون طيار وذلك من أجل مواجه كل التهديدات الأمريكية والصهيونية والسعودية في المنطقة.

كما وصف هذا التقرير القدرات الصاروخية الإيرانية وقال: " إن طهران تمتلك الكثير من أنواع قاذفات الصواريخ والكثير من الصواريخ البعيدة المدى والمتوسطة المدى والقصيرة المدى التي يمكنها أن تضرب أهدافاً تقع على بُعد 2000 كيلو متر وبهذا التطور الملحوظ أصبحت طهران من أقوى دول المنطقة".

وفي الفصل الأخير من هذا التقرير، ذُكر أن طهران سوف تقوم في المستقبل بتطوير وصناعة العديد من الصواريخ الباليستية والعديد من القطع البحرية مثل السفن الحربية والغواصات وذلك من أجل السيطرة على مضيق هزمر بالكامل.

الجدير بالذكر أن القوة البرية للجيش الإيراني تحرّكت أيضاً خلال السنوات الأخيرة في مسار التنمية وتعزيز القدرات ورفع الجاهزية، وفي وقتنا الحالي أصبحت هذه القوات تتمتع بجاهزية عالية في مختلف المجالات القتالية، وإذا نظرنا إلى الوراء، فسوف نرى أنه خلال السنوات الأربعين الماضية تمكّنت وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية من قطع مسار طويل في مجال صناعة وتطوير العديد من المعدات العسكرية

قراءة 930 مرة