خطاب ترامب يأتي قبل ساعات من تصويت مجلس الشيوخ على إدانته أو تبرئته من التهمتين الموجهتين له (الأوروبية)
عرض الرئيس الأميركي فجر اليوم الأربعاء في خطاب "حالة الاتحاد" السنوي ما اعتبرها إنجازات كبيرة حققتها إدارته، خاصة على الصعيد الاقتصادي، ويأتي الخطاب قبل ساعات من تصويت في ختام محاكمة ترامب برلمانيا بمجلس الشيوخ بتهمتي إساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وفي الخطاب الذي ألقاه في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ بمبنى الكونغرس بواشنطن، تناول ترامب ملفات رئيسية بينها تنمية الاقتصاد عن طريق خلق ملايين الوظائف، والرعاية الصحية، والهجرة غير النظامية، والأمن القومي.
وأثناء صعوده على المنصة، تجاهل ترامب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي مدت يدها لمصافحته، وقد قامت بيلوسي بعد انتهاء الخطاب مباشرة بتمزيق نسخة منه كانت بحوزتها.
وقد بدأ الرئيس الأميركي خطابه بتأكيد أن وضع الولايات المتحدة أكثر وقاية من أي وقت مضى، وقال إن إدارته حققت منذ توليه الرئاسة عام 2016 إنجازات كثيرة.
وخصص حيزا مهما للحديث عن الإنجازات الاقتصادية، واعتبر في هذا الإطار أن سنوات التراجع الاقتصادي قد ولّت إلى الأبد.
وأشار إلى أن معدلات البطالة في رئاسته هبطت إلى أدنى مستوى، وتحدث عن خلق سبعة ملايين فرصة عمل، وإزالة عشرة ملايين أميركي من سجل البطالة.
كما قال إنه بفضل سياسات إدارته أصبحت الولايات المتحدة مستقلة في قطاع الطاقة، وباتت المنتج الأول للنفط والغاز الطبيعي في العالم.
وفي سياق الحديث عن النجاحات الاقتصادية والتجارية التي حققتها إدارته، أشار ترامب إلى استبدال الاتفاق التجاري مع كندا والمكسيك، وهو ما لم يستطع فعله رؤساء من قبله، وفق تعبيره.
كما قال إن الرسوم الجمركية نجحت في دفع الصين لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة، معتبرا أن الاتفاق يحمي العمال الأميركيين.
استثمار بالجيش
وفي مجال الأمن القومي، قال الرئيس الأميركي إن إدارته استثمرت 2.2 تريليون دولار في الجيش الأميركي، مضيفا أن حلفاء الولايات المتحدة باتوا يدفعون حصتهم في النفقات العسكرية.
كما تحدث في السياق عن تدشين الفرع الجديد في الجيش الأميركي، وهي قوات الفضاء، ووعد بأن تكون بلاده الدولة الأولى التي تضع علمها على كوكب المريخ.
وفيما يتعلق بمكافحة الهجرة، أشار ترامب إلى الجدار الذي تقيمه إدارته على الحدود مع المكسيك، وأشار إلى الانتهاء من تشييد 160 كيلومترا منه حتى الآن، مشددا على أن إدارته بذلت جهودا غير مسبوقة لتأمين الحدود الجنوبية للبلاد.
وبخصوص المهاجرين أيضا، قال إن إدارته تسعى لتعديل القانون ليكون السماح بدخول المهاجر مشروطا بكفاءته، وإنه ينبغي عدم تمكين المهاجرين من الرعاية الصحية المجانية.
وانتقد في الأثناء نظام الرعاية الصحية الذي أقرته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بقوله إنه لن يسمح للاشتراكية بتدميره.
كما تحدث عن مقاومة إدارته للأمراض بقوله إنها تعمل على اجتثاث مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في الولايات المتحدة بنهاية العقد الحالي.
قضايا خارجية
وتناول الرئيس الأميركي في خطاب حالة الاتحاد قضايا خارجية مختلفة، قائلا في هذا الإطار إن بلاده تنسق مع الحكومة الصينية لمكافحة انتشار فيروس كورونا الذي انطلق من مدينة ووهان في إقليم هوبي بالصين وأسفر حتى الآن عن وفاة المئات وإصابة أكثر من 24 ألفا آخرين، وفق أحدث الإحصائيات.
وعن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الشهر الماضي في بغداد، ذكر ترامب أن القوات الأميركية قتلته بناء على أوامر منه، لأن سليماني مسؤول عن مقتل آلاف العسكريين الأميركيين في العراق، وفق قوله.
وقال أيضا إن على النظام الإيراني أن يتخلى عن سعيه لحيازة السلاح النووي.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي إن بلاده قضت على تنظيم الدولة وقتلت زعيمه أبو بكر البغدادي.
وعن فنزويلا، وصف ترامب رئيسها نيكولاس مادورو بالدكتاتور وتوعد بتدميره، وبأن يكون خصمه اللدود خوان غوايدو الرئيس القادم.
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن مراد هاشم إن الخطاب فرصة لترامب لإطلاق حملته تمهيدا لانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
المصدر : الجزيرة