- الكاتب: هيئة تحرير "وول ستريت جورنال"
- المصدر: وول ستريت جورنال
إن الاتفاق الإيراني الصيني يساعد إيران على تفادي العقوبات الأميركية، وسيخفف ضخ السيولة الصينية من الضغط الاقتصادي على طهران.
- ظريف ونظيره الصيني بعد التوقيع على الاتفاقية الثنائية في العاصمة طهران (أ ف ب).
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في افتتاحيتها إن أي شخص اعتقد أن العالم سيكون أكثر وداً وحماسة لمصالح الولايات المتحدة بمجرد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشهد قد تلقى تنبيهاً قاسياً في الشهرين الماضيين. وأوضحت أن أحدث دليل على ذلك هو الاتفاق بين الصين وإيران الذي وقع في نهاية الاسبوع والذي يشكل مثالاً على اتحاد خصوم الولايات المتحدة لتعزيز طموحاتهم الاستراتيجية.
وأضافت هيئة تحرير الصحيفة أن الجانبين الصيني والإيراني قد وقعا على ما وصفاه بـ"شراكة إستراتيجية" لمدة 25 عاماً والتي ترقى إلى تعميق العلاقات بشكل كبير.غفالصين ستستثمر مئات عدة من ملايين الدولارات في مجموعة متنوعة من المشاريع الإيرانية بما في ذلك الطاقة النووية والموانئ وتطوير النفط والغاز. في المقابل ستحصل الصين على إمدادات ثابتة من النفط الإيراني. وسيعمّق الطرفان تعاونهما الدفاعي حيث ستنقل الصين لطهران بعض التكنولوجيا العسكرية.
وانتقدت الصحيفة المدافعين في الإدارة الأميركية عن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذين يقولون إن الاتفاق الصيني الإيراني لا يغير في الوضع القائم، وبالتالي لا ينبغي أن يؤثر على تقرّب الولايات المتحدة من إيران. وقالت إنه يجب عدم تصديق هؤلاء، فهذه الصفقة الكبيرة تعزز المصالح الاستراتيجية لكلا الجانبين على حساب الولايات المتحدة وعلى حساب الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن هذا الاتفاق يساعد إيران على تفادي العقوبات الأميركية، وسيخفف ضخ السيولة الصينية من الضغط الاقتصادي على حكام إيران. إذ سيكون لإيران مشترٍ لفترة طويلة لصادراتها النفطية التي خفضتها العقوبات الأميركية. إن دخل النقد الأجنبي، إذا كانت هذه هي الطريقة التي يتم بها سداد مدفوعات الصين عن الصادرات النفطية، فسوف يموّل الحرس الثوري الإسلامي والقوات الحليفة في اليمن وسوريا والعراق.
يوسّع نفوذ الصين في الشرق الأوسط الذي تريده للوصول إلى الطاقة والمواد الخام بالإضافة إلى زيادة نفوذها الاقتصادي. كما كانت الصين تغازل السعوديين ودول الخليج بإغراءات اقتصادية. ونظرًا لأن ثورة النفط الصخري جعلت الولايات المتحدة أقل اعتمادًا على نفط الشرق الأوسط فإن مصدري النفط هؤلاء يحتاجون للوصول إلى السوق الصينية. وإذا كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير موثوقة فيمكن لهذه الدول أن تضع رهاناتها مع الصين.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن البلدين سينشئان أيضاً بنكاً صينياً إيرانياً بهدف التهرب من هيمنة الدولار الأميركي في التجارة العالمية التي تمنح العقوبات الأميركية فعاليتها. إن كسر قبضة الدولار على التجارة والتمويل العالميين هو هدف رئيسي لروسيا والصين وإيران حيث تعتقد الصين أن الإسراف المالي للولايات المتحدة يعرّض دور الدولار كعملة احتياطية للعالم للخطر، ويريدون من اليوان الصيني أن يحل محله.
ورأت الصحيفة الأميركية المحافظة أن الاتفاق سيوسع نفوذ الصين في الشرق الأوسط الذي تريده بكين للوصول إلى الطاقة والمواد الخام بالإضافة إلى زيادة نفوذها الاقتصادي. كما كانت الصين تغازل السعوديين ودول الخليج بإغراءات اقتصادية. ونظراً لأن ثورة النفط الصخري جعلت الولايات المتحدة أقل اعتماداً على نفط الشرق الأوسط، فإن مصدري النفط هؤلاء يحتاجون للوصول إلى السوق الصينية. وإذا كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير موثوقة فيمكن لهذه الدول أن تضع رهاناتها مع الصين.
وأضافت: كما تعقد العلاقات بين الصين وإيران المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. يريد بايدن وأوروبا أن تعود إيران إلى الاتفاق النووي، لكن إيران المدعومة من الصين ستكون أقل عرضة للضغوط للقيام بذلك. والشيء نفسه ينطبق على مساعدة حلفائهم الحوثيين الذين يريدون السيطرة على اليمن. إذ يمكن للصين وروسيا منع أي محاولة لممارسة المزيد من الضغط العالمي على إيران من خلال الأمم المتحدة.
وتابعت الافتتاحية: كل هذا يظهر حماقة الاعتقاد بأن السماح للخصوم بالسيطرة على مناطقهم سيكون له عواقب حميدة يمكن للولايات المتحدة تجاهلها. فالانعزاليون الأميركيون من اليمين واليسار يريدون منح روسيا والصين وإيران "مناطق نفوذ" في مقابل تراجع الولايات المتحدة. لكن كلما ازدادت قوتة هؤلاء الخصوم في مناطقهم، كلما زاد احتمال تعاونهم على نطاق عالمي لتقويض المصالح الاقتصادية والأمنية الأميركية. فكروا في تعاون إيران وروسيا في سوريا أو تهرب الصين وروسيا من عقوبات الأمم المتحدة لمساعدة كوريا الشمالية، أو عمل الصين وروسيا من خلال كوبا لدعم نظام فنزويلا.
يقول الرئيس الاميركي جو بايدن وفريقه من "الليبراليين الدوليين" إنهم يريدون إحياء النظام الدولي "القائم على القواعد" الذي يعتقدون أن ترامب قد فككه. إنه خيال ممتع. كان هذا النظام يتآكل مع صعود هؤلاء الخصوم الإقليميين، الذين بسطوا نفوذهم في ظل تراجع التحدي في عهد الرئيس باراك أوباما. إن المفهوم القائل بأن الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى متعددة الجنسيات التي تضم هؤلاء الخصوم ستفرض قواعد عالمية ضد حلفائهم المارقين تتناقض مع التجربة. فهم سوف يقوّضون تلك القواعد عندما يخدم ذلك مصالحهم.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن العالم قد أصبح أكثر خطورة بغض النظر عن آمال السيد بايدن. فكوريا الشمالية تطلق الصواريخ مجدداً والصين تهدد تايوان بشكل أكثر عدوانية، وإيران تزيد انتهاكاتها النووية، وروسيا تواصل تقويض أهداف الولايات المتحدة أينما استطاعت. وبينما ينشغل فيه بايدن بـ"تحويل" الاقتصاد الأميركي، فإن العالم يتغير كذلك، وليس بطريقة جيدة. وإذا أراد بايدن استعادة النظام العالمي القائم على القواعد، فسيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها القيام بذلك. ويمكنهم البدء بالتخلي عن الأوهام ازاء مخططات خصومهم.
نقله إلى العربية: الميادين نت