تصاعدت حدّة التوتر في شبه الجزيرة الكورية غداة تبنّي قرار العقوبات الجديدة الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بحق كوريا الشمالية، حيث أعلنت بيونغ يانغ أمس أنها ستلغي ميثاق عدم الاعتداء المبرم مع كوريا الجنوبية. وقالت «لجنة إعادة التوحيد السلمي لأرض الآباء» في بيونغ يانغ، في بيان، إن العلاقات بين الشمال الجنوب «لم تعد قابلة للإصلاح»، مؤكدة أن «وضعاً بالغ الخطورة يسود شبه الجزيرة الكورية حيث يمكن أن تندلع حرب نووية في أي لحظة».
وأكد البيان أن اتفاقية عدم الاعتداء التي تم التوصل إليها في بداية تسعينيات القرن الماضي بين الكوريتين سُتلغى اعتباراً من 11 آذار الجاري، وذلك عندما تبدأ القوات الكورية _ الأميركية المشتركة بتنفيذ تدريباتها العسكرية المعروفة باسم «الحل الأساسي» و«فرخ النسر». وأضافت اللجنة أنها ستباشر قطع خط هاتف الصليب الأحمر، أي «الخط الساخن» الموجود في قرية الهدنة «بان مون جوم»، الذي أقيم عام 1971 بين الطرفين. في الوقت نفسه، أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأن الزعيم كيم جونغ أون قد قام بزيارة تفقدية لوحدات الجيش الأمامية. وأشار التقرير، الذي صدر أمس، إلى أن كيم تفقّد مواقع الحراسة العسكرية المواجهة لجزيرة «يون بيونغ»، حيث أشار إلى أن القوات الكورية الشمالية، بما فيها وحدات خط المواجهة وقوات الجيش والبحرية، «على أهبة الاستعداد لشن حرب شاملة». وأضاف كيم أيضاً أنه سيقوم «بتوجيه قوات الوحدات الأمامية بشن غارة تهدف إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية، وذلك في حال عاودت قوات العدو محاولتها لمس ولو جزء صغير من المياه الكورية الشمالية». في المقابل، أكد وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أنه يأمل أن يفكر الاتحاد الأوروبي في عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية تذهب أبعد من تلك التي أقرّها مجلس الأمن. وقال «علينا أن نتناقش الاثنين لنعرف ما إذا كنا نرغب في اتخاذ إجراءات جديدة أبعد من العقوبات التي تبنّاها مجلس الأمن»، مضيفاً «علينا أن ندرس مساهمتنا كي لا يضعف الضغط على نظام» بيونغ يانغ.
وينص القرار 2094 الذي اعتمده أعضاء المجلس الـ15 بالإجماع على وقف مصادر التمويل لبرامج بيونغ يانغ العسكرية، كما يفرض رقابة على الدبلوماسيين الكوريين الشماليين ويوسع اللائحة السوداء للشركات والأشخاص المجمدة حساباتهم أو الممنوعين من السفر.
وبحسابات الأرقام التي أوردها موقع راديو كوريا «kbs»، يبدو جيش كوريا الشمالية أكبر من جيش الجنوب الأكثر ثراءً في العدة ونوعية الأفراد. ويبلغ قوام الجيش الكوري الشمالي 1.2 مليون جندي مقابل 640 ألف جندي في جيش كوريا الجنوبية يتلقون دعماً من 26 ألف جندي أميركي يتمركزون في البلاد. ومع ذلك، فإن قدرات بيونغ يانغ لا تتفق مع ما توحي به الأرقام. ويرى خبراء في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تفتقر إلى جيش تقليدي قادر على الدخول في معركة طويلة بسبب ندرة الموارد، لذلك ركّزت جهودها على الأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وتمتلك كوريا الشمالية نحو 12000 قطعة مدفعية ينتشر الكثير منها قرب الحدود، ولديها ترسانة من الصواريخ المتوسطة المدى في وضع التشغيل، ويمكن لبعضها أن يصل إلى مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر، وهو ما يضع كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة «جوام» الأميركية في مرماها. وتمتلك القوات الجوية للشمال أكثر من 820 طائرة مقاتلة وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، لكنها لا تملك ما يكفي من الوقود لقيامها بطلعات أو لإجراء التدريبات اللازمة للحفاظ على الكفاءة القتالية. وتقول سيول إن لدى الشمال 4200 دبابة.