أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال اجتماع مع زعماء يهود في البيت الأبيض أول من أمس، أن أهداف زيارته الى الأراضي المحتلة تتضمن تأكيد الالتزام بأمن اسرائيل وتوجيه رسالة حازمة الى إيران وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، في وقت حذر قياديون فلسطينيون من زيارة أوباما للأقصى برفقة جنود الاحتلال، ودعوا المقدسيين الى التصدي له بالأحذية.
واجتمع أوباما في البيت الأبيض مع العشرات من الزعماء اليهود، بينهم ممثلون عن «سلام الآن» وحتى «المحافظين الجدد من اليمين». وقال إنه يوجد 4 أهداف لزيارته للأراضي المحتلة في العشرين من آذار الجاري. الأول هو للتشديد على الالتزام الصلب للولايات المتحدة تجاه إسرائيل، والثاني ليؤكّد أنه يدرك حقيقة أن الشرق الأوسط يتحول إلى منطقة قاسية جداً بالنسبة لإسرائيل مع تحديات صعبة من قبل مصر وسوريا وإيران، وأنه بالتالي يجب على الولايات المتحدة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل.
أما الهدف الثالث، فهو لإرسال رسالة مباشرة إلى إيران مفادها أن كافة الخيارات موجودة على الطاولة، بما في ذلك الخيار العسكري. وأضاف أن الخيار المفضل هو الخيار الدبلوماسي والذي تمنح إيران بموجبه إمكانية «النزول عن الشجرة» بشكل محترم، فيما يقوم الهدف الرابع على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، معترفاً في الوقت نفسه بضآلة هذا الاحتمال. ونُقل عن أوباما قوله إنّ ضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد مرتبط بحل القضية الفلسطينية. وانتقد ما سماه «الالتفاف الفلسطيني على العملية السياسية (المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة) بدلاً من إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل، إضافة إلى محاولة نزع الشرعية عن إسرائيل». وقال إنّه ينوي أن يجعل من زيارته لإسرائيل «زيارة تضامن مع المجتمع الإسرائيلي، ومع اقتصاده القوي، ومع التكنولوجيا الناجحة، ومع الروح الإنسانية». وأضاف أنه خلال زيارته إلى رام الله سيقول إن «السلام ممكن، ولكنه صعب لأن الفلسطينيين ملزمون باتخاذ خطوات من أجل السلام».
وحول إيران، أكّد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان كل المعلومات حول إيران، وأنّ هناك تطابقاً في المعلومات بين الطرفين بنسبة 95 في المئة. وعن الفلسطينيين، قال أوباما إنه لا يوجد قيادة قوية، وإنه يدعم توحيد الفصائل الفلسطينية شرط ألا تكون حكومة الوحدة ضد السلام وضد حل الدولتين. وقال إنه يجب التفكير في ما يجب القيام به لتعزيز «الفلسطينيين المعتدلين»، وإنه على «(بنيامين) نتنياهو وأبو مازن ألا يعملا كل على إضعاف الطرف الآخر».
بدوره، اعتبر رئيس الحكومة المقالة، اسماعيل هنية، أن زيارة أوباما المرتقبة للمنطقة لن تحدث اختراقاً بالقضية الفلسطينية وستعطل المصالحة. وقال، خلال خطبة الجمعة، «أنبه السلطة الفلسطينية لعدم الوقوع في فخ الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي وعدم إغلاق الباب أمام المصالحة». وأضاف أنّ «الهجمة على الأسرى والمسرى (الأقصى) تتزامن مع زيارة أوباما وستركز على الأجندة الإقليمية وستشرعن المفاوضات التي وصفها بالعبثة»، داعياً الى ترتيب البيت الفلسطيني. كما حذّر القيادي الحمساوي مشير المصري، في مسيرة تضامنية مع الأقصى في غزة، من التعاطي السياسي مع زيارة الرئيس الاميركي باراك الى المسجد الاقصى. واعتبر أن زيارة أوباما للأقصى تحت سلطة الاحتلال يشكل اعلان حرب على الامة العربية والاسلامية، داعياً إياه إلى العدول عن هذه الزيارة.
من جهته، دعا القيادي في حركة «الجهاد» الاسلامي، خالد البطش، الشعب الفلسطيني في القدس إلى التصدي لزيارة الرئيس الأميركي ومنعه من دخول المسجد الأقصى. وقال إنّ «الجماهير الفلسطينية في القدس لن تسمح لأوباما بزيارة المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية». وأضاف «أن المقدسيين سيتصدّون له وسيمنعونه وسيرجمونه بالأحذية».