السائل: سماحة السيّد علي قاضي عسكر (دام عزّه) ممثّل الولي الفقيه المحترم في شؤون الحجّ والزيارة ومسؤول الحجّاج الإيرانيين.
موضوع السؤال: عقائدي
رقم السؤال: 20021
تأريخ الجواب: 26 / 12 / 1391 ه. ش.
نصّ الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ ما دوّنتموه في سؤالكم هي حقيقةٌ مرّةٌ يجب على جميع المسلمين في العالم الالتفات إليها ووضع حلولٍ لها من أجل معالجتها، لا سيّما علماء المذاهب الإسلامية وقادة البلدان المسلمة. واليوم فإنّ الاستكبار العالمي وأعداء الإسلام يوسّعون من نطاق سلطتهم الثقيلة يوماً بعد يومٍ ويرسّخونها أكثر فأكثر وذلك عن طريق تأجيج خلافاتٍ في صفوف المسلمين، ولا سيّما الخلافات المذهبية والعقائدية. القرآن الكريم يؤكّد على أنّ هذه الخلافات كالنار والعذاب اللّذَينِ يسيطران على المجتمع الإسلامي كما جاء في قوله تعالى: «قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ»، أيضاً يؤكّد على أنّ الاستكبار وأعداء الإنسانية والمعنوية لو تمكّنوا من السيطرة على البشر، فسبب ذلك يعود إلى تأجيج هذه الخلافات كما جاء في قوله تعالى: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا». وعلاج هذا المرض الأليم ورفع هذا البلاء العظيم لا يكون ممكناً إلا عبر العمل بأوامر القرآن الكريم: «تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم».
بناءً على هذا وكما تمّ التأكيد عليه مراراً، لا يجوز عقلاً ولا شرعاً إثارة الخلافات من قبل أيّ شخصٍ أو فئةٍ، كما لا تجوز إثارة المشاعر المذهبية ولا سيّما إهانة مقدّسات المسلمين ومعتقداتهم، ولا يجوز إيجاد تفرقةٍ في صفوف أتباع النبيّ العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم). أمّا الأعمال التخريبية والانتحارية التي تقوم بها الزُّمر التكفيرية والمتحجّرة والتي تؤدّي إلى مقتل المسلمين الأبرياء، فهي أعمال قبيحةٌ وغير إنسانيةٍ تؤلم قلب كلّ إنسانٍ حرٍّ، وبالتأكيد فإنّ هكذا أعمال هي مراد أعداء الإسلام والمسلمين، فالاستكبار العالمي يسعى لإرغام المسلمين على اتّباعه عن طريق تأجيج هذه الخلافات والأعمال التي تزرع بذور التفرقة، ومن البديهي أنّ اتّباع الأعداء والاستكبار العالمي هو من كبائر الذنوب.
نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين من شرّ الخلافات والتفرقة وأن يوفّق كلّ من يعمل على توثيق وحدة المسلمين، بمن فيهم سماحتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوقيع: حسين المظاهري
الرابع من جمادى الأولى 1434 ه.
الموافق: 26 / 12 / 1391 ه. ش.