بسم الله الرحمن الرحيم
«إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ». (سورة الأنبياء، الآية: 92)
إنّ الوحدة والأُخوّة هما من أثمن النِّعم الإلهية التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، حيث قال: «وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً». (سورة آل عمران، الآية: 103)
كيف يمكن لأحدٍ أن يدّعي أنّه من أتباع نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) ويُسمّي نفسه مسلماً دون أن يحترم حياة الآخرين وأعراضهم وأموالهم؟!
الذين يعتقدون بأنّهم يدافعون عن الإسلام من خلال العنف وإراقة الدماء، هم مخدوعون وقد أصبحوا وسيلةً لتحقيق أطماع أعداء الأمّة الإسلامية. وفي عالمنا اليوم فإنّ التفرقة بين المسلمين سوف لا تسلبهم شوكتهم وعظمتهم وطمأنينتهم فحسب، بل إنّها سوف تكون سبباً لإهانة الإسلام في أنظار العالم، ويجب على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) تحمّل هذه المسؤولية قبل سائر إخوانهم المسلمين.
نحن نفتخر بأنّنا من أتباع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وحقيقة التشيّع هو السير في طريقٍ سلكه إمام أهل الإيمان، وهذا الإمام لم يكن يسمح بسبّ الآخرين أو إهانتهم حيث كان ينهى عن السيّئ من القول. فهذا الرجل الفذّ قد خطا قُدماً نحو العمل على تحقيق مصالح الإسلام والمسلمين ودعا إلى الإصلاح بين المسلمين وتآخيهم ووحدتهم ودعا إلى فظّ النزاعات التي كانت موجودةً بينهم، ولم تأخذه في الله لومة لائمٍ.
نرجو من المسلمين كافّةً، ولا سيّما أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، مراعاة مصالح الأمّة وترجيحها على النزاعات الطائفية في عصرنا الذي يعجّ بالفوضى، ونأمل منهم أن يجعلوا تعاليم الوحي ونصائح رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رأس أعمالهم.
اللّهم اجعل كيد الكافرين في تضليلٍ