سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيّد محمّد علي العلوي الجرجاني (مدّ ظلّه العالي)

قيم هذا المقال
(0 صوت)

مكتب آية الله العظمى علوي الجرجاني (مدّ ظلّه العالي)

هاتف: 7741132 التأريخ: 23 / 1 / 1392 ه‍. ش.

فاكس: 7743689

قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ».

إنّ رسالة الإسلام قد ارتكزت على المنطق والحوار وتؤكّد على ترك أيّ تجاسرٍ واتّهامٍ في جميع العصور، فالبارئ تعالى قال في كتابه الكريم: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن» وقال أيضاً: «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ»، وفي هذه الظروف الراهنة نلاحظ أنّ مخطّطات الأعداء تستهدف أصل الإسلام وكلمة (الله) لمحو جميع رسائل السماء وإقرار حكومة الشيطان في الأرض، ولا ينبغي لنا السير في طريقٍ تنصبّ فيه المصلحة للاستكبار العالمي والصهيونية العالمية من خلال الإصرار على الخلافات وخلق أجواء يسودها العَداء. ويجب على جميع الطوائف الإسلامية اليوم أن تتعايش بسلامٍ وأن تقف جميعها متحّدةً بوجه العدوّ الواحد كما كان حالها في الماضي، إذ كانت مختلف الطوائف الإسلامية تتعايش مع بعضها البعض باحترامٍ وسلامٍ رغم اعتقاد كلٍّ منها بمعتقداتٍ خاصّةٍ، حيث كانت المناظرات تقام بشكلٍ منطقيٍّ في مجالس البحث والحوار فحسب. ولكن ما تقوم به المجاميع التكفيرية التي تتشبّث بذرائع مختلفة وتعادي سائر الطوائف الإسلامية سيّما الشيعة في شتّى أنحاء العالم، كباكستان وأفغانستان والعراق وسوريا وأندونيسيا، وترتكب مجازر واغتيالات بحقّ المسلمين في بلدان أخرى؛ فهو مرفوضٌ وهم بأعمالهم هذه يسعدون الاستكبار العالمي فقط وهم في الحقيقة يدورون في المتاهة التي رسمها لهم هذا الاستكبار ويعارضون صريح القرآن الكريم الذي يقول: «لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء»، فهم يعتبرون الصهاينة أصدقاء لهم ويعملون ضدّ الشيعة بالتنسيق معهم.

نسأل الله تعالى أن يحفظ المجتمع الإسلامي من التفرقة والعداء.

التوقيع: محمّد علي العلوي الحسيني الجرجاني

قراءة 5568 مرة