
emamian
فلسطينيو الداخل المحتل يحيون الذكرى الـ45 ليوم الأرض
تحيي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ45 ليوم الأرض، وذلك من خلال سلسلة فعاليات يتخللها وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض، في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة.
وتتضمن الفعاليات التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية اللجان الشعبية وبلدات مثلث يوم الأرض، مسيرات في دير حنا وسخنين وعرابة عند الساعة الثانية والنصف، تتوج في مسيرة قطرية تستضيفها عرابة التي ستختتم في الساعة الرابعة والنصف بمهرجان مركزي في سوق المدينة.
وأهابت لجنة المتابعة بجماهير المجتمع العربي "بالمشاركة الواسعة، والالتزام بقرارات المتابعة بمنع كل المظاهر الحزبية، ورفع العلم الفلسطيني وحده، والشعارات التي تحددها لجنة المتابعة، لتكون ذكرى يوم الأرض لتعزيز بناء الوحدة الوطنية، ورصها وترسيخها".
وحيت المتابعة والفعاليات والقوى الوطنية والشعبية شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس- طولكرم الذي استُشهد على أرض الطيبة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين.
وأعلنت بلدية سخنين واللجنة الشعبية فيها، عن أن مسيرة سخنين ستنطلق من شارع الشهداء الساعة الثانية والنصف عصرا، إلى الناحية الشمالية الغربية للمدينة، وتعود إلى النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض لقراءة الفاتحة، وتكمل إلى عرابة للالتحام بالمسيرة هناك.
فيما أعلن مجلس دير حنا المحلي واللجنة الشعبية في القرية، "أنه في الساعة الواحدة سيزور وفد من القرية مدينة سخنين لوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، ثم وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء مدينة عرابة".
وتنطلق مسيرة دير حنا عند الساعة الثالثة والنصف عصرا، نحو مدينة عرابة، لتلتحم مع المسيرة المركزية.
وستجوب المسيرة المركزية الشارع الرئيسي في عرابة، نحو السوق، لتختتم عند الساعة الرابعة والنصف عصرا، بمهرجان وطني سياسي.
كما دعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، للمشاركة في برنامج الزيارات للقرى مسلوبة الاعتراف، صباح اليوم الثلاثاء، إذ يشهد برنامج فعاليات يوم الأرض، عددا من الزيارات الميدانية لقرى مهددة بالاقتلاع بالإضافة لمحاضرات وندوات ستنظم خلال الأسبوع.
ودعت اللجنة كذلك "الأحزاب والحركات السياسية والسلطات المحلية إلى إحياء هذه الذكرى ببرامج محاضرات توعوية وتثقيفيه"، مؤكدة أنها تدعو أهالي النقب "للمشاركة في برنامج يوم الأرض الذي أقرته لجنة المتابعة العليا في مدينة عرابه".
دعا التجمع الوطني الديمقراطي، امس الإثنين، إلى أوسع مشاركة شعبية في فعاليات الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الخالد، التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.
كما دعا التجمع إلى المشاركة وحضور برنامج "يوم الأرض الخالد" في مقر التجمع في مدينة حيفا الذي ينظمه التجمع الطلابي في جامعة حيفا ومعهد "التخنيون"، يوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء.
وحيت المتابعة والفعاليات الوطنية والشعبية شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس- طولكرم الذي استُشهد على أرض الطيبة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين.
البحرين تعين خالد يوسف الجلاهمة أول سفير لها لدى إسرائيل
أعلنت البحرين اليوم الثلاثاء، تعين خالد يوسف الجلاهمة، رئيسا للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى إسرائيل.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي لنظيره البحريني أن "قرار الحكومة البحرينية تعيين سفير لدى إسرائيل خطوة مهمة أخرى في تنفيذ اتفاق السلام وتعزيز العلاقات بين البلدين".
وتحدث أشكنازي مع وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني قبيل افتتاح سفارة البحرين في إسرائيل وتعيين أول سفير للمملكة لدى إسرائيل.
وأطلع وزير الخارجية البحريني الوزير أشكنازي على قرار الحكومة البحرينية فتح سفارة في إسرائيل وطلب موافقة أشكنازي على تعيين خالد يوسف الجلاهمة في منصب سفير البحرين لدى إسرائيل.
ورحب وزير الخارجية أشكنازي بقرار حكومة البحرين وشكر نظيره على صداقته الشجاعة وكذلك على شجاعة ملك البحرين وقيادته.
وأرسلت وزارة الخارجية البحرينية رسالة رسمية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بطلب الموافقة على السفير المعين، علما أن السفير المعين هو مدير إدارة العمليات في وزارة الخارجية البحرينية منذ عام 2017 وشغل منصب نائب سفير مملكة البحرين في الولايات المتحدة (2009-2013).
وأقر وزير الخارجية أشكنازي تعيين السفير الجلاهمة.
في الأسابيع المقبلة، سيصل فريق من البحرين إلى إسرائيل لإنشاء السفارة.
المصدر: RT
الانتاج الوفير للقاح كورونا الايراني سيبدأ في غضون شهرين
اعلن مساعد وزير الصحة الايراني للشؤون العلاجية قاسم جان بابائي، ان الانتاج الوفير للقاح كورونا سيبدأ في غضون الشهرين المقبلين ، لافتا الى تدشين 4 خطوط انتاجية في هذا الصدد.
واشار بابائي في تصريح اليوم الثلاثاء الى انتشار السلالة البريطانية لفيروس كورونا في انحاد البلاد، وقال: بحلول نهاية شهر رمضان، سيتم تطعيم عدد كبير من الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية ضد فيروس كورونا، وبعد شهرين مع الإنتاج الوفير للقاحات والتطعيم العام، يمكننا دعوة الناس بحرية أكبر لإعادة إقامة المراسم الوطنية والدينية.
واضاف مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية: تم إطلاق 4 خطوط إنتاج لقاح كورونا الإيراني وستتوفر منتجاتها للمواطنين قريبا.
واشار بابائي الى انه من السمات المهمة لفيروس كورونا هي المباغتة، اذ ان جميع دول العالم تعاني من التوتر والقلق بسبب انتشار هذا الوباء.
من يمول سد النهضة؟.. تعرف على أبرز الشركات والدول التي تتولى عملية التمويل والدعم
عارف عبد البصير
"على مَن يريد أن يركب بحر النيل أن تكون لديه أشرعة منسوجة من الصبر"، هكذا كتب الروائي البريطاني الشهير الحائز على جائزة نوبل، وليام غولدنغ، قبل أكثر من ثمانية عقود، ويبدو أن مقولته تلك لا تزال صائبة إلى اليوم، وهي تنطبق بشكل خاص على طموحات إثيوبيا طويلة الأمد للسيطرة على النيل، بواسطة سد ضخم يُبنى فوق موقع مختار بعناية على النيل الأزرق، أهم روافد النهر الكبير.
في ضوء ذلك، لا يبدو مفاجئا أن نُشير إلى أن البدايات الأولى لمشروع سد الألفية، أو سد النهضة الإثيوبي الكبير كما يُعرف الآن، تعود إلى عقود طويلة سالفة، وتحديدا إلى منتصف القرن الماضي بين عامَيْ 1956-1964 حين قام مكتب الولايات المتحدة لاستصلاح الأراضي بإجراء مسح شامل للنيل الأزرق لتحديد أنسب الأماكن لإقامة سد ضخم على النيل الأزرق، وذلك في زمان رئيس الوزراء الإثيوبي أكليلو هابتي ولد، وتحت حكم الإمبراطور هيلا سيلاسي آخر الأباطرة الإثيوبيين، وكان من المخطط آنذاك أن يُمَوَّل السد الكبير بواسطة الولايات المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية، ولكن هذه الخطط تعطّلت فجأة إثر انهيار الملكية الإثيوبية بواسطة الانقلاب الذي قاده ضبط الدرج عام 1974، لتسقط إثيوبيا بعد ذلك في حقبة طويلة من الحكم العسكري المدعوم من السوفييت.
الإمبراطور هيلا سيلاسي (مواقع التواصل)
على مدار العقود التالية، انزوى مشروع سد النهضة وخفت بريقه بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن أديس أبابا الفقيرة لم تكن تملك أي موارد تُمكِّنها من بناء المشروع الضخم بنفسها، وأن مصر -دولة المصب الرئيسية والقوة الأبرز في حوض النيل- وحلفاءها الغربيين لم يكونوا ليسمحوا بالسيطرة على حوض النيل بواسطة سد ضخم ممول من الاتحاد السوفيتي، ورغم ذلك فإن طموحات الإثيوبيين للسيطرة على النيل وإحساسهم التاريخي بالمظلومية والحرمان من استغلالهم مواردهم المائية لم يخفت أبدا، وأصبحت مسألة استغلال الموارد المائية وبناء السد الحلم إحدى القضايا القليلة الكفيلة بتوحيد الشعب الإثيوبي المُمزَّق بسبب النزاعات العِرقية والطائفية.
وفيما يبدو، كان "ملس زيناوي"، الذي وصل إلى السلطة في أديس أبابا بعد الإطاحة بالحكومة العسكرية مطلع التسعينيات، يدرك هذه الحقيقة جيدا، لذا فإن زيناوي، الذي يُعرف اليوم بأنه مهندس الصعود الاقتصادي لإثيوبيا، نسج جزءا كبيرا من رؤيته الاقتصادية والتنموية حول استغلال موارد البلاد المائية بهدف تحويلها إلى مركز إقليمي للطاقة، وذلك عبر إقامة عدد من السدود الضخمة على أحواض 12 نهرا تشق الأراضي الإثيوبية لتغذية دول الجوار بالمياه.
ملس زيناوي (رويترز)
كانت البداية في عام 2002 مع سد تكيزي، الذي شُيِّد على نهر عطبرة، أحد روافد نهر النيل، بتكلفة بلغت 224 مليون دولار، وانتُهي منه بالفعل في عام 2009، ولكنه لم يُثِر قدرا كبيرا من المشكلات بسبب انخفاض السعة الإجمالية للمياه التي يحتجزها السد (تبلغ سعته نحو 9 مليارات متر مكعب فقط)، رغم أنه احتجز ما لا يقل عن 30% من الطمي الذي كان النيل يحمله إلى الأراضي المصرية مُتسبِّبا في انخفاض خصوبتها، ولاحقا نجحت أديس أبابا في توقيع عقود مبدئية لبناء 5 سدود أخرى، على رأسها سد "جايب 3" على نهر أومو بتكلفة 1.6 مليار دولار، وهو السد الذي كاد يُثير أزمة سياسية كبيرة بين إثيوبيا وكينيا، بسبب تأثيره المحتمل على تدفق المياه من نهر أومو إلى بحيرة توركانا الكينية، تأثير تأكد بالفعل بعد رصد منظمات دولية مستقلة في عام 2017 انخفاض مستوى المياه في البحيرة الكينية بمعدل 1.5 متر مقارنة بمستوياتها السابقة قبل إقامة السد.
ومع ذلك، ظل سد النهضة، أو المشروع "إكس" كما كان يُلقَّب في الأروقة الرسمية، يُمثِّل تحديا من نوع خاص بالنسبة إلى أديس أبابا، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، في مقدمتها التكلفة الكبيرة للسد المُقدَّرة بشكل مبدئي بـ 5 مليارات دولار (نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي لإثيوبيا عام 2018)، وهو مبلغ يتعذّر جمعه بطرق التمويل التقليدية، خاصة في بلد صُنِّف كأحد أكبر المتلقّين للمساعدات الدولية في أفريقيا خلال العقد الأول من الألفية، ويُعتقد أنه خسر خلال الفترة نفسها ما يزيد على 11.7 مليار دولار بسبب التدفقات المالية غير المشروعة، أي حركة الأموال بشكل غير شرعي إلى خارج البلاد سواء بسبب أنشطة غسيل الأموال أو الملاذات الضريبية، ناهيك بكون احتياطاته من النقد الأجنبي كانت تكفي بالكاد لتغطية تكاليف شهرين فقط من الواردات، وفق بيانات عام 2012.
أضف إلى ذلك الأبعاد السياسية والأمنية الكبيرة المرتبطة ببناء السد، وتأثيره المؤكد على أمن مصر المائي، ومركزية منطقة حوض النيل بالنسبة للكثير من القوى الغربية، هو ما يعني أن القاهرة ستحشد كل نفوذها السياسي والاقتصادي، بما في ذلك علاقاتها المميزة مع الغرب، لمنع السد من أن يصبح حقيقة واقعة عبر إعاقة تمويله في المقام الأول، وكان ذلك يعني أن على إثيوبيا أن تبحث عن طرق غير تقليدية لتمويل مشروعها الحُلم، وللمفارقة، فإن التكتيكات التي استخدمتها أديس أبابا للتغلب على هذه العقبات، السياسية منها والاقتصادية، تمت محاكاتها من كتاب اللعب المصري، حيث يتشابه النهج الذي اتبعته إثيوبيا لتمويل سد النهضة بشكل ملحوظ مع الطريقة التي استخدمتها مصر لتمويل مشروع السد العالي في أسوان جنوبي البلاد قبل بضعة عقود.
على مدار عقود، كان تمويل المشروعات الكبرى في أفريقيا من خلال صندوق وطني يُمثِّل تحديا كبيرا، سواء بسبب النقص الطبيعي في الموارد المالية للبلدان الأفريقية، أو بسبب سياسات إهدار الأموال التي تبنّتها الديكتاتوريات الفاسدة في القارة، ونتيجة لذلك كانت آلية التمويل المعتمّدة للمشروعات الضخمة هي المساعدات الخارجية والقروض التي تُقدِّمها المؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها البنك الدولي، ولكن هذه الأموال الدولية غالبا ما كانت تأتي مع شروط وإملاءات سياسية، وهو ما أدركته مصر في وقت مبكر من مساعيها للحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي، المشروع الأكثر أهمية على أجندة الحكومة الناصرية.
كان تمويل السد العالي لحظة محورية في العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة، بعدما تحوَّل مشروع السد المصري في وقت مبكر إلى إحدى المنازلات الكلاسيكية للحرب الباردة، ففي حين أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا مصممتين على منع مصر من السقوط تحت النفوذ السوفياتي، فإنهما عرضتا على القاهرة أن يقوم البنك الدولي بدعم بناء السد، كقربان لتدفئة العلاقات مع النظام الناصري، لكن الخلافات بين القاهرة وبريطانيا -التي كانت تمارس السيادة على الخرطوم في ذلك التوقيت- حول مسألة تقرير مصير السودان، وتوزيع حصص المياه بين القاهرة والخرطوم تسبّب في نشوب خلافات كبيرة بين البلدين، حيث كانت مصر تخشى من أن يصبح أمنها المائي رهينة للقرار البريطاني.
السد العالي في أسوان (وكالة الأنباء الأوروبية)
ونتيجة لذلك، اتخذت القاهرة قرارا جريئا بالتخلّي عن المفاوضات مع البنك الدولي، والسعي لتمويل السد من مواردها المحلية دون الاستعانة بمؤسسات التمويل الغربية، وعلى إثر ذلك فإنها قامت بتأميم شركة قناة السويس للملاحة، بهدف استخدام عائدات القناة لتمويل السد، وهو ما تسبّب في نشوب أزمة السويس الشهيرة، حيث قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بشن حملة عسكرية ضد مصر، غير أن العدوان الثلاثي فشل في تحقيق أيٍّ من أهدافها الإستراتيجية، وبدلا من أن يتسبّب في ردع النظام الناصري أو إسقاطه كما كانت تأمل الدول المعتدية، فإنه انتهى إلى قطيعة تامة بين مصر والغرب، ودفع القاهرة للتحالف مع السوفييت الذين قدّموا ثلث التمويل اللازم لبناء السد العالي، جنبا إلى جنب مع جميع الخبرات الفنية اللازمة لإتمام عملية البناء.
ولكن مع انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، زادت سطوة المؤسسات المالية الغربية على التمويل الدولي، وأصبح إنشاء أي مشروعات تنموية ضخمة في الدول النامية بدون الاستعانة بهذه المؤسسات أمرا متعذِّرا، ومع تحوُّل مصر بشكل تدريجي نحو المعسكر الغربي منذ منتصف السبعينيات، باتت القاهرة قادرة على الاستفادة من هذه الحقيقة عبر توظيف نفوذها السياسي، واستغلال موقفها القانوني المُهيمن بحكم معاهدتَيْ عام 1929 و1959 المنظمتين لاستخدام مياه النيل، لمنع تمويل السدود في منطقة حوض النيل، وممارسة حق النقض على أي مشروع يمكن أن يُهدِّد حقوقها التاريخية من المياه.
ونتيجة لذلك، فإن جهود إثيوبيا التي تسعى لجلب التمويل لمشروعاتها على النيل الأزرق غالبا ما كانت تبوء بالفشل، وكانت أديس أبابا تعزو هذا الإخفاق غالبا إلى الهيمنة الافتراضية لمصر، وممارسة القاهرة لضغوط على الدائنين والمستثمرين الدوليين لمنع تمويل السد بدعوى عدم استدامته من الناحيتين السياسية والقانونية، ولكن إثيوبيا وجدت الفرصة سانحة أمامها للمُضي قُدما في خطتها لانتزاع الهيمنة على النيل منذ عام 2011، حين استغلت أديس أبابا انشغال القاهرة بعملية الانتقال السياسي في أعقاب الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وتفرُّغ الجيش لحماية هيمنته على السلطة على حساب قضايا الأمن القومي وعلى رأسها الأمن المائي، وقامت بوضع حجر الأساس للسد الأضخم في أفريقيا على النيل الأزرق.
سد النهضة (وكالة الأنباء الأوروبية)
ورغم ذلك، فإن مشكلة التمويل كانت لا تزال قائمة، وهو ما دفع أديس أبابا إلى محاولة محاكاة تجربة السد العالي، ساعية إلى تمويل سد النهضة من خلال الموارد المحلية، ولمّا كانت أديس أبابا تفتقر إلى أي موارد وطنية ضخمة لتأميمها كما فعلت مصر، فإنها سعت لضخ التمويل الوطني من خلال وسائل أكثر تقليدية، معتمدة في البداية على المصارف المحلية التي تعرّضت لضغوط من قِبل الحكومة لمنحها قروضا بفوائد مخفّضة، حيث فرضت السلطات على البنوك تخصيص نسبة 27% من قوة الإقراض الخاصة بها لصالح الدولة، رغم تحذيرات المؤسسات الدولية من أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى سحب السيولة من البنوك وتباطؤ النمو الاقتصادي.
في وقت لاحق، فرضت الحكومة على موظفي الخدمة المدنية التبرع بجزء من رواتبهم للمساهمة في إنشاء السد، في إجراء حكومي مثير للجدل زعمت المعارضة أنه فُرِضَ بالإكراه، وأن الكثير من الموظفين قد هُدِّدوا بفصلهم من أعمالهم في حال رفضوا المشاركة، وكانت هذه الإجراءات الحكومية جزءا من حملة تمويل ضخمة شاركت فيها العديد من المؤسسات المحلية، وشملت جمع التبرعات عبر رسائل الهاتف المحمول، ومسابقات اليانصيب، وحتى الفعاليات الرياضية التي أُقيمت في جميع أنحاء البلاد بهدف جمع الأموال لتمويل السد.
بالتزامن مع هذا كله، لجأت الحكومة إلى حيلة قديمة غالبا ما تستخدمها الحكومات الفقيرة للاستفادة من مواطنيها المهاجرين في الدول الغنية، وهي إصدار سندات تمويل موجَّهة بشكل خاص لمجتمعات المهاجرين، وغالبا ما يُوفِّر هذا النوع من التمويل للحكومات الكثير من المزايا التي لا تتوفر غالبا للدائنين الأجانب، أولها توافر الحس الوطني، حيث يحب المهاجرون غالبا فكرة أن أموالهم تُستَثمر في مشروعات تدر النفع على أهاليهم في الداخل وخاصة إذا كانت تدر عليهم الأرباح في الوقت نفسه، وثانيها أن هؤلاء المهاجرين غالبا ما يكونون صبورين للغاية ويقبلون بشراء سندات ذات آجال طويلة نظرا للعلاقات طويلة الأمد التي تربطهم مع المصدر (حكومات بلادهم في هذه الحالة)، وأخيرا فإن هؤلاء المهاجرين يبقون أقل تأثُّرا بمخاطر العملة، لأنه حتى مع افتراض انخفاض قيم استثماراتهم حال انهيار العملة، فسوف يكون بمقدورهم الاستفادة من العملة المخفضة لشراء العديد من الأصول الرخيصة.
سد النهضة (وكالة الأنباء الأوروبية)
وبالفعل، قام بنك التنمية الإثيوبي بإصدار دفعتين من السندات المخصصة لتمويل سد النهضة تم توجيههما لأكثر من ثلاثة ملايين إثيوبي مقيم في الخارج، ولكن في حين أن الإصدار الأول من السندات لم يُحقِّق الإقبال المنتظر بسبب المخاطر السياسية المرتبطة بالمشروع والمخاوف من قدرة الحكومة على الدفع، فإن الدفعة الثانية من السندات حقّقت نجاحا ملحوظا بعدما قامت الحكومة بتقليص الحد الأدني للاستثمار في السندات من 500 دولار إلى 50 دولارا فقط، وسمحت بنقل ملكية السند بين الأفراد، وقامت بزيادة العائد على السندات ليتراوح بين 5-6%، كما تعهّدت بتحمُّل جميع رسوم التحويلات المرتبطة بشراء السندات.
وعلى غير المتوقَّع، آتت خطة التمويل الحكومي أُكلها على ما يبدو، حيث نجحت أديس أبابا في جمع أكثر من 450 مليون دولار من مصادر التمويل المحلي بحلول عام 2014، ويُعتقد أن حصيلتها وصلت إلى مليار دولار على الأقل منذ ذلك التوقيت، ورغم ذلك، ظلّت هذه الأموال بعيدة عن مبلغ الخمسة مليارات دولار المطلوبة بشكل مبدئي لتمويل السد، وسرعان ما استُنفِدت في أعمال الإنشاءات الأولية، لذا، فبحلول عام 2015، كانت أعمال البناء في السد قد توقّفت بشكل كلي، وبدا أن أحلام أديس أبابا الطموحة في طريقها للانهيار.
في ذلك التوقيت، كانت ديناميات القوى في منطقة حوض النيل قد بدأت تشهد تغيُّرا ملحوظا مع تعزيز الصين لحضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية، خاصة في أفريقيا، ومساعي بكين لإعادة إنتاج الدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في القارة خلال حقبة الحرب الباردة من خلال توفير مصادر التمويل البديلة والخبرات الفنية اللازمة لمشروعات التنمية الطموحة في أفريقيا، وعلى عكس قروض مؤسسات التمويل الغربية التي غالبا ما تأتي مُحمَّلة باشتراطات سياسية حول تحرير الاقتصاد وتحسين كفاءة الحكومة والإدارة ومراقبة سجلات الأنظمة في مجال حقوق الإنسان، فإن الأموال الصينية جاءت معفاة من هذه الاشتراطات، لذا فإنها وجدت الكثير من الراغبين في الدول المُهمَّشة في القارة السمراء.
أقامت الصين بشكل خفي نفوذها بين القوى الناشئة في أفريقيا، ووضعت أنظارها على أكثر الموارد المتنازع عليها في القارة وخاصة الموارد المائية والأنهار، حيث تُشير البيانات إلى أن الصين استثمرت في تمويل وبناء السدود في 22 دولة أفريقية خلال العقد الأخير، ولم تكن منطقة حوض النيل استثناء من ذلك، فوسط التراجع الملحوظ للقاهرة، والصعود الواضح لإثيوبيا، تمكّنت بكين من توظيف الصراع طويل الأمد بين القوتين لمصلحتها، وبخلاف ذلك، فإن بكين وجدت في أديس أبابا، المعروفة تاريخيا بمقاومتها للاستعمار والنفوذ الغربي، موطئ قدم مناسب لتأمين دورها المستقبلي في أفريقيا بشكل عام، وفي منطقة حوض النيل على وجه التحديد.
بدأت بكين رحلتها في إثيوبيا مبكرا، وتحديدا في عام 2002 حين قامت بتمويل سد تكيزي بقيمة 224 مليون دولار عبر "كونسورتيوم" من الشركات الصينية، ولكن الإعلان الأكثر صخبا للوجود الصيني في منطقة حوض النيل حدث في عام 2012 حين قرّرت بكين استثمار 500 مليون دولار أميركي في سد "جايب 3" المثير للجدل على نهر أومو، ما تسبّب في غضب كبير امتد من كينيا المجاورة، المتضرر الرئيسي من السد، وصولا إلى القاهرة، لكن ذلك كله لم يردع أديس أبابا وبكين عن مواصلة تعاونهما الكهرومائي، على الرغم من أن الصين قد تجنّبت تقديم قروض مباشرة لتغطية تكاليف إنشاء سد النهضة، خوفا من إثارة غضب مصر التي تمتلك فيها بكين أيضا مصالح متنامية.
وبدلا من ذلك، تعهّدت الصين في عام 2013 بتقديم قرض بقيمة 1.2 مليار دولار لتمويل خطوط الكهرباء والبنية التحتية المقرر أن تنقل الكهرباء المولدة من السد إلى البلدات والمدن الرئيسية، وعلاوة على ذلك، أعلنت بكين في إبريل/نيسان 2019 عن منح قرض بقيمة 1.8 مليار دولار لحكومة رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد خلال الزيارة التي قام بها الأخير إلى الصين بهدف توسيع شبكة الكهرباء في إثيوبيا، وهو قرض يُعتقد أن جزءا كبيرا منه قد وُجِّه لاستكمال أعمال الإنشاءات وشراء التوربينات اللازمة لتشغيل السد، وفي المقابل قامت الحكومة الإثيوبية بمنح الكثير من عقود السد المربحة للشركات الصينية، فخلال النصف الأول من العام الماضي وحده، تعاقدت شركة الكهرباء المملوكة للدولة الإثيوبية مع مجموعة جيزوبا الصينية، وهي شركة هندسية مملوكة للدولة، للمشاركة في أعمال الإنشاءات الخاصة بالسد مقابل 40.1 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، تعاقدت الحكومة الإثيوبية مع الفرع الصيني لشركة "فويث هيدرو الألمانية" للطاقة الكهرومائية المحدودة لتوريد التوربينات الثلاثة الأخيرة للسد مقابل 112 مليون دولار (ورّدت الشركة بالفعل 13 توربينا لأعمال السد خلال العامين الماضيين).
لم تكن الشركات الصينية وحدها هي مَن نالت نصيبها من العقود المربحة في سد النهضة، حيث سعت أديس أبابا لاستجلاب الدعم الدولي لمشروعها الضخم من خلال منح العقود للكثير من الشركات الغربية المرموقة، على سبيل المثال، فإن عملاق الإنشاءات الإيطالي "وي بيلد"، ساليني إمبريجيلو سابقا، هو مَن يتولّى تنفيذ أعمال الإنشاءات الرئيسية لسد النهضة، وكانت الشركة نفسها هي مَن تولّت أعمال الإنشاءات في سد "جايب 3″، وهي ترتبط أيضا بعقد مع الحكومة الإثيوبية منذ عام 2016 لبناء سد "كيوشا" على نهر أومو، فيما تعمل شركة "فويث هيدرو" الألمانية الشهيرة، المتخصصة في مجال التوربينات والمحركات الهيدروليكية، على توريد التوربينات اللازمة للسد بالشراكة مع شركة ألستوم الفرنسية، التي تعمل هي الأخرى في مشروعات السد بموجب عقد مشترك مع شركة جنرال إلكتريك الأميركية العملاقة.
لا تقف الأمور عند هذا الحد، حيث يُعتقد أن هناك عشرات الشركات الغربية التي ترتبط بعقود عمل متفاوتة في سد النهضة الإثيوبي، وفي الواقع، تُشير مصادر إلى أن جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وغيرها من الدول النافذة إقليميا ودوليا، لديها شركات تعمل في سد النهضة، بما يعني أن هذه الدول سوف تكون -في أفضل الأحوال- مترددة في اتخاذ أي مواقف منحازة ضد مصالح إثيوبيا بشأن قضية سد النهضة، حال أُثيرت القضية في أيٍّ من المنتديات والمحافل العالمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
في الواقع، هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلى تجنُّب الانحياز ضد إثيوبيا والوقوف إلى جانب مصر في قضية سد النهضة، رغم امتلاك القاهرة للمسوغات القانونية والتاريخية، لعل أقلها هي مصالح الشركات الغربية العاملة في أديس أبابا، حيث يبدو أن عوامل مثل موقع إثيوبيا المميز في حوض النيل وثقلها التاريخي الذي لا يمكن إنكاره، والاستقرار النسبي الذي تتمتع به بالمقارنة مع جوارها المضطرب، والفرص الاقتصادية الواعدة التي تُقدِّمها، ومكانتها كقاعدة محتملة للنفوذ الصيني في شرق أفريقيا، قد وضعت أديس أبابا في موقع مماثل لموقف القاهرة إبان حقبة الحرب الباردة، حيث تتبارى القوى المتنافسة لكسب صداقتها.
ظهر ذلك بشكل واضح في مارس/آذار الماضي، حين أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة لاستثمار 5 مليارات دولار في إثيوبيا من خلال مؤسسة تنموية جديدة أُنشئت أواخر العام الماضي تحت اسم مؤسسة تمويل التنمية الدولية (DFC) تتمتع بقدرة إقراض ضخمة تُقدَّر بـ 60 مليار دولار، وقد أُنشِئت المؤسسة الجديدة بالأساس لتحل محل المؤسسة الأميركية للتمويل الخاص الخارجي (OPIC)، على أن تكون أنشطتها التمويلية موجَّهة لخدمة المصالح السياسية للولايات المتحدة، وعلى رأسها مواجهة النفوذ الصيني الكبير في الدول النامية، وبشكل خاص في أفريقيا.
قبل ذلك بشهر واحد، أطلّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على وسائل الإعلام من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مؤكدا أن الولايات المتحدة جاءت اليوم لتُقدِّم "فرصا استثمارية حقيقية وجذابة"، على النقيض من الدول الاستبدادية التي جاءت "بوعود فارغة وشجّعت الفساد والتبعية" في إشارة واضحة إلى الصين، وفي تلك اللحظة، كانت واشنطن قد برهنت بالفعل لأديس أبابا أنها على استعدادها للوفاء بوعودها، بعد أن منحت الضوء الأخضر لصندوق النقد الدولي نهاية العام الماضي (2019) لتقديم قرض بقيمة 2.9 مليار دولار إلى إثيوبيا، بهدف إعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات في البلاد وتمويل أجندة التحرير الاقتصادي.
كانت هذه المساعدات والاستثمارات الأميركية والدولية أكثر بكثير مما تحتاج إليه أديس أبابا في الوقت الراهن، ورغم أن أيًّا منها لم يكن مُوجَّها لتمويل سد النهضة بشكل مباشر، فإن هذه الأموال منحت قُبلة الحياة الأبدية للحلم الإثيوبي، وفي الوقت نفسه قدَّمت إشارات واضحة إلى أن الدعم الذي تحظى به أديس أبابا في الأوساط الغربية اليوم بات قادرا على معادلة النفوذ التاريخي لمصر، وكان هذا على الأرجح هو السبب الرئيسي في أن إثيوبيا تبنّت خطابا عدوانيا وهجوميا ضد مصر خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدة أنها ستمضي قُدما في خططها لملء وتشغيل السد سواء توصّلت إلى اتفاق مع القاهرة أم لا.
من جانبها، يبدو أن مصر باتت تُدرك بوضوح هذا التحوُّل في ميزان القوى في منطقة حوض النيل وشرق أفريقيا، ففي حين أن واشنطن بدت منحازة ظاهريا إلى مواقف مصر، خاصة منذ أن رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق برعاية أميركية نهاية فبراير/شباط الماضي، وتركت مصر تُوقِّع عليه منفردة بالأحرف الأولى، تُشير المصادر الصحفية إلى أن مصر تشعر أن واشنطن قد خذلتها وأنها لم تفعل ما يكفي لإجبار أديس أبابا على تقديم تنازلات بشأن قضية السد، ناهيك بكون واشنطن قد رفضت استخدام ثقلها الاقتصادي للضغط على أديس أبابا لاستكمال المفاوضات.
لم تكن واشنطن وحدها هي مَن خذلت مصر على ما يبدو، حيث رفضت الصين -أحد أصدقاء السيسي المقربين- طلبا مماثلا من القاهرة ولم تُمارس أي ضغوط على إثيوبيا في قضية السد، والأكثر من ذلك أن السعودية والإمارات، أبرز حلفاء النظام المصري، تجاهلا المناشدات المستمرة للقاهرة لتعليق استثمارتهما في إثيوبيا (نحو 7 مليارات دولار) من أجل تحسين موقف مصر التفاوضي في القضية، وعلى العكس من ذلك استثمرت كلٌّ من الرياض وأبو ظبي في تعزيز علاقاتهما مع أديس أبابا، حيث رعت العاصمتان اتفاق مصالحة تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا كان هو السبب الرئيسي في حصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، في الوقت الذي قدّمت فيه الإمارات مبلغ 3 مليارات دولار في صورة ودائع واستثمارات في إثيوبيا، وقدّمت السعودية 140 مليون دولار كقروض لإقامة مشروعات للطاقة الشمسية.
وبالنظر إلى مواقف الرياض على وجه الخصوص، يظهر أن العاصمة الخليجية حظيت بعلاقة مريبة ومثيرة للجدل مع المشروع الإثيوبي، فرغم أن السعودية اضطرت إلى إنكار وجود أي استثمارات لها في سد النهضة، في أعقاب زيارة مثيرة للجدل قام بها وفد سعودي رفيع المستوى لموقع بناء السد في ديسمبر/كانون الأول عام 2016 وأثارت استياء كبيرا لدى القاهرة، فإن المملكة لم تُنكر ما تداولته تقارير صحفية حول رغبتها في إقامة مشروع ربط كهربائي بين دول الخليج وإثيوبيا من خلال نظام كابلات يتم تمريره عبر اليمن، كجزء من الجهود الخليجية للحد من الاعتماد على النفط والغاز في توليد الطاقة محليا، بما يساعد على توفيرهما لأغراض التصدير.
كذلك، ربما لن تستطيع القاهرة تجاهل حقيقة أن الملياردير السعودي صاحب الأصول الإثيوبية، محمد حسين العمودي هو أحد أبرز المستثمرين في سد النهضة، وأن العمودي قدّم تبرعا بقيمة 88 مليون دولار لبدء أعمال الإنشاءات الأولى للسد في عام 2011، ويُعتقد أنه كان أحد أكبر ممولي المشروع قبل احتجازه في فندق "ريتز كارلتون" الشهير عام 2017، ناهيك بكونه مهندس الربط الزراعي بين الرياض وأديس أبابا منذ نجح في إقناع السلطات السعودية باستثمار مليارات الدولارات لاستصلاح نصف مليون هكتار (نحو 1.25 مليون فدان) في مقاطعة غامبيلا بإثيوبيا.
الملياردير السعودي محمد حسين العمودي
تتغيّر الأرض إذن، بوتيرة غير مسبوقة، تحت أقدام القاهرة وأديس أبابا كلتيهما، وفي حين أن إثيوبيا كانت تشتكي قبل عقد من الزمان فقط من سطوة النفوذ السياسي والاقتصادي ومنظومة العلاقات الدولية والإقليمية التي مكّنت مصر من الحفاظ على اليد العليا في منطقة حوض النيل وإعاقة تنفيذ أي مشروعات يمكن أن تُهدِّد حصة مصر من المياه، بما في ذلك سد النهضة الذي عانى كثيرا للحصول على التمويل، يبدو الوضع معكوسا بشكل ملحوظ اليوم حيث تتوافد رؤوس الأموال الدولية وعروض مؤسسات التمويل التي طالما أعطت ظهرها لأرض الأحباش لفترة طويلة، بينما لا يبدو أن هناك أي دولة أو جهة راغبة في ممارسة ضغوط حقيقية على أديس أبابا لتقديم تنازلات حقيقية لتقريب وجهات النظر مع مصر التي تُظهِر اليوم -مرغمة على ما يبدو- مرونة غير مسبوقة في التنازل عن حقوقها المائية بشكل لم يكن بالإمكان تصوُّره قبل عقد واحد من الزمان.
المصدر : الجزيرة
انعقاد الجولة الاولى من المحادثات بين وزيري خارجية ايران والصين
عقدت في طهران اليوم السبت الجولة الاولى من المحادثات بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وعضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين "وانغ يي".
ومن المقرر ان يوقع وزيرا الخارجية الايراني والصين اليوم الوثيقة الشاملة للتعاون بين البلدين للاعوام الـ 25 القادمة.
وكان وزير خارجية الصين قد وصل الى طهران مساء الجمعة والتقى اليوم السبت مستشار قائد الثورة الاسلامية الرئيس السابق لمجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني.
وسيلتقي وزير خارجية الصين اليوم ايضا رئيس الجمهورية حسن روحاني.
الكاظمي يؤكد إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المحدد
أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها الذي حددته الحكومة في الـ6 من يونيو المقبل.
وكتب في تغريدة على حسابه في تويتر: "ماضون بعزم في تطبيق برنامج الحكومة، رغم الأصوات النشاز وعمليات التأزيم المفتعلة".
العراق يعتمد أجهزة تسريع النتائج في الانتخابات المبكرة
وأضاف: "هذا الجو السلبي الذي يراد له أن ينتشر ويتمدد، إنما يستهدف آمال العراقيين بغد أفضل".
وتابع الكاظمي: "الانتخابات في موعدها بإذن الله، ولا تراجع عن مشروع بناء الدولة".
وحددت الحكومة العراقية السادس من يونيو المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المبكرة، لكنها أجلته إلى العاشر من أكتوبر من ذات العام.
المصدر: RT
هل یوجد اختلاف بین رأی الشیعة و اهل السنة حول الامام صاحب الزمان (عج)؟
ما هو رأی اهل السنة بالنسبة للامام المهدی (عج)؟ و هل یوجد اختلاف بین نظرة الشیعة و أهل السنة الی هذه القضیة؟
الجواب الإجمالي
یعد الاعتقاد بالمهدویة و فکرة ظهور المهدی (عج) جزءً مهماً من العقیدة الاسلامیة حیث نشأت علی أساس بشارات نبی الاسلام الاکرم (ص) عند جمیع الفرق و المذاهب الاسلامیة، و قد وردت الاحادیث المتعلقة بالامام المهدی (عج) فی کثیر من الکتب المعروفة لأهل السنة أیضاً، و اذا تأملّنا جیداً فی هذه الاحادیث نری وجود مشترکات بین المذهب الشیعی و السنی حول قضیة الامام صاحب الزمان و هذه المشترکات هی عبارة عن:
- حتمیة ظهور و قیام الامام المهدی (عج).
- نسب الامام المهدی (عج):
- ان المهدی (عج) هو من أهل البیت و من أبناء رسول الله (ص).
- ان المهدی (عج) هو من نسل أمیر المؤمنین علی (ع).
- ان المهدی (عج) هو من نسل فاطمة الزهراء (س).
- الخصائص الجسمانیة للامام المهدی (عج):
- قوته (عج) حین الظهور
- وجهه النورانی
- جبهته العریضة و أنفه الدقیق
- الخال علی و جنته
- تسمیته (عج) باسم النبی (ص).
- ممهدات الظهور:
- الیأس العام
- انتشار الظلم و عمومه
- علامات الظهور:
- النداء السماوی
- خروج السفیانی
- خسف فی البیداء
- قتل النفس الزکیة
- الامور المتعلقة بالامام المهدی (عج):
- اصلاح امر ظهور المهدی (عج) فی لیلة واحدة.
- محل الظهور
- البیعة مع الامام المهدی (عج)
- نزول الملائکة للنصرة
- نزول عیسی و اقتداؤه بالامام المهدی (عج)
و هناک مجموعة من أهل السنة – و خلافاً للشیعة – ینکرون ولادة الامام صاحب الزمان (عج) فی سنة 255 هـ.ق و غیبة الطویلة، بل یعتقد هؤلاء ان الامام سیولد فی عصر الظهور (مثلاً قبل الظهور بأربعین سنة) و انه یملأ الارض قسطا و عدلاً و هو الموعود من ولد فاطمة (س).
الجواب التفصيلي
ان لقضیة المهدویة و الاعتقاد بالمهدی المنتظر (عج) أهمیة کبیرة عند المسلمین و لا یختص هذا الأمر بالشیعة، بل ان أهل السنة یتفقون مع الشیعة علی العموم فی هذا الموضوع و ینقلون روایات کثیرة تصل الی حد التواتر المعنوی حول الامام المهدی (عج).
و الاحادیث المتعلقة بالامام المهدی (عج) و التی یری أهل السنة انها وصلت الی حد التواتر تصل الی مائة حدیث، و قد اشیر فی جمیع هذه الاحادیث الی ظهور الامام المهدی (عج). فهم یعترفون بان ما یربو علی عشرین صحابیاً قد نقلوا أحادیث عن النبی (ص) فیما یرتبط بالامام المهدی (عج) و قد ذکرت جمیع تلک الاحادیث فی کثیر من المصادر الاسلامیة المعروفة و المتون الحدیثیة الاصلیة کالسنن و المعاجم و المسانید مثل سنن أبی داوود و سنن الترمذی و ابن ماجة و مسند أحمد و صحیح الحاکم و البزاز و معجم الطبرانی. و من مصادر و أقوال علماء أهل السنة یمکننا استفادة ان المهدی (عج) من أولاد فاطمة (س) و انه سوف یظهر.
و حول موضوع الظهور فقد تکلم علماء أهل السنة هکذا:
حول ظهور المصلح فی آخر الزمان لم یقع خلاف بین الصحابة و التابعین من القرن الاول الهجری و ما بعده و حتی یومنا الحاضر و اتفق الجمیع (علماء أهل السنة) علی ظهوره و اذا شکک شخص فی صحة أحادیث الظهور و صدور هذه البشارة من نبی الاسلام (ص) فانهم یحملونه علی عدم الاستقامة أو عدم الاطلاع. و لهذا السبب لم یعترض أحد الی الآن علی مدعی المهدویة بانکار أصل ظهور الامام المهدی (عج).
یقول السویدی فی هذا السیاق: ان مما اتفقوا علیه هو أن المهدی (عج) هو الذی یظهر فی آخر الزمان و یملأ الارض قسطا و عدلاً.[1]
و یقول خیر الدین الألوسی و هو من علماء أهل السنة أیضاً: أصح الاقوال عند أکثر العلماء ان ظهور المهدی (عج) من علامات القیامة، و ان رأی بعض أهل السنة الذین أنکروا ذلک لا قیمة له و لا اعتبار.[2]
و قد الفت کتب عدیدة حول ظهور المهدی من قبل علماء أهل السنة، حیث یقول الشیخ محمد باقر الایروانی فی کتاب الامام المهدی (عج): الف أهل السنة کتباً متعددة فی جمع الروایات المتعلقة بالامام المهدی (عج) و ان شخصاً سیظهر فی آخر الزمان و اسمه المهدی (عج)، و حسب اطلاعی فقد الف أهل السنة أکثر من ثلاثین کتاباً فی هذا الموضوع.[3] و علی الرغم من کون هذه القضیة اتفاقیة بین اهل السنة و الشیعة لکنّ عدداً قلیلاً من أهل السنة ضعف الأحادیث المتعلقة بالامام المهدی (عج) فمثلاً اعتبر ابن خلدون فی تاریخه ان هذه الأحادیث ضعیفة.[4] و أشار رشید رضا (مؤلف تفسیر المنار) فی ذیل الآیة الثانیة و الثلاثین من سورة التوبة الی ضعف الاحادیث المتعلقة بالمهدویة.[5] و بالطبع لم یأت أی منهما بدلیل یثبت ادعاءه بل استندوا الی مطالب واهیة. و قد ردّ کلام هذین الاثنین بشدة من قبل علماء آخرین من أهل السنة. و قد أجیب عنهما فی مؤلفات علماء الشیعة أیضاً.
ان ابن خلدون نفسه یقول فی بیان عقیدة المسلمین حول الامام المهدی (عج): المشهور عند جمیع أهل الاسلام انه سیظهر فی آخر الزمان رجل من أهل البیت (ع) یدفع عن الدین و ینشر العدل و یتبعه المسلمون و انه یستولی علی البلدان الاسلامیة و انه یسمی بالمهدی (عج).[6]
و بناء علی هذا فتضعیفه للأحادیث لا یخدش فی اتفاق أهل السنة حول ظهور المهدی (عج)، لان هذا الاعتقاد ناشئ من کثرة الاحادیث المنقولة عن طرق العامة.
و فیما یلی نتعرض لذکر بعض من ذکر هذه الاحادیث فی کتبهم، علی الرغم من انه یمکننا الادعاء بان جمیع کتب الحدیث المعتبرة لأهل السنة تقریباً قد ذکرت علی الاقل عدة موارد من أحادیث الامام المهدی (عج): 1. ابن سعد (المتوفی 230 هـ). 2. ابن ابی شیبة (المتوفی 225 هـ) 3. احمد بن حنبل (المتوفی 241 هـ) 4. البخاری (المتوفی 273 هـ) 5. مسلم (المتوفی 1380 هـ.) 6. ابن ماجة (المتوفی 73 هـ) 7. ابوبکر الاسکافی (المتوفی 33 هـ) 8. الترمذی (المتوفی 279 هـ) 9. الطبری (المتوفی 380 هـ). 10. ابن قتیبة الدینوری (المتوفی 276 هـ). 11. الحاکم النیسابوری (المتوفی 405 هـ). 12. البیهقی (المتوفی 458 هـ). 13. الخطیب البغدادی (المتوف 463 هـ). 14. ابن الاثیر الجزری (المتوفی 606 هـ).[7]
یقول أحد علماء السنة: وردت روایات کثیرة حول المهدی (عج) تصل الی حد التواتر، و هو أمر شائع بین علماء أهل السنة بحیث یعد فی جملة معتقداتهم. و یقول عالم آخر من علماء أهل السنة ایضاً: نقلت أحادیث المهدی (عج) بطرق مختلفة عن الصحابة و من بعدهم عن التابعین، بحیث ان مجموعها یفید العلم القطعی، و لهذا السبب یجب الایمان بظهور الامام المهدی (عج)، کما ان هذا الوجوب کان ثابتاً عند أهل العلم و هو مدون فی عقائد أهل السنة و الجماعة.[8] و قول ابن کثیر فی البدایة و النهایه: المهدی (عج) یأتی فی آخر الزمان و یملأ الارض قسطا و عدلاً کما ملئت ظلما و جوراً. و قد أوردنا الأحادیث المتعلقة بالمهدی (عج) فی جزء مستقل مثلما فعل ابو داوود فی سننه حیث خصص کتاباً مستقلاً لها.[9]
و من هذه المطالب التی نقلت عن أکابر أهل السنة یعلم ان مسألة المهدویة و الاعتقاد بظهور المهدی (عج) من العقائد الثابتة عند أهل السنة و الجماعة و ان الاحادیث المتعلقة بظهور الامام وصلت عندهم الی حد التواتر.
و بالالتفات الی ما تقدم من امور نصل الی هذه النتیجة و هی انه توجد مشترکات بین أهل السنة و الشیعة فی مسألة المهدویة، و هنا نشیر الی بعض المشترکات حول الامام صاحب الزمان (عج) بین مذهبی الشیعة و السنة:
- حتمیة ظهور و قیام الامام المهدی (عج)
- نسب الامام المهدی (عج)
ان نسب الامام المهدی (عج) مشخص عند الشیعة. و أما اهل السنة فقد أشاروا إلیه فی موارد معینة.
2-1. ان الامام المهدی (عج) من أهل البیت و من أولاد رسول الله (ص). و نقل ابن ماجة فی سننه ان النبی (ص) قال: "المهدی [عج] منا أهل البیت یصلحه الله عزوجل فی لیلة".[10]
2-2. الامام المهدی (عج) من نسل أمیر المؤمنین علی (ع). نقل السیوطی فی عرف الوردی ان رسول الله (ص) أخذ بید أمیر المؤمنین علی (ع) و قال: "سیخرج من صلب هذا فتی یملأ الارض قسطاً و عدلاً".[11]
2-3. الامام المهدی (عج) من نسل فاطمة (س): نقل ابن ماجة عن أمّ سلمة انها سمعت من رسول الله (ص) انه قال: "المهدی من ولد فاطمة".[12]
- الخصائص العالمیة للامام المهدی (عج):
ان الاوصاف المذکورة فی کتب أهل السنة للامام المهدی (عج) ماخوذة من الاحادیث التی ینقلها هؤلاء عن نبی الاسلام (ص) و لا تختلف فی العموم عن الأوصاف المذکورة فی کتب علماء الشیعة.
3-1. قوته (عج) حین الظهور، فقد أکدت روایات کثیرة أن الامام المهدی (عج) یکون بدنه قویاً جداً حین ظهوره.[13]
3-2. وجهه النورانی، روی الجوینی عن رسول الله (ص) أنه قال: "المهدی [عج] من ولدی. کأن وجهه کوکب دری".[14]
3-3. جبهته العریضة و أنفه الدقیق، نقل الصنعانی عن رسول الله انه قال: "ان المهدی [عج] أقنی أجلی".[15]
3- 4. الخال علی وجنته، یوجد علی الوجنة الیمنی للمهدی (عج) خال أسود.[16]
3-5. الظهور فی سن الاربعین، و بالطبع فان الشیعة یرون أنه (عج) یظهر فی سن الشیخوخه و لکن بصورة رجل فی الاربعین من عمره.
- تسمیته (عج) باسم النبی (ص)
اتفق الشیعة و أهل السنة علی ان اسم المهدی (عج) هو اسم رسول الله (ص).[17]
- ممهدات الظهور:
5-1. الیأس العام، یقول داود بن کثیر الرقی قلت للامام الصادق (ع)، جعلت فداک قد طال هذا الامر علینا حتی ضاقت قلوبنا و متنا کمداً؟ فقال: "ان هذا الامر آیس ما یکون منه و أشده غماً ینادی مناد من السماء باسم القائم و اسم أبیه. فقلت له: جعلت فداک ما اسمه؟ فقال اسمه اسم نبی و اسم ابیه اسم وصی".[18]
5-2. انتشار الظلم و عمومه، قال رسول الله فی هذا الصدد ما مضمونه لو لم یبق من الدنیا الا یوم واحد لطول الله ذلک الیوم حتی یبعث رجلاً من أهل بیتی یملأ الارض قسطاً و عدلاً کما ملئت ظلما وجورا.[19]
- علامات الظهور
6-1. النداء السماوی، قال رسول الله (ص) ما مضمونه (تسمع فی شهر محرم صحیحة من السماء بان فلان (المهدی) خیرة الله فاسمعوا له و اطیعوا)[20].
6-2. خروج السفیانی
6-3. خسف فی البیداء، کلمة الخسف بمعنی الاندثار و الانطمار، و البیداء اسم لمنطقة بین مکة و المدینة، و المقصود من هذه العلامة ان السفیانی متوجه بجیش کبیر الی مکة بقصد مواجهة الامام المهدی (عج)، فتنخسف الارض بهم بصورة اعجازیة بین مکة و المدینة فی محل معروف بالبیداء.[21]
6- 4. قتل النفس الزکیة، مقتل شخص زکی و بریء بین الرکن و المقام قبل ظهور الامام المهدی (عج).[22]
- الامور المتعلقة بظهور الامام المهدی (عج).
7-1. اصلاح أمر ظهور المهدی (عج) فی لیلة واحدة.[23]
7-2. محل الظهور، تشترک الروایات فی ان ظهور الامام المهدی (عج) سیبدأ من مکة و من جوار الکعبة.[24]
7-3. البیعة مع الامام المهدی (عج)، ان أحد المواضیع البارزة فی المصادر الشیعیة و السنیة هی بیعة أنصار الامام المهدی (عج) له فی بدایة الظهور.[25]
7- 4. نزول الملائکة لنصرة الامام المهدی (عج).[26]
7-5. نزول عیسی و اقتداؤه بالامام المهدی (عج)، قال رسول الله (ص) ما مضمونه: یری المهدی (عج) نزول عیسی و کأن الماء یقطر من شعره. فیقول له: تقدم للصلاة. فیقول عیسی : اقیمت الصلاة لک فیقف خلف المهدی (عج) للصلاة.[27]
- خصائص حکومة المهدی (عج):
8-1. نشر العدل.[28]
8-2. الرفاه و الامان. قال رسول الله ما مضمونه: المهدی سیکون فی أمتی .... و یعیش الناس فی عصره حیاة لم یحیوها قبل ذلک أبدا.[29]
8-3. المقبولیة العمومیة لحکومة المهدی (عج).[30]
8-4. الأمان الشامل[31].
8-5. انتشار الغنی، قال النبی (ص) ما مضمونه: ابشرکم بالمهدی (عج) الذی سیعمر قلوب امة محمد بالغنی.[32]
8-6. غلبة الاسلام علی باقی الادیان.
8-7. کون حکومة المهدی (عج) عالمیة، قال الامام الصادق (ع) ما مضمونه: حین یقوم القائم لا تبقی ارض الا ان یعلو فیها ذکر الشهادتین.
الاختلافات بین نظرة الشیعة و أهل السنة لقضیة المهدویة:
- الاختلاف فی الولادة: تعتقد الشیعة الامامیة الاثنا عشریة ان الامام المهدی (عج) هو ابن الامام الحسن العسکری (ع) و هو الآن حی و غائب. و لکن أهل السنة و بالرغم اتفاقهم علی الاعتقاد بالمهدویة – و سبب ذلک هو وجود روایات متواترة – فانهم یعتبرون ظهور الامام المهدی (عج) فی آخر الزمان من عقائدهم القعطیة فانهم ینقسمون فی نسبه و ولادته الی عدة مجامیع:
فالبعض من أهل السنة یدعون ان المهدی (عج) هو نفس عیسی ابن مریم و یستندون فی هذا المورد الی خبر واحد نقل عن أنس بن مالک.[33]
و یعتقد عدد قلیل منهم أیضاً ان المهدی (عج) هو من ولد العباس بن عبدالمطلب و هؤلاء یستندون الی خبر واحد مذکور فی کنز العمال.[34]
و بعضهم أیضاً یعتقدون ان المهدی (عج) هو من أولاد الامام الحسن المجتبی لا من أولاد الامام الحسین (ع).[35]
و یقول جماعة: ان اسم والد الامام المهدی (عج) هو اسم والد نبی الاسلام (ص) و حیث ان اسم والد النبی محمد (ص) هو عبدالله فلا یمکن أن یکون المهدی ابن الحسن العسکری هو المهدی الموعود و مستند هذا الاحتمال أیضاً خبر مذکور فی کنز العمال.[36]
جماعة من هؤلاء یعتقدون کما یعتقد الشیعة الامامیة الاثنا عشریة ان الامام المهدی (عج) من أولاد النبی (ص) و فاطمة (س) و ان عیسی (ع) أیضاً حین ظهور الامام المهدی (عج) سیهب لنصرته و یقتدی به فی صلاته. کما ورد فی روایات متعددة.
فقد نقل عن ام سلمة ان رسول الله (ص) قال: "المهدی (عج) من عترتی من ولد فاطمة (س)".[37]
و نقل جابر بن عبدالله عن النبی (ص) قوله ان عیسی سینزل حین ظهور المهدی (عج).[38]
و یقول عبدالله بن عمر: المهدی (عج) الذی ینزل علیه عیسی بن مریم و یصلی خلفه عیسی (ع).[39]
و هذه المجموعة لا تقبل الحدیث الذی یقول (المهدی عج) من ولد العباس بن عبد المطلب.
یقول الذهبی: هذا الخبر نقل عن محمد بن الولید فقط و هو من الذین یضعون الحدیث.[40]
و بالطبع فان هذه المجموعة أیضاً لا تعتقد بولادة الامام المهدی (عج) و لا بغیبته. و یدعی ابن حجر ان جمیع المسلمین غیر الامامیة یعتقدون ان المهدی (عج) هو غیر الحجة. لان غیبة الشخص و لهذه المدة الطویلة هو من خوارق العادة.[41]
و فی الجواب عن المجموعة الأخیرة ینبغی ان یقال، اولاً: انه توجد روایات نبویة متعددة، تذکر الائمة الاثنی عشر بأسمائهم، فما ذکره باطل. و روی عن ابن عباس ان شخصاً یهودیاً اسمه نعثل جاء الی النبی (ص) و طرح أسئلة کثیرة و سأل عن الأوصیاء أیضاً فأجابه (ص): "اول اوصیائی علی و بعده الحسن و الحسین (ع) و الائمة التسعة من ولده"، فسأل نعثل: ما اسمهم فذکر له النبی (ص) أسماء کل واحد من الائمة الی الامام الثانی عشر (عج).
و قال رسول الله (ص) فی جواب سؤال لجابر بن عبدالله الأنصاری عن الأئمة بعد علی (ع): بعد علی الحسن و الحسین (ع) امامان، ثم سید العابدین، ثم محمد بن علی الباقر و سوف تراه فاذا رأیه فبلغه سلامی، ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسی بن جعفر الکاظم، ثم علی بن موسی الرضا، ثم محمد بن علی الجواد، ثم علی بن محمد النقی، ثم الحسن بن علی الزکی و بعده القائم بالحق مهدی امتی (محمد بن الحسن) صاحب الزمان إمام، و هو الذی یملأ الارض قسطا و عدلاً کما ملئت ظلما و جوراً.[42]
ثانیاً: توجد شواهد تاریخیة و أخبار کثیرة تنقل ولادته و أیام طفولته، و کنموذج ننقل عدة موارد من أقوال أهل السنة:
- الحافظ سلیمان الحنفی یقول: الخبر المعلوم عند المحققین و الموثقین هو أن ولادة القائم (عج) کانت فی لیلة الخامس عشر من شعبان سنة (255 ق) فی مدینة سامراء.[43]
- قال الخواجة محمد پارسا فی کتاب فصل الخطاب: و من أهل البیت: ابو محمد بن العسکری الذی لم یخلف ذریة الا أبا القاسم و هو القائم و الحجة و المهدی (عج) و یسمی صاحب الزمان. و قد ولد فی النصف من شعبان سنة 255 هجری و اسم امه نرجس و کان عمره حین استشهاد والده خمس سنوات.[44]
- یقول ابن خلکان فی وفیات الأعیان: ابوالقاسم محمد بن الحسن العسکری ابن علی الهادی ابن محمد الجواد ... الامام الثانی عشر من أئمة الشیعة الاثنا عشریة و المعروف بـ (الحجة) ... ولد فی یوم الجمعة فی النصف من شعبان سنة 255 هـ.ق.[45]
- و اشار الذهبی أیضاً فی ثلاثة من کتبه الی ولادة الامام المهدی (عج) و قال فی کتاب العبر فی حوادث سنة 256 هـ.ق: فی هذه السنة ولد محمد بن الحسن بن علی الهادی ابن محمد الجواد بن علی الرضا بن موسی الکاظم بن جعفر الصادق العلوی الحسینی. و کنیته ابوالقاسم و یسمیه الرافضة بالخلف الحجة المهدی (عج) و صاحب الزمان و هو آخر إمام من الأئمة الاثنی عشر.[46]
- و یقول خیر الدین الزرکلی (المتوفی 1396 هـ. ق) و هو من علماء السنة المعاصرین: ولد فی سامراء و کان عمره حین وفاة والده خمس سنوات و قیل انه ولد فی لیلة النصف من شعبان سنة 255 و غاب فی سنة 265[47]. و ذکر آیة الله العظمی الصافی فی کتاب المهدویة أسماء اکثر من سبعة و سبعین عالماً من علماء أهل السنة ذکر کل منهم بطریق من الطرق ولادة الامام المهدی.[48]
و بناء علی هذا، فاذا قال بعض أهل السنة ان الامام المهدی (عج) لم یولد بعد، فهو ادعاء من دون دلیل و لا ینسجم حتی مع أقوال أعلامهم. و ربما اعتبر بعض أهل السنة کابن حجر الهیثمی ان طول العمر دلیل عدم ولادة الامام المهدی (عج) و لکن ینبغی ان یقال ان الله القادر علی ان یبقی عیسی بن مریم حیاً لکی یقتدی بالمهدی (عج) و یحفظ یونس فی بطن الحوت و أن یعمر نوحاً ذلک العمر الطویل، ألا یقدر ان یهب للمهدی (عج) عمرا طویلاً.[49]
ان أهل السنة أنفسهم یعتقدون بحیاة عیسی و الخضر و صالح و ... .
و النتیجة ان ولادة الامام المهدی (عج) أمر مسلم و قطعی و یعرفه أهل السنة أنفسهم.
یقول محمد بن علی بن حمزة: سمعت الامام العسکری (ع) یقول: "ولی الله و حجة علی عباده و خلیفتی ولد فی لیلة النصف من شعبان سنة 255 عند الفجر".[50]
- الاختلاف حول عصمة الامام صاحب الزمان:
لا یعتقد أکثر علماء أهل السنة بعصمة الامام و یعتبرونه انساناً عادیاً یحتمل صدور الذنوب و الأخطاء منه کأی انسان آخر. و هذه العقیدة مما أکد علیها ابن کثیر و کثیر من علماء السنة.[51]
و یستند هؤلاء فی هذه العقیدة الی حدیث منقول عن النبی الاکرم (ص) حیث قال: "المهدی (عج) منا أهل البیت یصلحه الله عز و جل فی لیلة".[52]
اما عقیدة الشیعة فهی ان جمیع الائمة معصومون و لا یحتمل فی حقهم الخطأ و الاشتباه.
3- و من الاختلافات إنکار الغیبة:
اتفق علماء الشیعة ان سنة غیبة المهدی (عج) 329 هـ.ق و یعتقدون انه حی الی الآن و الی أن یأذن الله تعالی له بالظهور. و هذه العقیدة هی علی أساس الأحادیث و الروایات المنقولة عن النبی الاکرم (ص) و أهل البیت (ع)، تلک الروایات التی صدرت قبل وقوع الغیبة و بعضها صدرت قبل ولادة الامام الهدی عج (ع) بمائة سنة او مأتین. لکن أکثر علماء السنة لا یعتقدون بغیبة الامام صاحب الزمان، و قد غضضنا النظر هنا عن ایراد أدلتهم و الرد علیها رعایة للاختصار.
کان هذا خلاصة رؤیة أهل السنة بالنسبة للامام صاحب الزمان.
و فی الختام نقول ان أهم ملاحظة حول الامام صاحب الزمان یمکن ذکرها عن لسان أهل السنة هی مسألة الفتاوی الأربعة الصادرة فی حق منکر الاعتقاد بظهور الامام المهدی (عج). و هذه الفتاوی صدرت من قبل کل من:
- ابن حجر الهیثمی الشافعی 2. الشیخ أحمد ابو سرور بن صبا الحنفی. 3. الشیخ محمد بن محمد الخطاب المالکی. 4. الشیخ یحیی بن محمد الحنبلی.
ان جمیع هؤلاء یقولون بان من ینکر الاعتقاد بالظهور یجب أن یعاقب، و صرحوا بانه یجب أن یضرب و یحتقر لکی یتأدب و یعود الی الحق و الا فیجب قتله و هو مهدور الدم.[53]
[1] سبائک الذهب، ص 78.
[2] مقتبس من کتاب الاسلام و مستقبل العالم، مصطفی محقق راد.
[3] الایراوانی، محمد باقر، الامام المهدی (عج)، ص 11.
[4] تاریخ ابن خلدون، ج 1، ص 199.
[5] تفسیر المنار، ج 10، ص 393، ح 9، 499 و 507.
[6] تاریخ ابن خلدون، ج 1، ص 555، الخصل، 52.
[7] حول الذین تعرضوا لذکر الاحادیث المتعلقة بالامام المهدی (عج) یراجع، المهدی المنتظر فی الفکر الاسلامی، ص 2926.
[8] نظم المتناثر فی الحدیث المتواتر، ص 226 (نقلا عن: طریق الی المهدی المنتظر، ص 91).
[9] البدایة و النهایة، ج 6، 281.
[10] سن بن ماجة، ص 699، ح 4085.
[11] السیوطی، عرف الوردی، ص 76 و 88.
[12] سنن ابن ماجة، 699، ح 4086.
[13] فرائد السمطین، ج 2، ص 327، ح 589.
[14] نفس المصدر، ح 565.
[15] الصنعانی، المصنف، ج 3، ص 2077.
[16] الکنجی، الشافعی، البیان، فی اخبار صاحب الزمان، ب 8، ح 51.
[17] المقدس الشافعی، عقد الدرر، ص 45 و 55.
[18] النعمانی، الغیبة، ص 186.
[19] سنن ابی داوود، ح 4282، جاء فی کتاب الغیبة للنعمانی ص 187 قوله حدثنا محمد بن یعقوب الکلینی قال حدثنا محمد بن یحیی عن احمد بن ادریس عن محمد بن احمد عن جعفر بن القاسم عن محمد بن ولید الخزاز عن الولید بن عقبة عن الحارث بن زیاد عن شعیب عن ابی حمزة قال: دخلت علی ابی عبدالله (ع) فقلت له انت صاحب هذا الامر؟ فقالک لا. فقلت: فولدک؟ فقال: لا. فقلت: فولد ولدک؟ فقال: لا. قلت: فولد ولد ولدک؟ قال: لا. قلت: فمن هو؟ قال: الذی یملؤها عدلاً کما ملئت ظلما و جوراً لعلی فترة من الائمة یأتی کما ان النبی (ص) بعث علی فترة من الرسل.
[20] نعیم بن حماد، الفتن، ص 93.
[21] الصنعانی المصنف، ج 11، ص 371.
[22] ابن ابی شیبة، المصنف، ج 8، ص 679.
[23] البیان فی اخبار صاحب الزمان، ص 31، ح 11.
[24] النعمانی، الغیبة، ص 313، ح 4.
[25] الکنجی الشافعی، البیان فی اخبار صاحب الزمان، ص 35، ح 15.
[26] عقد الدرر، ص 46، 117 و 118.
[27] المقدس الشافعی، عقدر الدرر، ص 292.
[28] المصنف، ح 19484، سنن ابی داود، ح 4282.
[29] ابن ابی شیبة، المصنف، ج 7، ح 19484.
[30] الصنعانی، المصنف، ح 20770.
[31] احمد بن حنبل، المسند، ج 3، ص 37.
[32] عقد الدرر، ص 95.
[33] سنن ابن ماجة، کتاب الفتن، ح 4029.
[34] کنز العمال، ج 14، ص 264، ح 38666.
[35] الاطناب المنیف، ابن قیم الجوزیة، ص 151 (نقلا عن: الامام المهدی، المیلانی، ص 21).
[36] کنز العمال، ج 14، ص 268، ح 38478.
[37] السنن الواردة فی الفتن و غوائلها و الساعة و اشراطها، عثمان بن سعید المقری، ج 5، 1057.
[38] نفس المصدر، ج 6، ص 1237.
[39] الفتن 1، 373، نعیم بن حماد المروزی.
[40] تعرد به محمد بن الولید مولی بنی هاشم و کان یضع الحدیث، الصواعق المحرقة، ابن حجر الهیثمی، ج 2، ص 482.
[41] نفس المصدر، ج 2، ص 482.
[42] الاحتجاج، احمد بن علی الطبرسی، تحقیق ابراهیم البهادری، و ... ج 1، ص 68 – 69، و یراجع ایضاً صحیح مسلم 6: 3 و 4 باب الامارة حول الاحادیث التی ذکرت اسماء الائمة (ع).
[43] ینابیع المودة، الشیخ سلیمان القندوزی الحنفی، ص 179.
44] نفس المصدر.
[45] وفیات الاعیان، ابن خلکان، ج 4، ص 562.
[46] العبر فی خبر من غبر، ج 3، ص 31.
[47] الاعلام، ج 6، ص 80.
[48] الامامة و المهدویة، ج 2، ص 56 – 241.
[49] یراجع بحار الانوار، ج 51، ص 99 – 102.
[50] مقتبس من شمس الامامة و الولایة، مهدی الکامرانی.
[51] شرح سنن ابن ماجة، ج 2، ص 519.
[52] سنن ابن ماجة، ج 2، ص 4087.
[53] البرهان علی علامات مهدی آخر الزمان، ص 183 – 187.
فی ذکری میلاد الامام المهدی المنتظر علیه السلام
ولد المصلح العالمی المنتظر الإمام الثانی عشر الحجّة بن الحسن المهدی الموعود صلوات اللَّه علیه وعلى آبائه فی فجر یوم الجمعة النصف من شعبان سنة مئتین وخمس وخمسین هجریة قمریّة (255 هـ. ق) الموافق لعام 868 میلادی فی مدینة سامراء (1). أبوه هو الإمام الحادی عشر الحسن العسكری (علیه السلام).
أمه، نسبها ومكانتها:
أمّه السیّدة الكریمة (نرجس) وتسمّى بـ(سوسن) أیضاً، وهی ابنة (یوشعا)قیصر الروم، ومن الأم من نسل (شمعون) أحد حواریّی المسیح (علیه السلام). وكانت نرجس ذات منزلة رفیعة بحیث انّ حكیمة - وهی أخت الإمام الهادی (علیه السلام) والتی تعتبر من أهمّ سیّدات أهل البیت (علیهم السلام) -تخاطبها بقولها: (یا سیّدتی).
وعندما كانت (نرجس) فی الروم شاهدت أحلاماً عجیبة،ففی إحدى المرّات رأت فی المنام نبیّ الإسلام الأكرم صلى الله علیه وآله والسیّد المسیح عیسى (علیه السلام)، وقد زوّجاها من الإمام الحسن العسكری (علیه السلام)، وفی حلم آخر شاهدت أمراً غریباً آخر وهو أنّها قد أسلمت بدعوة كریمة من فاطمة الزهراء (علیها السلام)، لكنها كتمت إسلامها عن أسرتها ومن یحیط بها حتى شبّت المعارك بین المسلمین والروم، وقاد قیصر الروم بنفسه الجیش إلى جبهات القتال. ورأت نرجس فی النوم من یأمرها ان تتخفّى مع سائر إمائها وخدمها وتسیر مع فئة المقاتلین التی تتحرّك نحو الحدود، ونفّذت ما رأته بدقّة، ولما وصلوا إلى الحدود أُسروا جمیعاً على ید بعض الطلائع من جیش المسلمین ومن دون أن یعرف المسلمون أنّ فیهم أعضاء من أسرة قیصر الروم فقد حمل المسلمون الأسرى إلى بغداد.
وقد جرت هذه الحادثة فی أواخر مرحلة إمامة الإمام العاشر الهادی (علیه السلام)، وجاء مبعوث من الإمام الهادی (علیه السلام) یحمل رسالة منه مكتوبة باللّغة الرومیة وسلّمها إلى (نرجس) فی بغداد واشتراها من بائع الإماء وجاء بها إلى الإمام الهادی فی سامرّاء، وعندئذ قام الإمام بتذكیرها بتلك الأحلام التی كانت قد رأتها من قبل، وبشّرها بأنّها ستصبح زوجة للإمام الحادی عشر وأُمّاً لولد سوف یسیطر على كلّ العالم ویملأ الأرض قسطاً وعدلاً. ثمّ ان الإمام الهادی (علیه السلام) أسند شؤون (نرجس) إلى أخته الجلیلة (حكیمة ) وهی من كبار سیّدات أهل البیت (علیه السلام)، لتُعلّمها الآداب الإسلامیة والأحكام الشرعیة. وبعد مدّة من الزّمن أصبحت (نرجس) زوجة للإمام الحسن العسكری (علیه السلام).
ولادته (عج):
كان من عادة (حكیمة ) أنّها كلّما زارت الإمام العسكری (علیه السلام) دعت اللَّه أن یرزقه ولداً، وهی تقول: دخلت علیه ذات مرة، فقلت له كما أقول ودعوت كما أدعو، فقال: یا عمّة اما انّ الذی تدعین اللَّه أن یرزقنیه یولد فی هذه اللّیلة، یا عمّتاه بیتی اللیلة عندنا فانّه سیولد اللیلة المولود الكریم على اللَّه عزّ وجلّ الذی یحیی اللَّه عزّ وجلّ به الأرض بعد موتها، قالت حكیمة: ممّن یا سیّدی، ولست أرى بنرجس شیئاً من أثر الحمل، فقال: من نرجس لا من غیرها. قالت: فوثبت إلى نرجس فقلّبتها ظهراً لبطن فلم أر بها أثراً من حبل فعدت إلیه فأخبرته بما فعلت، فتبسّم ثم قال لی: إذا كان وقت الفجر یظهر لك بها الحبل؛ لأنّ مثلها مثل أمّ موسى لم یظهر بها الحبل، ولم یعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لأنّ فرعون كان یشقّ بطون الحبالى فی طلب موسى وهذا نظیر موسى (علیه السلام) (یطوی سجلّ حكومة الفراعنة).
قالت حكیمة: فلم أزل أراقبها إلى وقت طلوع الفجر وهی نائمة بین یدی لا تقلب جنباً إلى جنب حتى إذا كان فی آخر اللیل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدری وسمّیت علیها، فصاح الإمام العسكری (علیه السلام) وقال: إقرأى علیها (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَة الْقَدْرِ) فأقبلت أقرأ علیها، وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذی أخبرك به مولای فأقبلت اقرأ علیها كما أمرنی فأجابنی الجنین من بطنها یقرأ كما اقرأ وسلّم علیّ. قالت حكیمة: ففزعت لما سمعت فصاح بی الإمام العسكری (علیه السلام) لا تعجبی من أمر اللَّه عزّوجلّ انّ اللَّه تبارك وتعالى ینطقنا بالحكمة صغاراً، ویجعلنا حجة فی أرضه كباراً، فلم یستتّم الكلام حتى غیّبت عنی نرجس فلم أرها كأنّه ضرب بینی وبینها حجاب، فعدوت نحو الإمام العسكری (علیه السلام)، وأنا صارخة فقال لی: ارجعی یا عمّة فإنّك ستجدیها فی مكانها، قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بینی وبینها وإذا أنا بها وعلیها من أثر النور ما غشی بصری وإذا أنا بالصبیّ (علیه السلام) ساجداً على وجهه جاثیاً على ركبتیه رافعاً سبّابتیه نحو السماء وهو یقول: (أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شریك له وانّ جدیّ رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وأنّ أبی أمیر المؤمنین ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى ان بلغ إلى نفسه، فقال (علیه السلام): اللهمّ أنجز لی وعدی وأتمم لی أمری وثبّت وطأتی واملأ الأرض بی عدلاً وقسطاً... ) (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصول الكافی 1: 514، الارشاد للمفید: 326، وفی بعض الروایات ان الإمام (علیه السلام) قد ولد سنة 256 ق، لیرجع من شاء إلى كمال الدین 2: 97، بحار الأنوار 51: 15.
(2) راجع خبر ولادة الإمام المهدی فی الكتب التالیة: كمال الدین 2: 100 - 90، والغیبة للشیخ الطوسی: 124، وبحار الأنوار 25 - 12: 51، واضافة على المصادر والكتب الشیعیة، لقد نقل هذا الخبر وتاریخ الولادة جمع من علماء أهل السنّة منهم ابن صبّاغ المالكی (المتوفى فی 855 ق) فی كتابه الفصول المهمّة، فی معرفة الأئمة واكتفى بذكر تاریخ الولادة الیافعی (المتوفى 768 ق) فی كتابه مرآة الجنان وعبرة الیقظان فی معرفة حوادث الزمان.
الاختلاف في ولادة الامام المهدي(ع)
فی ذکر اختلاف المسلمین فی ولاده المهدی علیه السلام، وذکر من اعترف بها من علماء أهل السنه الموافقین للإمامیه، وذکر دلیل إجمالی على کون المهدی الموعود هو الحجه بن الحسن العسکری علیهما السلام بأوجز بیان وأحسن نظام.
اعلم هداک الله سبیل الرشاد: أنه قد تواتر عن النبی صلى الله علیه وآله من طرق أهل السنه والإمامیه أنه قال ما معناه:
«أنه یخرج من ولده فی آخر الزمان رجل یقال له المهدی علیه السلام، یملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما ملئت ظلماً وجوراً».
وهذا المقدار قد استقرت علیه المذاهب الخمسه، والقول بأنه من ولد العبّاس، وأنه علوی غیر فاطمی شاذ نادر قد تبین فسادهما فی محله والظاهر انقراض من قال بأحدهما.
نعم، بین أهل السنه والإمامیه خلاف معروف فی موضعین:
الأوّل: أنه حسنی أو حسینی؟
ذهب إلى الأوّل جمع من أهل السنه وجماعه أخرى منهم، وکافه الإمامیه ذهبوا إلى الثانی وأوضحوا فساد قول الأوّل بما لا مزید علیه، وبسط القول فیه الحافظ الکنجی الشافعی فی کتاب (البیان) من أراده راجعه.
والثانی: أنه ولد وغاب ثمّ یظهر فی وقت أراد الله تعالى إنفاذ أمره أو أنه ما ولد وسیولد من بعد ویظهر ویملأ؟
ذهب إلى الأوّل کافه الإمامیه وعینوا شخصه وانه الحجه بن الحسن بن علیّ بن محمّد بن علیّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیهم السلام، وأنه هو المهدی الموعود ولد ثمّ غاب بأمر الله تعالى مده کان یصل إلیه نوابه وبعض خواصه، ثمّ غاب غیبته الکبرى فلا یظهر إلا فی وقت یؤمر بالخروج وتطهیر تمام الأرض عن أرجاس الکافرین والملحدین حیث کانوا فی مشارق الأرض ومغاربها، وأثبتوا ذلک بالنصوص عن جده النبی صلى الله علیه وآله وعن کل واحد من آبائه الذین أقوالهم عندهم حجه، خصوصاً فی مثل هذا المقام المقترنه أقوالهم فیه بالأخبار عما یأتی، فکان الأمر کما قالوا وبالمعجزات.
وقد وافقهم على هذا القول جماعه من أعیان علماء المذاهب الأربعه، بل رووا نصوصاً ومعاجز وتصدوا لدفع شبهات ربما تورد فی المقام:
الأوّل:
أبو سالم کمال الدین محمّد بن طلحه بن محمّد بن الحسن القرشی النصیبی الذی صرح تقی الدین أبو بکر أحمد بن قاضی شبهه المعروف بابن جماعه الدمشقی الأسدی فی (طبقات فقهاء الشافعیه) بأنه کان أحد الصدور والرؤساءِ المعظمین.
ولد سنه ۵۸۲ وتفقه وشارک فی العلوم، وکان فقیهاً بارعاً عارفاً بالمذهب والأصول والخلاف، ترسل عن الملک وساد وتقدم وسمع الحدیث…
ومدحه بما یقرب منه أبو عبد الله بن أسعد الیمنی المعروف بالیافعی فی (مرآه الجنان) فی حوادث سنه ۶۵۰٫
وقال عبد الغفار بن إبراهیم العکی الشافعی: أنه أحد العلماء المشهورین.
وکذا ذکره وبالغ فی مدحه جمال الدین عبد الرحیم حسن بن علی الأسنوی الشافعی فی (طبقات فقهاء الشافعیه).
فقال ابن طلحه فی کتابه (مطالب السؤول الباب الثانی عشر): فی أبی القاسم م ح م د ابن الحسن الخالص بن علی المتوکل بن محمّد القانع بن علیّ الرضا بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علیّ زین العابدین بن الحسین الزکی بن علی المرتضى أمیر المؤمنین بن أبی طالب، المهدی الحجه الخلف الصالح المنتظر علیهم السلام ورحمته وبرکاته.
فهذا الخلف الحجه قد أیده الله
هدانا منهج الحق وأتاه سجایاه
وأعلى فی ذرى العلیا بالتأیید مرقاه
وآتاه حلى فضل عظیم فتحلاه
وقد قال رسول الله قولاً قد رویناه
وذو العلم بما قال إذا أدرک معناه
یرى الأخبار فی المهدی جائت بمسماه
وقد أبداه بالنسبه والوصف وسماه
ویکفی قوله منی لاشراق محیاه
ومن بضعته الزهراء مجراه ومرساه
ولن یبلغ ما أوتیه أمثال وأشباه
فإن قالوا هو المهدی ما ماتوا بما فاهوا
قدرتع من النبوه فی أکناف عناصرها، ورضع من الرساله أخلاف أواصرها، وترع من القرابه بسجال معاصرها، وبرع فی صفات الشرف فعقدت علیه بخناصرها، فاقتنی ما الأنساب شرف نصابها، واعتلى عند الانتساب على شرف أحسابها، واجتنى جنا الهدایه من معادنها وأسبابها، فهو من ولد الطهر البتول المجزوم بکونها بضعه من الرسول، فالرساله أصلها وأنها لأشرف العناصر والأصول (إلى أن قال) فأما مولده فبسر من رأى فی ثالث وعشرین سنه ۲۵۸، وأما نسبه أباً وأماً فأبوه الحسن الخالص _ إلى آخر ما تقدم، ثم أخرج بعض الأخبار وأورد بعض الشبهات وأجاب عنها.
وأما کون الکتاب المذکور من مؤلفاته فهو من الوضوح بمکان لم یقدر ابن تیمیه على انکاره مع انکاره جمله من الأحادیث المستفیضه المشهوره، فصرح فی کتابه (منهاج السنه) بأنه له.
الثانی:
أبو عبد الله محمد بن یوسف بن محمد الکنجی الشافعی الذی یعبر عنه ابن الصباغ المالکی فی کتاب (الفصول المهمه) بقوله: الإمام الحافظ. واحتج بروایه ابن حجر العسقلانی فی فتح الباری فی شرح البخاری فإنه صنف کتاباً سمّاه (البیان فی أخبار صاحب الزمان علیه السلام) وهو کتاب مشهور قال هو فی آخر کتابه المعروف (بکفایه الطالب فی مناقب أمیر المؤنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام) ما لفظه: تمت مناقب سیدنا ومولانا أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام ویتلوه ذکر الإمام المهدی فی کتاب مفرد وسمیته بالبیان فی بیان أخبار صاحب الزمان صلوات الله علیه وعلى آبائه الطاهرین صلاه دائمه إلى یوم الدین.
وقال البارع الخبیر الکاتب الجلبی فی (کشف الظنون): البیان فی أخبار صاحب الزمان للشیخ أبی عبد الله محمّد بن یوسف الکنجی المتوفى سنه ۸۵۸ ثمان وخمسین وثمانمائه.
وقال أیضاً: کفایه الطالب فی مناقب علیّ بن أبی طالب للشیخ الحافظ أبی عبد الله محمد بن یوسف بن محمد الکنجی الشافعی…
قال أبو المواهب عبد الوهاب الشعرانی فی (اللواقح) فی ترجمه السیوطی: وکان الحافظ بن حجر یقول: الشروط التی إذا اجتمعت فی الإنسان سمی حافظاً: الشهره بالطلب، والأخذ من أفواه الرجال، والمعرفه بالجرح والتعدیل لطبقات الرواه ومراتبهم، وتمیز الصحیح من السقیم حتى یکون ما یستحضره من ذلک أکثر مما لا یستحضره، مع استحفاظ الکثیر من المتون. فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ _ انتهى» ومنه یعلم جلاله قد الکنجی.
وأوّل هذا _ الکتاب _ ای البیان أما بعد حمد الله الذی هو فاتحه کل کتاب وخاتمه کل خطاب والصلاه على رسوله التی هی جالبه کل ثوب ودافعه کل عقاب _ إلى آخره….
وقال فی الباب الثامن من الأبواب التی ألحقها بأبواب الفضائل من کتابه (الکفایه) بعد ذکر الأئمه من ولد أمیر المؤمنین علیه السلام، ما لفظه: «وخلّف یعنی علیّ الهادی علیه السلام من الولد أبا محمد الحسن ابنه» ثم ذکر تاریخ ولادته ووفاته وقال: «ابنه وهو الإمام المنتظر ونختم الکتاب بذکره مفرداً انتهى».
وکتابه (البیان) مشتمل على أربعه وعشرین باباً والباب الرابع والعشرون منه فی الدلاله على جواز بقاء المهدی منذ غیبته وذکر فیه مطالب شریفه من أرادها راجعه.
الثالث:
الشیخ نور الدین علیّ بن محمّد بن الصباغ المالکی الذی ذکروه فی التراجم بکل وصف جمیل:
فقال شمس الدین محمّد بن عبد الرحمن السخاوی المصری تلمیذ الحافظ بن حجر العسقلانی فی کتابه (الضوء اللامع فی أحوال القرن التاسع):
علیّ بن محمّد بن أحمد بن عبد الله نور الدین الاسفاتی الغزی الأصل المکی المالکی ویعرف بابن الصباغ، ولد فی العشر الأوّل من ذی الحجه سنه أربع وثمانین وسبعمائه بمکه ونشأ بها فحفظ القرآن والرساله فی الفقه وألفیه ابن مالک وعرضهما على الشریف عبد الرحمن الفارسی وعبد الوهاب بن عفیف الیافعی والجمال بن ظهیره وقرینه أبی المسعود وسعد النوری وعلی بن محمد بن أبی بکر الشیبی ومحمد بن أبی بکر بن سلیمان البکر وأجازوا له وأخذ الفقه عن أولهم والنحو عن الجلال عبد الواحد المرشدی وسمع على الزین المراغی سداسیات الرازی وله مؤلفات منها الفصول المهمه لمعرفه الأئمّه وهم إثنا عشر، والعبر فی من سفه النظر، أجاز لی ومات فی سابع ذی القعده سنه خمس وخمسین وثمانمائه ودفن بالمعلاه سامحه الله وإیانا».
وذکره أیضاً معظماً أحمد بن عبد القادر العجیلی الشافعی فی (ذخیره المآل) فی مسأله الخنثى.
ونقل عن کتابه المذکور معتمداً علیه جماعه من الأعلام مثل عبد الله بن محمّد المطیری المدنی الشافعی من النقشبندیه فی کتابه (الریاض الزاهره) ونور الدین على السمهودی فی (جواهر العقدین): وبرهان الدین علی الحلبی الشافعی فی (سیرته المعروفه) وعبد الرحمن الصفوری فی: (زینه المجالس) وغیرهم.
فقال فی (الفصول المهمه): الفصل الثانی عشر فی ذکر أبی القاسم الحجه الخلف الصالح ابن أبی محمد الحسن الخالص وهو الإمام الثانی عشر وتاریخ ولادته ودلائل إمامته وذکر طرف من أخباره وغیبته ومده قیام دولته وذکر نسبه وکنیته ولقبه وغیر ذلک.
ثمّ ذکر تاریخ ولادته والنص علیه من آبائه وطرف یسیر مما جاء فی النصوص الداله على الإمام الثانی عشر عن الأئمه الثقات والروایات فی ذلک کثیره والأخبار شهیره أضربنا عن ذکرها وقد دوّنها أصحاب الحدیث فی کتبهم واعتنوا بجمعها.
إلى أن قال: قال الشیخ أبو سعید محمّد بن یوسف بن محمّد الکنجی الشافعی فی کتابه (البیان فی أخبار صاحب الزمان) من الدلاله على کون المهدی حیاً باقیاً منذ غیبته إلى _ الآن إلى آخر ما فی الفصل الرابع والعشرین من البیان.
وقال فی ذیل ترجمه والده: وخلّف أبو محمّد الحسن رضی الله عنه من الولد ابنه الحجه القائم المنتظر لدوله الحقّ، وکان قد أخفى مولده وسترامره لصعوبه الوقت وخوف السلطان وتطلبه للشیعه وحبسهم والقبض علیهم.
الرابع:
الفقیه الواعظ شمس الدین أبو المظفر یوسف بن قزاغلی بن عبد الله البغدادی الحنفی سبط العالم الواعظ أبی الفرج عبد الرحمن ابن الجوزی الذی قاله فی ترجمته فی ضمن أحوال جده أبی الفرج ابن حلکان «وکان سبطه شمس الدین أبو المظفر یوسف بن قزاغلی الوعظ المشهور الحنفی المذهب وله صیت وسمعه فی مجالس وعظه وقبوله عند الملوک وغیرهم…».
وقال محمود بن سلیمان الکفوی فی (أعلام الأخیار) بعد ذکر نسبه وولادته: «وتفقّه وبرع وسمع من جده لإمه وکان حنبلیاً فتحنبل فی صغره لتربیه جده ثمّ دخل إلى الموصل ثمّ دخل إلى دمشق وهو ابن نیف وعشرین سنه وسمع بها وتفقّه بها على جمال الدین الحصیری وتحوّل حنفیاً لما بلغه أن قزاغلی بن عبد الله کان على مذهب الحنفیه وکان إماماً عالماً فقیهاً جیداً نبیهاً یلتقط الدرر من کلمه ویتناثر الجوهر من حکمه». وبالغ فی مدائحه وفضائله فی کلام طویل.
وذکره الیافعی فی (المرآه) وابن شحنه فی (روضه المناظر) وتاج الدین فی (کفایه المتطلع) وغیرهم.
فقال فی آخر کتابه الموسوم بتذکره خواص الأمّه بعد ترجمه العسکری علیه السلام: «ذکر أولاده: منهم م ح م د الإمام، فصل هو م ح م د بن الحسن بن علیّ بن محمّد بن علی الرضا بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیهم السلام وکنیته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجه صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالی، وهو آخر الأئمه علیهم السلام.
أنبأنا عبد العزیز بن محمود بن البزار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله: «یخرج فی آخر الزمان رجل من ولدی اسمه کاسمی وکنیته ککنیتی یملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً فذلک هو المهدی». وهذا حدیث مشهور وقد أخرج أبو داود الزهری عن علی علیه السلام بمعناه وفیه لو لم یبق من الدهر إلا یوم واحد لبعث الله من أهل بیتی من یملأ الأرض عدلاً. وذکره فی روایات کثیره ویقال له ذو الأسمین قالوا أمه أم ولد یقال لها صقیل».
الخامس:
الشیخ الأکبر محی الدین رأس أجلاء العارفین أبو عبد الله محمّد بن علیّ بن محمّد بن عربی الحاتم الطائی الأندلسی. الذی کفى فی علو مقامه ما قاله الشعرانی فی (لواقح الأخبار) ما لفظه: «هو الشیخ الإمام المحقق رأس أجلاء العارفین والمقربین صاحب الإشارات الملکوتیه والنفحات القدسیه والانفاس الروحاینه والفتح المونق والکشف المشرق والبصائر الخارقه والحقائق الزاهره له المقام الأرفع من مقام القرب فی منازل الأنس والمورد العذب من مناهل الوصل والطول الأعلى من مدارج الدنو والقدم الراسخ فی التمکین من أحوال النهایه والباع الطویل فی التعرف فی أحکام الولایه، وهو أحد أرکان هذه الطائفه…».
فقال فی الباب السادس والستین وثلاثمائه من کتابه (الفتوحات) ما یأتی ذکره.
السادس:
الشیخ العارف الخبیر أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علی الشعرانی فقال فی کتابه المسمسى (بالیواقیت) وهو بمنزله الشرح لمغلقات الفتوحات وهذا کتابه تلقاه العلماء بالقبول وبالغوا فی مدحه وثنائه ووجوب الاعتقاد بما فیه ففی نسخته المطبوعه بالمطبعه الأزهریه المصریه فی سنه ۱۳۰۵:
ومن جمله ما کتبه شیخ الإسلام الفتوحی الحنبلی رضی الله عنه: لا یقدح فی معانی هذا الکتاب إلا معاند مرتاب أو جاحد کذّاب کما لا یسعى فی تخطئه مؤلفه إلا کل عار عن علم الکتاب حائد عن طریق الصواب وکما لا ینکر فضل مؤلفه إلا کل غبی حسود أو جاهل معاند جحود أو زائغ عن السنه مارق ولإجماع أئمتها خارق.
ومن جمله ما قاله شیخنا الشیخ شهاب الدین الرملی الشافعی رضی الله عنه بعد کلام طویل: وبالجمله فهو کتاب لا ینکر فضله ولا یختلف اثنان بأنه ما صنف مثله.
ومن جمله ما قال الشیخ شهاب الدین عمیره الشافعی رضی الله عنه بعد مدح الکتاب: وما کنا نظن أن الله تعالى یبرز فی هذا الزمان مثل هذا المؤلف العظیم الشأن…
وکان من جمله ما قاله الشیخ محمّد البرهمتوشی وبعد: فقد وقف العبد الفقیر إلى الله تعالى محمد بن محمد البرهمتوشی الحنفی على الیواقیت والجواهر فی عقائد الأکابر لسیدنا ومولانا الإمام العالم العامل المحقق المدقق الفهامه خاتمه المحققین وارث علوم الأنبیاء والمرسلین شیخ الحقیقه والشریعه معدن السلوک والطریقه من توجّه الله تاج العرفان ورفعه على أهل هذه الأزمان مولانا الشیخ عبد الوهاب أدام الله النفع به للأنام وأبقاه الله تعالى لنفع العباد مدى الأیّام، فإذا هو کتاب جل مقداره ولمعت أسراره وسحت من سحب الفضل أمطاره وفاحت فی ریاض التحقیق أزهاره ولاحت فی سماء التدقیق شموسه وأقماره وتناغت فی غیاض الإرشاد بلغات الحق أطیاره فأشرقت على صفحات القلوب بالیقین أنواره _ إلى آخره…».
فقال فی البحث الخامس والستین من الجزء الثانی من کتاب الیواقیت:
المبحث الخامس الستون فی بیان أن جمیع أشراط الساعه التی أخبرنا بها الشارع حقّ لا بدّ أن تقع کلها قبل قیام الساعه وذلک کخروج المهدی ثمّ الدجال ثمّ نزول عیسى وخروج الدابه وطلوع الشمس من مغربها ورفع القرآن وفتح سد یأجوج ومأجوج حتى لو لم یبق من الدنیا إلا مقدار یوم واحد لوقع ذلک کله.
قال الشیخ تقی الدین بن أبی منصور فی عقیدته: وکل هذا الآیات تقع فی المائه الأخیره من الیوم الذی وعد به رسول الله صلى الله علیه وآله أمته بقوله: إن صلحت أمتی فلها یوم وإن فسدت فلها نصف یوم یعنی من أیام الرب المشار إلیها بقوله تعالى: (وَإِنَّ یَوْماً عِنْدَ رَبِّکَ کَأَلْفِ سَنَهٍ مِمَّا تَعُدُّونَ). قال بعض العارفین: وأوّل ألف محسوب من وفاه علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه.
آخر الخلفاء فإن تلک المده کانت من جمله أیام نبوه رسول الله صلى الله علیه وآله ورسالته فمهد الله تعالى بالخلفاء الأربعه البلاد ومراده ( إنشاء الله بالألف قوه سلطان شریعته إلى انتهاء الألف ثم تأخذ فی ابتداء الاضمحلال إلى أن یصیر الدین غریباً کما بدأ وذلک الاضمحلال یکون بدایته من مضی ثلاثین سنه من القرن الحادی عشر فهناک یترقب خروج المهدی علیه السلام، وهو من أولاد الإمام الحسن العسکری علیه السلام، ومولده علیه السلام لیله النصف من شعبان سنه خمس وخمسین ومائتین وهو باق إلى أن یجتمع بعیسى بن مریم علیه السلام فیکون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنه ثمان وخمسین وسبعمائه، تسعمائه سنه وست سنین. هکذا أخبرنی الشیخ حسن العراقی المدفون فوق کوم الریش المطل على برکه رطلی بمصر المحروسه عن الإمام المهدی علیه السلام حین اجتمع به، ووافقه على ذلک شیخنا سیدی علی الخواص رحمهما الله تعالى.
وعباره الشیخ محی الدین رضی الله عنه فی الباب السادس والستین وثلاث مائه من الفتوحات هکذا: واعلموا أنه لابد من خروج المهدی علیه السلام لکن لا یخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فیملأها قسطاً وعدلاً ولو لم یبق من الدنیا إلا یوم واحد طول الله تعالى ذلک الیوم حتى یلی ذلک الخلیفه، وهو من عتره رسول الله صلى الله علیه وآله من ولد فاطمه )، جده الحسین بن علی بن أبی طالب علیهما السلام، ووالده الحسن العسکری بن الإمام علی النقی بالنون بن الإمام محمد التقی بالتاء بن الإمام علی الرضا بن الإمام موسى الکاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زین العابدین علی بن الإمام الحسین بن الإمام علی بن أبی طالب رضی الله عنه یواطیء اسمه اسم رسول الله صلى الله علیه وآله، یبایعه المسلمون ما بین الرکن والمقام، یشبه رسول الله صلى الله علیه وآله فی الخلق (بفتح الخاء) وینزل عنه فی الخلق (بضمها) إذ لا یکون أحد مثل رسول الله صلى الله علیه وآله فی أخلاقه والله تعالى یقول: (وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِیمٍ).
هو أجلى الجبهه أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الکوفه، یقسم المال بالسویه ویعدل فی الرعیه یأتیه الرجل فیقول: یا مهدی أعطنی وبین یدیه المال یحثی له فی ثوبه ما استطاع أن یحمله، یخرج على فتره من الدین یزع الله به ما لا یزع بالقرآن، یمسی الرجل جاهلاً وجباناً وبخیلاً فیصبح عالماً شجاعاً کریماً، یمشی النصر بین یدیه، یعیش خمساً أو سبعاً أو تسعاً یقفو أثر رسول الله صلى الله علیه وآله لا یخطئ له ملک یسدده من حیث لا یراه، یحمل الکل ویعین الضعیف ویساعد على نوائب الحق، یفعل ما یقول ویقول ما یفعل ویعلم ما یشهد.
یصلحه الله فی لیله یفتح المدینه الرومیه بالتکبیر مع سبعین ألف من المسلمین من ولد إسحاق، یشهد الملحمه العظمى مأدبه الله بمرج عکا، یبید الظلم وأهله یقیم الدین وأهله وینفخ الروح فی الإسلام، یعز الله الإسلام بعد ذله ویحییه بعد موته، یضع الجزیه ویدعو إلى الله بالسیف, فمن أبى قتل ومن نازعه خذل.
یظهر من الدین ما هو علیه فی نفسه، حتى لو کان رسول الله صلى الله علیه وآله حیاً لحکم به، فلا یبقى فی زمانه إلا الدین الخالص عن الرأی یخالف فی غالب أحکامه مذاهب العلماء فینقبضون منه لذلک لظنهم أن الله تعالى لا یحدث بعد أئمتهم مجتهداً.
وأطال فی ذکر وقائعه معهم وسیرته وحالاته إلى أن قال: وأعلم انه لم یبلغنا أن النبی صلى الله علیه وآله نص على أحد من الأئمه أن یقفو أثره لا یخطیء إلا الإمام المهدی خاصه، فقد شهد له بعصمته فی خلافته وأحکامه کما شهد الدلیل العقلی بعصمه رسول الله صلى الله علیه وآله فیما یبلغه عن ربه من الحکم المشروع له فی عباده.
السابع:
الشیخ حسن العراقی المذکور.
قال الشیخ عبد الوهاب الشعرانی المتقدم ذکره فی الطبقات الکبرى المسماه (بلواقح الأنوار فی طبقات الأخیار) فی الجزء الثانی من النسخه المطبوعه بمصر فی سنه ألف وثلاثمائه وخمس:
«ومنهم: الشیخ العارف بالله تعالى سیدی حسن العراقی ; تعالى المدفون بالکوم خارج باب الشعریه رضی الله عنه بالقرب من برکه الرطلی وجامع البشرى».
وفی بعض نسخه العتیقه:
«ومنهم: الشیخ الصالح العابد الزاهد ذو الکشف الصحیح والحال العظیم الشیخ حسن العراقی المدفون فوق الکوم المطل على برکه الرطلی، کان رضی الله عنه قد عمّر نحو مائه سنه وثلاثین سنه».
وفی النسخه المطبوعه «ترددت إلیه مع سیدی أبی العبّاس الحریثی وقال: أرید أن أحکی لک حکایتی من مبتدأ أمری إلى وقتی هذا کأنک کنت رفیقی من الصغر فقلت له نعم فقال: کنت شاباً من دمشق وکنت صانعاً وکنا نجتمع یوماً فی الجمعه على اللهو واللعب والخمر فجاء لی التنبیه من الله تعالى یوماً ألهذا خلقت فترکت ما هم فیه وهربت منهم فتبعوا ورائی فلم یدرکونی فدخلت جامع بنی أمیه فوجدت شخصاً یتکلم على الکرسی فی شأن المهدی علیه السلام فاشتقت إلى لقائه فصرت لا أسجد سجده إلا وسألت الله تعالى أن یجمعنی علیه فبینما أنا لیله بعد صلاه المغرب أصلی صلاه السنه إذا بشخص جلس خلفی وحس على کتفی وقال لی قد استجاب الله دعاءک یا ولدی مالک أنا المهدی فقلت تذهب معی إلى الدار. فقال: نعم وذهب معی فقال لی أخل لی مکاناً انفرد فیه فأخلیت له مکاناً فأقام عندی سبعه أیام بلیالیها ولقننی الذکر وقال أعلمک وردی تدوم علیه أن شاء الله تعالى تصوم یوماً وتفطر یوماً وتصلی کل لیله خمسمائه رکعه فقلت نعم، فکنت أصلی خلفه کل لیله خمسمائه رکعه وکنت شاباً أمرداً حسن الصوره فکان یقول: لا تجلس قط إلا ورائی فکنت أفعل وکانت عمامته کعمامه العجم وعلیه جبه من وبر الجمال فلما انقضت السبعه أیام خرج فودعته وقال لی: یا حسن ما وقع لی قط مع أحد ما وقع معک فدم على وردک حتى تعجز فإنک ستعمر عمراً طویل. وفی النسخه الأخرى العتیقه بعد قوله: خمس مائه رکعه فی کل لیله وأنا لا أضع جنبی على الأرض للنوم إلا غلبته ثمّ طلب الخروج وقال لی: یا حسن لا تجتمع بأحد بعدی ویکفیک ما حصل لک منی فما ثمّ إلا دون ما وصل إلیک منی فلا تتحمل منه أحد بلا فائده. فقلت سمعاً وطاعه وخرجت أودعه فأوقفنی عند عتبه باب الدار وقال من هنا فأقمت على ذلک سنین _ إلى أن قال الشعرانی بعد ذکر حکایه سیاحه حسن العراقی _ وسألت المهدی عن عمره فقال: یا ولدی عمری الآن ستمائه سنه وعشرون سنه ولی عنه الآن مائه سنه، فقلت ذلک لسیدی علی الخواص فوافقه على عمره المهدی عجل الله فرجه الشریف».
الثامن:
الشیخ العارف علی الخواص قال: الشعرانی فی طبقاته المسماه (باللواقح):
«ومنهم، شیخی وأستاذی سیدی علی الخواص البراسی رضی الله تعالى عنه ورحمه کان أمیاً لا یکتب ولا یقرأ وکان رضی الله عنه یتکلم على معانی القرآن العظیم والسنه المشرفه کلاماً نفیساً تحیر فیه العلماء وکان محل کشفه اللوح المحفوظ عن المحو والإثبات فکان إذا قال قولا لا بدّ أن یقع على الصفه التی قال، وکنت أرسل له الناس یشاورونه عن أحوالهم فما کان قط یحوجهم إلى کلام بل کان یخبر الشخص بواقعته التی أتى لأجلها قبل أن یتکلم فیقول: طلق مثلاً أو: شارک أو: فارق أو: اصبر أو: سافر أو: لا تسافر فیتحیر الشخص فیقول من أعلم هذا بأمری، وکان له طب غریب یداوی به أهل الاستسقاء الجذام والفالج والأمراض المزمنه فکل شیء أشار باستعماله یکون الشفاء فیه.
وسمعت سیدی محمّد بن عفان رضی الله عنه یقول: الشیخ علی البراسی أعطى التصریف فی ثلاثه أرباع مصر وقراها، وسمعته مره أخرى یقول: لا یقدر أحد من أرباب الأحوال أن یدخل مصر إلا بإذن الشیخ علی الخواص رضی الله عنه، وکان یعرف أصحاب النوبه فی سائر أقطار الأرض ویعرف من تولى منهم ساعه ولایته ومن غول ساعه غوله ولم أر هذا القدم لأحد غیره من مشایخ مصر إلى وقتی هذا» ثم ذکر شرحاً طویلاً فی کراماته ومقاماته وحالاته، وقد عرفت تصریح الشعرانی فی الیواقیت وفی الطبقات بأنه صدق الحسن العراقی فیما أخبره به من عمر المهدی علیه السلام على ما نقله عنه…
التاسع:
نور الدین عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدین الدشتی الجامی الحنفی الشاعر العارف المعروف صاحب شرح الکافیه الدائر فی أیدی المشتغلین.
قال محمود بن سلیمان الکفوی فی (أعلام الأخیار من فقهاء مذهب النعمان المختار) الشیخ العارف بالله والمتوجه بالکلیه إلى الله دلیل الطریقه ترجمان الحقیقه المنسلخ عن الهیاکل الناسوتیه والمتوسل إلى السبحات اللاهوتیه شمس سماء التحقیق بدر فلک التدقیق معدن عوارف المعارف مستجمع الفضائل جامع اللطائف المولى جامی نور الدین عبد الرحمن إلى آخره…
وله من المؤلفات کتاب (شواهد النبوه) وهو کتاب جلیل معروف معتمد.
قال الجلبی فی (کشف الظنون): «شواهد النبوه فارسی لمولانا نور الدین عبد الرحمن بن أحمد الجامی أوله: الحمد لله الذی أرسل رسلاً مبشرین ومنذرین إلى آخره، وهو على مقدمه وسبعه أرکان وترجمه محمود بن عثمان المتخلص بلامعی المتوفى فی سنه ثمان وثلاثین وتسعمائه ثم ترجمه أیضاً المولى عبد الحلیم بن محمد الشهیر بأخی زاده من صدور الروم المتوفی فی سنه ثلاثه عشر وألف وهو أحسن من ترجمه اللامعی عباره وأداء».
وقال العالم العلامه القاضی حسین الدیار البکری فی أوّل کتابه الموسوم بـ (تاریخ الخمیس): «هذه مجموعه من سیره سید المرسلین وشمائل خاتم النبیین ( وأصحابه أجمعین انتخبتها من الکتب المعتبره وهی التفسیر الکبیر الکشاف _ إلى أن قال _ وشواهد النبوه _ إلى آخره…
وفی هذا الکتاب جعل الحجه بن الحسن علیهما السلام الإمام الثانی عشر وذکر غرائب حالات ولادته وبعض معاجزه وأنه الذی یملأ الأرض عدلاً وقسطاً وروى من حکیمه عمه أبی محمد الزکی علیه السلام ما ملخص ترجمته أنها قالت: کنت یوماً عند أبی محمد علیه السلام فقال: یا عمه بیتی اللیله عندنا فإن الله تعالى یعطینا خلفاً. فقلت: یا ولدی ممن فإنی لا أرى فی نرجس أثر حمل أبداً؟ فقال: یا عمه مثل نرجس مثل أم موسى لا یظهر حملها إلى فی وقت الولاده فبت اللیله عنده فلما انتصف الیل قمت فتهجدت وقامت نرجس وتهجدت وقلت فی نفسی: قرب الفجر ولم یظهر ما قاله أبو محمد علیه السلام فنادانی أبو محمد علیه السلام من مقامه لا تعجلی یا عمه فرجعت إلى بیت کانت فیها نرجس فرأیتها وهی ترتعد فضممتها إلى صدری وقرأت علیها قل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآیه الکرسی، فسمعت صوتاً من بطنها یقرأ ما قرأت، ثم أضاء البیت فرأیت الولد على الأرض ساجداً، فأخذته فنادانی أبو محمد علیه السلام من حجرته یا عمه أیتینی بولدی فأتیته به فأجلسه فی حجره ووضع لسانه فی فمه وقال: تکلم یا ولدی بإذن الله تعالى. فقال: «بسم الله الرحمن الرحیم (وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّهً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ) ثم رأیت طیوراً خضراء أحاطت به، فدعا أبو محمد علیه السلام واحداً منها وقال: خذه واحفظه حتى یأذن الله تعالى فیه فإن الله بالغ أمره، فسألت أبا محمد علیه السلام: ما هذا الطیر وما هذه الطیور؟ فقال: هذا جبرئیل وهؤلاء ملائکه الرحمه. ثم قال: یا عمه ردیه إلى أمه کی تقرعینها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولکن أکثرهم لا یعلمون، فرددته إلى أمه، ولما ولد کان مقطوع السره مختوناً مکتوباً على ذراعه الأیمن: (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوق).
وروى غیرها أنه لما ولد جثى على رکبته ورفع سبابته إلى السماء وعطس فقال: الحمد لله رب العالمین.
وروى عن آخر قال: دخلت على أبی محمّد علیه السلام فقلت: یا بن رسول الله من الخلف والإمام بعدک؟ فدخل الدار ثم خرج وقد حمل طفلاً کأنه البدر فی لیله تمامه فی سن ثلاث سنین فقال: یا فلان لولا کرامتک على الله لما أریتک هذا الولد اسمه اسم رسول الله صلى الله علیه وآله وکنیته کنیته هو الذی یملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما ملئت جوراً وظلماً.
وروى عن آخر قال: دخلت یوماً على أبی محمد علیه السلام ورأیت على طرفه الأیمن بیتاً أسبل علیه ستراً فقلت یا سیدی من صاحب هذا الأمر بعد هذا فقال: ارفع الستر فرفعت الستر فخرج صبی فی غایه من الطهاره والنظافه على خده الأیمن خال وله ذوائب فجلس فی حجر أبی محمد علیه السلام، فقال أبو محمد هذا صاحبکم ثم قام من حجره فقال أبو محمد علیه السلام: یا بنی أدخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البیت وکنت أنظر إلیه ثم قال لی أبو محمد علیه السلام: قم وانظر من فی هذا البیت فدخلت البیت فلم أر فیه أحداً.
وروى عن آخر قال بعثنی المعتضد مع رجلین وقال: إن الحسن بن علی علیهما السلام توفی فی سر من رأى فأسرعوا فی المسیر وتهجموا فی داره فکل من رأیتم فیها فأتونی برأسه، فذهبنا ودخلنا داره فرأینا داراً نضره طیبه کأن البناء فرغ من عمارتها الساعه ورأینا ستراً فیها فرفعناه فرأینا سرداباً فدخلنا فیه فرأینا بحراً فی أقصاه حصیر مفروش على وجه الماء ورجلاً فی أحسن صوره علیه وهو یصلی ولم یلتفت إلینا، فسبقنی أحد الرجلین فدخل الماء فغرق واضطرب فأخذت بیده وأخلصته فأراد الآخر أن یقدم إلیه فغرق فأخلصته فتحیرت فقلت: یا صاحب البیت المعذره إلى الله وإلیک والله ما علمت الحال وإلى أین جئنا وتبت إلى الله فیما فعلت، فلم یلتفت إلینا أبداً فرجعنا إلى المعتضد وقصصنا علیه القصه فقال اکتموا هذا السر وإلا أمرت بضرب أعناقکم _ انتهى».
وهذه الکرامات لیست مما تستغرب ویتعجب منها فإنها بالنسبه إلى إقدار الله تعالى أولیاءه علیها أمر هین وبالنسبه إلى الأولیاء أمر غیر عزیز، وکتب مشایخ الصوفیه مشحونه بذکر أضعاف أمثالها وفوقها ودونها فی تراجم أعیانهم وأقطابهم.
هذا الشیخ الأکبر محی الدین قال فی الفتوحات کما نقله عنه الشعرانی فی (مختصرها) وبرهان الدین الحلبی فی (إنسان العیون) قلت لابنتی زینب مره وهی فی سن الرضاعه قریباً عمرها من سنه ما تقولین فی الرجل یجامع حلیلته ولم ینزل فقالت: یجب علیه الغسل فتعجب الحاضرون من ذلک ثمّ إنی فارقت تلک البنت وغبت عنها سنه فی مکه وکنت أذنت لوالدتها فی الحج فجائت مع الحج الشامی فلما خرجت لملاقاتها رأتنی من فوق الجمل وهی ترضع فقالت بصوت فصیح قبل أن ترانی أمها: هذا أبی وضحکت ورمت نفسها إلی قال: وقد رأیت أی علمت من أجاب أمه بالتسمیت وهو فی بطنها حین عطست وسمع الحاضرون کلهم صوته من جوفها شهد عندی الثقات بذلک _ انتهی».
وهذا القدر یکفی للمثال.
العاشر:
الحافظ محمّد بن محمّد بن محمود البخاری المعروف بخواجه بارسا من أعیان علماء الحنفیه وأکابر مشایخ النقشبندیه.
قال الکفوی فی (أعلام الأخیار) قرأ العلوم على علماء عصره، وکان مقدماً على أقرانه فی دهره وحصل الفروع والأصول وبرع فی المعقول والمنقول وکان شاباً، قد أخذ الفقه عن قدوه بقیه أعلام الهدى الشیخ الإمام العارف الربانی أبی طاهر محمد بن علی بن الحسن الطاهری. ثمّ ذکر سلسله مشایخه فی الفقه وأنه أخذ من صدر الشریعه وأنهاها إلى الإمام الأعظم أبی حنیفه، قال: وهو أعز خلفاء الشیخ الکبیر خواجه بهاء الدین نقشبند…
ومن مؤلفات عبد الرحمن الجامی شرح کلمات خواجه بارسا.
فقال فی کتاب (فصل الخطاب) وهو کتاب معروف قال فی (کشف الظنون) فصل الخطاب فی المحاضرات للحافظ الزاهد محمد بن محمد الحافظی من أولاد عبید الله نقشبندی المتوفى بالمدینه المنوره سنه اثنتین وعشرین وثمانمائه ودفن بها، أوله: الحمد لله الدال لخلقه على وحدانیته. وترجمته لأبی الفضل موسى بن الحاج حسین الأزنیقی بإشاره رموزبیک ابن تیمورتاش باشا وتعریب فصل الخطاب لأمیر بادشاه محمد البخاری نزیل مکه فرغ منه فی رجب سنه سبع وثمانین وتسعمائه.
فقال ما لفظه: ولما زعم أبو عبد الله جعفر بن أبی الحسن علی الهادی رضی الله عنه أنه لا ولد لأخیه أبی محمد الحسن العسکری رضی الله عنه وادعى أن أخاه الحسن العسکری رضی الله عنه جعل الإمامه فیه سمی الکذاب وهو معروف بذلک والعقب من ولد جعفر بن علی هذا فی علی بن جعفر وعقب علی هذا فی ثلاثه عبد الله وجعفر وإسماعیل.
وأبو محمد الحسن العسکری ولده م ح م د عجل الله فرجه الشریف معلوم عند خاصه خواص أصحابه وثقات أهله.
ویروی أن حکیمه بنت أبی جعفر محمد الجواد رضی الله عنه عمه أبی محمد الحسن العسکری کانت تحبه وتدعو له وتتضرع أن ترى له ولداً وکان أبو محمد الحسن العسکری اصطفى جاریه یقال لها نرجس، فلما کان لیله النصف من شعبان سنه خمس وخمسین ومائتین دخلت حکیمه فدعت لأبی محمد الحسن العسکری علیه السلام فقال لها: یا عمه کونی اللیله عندنا لأمر فأقامت کما رسم، فلما کان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إلیها حکیمه، فلما رأت المولود أتت به أبا محمد الحسن العسکری رضی الله عنه وهو مختون مفروغ منه فأخذه وأمر یده على ظهره وعینیه وأدخل لسانه فی فمه وأذّن فی أذنه الیمنى وأقام فی الأخرى. ثم قال: یا عمه إذهبی به إلى أمه، فذهبت به ورددته إلى أمه.
قالت حکیمه: فجئت إلى أبی محمد الحسن العسکری رضی الله عنه فإذا المولود بین یدیه فی ثیاب صفر وعلیه من البهاء والنور ما أخذ بجامع قلبی فقلت: سیدی هل عندک من علم فی هذا المولود المبارک فتلقیه إلی. فقال أی عمه هذا المنتظر هذا الذی بشرنا به. فقالت حکیمه: فخررت لله تعالى ساجده شکراً على ذلک. قالت: ثم کنت أتردد إلى أبی محمد الحسن العسکری رضی الله عنه فلما لم أره فقلت له یوماً: یا مولای ما فعلت بسیدنا ومنتظرنا؟ قال: استوعناه الذی استودعته أم موسى ابنها. وذکر فی حاشیه الکتاب کلاماً طویلاً فی تضعیف ما نقله فی المتن من حدیث ابن مسعود من أن النبی صلى الله علیه وآله قال فی حق المهدی یواطئ اسمه اسمی واسم أبیه اسم أبی بکلام أوفى.
وحکایه المعتضد العباسی الذی نقله الجامی فی شواهد النبوه وبعض علامات قیام المهدی، إلى أن قال: والأخبار فی ذلک أکثر من أن تحصى ومناقب المهدی رضی الله عنه صاحب الزمان الغائب عن الأعیان الموجود فی کل زمان کثیره وقد تظاهرت الأخبار على ظهوره وإشراق نوره، یجدد الشریعه المحمدیه ویجاهد فی الله حق جهاده ویطهر من الأدناس أقطار البلاد، زمانه زمان المتقین وأصحابه خلصوا من الریب وسلموا من العیب وأخذوا بهدیه وطریقه واهتدوا من الحق إلى تحقیقه، به ختمت الخلافه والإمامه وهو الإمام من لدن مات أبوه إلى یوم القیامه وعیسى علیه السلام یصلی خلفه ویصدقه على دعواه ویدعو إلى ملته التی هو علیها والنبی صلى الله علیه وآله صاحب المله.
الحادی عشر:
الحافظ أبو الفتح محمد بن أبی الفوارس.
قال فی أوّل (أربعینه): أخرج الرجال الثقات من قول النبی: من حفظ من أمتی أربعین حدیثاً کنت له شفیعاً. (إلى أن قال) فإن قال لنا السائل: ما هذه الأربعون حدیثاً الذی (التی) إذا حفظها الإنسان کان له هذا الأجر والثواب والفضل العظیم؟
قلنا: الجواب: اعلم أن هذا السؤال وقع فی مجلس السید محمد بن إدریس الشافعی فقال: هی مناقب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام مما اخبرنا به السید جلال الدین محمد بن یحیى بن أبی بکر العباسی قال: حدثنا محیی الدین محمد بن غنا قال حدثنا الفقیه یوسف بن إبراهیم الهروی قال أخبرنا سمعان بن محمد الجوهری الغزنوی عن الشیخ شیبان المقری بن عمر الفرداوی (الفردانی) قال: حدثنا یحیى بن بکریا بن أحمد البلخی قاضی الشام قال حدثنا أبو جعفر الترمذی قال حدثنا محمد بن اللیث قال سمعت أحمد بن حنبل یقول:
ما أعلم أحداً أعظم منه على الإسلام فی زمن الشافعی من الشافعی وإنی لأدعو إلى الله فی عقیب الصلاه فأقول: اللهم أغفر لی ولوالدی ولمحمد بن إدریس الشافعی منذ یوم سمعت منه أن الأحادیث الأربعین أراد بها النبی صلى الله علیه وآله مناقب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب وأهل بیته علیهم السلام.
قال أحمد بن حنبل: فخطر ببالی من أین صح عند الشافعی، فرأیت النبی فی النوم وهو یقول: شککت فی قول محمد بن إدریس الشافعی عن قولی من حفظ من أمتی أربعین حدیثاً فی فضائل أهل بیتی کنت له شفیعاً یوم القیامه أما علمت أن فضائل أهل بیتی لا تحصى.
إلى أن قال: (الحدیث الرابع):
أخبرنا محمود بن محمد الهروی بقریبه فی جامعها فی سلخ ذی الحجه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله عن سعد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر الحمیری قال: حدثنا محمد بن عیسى الأشقری عن أبی حفص أحمد بن نافع البصری قال حدثنی أبی وکان خادماً للإمام أبی الحسن علی بن موسى الرضا علیهما السلام قال: حدثنی أبی العبد الصالح موسى بن جعفر قال حدثنی أبی جعفر الصادق قال حدثنی أبی باقر علم الأنبیاء محمد بن علی قال حدثنی أبی سید العابدین علی بن الحسین قال حدثنی أبی سید الشهداء الحسین ابن علی قال حدثنی أبی سید الأوصیاء علی بن أبی طالب علیهم السلام أنه قال:
قال لی أخی رسول الله صلى الله علیه وآله من أحب أن یلقى الله جل جلاله وهو راض عنه فلیوال ابنک الحسن علیه السلام، ومن أحب أن یلقى الله ولا خوف علیه فلیوال ابنک الحسین، ومن أحب أن یلقى الله وهو تمحص عنه ذنوبه فلیوال علی بن الحسین علیهما السلام فإنه کمال قال الله تعالى (سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)، ومن أحب أن یلقى الله جل جلاله وهو قریر العین فلیوال محمد بن علی علیهما السلام، ومن أحب أن یلقى الله U فیعطیه کتابه بیمینه فلیوال جعفر بن محمد علیهما السلام، ومن أحب أن یلقى الله طاهراً مطهراً فلیوال موسى بن جعفر النور الکاظم علیهما السلام، ومن أحب أن یلقى الله وهو ضاحک فلیوال علی بن موسى الرضا علیهما السلام، ومن أحب أن یلقى الله وقد رفعت درجاته وبدلت سیئاته حسنات فلیوال ابنه محمد، من أحب أن یلقى الله U فیحاسبه حساباً یسیراً ویدخله جنه عرضها السموات والأرض فلیوال ابنه علی ومن أحب أن یلقى الله جل جلاله وهو من الفائزین فلیوال ابنه الحسن العسکری، ومن أحب أن یلقى الله جل جلاله وقد کمل إیمانه وحسن إسلامه فلیوال ابنه صاحب الزمان المهدی، فهؤلاء مصابیح الدجى وأئمه الهدى وأعلام التقى فمن أحبهم وتولاهم کنت ضامناً له على الله الجنه. انتهى.
ولا یریب للعاقل أنه معتقد بصحه الخبر وبمضمونه وإلا لما أودعه فی أربعینه وقد قال فی أوله ما نقلناه وقال فی آخر کلامه: وإنما ملت إلى تفضیلهم _ یعنی أهل البیت علیهم السلام _ بعد أن تقدمت مذاهب فعرفتها وبان لی الحقیقه فعرفتها وتبینت الطریقه فسلکتها بالشواهد اللائحه والأخبار الصحیحه الواضحه ونبأت بها من الثقات وأهل الورع والدیانات وکذلک أدیناها حسب ما رویناها، قال رسول الله صلى الله علیه وآله من کذب علی متعمداً فلیتبؤ مقعده من النار وعن الذهبی فی (دول الإسلام) سنه اثنتی عشره وأربعمائه وفیها مات الحافظ أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبی الفوارس، وکذا رأیت فی (کامل ابن الأثیر) فی حوادث السنه المذکوره وقد وصفه السید نعمان آلوسی زاده فی بعض مکاتیبه المطبوع من کتابه الموسوم (بجلاء العینین) بقوله: عالم الملوک وملک العلماء ومرجع الغنی والصعلوک ومستند الفضلاء وارث علوم السلف الصالح وناشر لواء الحق من کل قول راجح کشاف غوامض التأویل وسالک جاده التفویض فی معالم التنزیل البحر العذب للواردین والدر المنثور للقاصدین المولى الأفخم والأمیر المکرم والنواب المفخم حسن القول وصدیق الفعل والإسم وطود الوقار والصلاح والعلم _ إلى آخره…
الثانی عشر:
أبو المجد عبد الحق الدهلوی البخاری العارف المحدث الفقیه صاحب التصانیف الشایعه الکثیره، وقد ذکر أحواله ومؤلفاته جماعه کثیره فی فهارسهم.
قال العالم المعاصر الصدیق حسن خان الهندی فی کتابه الموسوم (بأبجد العلوم) المطبوع سنه ۱۲۹۵: الشیخ عبد الحق الدهلوی وهو المتضلع من الکمال الصوری والمعنوی رزق من الشهره قسطاً جزیلاً وأثبت المؤرخون ذکره إجمالا وتفصیلاً، حفظ القرآن وجلس على مسند الإفاده وهو بان اثنتین وعشرین سنه ورحل إلى الحرمین الشریفین وصحب الشیخ عبد الوهاب المتقی خلیفه الشیخ علی المتقی واکتسب علم الحدیث وعاد إلى الوطن واستقر به اثنتین وخمسین سنه بجمعیه الظاهر والباطن ونشر العلوم وترجمه کتاب المشکاه بالفارسی وکتب شرحاً على سفر السعاده وبلغت تصانیفه مائه مجلد ولد فی محرم سنه ۹۵۸ وتوفی سنه ۱۰۵۲ وأخذ الخرفه القادریه من الشیخ موسى القادری من نسل الشیخ عبد القادر الجیلانی وکان له الید الطولى فی الفقه الحنفی _ إلى آخره.
وذکره الشیخ عبد القادر البدایونی المعاصر له فی (منتخب التواریخ) وبالغ فی مدح وذکر فضائله.
وکذا مؤلف (منتخب اللباب) المطبوع فی کلکته.
وکذا السید الممجد حسان الهند المولى غلام علی آزاد البلکرامی فی (مآثر الکرام) فی کلام طویل، وبالغ فی الإطراء علیه أیضاً (فی سبحه المرجان).
قال الصدیق حسن خان فی (أبجد العلوم): السید غلامعلی آزاد بن السید نوح الحسینی نسباً الواسطی حسباً البلکرامی مولداً ومنشأً والحنفی مذهباً الجشی طریقه والملقب بحسان الهند. وذکر شرحاً طویلاً فی ترجمته إلى أن قال: وله مصنفات جلیله ممتعه مقبوله منها: ضوء الدراری شرح صحیح البخاری وعد منها سبحه المرجان وهو فی آثار هندوستان ومآثر الکرام تاریخ بلکرام _ إلى آخره.
وبالجمله: فجلاله قدره وعلو مقامه غیر خفیه على أهل هذا الفن، ومن مؤلفاته: جذب القلوب إلى دیار المحبوب وهو تاریخ المدینه الطیبه قد طبع مرات.
فقال: فی رساله له فی المناقب وأحوال الأئمّه الأطهار علیهم السلام وهی مذکوره فی فهرست مؤلفاته وأشار إلیها فی کتاب (تحصیل الکمال) على ما نقله عنه بعض الثقات الأعلام من المعاصرین ; فقال فیه بعد ذکر أمیر المؤمنین والحسنین والسجاد والباقر والصادق علیهم السلام: وهؤلاء من أئمه أهل البیت وقع لهم ذکر فی الکتاب. إلى أن قال: لقد تشرفنا بذکرهم جمیعاً فی رساله منفرده _ إلى آخره، فقال فی الرساله:
وأبو محمد الحسن العسکری ولده م ح م د معلوم عند خواص أصحابه وثقاته» ثم نقل قصه الولاده بالفارسیه على طبق ما مر عن فصل الخطاب للخواجه محمد بارسا.
الثالث عشر:
السید جمال الدین عطاء الله بن السید غیاث الدین فضل الله بن السید عبد الرحمن المحدث المعروف صاحب کتاب (روضه الأحباب) الدائر بین أولى الألباب الذی عده القاضی حسین الدیار بکری فی أوّل تاریخ الخمیس من الکتب المعتمده، وفی کشف الظنون «روضه الأحباب فی سیره الأنبیاء والآل والأصحاب، فارسی لجلال الدین عطاء الله بن فضل الله الشیرازی النیسابوری المتوفی سنه ألف فی مجلدین بالتماس الوزیر میر علی شیر بعد الاستشاره مع أستاذه وابن عمه السید أصیل الدین عبد الله وهو على ثلاثه مقاصد _ إلى آخره» ولبلاغته وعذوبه کلامه ننقل عین عبارته:
قال: «کلام دربیان إمام دوازدهم م ح م د ابن الحسن علیهما السلام تولد همایون آن در درج ولایت وجوهر معدن هدایت بقول أکثر أهل روایت در منتصف شعبان سنه دویست وپنجاه وپنج در سامره اتفاق افتاد وگفته شده در بیست وسیم أز شهر رمضان دویست وپنجاه وهشت ومادر آن عالى گهرام ولد بود ومسماه بصیقل یا سوسن وقیل: نرجس وقیل حکیمه. وآن إمام ذوى الاحترام در کنیت ونام با حضرت خیر الانام علیه وآله تحف الصلاه والسلام موافقت دارد ومهدى منتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان در القاب أو منتظم است، دروقت پدر بزر گوار خود بروایت که بصحت أقربست پنج ساله بود وبقول ثانى دو ساله وحضرت واهب العطایا آن شکوفه گلزار را مانند یحیى زکریا سلام الله علیهما در حالت طفولیت حکمت کرامت فرموده ودر وقت صبا بمرتبه بلند امامت رسانیده وصاحب الزمان یعنى مهدى دوران در زمان معتمد خلیفه در سنه دویست وشصت وپنج یا شصت وشش على اختلاف القولین در سردابه سر من رأى از نظر فرق برایا غایب شد. وبعد ذکر کلماتى چند در اختلاف در باره آنجناب ونقل بعضى روایات صریحه در آنکه مهدى موعود همان حجه ابن الحسن العسکرى علیهما السلام است گفته راقم حروف گوید که چون سخن بدینجا رسید جواد خوش خرام خامه طى بساط انبساط واجد دید رجاء واثق ووثوق صادق که لبالى مهاجرت محبان خاندان مصطفوى وایام مضابرت مخلصان دو دمان مرتضوى بنهایت رسید وآفتاب طلعت با بهجت صاحب الزمان على أسرع الحال از مطلع نصرت واقبال طلوع نماید تا رایت هدایت اینان مظهر أنوار فضل واحسان از مشرق مراد بر آمده غمام حجاب از چهره عالمتاب بگشاید بهمین اهتمام آن سرور عالیمقام ارکان مبانی ملت بیضا ما نند ایوان سپهر خضراء سمت ارتفاع واستحکام گیرد وبحسن اجتهاد آن سید ذوى الاحترام قواعد بنیان ظلم ظلام نشان در بسیط غبرا صفت انخفاض وانعدام پذیرد واهل اسلام در ظلال أعلام ظفر اعلامش از تاب آفتاب حوادث امان وخوارج شقاوت فرجام از اصابت حسام خون آشامش جزاى اعمال خویش یافته بقعر جهنم شتابند ولله در من قال الابیات:
بیا اى امام هدایت شعار
که بگذشت حد غم از انتظار
ز روى هما یون بیفکن نقاب
عیان سازرخسار چون آفتاب
برون آى از منزل اختفا
نما یان کن آثار مهر و وفا.
وهذه الکلمات من الصراحه فی أن معتقده فی المهدی الموعود معتقد الإمامیه بمکان لا یحتاج إلى البیان.
الرابع عشر:
الحافظ أبو محمّد أحمد بن ابراهیم بن هاشم الطوسی البلاذری بفتح الباء الموحده وبعدها الألف وضم الذال وفی آخرها الراء هذه النسبه إلى البلاذر.
قال السمعانی فی (الأنساب الکبیر) «والمشهور بهذا الانتساب أبو محمد أحمد بن إبراهیم بن هاشم المذکور الطوسی البلاذری الحافظ من أهل طوس کان حافظاً فهماً عارفاً بالحدیث سمع بطوس إبراهیم بن اسماعیل العنبری وتلیم بن محمد الطوسی وبنیسابور عبد الله بن شیرویه وجعفر بن أحمد الحافظ وبالری محمد بن أیوب والحسن بن أحمد بن اللیث وببغداد یوسف بن یعقوب القاضی وبالکوفه محمد بن عبد الله بن سلیمان الحضرمی وأقرانهم سمع منه الحاکم أبو عبد الله الحافظ.
وأبو محمد البلاذری الواعظ الطوسی کان واحد عصره فی الحفظ والوعظ ومن أحسن الناس عشره وأکثرهم فائده، وکان یکثر المقام بنیسابور یکون له فی کل أسبوع مجلسان عند شیخی البلد أبی الحسین المحمی وأبی نصر العبدی.
وکان أبو علی الحافظ ومشایخنا یحضرون مجالسه ویفرحون بما یذکره على الملأ من الأسانید ولم أرهم غمزوه قط فی أسناد أو اسم أو حدیث، وکتب بمکه عن إمام أهل البیت علیهم السلام أبی محمد الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى الرضا علیهم السلام.
وذکر أبو الولید الفقیه قال: کان أبو محمد البلاذری یسمع کتاب الجهاد من محمد بن إسحاق وأمه علیله بطوس (إلى أن قال) قال الحاکم استشهد بالطاهران سنه ۳۳۹».
فقال علامه عصره الشاه ولی الله الدهلوی _ والد عبد العزیز المعروف بشاه صاحب صاحب التحفه الإثنا عشریه فی الرد على الإمامیه _ الذی وصفه ولده بقوله: «خاتم العارفین وقاصم المخالفین سید المحدثین وسند المتکلمین حجه الله على العالمین إلى آخره» فی کتاب (النزهه) أن الوالد روى فی کتاب المسلسلات المشهور بالفضل المبین «قلت شافهنی ابن عقله بإجازه جمیع ما یجوز له روایته ووجدت فی مسلسلاته حدیثاً مسلسلاً بانفراد کل راو من رواته بصفه عظیمه تفرد بها.
قال ;: أخبرنی فرید عصره الشیخ حسن بن علی العجمی، أنا حافظ عصره جمال الدین الباهلی، أنا مسند وقته محمد الحجازی الواعظ، أنا صوفی زمانه الشیخ عبد الوهاب الشعرانی، أنا مجتهد عصره الجلال السیطوطی، أنا حافظ عصره أبو نعیم رضوان العقبی، أنا مقریء زمانه الشمس محمد بن الجزری أنا إمام جمال الدین محمد بن محمد الجمال زاهد عصره، أنا الإمام محمد بن مسعود محدث بلاد فارس فی زمانه، أنا شیخنا إسماعیل بن مظفر الشیرازی عالم وقته، أنا عبد السلام بن أبی الربیع الحنفی محدث زمانه، أنا أبو بکر عبد الله بن محمد بن شابور القلانسی شیخ عصره، أنا عبد العزیز حدثنا محمد الادمی إمام أوانه، أنا سلیمان بن إبراهیم بن محمد بن سلیمان نادره عصره، ثنا أحمد بن محمد بن هاشم البلاذری حافظ زمانه، ثنا محمد بن الحسن بن علی المحجوب إمام عصره، ثنا الحسن بن علی، عن أبیه، عن جده عن أبی جده علی بن موسى الرضا علیهم السلام، ثنا موسى الکاظم، قال ثنا أبی جعفر الصادق، ثنا محمد الباقر بن علی، ثنا أبی علی بن الحسین زین العابدین السجاد، ثنا أبی الحسین سید الشهداء، ثنا أبی علیّ بن أبی طالب علیه السلام سید الأولیاء، قال: أخبرنا سید الأنبیاء محمّد بن عبد الله (، قال: أخبرنی سید الملائکه جبرئیل قال: قال الله تعالى سید السادات: «إنی أنا الله لا إله إلا أنا من أقر لی بالتوحید دخل حصنی ومن دخل حصنی أمن من عذابی».
قال الشمس بن الجزری: کذا وقع الحدیث من المسلسلات السعیده والعهده فیه على البلاذری.
وقال الشاه ولی الله المذکور أیضاً فی رساله (النوادر من حدیث سید الأوئل والأواخر) ما لفظه: م ح م د بن الحسن الذی یعتقد الشیعه أنه المهدی عن آبائه الکرام وجدت فی مسلسلات الشیخ محمد بن عقله المکی عن الحسن العجیمی (ح) أخبرنا أبو طاهر أقوى أهل عصره سنداً اجازه لجمیع ما تصح له روایته قال: أخبرنا فرید عصره الشیخ حسن بن علی العجیمی _ إلى آخر ما تقدم باختلاف جزئی فی تقدیم بعض الألقاب وتأخیره على الأسامی.
وعن السیوطی فی (رساله التدریب) قال: وذکر فی شرح النخبه أن المسلسل بالحفاظ مما یفید العلم القطعی _ الخ. وقد عرفت ما ذکره السمعانی فی حق البلاذری فلا موقع لما ذکره الجزری.
الخامس عشر:
الشیخ العالم الأدیب الاوحد حجه الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الخشاب المذکور فی (تاریخ ابن خلکان) بقوله بعد الترجمه: المعروف بابن الخشاب البغدادی العالم المشهور فی الأدب والنحو والتفسیر والحدیث والنسب والفرائض والحساب وحفظ القرآن العزیز بالقراءات الکثیره وکان متضلعاً من العلوم وله فیها الید الطولى _ إلى آخر ما ذکره هو، وکذا السیوطی فی (طبقات النحاه) فقد بالغ فی الثناء علیه.
فقال فی کتابه فی تواریخ موالید الأئمه ووفیاتهم علیهم السلام (وهو کتاب صغیر معروف ینقل عنه ابن الصباغ المالکی فی الفصول المهمه وعلی بن عیسى الأربلی الموثق المعتمد عند أهل السنه فی کتابه الموسوم: (بکشفه الغمه) فقال فیه بإسناده عن أبی بکر أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الدراع النهروانی حدثنا صدقه بن موسى، حدثنا أبی، عن الرضا علیه السلام قال: «الخلف الصالح من ولد أبی محمد الحسن بن علی وهو صاحب الزمان وهو المهدی».
وحدثنی الجراح بن سفیان قال حدثنی أبو القاسم طاهر بن هرون بن موسى العلوی عن أبیه هرون عن أبیه موسى قال قال سیدی جعفر بن محمد علیهما السلام: «الخلف الصالح من ولدی هو المهدی اسمه م ح م د وکنیته أبو القاسم یخرج فی آخر الزمان یقال لأمه صیقل».
قال لنا أبو بکر الدراع: وفی روایه أخرى بل أمه حکیمه وفی روایه أخرى ثالثه یقال لها نرجس ویقال بل سوسن والله أعلم بذلک یکنى بأبی القاسم وهو ذو الأسمین خلف وم ح م د یظهر فی آخر الزمان على رأسه غمامه تظله من الشمس تدور معه حیث ما دار تنادی بصوت فصیح هذا هو المهدی.
حدثنی محمّد الطوسی قال حدثنا أبو السکین عن بعض أصحاب التاریخ أن أم المنتظر یقاله لها: حکیمه.
حدثنی محمد بن موسى الطوسی، حدثنی عبید الله بن محمد عن الهشیم بن عدی قال: یقال: کنیته الخلف الصالح أبو القاسم وهو ذو الإسمین هذا آخر الکتاب.
السادس عشر:
شهاب الدین بن شمس الدین بن عمر الهندی المعروف بملک العلماء صاحب التفسیر الموسوم: (بالبحر المواج) قال فی (سبحه المرجان) «مولانا القاضی شهاب الدین بن شمس الدین بن عمر الزاولی الدوله آبادی، ولد القاضی بدوله آباد دهلی وتلمذ على القاضی عبد المقتدر الدهلوی ومولانا خواجکی الدهلوی ففاق أقرانه وسبق إخوانه وکان القاضی عبد المقتدر یقول فی حقه: یأتینی من الطلبه من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم _ إلى أن ذکر هجرته إلى جونفور ولقبه سلطانه بملک العلماء فزین القاضی مسند الإفاده وفاق البرجیس فی إفاضه السعاده وألّف کتباً سارت بها رکبان العرب والعجم أزکى مسرجاً أهدى من النار الموقده على العلم منها: البحر المواج تفسیر القرآن العظیم بالفارسیه _ إلى أن قال: ومناقب السادات بتلک العباره أی بالفارسیه قال: وتوفی سنه ۸۴۹ _ انتهى.
وکتابه: المناقب موسوم بهدایه السعداء فقال فیه: ویقول أهل السنه أن خلافه الخلفاء الأربعه ثابت بالنص کذا فی عقیده الحافظیه.
قال النبی صلى الله علیه وآله خلافتی ثلاثون سنه، وقد تمت بعلی، وکذلک خلافه الأئمه الإثنی عشر، أولهم: الإمام علی کرم الله وجهه وفی خلافته ورد حدیث الخلافه ثلاثون سنه، والثانی الإمام الشاه حسن رضی الله عنه قال صلى الله علیه وآله: هذا ابنی سید سیصلح بین المسلمین، الثالث: الشاه حسین رضی الله عنه قال (: هذا ابنی سید ستقتله الباغیه، وتسعه من ولد الشاه حسین رضی الله عنه قال (: بعد الحسین بن علی کانوا من أبنائه تسعه أئمه آخرهم القائم علیهم السلام.
وقال جابر بن عبد الله الأنصاری: دخلت على فاطمه بنت رسول الله صلى الله علیه وآله وبین یدیها ألواح وفیها أسماء أئمه من ولدها فاعتددت أحد عشر اسماً آخرهم القائم علیه السلام.
ثمّ أورد على نفسه سؤالاً أنه لِمَ لَمْ یدع زین العابدین الخلافه؟ فأجاب عنه بکلام طویل حاصله: أنه رأى ما فعل بجده أمیر المؤمنین وأبیه علیهما السلام من الخروج والقتل والظلم وسمع أن النبی صلى الله علیه وآله رأى فی منامه أن أجریه الکلاب تصعد على منبره وتعوی فحزن فنزل علیه جبرئیل بالآیه (لَیْلَهُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وهی مده ملک بنی أمیه وتسلطهم على عباد الله فخاف وسکت إلى أن یظهر المهدی من ولده فیرفع الویه ویخرج السیف فیملأ الأرض عدلاً وقسطاً. إلى أن قال: أولهم الإمام زین العابدین والثانی الإمام محمد الباقر والثالث الإمام جعفر الصادق ابنه والرابع الإمام موسى الکاظم ابنه والخامس الإمام علی الرضا ابنه والسادس الإمام محمد التقی ابنه والسابع الإمام على النقی ابنه والثامن الإمام الحسن العسکری ابنه والتاسع الإمام حجه الله القائم الإمام المهدی ابنه وهو غائب وله عمر طویل کما بین المؤمنین عیسى وإلیاس وخضر وفی الکافرین الدجال والسامری _ انتهى المقصود من کلامه وفیه الکفایه.
السابع عشر:
الشیخ العالم المحدث علی المتقی بن حسام الدین بن القاضی عبد الملک بن قاضی خان القرشی من کبار العلماء وقد مدحوه فی التراجم ووصفون بکل جمیل.
قال الشیخ عبد القادر بن الشیخ عبد الله فی (النور السافر عن أخبار القرن العاشر) فی لیله الثلاثاء وقت السحر توفی العالم الصالح الولی الشهیر العارف بالله تعالى على المتقی (إلى أن قال) وکان من العلماء العاملین وعباد الله الصالحین على جانب عظیم من الورع والتقوى والاجتهاد فی العباده ورفض السوى. وله مصنفات عدیده.
وذکر شرحاً فی ریاضته فی الأکل والنوم وعزلته عن الناس (إلى أن قال) ومؤلفاته کثیره نحو مائه مؤلف ما بین صغیر وکبیر، ومحاسنه جمه ومناقبه ضخمه وقد أفردها العلامه عبد القادر بن أحمد الفاکهی فی تألیف لطیف سماه (القول النقی فی مناقب المتقی) ونقل عنه قال: ما اجتمع به أحد من العارفین أو العلماء العاملین إلا أثنوا علیه ثناء بلیغاً، کشیخنا تاج العارفین أبی الحسن البکری وشیخنا الفقیه العارف الزاهد الوجیه العمودی وشیخنا إمام الحرمین الشهاب بن حجر الشافعی وصاحبنا فقیه مصر شمس الدین الرملی الأنصاری وشیخنا فصیح علماء عصره شمس البکری ولکل من هؤلاء الجله عندی ما دل على کمال مدحه شیخنا المتقی بحسن استقامته _ إلى آخر ما قال.
وذکر الشعرانی فی (لواقح الأخیار) قال: ومنهم الشیخ الصالح الورع والزاهد سیدی علی المهتدی رضی الله عنه، اجتمعت به فی سنه سبع وأربعین بمکه المشرفه مده إقامتی بالحج وانتفعت برؤیته ولحظه _ إلخ. وبالغ فی مدحه محمد طاهر الکجراتی فی خطبه کتابه (مجمع البحار).
وذکره حسان الهندی غلام علیّ آزاد فی (سبحه المرجان) وأطال الکلام فیه قال: وکان الشیخ ابن حجر صاحب الصواعق المحرقه أستاذاً للمتقی وفی الآخر تلمذ على المتقی ولبس الخرقه منه الخ.
وذکره أیضاً الشیخ عبد الحقّ بن سیف الدین الدهلوی البخاری وأثنی علیه ثناءً بلیغاً. ومن مؤلفاته المعروفه کنز العمال وتبویب جامع الصغیر للسیوطی على أبواب الفقه، ورتب جمع الجوامع له أیضاً واستحسنه أهل عصره حتّى قال أبو الحسن البکری: للسیوطی منه على العالمین وللمتقی منه علیه توفی سنه ۹۷۵٫
فقال فی (المرقاه شرح المشکاه) بعد ذکر حدیث اثنی عشریه الخلفاء قلت: وقد حمل الشیعه الإثنی عشریه على أنهم من أهل النبوه متوالیه أعم من أن لهم خلافه حقیقه یعنی ظاهراً أو استحقاقاً فأولهم علی ثم الحسن والحسین فزین العابدین فمحمد الباقر فجعفر الصادق فموسى الکاظم فعلی الرضا فمحمد التقی فعلی النقی فحسن العسکری فمحمد المهدی رضوان الله تعالى علیهم أجمعین على ما ذکرهم زبده الأولیاء خواجه محمد پارسا فی کتاب فصل الخطاب مفصله وتبعه مولانا نور الدین عبد الرحمن الجامی فی أواخر شواهد النبوه وذکرا فضائلهم ومناقبهم وکراماتهم مجمله وفیه رد على الروافض حیث یظنون بأهل السنه أنهم یبغضون أهل البیت باعتقادهم الفاسد ووهمهم الکاسد انتهى. وأوّل کلامه وإن کان نقلاً لمذهب الشیعه إلا أن آخره صریح فی التصدیق بما قالوا.
وقال: أیضاً فی کتابه (البرهان فی علامات مهدی آخر الزمان): عن أبی عبد الله الحسین بن علی علیهما السلام قال: لصاحب هذا الأمر _ یعنی المهدی _ غیبتان أحداهما تطول حتى یقول بعضهم مات وبعضهم ذهب لا یطلع على موضعه أحد من ولی ولا غیره إلا المولى الذی یلی أمره.
عن أبی جعفر محمد بن علی علیهما السلام قال: یکون لصاحب هذا الأمر _ یعنی المهدی _ غیبه فی بعض هذه الشعاب، وأومى بیده إلى ناحیه ذی طوى، حتى إذا کان قبل خروجه إلى المولى الذی یکون معه حتى یلقى بعض أصحابه فیقول: کم أنتم؟ فیقولون: نحواً من أربعین رجلاً. فیقول: کیف أنتم لو رأیتم صاحبکم؟ فیقولون: والله لو یأوی الجبال لنأواها، ثم یأتیهم من المقابله فیقول: استبروا من رؤساکم عشره، فیستبرون له فینطلق بهم حتى یلقوا صاحبهم ویعدهم اللیله التی یلیها.
الثامن عشر:
العالم المعروف فضل بن روزبهان شارح الشمائل للترمذی. قال فی أوله: «یقول الفقیر إلى الله تعالى مؤلف هذا الشرح أبو الخیر فضل الله بن أبی محمد روزبهان محمد بن فضل الله بن محمد بن اسماعیل بن علی الأنصاری أصلاً وتبارا الخنجی محتداً الشیرازی مولداً الإصبهانی داراً المدنی موتاً وإقباراً إنشاء الله تعالى، أخبرنا بکتاب الشمائل _ إلخ».
وهو الذی تصدى لرد کتاب (نهج الحق) للعلامه الحلی حسن بن یوسف بن المطهر وسماه (إبطال الباطل) وهو مع شده تعصبه وإنکاره لجمله من الأخبار الصحیحه الصریحه بل بعض ما هو کالمحسوس وافق الإمامیه فی هذا المطلب، فقال فی شرح قول العلامه: المطلب الثانی فی زوجته وأولاده علیه السلام: کانت فاطمه سیده نساء العالمین علیها السلام زوجته وساق بعض فضائلها وفضائل الأئمه من ولدها.
قال الفضل أقول: ما ذکر من فضائل فاطمه صلوات الله على أبیها وعلیها وعلى سائل آل محمد والسلام أمر لا ینکر، فإن الإنکار على البحر برحمته وعلى البر بسعته وعلى الشمس بنورها وعلى الأنوار بظهورها وعلى السحاب بجوده وعلى الملک بسجوده إنکار لا یزید المنکر إلى الاستهزاء به، ومن هو قادر على ان ینکر على جماعه هم أهل السداد وخزان معدن النبوه وحفاظ آداب الفتوه صلوات الله وسلامه علیهم، ونعم ما قلت فیهم منظوماً:
سلام على المصطفى المجتبى
سلام على السید المرتضى
سلام على ستنا فاطمه
من اختارها الله خیر النسا
سلام من المسک أنفاسه
على الحسن الألمعی الرضا
سلام على الأورعی الحسین
شهید برى جسمه کربلا
سلام على سید العابدین
علی بن الحسین المجتبى
سلام على الباقر المهتدی
سلام على الصادق المقتدى
سلام على الکاظم الممتحن
رضی السجایا إمام التقى
سلام على الثامن المؤتمن
علی الرضا سید الأصفیا
سلام على المتقی التقی
محمد الطیب المرتجى
سلام على الأریحی النقی
علی المکرم هادى الورى
سلام على السید العسکری
إمام یجمز جیش الصفا
سلام على القائم المنتظر
أبی القاسم القرم نور الهدى
سیطلع کالشمس فی غاسق
ینجیه من سیفه المنتقى
ترى یملأء الأرض من عدله
کما ملئت جور أهل الهوى
سلام علیه وآبائه
وأنصاره ما تدوم السما
فنص من غیر تردد أن المهدی الموعود القائم المنتظر هو الثانی عشر من هؤلاء الأئمه الغر المیامین الدرر علیهم السلام والحمد لله.
التاسع عشر:
الناصر لدین الله أحمد بن المستضیء بنور الله من خلفاء العباسیه، وهو الذی أمر بعماره السرداب الشریف وجعل على الصفه التی فیه شباکاً من خشب ساج منقوش علیه: «بسم الله الرحمن الرحیم (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِی الْقُرْبى وَمَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَهً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَکُورٌ)، هذا ما أمر بعمله سیدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعه على جمیع الأنام أبو العبّاس أحمد الناصر لدین الله أمیر المؤمنین وخلیفه رب العالمین الذی طبق البلاد إحسانه وعدله وعم البلاد رأفته وفضله قرب الله أوامره الشریفه باستمرار النجح والنشر وناطها بالتأیید والنصر وجعل لأیامه المخلده حداً لا یکبو جواده ولآرائه الممجده سعداً لا یخبو ناره فی عز تخضع له الاقدار فیطیعه عوامیها وملک خشع له الملک فیملکه نواصیها بتولی المملوک معد بن الحسین بن معد موسوی الذی یرجو الحیاه فی أیامه المخلده ویتمنى إنفاق عمره فی الدعاء لدولته المؤبده استجاب الله أدعیته وبلغه فی أیامه الشریفه أمنیته من سنه ست وستمائه الهلالیه وحسبنا الله ونعم الوکیل وصلى الله على سیدنا خاتم النبیین وعلى آله الطاهرین وعترته وسلم تسلیماً».
ونقش أیضاً فی الخشب الساج داخل الصفه فی دابر الحائط «بسم الله الرحمن الرحیم: محمد رسول الله أمیر المؤمنین علی ولی الله فاطمه الحسن بن علی الحسین بن علی علی بن الحسین محمد بن علی جعفر بن محمد موسى بن جعفر علی بن موسى محمد بن علی علی بن محمد الحسن بن علی القائم بالحقّ علیهم السلام هذا عمل علی بن محمد ولی آل محمد ;».
ولولا اعتقاد الناصر بانتساب السرداب إلى المهدی علیه السلام بکونه محل ولادته أو موضع غیبته أو مقام بروز کرامته لا مکان إقامته فی طول غیبته کما نسبه بعض من لا خبره له إلى الإمامیه ولیس فی کتبهم قدیماً وحدیثاً منه أثر أصلاً، لما أمر بعمارته وتزیینه، ولو کانت کلمات علماءِ عصره متفقه على نفیه وعدم ولادته لکان إقادامه علیه بحسب العاده صعباً أو ممتنعاً، فلا محاله فیهم من وافقه فی معتقده الموافق لمعتقد جمله ممن سبقت إلیهم الإشاره وهو المطلوب، وإنما أدخلنا الناصر فی سلک هؤلاءِ لامتیازه عن أقرانه بالفضل والعلم وعداده من المحدثین فقد روى عنه ابن سکینه وابن الأخضر وابن النجار وابن الدامغانی.
العشرون:
العالم العابد العارف الورع البارع الألمعی الشیخ سلیمان ابن خواجه کلان الحسین القندوزی البلخی صاحب کتاب (ینابیع الموده)، فقد بالغ فیه فی إثبات کون المهدی الموعود هو الحجه بن الحسن العسکری علیهما السلام وعقد لذلک أبواباً، ولشیوعه وتبین معتقده فیه أعرضنا عن نقل کلماته التی تزید على کراس، من أراده راجعه، وکان حنفی المذهب صوفی المشرب جامعاً للشریعه والطریقه مدرساً مرشداً فی المدرسه والخانقاه حشره الله مع من یتولاه.
الحادی والعشرون:
العارف المشهور شیخ الإسلام الشیخ أحمد الجامی، قال عبد الرحمن الجامی فی کتابه (النفحات) کما فی الینابیع وغیره: أنه دخل فی غار جبل قرب بلد جام بجذب قوی من الله جل شأنه، وکان أمیاً لا یعرف الحروف ولا الکتاب وسنه کان اثنین وعشرین، واستقام فی الغار ثمانی عشره سنه من غیر طعام ویأکل أوراق الأشجار وعروقها وعبد الله فیه إلى أن بلغ سنه أربعین سنه، ثمّ أمره الله بإرشاد الناس وصنف کتاباً قدره ألف ورقه تحیر فیه العلماء والحکماء من غموض معانیه، وهو عجیب فی هذه الأمه، وبلغ عدد من دخل فی طریقته من المریدین ستمائه ألف. قال فی النیابیع: ومن کلماته قدس سره أسراره ووهب لنا من فیوضاته وبرکاته بالفارسیه:
من زمهر حیدرم هر لحظه أندر دل صفاست
از پی حیدر حسن ما رام إمام ورهنما است
إلى أن قال:
عسکری نور دوچشم عالمست وآدمست
همچو یک مهدی سپهسالار عالم کجا است
الثانی والعشرون:
صلاح الدین الصفدی قال فی (ینابیع الموده ): قال الشیخ الکبیر العارف بأسرار الحروف صلاح الدین الصفدی فی شرح الدائره: أن المهدی الموعود هو الإمام الثانی عشر من الأئمه اولهم سیدنا علی وأخرهم المهدی رضی الله عنهم ونفعنا الله بهم.
الثالث والعشرون:
بعض المصریین من مشایخ الشیخ العارف الشیخ إبراهیم القادری الحلبی قال فی (ینابیع الموده): قال لی الشیخ عبد اللطیف الحلبی سنه ألف ومائتین وثلاث وسبعین أن أبی الشیخ أبراهیم ; قال: سمعت بعض مشایخی من مشایخ مصر یقول بایعنا الإمام المهدی علیه السلام _ انتهى.
وکان الشیخ إبراهیم فی طریقه القادریه ومن کبار مشایخ حلب الشهباء المحروسه، نفعنا الله من فیضه.
الرابع والعشرون:
الشیخ عبد الرحمن البسطامی، قال فی (الینابیع): قال الشیخ الکبیر عبد الرحمن البسطامی صاحب کتاب (دره المعارف) قدس الله سره وأفاض علینا فتوحه وغوامض علومه:
ویظهر میم المجد من آل محمد
ویظهر عدل الله فی الناس أولا
کما قد روینا عن علی الرضا
وفی کنز علم الحرف أضحى محصلاً
وأشار بقوله: روینا إلى ما رواه الشیخ المحدث الفقیه محمد بن إبراهیم الجوینی الحموینی الشافعی فی کتابه (فرائد السمطین) بإسناده عن أحمد بن زیاد عن دعبل بن علی الخزاعی: قال: أنشدت قصیدتی لمولای الإمام علی الرضا رضی الله عنه أوّلها:(۱)
مدارس آیات خلت من تلاوه
ومنزل وحی مقفر العرصات
أرى فیئهم فی غیرهم متقسماً
وأیدیهم من فیئهم صفرات
وقبر ببغداد لنفس زکیه
تضمنها الرحمن فی الغرفات
قال الرضا أفلا ألحق البیتین بقصیدتک؟ قلت: بلى یا بن رسول الله. فقال:
وقبر بطوس یا لها من مصیبه
توقد فی الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى یبعث الله قائماً
یفرج عنا الهم والکربات
قال دعبر: ثم قرأت بواقی القصیده عنده، فلما انتهیت إلى قولی:
خروج إمام لا محاله واقع
یقوم على اسم الله والبرکات
یمیز فینا کل حق وباطل
ویجزی على النعمات والنقمات
بکى الرضا بکاءاً شدیداً ثم قال: یا دعبل نطق روح القدس بلسانک، أتعرف من هذا الإمام؟ قلت: لا إلا أنی سمعت خروج إمام منکم یملأ الأرض قسطاً وعدلاً. فقال: أن الإمام بعدی ابنی محمد وبعد محمد ابنه علی وبعد علی ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجه القائم وهو المنتظر فی غیبته المطاع فی ظهوره فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، وأما متى یقوم فاخبار عن الوقت لقد حدثنی أبی عن آبائه عن رسول الله صلى الله علیه وآله قال: «مثله کمثل الساعه لا تأتیکم إلا بغته».
الخامس والعشرون:
المولوی علی أکبر بن أسد الله المؤودی من متأخری علماء الهند، قال فی کتاب (المکاشفات) الذی جعله کالحواشی على کتاب النفحات للمولى عبد الرحمن الجامی قال فی حاشیه ترجمه علی بن سهل بن الأزهر الأصبهانی ولقد قالوا إن عدم الخطأ فی الحکم مخصوص بالأنبیاء آکد الخصوصیه، والشیخ رضی الله عنه یخالفهم فی ذلک لحدیث ورد فی شأن الإمام المهدی الموعود على جده وعلیه الصلاه والسلام کما ذکر ذلک صاحب الیواقیت عنه حیث قال: صرح الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات بأن الإمام المهدی یحکم بما ألقى علیه ملک الإلهام من الشریعه، وذلک أنه یلهمه الشرع المحمدی فیحکم به کما أشار إلیه حدیث المهدی علیه السلام أنه یقفو أثری لا یخطیء، فعرفنا ( أنه متبع لا مبتدع وأنه معصوم فی حکمه، إذ لا معنى للمعصوم فی الحکم إلا أنه لا یخطیء وحکم رسول الله صلى الله علیه وآله لا یخطیء، فإنه لا ینطق عن الهوى إن هو لا وحی یوحى، وقد أخبر عن المهدی أنه لا یخطیء وجعله ملحقاً بالأنبیاء فی ذلک الحکم. وأطال صاحب الیواقیت فی ذلک نقلاً عن الشیخ رضی الله عنه وعن غیره من العلماء والفضلاء من أهل السنه والجماعه.
وقال; فی المبحث الحادی والثلاثین فی بیان عصمه الأنبیاء: من کل حرکه وسکون وقول وفعل ینقص مقامهم الأکمل، وذلک لدوام عکوفهم فی حضره الله تعالى الخاصه، فتاره یشهدونه سبحانه وتاره یشهدون أنه یراهم ولا یرونه ولا یخرجون أبداً عن شهود هذین الأمرین، ومن کان مقامه کذلک لا یتصور فی حقه مخالفه قط، صوریهکما سیأتی بیانه وتسمى هذه حضره الإحسان ومنها عصم الأنبیاء وحفظ الأولیاء، فالأولیاء یخرجون ویدخلون والأنبیاء مقیمون، ومن أقام فیها من الأولیاء کسهل بن عبد الله التستری وسیدی إبراهیم المبتولی فإنما ذلک بحکم الإرث والتبعیه للأنبیاء استمداداً من مقامهم لا بحکم الاستقلال فافهم.
ثمّ قال فی المبحث الخامس والأربعین: قد ذکر الشیخ أبو الحسن الشاذلی رضی الله عنه: أن للقطب خمسه عشر علامه: أن یمدد بمدد العصمه والرحمه والخلافه والنیابه ومدد حمله العرش ویکشف له عن حقیقه الذات وإحاطه الصفات _ إلى آخره.
فبهذا صح مذهب من ذهب إلى کون غیر النبی صلى الله علیه وآله معصوماً، ومن قید العصمه فی زمره معدوده ونفاها عن غیر تلک الزمره فقد سلک مسلکاً آخر، وله أیضاً وجه یعلمه من علمه، فإن الحکم بکون المهدی الموعود رضی الله عنه موجوداً وهو کان قطباً بعد أبیه الحسن العسکری علیهما السلام کما کان هو قطباً بعد أبیه إلى الإمام علی بن أبی طالب کرمنا الله بوجودههم یشیر إلى صحه حصر تلک الرتبه فی وجوداتهم من حین کان القطبیه فی وجود جده علی بن أبی طالب علیه السلام إلى أن تتم فی لا قبل ذلک، فکل قطب فرد یکون على تلک الرتبه نیابه عنه لغیبوبته من أعین العوام والخواص لاعن أعین أخص الخواص. وقد ذکر ذلک عن الشیخ صاحب الیواقیت وعن غیره أیضاً رضی الله عنه وعنهم فلا بدّ أن یکون لکل إمام من الأئمّه الإثنی عشر عصمه. خذ هذه الفائده:
قال الشیخ عبد الواهب الشعرانی فی المبحث الخامس والستین: قال الشیخ تقی الدین بن أبی المنصور فی عقیدته بعد ذکر تعیین السنین للقیامه: فهناک یترقب خروج المهدی علیه السلام وهو من أولاد الإمام الحسن العسکری علیه السلام _ وساق کما مر إلى قوله: یواطئ اسمه اسم رسول الله صلى الله علیه وآله علیه وآله، وقال: ثم عد رضی الله عنه نبذه من شیم المهدی وأخلاقه النبویه التی تکون فیه ونحن نذکره فی أحوال عارف الجندی إن شاء الله تعالى.
السادس والعشرون:
العارف عبد الرحمن من مشایخ الصوفیه صاحب کتاب (مرآه الأسرار) _ الذی ینقل عنه الشاه ولی الله الدهلوی والد الشاه صاحب عبد العزیز صاحب التحفه الإثنا عشریه فی کتاب الإنتباه فی سلاسل أولیاء الله وأسانید وارثی رسول الله صلى الله علیه وآله، قال فی الکتاب المذکور:
ذکر آن أفتاب دین ودولت آن هادى جمیع ملت ودولت آن قائم مقام پاک أحمدى امام برحق أبو القاسم م ح م د بن الحسن المهدى رضی الله عنه وى امام دوازدهم است از ائمه اهل بیت مادرش ام ولد بود نرجس نام داشت ولادتش شب جمعه پانزدهم ماه رمضان سنه خمس وخمسین ومائتین وبروایه شواهد النبوه بتاریخ ثلاث وعشرین شهر رمضان سنه ثمان وخمسین در سر من رأى عرف سامره واقع شد وامام دوازدهم در کنیت ونام حضرت رسالت پناهى علیه السلام موافقت دارد ألقاب شریفش مهدى وحجت وقائم ومنتظر وصاحب الزمان وخاتم اثنی عشر، وصاحب الزمان علیه السلام دروقت وفات پدر خود امام حسن عسکرى علیه السلام پنجساله بودکه بر مسند امامت نشست چنانچه حق تعالى حضرت یحیى بن زکریا علیهما السلام رادر حالت طفولیت حکمت کرامت فرمود وعیسى بن مریم علیهما السلام را وقت صبا بمرتبه بلند رسانید وهمچنین أو را در این صغر سن امام گردانید وخوارق عادات اونه چندانست که در این مختصر گنجایش دارد ملا عبد الرحمن جامی أز حکیمه خواهر امام علیّ النقی که عمه امام حسن عسکرى علیهما السلام باشد روایت میکند. تا آخر آنچه گذشت.
وقال أیضاً: وحضرت شیخ محى الدین بن عربى در باب سیصد وشصت وهشتم از کتاب فتوحات مکى میفرماید که بدانید ای مسلمانان که چاره نیست ازخروج مهدی که والد او حسن عسکریست ابن امام علیّ نقی ابن امام محمد تقی إلى آخره پس سعادتمندترین مردم به او أهل کوفه خواهند بود أو دعوت میکند مردم را بسوى حق تعالى بشمشیر پس هرکه ابا میکند میکشد او را وکسیکه منازعت میکند با او مخذول میشود چنانچه در این محل تمام احوال امام مهدی علیه السلام در کتاب مذکور مفصل بیان نموده است هر که خواهد در آنجا مطالعه نماید. وحضرت مولانا عبد الرحمن جامى مردى صوفى کارها دیده وشافعى مذهب بوده تمام احوال وکمالات وحقیقت متولد شدن ومخفى گشتن امام م ح م د بن حسن عسکری علیهما السلام مفصل در کتاب شواهد النبوه تصنیف خود بوجه أحسن از أئمه أهل بیت عترت وأرباب سیرت روایت کرده است وصاحب کتاب مقصد اقصى مینویسد که حضرت شیخ سعد الدین حموى خلیفه حضرت نجم الدین در حق امام مهدى یک کتاب تصنیف کرده است ودیگر چیزها بسیار همراه او نموده است که دیگر هیچ آفریده را آن أقوال وتصرفات ممکن نیست چون او ظاهر شود ولایت مطلقه آشکارا گردد واختلاف مذاهب وظلم وبدخوئی برخیزد چنانکه أوصاف حمیده او در احادیث نبوى وارد شده است که مهدى در آخر زمانه آشکار گردد وتمام ربع مسکونرا از جور وظلم پاک سازد ویک مذهب پدید آید مجملا هرگاه دجال بد کردار بیدار شده بود وزنده ومخفى هست وحضرت عیسى علیه السلام که بوجود آمده بود ومخفى از خلق است پس اگر فرزند رسول خدا ( امام محمد مهدى ابن حسن عسکرى علیهما السلام هم از نظر عوام پوشیده شد وبوقت خود مثل عیسى علیه السلام ودجال موافق تقدیر الهى آشکارا گردد جاى تعجب نیست از أقوال چندین بزرگان واز فرموده أئمه أهل بیت رسول خدا ( انکار نمودن از راه تعصب چندان ضرور نیست.
السابع والعشرون:
القطب المدار الذی کتب عبد الرحمن الصوفی کتاب (مرآه الأسرار) لأجله فقال فیه فی أحوال مدار: بعد از صفاى باطنى او را حضور تمام بروحانیت حضرت رسالت پناه میسر گشت آن حضرت أز کمال مهربانى وکرم بخشى دست قطب المدار بدست حق پرست خود گرفت وتلقین اسلام حقیقى فرمود ودر آنوقت روحانیت حضرت مرتضى علی کرم الله وجهه حاضر بود پس ویرا بحضرت علی مرتضى سپرد وفرمود که این جوان طالب حق است اینرا بجاى فرزندان خود تربیت نموده بمطلوب برسان که این جوان نزدیک حقّ تعالى بغایت عزیز است قطب مدار وقت خواهد شد پس شاه مدار حسب الحکم آن حضرت تولا بحضرت مرتضى علی کرم الله وجهه نمود وبر سر مرقد وى بنجف أشرف رفت ودر آستانه مبارکه ریاضت میکشید انواع تربیت از روحانیت پاک حضرت مرتضى على کرم الله وجهه بطریق صراط المستقیم مى یافت واز سبب وسیله دین محمد ( بمشاهده حق الحق بهره مند گردید وجمیع مقامات صوفیه صافیه طى نمود عرفان حقیقى حاصل کرد آن زمان اسد الله الغالب أو را بفرزند رشید خود که وارث ولایت مطلق محمد مهدى بن حسن العسکرى نام داشت در عالم ظاهر با وى آشنا گردانید واز کمال مهربانی فرمود که قطب المدار بدیع الدین باشارت حضرت رسالت پناه تربیت نموده بمقامات عالیه رسانیده بفرزندى قبول کرده ام شما نیز متوجه شده جمیع کتب آسمانى از راه شفقت به این جوان شایست روزگار تعلیم بکنید پس صاحب زمان مهدى از کمال ألطاف شاه مدار را در چند مدت دوازده کتاب وصحف آسمانی تعلیم نمود _ إلخ.
الثامن والعشرون:
الفاضل القاضی جواد الساباطی وکان نصرانیاً فأسلم وهو من أهل السنه والجماعه وألف کتاباً فی إثبات حقیه الإسلام سماه (البراهین الساباطیه) وهو رد على النصارى، ونقل فیه من کتاب شعیا انذر یرشل کم فورت ارادوات آن ذی ستم آت جیسى اندا برنج شل کردوات آن هر زوقس اندزی سیرت آف وزدم انداندر ستیذنک اندژى سبیرت اف کوسل اندسبت ذی سبیرت آن نالج اند آن ذی فیراب ذی لارداند شل سیک هم اکوک اندر ستیذان ذی فبراب لار داند شل مات حج افترذى سبت ان هزاپس نیز زد بروف افترذى بیرنک آن هزیزیس.
وترجمته بالعربیه: وستخرج من قنس الأسى ینبت من عروقه غصن وستستقر علیه روح الرب أعنى روح الحکمه والمعرفه وروح الشورى والعدل وروح العلم وخشیه الله ویجعله ذا فکره وقاده مستقیماً فی خشیه الرب فلا یقضى کذا بلجمات الوجوه ولا یدین بالسمع.
ثمّ ذکر تأویل الیهود والنصارى هذا الکلام ورده وقال: فیکون المنصوص علیه هو المهدی رضی الله عنه بعینه بصریح قوله ولا یدین بمجرد السمع، لأن المسلمین أجمعوا على أنه رضی الله عنه لا یحکم بمجرد السمع والحاضر بل لا یلاحظ إلا الباطن، ولم یتفق ذلک لأحد من الأنبیاء والأوصیاء.
إلى أن قال: وقد اختلف المسلمون فی المهدی رضی الله عنه، فقال أصحابنا من أهل السنه والجماعه أنه رجل من أولاد فاطمه یکون اسمه محمداً واسم أبیه عبد الله وأمه آمنه، وقال الإمامیون بل أنه هو محمد بن الحسن العسکری وکان قد تولد سنه ۲۵۵ من فتاه للحسن العسکری رضی الله عنه اسمها نرجس فی سر من رأى بزمن المعتمد ثم غاب سنه ثم ظهر ثم غاب وهی الغیبه الکبرى ولا یؤب بعدها إلا إذا شاء الله، ولما کان قولهم أقرب لتناول هذا النص وکان غرضی الذب عن مله محمد ( مع قطع النظر عن التعصب فی المذهب ذکرت لک مطابقه ما یدعیه الإمامیون مع هذا النص _ انتهى.
وهذا الکتاب قد طبع قبل هذا بأزید من ثلاثین سنه.
التاسع والعشرون:
الشیخ العارف سعد الدین محمد بن المؤید بن أبی الحسین بن محمد بن حمویه المعروف بالشیخ سعد الدین الحموی خلیفه نجم الدین الکبری، وقد ألف کتاباً مفرداًَ فی حالاته وصفاته علیه السلام ووافق فیه الإمامیه کما نقله عنه عبد الرحمن الصوفی فی (مرآه الأسرار).
وقال المولى عزیز الدین عمر بن محمد بن أحمد النسفی المعروف صاحب کتاب العقائد المعروف (بالعقائد النسفیه) فی رسالته فی تحقیق النبوه والولایه قال الشیخ سعد الدین الحموی: أنه لم یکن المولی قبل محمد صلى الله علیه وآله فی الأدیان السابقه ولا اسم الولی وان کان فی کل دین صاحب شریعه، والذین کانوا یدعون الناس إلى دینه کانوا یسمون بالنبی، فکان فی دین آدم أنبیاء یدعون الخلائق إلى دینه، وکذا فی دین موسى وفی دین عیسى وفی دین إبراهیم علیهم السلام، ولما بلغت النوبه إلى نبینا صلى الله علیه وآله قال: لا نبی بعدی یدعو الناس إلى دینی والذین یأتون بعدی ویتبعوننی یسمون بالأولیاء وهؤلاء الأولیاء یدعون الخلق إلى دینی، واسم الولی ظهر فی دینی والله تعالى جعل اثنی عشر نفساً فی دین محمد صلى الله علیه وآله نوابه والعلماء ورثه الأنبیاء قاله فی حقهم.
وکذا قوله: علماء أمتى کأنبیاء بنی اسرائیل، قاله فی حقهم. وعند الشیخ الولی فی أمه محمد ( لیس أزید من هؤلاء الإثنا عشر، وآخر الأولیاء وهو الثانی عشر هو المهدی صاحب الزمان علیه السلام _ انتهى.
وفی (ینابیع الموده) وفی کتاب الشیخ عزیز بن محمد النسفی شیخ الشیوخ سعد الدین الحموی میفر ماید (وساق مثله وفی آخره) وأما الولی الآخر وهو النائب الآخر ولی الثانی عشر والنائب الثانی عشر خاتم الأولیاء واسمه المهدی صاحب الزمان.
وقال الشیخ: الأولیاء فی العالم لیسوا أزید من اثنی عشر، وأما ثلاثمائه وست وخمسین الذین هم رجال الغیب لا یقال لهم الأولیاء ویقال لهم (الأبدال).
قال السید علی الهمدانی الصوفی فی شرح القصیده المیمیه لابن فارض الصوفی المعروف: أن الشیخ سعد الدین الحموی والشیخ سیف الدین الباخرزی والشیخ شهاب الدین السهروردی والشیخ نجم الدین الرازی المعروف بدایه والشیخ محی الدین العربی وابن فارض المذکور کلهم معاً کانوا معاصرین ومن أکابر ساده علماء الصوفیه _ انتهى.
وکان ولده صدر الدین ابراهیم من أجله العلماء، وهو الذی صرح فخر الدین الناکتی فی تاریخه: أنه أسلم السلطان غازان محمود خان أخی السلطان محمد والجایتوخان بسعی الأمیر نوروز الذی کان من أمرائه على یده فی رابع شعبان سنه أربع وتسعین وستمائه عند باب قصر ذلک السلطان الذی فیه مقر سریر سلطنه السلطان أرغان خان بمقام لار دماوند وعقد مجلساً عظیماً غسل فی ذلک الیوم ثم تلبس بلباس الشیخ سعد الدین الحموی ولد الشیخ صدر الدین المذکور وأسلم بإسلامه خلق کثیر من الأتراک ولذلک سمیت تلک الطائفه بترکمان.
الثلاثون:
الشیخ العارف المتأله عامر بن عامر البصری المتوطن فی سواین الروم صاحب القصیده التائیه الطویله المسماه (بذات الأنوار) التی بارى بها أبا حفص عمر بن الفارض المغربی الأندلسی فی قصیدته التائیه، ولذا یقول فی أواخرها بعد ذکر شطر من فضائلها:
أتت تتهادى کالمها بملاحه
عراقیه بصریه عامریه
لها زی مسکین لضعف معینها
على أنها سلطان کل قصیده
وبکر أتت لا فارض بدر علمها
إذا ما بدا اخفى سها ألفا رزیه
وهی: فی المعارف والأسرار والحکم والآداب، مشتمله على اثنی عشر نوراً، فقال: النور التاسع فی معرفه صاحب الوقت ذاته وقت ظهوره:
إمام الهدى حتى متى أنت غائب
فمنّ علینا یا أبانا بأوبه
تراءت لنا رایات جیشک قادماً
ففاحت لنا منها روایح مسکه
وبشرت الدنیا بذلک فاغتدت
مباسمها مفره عن مسره
مللنا وطال الانتظار فجد لنا
بربک یا قطب الوجود بلقیه
إلى أن قال:
فعجل لنا حتى نراک فلذه
المحب لقا محبوبه بعد غیبه
زرعت بذور العلم فی مربره
فجاءت کما تهوى بأینع خضره
وریع منها کلما کان زاکیاً
فقد عطشت فأمدد قواها بسقیه
ولم یروها إلا لقاک فجدبه
ولو شربت ماء الفرات ودجله
الحادی والثلاثون:
الشیخ الفاضل العارف المشهور أبو المعالی صدر الدین القونوی المستغنی عن نقل مناقبه وفضائله بما فی الترجم، نسب إلیه أصحابنا هذا القول ولم نقف له على عباره غیر ما نقله صاحب (الینابیع) عنه قال: قال الشیخ صدر الدین القونوی قدس سره وأفاض علینا فیوضه وعلومه فی شأن المهدی الموعود علیه السلام شعراً:
یقوم بأمر الله فی الأرض ظاهراً
على رغم شیاطین یمحق للکفر
یؤید شرع المصطفى وهو ختمه
ویمتد من میم بأحکامها یدری
ومدته میقات موسى وجنده
خیار الورى فی الوقت یخلو عن الحصر
على یده محق اللئام جمیعهم
بسیف قوی المتن علک أن تدری
حقیقه ذاک السیف والقائم الذی
تعین للدین القویم على الأمر
لعمری هو الفرد الذی بان سره
بکل زمان فی مظاء له یسری
تسمى بأسماء المراتب.. کلها
خفاء وإعلاناً کذاک إلى الحشر
ألیس هو النور الأتم حقیقه
ونقطه میم منه امدادها یجری
یفی على الأکوان ما قد أفاضه
علیه إله العرش فی أزل الدهر
فما ثم إلا المیم لا شیء غیره
وذو العین من نوابه مفرد العصر
هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا
بلغت إلى مد مدید من العمر
کأنک بالمذکور تصعد راقیاً
إلى ذروه المجد الأثیل على القدر
وما قدره إلا ألوف بحکمه
على حد مرسوم الشریعه بالأمر
بذا قال أهل الحل والعقد فاکتفى
بنصهم المبثوث فی صحب الزبر
فإن تبغ میقات الظهور فإنه
یکون بدور جامع مطلع الفجر
بشمس تمد الکل من ضوء نورها
وجمع دراری الأوج فیها مع البدر
وصل على المختار من آل هاشم
محمد المبعوث بالنهی والأمر
علی صلاه الله ما لاح بارق
وما أشرقت شمس الغزاله فی الظهر
وآل وأصحاب أولی الجود والتقى
صلاه وتسلیماً یدومان للحشر
وقد قال الشیخ صدر الدین لتلامیذه فی وصایاه: أن الکتب التی کانت لی من کتب الطب وکتب الحکماء وکتب الفلاسفه بیعوها وتصدقوا ثمنها للفقراء وأما کتب التفاسیر والأحادیث والتصوف فأحفظوها فی دار الکتب واقرأوا کلمه التوحید (لا إله إلا الله) سبعین ألف مره لیله الأولى بحضور القلب وبلغوا منی سلاماً إلى المهدی علیه السلام _ انتهى.
ویؤید ما نقله عنه ما قاله العارف المتأله السید حیدر بن علی الأملی وعصره قریب من عصر الشیخ صدر الدین من: أن الشیخ عرض جمله من کتبه ورسائله على المهدی صاحب الزمان علیه السلام _ انتهى.
ویعضده أنه کان على طریقه الشیخ محی الدین ومتبعاً آثاره، وفی النفحات لعبد الرحمن الجامی فی ترجمته أنه کان نقاد کلام الشیخ، وفی کشف الظنون عن الشعرانی فی مختصر الفتوحات بعد کلام له فی اختلاف نسخها قال: وقد أطلعنی الأخ الصالح السید شریف المدنی على صوره ما رآه مکتوباً بخط محیی الدین وغیره على النسخه التی وقفها الشیخ فی قونیه، وهو هذا: وقف محمد بن علی بن عربی الطائی هذا الکتاب على جمیع المسلمین. وفی آخره وقد تم هذا على ید منشئه وهو النسخه الثانیه منه بخط یدی، وکان الفراغ منه بکره یوم الأربعاء الرابع والعشرین من شهر ربیع الأول سنه ست وثلاثین وست مائه وکتبه منشئه.
قال السید: وهذه النسخه فی سبعه وثلاثین مجلداً، وفیها زیادات على النسخه الأولى التی دس الملحدون فیها العقائد الشنیعه.
قال: وفی ظهره ترجمه اسم الکتاب بخطه وتحته بخط الشیخ صدر الدین القونوی إنشاء مولانا شیخ الإسلام وصفوه الأنام محیی الدین بن عربی وتحته: ملک هذه المجلده لمحمد بن اسحاق القونوی وتحته أیضاً بخط الشیخ صدر الدین روایه محمد بن أبی بکر بن مبذار التبریزی سماعاً منه. فما کان لیخالف هذا الشیخ فی معتقده فی شأن المهدی علیه السلام.
الثانی والثلاثون:
شیخ مشایخ الصوفیه المولى جلال الدین الرومی صاحب المثنوی المعروف فقال فی دیوانه الکبیرفی قصیده أولها:
اى سرور مردان على مستان سلامت میکنند.
وعد الأئمّه من أولاده علیهم السلام إلى أن قال:
بامیر دین هادى بگوبا عسکرى مهدى بگو
ا آن ولى مهدی بگو مستان سلامت میکنند
للثالث والثلاثون:
* * *
الشیخ العارف محمد الشهیر بشیخ عطار صاحب الدواوین المعروفه، فقال فی کتابه (مظهر الصفاه) على ما نقله عنه فی کتاب (ینابیع الموده):
مطفى ختم رسل شد درجهان
مرتضى ختم ولایت در عیان
جمله فر زندان حیدر أولیا
جمله یک نورند حق کرداین ندا
وبعد تعداد الأحد عشر قال:
صد هزاران أولیا روى زمین
از خدا خواهند مهدی را یقین
یا إلهی مهدیم از غیب آر
تا جهان عدل گردد آشکار
مهدى هادیست تاج اتقیا
بهترین خلق برج أولیا
أی ولا تو معین آمده
بردل وجانها همه روشن شده
اى تو ختم أولیای اینزمان
وازهمه معنى نهانی جان جان
اى توهم پیدا وپنهان آمده
بنده عطارت ثنا خوان آمده
وقد صرح المولوی عبد العزیز الدهلوی المعروف بشاه صاحب فی الباب الحادی عشر من کتابه الموسوم (بالتحفه الإثنی عشریه) أن الشیخ العطار من الأکابر المقبولین عند أهل السنه من الأعاظم الذین بناء عملهم فی الشریعه والطریقه على مذهب أهل السنه من القرن إلى القدم، وفی (نفحات الجامی) من مناقبه شیء کثیر.
الرابع والثلاثون:
شمس الدین التبریزی شیخ المولوی جلال الدین الرومی، نسب إلیه هذا القول صاحب (الینابیع) وقال (ذکره فی أشعاره) ولم یذکر شیئاً منها.
الخامس والثلاثون:
السید نعمه الله الولی نسبه إلیه فی (الینابیع).
السادس والثلاثون:
السید النسیمی، قال فی (الینابیع) بعد ذکره هؤلاء وغیرهم قدس الله أرواحهم ووهب لنا عرفانهم وبرکاتهم: ذکروا فی أشعارهم فی مدائح أئمه أهل البیت الطیبین علیهم السلام مدح المهدی فی آخرهم متصلاً بهم، فهذه أدله على أن المهدی علیه السلام ولد أولاً، ومن تتبع آثار هؤلاء الکاملین العارفین یجد الأمر واضحاً عیناً.
السابع والثلاثون:
العالم العارف الکامل السید علی بن شهاب الدین الهمدانی الذی ذکروا فی ترجمته أنه وصل إلى خدمه أربعمائه من الاولیاء وبالغ فی مدحه عبد الرحمن الجامی فی (نفحات الإنس) ومحمد بن سلیمان الکفوی فی (أعلام الأخیار) وحسین بن معین الدین المیبدی فی (الفواتح) وغیرهم، صرح بذلک فی الموده العاشره من کتابه الموسوم (بالموده فی القربى).
الثامن والثلاثون:
الفاضل البارع عبد الله بن محمد المطیری شهره المدنی حالاً فی کتابه الموسوم (بالریاض الزاهره فی فضل آل بیت النبی وعترته الطاهره صلوات الله علیهم) صدر کتابه هذا بذکر تمام رساله: احیاء المیت بفضائل أهل البیت علیهم السلام للإمام جلال الدین السیوطی، وهی تشتمل على ستین حدیثاً فتممها وأنهاها إلى مائه وواحد وخمسین، وروى فی الحدیث الأخیر: أنه من ذریه الحسین بن علی علیه السلام المهدی المبعوث فی آخر الزمان.
إلى أن قال: وجمیع نسل الحسین وذریته یعودون إلى إمام الأئمّه المحقق المجمع على جلالته وغزاره علمه وزهده وورعه وکمال سلاله الانبیاء والمرسلین وسلاله خیر المخلوقین زین العابدین علی بن الحسین رضی الله عنه وأرضاه.
ثمّ ذکر بعض فضائله وجماعه من ذریته وجمله من المنامات فی فضیلتهم إلى أن قال: فالإمام الأوّل علیّ بن أبی طالب رضی الله عنه.
وساق أسامی الأئمّه ثمّ قال: الحادی عشر ابنه الحسن العسکری رضی الله عنه، الثانی عشر ابنه محمّد القائم المهدی رضی الله عنه، وقد سبق النص علیه فی مله الإسلام من النبی محمد ( وکذا من جده علی بن أبی طالب رضی الله عنه ومن بقیه آبائه أهل الشرف والمراتب، وهو صاحب السیف والقائم المنتظر کما ورد ذلک فی صحیح الخبر، وله قبل قیامه غیبتان _ إلى آخر ما قال.
والنسخه التی عثرت علیها عتیقه، وکانت لمؤلفها وبخطه وعلى ظهرها: «کتاب الریاض الزاهره فی فضل آل بیت النبی وعترته الطاهره تألیف الفقیر إلى الله تعالى عبد الله محمّد المطیری شهره المدنی حالاً الشافعی مذهباً الأشعری اعتقاداً النقشبندی طریقه نفعنا الله من برکاتهم آمین.
التاسع والثلاثون:
شیخ الإسلام والبحر الطام ومرجع الأولیاء الکرام أبو المعالی محمّد سارج الدین الرفاعی ثم الخزومی الشریف الکبیر فقد ذکر فی کتابه الموسوم (بصحاح الأخبار فی نسب الساده الفاطمیه الأخیار) فی ترجمه أبی الحسن الهادی علیه السلام ما لفظه:
وأما الإمام علی الهادی بن الإمام محمد الجواد علیهما السلام ولقبه النقی والعالم والفقیه والأمیر والدلیل والعسکری والنجیب، ولد فی المدینه سنه اثنی عشر ومائتین من الهجره، وتوفی شهیداً بالسم فی خلافه المعتز العباسی یوم الاثنین لثلاث لیال خلون من رجب سنه أربع وخمسین ومائتین، وکان له خمسه أولاد الإمام الحسن العسکری والحسین ومحمد وجعفر وعائشه.
فأما الحسن العسکری فأعقب صاحب السرداب الحجه المنتظر ولی الله الإمام محمّد المهدی علیه السلام، فأما محمد فلم یذکر له ذیل _ إلى آخر ما قال.
وقال فی موضع آخر فی بحث له فی الإمامه: وروى العارفون من سلف أهل البیت أن الإمام الحسین علیه السلام لما انکشف له فی سره أن الخلافه الروحیه التی هی الغوثیه والإمامه الجامعه فیه وفی بنیه على الغالب الستبشر بذلک وباع فی الله نفسه لنیل هذه النعمه المقدسه فمن الله علیه بأن جعل فی بیته کبکبه الإمامه وختم ببنیه هذا الشأن على أن الحجه المنتظر الإمام المهدی علیه السلام من ذریته الطاهره وعصابته الزاهره _ انتهى.
وهذا سراج الدین جد عارف عصره وعزیز مصره ووحید دهره البارع الکامل أبو الهدى الجلیل المعاصر الذی إلیه تنتهی السلسله الرفاعیه وعنه تؤخذ آداب هذه الطریقه.
الأربعون:
علامه زمانه وفرید أوانه الشیخ محمد الصبان المصری کذا وصفه فی (الینابیع) صرح بذلک فی (إسعاف الراغبین) المطبوع فی مصر.
قلت: ونسب بعض أصحابنا البارعین هذا القول إلى صاحب کتاب أنساب الطالبیه وعماد الدین الحنفی وضیاء الدین صدر الأئمه موفق بن أحمد أبی المؤید الخطیب المکی ثم الخوارزمی أخطب خطباء خوارزم والمولى حسین الکاشفی صاحب جواهر التفسیر. ولم أعثر على کلماتهم ولذا لم نذکر أسامیهم فی عداد الذین نصوا علیه.
نعم، لا بأس بذکر صدر الأئمه الخوارزمی فی عدادهم، فإنه ذکر فی مناقبه من الأحادیث ما هو صریح فی الدلاله على هذا القول ومجرد ذکر الخبر فی الکتاب وإن لم یکن دالاً على کون مؤلفه معتقداً بمضمونه إلاّ أن یشهد بعض القرائن علیه کمطابقته لعنوان الباب الذی هو فیه، فإن العلماء لا زال یستنبطون مذاهب صاحب الکتاب مما ذکره فی عناوین الأبواب أو بنى على جمع ما هو معتبر عنده مما رواه الأئمه الثقات وغیرذلک.
فنقول: أخرج أخطب الخطباء فی (المناقب) فقال: حدثنی فخر القضاه نجم الدین بن أبی منصور محمد بن الحسین بن محمد البغدادی فیما کتب إلی من همدان، قال أنبأنا الإمام الشریف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزینبی، قال أخبرنا إمام الأئمّه محمد بن أحمد بن شاذان، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن علی العلوی الطبری، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، قال حدثنی جدی أحمد بن محمد، عن أبیه، عن حماد بن عیسى، عم عمر بن أذینه، قال حدثنا أبان بن أبی عیاش، عن سلیم بن قیس الهلالی، عن سلمان المحمدی قال: دخلت على النبی صلى الله علیه وآله وإذا الحسین على فخذه وهو یقبل عینیه ویلثم فاه وهو یقول: «أنت سید بن سید وأخو سید أبو السادات، أنت إمام ابن الإمام أبو الإمام أبو الأئمّه، أنت حجه بن حجه أخو حجه أبو حجج تسعه من صلبک تاسعهم قائمهم».
وبالإسناد عن ابن شاذان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ، قال حدثنا علی بن سنان الموصلی، عن أحمد بن صالح، عن سلیمان بن محمد، عن زیاد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن زید، عن زید بن جابر، عن سلامه، عن أبی سلیمان راعی رسول الله صلى الله علیه وآله قال: سمعت رسول الله صلى الله علیه وآله یقول: لیله أسری بی إلى السماء قال لی الجلیل جل جلاله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ). فقلت: والمؤمنون؟ قال: صدقت. قال: من خلفت من أمتک؟ قلت: خیرها. قال: علی بن أبی طالب علیه السلام. قلت: نعم یا رب.
قال: یا محمد انی أطلعت إلى الأرض إطلاعه فاخترتک منها فشققت لک اسماً من أسمائی فلا أذکر فی موضع إلا ذکرت معی فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانیه فاخترت منها علیاً وشققت له اسماً من أسمائی فأنا الأعلى وهو علی. یا محمد انی خلقتک وخلقت علیاً وفاطمه والحسن والحسین والأئمه من ولده من نوری وعرضت ولایتکم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها کان عندی من المؤمنین ومن جحدها کان عندی من الکافرین.
یا محمد لو أن عبداً من عبیدی عبدنی حتّى ینقطع أو یصیر جلده کالشن البالی ثمّ أتانی جاحداً لولایتکم ما غفرت له حتّى یقر بولایتکم، یا محمد تحن أن تراهم؟ قلت: نعم یا رب. فقال: التفت عن یمین العرش. فالتفت فإذا بعلی وفاطمه والحسن والحسین وعلی بن الحسین ومحمد بن علی وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلی بن موسى ومحمد بن علی وعلی بن محمد والحسن بن علی والمهدی فی ضحضاح من نور قیام یصلون، وهو فی وسطهم _ یعنی المهدی _ کأنه کوکب دری وقال: یا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتک، وعزتی وجلالی إنه الحجه الواجبه لأولیائی والمنتقم من أعدائی.
وبناءاً على هذا المسلک یمکن عد جماعه أخرى کشیخ الإسلام إبراهیم بن سعد الدین محمد بن أبی بکر بن أبی الحسن بن شیخ الإسلام جمال السنه أبی عبد الله محمد بن حمویه الحموی الحموینی الإمام الأجل المعروف بالحموی وبابن حمویه أیضاً صاحب کتاب (فرائد السمطین فی فضائل المرتضى والبتول والسبطین علیهم السلام) وهو کتاب معروف یوجد فیه مثل هذه الأخبار شیء کثیر، ولکنا فی غنى عن تکلف ادخال هؤلاء فی زمره أرباب هذا القول بعد تنصیص هؤلاء الأعاظم من الفقهاء والمحدثین والمشایخ الکاملین ممن عثرنا علیه مع قله أسباب استخراج القائلین عندی وکثره کتب علماء أهل السنه وتفرقها وسعه بلادها، ولعل من وقف على جلها یجد أضعاف ما جمعناه.
وقد قال الإمام أبو بکر أحمد بن الحسین بن علی البیهقی الشافعی المعروف بالإمام أبی بکر البیهقی فی کتابه (شعب الإیمان): اختلف الناس فی أمر المهدی، فتوقف جماعه وأحالوا العلم إلى عالمه واعتقدوا أنه واحد من أولاد فاطمه بنت رسول الله صلى الله علیه وآله یخلقه الله متى شاء یبعثه نصره لدینه، وطائفه یقولون أن المهدی الموعود ولد یوم الجمعه منتصف شعبان سنه خمس وخمسین ومائتین وهو الملقب بالحجه القائم المنتظر محمد بن الحسن العسکری، وأنه دخل السرداب بسر من رأى وهو حی مختف عن أعین الناس منتظر خروجه وسیظهر ویملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما ملئت جوراً وظلماً، ولا امتناع فی طول عمره وامتداد أیامه کعیسى بن مریم والخضر علیهما السلام، وهؤلاء الشیعه خصوصاً الإمامیه ووافقهم علیه جماعه من أهل الکشف _ انتهى.
وهو من أعاظم علماء الشافعیه وکبار أصحاب الحاکم أبی عبد الله بن البیع، فی (تاریخ بن خلکان) قال إمام الحرمین: ما من شافعی المذهب إلا وللشافعی علیه منّه إلا أحمد البیهقی فإن له على الشافعی منّه. قال وتوفی سنه ثمان وخمسین وأربعمائه _ انتهى.
فمراده من جماعه من أهل الکشف غیر الشیخ محی الدین وغیره ممن تقدم لتقدمهم علیهم بسنین کثیره، والمعروفون منهم فی هذه الطبقه الحلاج والجنید وأبو الحسن الوراف وأبو بکر الشبلی وأبو علی الرودباری وسهل بن عبد الله التستری وأضرابهم، وظاهر البیهقی کالمنقول عن جماعه عدم الجزم بعدم الولاده.
وهو أیضاً ظاهر الشیخ المتبحر عبد الملک العصامی فی (تاریخه) فإنه ساق ولاده الحجه بن الحسن العسکری علیهما السلام وقال: وألقابه الحجه والخلف الصالح والقائم والمنتظر وصاحب الزمان والمهدی وهو أشهرها، صفته شاب مربوع القامه حسن الوجه والشعر أقنى الأنف أجلى الجبهه، ولما توفی أبوه کان عمره خمس سنین، والشیعه یقولون أنه دخل السرداب سنه خمس وسبعین ومائتین وعمره سبع عشره سنه، وهم ینتظرون خروجه فی آخر الزمان من السرداب، وأقاویلهم فیه کثیره والله أعلم أین ذلک یکون _ انتهى.
وظاهره المیل او التوقف لا الانکار.
ومثله المولى الفاضل المتبحر المولى حسین الکاشفی صاحب جواهر التفسیر المعروف، فقال فی آخر کتابه (روضه الشهداء): فصل هشتم، در ذکر إمام م ح م د ابن الحسن العسکری علیهما السلام، وى امام دوازدهم است از أئمه إثنا عشر کنیت وى ابو القاسم، ولقب وى بقول امامیه.
إلى أن قال: ودر شواهد آورده چون متولد شد بر ذراع أیمن أو نوشته بود (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ کانَ زَهُوق) وبروایتی چون از مادر بزائید بزانو در آمد وانگشت سبابه بر آسمان بر داشت پس عطسه زد گفت: «الحمد لله رب العالمین».
وبزرگی نقل کرده که نزد امام حسن عسکری علیه السلام شدم وگفتم: یا بن رسول الله خلیفه بعد از تو که خواهد بود، بخانه در آمد پس بیرون آمد وکودکی بر دوش گرفته گوئیا ماه شب چهادره است در سن سه سالگى، پس فرمود که اى فلان اگر نه تو پیش خدای گرامی بودى من این فرزند خود بتو ننمودمى نام این نام رسول است ( وکنیت او کنیت وى واین جهانرا پر از عدل وداد کند همچنانکه پر از ظلم وجور شده باشد.
وبقول: بعضى از علمائى که اورا زنده میدانند میگویند که در اقصاى مغرب شهرها در دست اوست واو را فرزندان اثبات میکنند وحق سبحانه بدین داناتر است أنه یعلم السر وأخفى.
هرنکته که ان زما نهانست
بر علم خدای ما عیانست
انتهى.
مشروع قانون بمجلس النواب الأمريكي يستهدف السعودية بعقوبات جديدة
أصدرت لجنة في مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون يستهدف السعودية، وذلك عقب تقرير المخابرات الأمريكية الذي يتهم ولي العهد محمد بن سلمان في عملية اعتقال أو قتل الصحفي جمال خاشقجي.
شبكة CNN أن انتقادات واسعة النطاق طالت إدارة الرئيس جو بايدن بسبب عدم معاقبتها المملكة بـ"القسوة الكافية".
وقدم النائب الديمقراطي جيري كونولي عن ولاية فرجينيا، حيث كان يعيش خاشقجي، مشروع قانون لحماية المعارضين السعوديين، بدعم من النائب الجمهوري مايكل ماكول عن تكساس، مما أثار احتمالات تمرير التشريع الذي وصفه مساعد ديمقراطي بأنه "مهم وتوبيخ عقابي لسلوك السعوديين".
وقال المساعد: "سيكون هذا أول إجراء من الحزبين يتخذه الكونغرس لفرض بعض الإجراءات العقابية على السعودية".
وقال كونولي: "كان جمال خاشقجي جزءا مني. يجب ألا ننسى قتله الوحشي، ويجب أن تكون هناك عدالة. سيكون مشروع قانون وسيلة لدفعنا نحو العدالة في نهاية المطاف".
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الخميس، على التشريع عبر التصويت الصوتي، مما يمهد الطريق أمام تصويت المجلس عليه بكامل هيئته.
وقال غريغوري ميكس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في نيويورك: "هذا التشريع يفرض قيودا معقولة على عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى وكالات المخابرات السعودية التي ثبت تورطها في قتل جمال خاشقجي وغيره من أشكال القمع السياسي، إلى أن يتراجع هذا القمع وإساءة معاملة المعارضين".
ومشروع القانون هو نسخة معدلة وموسعة من التشريع الذي طرحه كونولي سابقا في الكونغرس ورفضه الجمهوريون.
وقبل شهر، أصدرت المخابرات الأمريكية تقريرا قالت فيه: "نحن نرى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق في 2018 على عملية في اسطنبول بتركيا للقبض على الصحفي جمال خاشقجي أو قتله".
وفي اليوم نفسه، فرضت إدارة بايدن عقوبات جديدة على مسؤول استخباراتي كبير سابق وقوات التدخل السريعة، ومنعت 76 سعوديا وعائلاتهم من السفر إلى الولايات المتحدة. لكن لم يتخذ أي إجراء ضد ولي العهد نفسه.
وقالت الإدارة الأمريكية إن هدفها هو "إعادة تقييم" وليس "قطع" العلاقة مع السعودية، وإنها وضعت حقوق الإنسان في قلب محادثاتها مع المملكة.
المصدر: CNN + RT