emamian

emamian

قوات الأمن أمام مقر المجلس الأعلى للقضاء بالعاصمة التونسية (وكالة الأنباء الأوروبية)

وصف رئيس المجلس الأعلى للقضاء في تونس يوسف بوزاخر إغلاق قوات الأمن مقر المجلس، اليوم الاثنين، عقب إعلان الرئيس قيس سعيّد اعتزامه حلّه بالتطور الخطير، وأكد أن المجلس سيواصل عمله، في حين يدرس القضاة الرد على قرار الرئيس.

وقال بوزاخر للجزيرة إن التعليمات بإغلاق مقر المجلس غير شرعية ولا تستند للقانون، واعتبر أن ما جرى أمر خطير، ومحاولة للاستيلاء على المجلس دون أي شرعية.

وأضاف أن أعضاء المجلس سيواصلون عملهم كما بدؤوه من دون مقر.

وحمل رئيس المجلس الأعلى للقضاء وزارة الداخلية التونسية مسؤولية ما يجري، مشيرا إلى أن رجال الأمن أبلغوهم بوجود تعليمات بغلق مقر المجلس دون الإفصاح عن مصدر هذه التعليمات.

وكان بوزاخر قال قبل ذلك إن السلطة مرت من الوعيد إلى التنفيذ، مؤكدا أن أعضاء المجلس سيواصلون عملهم سواء من داخل مقره أو من خارجه.

كما أكد أن القول إن المجلس أصبح من الماضي لا يخول لأي سلطة إنفاذ القانون.

خطوات نضالية

وفي ردود الفعل على إغلاق أبواب المجلس الأعلى للقضاء، قال رئيس جمعية القضاة التونسيين أنس الحمادي إن أعضاء الجمعية -التي توصف بأنها الأكثر تمثيلا للقضاة- يتشاورون لاتخاذ خطوات نضالية لحماية القضاء وحرمة المحاكم.

وأضاف الحمادي أن الرئيس قيس سعيد لا نية لديه للإصلاح، وإنما يريد ضم السلطة القضائية كباقي المؤسسات.

من جهته، قال عميد المحامين التونسيين إبراهيم بودربالة إن المجلس الأعلى للقضاء لم يتم إلغاؤه، وإنما أُعيد النظر في تركيبته، حسب تعبيره.

وأضاف بودربالة أن إصلاح القضاء يحتاج إلى اجتماع كل مكوناته للتشاور تحقيقا لهذا الغرض، داعيا كافة الأطراف -وعلى رأسهم الرئيس- للحوار والابتعاد عن التجاذبات السياسية.

وكان الرئيسي التونسي أعلن الجمعة الماضي -خلال اجتماع في وزارة الداخلية- أن المجلس الأعلى للقضاء بات في عداد الماضي، وأنه يعتزم إصدار قانون أو مرسوم مؤقت بشأن تسييره، داعيا أنصاره للتظاهر تأييدا لقراره.

وتظاهر أمس الأحد مؤيدون لسعيّد، معبرين عن دعمهم لتوجه الرئيس نحو حل أعلى هيئة قضائية في البلاد.

تونسيون تظاهروا الأحد تأييدا لحل المجلس الأعلى للقضاء

ردود منددة

وكان رئيس المجلس الأعلى للقضاء ردّ على تصريحات سعيّد، وقال -في مقابلة مع الجزيرة- إنه لا وجود لأي آلية قانونية أو دستورية مشروعة تسمح للرئيس بحل المجلس.

واتهم بوزاخر الرئيس بالتحريض على القضاة بدعوة المواطنين للتظاهر، وأضاف أن الرئيس يريد أن يستبدل القضاء بمؤسسة غير منتخبة من قبله.

كما رفض المجلس الأعلى للقضاء إعلان الرئيس سعيد عزمه حل المجلس في غياب أي آلية دستورية وقانونية تجيز ذلك، ورفض ما سماه المساس بالبناء الدستوري للسلطة القضائية وبالأمان الوظيفي للقضاة واتهامهم بالتقصير.

ودعا المجلس -في بيان- إلى الكف عن مغالطة الرأي العام حول مهمة المجلس وعلاقته بالبت في القضايا المنشورة أمام المحاكم.

وتعهد المجلس الأعلى للقضاء بمواصلة عمله، داعيا كافة القضاة إلى التمسك بمجلسهم والدفاع عن وضعه الدستوري.

كما أعلنت جمعية القضاة التونسيين -في بيان- رفضها الشديد لكل محاولات المساس بالسلطة القضائية وبالمجلس الأعلى للقضاء من قبل الرئيس التونسي.

وفي السياق، عبرت جمعية القضاة التونسيين الشبان عن إدانتها إعلان الرئيس بشأن المجلس الأعلى للقضاء.

ونددت أحزاب وشخصيات سياسية بإعلان سعيّد، ورأت فيه خطوة لتقويض استقلالية القضاء وإخضاعه للسلطة التنفيذية.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + وكالات

 

قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، "لقد تم قطع شوط طويل في مفاوضات فيينا وتمت صياغة مسودة الوثيقة النهائية للاتفاق النووي".

أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، يوم الإثنين، أنه تمت صياغة مسودة الوثيقة النهائية بشأن استعادة الاتفاق النووي الإيراني، ويمكن اختتام المفاوضات في وقت قصير.

وقال أوليانوف، في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت": " يمكن تسمية المرحلة الحالية بالمرحلة الأخيرة. لقد تم قطع شوط طويل. وتمت صياغة مسودة الوثيقة النهائية".

وتابع أوليانوف: "هناك العديد من النقاط، التي تتطلب مزيداً من التطوير، لكن الورقة مطروحة بالفعل على الطاولة. إنها ضخمة للغاية، أكثر من 20 صفحة، وهذا الأساس، الذي يمكن بناء عليه اختتام المفاوضات في وقت قصير إلى حد ما".

هذا وتستأنف المفاوضات في فيينا حول استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، اليوم الثلاثاء، 8 شباط/فبراير.

وكانت قد جرت في فيينا في الفترة الأخيرة عدة جولات تفاوض بهدف إحياء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي الموقع عام 2015، بين طهران من جهة ومجموعة "5+1" (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا) من جهة ثانية، والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد في أيار/مايو 2018.

وفي السياق ، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، اول أمس الأحد، إنه سيعود قريباً إلى العاصمة النمساوية فيينا لعقد الجولة التالية من المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مصراً  على أنّ إحياءه "ما زال ممكناً".

وقال إنّ "الرئيس بايدن ما زال يريد منا أن نتفاوض في فيينا". وأضاف: "سنعود الأسبوع المقبل. هذا رمز أو علامة على إيماننا المستمر بأن الوضع لم ينته وأننا بحاجة إلى إحيائه لأنه في مصلحتنا".

وقال مسؤول أوروبي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّه من المرجح أن يجتمع كبار المبعوثين في محادثات فيينا غير المباشرة، يوم الثلاثاء، في العاصمة النمساوية.

المصدر : قناة الميادين

 

في الوقت الذي تتسابق بعض الانظمة العربية للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وعقد اتفاقيات وصفقات عسكرية وامنية وسياسية معه، بقيت الجزائر لا ترفض التطبيع مع الكيان الغاصب للقدس فحسب، بل تطارده وتحول دون  تسلله الى القارة الافريقية، حيث قادت حملة لمنعه من الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الافريقي، وهي حملة تكللت بالنجاح بعد ان ألغت قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت يوم امس الاحد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قرارا لمفوض الاتحاد، بمنح صفة مراقب لهذا الكيان في الاتحاد الافريقي.

منذ اليوم الاول الذي قرر فيه مفوض الاتحاد موسى فقي، منح الكيان الاسرائيلي صفة مراقب داخل الاتحاد الافريقي، رفضت الجزائر الى جانب جنوب افريقيا ودول اخرى، هذا القرار الذي اعتبرته مخالفا للنظام الداخلي للاتحاد، وتم اتخاذه دون التشاور مع اعضاء الاتحاد وعلى راسهم الجزائر.

ترى الجزائر ان منح الكيان الاسرائيلي صفقة مراقب في الاتحاد الافريقي يتناقض كليا مع النظام الداخلي للاتحاد، ومع المبادىء التي قام عليها، ومع تاريخ الشعوب الافريقية، فالاتحاد قام على مباديء في مقدمتها رفض الاستعمار والاحتلال والعنصرية، وكلها صفات تنطبق بالكامل على الكيان الاسرائيلي، فهذا الكيان يحتل الاراضي الفلسطينية منذ عام 1948، ويحتل ايضا اراض لبنانية وسورية، كما يمارس عنصرية فاضحة ضد الشعب الفلسطيني، بشهادة منظمة العفو الدولية والتي وصفت فيه ممارسات الإحتلال الاسرائيلي بالعنصرية.

الرفض الافريقي لوجود الكيان الاسرائيلي المحتل والعنصري داخل الاتحاد الافريقي، جاء متسقا مع تاريخ القارة السمراء، فشعوب هذه القارة عانت الامرين من عنصرية المستعمر الاوروبي والظلم الذي مارسه ضد هذه الشعوب، التي تعامل معها كعبيد، لذلك من الصعب جدا ان يجد هذا الكيان المحتل والعنصري مكانا في الاتحاد الافريقي، بينما زعماء هذا الكيان يتبجحون بإحتلالهم لارض فلسطين، ويتفاخرون بكيانهم اليهودي.

يرى اغلب المراقبين ان الجزائر التي قادت حملة طرد الكيان الاسرائيلي من الاتحاد الافريقي ، حققت انتصارين دبلوماسيين، الاول الغاء قرار منح صفة مراقب للكيان الاسرائيلي في الاتحاد الافريقي، والثاني تشكيلها هيئة مؤلفة من سبع دول، بينها الجزائر و نيجيريا وجنوب افريقيا والكونغو و..، تتولى مسؤولية قبول و رفض الانضمام الى الاتحاد الافريقي، وبذلك سيواجه الكيان الاسرائيلي صعوبة كبرى في التسلل الى الاتحاد مرة اخرى.

ما فعلته الجزائر خلال الفترة الماضية لمنع الكيان الاسرائيلي من التسلل الى الاتحاد الافريقي، كان امرا متوقعا من بلد المليون شهيد، فهذا البلد المعروف بمواقفه الانسانية والاسلامية والوطنية ازاء القضايا الاقليمية والدولية وعلى راسها القضية الفلسطينية، لم يكن ليتخذ غير هذا القرار، وهو الذي قدم اكثر من مليون شهيد من خيرة أبنائه، من اجل التحرر من الاستعمار والعنصرية، اللذان يتجسدان اليوم بالكيان الاسرائيلي، لتبقى الجزائر رافعة لواء العزة والكرامة والممانعة، في زمن الخنوع والتبعية والتطبيع.

 

أعلنت خبيرة التغذية الروسية الدكتورة ناديجدا تسابكينا، أن التفاح يخفض من احتمال الإصابة بالسرطان، ولكن الإفراط بتناوله يشكل خطورة على الصحة.

وأشارت الخبيرة إلى أن التفاح غني بالفيتامينات والمواد المفيدة، ولكن لا ينصح بتناوله بكميات كبيرة.
وقالت: إن التفاح غني بفيتامينات A وС وВ1 وВ2 وРР وЕ والمغنيسيوم والفوسفور واليود والحديد والسيلينيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والزنك. ويحسن التفاح الذاكرة ويعزز منظومة المناعة ومرونة الأوعية الدموية. وبفضل احتوائه على مجموعة فيتامين В (الريبوفلافين والثيامين وفيتامين В-6) يحسن صحة الجهاز العصبي.
وأضافت: "ولكن الإفراط بتناول التفاح يمكن أن يضر (مينا ) الأسنان عبارة عن السطح الخارجي الصلب من الأسنان، ويتسبب بتسوسها. وتحتوي بذور التفاح على سم السيانيد؛ لذلك من الأفضل عدم تناول بذوره". بالطبع يمكن لجسم الإنسان معالجة كميات صغيرة من السيانيد، ولكن الجرعة الزائدة تكون قاتلة.
وأوصت، بتناول ما لا يزيد عن تفاحتين متوسطتين في اليوم، ويفضل إعطاء الأفضلية للتفاح الأخضر.
وختمت حديثها قائلة: "بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، ويحاولون الحفاظ على وزنهم، فإن التفاح الأخضر ملائم لهم أكثر".

 

السبت, 05 شباط/فبراير 2022 09:50

أين الرجبيون؟

عَنْ الإِمَام الصَّادقِ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ :﴿ولِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّه جَنَّتانِ﴾، قَالَ: "مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ يَرَاه ويَسْمَعُ مَا يَقُولُه ويَفْعَلُه مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ فَيَحْجُزُه ذَلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ الأَعْمَالِ فَذَلِكَ الَّذِي ﴿خافَ مَقامَ رَبِّه ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى﴾".

من الألطاف الإلهيّة بالإنسان تلك التكاليفُ التي أنزلها عليها، سواء أكانت من المطلوب فعله والمواظبة عليه كالواجبات والمستحبات أو ممّا نهاه عنه كالمحرمات والمكروهات.

والله غني عن عباده ولم تتعلّق إرادته في هذه التكاليف إلا بما فيه نفع يعود للإنسان نفسه، وكما فتح باب لطفه بتكاليفه، وعد بالثواب الجزيل لمن التزمَ وأدَّى ما فرضه عليه.

ومن الألطاف الإلهية - أيضا - بالإنسان أن مدّ له يد العون في الوصول إلى الالتزام بالطاعة من خلال الإيمان أولا بأنّ الله عز وجل يعلم السر وأخفى، وأنّه لا تخفى عليه خافية، وكما ورد في الرواية فإنّ الله يرى ويسمع كلَّ قولٍ وفعلٍ، وهذا يجعل الخوف بابا من أبواب الطاعة فيمنعه هذا الخوف من فعل القبيح، فالخوف من الله عز وجل يجعل النفس تنتهي عن اتِّباع الهوى، وبهذا ينال الفوز.

ويؤكِّد علماء الأخلاق والسير والسلوك على أشهر النور (رجب، شعبان وشهر رمضان) باعتبار أنّ الانسان يتمكّن من رسم مسار بناء النفس وتهذيبها، ويطلقون على شهر رجب أنه شهر التخلي عن ارتكاب المعاصي والذنوب.

وهو من الأشهر الحرم وهو شهر عظيم البركة شريف كانت الجاهلية تعظمه وجاء الإسلام بتعظيمه وهو الشهر الأصم سمي بذلك لأن العرب لم تكن تغير فيه ولا ترى الحرب وسفك الدماء، ويسمي أيضا الشهر الأصب، لأنه يصب الله فيه الرحمة على عباده.

وقد سمّيَ هذا الشهر بشهر أمير المؤمنين (عليه السلام)، لما ؟:

روي عنه (عليه السلام) أنه كان يصومه ويقول: "رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وآله، وشهر رمضان شهر الله تعالى".

وقد ورد فيه استحباب الكثير من الاعمال وأهمها الصوم فروى سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من صام ثلاثة أيام من رجب كتب الله له بكل يوم صيام سنة، ومن صام سبعة أيام من رجب غلقت عنه سبعة أبواب النار، ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ومن صام خمسة عشر يوما حاسبه الله حسابا يسيرا، ومن صام رجبا كله كتب الله له رضوانه ومن كتب الله له رضوانه لم يعذبه".

وعن أبي رمحة الحضرمي قال: سمعت جعفر بن محمد بن علي (عليه السلام) يقول: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم أناس يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكللة بالدر والياقوت مع كل واحد منهم الف ملك عن يمينه وألف ملك عن يساره يقولون هنيئا لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: عبادي وإمائي وعزتي وجلالي لأكرمن مثواكم ولأجزلن عطاءكم (عطاياكم) ولأوتينكم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين أنكم تطوعتم بالصوم لي في شهر عظمت حرمته وأوجبت حقه ملائكتي أدخلوا عبادي وإمائي الجنة"، ثم قال جعفر بن محمد (عليه السلام):"هذا لمن صام من رجب شيئا ولو يوما واحدا في (من) أوله أو وسطه أو آخره".

 

تلك السموم التي تدخل جسمك تقف لها الكلى بالمرصاد، لذلك تحتاج الكلى بدورها إلى الحفاظ على كفاءتها للعمل بشكل سليم حتى لا يؤثر ذلك على صحة جسمك، لذلك يعتبر تنظيف الكلى من الأمور الحيوية والأساسية التي تقدمها للكلى لتحافظ على وظيفتها.

تابع معنا هذا المقال لتعرف كيف تقوم بتنظيف الكلى بطرق سهلة من خلال مشروبات يمكن ان تقوم بإعدادها بنفسك.

وظيفة وأهمية الكلى

تتمثل وظيفة الكلى في التخلص من السموم الموجودة في الجسم، لذلك بدون حمية غذائية سليمة ومشروبات صحية تقوم بتنظيفها، سيؤدي كل ذلك إلى تراكم السموم مما يؤثر على وظيفة الكلى، بل ويمكن أن تؤدي لتكون حصوات الكلى في النهاية.

في الواقع يعتبر تنظيف الكلى عملية بسيطة لا تحتاج لمكونات أو وصفات معقدة، ويمكن أن نقول أن شرب الماء المقطر هو الخطوة الأولى لذلك، لكن توجد أيضا مشروبات تساعد على تنظيف الكلى بشكل أفضل لتقوم بوظائفها بشكل أفضل كالآتي:

  1. عصير التوت البري

ظل عصير التوت البري يوصف لعقود كداعم للمسالك البولية، فهو يساعد على مكافحة التهابات المسالك البولية، وذلك عن طريق التقليل من التصاق البكتيريا في المثانة ومجرى البول، أيضا يعتبر عصير التوت البري مفيد في التخلص من النسبة الزائدة من أكسالات الكالسيوم والتي تعتبر من المكونات الأساسية التي تشكل الحصوات في الكلى.

احرص على أن تقوم بشراء عصير التوت البري العضوي والخالي من السكريات المضافة أو المواد الحافظة أو المنكهات الصناعية، أو قم بصنعه بنفسك.

  1. عصير البنجر

يعتبر البنجر أو عصيره من الأطعمة التي تحتوي على مادة البيتين، وهي من المواد الكيميائية المفيدة التي توجد في النباتات، كما أن البنجر يحتوي على مضادات الأكسدة ويزيد من حموضة البول، مما يساعد على تنظيف فوسفات الكالسيوم، والتخلص من تراكم الستروفايت من الكلى، مما يعزز من وظائف الكلى والتقليل من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى.

  1. عصير الليمون

هو مشروب حمضي طبيعي، حيث يعمل على زيادة مستويات السيترات في البول مما يساعد على الحماية من تكوين حصوات الكلى، ولتحضيره قم بعصر 4 – 5 حبات من الليمون مع ربع مقدرا من الماء البارد وقم بشربه، أو إن كنت تفضل المشروب الدافئ قم بعصر ربع إلى نصف ليمونة مع 8 أوقيات من الماء الدافئ.

  1. عصائر الديتوكس

بالرغم من الجدل حول فاعلية الديتوكس بشكل قاطع، تعتبر العصائر المطهرة أو الديتوكس من الوسائل الشائعة والسهلة الاستخدام، فهي تجمع بين القيمة الغذائية للفواكه والخضروات في مشروب واحد، حيث يحتوي الديتوكس من الخضروات والفواكه على مضادات الأكسدة التي تسهل من عملية التخلص من السموم سواء من الكبد، أو القولون، أو الكلى.

يمكنك استخدام خضروات مثل الكرفس، والخيار، والكوسا، والخس، والجزر، واللفت، والسبانخ، فكلها أنواع رائعة للعصر، أما الفواكه فيمكنك أن تقوم بعصر التفاح، أو البرتقال، والكمثرى، والأنانس، والخوخ.

 

أحمد حسين آدم

السودان.. تاريخ حافل بالانقلابات والثورات

بادئ ذي بدء يؤمن كاتب هذه السطور إيمانا قاطعا بسودانية الحل للأزمة السياسية السودانية المتصاعدة للقطع مع الماضي واستدامة الاستقرار المنشود، وبكلمة أخرى فإن السودانيين وحدهم دون سواهم هم من ينبغي أن يتصدروا ويمتلكوا حل أزمتهم ومستقبل وطنهم، لذلك فوحدة السودانيين وفقا لميثاق سياسي ودستوري واجتماعي محكم وجديد لهي أمر حيوي من أجل حل الأزمة وإنجاح الجهود الحميدة لإيجاد مخرج إستراتيجي لها.

من ناحية أخرى، يجب أن نكون واقعيين وموضوعيين كذلك، فالأزمة السودانية لها امتداداتها الإقليمية والدولية الشاخصة، فمثلا هنالك ضرورة للاعتبار من العشرات من قرارات مجلس الأمن الدولي التي صدرت في الماضي تحت الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة في ما يتعلق بالصراع السوداني في دارفور، أهمها قرار مجلس الأمن الدولي 1593 الصادر تحت الباب السابع، والذي أحال الوضع في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في العام 2005، وهناك أيضا قرار الكونغرس الأميركي الموسوم بـ"قانون سلام ومحاسبة دارفور" (Darfur Peace and Accountability Act of 2006)، وهو تشريع أميركي أصيل.

كما أن هنالك كثيرا من القرارات والبيانات الصادرة عن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، هذا إضافة إلى أن السودان يمثل بندا ثابتا في اجتماعات وأروقة مجلس الأمن والسلم الأفريقي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان.

وفوق هذا كله تبرز البعثة السياسية الأممية المعروفة بـ"يونيتامس" (UNITAMS) والمفوضة بموجب قرار مجلس الأمن 2524 الصادر تحت الباب السادس من الميثاق الأممي في يونيو/حزيران 2020، وذلك لمساعدة السودانيين في إنجاز الانتقال السياسي الديمقراطي والسلام، وهذا ما حدا بالبعثة الأممية هذه الأيام للانخراط في تشجيع السودانيين على الحوار في ما بينهم بغية إيجاد حل لأزمتهم.

يذكر في هذا السياق أيضا أن معظم القرارات الدولية والتعاطي الدولي مع الأزمة السودانية تنطلق من موقف ثابت يقضي بأن الوضع في السودان يمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الأزمات والحروب في الدول المجاورة له كجنوب السودان وإثيوبيا والصومال وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، إضافة إلى الأوضاع الهشة في القرن الأفريقي وإقليم الساحل بشكل عام.

لذلك، لا يستغرب أحد الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة السودانيين في إيجاد حل لأزمتهم السياسية التي تنذر بانهيار وتفتيت الدولة، خاصة في ظل تصاعد الثورة ضد الانقلاب، وتكلفتها العالية في المهج والأرواح في أوساط الشباب اليافعين، وذلك بسبب قمع سلطة الانقلاب وسدها أفق الحل السياسي و"تمترسها" بالحكم، في محاولة لتحصين وحماية قيادة الانقلاب من تدابير وإجراءات المحاسبة الوطنية والدولية عبر المحكمة الجنائية الدولية.

هذه الخلفية تؤكد بوضوح أن التداخل بين الوطني المحلي والإقليمي والدولي في أمس الحاجة لفك مغاليق الأزمة السودانية، وهذه الظاهرة ظلت ملازمة للشأن السوداني منذ أكثر من 30 عاما، أي منذ عهد نظام البشير البائد الذي أوغل في انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين السودانيين، إضافة إلى تورطه في تدخلات سالبة وهوجاء ذات بعد إقليمي ودولي مثلت انتهاكا صارخا للقانون الدولي، الأمر الذي عرّض السودان للعقوبات الدولية، وذلك ما كرس عزلة البلاد إبان حقبة حكم النظام الاستبدادي البائد.

لقد تكالبت على السودان -عقب نجاح ثورة ديسمبر المجيدة التي أسقطت نظام البشير في أبريل/نيسان 2019- قوى إقليمية ودولية عديدة حاولت احتواء أو استغلال النظام الجديد الذي تشكل بعد إسقاط نظام البشير، وذلك وفقا لمصالحها وأولوياتها الإستراتيجية، ولا شك أن هذا الشبق الخارجي إزاء الحالة السودانية يمظهر ويجسد تناقض المصالح الإقليمية والدولية من ناحية، والمصالح الحيوية والإستراتيجية السودانية من ناحية أخرى على نحو واضح.

صحيح أن مصالح وإستراتيجيات القوى الإقليمية والدولية ليست متطابقة أو متجانسة بشأن السودان بالضرورة، بيد أن معظم المصالح الإقليمية والدولية تتقاصر وتتضاءل إزاء "سقف" تطلعات وأشواق الشعب السوداني في الثورة الكاملة الناجحة أو التغيير الثوري الجذري.

لذلك، يبقى هذا الحراك السياسي في مركز وهامش الأزمة بمثابة التحدي العظيم أمام نجاح أو فشل الجهود الإقليمية والدولية في المساعدة على حل الأزمة السودانية.

وفي السياق، هنالك بعض الأمثلة التي تعكس واقع التنازع والصراع بين المحاور والأطراف الإقليمية والدولية حول الأزمة السودانية، الأمر الذي انعكس سلبا بدوره على وحدة واستقلالية الأطراف السودانية:

  • إن المحور العربي الثلاثي الذي يتكون من مصر والسعودية والإمارات كانت له مقاربات ومواقف شبه منسقة إزاء الأزمة السودانية وأطرافها في مرحلة بداية سقوط نظام البشير وتشكل نظام الشراكة المدني والعسكري الذي نهض على أنقاضه، وذلك في إطار مقاربة المحور في المنطقة والعالم، سوى أن هنالك تباينات وخلافات حقيقية برزت في مقاربة دولة وأخرى في هذا المحور في ما يتعلق بحلول الأزمة، فمثلا هناك مصر التي تتميز بعلاقة تاريخية عميقة مع السودان ذات أبعاد متعددة، أهمها الجوار الحدودي المباشر، إضافة إلى محددات الصراع حول مياه النيل، عطفا على الاعتبارات الحيوية للصراع التاريخي بين الدولة المصرية والدولة الإثيوبية، كل هذه المعطيات والحقائق الإستراتيجية تربط أي مقاربة مصرية حيال الأوضاع في السودان بأمر يتصل مباشرة بالأمن القومي الإستراتيجي لمصر، لذلك، كثيرا ما يدافع المسؤولون المصريون عن سياساتهم حول السودان بأنه إذا احترق السودان فستصل الشرارة والشظايا مباشرة إلى بلادهم.

وفي هذا يحاولون التمييز بين حساسية الدور المصري وأحقيته وأدوار بعض الدول الإقليمية الثانوية الأخرى المنخرطة في الشأن السوداني، لكن الواقع أن المقاربة والمواقف المصرية تنهض على حساسية مفرطة تجاه الثورات السودانية التي تنطوي على أجندات الحكم المدني الديمقراطي، الأمر الذي يجعل مصر الرسمية لا تثق في المدنيين المتشاكسين، وبالتالي تاريخيا تفضل دعم حكم المؤسسة العسكرية السودانية الرسمية حصرا.

لذلك، تقول كثير من الجهات السودانية والدولية إن مصر تتبنى انقلاب البرهان، لكنها مستاءة من ضعفه وعدم صرامته في حسم الأمور.

بالطبع، هذا الدعم والتبني المصري لقيادة المؤسسة العسكرية لا يشمل قيادة الدعم السريع، فمصر تنظر بحذر وريبة بائنة لشخصية قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، لكن هذا لا يعني أنها لا تتعاطى مع القيادات المدنية السودانية من قادة الأحزاب والحركات المسلحة، فهي لديها علاقات مع القادة السياسيين، وكثيرا ما استضافت هذه القيادات في إطار جهود حل الأزمة.

  • من جانب آخر، تنهض مقاربة الإمارات على اعتبارات محاربة حركات الإسلام السياسي والمصالح الاقتصادية ودفع نفوذها في القرن الأفريقي والقارة الأفريقية بشكل عام، إضافة إلى اعتبارات ومتطلبات جيوإستراتيجية تتعلق بحربها في اليمن وحاجتها للمقاتلين السودانيين، لذلك على الرغم من أن الإمارات قد اخترقت النخبة السياسية المدنية فإن شأنها مثل شأن مصر، إذ تفضل الحكم العسكري للسودان، لذلك تدعم القيادات العسكرية، خاصة الجنرال حميدتي قائد قوات الدعم السريع، أما المملكة العربية السعودية فأولويتها هي حربها الوجودية في اليمن، والتي تستقدم فيها الجنود السودانيين، هذا إضافة إلى اعتبارات المصالح الاقتصادية والنفوذ الإقليمي في المنطقة، الأمر الذي دفع السعودية إلى السير على ذات منحى مصر والإمارات في دعم العسكر، لكن يجب ألا نقلل من شأن الضغط والانخراط الأميركي والأوروبي والدولي الذي يطلب من هذه الدول الضغط على البرهان وحميدتي للتراجع عن الانقلاب وإفساح المجال لحكم مدني كامل.
  • في محيط القارة الأفريقية فإن لاتحادها دورا مهما حيال حل الأزمة السودانية، فهو المنظمة الإقليمية صاحبة الاختصاص والتفويض بحفظ وصيانة الأمن والسلم الأفريقيين، وكان ذلك واضحا في توسط الاتحاد الأفريقي بين المدنيين والعسكريين وإنجاز الشراكة الهشة بينهما وفقا للوثيقة الدستورية والتي صمدت لعامين إلى أن أجهضها البرهان بانقلابه في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لكن هناك انتقاد لدور الاتحاد الأفريقي في الأزمة السودانية، فكثيرون يرون مقاربته للأزمة أميل إلى العسكر، ذلك أن هذا الاتحاد يعد ناديا لبعض الدكتاتوريين من الرؤساء الذين لا يفضلون بالضرورة حكما مدنيا وديمقراطيا في السودان.
  • من جانب آخر، هنالك إسرائيل التي ولجت خط الأزمة السودانية، فهي ابتداء قد أدخلها العسكر، وذلك بهدف تأمين وضعهم في السلطة على فرضية أنها المعبر الحصين إلى الإدارة الأميركية، صحيح أن حكومة حمدوك قد قامت باجتراح علاقات مع الجانب الإسرائيلي لكنها كانت محاولة لا تنطلق من أساس إستراتيجي أو سياسة خارجية راسخة، لذلك يقول بعض المراقبين إن جهود حكومة حمدوك السابقة كانت في إطار الصراع  بين المكونين المدني والعسكري حول إدارة ملف العلاقات الخارجية، هذا بالإضافة إلى اعتبارات إرضاء بعض الأطراف الإقليمية المنخرطة في التطبيع مع إسرائيل، لكن "الدولة العبرية" لا تتمتع بنفوذ عميق في السودان، فعلاقتها فوقية ومنحصرة مع قيادة فصائل المؤسسة العسكرية.
  • في السياق الدولي، بذلت دول الترويكا (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة والنرويج)، إضافة إلى فرنسا جهدا مقدرا في دعم الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك، الأمر الذي ساعد على اندماج السودان في النظام المالي والاقتصادي الدولي، حيث استمر هذا الوضع المتميز حتى انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول، كما أن جهود الأميركيين والأوروبيين ساعدت في الضغط على البرهان لتقليل العنف ضد المتظاهرين المدنيين السلميين، ولا شك أن جهود إدارة بايدن وانخراطها في الأزمة أمر جدير بالإشادة، بيد أن الإدارة الأميركية ما زالت تفتقد رؤية إستراتيجية موحدة حيال الأزمة في السودان، فهي جهود ومقاربات متناثرة بين الكونغرس بشقيه، والخارجية والمجتمع الاستخباري الأميركي.

أخيرا، لكي تنجح مبادرة البعثة الأممية بشأن حل الأزمة لا بد من العمل على الضغط على البرهان لإيقاف العنف ضد المتظاهرين السلميين، إضافة إلى كبح جماح العنف ضد المدنيين في مناطق النزاعات التي تشهد انهيارا أمنيا مثل حالة دارفور، ومن الضروري كذلك الضغط على البرهان وشركائه للتراجع عن إجراءات الانقلاب.

من ناحية أخرى، فإن وحدة الأطراف السودانية وفقا لميثاق سياسي ودستوري جديد ومركز موحد للقيادة لهي خطوة مفتاحية للحل، فتمثيل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة استحقاق مهم، لكن خارطة الفعل الثوري والسياسي قد تغيرت بشكل جذري، لذلك من الضروري أن يتصدر شباب لجان المقاومة وضحايا الحروب من النازحين واللاجئين والقوى الاجتماعية التي خرجت من رحم الأزمة جهود وصيغ الحل، وهذه الخطوة مفتاحية يقرَّر على ضوئها مصير نجاح أو فشل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية في هذا السياق الذي يشهد تداخلات سياسية داخلية وخارجية مكثفة.

من المهم التركيز على القضايا الكبرى المتعلقة بجذور الأزمة مثل قضايا العدالة والمحاسبة، وتحقيق السلام الشامل، والاقتصاد، والاستحقاق الانتخابي، وذلك حتى لا تتحول المبادرة أو العملية السياسية الأممية إلى عملية محاصصات جديدة تعمق وتعقد الأزمة مثلما أن الضغط على دول الإقليم لا مناص منه، وذلك حتى لا تستمر في تعميق خلافات السودانيين أو تشجيع طموحات العسكر في إجهاض تطلعات السودانيين في الحكم المدني الديمقراطي، ومن المهم كذلك وحدة المجتمع الإقليمي والدولي في مساعيه التوفيقية، وفوق كل هذا الإقلاع عن توظيف صراع المحاور بينها في السودان وذلك من أجل حكم مدني ديمقراطي فيه.

المصدر:الجزيره

السبت, 05 شباط/فبراير 2022 09:42

اختلاف المستوى التعليمي بين الزوجين

مشكلة يمكن حلها بالحب والاحترام والحوار والاهتمام يُعتبر التكافؤ العلمي والاجتماعي والديني، من الدعائم المهمة لزواج مستقر ومتوافق، إذ تتسم الحياة الزوجية نتيجة التفاعل المستمر والمباشر والاحتكاك الدائم بين الزوجين، بالحساسية والتعقيد. كما أنّ وجود الأطفال، في حياة الزوجين المسؤولين عن رعايتهم وتنشئتهم النفسية والعقلية والجسمية، يحتاج إلى قدر كبير من الاتفاق حتى ينشأ الأطفال في بيت يقدم رسائل وتوجيهات متوافقة، وغير متناقضة، ما يُمكِّن الأطفال من الاستجابة لهذه الرسائل من دون اضطراب، وما يجعل من الضروري أن يكون الزوجان على قدر كبير من التوافق النفسي والفكري اللذين يساعدانهما على تحقيق زواج مستقر وصحي، وتنشئة سوية لأطفالهما. كغيره من الفروق المهمة في الحياة الزوجية، لا تقتصر مشكلات الفرق في المستوى التعليمي بين الزوجين على الاختلاف في النظرة إلى الأمور، وتقيمها، وتقييم الأولويات وطريقة التعامل مع العلاقات والأحداث فقط، ولكنها تمتد لتؤثر في صورة الزوجين الاجتماعية، ونظرة الناس إلى هذه العلاقة وتقديرهم لها، ما يسبب مشكلات ومواقف مزعجة اجتماعياً لكلا الزوجين، أو أُسرتيهما.   المشكلات والآثار: تشير الدراسات إلى وجود مشكلات وآثار مرتبطة باختلاف المستوى التعليمي للزوجين، خصوصاً حين تكون الزوجة صاحبة المستوى التعليمي الأعلى، منها: ·       صعوبة الحوار، وينتج ذلك من استخدام كل من الزوجين منطقاً مختلفاً عن الآخر، فالزوجة تستند في تقييمها ونظرتها للأمور إلى منطق علمي، بينما يستند الزوج إلى منطق اجتماعي، أو إلى خبراته الشخصية في الحياة، وتنجم عن هذا التعارض بين المنطقين خلافات ومشاكل في لغة الحوار بين الزوجين. ·       انخفاض مستوى الاستقرار الأسري والرضا الزواجي. وتشير الدراسات إلى أنّ الزيجات التي يفوق فيها مستوى تعليم المرأة مستوى تعليم الرجل، أقل استقراراً من الزيجات التي يحدث فيها العكس.. أي التي يفوق فيها مستوى تعليم الرجل مستوى تعليم المرأة. كما أنها تتصف بدرجات أقل من الرضا الزواجي. ·       الاختلاف في تربية الأبناء، ويحدث هذا حين تحاول الزوجة تطبيق طرق تربوية علمية، بينما يمارس الزوج طرقاً تقليدية، ويرى أن في الطرق التربوية التي تقترحها الزوجة أسلوباً غير مجد في التعامل مع الأطفال. كما ينجم عن الفرق في المستوى التعليمي أحياناً اختلاف في تقدير خطورة بعض المشكلات الصحية لدى الأطفال، حيث ترى الزوجة أنها خطرة وتحتاج علاجاً متخصصاً، في حين يرى الزوج أنها بسيطة وينفع معها الاعتناء المنزلي، أو العكس. ·       شعور الزوج بتدني تقدير الذات، حيث يؤدي الفرق في المستوى التعليمي، وتراكم المواقف المرتبطة بهذا الأمر داخل وخارج المنزل، إلى شعور الزوج بتدني تقدير الذات، وانخفاض الثقة بالنفس، إذا لم تكن لدى الزوج نقاط قوة أخرى، أو إذا كان أصلاً يتعامل مع هذا الفارق بحساسية زائدة، وعدم رضا. ·       تعرض المرأة للعنف، إذ تظهر الدراسات أنّ الزوجات اللاتي يحملن مؤهلاً علمياً أعلى من أزواجهنّ، يتعرض إلى عنف من أزواجهنّ الأقل تعليماً، بدرجة أعلى من النساء اللواتي يتدنى مستوى تعليمهنّ عن مستوى تعليم أزواجهنّ، أو أولئك اللواتي تتساوى درجات تعليمهنّ مع درجات تعليم أزواجهن. ويحدث هذا أحياناً نتيجة للمواقف المحرجة، التي قد يتعرض لها الزوج، في مناسبة اجتماعية، كأن يُضطر إلى التعريف بوظيفة أو مؤهل زوجته العلمي، مقابل وظيفته ومؤهله، أو بسبب مواقف بين الزوجين، يشعر فيها الزوج بتفوق المرأة، فيشعر بالإحباط، وتصدر عنه ردات فعل عنيفة أحياناً. ·       زيادة حدّة المشكلات الأسرية، إذ تترتب على الفارق في المستوى التعليمي، مشكلات وخلافات حادة، إذا ما ارتبط باتخاذ المرأة قرارات مالية في الأسرة، كما تترتب خلافات كثيرة إذا ما ارتبط ذلك بمستوى وظيفي ومهني أفضل من المستوى المهني للزوج. ·       مشكلات اجتماعية، إذا ما كانا يعيشان في بيئة تنظر إلى الأمر بصورة غير صحية، وكان الزوجان يُلقيان بالاً لهذه النظرة، فالبيئة الاجتماعية التي تنظر إلى الرجل في مثل هذا الزواج على أنّه أقل من زوجته، وغير مكافئ لها، أو تنظر إلى الفتاة على أنها اضطرت لهذا الزواج، خشية "العنوسة" أو أنها مفلسة من خيارات الزواج، سوف تتسبب بالعديد من مشكلات تقدير الذات والاحترام للزوجين إذا كانا غير قادرين على تجاهل مثل هذه الرسائل أو مواجهتها.   التعامل مع المشكلة: وهنا مقترحات، قد تساعد الزوجة على التعامل مع المشكلات الناجمة عن الاختلاف في المستويين التعليميين بين الزوج وزوجته: ·       المحافظة على متانة العلاقة بالحب والاحترام وتجنب المقارنة بينك وبينه. فالحفاظ على متانة العلاقة بالحب والاهتمام والاحترام، يجعل التركيز على الفروق والخلافات بين الزوجين أقل بكثير، ويرفع من معدل الرضا الزواجي. ·       تعزيز ثقة الزوج بنفسه، من خلال التركيز على النقاط الإيجابية التي يمتلكها ويتميز بها، وعدم التطرق إلى نقاط الاختلاف، واستثمار النقاط الإيجابية في التعبير عن الإعجاب بالزوج ومواقفه. ·       عدم محاولة جعل الزوج شخصاً آخر. فالانتقال بالزوج من مرحلة غير المتعلم إلى المتعلم أو المثقف أمر ليس بالهيّن، ويحتاج إيماناً كبيراً منه ورغبة وتعاوناً لفعل ذلك. فإذا لم يكن زوجك يرغب في ذلك، فلا تحاولي تغييره ليكون إنساناً جديداً، خصوصاً أنك قد تقبلته كما هو عند الزواج، وكنت تعلمين بوجود هذا الفارق المهم بينكما. ولكن هذا لا يلغي مساعدتك له على تطوير نفسه وثقافته.. والعلاقة التي تتسم بالحب والاحترام والتقبل، ستضمن لك استجابة جيدة من زوجك، لذلك حاولي أن تحافظي دائماً على مستوى مرتفع من الحميمية والاحترام في العلاقة. ·       غيِّري طريقة تفكيرك في الأمر، وحاولي مساعدة زوجك على تغيير أفكاره أيضاً، ففارق التعليم بينكما ليس أمراً كارثياً، كما أنّ التعليم يختلف عن الثقافة، فليس كل متعلم مثقفاً، وقد يكون زوجك على قدر جيِّد من الثقافة والاطلاع، ما يساعدكما على تجاوز هذا الفارق، كما أنّ الكثير من الزيجات التي يتساوى فيها الزوجان علمياً ومعرفياً، تعاني أيضاً مشكلات، وليست زيجات ناجحة بالضرورة. ·       الحرص على الهدوء واختيار الأسلوب المناسب عند تقديم المقترحات أو الحوار، من دون محاولة استعراض مستوى من المعرفة يفوق ما لدى الزوج. ·       تجنب نقد الزوج وعدم استخدام لغة التوجيه، فالنقد وتوجيه الأوامر والتعليمات يشعران الزوج بأنّه أقل، ويجعلانه دفاعياً وغير متعاون. ·       علاج مشكلات العلاقة الحقيقية إذا كانت هناك مشكلات، فحين تقولين إن زوجك يتخذ من هذه المقارنة ذريعة للشجار، فإنّ ذلك يعني أنّ الفارق التعليمي ليس المشكلة الأساسية. ·       انتبهي إلى حديثك مع الأطفال والآخرين في ما يتعلق بالتعليم أمام زوجك. فالتركيز على أهمية التعليم بشكل مبالغ فيه، سيوصل له رسالة أنك غير متقبّلة وغير متفهمة وضعه الأكاديمي. ·       تعلمي وزوجك، أو أنت على الأقل، مهارات التواصل الفعّال والإيجابي، كالاستماع والاهتمام والتفهم والتعطف، وهي مهارات متخصصة من الممكن تعلمها في دورة تدريبية، أو من خلال كتب الإرشاد النفسي، المتوافرة بكثرة، والتي سوف تساعدك على استخدام استجابات أفضل في تعاملك مع زوجك. كما ستساعدك على توجيه الحوار بشكل جيِّد. ·       دربي نفسك وزوجك على تبني أفكار إيجابية وأكثر انفتاحاً في ما يتعلق بنظرة الآخرين إليكما، فليس من الضروري أن يكون المحيطون بكما راضين عن علاقتكما، أو متفهمين اختلاف المستوى التعليمي بينكما، المهم هو قوة علاقتكما، والحب والاحترام الحقيقي وعدم التركيز على الاختلاف أمام الناس، فشعور الآخرين بمتانة علاقتكما وقدرتكما على تجاوز الاختلاف، سيجردهم بالتأكيد من أي مبررات للحديث عن العلاقة بشكل غير جيِّد، أو المقارنة بينكما. من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين الزوجين في أمر أو مجموعة أمور، إلا أنّ الحب والاحترام والاهتمام والتقبل غير المشروط واستخدام لغة الحوار، ومهارات التواصل الناجح، أكثر أهمية وتأثيراً من أي خلاف مهما عظُم

 

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، ان ابرز خصلتين يحتذى بهما لدى شخصية عم الرسول (ص)، حمزة سيد الشهداء (ع)، هما "قوة الوعي" و"الارادة القوية والعزيمة الراسخة".

جاء ذلك خلال تصريحات ادلى بها قائد الثورة الاسلامية، في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، عند استقباله المسؤولين المعنيين بتنظيم "ملتقى حمزة (ع)" السنوي، والذي تلي بمراسم افتتاح الملتقى صباح اليوم الخميس في مدينة قم المقدسة (جنوب طهران). 

واشاد قائد الثورة بجهود المعنيين بمراسم احياء ذكرى عم الرسول الاكرم (ص) عبر هذه المبادرة الوطنية، مبينا ان المصادر العلمية والبحثية التي يستند اليها الملتقى من شانها ان تقدم انموذجا ثقافيا يحتذى به حول هذه الشخصية الاسلامية العظيمة.

واضاف سماحته، انه بالرغم من الدور البارز الذي ينسب الى عم الرسول الاكرم (ص) في تاريخ الاسلام، ولاسيما تضحياته خلال الهجرة الى المدينة المنورة والغزوات التي خاضها ضد الكافرين، لكن هذه الشخصية العظيمة لا تزال غريبة، مؤكدا سماحته ضرورة تجسيد خصال ودور هذا الصحابي الجليل وغيره من صحابة رسول الله (ص) "البارزين لكن غير المعروفين" مثل عمار وسلمان  وجعفر بن ابي طالب، عبر النشاطات الثقافية والفنية التي تنظم على صعيد البلاد.

ولفت آية الله العظمى الخامنئي، ان غاية النبي محمد (ص) عندما امر النساء بالبكاء على حمزة (ع) واطلق صفة "سيد الشهداء" على عمه، هو تخليد انموذج يستند الى هذه الشخصية الشجاعة والمجاهدة في تاريخ المسلمين الى الابد.

وفي الصعيد نفسه، نقل قائد الثورة الاسلامية رواية عن امير المؤمين الامام علي (عليه السلام)، عندما وصف "حمزة" بانه مصداق للذكر الحكيم "مِن المُؤمِنينَ رِجال صدقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيه".

كما وجّه سماحته بالحوزات العلمية والمؤسسات الاعلانية ان تكرس جهدها من اجل تربية اجيال على خطى هذه الشخصيات الدينية الواعية والتي من شانها ان تضيء درب السعادة للانسانية وتصونها في مواجهة التحديات وبالتالي بناء الحضارة الاسلامية الكبرى.

ودعا الباري تعالى بالرحمة للمخرج مصطفى العقاد واثنى على عمله السينمائي الرائع "الرسالة" حينما جسّد هذه الشخصية العظيمة "حمزة (ع)" في اطار عمل فاخر خاصة الجزء المتعلق بحمزة (ع) الذي ادى دوره ممثل بارع ومعروف على الصعيد العالمي، حيث تمكن العقاد من ان يصور حياة هذا الرجل العظيم الى حد ما.  

 

ولادته و نشأته:لقد ازدهرت الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام بهذا الإمام العظيم الذي التقت فيه عناصر الشخصيّة من السبطين الحسن والحسين عليهما السلام، وامتزجت به تلك الاصول الكريمة والاصلاب الشامخة، والارحام المطهَّرة، التي تفرّع منها.فالأب : هو سيد الساجدين وزين العابدين وألمع سادات المسلمين.والأم: هي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة، وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين عليه السلام يسميها الصديقة ويقول فيها الإمام أبو عبدالله الصادق عليه السلام: «كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها» وحسبها سموّاً أنها بضعة من ريحانة رسول الله، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ففي حجرها الطاهر تربى الإمام الباقر عليه السلام .

المولود المبارك:وأشرقت الدنيا بمولد الإمام الزكي محمد الباقر الذي بشّر به النبي (صلى الله عليه وآله) قبل ولادته، وكان أهل البيت عليهم السلام ينتظرونه بفارغ الصبر لأنه من أئمة المسلمين الذين نص عليهم النبي( صلى الله عليه وآله) وجعلهم قادة لاُمته، وقرنهم بمحكم التنزيل وكانت ولادته في يثرب في اليوم الثالث من شهر صفر سنة ( 56 هـ )، وقيل سنة ( 57 هـ ) في غرة رجب يوم الجمعة وقد ولد قبل استشهاد جده الإمام الحسين عليه السلام بثلاث سنين وقيل بأربع سنين كما أدلى عليه السلام بذلك وقيل بسنتين وأشهر.وقد أجريت له فور ولادته مراسيم الولادة كالاذان والاقامة في اُذنيه وحلق رأسه والتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، والعَقِّ عنه بكبش والتصدّق به على الفقراء.وكانت ولادته في عهد معاوية والبلاد الاسلامية تعج بالظلم، وتموج بالكوارث والخطوب من ظلم معاوية وجور ولاته الذين نشروا الإرهاب وأشاعوا الظلم في البلاد.

تسميته:وسماه جده رسول الله صلى الله عليه وآله بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، وكان ذلك من أعلام نبوته، وقد استشف صلى الله عليه وآله من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم واذاعته بين الناس فبشّر به أمته، كما حمل له تحياته على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري.

كنيته:« أبو جعفر » ولا كنية له غيرها .ألقابه الشريفة:وقد دلّت على ملامح من شخصيته العظيمة وهي :  الشبيه (لأنه كان يشبه جده رسول الله (ص))  الأمين  الشاكر  الهادي  الصابر  الشاهد  الباقروهذا من اكثر ألقابه ذيوعاً وانتشاراً، وقد لقب هو وولده الإمام الصادق بــ ( الباقرين ) كما لقبا بــ ( الصادقين ) من باب التغليب. ويكاد يجمع المؤرخون والمترجمون للإمام على أنه إنّما لقب بالباقر لانه بقر العلم أي شقه، وتوسع فيه فعرف أصله وعلم خفيه. وقيل : إنما لقّب به لكثرة سجوده فقد بقر جبهته أي فتحها ووسعها. تحيات النبيّ صلى الله عليه وآله الى الباقر عليه السلام: ويجمع المؤرخون على أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حمّل الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري تحياته، الى سبطه الإمام الباقر، وكان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي اليه رسالة جده، فلما ولد الإمام وصار صبياً يافعاً التقى به جابر فأدى اليه تحيات النبيّ صلى الله عليه وآله.

حياة الامام:مرّ الإمام الباقر عليه السلام بمرحلة رافقت الكثير من الأحداث والظواهر في ظلّ جده وأبيه عليهما السلام ويمكن تلخيصها بالشكل التالي : عاش الإمام الباقر عليه السلام في ظلّ جدّه الحسين عليه السلام منذ ولادته وحتى الرابعة من عمره الشريف وقد مكنه ذلك من الإطلاع على الأحداث والوقائع الاجتماعية والسياسية وإدراك طبيعة سيرها وفهم اتجاه حركتها بما اُوتي من ذكاء وفهم منذ صباه. لقد عاش الإمام الباقر عليه السلام في مقتبل عمره حادثة مصرع أعمامه وأهل بيته الطاهرين وشاهد باُم عينيه ملحمة عاشوراء ومقتل جدّه الحسين عليه السلام واُخذ مأسوراً الى طواغيت الكوفة والشام وشارك سبايا أهل البيت عليهم السلام فيما جرى عليهم من المحن والمصائب الأليمة التي تتصدّع لها القلوب. كما استمع إلى أقوال أبيه الساخنة وهو يخاطب الطاغية المتغطرس يزيد في الشام والتي كان منها قوله عليه السلام : يا يزيد! ومحمد هذا جدي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدّي فِلمَ قتلت عترته ؟ ! ! ). وعاصر الإمام الباقر عليه السلام في سنة ( 63 هـ ) واقعة الحرّة التي ثار فيها أهل المدينة على حكم يزيد وهو في السادسة من عمره الشريف، حيث شاهد نقض أكابر أهل المدينة وفقهائها لبيعة يزيد الفاجر ورأى مدينة جدّه عندما أباحها يزيد لجيشه الجاهلي ثلاثة أيّام متواليات يقتلون أهلها، وينهبون أموالهم ويهتكون أعراضهم.

عاصر الإمام الباقر عليه السلام في هذه المرحلة من حياته الانحرافَ الفكريَ الذي تسبب الاُمويّون في إيجاده مثل بثّهم للعقائد الباطلة كالجبر والتفويض والإرجاء خدمةً لسلطانهم; لأن هذه المفاهيم تستطيع أن تجعل الاُمة مستسلمة للحكام الطغاة ما دامت تبررّ طغيانهم وعصيانهم لأوامر الله ورسوله .

ومن الظواهر التي عاصرها الإمام محمّد الباقر عليه السلام وهو في ظلّ أبيه السجّاد عليه السلام ظاهرة الانحراف السياسي وتتمثل في تحويل الاُمويين للخلافة إلى ملك عضوض يتوارثه الأبناء عن الآباء، ويوزّعون فيه المناصب الحكومية على ذويهم وأقاربهم . لقد عاش عليه السلام محنة عداء الاُمويين للعلويين والذي تمثل في ظاهرة سبّهم لجدّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر طيلة ستة عقود.ومن الأحداث البارزة في حياة الإمام الباقر عليه السلام توالي الثورات المسلحة ضد الحكم الاُموي بعد واقعة كربلاء الخالدة.

ففي سنة( 63 هـ ) ثار أهل المدينة في سنة ( 65 هـ ) ثار التوابون ، وفي سنة ( 66 هـ ) ثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي وثار الزبيريون، وفي سنة ( 77 هـ ) ثار المطرّف بن المغيرة بن شعبة، وفي سنة ( 81 هـ ) تمرّد عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث على حكومة عبد الملك بن مروان.

وانتشرت في هذه الفترة ظاهرة وضع الحديث المؤلمة فقد ركّز الاُمويون على هذه الأداة لخدمة سلطانهم ، حتّى روى ابن طرفة المعروف بنفطويه في تأريخه أن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة كانت في أيام بني اُميّة تقرّباً إليهم بما يظنّون أنهم يُرغمون اُنوف بني هاشم.

أما الانحراف الأخلاقي والاجتماعي فقد استشرى في أوساط الاُمة حيث اشتهر يزيد بن معاوية بفسقه إذ كان يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والقرود ويقضي أوقاته بين المغنّين والمغنّيات وشاع عنه ذلك وعرفه عامّة الناس. وكان مروان بن الحكم أيضاً فاحشاً بذيئاً، كما كان أولاده وأحفاده على شاكلته. وأشاع الاُمويّون بين المسلمين روح التعصّب فقرّبوا العرب وأبعدوا غير العرب وأثاروا الشعوبية فمزّقوا بذلك وحدة الصف الإسلامي وأثاروا الأحقاد وزرعوا بذور الشر في قلوب أبناء المجتمع الاسلامي .

وعاش الإمام الباقر عليه السلام في هذه المرحلة من حياته في ظلّ سيرة أبيه عليه السلام بكل وجوده الذي كان يركز نشاطه على إعادة بناء المجتمع الإسلامي وتشييد دعائم العقيدة الاسلامية القويمة، حيث كان يحاول الإمام زين العابدين عليه السلام من خلال بثّ القيم العقائدية والأخلاقية عبر الأدعية وتوجيه رسائل الحقوق وما شابه ذلك صياغة كيان الجماعة الصالحة التي كان عليها أن تتولى عمليّة التغيير في المجتمع الذي راح يتردّى باستمرار. وكان يشارك أباه السجّاد عليه السلام في أهدافه وخطواته وأساليبه المتعددة في المرحلة التي استغرقت ثلاثة وثلاثين عاماً والتي تمثّلت في الدعاء والانفاق والعتق والتربية المباشرة للرقيق والأحرار باعتبارها نشاطاً بارزاً للإمام زين العابدين عليه السلام خلال هذه المرحلة .

وقف الإمام الباقر عليه السلام مواقف أبيه من الثورات والحركات المسلحة التي كانت تهدف إلى إسقاط النظام الفاسد إذ كان يرشدها ويقودها بصورة غير مباشرة من دون أن يعطي للحكام أي دليل يدل على التنسيق من الإمام عليه السلام مع الثوّار ضد الحكم الاُموي الغاشم.

وكان للإمام الباقر دور بارز وهو في ظلّ أبيه في حركته لتأسيس صرح العلم والمعرفة الاسلامية حيث كان يحضر المحافل العامة ليحدّث الناس ويرشدهم، كما كان يفسّر القرآن ويعلّم الناس الأحاديث النبويّة الشريفة ويثقّفهم بالسيرة النبويّة المباركة .

ان التنصيص من الإمام السجّاد عليه السلام على إمامة ابنه الباقر يعود تأريخياً الى النصوص التي وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة من بعده ونصّت على إمامة اثني عشر إماماً بعد رسول الله كلهم من قريش وبني هاشم، وتداولها الصحابة والتابعون واستند اليها أهل البيت عليهم السلام. ومن تلك النصوص التي ورد فيها اسم الإمام الباقر عليه السلام بشكل خاص هو النص الذي رواه جابر بن عبدالله الأنصاري وقد جاء في هذا النص ما يلي: «...فقال: يا رسول الله وَمَنْ الائمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثم الباقر محمد بن عليّ وستدركه يا جابر، فاذا أدركته فاقرأه منّي السلام».

وكان الإمام زين العابدين عليه السلام يوجّه الانظار الى امامة ابنه الباقر عليه السلام، ويستثمر الفرص لإعلانها أمام أبنائه أو بعض أبنائه أو خاصّته وثقاته، يصرّح تارة بها ويلمّح إليها تارة اُخرى.

فحينما سأله ابنه عمر عن سرّ اهتمامه بالباقر عليهما السلام أجابه: «انّ الإمامة في ولده الى أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملأها قسطاً وعدلاً، وانه الإمام أبو الأئمة...».

وعن الحسين ابن الإمام زين العابدين عليهما السلام قال: سأل رجل أبي عليه السلام عن الائمة ، فقال: «اثنا عشر سبعة من صلب هذا، ووضع يده على كتف أخي محمد».

وكان يصرّح لابنه الباقر عليهما السلام بامامته ويقول له: « يا بنيّ انّي جعلتك خليفتي من بعدي».وروي عن أبي خالد أ نّه قال: قلت لعليّ بن الحسين: من الإمام بعدك ؟ قال: « محمّد ابني يبقر العلم بقراً».

المصدر / منتديات مدرسة الامام الحسين(عليه السلام).