
emamian
حضارة أمريكا قائمة على الفيروسات!
اعضاء عصابة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، او ما يعرفون دبلوماسيا باعضاء الادارة الامريكية، تجاوزوا كل الخطوط الحمراء انسانيا واخلاقيا، وباتوا يتقمصون شخصيات اجدادهم الذين ابادوا اكثر من 20 مليون من سكنة امريكا الاصلييين ليبنوا عليها حضارة يقودها اليوم بلطجي ارعن تافه مثل ترامب.
فاذا ما تجاوزنا مواقف عصابة ترامب العنصرية المخزية من باقي شعوب العالم وخاصة المسلمين، وكذلك سياستهم الارهابية والقائمة على سرقة ونهب ثروات واموال الشعوب، الا اننا سنكون هذه المرة مضطرين للوقوف للحظات امام تصريح لا يمكن دركه في اطار الاخلاق والقيم التي يتشاطرها اتباع كل الديانات السماوية وحتى اتباع المذاهب الوضعية والناس الاسوياء بشكل عام، لانه ببساطة تصريح نتن يزكم الانوف ترشح من احد اعضاء هذه العصابة الغارقة في مستنقع الشهوات الحيوانية والعقد النفسية.
فهذا وزير التجارة الأميركي ويلبر روس وبدلا من يعلن عن استعداد بلاده للتعاون من اجل ايجاد الحلول لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" الجديد في الصين والذي بات يهدد العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية، او على اقل تقدير يعلن عن تعاطفه مع الصين والضحايا، فاذا به يخرج على الناس ليعلن بنفس اسلوب سيده ترامب الارعن ، ان تفشي فيروس "كورونا" في الصين يفيد الاقتصاد الأميركي من خلال عودة فرص العمل إلى بلاده!!.
لا نملك امام كل هذا الجشع والكراهية والحيوانية التي تجاوزت حتى حيوانية الوحوش المفترسة، الا ان نختار الصمت ونترك التعليق لمتصفحينا ليحكموا على من يعتبرون انفسهم زعماء العالم لانهم يتزعمون اقوى دولة في العالم!!.
المصدر:العالم
التّطبيع السّودانيّ مع "إسرائيل".. أين ثورة الحريّة والتغيير؟
قاسم عزالدین
مرافقة رئيس الموساد يوسي كوهين لنتنياهو إلى أوغندا للقاء البرهان ليست مصادفة، فـ"إسرائيل" لا تنظر إلى السودان في المتفرقات الجزئية والاختراقات الرمزية كحالة منفصلة عن أفريقيا السمراء والدول الخليجية التي تطبّع معها.
- حكومة حمدوك تعمل على تعزيز التبعية للإمارات والسعودية
كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّ رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان هو الذي طلب لقاءه في أوغندا، بإيعازٍ من الإمارات وتنسيقٍ من الرئيس يوري موسيفيني، من أجل التوسط مع البيت الأبيض، لكنّ التطبيع مع "إسرائيل" هو حصيلة توجّه "المرحلة الانتقالية"، التي تشارك فيها قوى الحرية والتغيير، نحو تسليم السودان إلى المحور الأميركي والبنك الدولي.
لم ترفع الولايات المتّحدة الأميركية العقوبات عن السودان، ولا زالت تدرجه على اللائحة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب منذ العام 1993، فمحاولات وزيرة الخارجية في واشنطن وباريس التي باءت بالفشل، اصطدمت بشروط جديدة بعد إطاحة نظام البشير، عبّر عنها نتنياهو بقوله: "السَّير في اتجاه جديد وإيجابي لمساعدة السودان في دخول عملية الحداثة ووضعه على خريطة العالم".
ضمن هذه العملية، تفرض واشنطن تعويضات لضحاياها الذين سقطوا في سفارتي تانزانيا وكينيا في العام 1998، وستبدأ المحكمة العليا الأميركية الأسبوع المقبل النّظر في هذه التعويضات.
أبعد مما يقال عن الإفادة الظرفية بين "إسرائيل" والسودان، سواء كان الخرق العربيّ لدعم نتنياهو في صفقة ترامب والسماح لـ"إسرائيل" بعبور الأجواء السودانية مقابل الوساطة الإسرائيلية مع واشنطن، تتّجه الحكومة المشتركة بين المجلس العسكري و"الحرية والتغيير" إلى التخلّي عن السّودان لـ"إسرائيل" والإمارات والمحور الأميركي، بذريعة معالجة الأزمة الاقتصادية وتوفير السيولة.
إنَّ مرافقة رئيس الموساد يوسي كوهين لنتنياهو إلى عنتيبي للقاء البرهان ليست مصادفة، فـ"إسرائيل" لا تنظر إلى السودان في المتفرقات الجزئية والاختراقات الرمزية كحالة منفصلة عن أفريقيا السمراء والدول الخليجية التي تطبّع معها، من أجل السيطرة على هذه البلدان ونهب ثرواتها بدعم أميركي وغربي، وهي نظرة قديمة انطلقت ضد جمال عبد الناصر والسدّ العالي، وضدّ أنظمة "الوحدة الأفريقية"، بتوطيد العلاقة مع إثيوبيا لبناء سد النهضة، والسعي الدؤوب لفصل جنوب السودان.
لكن تخلّي السادات عن أفريقيا بالصّلح مع "إسرائيل"، في مراهنةٍ على أنَّ 99% من الأوراق في يد أميركا، دعّم نفوذ أميركا و"إسرائيل" ومصالحهما في مصر والقارة السمراء، فباتت إثيوبيا و"إسرائيل" وأميركا تتحكّم بتجويع مصر والسودان وحرمانهما من رمق مياه النيل، وباتت إثيوبيا، إلى جانب "إسرائيل"، القوّة الرئيسية في أفريقيا السمراء، وهو ما يتباهى به نتنياهو بعد لقاء البرهان بقوله: "لقد عادت أفريقيا إلى حضن إسرائيل"، قاصداً الثأر من جمال عبد الناصر والتأثير العربي في أفريقيا، وهو ما يثني عليه مايك بومبيو، بتوجيه الدعوة للبرهان إلى واشنطن لزرع الوهم بمكافأته، كما كافأت أميركا مصر بتحويلها إلى دولة منهارة ولقمة سائغة لإثيوبيا و"إسرائيل".
يستعيد البرهان سياسة السادات في التطبيع مع "إسرائيل"، أملاً بالسمسرة الإسرائيلية مع البيت الأبيض، وتضخيم الأوهام على ما كان يسميه السادات "السلام من أجل الرفاهية والازدهار".
وفي هذا الاتجاه، سعى المجلس العسكريّ أثناء حكم البشير إلى الاتصال بالمخابرات الإسرائيليّة، ولم تنقطع هذه العلاقة التي نفاها رئيس الاستخبارات السودانية صلاح غوش في آذار/مارس 2019، بعد تسريب نبأ لقائه رئيس الموساد في ميونيخ الألمانية، لكنَّ حكومة عبد الله حمدوك لا تبتعد كثيراً عن البرهان في هذا التوجّه، وإن كان على مضض، بسبب توهّمها بأنّها مرغمة على الانصياع للإملاءات الأميركية والغربيّة، أملاً بالمراهنة على حلّ الأزمة الاقتصادية، كما يتخيّل البنك الدّوليّ و"إسرائيل" والدّول الغربيّة.
أما وزيرة الخارجية السودانية، أسماء محمد عبد الله، التي أجابت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في مؤتمرها الصحافي مع الرئيس الفرنسي في باريس، بأنَّ التطبيع ليس على جدول أعمال الحكومة، فقد علّقت على لقاء البرهان بأنَّها لم تعلم به مسبقاً.
ويثير وزير الإعلام في الحكومة مسألة الصلاحيات والتوقيت، بينما يعلّق مقربون من "الحرية والتغيير" بأنَّ السودان لم يعد حديقة خلفية، وبات في مرحلة انتقالية يقرّر فيها اختياره لمصالحه والدّول التي يرغب في التعاون معها.
وفي هذا السياق، لم تنبس الحكومة ببنت شفة رداً على دعوة أنصار الله لسحب القوات السودانية من الحرب على اليمن، ولم تنتفض لاكتشاف تجنيد شركات إماراتية شبّاناً يافعين، بدعوى "العمل في اليمن" مقابل حفنة من الدولارات، فحكومة حمدوك تستند إلى انتفاضة الشعب السوداني لتعزيز التبعية للإمارات والسعودية، وتخضع لوصايا البنك الدولي فيما يُسمى تشجيع الاستثمارات ورفع الدعم عن المواد الغذائية الأساسية، وتلتحق بالركب الذي أدّى إلى انهيار الدول وتجويع الناس، وإلى التبعية للولايات المتحدة و"إسرائيل" والدول الغربية.
تحظى هذه الدول بنحو 2604 مشاريع زراعية وخدماتية، تمتلك الإمارات 114 مشروعاً منها. وقد ساهمت هذه المشاريع بنقص الغذاء خلال العامين 2019 ــ 2020 حوالى 34% وحرمان المزارعين من أراضيهم.
وفي هذا الإطار، تراهن حكومة الحمدوك على التخلّي عن 80 مليون فدّان، برعاية إسرائيلية وأميركية، للشركات الأجنبيّة، بحسب مؤسّسة "غزلدمان ساكس" الأميركية، وتتوقَّع زيادة البطالة والفقر خلال السنتين المقبلتين حوالى 22%. ويهدّد التناحر بين الرعاة والمزارعين بتهديد الاستقرار الأمني، بينما تدّعي حكومة الحمدوك أنها تجنّد طاقاتها لحل الأزمة الاقتصادية.
في واقع الأمر، تجنّد هذه الحكومة طاقتها لما أعلنت عنه في الميثاق بشأن المرحلة الانتقالية التي تنحصر بشكل أساس في "انتقال السودان إلى إدارة مدنية". ولا تدخل في هذا الإطار مساعي سياسةٍ خارجيةٍ مستقلّةٍ، ولا سياسة اجتماعيّة مستقلّة عن الوصايا وسيطرة الرأسمال الأجنبيّ، فانتفاضة السودان التي تخيّلت الإدارة المدنية سعياً إلى التغيير والحرية وتحسين أحوال المعيشة، يضعها التطبيع مع "إسرائيل" أمام الامتحان لمواجهة ضياع السودان وضياع فلسطين.
من خصائص مفهوم الرزق
يمكن بيان مفهوم الرّزق في نطاقه الواسع، كما يلي:
1- الرزق عطاءٌ من الله تعالى ورحمةٌ منه لخلقه، وهو- مثل الرحمة - على قسمين، هما:
أ- رزقٌ عامٌّ، وهو: عطاءٌ ربّانيٌّ يشمل جميع المخلوقات في الحياة الدنيا، سواءٌ أكانوا مؤمنين أم كافرين، تُقاةً أم فجرةً، بشراً أم غير بشرٍ.
ب – رزقٌ خاصٌّ، وهو: الواقع في مجرى الحِلِّ[1].
2- الرزق: هو ما ينتفع به المرزوق، فلو جمع العبد أموالاً طائلةً، فإنّ رزقه الحقيقيّ هو ما يستهلكه من هذه الأموال، وما فضل عن ذلك ليس رزقاً له.
إذن، سعة الرزق وضيقه لا صلة لهما بكثرة المال أو قلّته، فما أكثر الذين يملكون ثرواتٍ عظيمةً، ولكنّهم لا يستهلكون منها سوى القليل، وما أكثر الذين لا يملكون سوى القليل من المال، ولكنّهم يبذلونها في معيشتهم دون ادّخار شيءٍ منها.
3- ليس لأحدٍ حقٌّ على الله تعالى، إلا ما فرضه تعالى لعباده على نفسه. وقد أشار عزّ وجلّ إلى هذا الأمر بقوله: ﴿وَما مِنْ دابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُه﴾[2]، ولا ريب في أنّ أحداً لم يفرض وجوب رزق العباد على الله تعالى، وإنّما بعزّته وجلاله كتب على نفسه رزق كلّ مخلوقٍ خَلَقَه.
لذا، فالرزق حقّ على الله تعالى، بمعنى أنّه حقٌّ مجعولٌ من قِبَله، وعطيّةٌ منه من غير استحقاقٍ للمرزوق من جهة نفسه، بل من جهة ما جعله على نفسه من الحقّ.
ومن هنا، يظهر أن ليس للإنسان المرتزق بالمحرّمات، رزق مقدّر من الحلال بنظر التّشريع، فإنّ ساحته تعالى منزّهةٌ من أن يجعل رزق إنسانٍ حقّاً ثابتاً على نفسه، ثمّ يرزقه من وجه الحرام، ثمّ ينهاه عن التصرّف فيه ويعاقبه عليه[3].
ولا ضير في أن يثبُتَ عليه تعالى حقٌّ لغيره، إذا كان تعالى هو الجاعل المُوجِب لذلك على نفسه، من غير أن يداخل فيه غيره، ولذلك نظائرُ في كلامه تعالى، كما قال: ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾[4]، وقال: ﴿وَكانَ حَقَّاً عَلَيْنا نَصْرُ المْـُؤمِنِينَ﴾[5]، إلى غير ذلك من الآيات. كما أنّ العقل يؤيّد ذلك، فالرزق هو ما يُدِيم بهِ المخلوق الحيّ وجودَه، وبما أنّ وجوده من فيض جوده تعالى، فما يتوقّف عليه من الرزق يكون من قِبله، وإذ لا شريك له تعالى في إيجاده، فلا شريك له في ما يتوقّف عليه وجوده، ومنه: الرزق[6].
4- قوله تعالى: ﴿وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾[7]: توصيف الرزق بكونه بغير حسابٍ، إنّما هو لكون الرّزق من الله تعالى بالنّظر إلى حال المرزوقين، بلا عوضٍ، ولا استحقاقٍ، لكون ما عندهم من استدعاءٍ، أو طلبٍ، أو غير ذلك، مملوكاً له تعالى ملكاً حقيقياً محضاً، لا يقابل عطيَّته منهم شيءٌ، فلا حساب لرزقه تعالى. وأمّا كون نفي الحساب راجعاً إلى التّقدير، بمعنى: كونه غير محدودٍ ولا مقدّرٍ، فيدفعه المفهوم من آيات القدر، كقوله تعالى: ﴿إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ﴾[8]، فالرزق منه تعالى عطيّةٌ بلا عوضٍ، لكنّه مقدّرٌ على ما يريده تعالى[9].
5- مقدار الرزق بيد الله سبحانه وتعالى[10]: وهذا لا يعني - فقط - أنّ الرزق - في زيادته ونقصانه - بيد الله عزّ وجل، بل نستفيد من آيات أُخر أنّ الله سبحانه وتعالى يبسط الرزق لمن يشاء، وينقصه عمّن يشاء. ولكن ليس كما يعتقده بعض الناس، من عدم الكسب، والجلوس في زاوية البيت، حتّى يبعث الله لهم الرزق، بل معيار الرزق يكون على أساس المصالح التي يراها الله ضروريّةً، لابتلاء عباده ونظام معيشتهم، فما أكثر من ذهب ضحيّةً لثروته وأمواله الطائلة من دون أن يرى راحةً في حياته.
إنّ هؤلاء الذين يُعتبر تفكيرهم السَّلبي ذريعةً لمن يقول: "إنّ الدين أفيون الشّعوب"، قد غفلوا عن نقطتين أساسيّتين، هما:
أ- إنّ المشيئة الإلهيّة التي أشارت إليها الآيات القرآنيّة ليست مسألةً اعتباطيّةً وغير محسوبةٍ، بل هي غير منفصلةٍ عن حكمته جلَّ وعلا، وللاستعداد والتّوفيق دورٌ محوري فيها.
ب- إنّ المشيئة الإلهيّة لا تعني نفي الأسباب، لأنّ عالم الأسباب هو عالم الوجود، وهذه العوالم وُجِدَت بإرادة الله، وهي غير منفصلةٍ عن المشيئة التشريعيّة. وبعبارةٍ أُخرى: إنّ إرادة الله في مجال بسط الرزق وضيقه، مشروطةٌ بظروفٍ تتحكّم بحياة الناس، كالسعي، والإخلاص، والإيثار. وبعكس ذلك: الكسل، والبخل، وسوء النيّة. لذلك نرى القرآن الكريم يشير مراراً إلى أنّ الإنسان رهينٌ بسعيه، وإرادته، وعمله، وما يستفيده من حياته إنّما هو بمقدار هذا السعي والاجتهاد[11].
6- إنّ القرآن الكريم في سياق توجيهه نحو المستقبل الاقتصاديّ للمجتمع بشّر النّاس بحياةٍ هنيئةٍ ورغيدةٍ، على العكس من نظريّات بعض علماء الاقتصاد المتشائمين، فهؤلاء يعتقدون أنّ مستقبل البشريّة الاقتصاديّ مبهمٌ ولا وضوح لمعالمه، إذ بازدياد الكثافة السكّانيّة، ونقص الإمكانيّات الموجودة لدى البشر، سوف ينحدر المجتمع نحو الفقر، ومن ثمّ يضمحلّ.
ولكنّ هؤلاء غفلوا عن المفاهيم السامية التي أكّد عليها القرآن الكريم، في أنّ نِعَم الله تعالى لا حدود لها، وبركات خزائنه لا تنفد، وأنّه كرّم البشر بمصادر طبيعيّةٍ جمّةٍ تكفيهم مهما زاد عددهم. كما أنّهم غضّوا الطرف عن أنّ الله تعالى قد تكفّل برزق خَلْقِه كافّةً، سواءٌ أكانوا بشراً أم غير بشر، لذا جعل القرآن الكريم رجاءَ الرزق من الله تعالى بديلاً عن الخوف من الفقر[12].
وهذا الرزق ملحوظٌ بحيث يناسب حال الموجودات، من حيث الكمّيّة، والكيفيّة، وهو مطابقٌ تماماً لمقدار الحاجة والرغبة، فغذاء الجنين الذي في رحم أُمّه - على سبيل المثال - يتفاوت كلّ شهرٍ عن الشهر السابق في النوعيّة والكمّيّة، بل كلّ يومٍ عن اليوم السابق، على الرغم ممّا يبدو من أنّ الدّم نوعٌ واحدٌ لا أكثر[13].
7- يستفاد من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُو الرَّزّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[14] - ولا سيما بلحاظ أنّ المقام مقام الحصر -، ما يلي:
أ- إنَّ الرزق في الحقيقة لا يُنسب إلا إلى الله تعالى، وهو الرازق لا غير، ونسبة الرزق إلى غيره، تعني نسبة عمله تعالى إلى غيره، قال تعالى: ﴿وَاللهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ﴾[15].
ب- إنّ كلّ ما ينتفع به الإنسان انتفاعاً محرّماً، لا يكون رزقاً من الله تعالى، لأنّه تعالى نفى نسبة المعصية إليه، إذ قال: ﴿قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾،[16] وقال: ﴿يَنْهَى عَنْ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[17]، فليس من الممكن نسبة أسباب المعاصي إليه تعالى، لأنّه لم ينسبَ معاصي العباد إلى نفسه، ونفى تشريع كلّ عملٍ قبيحٍ عن ذاته المقدّسة، وحاشاه سبحانه أن ينهى عن شيءٍ، ثمّ يأمر به، أو ينهى عنه، ثمّ يحصر رزقه فيه.
ولا منافاة بين عدم كون نفعٍ محرّمٍ رزقاً بحسب التشريع، وكونه رزقاً بحسب التكوين، إذ لا تكليف في التكوين حتّى يستتبع ذلك قبحاً، وما بيّنه القرآن من عموم الرزق، إنّما هو بحسب حال التكوين، وليس البيان الإلهي بموقوفٍ على الأفهام الساذجة العامّيّة، حتّى يضرب صفحاً عن التعرّض للمعارف الحقيقيّة، وفي القرآن شفاءٌ لجميع القلوب. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ القُرْآنِ ما هُو شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظّالِمِينَ إِلا خَسار﴾[18].
على أنّ الآيات التي تنسب المُلْك الذي وُهِبَ لأمثال: نمرود، وفرعون، والأموال والزخارف التي بيد أمثال قارون، إلى إيتاء الله سبحانه، فيُراد بها: أنّ ذلك كلّه بإذن الله، بحيث آتاهم ذلك، امتحاناً منه لهم، وإتماماً للحجّة عليهم، وخذلاناً واستدراجاً لهم، ونحو ذلك.
وهذه كلّها نِسَبٌ تشريعيّةٌ، وإذا صحّت النسبة التشريعيّة - من غير محذورِ لزومِ القبح -، فصحّة النسبة التكوينيّة - التي لا مجال للحسن والقبح العقلائييّن - فيها أوضح.
إذن، جميع ما يفيضه الله على خلقه من الخير - وكلّه خيرٌ يُنتَفع به - هو رزق بحسب انطباق المعنى، إذ ليس الرزق إلا العطيّة التي ينتفع بها المرزوق[19].
8- تحدّثت الآيات والرّوايات عن تقدير الرزق، وهي في الواقع بمثابة الكابح للحريصين وعبّاد الدنيا الذين يَلجون كلّ بابٍ، ويرتكبون أنواع الظلم والجنايات، ويتصوّرون أنّهم إذا لم يفعلوا ذلك لم يؤمّنوا حياتهم! غافلين عن أنّ الآيات والروايات تحذّر هذا النمط من الناس ألّا يمدّوا أيديهم وأرجلهم عبثاً، وألّا يطلبوا الرزق من طُرقٍ غير مشروعةٍ ولا معقولةٍ، بل يكفي لهم أن يسعوا لتحصيل الرزق عن طريقٍ مشروعٍ، والله سبحانه يضمن لهم الرزق، فالله تعالى لم يُهمِلهم حتّى في ظلمة الرحم[20].
9- خلق الله تعالى جميع المخلوقات، وأوجب على نفسه رزقها، وهذا دليلٌ على وجود صلةٍ بين الخالق ورِزق المخلوق. فلو عُدِمَ الرزق، لعُدِمَ الخَلْق، وفي الوقت نفسه لو عُدِمَ الخَلْق، لما وُجِدَ الرزق. والله تعالى هو الذي أبدع بني البشر، وأسكنهم الأرض، وجعلهم بحاجةٍ إلى الرزق، وهذا الرزق ليس محض المأكل والمشرب، وما يُحتَاج إليه من أمور مادّيّةٍ، بل يشمل الفِكْر، والتعقّل، والقدرة على العمل، وطلب العلم، والشعور بالمسؤوليّة.
إذن، رازقيّة الله تعالى لا تعني مجرّد السعي والتفكير في كسب الرزق، والدفاع عن الحقوق الشخصيّة. فالمخلوق، ورزقه، وقدرته على كسبه، وتعقّله في ذلك، وتديّنه بشريعةٍ تسدّده إلى الحلال من الرزق، كلّها أمورٌ تعكس رازقيّة الله تعالى.
لذا، يجب على الإنسان أن يسلك أفضل طُرُق كسب الرزق وأنقاها، وأن يتوكّل على الله عزّ وجلّ الذي سدّده لسلوك هذا الطريق الأمثل[21].
فن التدبير في المعيشة - رؤية قرآنية روائية - ، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص140.
[2] هود: 6.
[3] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص140.
[4] الأنعام: 12.
[5] الروم: 47.
[6] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج10، ص149.
[7] آل عمران: 27.
[8] القمر: 49.
[9] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص141.
[10] الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج7، ص398.
[11] انظر: الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج7، ص402.
[12] رجائي، محمد كاظم، وآخرون: المعجم الموضوعيّ للآيات الاقتصاديّة في القرآن(معجم موضوعى آيات اقتصادى قرآن)، ط1، قم المقدّسة، 1382هـ..ش، ص71.
[13] الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج6، ص463-464.
[14] الذاريات: 58.
[15] الجمعة: 11.
[16] الأعراف: 28.
[17] النحل: 90.
[18] الإسراء: 82.
[19] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص139.
[20] الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج6، ص468.
[21] مطهّري، مرتضى: عشرون كلمة(بيست كفتار)، ط5، لام، منشورات صدرا، 1358هـ.ش، ص136.
محاكمة ترامب.. الديمقراطيون يوجهون نداء أخيرا لـ"الشيوخ": لا أحد فوق القانون
وجه الديمقراطيون بمجلس النواب الأمريكي نداء أخيرا لهيئة المحلفين في مجلس الشيوخ، داعين إياها لإدانة دونالد ترامب في قضية عزل الرئيس، خلال جلسة التصويت المقررة في المجلس الأربعاء.
وأصر النواب الديمقراطيون الذين يمثلون فريق الادعاء أمام مجلس الشيوخ في قضية عزل ترامب، على ضرورة إبعاده عن السلطة بتهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة العدالة، مؤكدين أن "لا أحد فوق القانون".
وفي وقت يعقد فيه مجلس الشيوخ جلسة استماع ثالثة للمرافعات النهائية ضمن إجراءات المحاكمة البرلمانية لترامب، خاطب النائب الديمقراطي عن ولاية كولورادو جيسون كرو، السيناتورات قائلا: "إن واجبكم يتطلب إدانة الرئيس ترامب... كم من الأكاذيب يمكن أن نتحملها، متى سيطفح الكيل؟".
وشدد كرو، وهو أحد الأعضاء السبعة المكلفين بتقديم الحجج في ملف العزل أمام مجلس الشيوخ، على أن العزل يمثل "وسيلة حماية قانونية استثنائية لا تطبق إلا في حالات نادرة ارتكبت فيها انتهاكات جسيمة"، مضيفا: "في أمريكا لا أحد فوق القانون حتى الرئيس المنتخب".
من جانبه، قال آدم شيف رئيس فريق الادعاء، إن ترامب "خان قسمه بحماية الدستور والدفاع عنه"، داعيا أعضاء لجنة المحلفين للتصويت لصالح إقالة ترامب من منصب الرئيس، في ضوء وجود "أدلة دامغة تدينه".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الشيوخ جلسة تصويت في الساعة الـ21 مساء الأربعاء بتوقيت غرينيتش، ستقرر مصير ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تفضي الجلسة إلى تبرئة ترامب في المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
المصدر: روسیاالیوم
كيف نوحّد الله في السّلوك؟
إنّ مصطلح التوحيد جاءت صياغته على وزن "تفعيل" الذي يؤشر إلى إرادة تحصيل النتيجة من الفعل، فالتكثير يراد منه تحصيل الكثرة، والتفكير يراد منه تحصيل الفكر وهكذا، فإنّ التوحيد يراد منه تحقيق وحدانية الله تعالى.
والأساس في توحيد الله هو توحيده الاعتقادي، إلا أنّ هناك تجلّيات عملية ومسلكية لهذا الاعتقاد، لا سيّما ما يتجلّى من التوحيد في الربوبيّة والألوهيّة، فإنّ الاعتقاد بأنْ لا ربّ، ولا معبود إلا الله تعالى ينبغي أو يجب أن ينتج عنه آثارٌ تحقّق التوحيد العملي، وإلاّ فإنّ الإنسان سوف يقع في شرك عمليّ، وهو شرك لا يترتّب عليه أحكام الشرك والخروج عن الدين في الدنيا، إلا أنّه شرك أخلاقيّ معنويّ على مستوى التوجّه والمسلك أشار إليه الله تعالى بقوله: "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ"1.
ومن هذه التجلّيات التي ينبغي أو يجب أن يؤكّدها التوحيد الاعتقادي ما يأتي:
1- التوحيد في الطاعة
إنّ الاعتقاد بالتوحيد في الربوبيّة بمعنى أن لا مدبِّر، وراعي، ومدير، ولا مشرّع، ومقنّن إلا الله ينبغي أن يتجلّى بحصر الطاعة في الله تعالى.
وإنّ الاعتقاد بأنّ الإنسان كلّه متوقف بقاؤه ووجوده على الله تعالى بحيث لا يستقلّ بشيء في عالم التكوين تدفعه في عالم اختياره أن لا يستقلّ عن الله عز وجل بأيّ شيء في عمله، بل تكون كلّ حركة أو سكنة خاضعة للربوبيّة التشريعية، بحيث يتأكّد الإنسان من مطابقتها لإرادة الله تعالى.
فإذا قام الإنسان بعمل دون إخضاعه لإرادة الله عز وجل، بل سلك به لغلبة شهوته أو غضبه أو ما شاكل ذلك، فإنّه في الحقيقة يكون على المستوى العملي عابداً لغير الله تعالى. لذا قال تعالى: " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ "2.
ولتحقيق التوحيد العمليّ في طاعة الله تعالى يجب توخّي الدّقة في عدم اللجوء في أيّة قضية تحتاج إلى تشريع وحكم قضائي وولاية على الأمور لغير المخوَّل شرعاً بذلك، وإلاّ فإنّه يتورّط بنوع من الشرك العملي غير العقائدي في الربوبيّة التشريعيّة، وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سئل عن رجلين من أصحابه بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاء أيحلّ ذلك؟ فأجابه (عليه السلام): "من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل، فإنّما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له، فإنّما يأخذ سحتاً، وإن كان حقّاً ثابتاً له؛ لأنّه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ)3. سئل (عليه السلام): فكيف يصنعان؟ قال (عليه السلام): "ينظران [إلى] من كان منكم ممن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً؛ فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه، فإنّما استخفّ بحكم الله، وعلينا ردّ، والرادّ علينا الرادّ على الله، وهو على حدّ الشرك بالله"4.
إنّ تعبير الإمام (عليه السلام) بأنَّ ذلك هو على حدّ الشرك بالله يرجع في خلفيّته إلى الشرك العمليّ لا الاعتقادي بربوبيّة الله التشريعية التي يتحقق التوحيد العمليّ فيها عبر الالتزام بأحكام الله تعالى، وإطاعة رسوله وأولي الأمر الذين تمثّل إطاعتهم تطبيقاً عملياً لطاعة الله عز وجل.
والناس بين التاريخ والحاضر كان أكثرهم بين إفراط وتفريط، فمنهم من التجأ في الأحكام والقضاء لغير الله تعالى، فوقع في الشرك العمليّ، ومنهم وبالتحديد في معركة صفين وقضية الخوارج من أضلّه شعار "لا حكم إلا لله"5، فرفض حكم وليّ الله المتمثّل بأمير المؤمنين (عليه السلام) عليّ بن أبي طالب الذي علّق على ذلك الشعار بأنّه "كلمة حق يراد بها باطل"6.
وبالتالي فإنّ هؤلاء أسقطوا - عملياً- الله تعالى عن مرتبة الربوبيّة في الحكم، ليحكّموا بعدها الرجال مقدّمين حكمهم على حكم الله عزّ وجل، فوقعوا في الشرك العملي أيضاً.
2- التوحيد في الاستعانة
إنّ من يعتقد بأنّ الله هو وحده الفاعل الربُّ، فإنّ ذلك يدفعه نحو حصر الاستعانة به؛ لأنّ كون الله تعالى هو فاعل كلّ شيء، ومدبّر أمر كلّ شيء، فإنّ العون الذي يسعى إليه من غيره هو خروج اختياريّ عن التدبير الإلهي، ووقوع في مصيدة الشرك العلميّ.
يُحكى أنّ رجلاً كانت له حاجة لا يقضيها بحسب اعتقاده إلا الملِك، فعَبَرَ السهول والوديان والجبال حتى وصل إلى قصر ذلك الملك، وطلب موعداً للقائه، وانتظر طويلاً طويلاً إلى أن سُمح له باللقاء، فأُدخل إلى ردهة القصر، وطُلب منه الجلوس، لكنَّ مقامه طال في ذلك المكان، فسأل عن سبب التأخير، فقال له الحاجب: إنّ الملك يصلّي، وسيستقبلك عندما ينتهي من الصلاة.
حينها التفت إلى نفسه، وترك الردهة وعاد إلى قريته.
سأله أحدهم: عبرت السهول والوديان والجبال، وانتظرت كثيراً لتلاقي الملك، ليقضي حاجتك، فلمّا قرب اللقاء تركته؟!
فأجاب: ظننت أنَّ حاجتي لا يقضيها إلا الملك، فذهبت إليه، فقيل لي: إنّه يصلي لله، يعني هو يطلب حاجته من الله، فتأمَّلت، وقرّرت أنْ أترك الملِكَ، وأطلب حاجتي من ربي.
الاستعانة بين الاستقلال والوسيلة:
إنّ المُراد من الاستعانة بغير الله الاستعانة المستقلّة التي يرى فيها الإنسان أنّ الذي يستعين به هو سبب مستقلّ لإعانته، أمّا الاستعانة بمعنى الوسيلة غير المستقلة عن الله تعالى، والتي من خلالها يسير الإنسان في حياته، ويسلك في طريق كماله، فهي أمر لا يتنافى مع التوحيد.
وهذا من قبيل الذهاب إلى الطبيب للعلاج، فإنّ الاستعانة به كوسيلة لشفاء الله له، على قاعدة أنّ الطبيب وسيلة، والدواء وسيلة، لكن الشافي الحقيقي هو الله " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ "7.
وهذا أيضاً من قبل التوسُّل بالأنبياء (عليه السلام) على أنّهم الوسيلة غير المستقلّة لسلوك الإنسان طريق الله تعالى، فهذا أمرٌ طبيعي أيضاً لا يتنافى مع التوحيد.
الاستعانة والشرك الخفيّ:
لا بدّ من التأكيد مجدّداً أنّ هناك فرقاً كبيراً بين الشرك العقائدي الذي يحكم على المتلبّس فيه بالكفر وبين الشرك العمليّ الذي لا تترتب عليه آثار الكفر، وإنّما يترتّب على تجنّبه كمالات معنوية كبيرة.
وقد أشار الإمام الصادق (عليه السلام) إلى خطورة عدم التفريق بين الشِّركين مفيداً أنّ الشرك الذي له آثاره العملية الشرعية منحصر في أمور خاصة في دائرة السلوك، فعنه (عليه السلام): "إنّ هؤلاء العوام يزعمون أنّ الشرك أخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء على المسح الأسود، فقال (عليه السلام): لا يكون العبد مشركاً حتى يصلّي لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو يدعو لغير الله عز وجل"8.
إلاّ أنّ هذا الكلام لا يعني عدم تسمية بعض الأمور المسلكية التي هي خارج السياق الاعتقادي بالشرك، تنبيهاً للإنسان كي يحصِّل أعلى مراتب الكمال، ومن أمثلة هذا الشرك المعنويّ هو أنْ يعتمد الإنسان على أمر خاص ليتذكر حاجة معينة،كأنْ يكتب في مفكّرة، أو أن يلبس الخاتم في إصبع آخر لم يعتدْ أن يلبسه فيه؛ ليتذكر حاجته، فإنّ هذا الفعل طبيعي لا يتنافى مع التوحيد، إلا أنّ من يفعل ذلك تارة يبقى ملتفتاً إلى أنّ الله تعالى هو المنبّه والمذكّر الحقيقي، وأن المفكِّرة والخاتم ما هما إلا وسيلة، فلا بأس في ذلك، وتارة أخرى لا يلتفت إلى أنّ الله تعالى هو المذكِّر الحقيقي، فحينئذٍ يكون قد وقع في نوع من الشرك المعنوي. وإلى هذا ألفت الإمام الصادق (عليه السلام) في حديثه الوارد بقوله: "إنّ الشرك أخفى من دبيب النمل، وقال: منه تحويل الخاتم؛ ليذكر الحاجة، وشبه هذا"9.
3- التوحيد في الحبّ
إنّ أرقى أنواع التوحيد العمليّ هو أن لا يتعلّق قلب الإنسان بشكل مستقل بغير الله تعالى، فلا يحبّ إلا الله وفي الله، بحيث يكون الله تعالى هو محور حبّه. ومن حبّ الله تعالى حبّ الكمَّل من أوليائه الذين يكون حبّهم في الله مدخلاً جاذباً لحبّ الله تعالى.
إنّ هذا التوحيد في الحبّ هو سرّ الحج الإبراهيمي، ولعلّه سرّ تسمية النبيّ إبراهيم (عليه السلام) بالخليل من الخلّة التي تعني الحبّ الخاص، وقد ورد "أنّ الخلة بالضم- مودة متناهية في الإخلاص، وصداقة قد تخلّلت القلب وصارت خلاله أي باطنه"10.
من الواضح من سيرة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) أنّه كان صاحب قلب كبير قد امتلأ عاطفة وحناناً، حتى وصل فيه الأمر أنّه حينما علم بأنّ ملائكة الله قد أُرسلوا لإنزال العذاب على قوم النبيّ لوط (عليه السلام)، فإذا به يناقشهم في ذلك، يقول الله تعالى: " فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ"11.
لقد ابتلى الله تعالى هذا النبيّ العاطفيّ، وهو في عمر المئة والعشرين بأن رزقه الله ولداً فيه الكمالات الراقية التي جذبت قلب أبيه إليه أشدّ انجذاب، فأراد الله تعالى أن يفرّغ إبراهيم (عليه السلام) قلبه لله بحيث لا يسكنه أحد إلا الله. فكان ابتلاؤه بولده اسماعيل.
- أمره الله تعالى واسماعيل طفل صغير: خذه وأمّه إلى وادٍ غير ذي زرع، واتركهما فيه.
- ثم أمره عزّ وجل واسماعيل في مطلع شبابه: اصعد معه وأمّه إلى جبل حيث تمتلئ عقولكم بمعرفة الله تعالى، ثم ازدلفوا إلى المشعر الحرام حيث تمتلئ قلوبكم بالشعور بالله.
وهناك جاء الوحي في المنام: أن اذبح ولدك.
وذهب (عليه السلام) باسماعيل (عليه السلام) إلى المذبح، دون أن توقفه عقبات الشيطان.
وتلّه للجبين.
ووضع السكين على رقبته.
وحرّك السكين ذابحاً.
لكن أوقفه جبرئيل (عليه السلام) تكويناً بقلب السكين.
لماذا؟
لأنّه نجح في عملية الذبح، لا بذبح ولده، بل بذبح ما عدا الله في قلبه، لذا كان إبراهيم (عليه السلام) خليل الله، ونبيّ التوحيد؛ لأنّه وفى لله تعالى في حبّه وعشقه، فنال مرتبة الإمامة.
الشيخ د. أكرم بركات
1- سورة يوسف، الآية 106.
2- سورة الفرقان، الآية 43.
3- سورة النساء، الآية 60.
4- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج2، ص221.
5- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج32، ص544.
6- المصدر السابق، ج32، ص532.
7- سورة الشعراء، الآية 80.
8- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج69، ص96.
9- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج69، ص96.
10- الطريحي، مجمع البحرين، ج1، ص696.
11- سورة هود، الآيتان 74-75.
سفير فلسطين لدى روسيا :سنوقف التنسيق الأمني في حال ضمت إسرائيل غور الأردن
أكد السفير الفلسطيني لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل، أن السلطة الفلسطينية ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في حال أقدمت على ضم غور الأردن.
وقال نوفل في حديث لـRT إن الساحة الفلسطينية شهدت مؤخرا العديد من التطورات، على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الفلسطينيين بكل أطيافهم السياسية وتوجهاتهم يرفضون "صفقة القرن" لأنها "لا تلبي الحد الأدنى المقبول للشعب الفلسطيني".
وأضاف نوفل أن "الفلسطينيين يراهنون على الدور الروسي، وعلى أن تقود روسيا مع الصين والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الرافض لصفقة القرن محاولة البحث عن حلول دولية جديدة وعادلة للقضية الفلسطينية" معربا عن ثقته بأن الجانب الروسي متفهم لهذه المسألة.
وأكد السفير الفلسطيني أن السلطة ستقوم بوقف التنسيق الأمني في حال أقدمت إسرائيل على ضم غور الأردن، مشددا على أن الفلسطينيين جادون في هذه المسألة مهما كانت النتائج.
وفي معرض إجابته عن سؤال حول كيف سيكون الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية في حال قطع العلاقات مع إسرائيل كما هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال نوفل: "بالتأكيد صعب.. نحن لا نتحدث عن قطع كامل للعلاقات، نحن عمليا دولة تحت احتلال.. ويجب الإبقاء على الحد الأدنى من التنسيق للإبقاء على مقومات الحياة للمواطنين الفلسطينيين. نحن واعون ونصعّد تدريجيا بما يتناسب مع الحدث".
وأكد نوفل أن وفدا يضم ممثلين عن الفصائل الفلسطينية سيصل إلى غزة خلال أيام، وفي حال نجاح مساعيه في مسار المصالحة وتوحيد الصفوف، فإن الرئيس الفلسطيني سيتوجه بنفسه إلى قطاع غزة للحصول على موقف فلسطيني موحد في مواجهة أزمة "صفقة القرن".
المصدر: RT
دور ذكر المعاد في الهداية والتربية
القرآن الكريم كتاب يهدف الىٰ هداية وتربية الإنسان: ﴿ذٰلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِين﴾[1]، وبما أنّ أهم عامل في هداية الإنسان هو الاعتقاد بالقيامة وذكر المعاد، وانّ نسيان «يوم الحساب» سبب أساسيّ للفساد ونزول العذاب: ﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب﴾[2] لذلك فقد جاء ذكر المعاد والقيامة في الكثير من آيات القرآن الكريم.
وبنسيان يوم الحساب، فإنّ تهذيب الروح لن يتحقق حتّىٰ إذا اعتقد الإنسان بالربوبيّة المطلقة لله سبحانه وانّه يربّي ويدبّر العالم بأسره، لكن إذا رأىٰ الإنسان نفسه مسؤولاً أمام ربّ العالمين واعتقد بأنّ أمامه يوماً يُسأل فيه عن جميع أعماله، فهذا الإعتقاد مؤثّر في تهذيب وتزكية روحه.
في سورة الحمد المباركة جاء ذكر ملكيّة (يوم الدين) إلىٰ جانب ذكر الرحمة الإلٰهيّة وذلك لكي يربّي الناس بين الخوف والرجاء. فلو أنّ الله سبحانه وُصِف بالرحمٰن والرحيم فقط، وكان الحديث مقتصراً علىٰ جانب رحمة الله فحسب، لكان ذلك مشجّعاً علىٰ تجرّي الناس وغرورهم، لكن إذا عرف الله الرحمن الرحيم بصفة (مالك يوم الدين) أيضاً، فإنّ الإنسان سيتحرّك بين الخوف والرجاء، لأنّه يعلم أنّ يوم الجزاء فيه جنّة كلّها رحمة وفيه جهنّم محرقة أيضاً ليس فيها شيء من الرحمة: «دار ليس فيها رحمة».[3]
والله سبحانه يربّي الناس بين الخوف والرجاء، ولهذا ترىٰ القرآن في مقام الحثّ علىٰ طلب العلم أيضاً لايتحدّث في البداية عن مدح العلم وعدم استواء العالم والجاهل، بل يتحدّث عن التهجّد والدعاء والمناجاة والبكاء في أعماق الليل والسجود والقيام فيه ويذكر خوف الآخرة وتعلّق القلب برحمة الله وبعد هذا يقول هل يستوي العلماء مع الجهال؟: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون﴾.[4] فالعلم أداة ووسيلة للعمل وليس هدفاً، وقيمته تحصل بعد التهذيب والتقوىٰ والتزكية، والتزكية تتحقّق بواسطة السير بين الخوف والرجاء.
والإنسان لا يمكنه أن يعلّق الأمل بنتيجة عمله أبداً، وان يعتمد علىٰ هذا الأمل، لأنّ الإنسان إذا لم يراقب نفسه ولم يسلّم أمره إلىٰ الله، فيحتمل في أيّ لحظة أن يفقد إيمانه ويصبح كافراً.[5] كما انّه من الممكن أن يستيقظ القلب في اللحظات الأخيرة فيلتفت إلىٰ الله ويصبح الكافر مؤمناً. إذن ينبغي أن يخاف الإنسان من عاقبة أمره ويعلّق أمله برحمة الله.
والآية الاُخرىٰ الّتي تبيّن التربية الإلٰهيّة للإنسان بواسطة الحركة بين الخوف والرجاء هي: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٭ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم﴾.[6]
هاتان الآيتان الكريمتان تبيّنان ذلك التقسيم الثلاثيّ للعبّاد الّذي ذكرته الروايات: وهو انّ قوماً عبدوا الله خوفاً من النار وقوماً عبدوه شوقاً الىٰ الجنّة وفئة ثالثة وهم الأحرار الّذين عبدوا الله حبّاً له.
وفي هاتين الآيتين ذكر في البداية الفئة الثالثة وهم الأحرار الذين يتّخذون الله وليّاً بما انّه ﴿فَاطِرِ السَّماوَاتِ وَالأَرْض﴾، لا لأنّه أنعم عليهم، ولا خوفاً من عقابه لو خالفوه وعصوه. وهذه عبادة الأحرار الّذين يعيشون تحت ولاية الله.
والفئة الثانية تذكر الله بعبارة (يُطعِم ولا يُطعَم) وتعبده بما انّه يربّي عباده سواء كان ذلك في الدنيا أو في الجنّة بالإنعام والإطعام، فهذه العبادة ناشئة من حبّ النعمة والشوق الىٰ الجنّة.
والفئة الثالثة هم أصحاب عبادة الخوف والعبيد الّذين شعارهم: انّنا لو عصينا فنحن نخاف العذاب الأليم يوم القيامة.
وعليه فإنّ الخوف والرجاء يذكران سويّة في المنهج التعليميّ الدينيّ. وأسماء الله الحسنىٰ الاُخرىٰ مثل «ربّ العالمين» و«الرحمٰن» و«الرحيم» مثيرة لعوامل الرغبة والشوق عند الإنسان، ولكنّ «مالك يوم الدين» تثير عوامل الخوف والرهبة عنده، لأنّها تدلّ علىٰ انّ من يسلك سبيل المعصية ويدنّس نفسه بها فهو سيُبتلىٰ بالعقاب الّذي يظهر في القيامة، وسيكون عقابه بيد الله الّذي تحدّث عن نفسه لغرض التهديد والتخويف[7] في خطابه وتحذيره للقائلين بأنّ عيسىٰ (عليه السلام) هو الله، فقال: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيع﴾[8] فالقصد هو انّ الله الّذي تظهر ملكيّته المطلقة في القيامة بهذا الشكل ويغيّر نظام الكون بنحو أسرع من البرق ينبغي أن يخاف منه.
والخلاصة هي انّ الإسم المبارك: ﴿مالِكِ يَوْمِ الدِّين﴾ اضافة إلىٰ كونه حدّاً وسطاً للبرهان علىٰ إثبات حصر الحمد بالله سبحانه وكذلك هو حلقة ربط بين الآيات السابقة واللاحقة، فقد ذكر الىٰ جانب (الرحمٰن الرحيم) لكي لا تكون عبادة الإنسان وميوله اُحاديّة الجانب بل تتأرجح دائماً بين الخوف والرجاء.
آية الله الشيخ جوادي آملي
[1] . سورة البقرة، الآية 2.
[2] . سورة ص، الآية 26.
[3] . نهج البلاغة، الكتاب 27، المقطع 10.
[4] . سورة الزمر، الآية 9. في هذه الآية الكريمة تعلّق الرجاء برحمة الله، ولكن الخوف تعلّق بالعاقبة لانّ الله مصدر الرحمة واسناد الغضب إليه بالعرض لا بالذات.
[5] . عَبّرت الروايات عن هذا الزمن القصير بـ(فَواق ناقة) وهي الفترة القصيرة الّتي تفصل بين قبض أصابع الكفّ وبسطها عند حلب الناقة.
[6] . سورة الأنعام، الآيتان 14 و15.
[7] . الآية المذكورة ناظرة إلىٰ أصل التخويف ولا اختصاص لها بالمعاد.
[8] . سورة المائدة، الآية 17.
بوتين والملك سلمان يؤكدان استعدادهما لتنسيق الجهود بصيغة "أوبك +" لاستقرار السوق النفطية
أعلن المكتب الإعلامي للكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اتفقا على تنسيق الجهود بصيغة "أوبك +" لضمان استقرار السوق النفطية.
وذكر الكرملين، أن الرئيس الروسي تلقى اليوم الاثنين اتصالا هاتفيا من الملك سلمان، وبحث الطرفان "بشكل مفصل الوضع في سوق النفط، وأكدا استعدادهما لمواصلة تنسيق الخطوات ضمن اتفاقية "أوبك+" لضمان استقرار سوق النفط العالمية".
وجاءت المكالمة في وقت تشهد فيه أسواق النقط تقلبات كبيرة حيث واصلت أسعار النفط الهبوط أثناء التعاملات اليوم لتصل إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر 2018، متأثرة بمخاوف تداعيات تفشي فيروس" كورونا" في الصين على الطلب العالمي على الخام.
ومن المتوقع أن تعقد اللجنة الفنية للدول الموقعة على اتفاق "أوبك+" اجتماعا طارئا يومي 4 و5 من فبراير الجاري لبحث تدابير يمكن اتخاذها لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.
المصدر: RT
الشفاعة
آيات قرآنية:
1 ـ ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾([1]).
نفي لادِّعاء المشركين باتخاذهم الأوثان شفعاء عند الله، فلا شفاعة لأحد عنده إلا بإذنه.
2 ـ ﴿مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ﴾([2]).
الشفيع بالحقيقة هو الله، والشفاعة لمن سواه تكون بإذنه.
3 ـ ﴿يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلً﴾([3]).
يوم القيامة لا تنفع شفاعة أحد في غيره، إلا شفاعة من أذن الله له ورضي له قولاً، ومنهم النبيون والصديقون والشهداء.
4 ـ ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾([4]).
عن الإمام موسى بن جعفر «عليه السلام»: فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه([5]).
5 ـ ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾([6]).
توبيخ ولوم للمشركين، لاتخاذهم شفعاء من أصنام لا تعقل، ولا تملك لهم ضراً.. فلا شفاعة لأحد من دون الله، وهو المالك لها جميعاً، يأذن بها لمن يشاء.
6 ـ ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾([7]).
نفي للشفاعة الباطلة التي جعلها المشركون لأصنامهم وأربابهم، واعتقدوا بتأثيرها في الخير والشر من دون الله.
7 ـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾([8]).
يحشر الناس يوم القيامة فقراء، لا يملكون مالاً ولا صداقة، ولا شفاعة تنجيهم، فالكل فقير إلى الله، وهو الغني الحميد، وله الشفاعة جميعاً.
8 ـ ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾([9]).
الخطاب لبني إسرائيل، إذ زعموا أن آباءهم يشفعون لهم، فكل شفاعة ملك لله سبحانه، ولا يشفع أحد إلا بإذنه.
9- ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾([10])
ذمٌّ وتحذير للمشركين الذين يعبدون الأصنام من دون الله تقرباً بها إليه سبحانه، وتوسلاً للشفاعة منها، فإنّما الشفاعة له ولمن أذن له، هذا التوسّل إخترعه المشركون من عند أنفسهم وهو التوسّل المنهيّ عنه من الله تعالى.
روايات معتـبرة ســـنداً:
1 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ «عليه السلام»: إِنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبِيَ الْوَفَاةُ، قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لَا يَنَالُ شَفَاعَتَنَا مَنِ اسْتَخَفَّ بِالصَّلَاةِ([11]).
2 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْعَطَّارُ، عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عن النَّضْر بْن شُعَيْبٍ، عَنْ خَالِدٍ الْقَلَانِسِيِّ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ «عليهم السلام» قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ «صلى الله عليه وآله»: إِذَا قُمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ تَشَفَّعْتُ فِي أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، فَيُشَفِّعُنِي اللهُ فِيهِمْ، واللهِ لَا تَشَفَّعْتُ فِيمَنْ آذَى ذُرِّيَّتِي([12]).
3 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِي بن إبراهيم، عَنْ أَبِيه، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وغَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله»: إِنَّ لَكُمْ فِي حَيَاتِي خَيْراً وفِي مَمَاتِي خَيْراً.
قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله، أَمَّا حَيَاتَكَ، فَقَدْ عَلِمْنَا، فَمَا لَنَا فِي وَفَاتِكَ؟
فَقَالَ: أَمَّا فِي حَيَاتِي، فَإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ قَالَ: ﴿وما كانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ﴾ وأَمَّا فِي مَمَاتِي فَتُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ([13]).
4 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن عَبْد اللهِ بْن جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ «عليه السلام» قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ «صلى الله عليه وآله»: ثَلَاثَةٌ يَشْفَعُونَ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فَيُشَفَّعُونَ الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاءُ، ثُمَّ الشُّهَدَاءُ([14]).
5 ـ روى الشيخ الصدوق عن أَحْمَد بْن زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ «عليه السلام» يَقُولُ: لَا يُخَلِّدُ اللهُ فِي النَّارِ إِلَّا أَهْلَ الْكُفْرِ والْجُحُودِ، وأَهْلَ الضَّلَالِ والشِّرْكِ، ومَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُسْأَلْ عَنِ الصَّغَائِرِ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ونُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيم﴾ قَالَ:
فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَالشَّفَاعَةُ لِمَنْ تَجِبُ مِنَ الْمُذْنِبِينَ؟
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ «عليه السلام» قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ «صلى الله عليه وآله» يَقُولُ: إِنَّمَا شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي([15]).
6 ـ روى الشيخ الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، قال:
سمعت موسى بن جعفر «عليهما السلام» يقول: ...لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ([16]).
7 ـ روى الشيخ الكليني عن أحْمَد بْن إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
...فقَالَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله»: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِي ولَا لَكُمْ ولَكِنِّي قَدْ وُعِدْتُ الشَّفَاعَة([17]).
هذه عقيدتنا في الشــفاعة:
الشفاعة إفاضة الرحمة الإلهية والمغفرة للعباد يوم القيامة بوساطة مَن أذن لهم واختارهم الله تعالى، فهي ملكٌ له يرتضيها ويأذن بها لمن يشاء. ﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعً﴾([18]).
فالله تعالى فتح باب الشفاعة لمن أذن له، ليغفر للمذنبين من أهل التوحيد ويدخلهم في رحمته باستنقاذهم من دخول النّار، أو بإخراج بعض من كان فيها، ولا شفاعة للكفّار والمشركين وناصبي العداء لأهل بيت النّبي «صلّى الله عليه وآله».
وقد خصّ تعالى مقام الشفاعة للنّبي «صلّى الله عليه وآله» وعترته، والقرآن الكريم والأنبياء والأولياء والشهداء وغيرهم.
وإنّ رسول الله محمّد «صلّى الله عليه وآله» هو أول شفيع يوم القيامة، يشفع للمذنبين من أمته ليدخلوا الجنة.
وفي تفسير قوله تعالى ﴿عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودً﴾([19]) أن المقام المحمود هو الشفاعة .
وكذلك في تفسير قوله تعالى ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾([20]) أنها الشفاعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
وأمّا الشفاعة الباطلة، فهي التي يختار فيها العباد شفعاءهم معتقدين بهم سبباً وتأثيراً من دون الله . فكلّ اعتقاد بشفيع من دون الله فهو باطل، إذ لا تأثير ولا قدرة لذي مخلوق من دون إذن الله.
سماحة الشيخ نبيل قاووق، عقــائد شـيعة أهل البيت (عليهم السلام) في الأدلة المعتبرة
([1]) الآية 255 من سورة البقر.
([2]) الآية 3 من سورة يونس.
([3]) الآية 109 من سورة طه.
([4]) الآية 28 من سورة الأنبياء.
([5]) التوحيد، الصدوق، ص408.
([6]) الآيتان 43 و44 من سورة الزمر.
([7]) الآية 18 من سورة الأنبياء.
([8]) الآية 254 من سورة البقرة.
([9]) الآية 48 من سورة البقرة.
([10]) الآية 3 من سورة الزمر.
([11]) الكافي، ج3 ص271. وتهذيب الأحكام، ج9 ص107.
([12]) أمالي الصدوق، ص370. وبحار الأنوار، ج8 ص37.
([13]) الكافي، ج8 ص254. والبرهان في تفسير القرآن، ج2 ص681.
([14]) الخصال للصدوق، ص156.
([15]) التوحيد للصدوق، ص407، وبحار الأنوار، ج8 ص351، والبرهان في تفسير القرآن للبحراني، ج3 ص812.
([16]) التوحيد للصدوق، ص406، وبحار الأنوار، ج8 ص351 ـ 352.
([17]) الكافي، ج4 ص58، وتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي، ج4 ص58، ومرآة العقول، ج16 ص190.
([18]) الآية 44 من سورة الزمر
([19]) سورة الإسراء الآية 79.
([20]) سورة الضحى الآية 5.
الجامعة العبرية وجبهة الانبطاحيين
بعد المواقف الرسمية الهزيلة عربيا واقليميا حيال اعلان "صفقة القرن" الخيانية، باتت الكرة الان في ملعب شعوب الامة الاسلامية لكي تقوم بواجب التصدي للمؤامرة الاميركية ـ الصهيونية ـ الرجعية على فلسطين والقدس الشريف.
انّ مجرد اصدار بيانات الرفض والاستنكار لن يضع حدّاً للاستهتار الاميركي الذي ضرب عرض الحائط كل القوانين الدولية وجميع القرارات الاممية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية ممارساً سياسة فرض الامر الواقع على الامة حكومات وشعوبا.
ولاندري ما هو المغزى من ان يقوم بيان الجامعة العربية خلال الاجتماع الطارئ الاخير بالقاهرة بدعوة "المجتمع الدولي للتصدي لاي اجراءات تقوم بها اسرائيل" مشيرا الى "ان صفقة القرن تلغي قرارات الشرعية الدولية وتكرس شرعية ترامب"؟!!
فلقد تنكّر الرئيس الاميركي الوقح دونالد ترامب لجميع المواثيق والمعاهدات العالمية مكرسا شريعة الغاب ولغة القوة امام ضعف العالمين العربي والاسلامي عن اتخاذ الموقف الحازم الذي يلجم المتغطرسين والمعربدين في المسرح الدولي الراهن.
وما جدوى ان تنتفض الشعوب في كل مكان احتجاجا على صفقة العار، دون ان يقترن ذلك بآليات عملية تؤدي الى تصعيد المواجهة المصيرية مع العدو الغاصب الذي لا يفقه سوى لغة منطق القوة؟.
واضح ان الذي يقول بانه ليس من انصار "المواقف العنترية"، هو نفسه من اتباع مدرسة اخلاقية الهزيمة والمواقف الانبطاحية التي يصفق لها الاستكبار الاميركي ويهنأ بها الصهاينة القتلة الذين لن يتراجعوا ابدا عن سلوكياتهم الاجرامية والارهابية مستقبلا لتنفيذ وعود دونالد ترامب عبر صفقة الوهم.
وماذا تنفع مبادرة السلام العربية لتحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط، بعد ما رمت الادارة الاميركية المتصهينة ما هو اهم منها من قرارات دولية معروفة للقاصي و الداني في البحر (القراران 242 و338 نموذجا).
وماذا عساه ان يقدم اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الاسلامي اليوم من جديد سوى نفس الخطاب السياسي المرتجف والمشلول امام لغة البلطجة الاميركية التي مسح بها ترامب الانظمة الرسمية كلها بالتراب ولم يعرها ادنى قيمة او اعتبار.
وامام هذه المواقف الرسمية المتهرئة حيال صفقة القرن وقضية فلسطين، يبدو ان علينا انتظار تحركات اميركية واسرائيلية غاية في الهمجية والوحشية لتنفيذ هذه الخطة المشؤومة مادامت القوى التحررية محظورة حتى من الاحتجاج الشعبي في منطقتنا، علماً ان التظاهرات الجماهيرية الرافضة لهذه المؤامرة القذرة انطلقت في العديد من المدن الاميركية والاوروبية وبعض البلدان العربية لتضعنا امام مسؤولية اكبر واعظم مادمنا قريبين من هذا الواقع المزري وحيث ان (اهل مكة ادرى بشعابها).
لابد هنا من التاكيد على دور المقاومة المسلحة التي هي اكثر جدارة من الانظمة الرسمية المتخاذلة، على مستوى مكافحة تداعيات صفقة العار عبر طمس الحقوق الفلسطينية وتهويد القدس والمسجد الاقصى الشريف.
فلقد ادرك الغرب عبر عقوله ان النظام العربي الرسمي مهيأ حتى الثمالة لابتلاع الاهانات المتتالية الامر الذي جعله يتصرف بكل استعلاء وعنجهية على لسان الرئيس المتعجرف ترامب الذي جعل من فلسطين والقدس الشريف ومناطق اخرى تابعة للاردن ومصر ارضا مشاعة للصهاينة لهم "الحق في التصرف بها كيفما يشاؤون".
بيد ان الغرب المتصهين يدرك ايضا بانه ومع تنامي نفوذ قوى جبهة المقاومة بوجه التوسع الاميركي ـ الاسرائيلي فان من الصعب ان يكون تحقيق الاطماع الاستكبارية نزهة سهلة، اذ ان التغير الطارئ على قضية توازن الرعب في المنطقة بعد دك القواعد الاميركية مؤخرا بالصواريخ الايرانية القاصمة، يجعل التوصل الى الاهداف الاستكبارية بعيد المنال.
صفوة القول ان المستقبل يحدده الابطال التحرريون المؤمنون بتطلعاتهم المحقة والمشروعة، وهم القادرون على تحويل مواقفهم الى افعال ذات صدى عظيم على مستوى الامة، ولا تحدده (الجامعة العبرية) التي تحولت الى مرتع للانبطاحيين والمتخاذلين الذين يتحذّرون حتى في اطلاق التصريحات التي ربما لو اطلقوها ستجعلهم يتطهرون من تهمة الخيانة والتواطؤ مع العدو الصهيوني .
حميد حلمي البغدادي