
emamian
علاوي سيقدم 19 حقيبة ويُتوقع بقاء ثلاث حقائب مؤجلة
رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي سيجتمع بعددٍ من القيادات السياسية،
و أن علاوي سيقدم 19 حقيبة ويُتوقع بقاء ثلاث حقائب مؤجلة الى وقت آخر.
وكان رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي، أعلن السبت الماضي، أنه سيطرح خلال أيام تشكيلته الحكومية المنتظرة، متعهداً بأن تكون "مستقلة" ومن دون تدخّل الأطراف السياسية.
وأمام علاوي، الذي سمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسية، حتى الثاني من آذار/مارس المقبل للتصويت عليها في البرلمان، بحسب الدستور، علماً أن مجلس النواب لم يعلن عن جلسة استثنائية خلال العطلة النيابية التي تنتهي في منتصف الشهر المقبل. وتتحدث مصادر سياسة عن صعوبة نيل حكومة علاوي الثقة في برلمان تعصف به الانقسامات.
ظريف: حل القضية الفلسطينية رهن بالمقاومة واستفتاء الفلسطينيين
اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان حل القضية الفلسطينية رهن بالمقاومة واللجوء الى استفتاء الفلسطينيين.
وفي ظلّ الأحداث المهمّة الأخيرة أجرى موقع KHAMENEI.IR الإعلامي حواراً مع وزير خارجيّة الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور محمد جواد ظريف تطرّق فيه للحديث حول حلّ قضية فلسطين من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية ومشروع قائد الثورة اية الله سيد علي خامنئي الداعي إلى إجراء استفتاء شعبي في فلسطين والذي تمّ تسجيله رسميّاً في الأمم المتّحدة، كما علّق ظريف على "صفقة ترامب " معتبراً بأنّ هذه الصّفقة كشفت عن أنّ الخطر الأساسي الذي يواجه العالم العربي اليوم هو في الواقع زعماء بعض البلدان العربيّة الذين يشكرون ترامب على خطته بدلاً من اتّخاذ موقف داعمٍ لفلسطين.
من وجهة نظركم، ما هو دور أمريكا والصهاينة في مشروع "صفقة القرن" وأيّ هدف يسعون لتحقيقه من خلال هذا المشروع؟
للأسف فإنه طوال الأعوام السابقة وخاصّة الأعوام الأخيرة لم يكن العالم العربي يواجه الكيان الصهيوني وأمريكا بأسلوب انفعالي فقط، بل إنّهم تحالفوا أيضاً مع الصّهاينة ضدّ دولة فلسطين الإسلاميّة. خطوتهم هذه جعلتهم في موقف ضعيف للغاية. وعلى هذا الأساس توصّل الأمريكيّون لهذه النتيجة بأنّهم يستطيعون الكشف عن مشروعهم، لكنّ الأمريكيّين لم يكونوا في مثل هذه الظّروف قبل بضعة سنوات، فكيف إذا كان الحديث يدور حول أن يفكّروا بشأن تحويل كلّ قضيّة فلسطين إلى صفقات عقاريّة ويضحّوا بكلّ آمال وأحلام وحقوق الشعب الفلسطينيّ الأوليّة مقابل مشروع في البناء والإعمار. وبناء على أفكار وأقوال ترامب وكوشنر، لا شأن لهم بحقوق أحد وهم ينظرون إلى هذا المشروع على أنّه خطّة وقد توصّلوا إلى هذه النتيجة بأنّ العالم العربي بلغ من الذلّة ذلك الحدّ الذي يخوّلهم طرح قضيّة سخيفة كهذه على أنّها تمثّل حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي الواقع هم يحوّلون فلسطين بمشروعهم إلى شيء أشبه ببنتوستانات زمن الأبارتايد في أفريقيا الجنوبيّة. أي مناطق محدّدة تتشكّل في وسط فلسطين المحتلّة بغية إبقاء سكّانها تحت المراقبة. لكنّ كلّ شيء بات الآن بتصرّف الكيان الصهيوني والنقاط المطروحة في خطّة صفقة القرن تتعدّى النّقاط المطروحة في اتفاقية أوسلو واتفاقية مدريد بحيث أنّها تقسّم فلسطين إلى قطع من الأراضي المحاصرة من قبل الكيان الصهيوني وتهدي كلّ أراضي ما بعد العام 1967 أيضاً إلى الصهاينة. إنّ وهب ترامب لمنطقة الجولان في سوريا وبيت المقدس عاصمة المسلمين إلى الكيان الصهيوني، تلك المناطق التي لم تكن لهم منذ البداية، لم يتحقّق إلا بسبب انفعال وتذلّل العرب أمامهم. لا يزال العالم العربي يركض وراء شراء الأمن من أمريكا والكيان الصهيوني. وهم بدل أن يثقوا بأنفسهم وبشعوبهم وبجيرانهم المسلمين، يركضون خلف شراء الأمن من أمريكا. طبعاً الأمريكيّون يرحّبون بهم أيضاً، لأنّهم على سبيل المثال يبيعون سنويّاً أسلحة بقيمة 67 مليار دولار للسعوديّة ويشترون في الوقت عينه ببيعهم لهذه الأسلحة عزّة وكرامة المملكة العربيّة السعوديّة.
نظراً لردود الفعل السلبيّة التي عبّر عنها قادة العالم العربي حيال تداعيات "صفقة ترامب "، لماذا يتّخذ بعضهم مواقف من هذا النّوع وينظرون إلى أنّها تحمل نتائج عكس النتائج الحقيقيّة التي تنطوي عليها؟
إنّ المواقف التي يتّخذها بعض الحكام التابعين في البلدان العربيّة اليوم الذين تحوّلوا اليوم بسبب مشاكل الدول العربيّة الكبيرة إلى زعماء العالم العربي ليست مواقف الشعب العربي، إلّا أنّ الحدث المهمّ الذي وقع هنا هو أنّ هذه الأنظمة العربيّة التابعة عملت على إظهار الجمهورية الإسلامية كخطر زائف أمام شعوبها.
لكنّ هذا الحدث كشف عن أنّ الخطر الذي يواجه العالم العربي يتمثّل في أرباب زعماء الدول العربيّة أنفسهم الذين ينقضون دفعة واحدة كلّ آمال وحقوق الشعب الفلسطيني ولا يجرؤ هؤلاء حتّى على الاعتراض وبدل أن يتّخذوا موقفاً داعماً لفلسطين يبادرون إلى توجيه الشّكر أيضاً للسيّد ترامب. في الحقيقة هذه رسالة للعالم العربي تصرّح بأنّ مسار الحل في فلسطين لا يتواصل بمثل هذه السياسات وعليهم العودة ومواجهة خطر الصهيونيّة المحدق بالعالم الإسلامي وخطر الذين ينتهجون سياسة التذلّل والتبعيّة للكيان الصهيوني.
برأيي هي فرصة للعالم الإسلامي لكي يدرك هذه الحقيقة بأنّ مسار حلّ قضيّة فلسطين يرتكز على محوري الديموقراطيّة والمقاومة. هدف المقاومة واضح وسوف يصمد الشعب الفلسطيني، لكنّ كلّ الحركات الفلسطينيّة باتت اليوم تهتف بصوت واحد ضدّ "صفقة القرن" وهذه الوحدة داخل فلسطين التي ترتكز على المقاومة قادرة على أن تكون أمراً مباركاً جدّاً فيما يخصّ إحباط السياسات الصهيونيّة.
الديموقراطيّة تمثّل عنصراً في غاية الأهميّة أيضاً. أولئك الذين بات العالم يضجّ بهتافاتهم من أجل الديموقراطيّة ويكذبون بقولهم واعتبارهم أنّ الكيان الصهيوني يُمثّل الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، عليهم أن يكونوا جاهزين لتقبّل الديموقراطيّة الحقيقيّة. ماذا تعني الديموقراطية الحقيقيّة؟ تعني أنّ يتمكّن جميع أولئك المتواجدين في فلسطين وفلسطين ملكٌ لهم أو الذين عاشوا في فلسطين لكنّهم مهجّرين في العالم، أن يتمكّنوا من تحديد مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم. لماذا يخشى أتباع الديموقراطيّة هذه الخطّة؟
والمشروع الذي قدّمه الإمام الخامنئي قبل سنوات على أنّه مشروع الجمهورية الإسلامية من اجل فلسطين وهو مشروع طبيعي أيضاً، ألم يتمّ تنفيذ مثل هذه الخطّة في أفريقيا الجنوبيّة والتخلّي عن الأبارتايد؟ هل أبيد البيض؟ لماذا يسعون كذباً للإيحاء بهذه الصورة بأنّ هذا المشروع يعني إبادة اليهود؟ لقد أكّد الإمام الخامنئي مرّات عديدة بأن لا شأن لنا بالشعب اليهودي واليهود الذين عاشوا في فلسطين لديهم الحقّ بأن يبقوا هناك، لكنّهم لا يستطيعون تحديد مصير الآخرين. بل يجب أن يقرّر الفلسطينيّون جميعاً مصيرهم.
كما كان الحال في أفريقيا الجنوبيّة بحيث أنّ جميع الأفريقيّين من سودٍ، وبيض وذوي البشرات الملوّنة تمّ تقسيمهم في نظام الأبارتايد إلى مجموعات متنوّعة وسُلبوا هذا الحقّ الإنساني بأن يعيشوا سواسية مع بعضهم، لكنّهم قرّروا أن يضعوا هذا النّظام جانباً واليوم تمرّ ثلاثين سنة على تلك الحادثة ولم نشهد أيّ حرب أو مجازر في أفريقيا الجنوبيّة.
لكن فيما يخصّ فلسطين وبدل الرّضوخ للذّل وضغوط أمريكا والكيان الصهيوني التي تزداد بشكل يومي ولا تنتهي، هناك سبيلان متلازمان وغير منفصلان لحلّ قضية فلسطين؛ أوّلهما المقاومة والآخر هو الديموقراطيّة وآراء النّاس. سوف تُحلّ قضيّة فلسطين عندما يتمّ العمل بهذين المسارين. ونحن أيضاً سجّلنا في العام الفائت مشروع الإمام الخامنئي في مجلس الأمم المتحدة كمشروع رسمي حتّى يطّلع عليه العالم اليوم أيضاً وإن كان قد اطّلع عليه سابقاً. نحن على مشارف إعلان خطّة "صفقة القرن" بلّغنا مجدّداً مشروع الإمام الخامنئي لكي يلتفت العالم إلى هذه النّقطة بأن مسار الحلّ الوحيد لقضية فلسطين لا يتمثّل في تضييع حقوق شعب وليس صفقة بناء وإعمار، بل إنّ الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني هو الحلّ الوحيد.
هل توجد إمكانيّة للدفع بمشروع الجمهورية الإسلامية قُدماً نحو الأمام وحصد ثماره؟
لاحظوا، القرار النهائي يتّخذه الشعب الفلسطيني وعليهم أن يصلوا إلى هذا القرار. كان المسار الخاطئ الذي انتهجته بعض الحركات السياسيّة متمثّلاً في أنّهم كانوا يعتقدون بأنّهم من خلال التعاون مع المحتلّين يستطيعون إحياء حقوق الشعب الفلسطيني. لكنّ جميع الأطراف الفلسطينيّة اليوم أدركت هذه الحقيقة. لذلك عليهم التفكير ببديل عن اتفاقية أوسلو وبعدها خطّة "صفقة القرن". الخطة التي جاءت نتيجة الاستمرار في سياسة القبول بوساطة أمريكا فيما يخصّ قضية فلسطين المحتلّة. إذاً على الفلسطينيّين أن يقبل بأن هذه ليست وساطة أخرى وأنّ أمريكا تقع في أحد جانبي الصّراع وعليهم أن يلجأوا إلى خطّة تؤول إلى حلّ قضيّتهم.
لقد صرّحنا دائماً بأنّ حقّ الانتخاب ملكٌ للشعب الفلسطيني وأنّ الجمهورية الإسلامية تقبل بذلك المسار الذي يختاره الشعب الفلسطيني. أي أنّنا نقبل بأنّ الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار النّهائي وعلى الجميع أن يقبلوا بالقرار النّهائي الذي يتّخذه الشعب الفلسطيني.
منذ بضعة أعوام صرّح الإمام الخامنئي في توقّع استراتيجي لسماحته بأنّ الكيان الصهيوني لن يشاهد الأعوام ال25 القادمة. أيّ تأثيرستتركه صفقة القرن على تسريع زوال الكيان الصهيوني؟
عندما يصل الفلسطينيّون إلى هذه القناعة بأنّ القبول بوساطة أمريكا ليست المسار الذي يحقّق لهم نتيجة، بل إنّ المسار الوحيد يتلخّص في تسخير قدراتهم في المقاومة والمطالبة بالديموقراطية. أكبر نقطة ضعف للكيان الصهيوني هي أن يصرّ الفلسطينيّون على حقوقهم ولا شكّ في أنّ هذا المسار سوف يُثمر بعد التخلّي عن الحلول الزائفة والتأكيد على الحلول الديموقراطية.
نظراً لتسجيل مقترح الجمهورية الإسلامية في إيران من أجل حلّ قضيّة فلسطين بشكل رسمي في منظّمة الأمم المتّحدة، نرجو أن تشرحوا لنا ما يروّج له الكيان الصّهيوني في إعلامه ضدّ هذا النّوع من المبادرات؟
لاحظوا، إنّ أقدم قضيّة تواجهها منظّمة الأمم المتّحدة اليوم هي قضيّة فلسطين. ومنذ البداية لم يتمّ طرح علاج مناسب لحلّ قضية فلسطين في منظّمة الأمم المتّحدة. اللافت هو أن تعلموا بأنّ النظام البهلوي أيضاً كان قد طرح سبيل الحلّ المتمثّل بالديموقراطيّة من أجل إيجاد حلّ لقضيّة فلسطين ولم يكن قد دعم مقترح أن يسلبوا الشّعب الفلسطينيّ حقوقه ويمنحوها للصهاينة وكانت إيران من البلدان التي رفضت في تلك الفترة أيضاً تقسيم دولة فلسطين. طبعاً لم تكن سائر البلدان العربيّة أيضاً موافقة لسياسة التقسيم وينبغي حلّ هذا الخطأ عن طريق الديموقراطيّة.
لكنّ الكيان الصهيوني يروّج بشكل مستمر بأنّ البعض يعادون اليهود، بينما لا أحد يعادي اليهود. ومن لديه سوابق عداء لليهود موجودٌ في مكانٍ آخر. ونحن في هذه المنطقة لا نملك سوابق فيما يخصّ معاداة اليهوديّة. لطالما كانت شعوب هذه المنطقة تستضيف اليهود ولا تزال كذلك. فنحن علينا أن نحترم النّبي موسى (عليه السلام) لكونه رسولاً إلهيّاً. نحن أتباع النّبي موسى (عليه السلام) ونناشد أهل الكتاب للوحدة. لذلك لا يستطيع أحد أن يُقدّم المسلمين والإيرانيّين الذين لديهم سوابق في تخليص اليهود من الهولوكوست على أنّهم يعادن اليهود. نحن نقول بأنّه لا يمكن تضييع حقوق الفلسطينيّين بهذه الحجّة وإنّ السبيل الوحيد لحلّ مشاكل فلسطين هو الديموقراطيّة. العديد من مشاكل العالم اليوم ومن بينها مشكلة الإفراطيّة المسيحيّة واليهوديّة معاداة الإسلام لديها جذور في نقض حقوق الشعب الفلسطيني وهذه المشاكل لا تُحلّ سوى باستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه عن طريق الديموقراطيّة.
بعد استشهاد اللواء سليماني قال الإمام الخامنئي: "هذا الرّجل بسط أيدي الفلسطينيّين." ما هي الخطوات التي أقدم عليها الشهيد سليماني والتي جعلت الإمام الخامنئي يتحدّث بهذا النّحو؟ كيف تدعم إيران حاليّاً جبهة المقاومة؟
لطالما وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني ومقاومة البلدان المسلمة التي احتلّت أراضيها من قبل الكيان الصهيوني، من ضمنها لبنان، سوريا وسائر الدول العربيّة. الشهيد سليماني كان في الحقيقة رمز مؤازرة ودعم الشعب الإيراني لشعوب المنطقة. فهو لم يقاوم فقط الكيان الصهيوني، بل قاوم التطرّف والإرهاب بكلّ أنواعه. لقد كان إلى جانب الشعوب المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق. يُمكن الادّعاء بأنّ الشهيد سليماني لم يكن بطل المقاومة فقط، بل بطل مكافحة الإرهاب وبطل السّلام.
لا شكّ في أنّ شهادته ستترك آثاراً طبيعيّة ووضعيّة عديدة ونحن رأينا تلك الآثار في العراق. بعد فترات من النزاع في شوارع العراق، اتّحد جميع أهالي ذلك البلد بعد شهاد اللواء سليماني من أجل تشييع جثمانه الطاهر ومن ثمّ طالبوا بطرد أمريكا من العراق. لقد كانت فعلة ترامب بلهاء وجبانة لأنّ ترامب عجز عن مواجهة الشهيد سليماني في ميدان النّزال وأُجبر على أن يغتال قائدنا العزيز ورفاقه وعلى وجه الخصوص الحاج أبومهدي المهندس في منتصف الليل عبر طائرة مسيّرة. وكما صرّح الأمريكيّون أنفسهم بأنّ الخطوات الإرهابيّة دليلٌ على الجُبن لا الشجاعة.
لقد تسبّب ترامب بهذه الخطوة البلهاء والجبانة بانطلاق عمليّة إنهاء التواجد الأمريكي في المنطقة. وفي سائر الدول كالهند مثلاً نزل الناس في مئات المدن ضمن مسيرات مناهضة لأمريكا. هذا إنما يدلّ على أنّ أمريكا بهذه الخطوة وجّهت ضربة أساسيّة إلى نفسها وزادت من قوّة جبهة المقاومة وجبهة التصدّي للهيمنة والاستكبار في المنطقة وفي أرجاء العالم.
نطلب منكم أن تختموا حوارنا هذا بذكر خاطرة عن علاقتكم بالحاج قاسم سليماني.
لقد وُفّقت تقريباً في العديد من الأوقات لأن أكون في خدمة هذا الشهيد الجليل. فكلّما تواجدنا في إيران، كنا نعقد جلسة بشكل أسبوعي. لقد كان الشهيد سليماني شخصاً منطقيّاً، ذكيّاً ومستشرفاً للمستقبل. لم يكن أبداً من أولئك الذين يكتفون بإطلاق الشعارات. كان الحديث معه سهلاً للغاية. ودائماً ما كانت تكون آرائنا مختلفة في بداية الجلسة ثمّ كنا نتّفق في نهايتها ونتعاهد على أن أقوم أنا مثلاً بالعمل الفلاني خلال هذا الأسبوع ويقوم هو بالعمل الفلاني. وكنّا نفي بعهودنا دائماً.
كما أنّنا جميعاً والإمام الخامنئي خاصّة كنّا قلقين دائماً على الشهيد سليماني. في كلّ مرّة كنت أراه فيها، كنت عند الوداع أهمس في أذنه "فالله خير حافظاً". كانت المرّة الأخيرة التي رأيت فيها الشهيد سليماني بعد ظهر يوم الأحد الذي سبق يوم الجمعة الذي نال فيه منزلة الشهادة.
بينها الفواق.. 6 علامات تنذر بسكتة دماغية
الصداع الشديد يمكن أن يحدث نتيجة لنزيف في المخ (دويتشه فيلله)
تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الأكسجين إلى الدماغ بسبب تمزق أو انسداد الأوعية الدموية، فتبدأ خلايا المنطقة المصابة بالموت. ولكن، هل تدرك حقا الخطر الذي ينطوي عليه عدم الانتباه إلى العلامات التي تنذر بأن دماغك على وشك أن يعاني من هذه السكتة؟
وفي تقرير بصحيفة "كونفيدينسيال" الإسبانية، قال الكاتب إنريكي ثامورانو إن مشكلة الغثيان المستمر دون وجود سبب واضح يمكن أن تندرج ضمن الأعراض المرتبطة بالسكتات الدماغية.
وقدم الكاتب مجموعة من الأعراض الشائعة للسكتة الدماغية، والتي قد لا تكون متوقعة، وتذكّر دائما أن الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بهذه الأعراض تعود إلى طبيبك، وإذا كنت قلقا جدا بشأن صحة دماغك، فمن الأفضل أن تزوره فورا أو تزور الطوارئ:
1- الصداع الشديد
أشار الكاتب إلى أن الأشخاص غالبا ما يخلطون بين الصداع الشديد والصداع النصفي، ولكنه من بين أحد الأعراض التي يجب الانتباه إليها عندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية.
في هذا الصدد، يوضح الطبيب الأميركي سانجيف باتيل أنه "على الرغم من أن هذا الأمر ليس شائعا جدا، فإن الصداع الشديد يمكن أن يحدث نتيجة لنزيف في المخ". لا ينبغي أن تشعر بالهلع لهذه المسألة، لأن الشعور بالصداع شائع جدا بين الناس، ولكن إذا لم يتوقف الألم أو كان متواصلا لعدة أيام، فمن الأفضل أن تذهب إلى الطبيب.
2- الغثيان
الشعور بالغثيان شائع جدا، وخاصة إذا تناول الشخص طعاما دسما أو استيقظ بعد ليلة غير مريحة. ويمكن أن يندرج الغثيان ضمن الأعراض المرتبطة بالسكتات الدماغية إذا لم تكن قادرا على شرح السبب. ويحذر باتيل من أن الغثيان يمكن أن يكون "بسبب شريان مسدود أو نزيف داخل الجمجمة".
3- الفُواق
بالإضافة إلى كونه مزعجا جدا، قد يكون الفُواق واحدا من ضمن الأعراض التي تشير إلى إمكانية الإصابة بالسكتة الدماغية. وقد توصلت دراسة أجرتها "مجلة علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي" إلى أن أحد أسباب الإصابة بالفُواق قد يكون مشكلة عصبية. ولن تسمح لك هذه المشكلة بالنوم إذا استمرت معك. في هذه الحالة، من الضروري أن تستشير الطبيب ليطمئنك على وضعك الصحي.
4- الدوار
يحذر جيسون تاربلي، اختصاصي الأعصاب في مركز سانت جون الصحي في كاليفورنيا، من أن "السكتة الدماغية في الجزء الخلفي من الدماغ يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة في التوازن وشعورا بالدوخة". إذا ظهرت فعلا دون سبب واضح وتكررت، فاذهب إلى الطوارئ على وجه السرعة دون تردد.
5- الارتباك
أضاف الكاتب أن الكثير من الأشخاص يعانون من فقدان الوظيفة الإدراكية مع تقدمهم في العمر، وهذا أمر طبيعي تماما. ولكن إذا لاحظت فجأة بعض الالتباس المفاجئ فينبغي أن تقلق بشأن ذلك. يحدث هذا الفقدان المؤقت للوظيفة الإدراكية، المعروف باسم الخرف الوعائي، عندما ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ.
6- فقدان الذاكرة
من الواضح أن وظيفة الذاكرة تزداد سوءا كلما تقدمنا في السن. ولكن ينبغي أن تقلق إذا شعرت بذلك بشكل مفاجئ. في أي حال، إذا كانت لديك شكوك جدية بأنك تعاني من عدم القدرة على التذكّر، فإن الأفضل والأنسب هو أن تذهب فورا إلى طبيبك للحصول على رأيه.
المصدر : الصحافة الإسبانية
الأسد يهنئ أهل حلب ويتعهد بمواصلة تحرير كامل الأراضي السورية
هنا الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الاثنين، في كلمة متلفزة أهالي حلب لمناسبة تحرير مناطق ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي، متعهدا بمواصلة تحرير كامل الأراضي السورية.
وزير النقل السوري يعلن استئناف تشغيل مطار حلب الدولي وبرمجة رحلات منه إلى القاهرة
وأكد الأسد أن وفاء أهل حلب للوطن والجيش قلب حسابات الأعداء، مشيرا إلى أن حلب دفعت ثمنا كبيرا، وقال: "شعب حلب استمر في العمل والإنتاج خلال سنوات الحصار ولم يكتف بالصمود وحسب".
وأضاف الرئيس السوري أنه "على ثقة بأن هذا النوع من الصمود، الذي يعكس الإرادة الصلبة والانتماء العميق المتجذر، هو الذي سينهض بحلب من تحت رماد الحرب ليعيد لها موقعها الطبيعي والرائد في اقتصاد سوريا".
وتابع: "نعي تماما أن هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب، ولا يعني سقوط المخططات، ولا زوال الإرهاب ولا يعني استسلام الأعداء، لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة، عاجلا أم آجلا".
وقال الأسد "صحيح أن الانتصار في معركة لا يعني الانتصار في الحرب، لكن هذا في المنطق العسكري المجرد الذي يبنى على النهايات والنتائج، أما في المنطق الوطني فالانتصار يبدأ مع بداية الصمود ولو كان منذ اليوم الأول، وبهذا المنطق فإن حلب انتصرت وسوريا انتصرت"، وأضاف: "هذا التحرير يعني أيضا ألا نستكين، بل أن نحضر لما هو قادم من المعارك، وبالتالي فإن معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال، كما استمرار معركة تحرير كل التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار".
وقال الأسد في كلمته المتلفزة "إذ ننحني إجلالا أمام عظمة شهدائنا وجرحانا، فإنه من واجبنا أن نقف احتراما أمام عظمة عائلاتهم الجبارة، وإذا كان النصر يهدى فلهم، وإذا كان لأحد فضل فيه فهم أصحاب الفضل. فتحية لهم على ما ربوا، وتحية لأبنائهم على ما قدموا"، وتابع: "جيشنا العربي السوري لن يتوانى عن القيام بواجباته الوطنية، و لن يكون إلا كما كان، جيشا من الشعب وله، فالتاريخ لم يعرف جيشا انتصر إلا عندما توحد معه الشعب في معركته، وعندما توحد هو مع الشعب في رؤيته وفي قضيته، وهذا ما رأيناه في حلب وغيرها من المدن السورية".
المصدر:RT
هجوم صاروخي يستهدف قاعدة للتحالف الأمريكي والسفارة الأمريكية في بغداد
سقطت عدة صواريخ في محيط قاعدة عسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والسفارة الأمريكية الواقعة قربها في بغداد في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
أفاد بذلك مسؤولون أمريكيون لوكالتي أنباء "رويترز" و"فرانس برس" دون أن يوضحوا على الفور ما إذا كان الهجوم أدى إلى وقوع أضرار أو إصابات.
وذكرت "فرانس برس" أن مراسلها سمع دوي عدة انفجارات في العاصمة العراقية قرابة الساعة الثالثة والنصف فجر اليوم بالتوقيت المحلي، تبعتها أصوات تحليق طائرات في سماء المنطقة.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء مجمع السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة، وفقا لمصدر أمريكي ولدبلوماسي يقيم في منطقة قريبة.
ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم الصاروخي قرب السفارة الأمريكية، علما أن واشنطن تتهم الفصائل الشيعية المسلحة والمقربة من إيران بالوقوف خلف الضربات التي تستهدف جنودها ومقراتها.
وتعرضت السفارة الأمريكية في بغداد وقواعد تضم قوات أمريكية في العراق إلى 19 هجوما صاروخيا منذ نهاية أكتوبر الماضي، لا سيما بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني قرب مطار بغداد بضربة جوية أمريكية مطلع يناير الماض
لماذا أستيقظ متعبا؟ 5 أسباب
المصابون بالأرق يعانون من التعب والنعاس طوال اليوم (غيتي)
هناك أشخاص يستيقظون في الصباح وهم يشعرون بثقل كبير في الجسم، مع عدم وجود الحافز لأداء الأنشطة اليومية، ورغبة ضئيلة في مغادرة الفراش.
في كثير من الحالات حتى بعد النوم جيدا، لا يمكن لهؤلاء الشعور بالراحة في بداية اليوم. فما الأسباب التي تجعلك تنهض من السرير متعبا؟
1- الأرق
وفقا للكاتب خوان أرماندو كوربين -في التقرير الذي نشرته مجلة "بسيكلوخيا إي منتي" الإسبانية- يعاني حوالي 25% من الناس من الأرق، وهو اضطراب شائع جدا.
ويكمن الأرق في عدم القدرة على النوم أو النوم بشكل متقطع طوال الليل، مما يسبب مشاكل خطيرة لأداء الشخص اليومي.
كما يعاني المصابون بالأرق من التعب والنعاس طوال اليوم، فضلا عن العديد من الصعوبات عند القيام ببعض الأنشطة، على غرار العمل.
2- اضطرابات النوم الأخرى
يعاني بعض الناس من أنواع مختلفة من اضطرابات النوم التي تمنعهم من الراحة التي يحتاجها الجسم للاستمتاع بالرفاهية.
ويعتبر انقطاع النفس النومي (اختناق النوم) من أكثر الاضطرابات شيوعا، حيث يعاني المريض من توقف مؤقت للتنفس أثناء النوم.
وبالإضافة إلى أمراض النوم هذه، هناك اضطرابات أخرى يمكن أن تؤثر أيضا على كيفية الاستيقاظ صباحا.
3- القلق الليلي
بيّن الكاتب أن مشكلة القلق الليلي تعتبر من الظواهر التي يواجهها بعض الناس، وهو الإحساس غير السار الذي لا يقطع فيه العقل الاتصال ويتسبب في دخول الشخص في حلقة مفرغة يرغب فيها في النوم، لكن تظهر الأفكار السلبية مرارا وتكرارا لتعيق العقل عن النوم.
ويحتاج الجسم إلى النوم، لكن العقل لا يستطيع الاسترخاء، وإذا حاولنا أن ننام ونفكر في الأمر، فسيزداد الوضع سوءا.
4- عدم اتباع عادات جيدة تحفز النوم
جودة النوم تتعلق بالعادات والممارسات التي نؤديها قبل النوم وتؤثر إيجابا على طريقة نومنا.
وعلى سبيل المثال، إذا شاهدنا التلفزيون ليلا أو كانت لدينا وسادة غير مريحة، فستكون فرص انقطاع النوم مرتفعة.
في المقابل، هناك العديد من الممارسات الأخرى التي تؤثر بشكل إيجابي على طريقة نومنا، على غرار التمارين البدنية، واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب المنشطات، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الساعة نفسها.
5- الاكتئاب
أوضح الكاتب أن الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يمكن أن يجعل الشخص يواجه صعوبات عند الاستيقاظ من النوم.
وفي الواقع، غالبا ما يريد المصابون بالاكتئاب ملازمة الفراش، ويشعرون بالتعب والإرهاق معظم اليوم.
قائد الثورة: البكاء في مجالس الشهداء لا يدلّل على ضعف ومن مظاهر الإرادة
أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، اليوم السبت، أن ذرف الدموع في مجالس الشهداء لا يعتبر من مظاهر الضعف، وينم عن إرادة، وقال إن هذه الطريقة هي وسيلة للشعور بالعزة والقوة والشجاعة والبسالة.
قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي استقبل صباح يوم السبت وبمناسبة ذكرى مولود سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) جمعا كبيرا من مداحي وذاكري اهل البيت (ع).
وقال قائد الثورة، في كلمته أمام حشد كبير من منشدي اشعار أهل البيت عليهم السلام بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، إن مجالس تأبين الشهداء بهذه الصورة ايضا حيث ان مراسم تشييع جثامين الشهداء ومجالسهم وتكرار ذكر اسمائهم والبكاء علیهم تعد كذلك من بين الأساليب التي تصب في سياق الشعور بالعزة والكرامة والقوة والشجاعة.
وأردف بالقول: انكم لاحظتم ماذا حصل في مراسم تشييع شهيدنا العزيز مؤخرا بجميع ارجاء البلاد، وليس في بلدنا فحسب بل في خارجه ايضا اثناء تشييع جثامين الشهداء سليماني وابومهدي المهندس وصحبهما وأي حدث عظيم وقع وهو مايعني انه بالامكان توجيه مجلس العزاء صوب الهدف الذي رسمه أئمة أهل البيت عليهم السلام والذي يصب في حاجة المجتمع ايضا.
وقال قائد الثورة، خلال استقباله حشدا من المنشدين الدينيين، ان "حاجة بلدنا الهامّة اليوم هي أن يتسلّح شبابنا بأنواع الأسلحة النّاعمة أي القدرات الروحيّة والفكريّة. واحدة من عناصر مضاعفة قوّة البلاد هي أن نُسلّح شبابنا بسلاح التفكير الصحيح الذي يلوح في معارف أهل البيت "عليهم السلام".
واضاف، ان "مستقبل هذا البلد بأيدي الجيل الشّاب"، منوها انه "يجب أن يكون هذا الشّاب حديديّاً، وصلباً، وصاحب عزم وبصيرة لكي يُدرك ما عليه فعله والنّقطة التي يجب أن يصل إليها. هذا سلاح يصون المجتمع والنّظام الإسلامي؛ إذاً نحن بحاجة لمعارف أهل البيت "عليهم السلام".
واشار سماحته الى انه "رغم الحملة الاعلامية الغربية لارغام ايران على التراجع أمام أميركا الا أن الشعب بقي وسيبقى صامدا بفضل الله"./انتهى/
الاستهلاك كمرضٍ للأمَّة
أصبح المرء يلمس نوعاً جديداً من الطّبقات الاجتماعيّة، مُغايراً تماماً لما كنّا نعهده. وفي قمّة هرمها، توجد الطبقة الاستهلاكية بامتياز، المؤلّفة من نساءٍ ورجالٍ لا يفوتهم أيّ جديد في السوق.
- يتهافت الإنسان العربي على الاستهلاك يومياً
كدولٍ "سائِرةٍ في طريق النمو"، يعرف العالم العربي سقطةً نوعيةً في فخّ الاستهلاك. يستهلك هذا العالم مُنتجات مُختلفة، لا تُصنَع أغلبيّتها محلياً، ويُفضّلها المرء على كلِّ ما يُنتَج في ربوع بلاده.
وفي عالمٍ طغت عليه ثقافة ليبراليَّة رأسماليَّة لا يهمّها سوى الربح المادّي المَحْض، ولو على حساب صحّة الإنسان الجسديّة والعقليّة والنفسيّة وعلاقاته العائليّة والاجتماعيّة، أصبح الاستهلاك، منذ حركات التَّصنيع الأولى، نمط حياة قائماً بذاته، له خصوصيّاته ومقوّماته وميادينه المختلفة.
يرتبط الاستهلاك في وعي الناس ولاوعيهم بالرفاهية والخير والبركات، لكنَّه يُعدُّ في العُمق سجناً كبيراً يختاره المرء في بعض المرات طواعيةً، ويُفرَض عليه في الكثير من الأوقات بوسائل شتّى، عن طريق أدوات الدّعاية والتسويق للمُنتجات المختلفة، مما يحتاج إليه الإنسان وما لا يحتاجه أبداً، ولكنّه يقتنيه، على الرغم من ذلك، من أجل الاقتناء فقط.
وهنا تكمُن مشكلة الاستهلاك، وتتمثَّل في سَلْب الإنسان حريّته وإلحاقه بعالم البضائع، ليُصبح بضاعةً تُباع وتُشترى، تُستعمَل أو تُستغَلّ، وتُرمى أو تُهمَل في ركنٍ ما، ما لم تعد لها قيمة شرائيّة تسمح بأن تبقى موضِع اهتمام السوق.
يتهافت الإنسان العربي على الاستهلاك يومياً، من دون أن يعي أنَّ هذا العالم مبنيّ على أساس التلاعُب بالكرامة الإنسانيّة، بل احتقار مَلَكة الحُكم الطّبيعية فيه، واعتباره ساذِجاً، بل رضيعاً لا يملّ ولا يشبع من امتصاص كلّ ما يُنتَج ويُعرَض في أسواقه الشعبية وأزقَّة مدنه العتيقة والمحلات التجارية الفاخِرة في الأحياء "الراقية"، التي أصبحت أسواقاً قائمة بذاتها، يتنافس الكلّ على زيارتها ويتباهى بالتبضّع منها.
ما لا يعيه الكثيرون وهم يلجون هذه "الجوامِع الاستهلاكية الجديدة"، أنَّ منطق الاستهلاك، ولكي تتضخَّم أرباحه، يُراهِن على إغراق السوق العربية بأكبر كميّةٍ من البضائع المختلفة، وعلى تقديم الجديد دائماً، سواء على مستوى الطراز أو البضائع نفسها. وتكون النّتيجة حدوث حركة استهلاكيّة دائبة، حتى أصبح ما يهمّ الناس في قرارة أنفسهم، وخلال أحاديثهم، تبادُل الأخبار عن كلِ جديدٍ في السّوق وثمنه وطُرُق الوصول إليه.
لقد أصبح المرء يلمس نوعاً جديداً من الطّبقات الاجتماعيّة، مُغايراً تماماً لما كنّا نعهده. وفي قمّة هرمها، توجد الطبقة الاستهلاكية بامتياز، المؤلّفة من نساءٍ ورجالٍ لا يفوتهم أيّ جديد في السوق.
ولا يحقّ للمرء أن يسأل مَن لا يملك بالتأكيد ثمن ما يقتنيه من أين له ذلك! لأنَّ "المِلكية الخاصة" هي الآلهة الجديدة التي ابتدعتها الرأسمالية: "إنَّ الاقتناء والامتلاك والربح من الحقوق المُقدَّسة للفرد في المجتمع الصناعي. ولا يلعب إشكال مصدر هذا المُلْك أو ما إذا كان امتلاكه مرتبطاً بأية مسؤولية كانت، أيّ دور يُذكَر. والمبدأ الشائِع في هذا المجال هو: "ليس من حقّ أيّ أحد أن يسألني أين وكيف حصلت على ما أملكه أو ماذا أعمل به. إنَّ حقّي في هذا الإطار غير محدود ومُطلَق". (إريك فروم، الامتلاك أو الوجود، 1956).
ولا يقتصر الاستهلاك على البضائع التكنولوجيَّة، من هواتف محمولة وحواسيب وألعاب إلكترونية وأدوات منزلية وسيارات... بل يتعدّاه ليقتحم ثقافة الإنسان العربي الغذائيَّة، مع كلّ ما يترتَّب على ذلك من مشاكل صحّية ونتائج نفسيّة.
ولا يفوت مُتخصّص، لو مُبتدئ، وهو يُلاحظ وجوه المارّة في شوارعنا، أن ينتبه إلى انتشار الأمراض النفس-جسديّة لدينا، والتي يُسبِّب "الاستهلاك" المُعاصِر غالبيّتها العُظمى بما لا يدع مجالاً للشك، فالوجبات التي تُنعَت بـ"الخفيفة" هي في العُمق معامل كيماوية ملغومة بكلّ أسباب أمراض القلب والشرايين والجهاز الهضمي والتنفّسي، لأنّ نسبة السكّر والملح والدهنيات وكلّ الكيماويات التي تُحسّن الذوق مرتفعة فيها إلى درجةٍ عاليةٍ جداً.
لقد أصبحت عادات العربيّ الغذائية غريبة عن بيئته ومحيطه الطّبيعيّ، بل عرفت تغيّراً ملحوظاً، حتى في نظامها الزمني، سواء على مدار السّنة أو في اليوم الواحد.
ولم تنجُ الثّقافة العربيَّة من بَسْط منطق الاستهلاك جناحيه عليها، وسلبها ثيابها كعروسٍ فاتِنة، لينفرد بها في ركن وجوديّ لإنتاج ثقافة لا نجد منها سوى إسمها، فالمواسم الأصيلة التي كانت تعتَبر ركيزة ثقافية أساسية للمناطق والقبائل، وموعداً سنوياً مهماً، أصبحت "مهرجانات" يُراد منها خلق الحَدَث الثقافي الفريد في نوعه بمضامين غريبة كلّ الغرابة.
أما الثقافة التي تحاول وسائل الإعلام المرئية تمريرها وفرضها، فلا يفوت أيّ مُغفّل الانتباه إلى أنها تجرّه جرّاً إلى بحر الاستهلاك الأعمى، من خلال برامج ومُسابقات ترفيهية همّها الأساسي "تنويم" المشاهِد أو المُستَمِع مغناطيسياً في وَهْم عوالِم تُبهره وتوحي إليه بأنَّ باستطاعة أيٍّ كان أن يصبح نجماً في الغناء أو السينما أو الكتابة، ناهيك بـ"استعمار" الكثير من المحطّات التلفزية الأجنبية وأفلامها وبرامجها صالونات العرب، وطبعهم بما يطبع به المواطن الغربي كذلك، بـ"تلقينه" أنَّ عليه أن يكون "مُستهلِكاً جيداً"، بما أنه أضاع حقّه في أن يكون "مواطِناً جيداً"، أي مُنتقداً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المُزرية التي يعيشها.
المرض المعنيّ في هذا المقال، الناتج من الاستهلاك، يجد جذوره في التبعيّة العمياء لمنطق الاستهلاك وأساليب الحياة التي يفرضها، لهثاً في المقام الأول وراء المزيد من الاقتناء، من دون حاجة ضرورية للاستعمال.
وفي هذا السباق الذي لن يهدأ، لم يعد المرء يُميِّز بدقّةٍ بين أناه والبضاعة، فالإنسان لم يعد ما هو عليه، بل ما يملكه، لأنَّ عُمق الامتلاك الاستهلاكيّ يتمثّل بإحكام السيطرة على الآخرين، فباقتنائي شيئاً ما، أتوهَّم أنني أتحكَّم به، لأنه ملكي، وأتماهى مع فكرة امتلاكي له، إلى أن أصبح جزءاً منه أو يصبح جزءاً مني، حتى يظهر في السوق ما توهمني وسائل الدعاية الاستهلاكية بأنه أهمّ منه.
وهكذا، أدور بأناي حول الأشياء من دون توقّف. وخلال هذا الدوران، أضيّع ذاتي، وأصبح غريباً عن أناي وعن وجودي. وبهذا كلّه، تكون مقادير تهيئة شخصية مُكتئبة في مطبخ الاستهلاك قد توفّرت، بل أكثر من هذا، يصبح الإنسان العربي فأر تجارب لمُختبرات التصنيع الغربية، وأداة فعَّالة لإلهائه عن مشاكله الحقيقية، فالفردانية التي تغنَّت بها ثقافات التنوير الغربي أصبحت لدينا أنانية غير مقنعة، والحرية أصبحت فوضى، والالتزام السياسي بقضيةٍ ما أصبح تدجيناً مرناً مقابل بعض الدولارات لجحافل من الشباب العربي في مختلف أقطار العالم العربي لبثِّ الفتنة.
أصبح الاستهلاك، إذاً، سلاحاً ذا حدين، ينخر الشخصية العربية من الداخل، ويرميها في أحضان اضطرابات نفسية وجودية مختلفة، من مثل الخوف، القلق، عدم الثقة، الشكّ في كلّ شيء، بما فيها الذات، الاكتئاب الفردي والجماعي، والهلوَسات... وتسويق البضائع الغربية في الأسواق العربية، وبالتالي إبقاء العرب في تبعيّةٍ دائمةٍ للغرب على هذا المستوى.
ويتجلّى دَفْع العرب إلى المزيد من الاستهلاك في ميدانين آخرين، يتمثّلان في استهلاك ما تُنتجه الصّناعة الحربيّة الغربيّة، تحت الضغط المباشر لسياسات غربية نجحت في استمرار التّفرقة بين "الأشقاء" العرب وترهيب بعضهم من بعض، وافتعال نزاعات تنتهي بحروبٍ داميةٍ طويلة الأمَد في الدّول العربيّة، فكم اقتنى الحكّام العرب معدَّات حربية من الغرب، لا يُمكن أن تُستعمَل إلا بمُساعدة اختصاصيين غربيين أو هي معدَّات قديمة مُعرَّضة للصَدأ في صحارى بلداننا!
وأحدُ عوالِم الاستهلاك العمياء، وربما أخطرها على الإطلاق، لجوء مُترفي العرب إلى استهلاك إكسسوارات تكون قيمتها المادية كافية لبناء مدرسة أو مستشفى في مدينةٍ عربيةٍ ما. وفي هذا الإطار، يدخل اقتناء ساعات يدويّة بأثمانٍ خياليّة، أو مراحيض ذهبية بأكثر من مليون دولار، أو سيارات فارِهة...
ولا يقتصر هذا النوع من الاستهلاك على حكّام الإمارات والممالك العربيّة البتروليّة، بل يمتدُّ أيضاً إلى دول أقلّ ما يُقال عنها إنها فقيرة، من مثل شمال أفريقيا.
خُلاصة القول، ووفقاً لما سبق ذِكره، أنَّ الاستهلاك، كأداة لتطويع العالم العربيّ، هو سلاح فعَّال في يد الغرب، يستعمله من دون إعلان حربٍ شاملةٍ على العرب، ويمكن تأطيره في ما يُسمّى عبثاً "الحروب الناعِمة"، فتُسلَب من الإنسان العربي كلّ مقوّمات شخصيّته الأصلية والأصيلة، ويُلبَس عباءة الطاعة العمياء للغرب، ويُدفَع الحكّام العرب من خلاله، إما إلى التقاتُل في ما بينهم وإما إلى الإسراف في أموال شعوبهم التي اؤتمنوا عليها، بنيَّة صرفها لتأمين رفاهية هذه الشعوب، لا قهرها وحرمانها من أسُس الحياة الكريمة.
إنَّنا ندعو إلى مُقاطعة المُنتجات الإسرائيليَّة، مهما كان نوعها، كما ندعو إلى مُقاطعة البضائع الغربية، جملةً وتفصيلاً، وهي الوسيلة الوحيدة لنا لنشفى من أمراضنا ونستعيد حريّتنا وكرامتنا من الغرب نفسه، ومِمَّن نصَّبهم بالقوَّة حكّاماً علينا.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الميادين وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
المصدر : الميادين نت
الإرهاب بأشكاله كافَّة.. من بيشاور إلى إدلب
يعتقد إردوغان أنَّ التوتر مع سوريا سيساعده على شحن المشاعر القوميّة، ليواجه بذلك الضّغوط التي يتعرَّض لها داخلياً من قبل أحزاب المعارضة، بعد أن ضيَّقت الخناق عليه في أمور كثيرة، أهمها تحالفه السابق مع الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا.
- القوات التركية في إدلب
بعد الرّسائل التي وجّهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر زيارته "الاستفزازية" الأخيرة إلى كييف، والتي أزعجت رفيق دربه من وإلى أستانا وسوتشي، لم يعد أمامه سوى خيار واحد، وهو تحدّي روسيا في سوريا، وهذه المرة عبر الأسلحة التي يملكها في الداخل السوريّ، وأهمها مسلّحو النصرة، وهم إرهابيون وفق تصنيف الدولة التركية، وبالتالي عشرات الآلاف أيضاً من مسلّحي ما يُسمى بالجيش الوطني السوري المعارض.
ويعرف الجميع أن لا فرق بين هؤلاء وبين مسلَّحي النصرة أو داعش في الخطوط العريضة، وهم الذّراع التركيّة المسلّحة في سوريا، ويضعون إشارات العلم التركيّ على صدورهم.
لم يهمل الرئيس إردوغان حليفه الاستراتيجيّ؛ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الَّذي أرسل منسّقه للشؤون السورية، جيمس جيفري، إلى أنقرة ليعزي الشعب التركيّ، ولحق به وزير الدفاع خلوصي آكار، فدعا أميركا والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى دعم بلاده في قضية إدلب، ناسياً أنَّ هذه الأطراف كانت حتى قبل أيام قليلة عدوةً للأمة والدولة التركية، وما زالت، باعتبار أنها تدعم وحدات حماية الشّعب الكردية، وهي "مجموعات إرهابية"، وفق تصنيف الدولة التركية، التي أدخلت جيشها إلى شرق الفرات للقضاء عليها أو التخلّص منها.
ولم يمنع هذا التناقض المسؤولين الأميركيين من الإعلان عن تأييدهم، إعلامياً فقط، للحليف التركي في إدلب، وهم ينسون أو يتناسون أن الحرب السورية تستهدف مسلّحي النصرة وفصائل حليفة لها، وهم مجموعات إرهابية، وفق تصنيف أميركا والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وتحولوا جميعاً إلى حلفاء تركيا، وفقاً للإعلام الموالي لإردوغان، الذي عاد إلى لهجته التقليدية في الهجوم العنيف ضد روسيا، وكأنّ التاريخ يكرّر نفسه، لتعود تركيا إلى "حبيبها الأوَّل"، كما كانت في الخمسينيات.
آنذاك، انضمَّت أنقرة إلى الحلف الأطلسي وحلف بغداد، وحشدت قواتها على الحدود مع سوريا، وزرعت مليون لغم فيها، واعترفت قبل ذلك بـ"إسرائيل"، وتحالفت معها بالتنسيق مع الشاه الَّذي لم يعد موجوداً، وحلّ مكانه نظام إسلاميّ يقف بشكل مطلق إلى جانب سوريا وحزب الله، وهو الحساب الأهم، وربما الوحيد، بالنسبة إلى كل قوى الشر في سوريا والمنطقة والعالم.
وهنا، تبدأ بعض الأوساط حديثها عن سيناريوهات مثيرة محتملة وضعتها واشنطن لتحقيق المصالحة بين أنقرة وتل أبيب، كما فعل الرئيس أوباما في حزيران/يونيو 2015. ويتوقّع آخرون وساطة أميركية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني وذراعه السوري ووحدات حماية الشعب، ليسدّ ذلك الطريق على احتمالات المصالحة الكردية مع دمشق، التي يعرف الجميع أنها لن تستطيع التفرّغ لشرق الفرات، سلباً أو إيجاباً، إلا بعد حلِّ أزمة إدلب بشكل نهائيّ.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، أثبتت الأحداث أن جميع الطرقات كانت، وما زالت، تؤدي إلى إدلب، وهو حال بيشاور (تعني المدينة الحدودية) الباكستانية سابقاً، إذ كانت معقلاً لطالبان والقاعدة وجميع فصائل المجاهدين الذين قاتلوا الاحتلال السوفياتي أولاً، ومن بعده قاتلوا بعضهم البعض، بإشراف عميل جهاز المخابرات الأميركية، روبرت جيتس، الذي أصبح في ما بعد رئيساً لهذا الجهاز (1991-1993)، ومن بعده وزيراً للدفاع في عهد أوباما (2006-2011).
لا يعني ذلك أنَّ واشنطن التي هدَّدت الرئيس إردوغان وتوعَّدته في مناسبات عدة، ستكون إلى جانب أنقرة بالمطلق، ومن دون مقابل. هذا إذا ما تجاهلنا احتمالات أن يفكّر الرئيس ترامب في توريطها بمزيد من القضايا المعقَّدة في سوريا والمنطقة، وإذا لم ترضخ لشروطه في موضوع منظومة "أس – 400"، التي إن لم يتمّ نصبها وتشغيلها، فسوف تكون كافية لنسف مجمل العلاقات الروسية التركية، نظراً إلى انعكاسات ذلك على العمل المشترك في سوريا.
وسيغيّر ذلك قواعد اللعبة الإقليمية بشكل تام بالنسبة إلى الجميع، بمن فيهم الرئيس إردوغان، الَّذي قد يرى في كلّ هذه المعطيات فرصته الثمينة حتى يستمرّ في مقولاته ومواقفه التّصعيديّة في سوريا، ليضمن لنفسه البقاء في السلطة بشكل أو بآخر.
ويعتقد إردوغان أنَّ التوتر مع سوريا سيساعده على شحن المشاعر القوميّة، ليواجه بذلك الضّغوط التي يتعرَّض لها داخلياً من قبل أحزاب المعارضة، بعد أن ضيَّقت الخناق عليه في أمور كثيرة، أهمها تحالفه السابق مع الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا.
كما استغلَّ، وما زال، مقتل الجنود الأتراك قرب إدلب، وقرار البرلمان السّوري الأخير في ما يتعلَّق بالإبادة الأرمنيّة في العهد العثمانيّ، للحدّ من حملات المعارضة ضدَّه، التي كانت تقول دائماً إنَّ الدولة السورية والرئيس الأسد لم يفعلا أيّ شيء ضد الدولة والأمة التركية، على الرغم من كلّ ما قام به إردوغان في سوريا.
وتُحمِّل المعارضة الرئيس إردوغان أيضاً مسؤوليّة الوضع الحالي في سوريا عموماً، بعد إصراره على حماية مسلّحي النصرة في إدلب، التي لا يخفي الشارع الشّعبيّ التركيّ قلقه من تطوّراتها المحتملة، ما دام الإرهابيون فيها يشكّلون خطراً على تركيا، وقد تحوّلت المدينة إلى بيشاور جديدة بسبب سياسات أنقرة.
يبقى هناك العديد من الأسئلة الّتي يطرحها الجميع، ومنها: هل يستطيع الجيش التركيّ مواجهة الجيش السّوريّ مباشرة ما دام الأخير مدعوماً جواً من الروس، وبراً من إيران، وأثبت أنه قويّ بما يكفي، بعد أن صمد 8 سنوات في وجه أكبر مؤامرة إقليمية ودولية لم يشهد التاريخ الإنساني بأكمله مثلها؟
وهل ستستمرّ تركيا في إعطاء الفصائل المسلَّحة في إدلب وجوارها أسلحة متطوّرة تساعدها على مواجهة الطّيران الحربيّ السوريّ والروسيّ والدبابات السّورية؟ وإلى متى؟ ولماذا تستمرّ في حشد قوات كبيرة جداً داخل الأراضي السورية ما دام الجيش السوري يقوم بعملياته الحربية فيها، وخصوصاً أن الرئيس إردوغان أكَّد أكثر من مرة أنه مع وحدة ترابها وسيادة الدولة السورية على كامل هذا التراب؟
هل سيغامر إردوغان ويدخل في مواجهات مباشرة مع روسيا في سوريا، بعد المعلومات التي تحدَّثت عن موقف روسيّ عنيد يؤيّد عمليات الجيش السوريّ بشكل مطلق لحسم مشكلة إدلب حتى النهاية، مهما كان ثمن ذلك؟
وفي نقطة الصّفر التي ستعني دخول الجيش السّوري إدلب، بعد تحرير حارم وجسر الشغور (ربما من دون قتال)، ماذا ستفعل أنقرة بآلاف الإرهابيين الأجانب الَّذين سيهربون باتجاه تركيا التي تبعد عن إدلب عدة كيلومترات، كما كان المجاهدون الأفغان يهربون إلى بيشاور؟
وبعد حسم إدلب (بالحرب أو الاتفاق)، وفق بنود اتفاقيَّة سوتشي، هل يفكّر الرئيس إردوغان في موقف جديد وفق تفاهمات أستانا الهادفة إلى الحلِّ النهائي للأزمة السورية، أو أنه سيستمرّ في رهاناته الخاسرة مع استمرار الموقف الروسيّ العنيد، بحسب تصريحات السفير الروسي في أنقرة، أليكسي يارخوف، الذي قال: "لم تلتزم أنقرة بتعهّداتها في سوتشي، واستمرّ الإرهابيون في عملياتهم الإرهابية التي استهدفت الأهداف العسكرية والمدنية السورية، فنفد صبر الجيش السوري، وقرَّر استرجاع كلّ شبر من أراضيه، فالجيش السوري يحارب داخل أراضيه، ومن أجل شعبه، ليعيش بسلام وأمان، كما عاش أجداده هناك منذ آلاف السّنين، ولا يمكن لأيِّ قوة أن تجبره على التراجع عن موقفه وإرادته هذه، وهو مستمر في عملياته حتى النهاية".
وأخيراً، هل سيقنع الرئيس بوتين صديقه إردوغان أو يجبره على الخروج من غرب الفرات وشرقه، بعد أن سمح له بدخولهما، فنشر قواته ووظَّف عشرات الآلاف من المسلّحين والمدنيين فيهما، خدمةً لأفكاره ومشاريعه العقائدية والاستراتيجية التي ستسقط بسقوط إدلب بالسّلاح، كما سقطت إسطنبول وأنقرة بالديموقراطية؟ وكيف؟
المصدر : الميادين نت
بمناسبة اربعينية شهداء المقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ صدق الله العليّ العظيم
تتحدَّثُ الآيةُ الكريمةُ عن المقامِ الذي يُعطيه اللهُ عزَّ وجلَّ لمَنْ يُقتلُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُبيِّنَةً أنَّه المكانُ الذي يتحقَّقُ فيه الرضى له، والرضى حالةٌ تستقرُّ لها النفسُ وتطمئنُّ، وهكذا حالُ الشهداءِ في سبيلِ اللهِ، فإنَّ المقامَ الذي يصلونَ إليه يَجعلُهم يعيشونَ حالةَ الاستقرارِ النفسيِّ والمعنويِّ، وهذا جزءٌ مِنَ الرزقِ الحَسَنِ الإلهيِّ لهم.
ومن يصلُ إلى مقامِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ يُحقِّقْ نصراً خاصّاً نابعاً من العزمِ والإرادةِ الموصِلَين له إلى تسجيلِ الانتصارِ على النفسِ الأمَّارةِ أولاً، ويتحدَّثُ الإمامُ الخمينيُّ (قدّس سره) عن ذلك، فيقولُ (قدّس سره): «أيُّها الشهداءُ، إنّكم شهودُ صدقٍ والمذكورونَ بالعزمِ والإرادةِ الثابتةِ الفولاذيةِ لخيرِ عبادِ اللهِ المخلصين، الذين سجّلوا بدمائِهم وأرواحِهم أصدقَ وأسمى مراتبِ العبوديةِ والانقيادِ إلى المقامِ الأقدسِ للحقِّ جلَّ وعلا، وجسَّدوا في ميدانِ الجهادِ الأكبرِ مع النفسِ والجهادِ الأصغرِ مع العدوِّ، حقيقةَ انتصارِ الدمِ على السيفِ وغلبةِ إرادةِ الإنسانِ على وساوسِ الشيطانِ».
والإنسانُ يعجزُ عن وصفِ هذا المقامِ، ولذا يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قدّس سره) مبيِّناً ذلك: «نحن والكتّاب والخطباء والبلغاء؛ إذا أرَدْنا إحصاءَ قيمةِ وأجرِ عملِ الشهداءِ والمجاهدينَ في سبيلِ اللهِ وتضحياتِهم وسعةِ نتائجِ شهادتِهم، لا بدَّ من أنْ نعترفَ بالعجزِ، فما بالُنا إذا أرَدْنا إحصاءَ المراتبِ المعنويةِ والمسائلِ الإنسانيةِ والإلهيةِ المرتبطةِ بالشهادةِ، هنالك العجزُ والتواني بلا ريب».
وهذه البشارةُ بمقامِ الرضى هذا، يصلُ للشهيدِ وهو في هذه الدنيا، ولذا تكونُ خاتمةُ الشهادةِ بابتسامةٍ منه، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه) مُبيِّناً تلك الحالةَ التي يصلُ إليها الشهيدُ «عندما يهوي الشهيدُ من مركبِه في ميدانِ القتالِ، قبل أنْ يصلَ بدنُه إلى الأرضِ، تحتضنُه الملائكةُ. وأيُّ نعمةٍ أكبرُ من هذه؟ عندما لاحظتُ هذه الروايةَ، تصوّرتُ أنَّها تشمَلُ حتى لحظاتِ قبلَ الموتِ للشهيدِ؛ الشهيدُ الذي أُطلِقَ عليه الرّصاصُ أو أُصيبَ بالشظايا وقبل أنْ يصلَ بدنُه إلى الأرضِ، إنَّه لا يزالُ في هذه الدنيا ويرى تلك النعمةَ. نعم، في هذه اللحظاتِ التي يذرفُ الإنسانُ دموعَ الحسرةِ وينظرُ خلفَه بالحسراتِ، ينظرُ الشهيدُ أمامَه بنظراتٍ ملؤها الابتسامة».
ولذا، كانَ طلبُ الشهادةِ أمراً ممدوحاً، وهذا ما كانت عليه سيرةُ الأئمةِ (عليهم السلام) ولا سيّما أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام)، ففي ختامِ كتابِه لمالكِ الأشترِ لمّا ولاّه على مصرَ: «... وأنا أسألُ اللهَ بسعةِ رحمتِه وعظيمِ مواهبِه وقدرتِه على إعطاءِ كلِّ رغبة... أن يختمَ لي ولكَ بالسعادةِ والشهادةِ».
ويتحدَّثُ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) أيضاً عن حالةِ توطينِ النفسِ على الشهادةِ، فيقولُ: «فواللهِ، لولا طمعي عندَ لقاءِ عدوّي في الشهادةِ، وتوطيني نفسي عند ذلك، لأحببتُ ألّا أبقى مع هؤلاءِ يوماً واحداً».
وهكذا كان الشهداءُ القادةُ من عشّاقِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ، وكانوا يطلبونَها دائماً إلى أن أكرمَهم اللهُ عزَّ وجلَّ بها.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين