emamian

emamian

الجمعة, 01 تشرين2/نوفمبر 2019 08:00

ما مصير "داعش" بعد مقتل البغدادي؟

نضر فارس

بعد مقتل أبو بكر البغدادي تطرح الأسئلة حول وضع تنظيم داعش، وإن كان سيحظى بقيادة جديدة تعيد بعثه من جديد، أو أنه سيكون عرضة للاضمحلال والنسيان.

 

شكلت خطط البغدادي الإنطلاقة للتنظيم مستفيداً من الظروف التي عاشتها سوريا والعراق

شكل الصعود الدراماتيكي لتنظيم داعش ابتداءً من عام 2014 في العراق وسوريا، واحدةً من أبرز النقاط المحورية في المنطقة في السنوات العشر الفائتة، نظراً للمساحة الكبيرة التي سيطر عليها التنظيم في هذين البلدين، ووصول حدود "دولته" إلى تركيا شمالاً والأردن جنوباً، إضافة إلى العمليات الإرهابية التي نفذها عناصر التنظيم في أكثر من دولة غربية أو آسيوية.

لكن العمليات العسكرية التي أطلقها الجيشان العراقي والسوري وقوى المقاومة في المنطقة، ساهمت في تراجع التنظيم وهزيمته شيئاً فشيئاً وحشر قواته في جيوب صغيرة معزولة على الحدود السورية العراقية.

وعلى الرغم من اعتقال المئات من عناصر التنظيم وقادته خلال هذه العمليات، إلا أن الشغل الشاغل لكل القوى في منطقة العمليات كان الوصول إلى رأس التنظيم، أبو بكر البغدادي، واصطياده.

أعلنت العديد من الدول المشاركة في العمليات ضد داعش القضاء عليه بشكل نهائي، إلا أن التركيز بقي على قتل البغدادي أو اعتقاله، لأن وجوده يعني أن التنظيم قادرٌ على الضرب من جديد.

اليوم وبعد الإعلان بشكل نهائي عن مقتل البغدادي من قبل قوات خاصة أميركية في إدلب، يحضر السؤال حول مصير التنظيم في المرحلة المقبلة، وللإجابة عليه لا بد من استعراضٍ سريعٍ لمصير التنظيمات الإرهابية التي تتبع الفكر السلفي الجهادي بعد مقتل قادتها:

الغالب في التنظيمات الجهادية أنها تدخل في مرحلة ضعف واضمحلال عقب موت قادتها البارزين، وهذا ينطبق على كل التنظيمات، فبعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011 استلم نائبه أيمن الظواهري قيادة تنظيم القاعدة، إلا أن وهج التنظيم خفت، وفقد السيطرة على فروعه وعناصره في العالم، الذين انضووا تحت لواء داعش بعد عام 2014.

الحال ذاته ينطبق على تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" والذي أصبح لاحقاً "مجلس شورى المجاهدين" وكان يقوده أبو مصعب الزرقاوي، وبمقتله عام 2006 بغارة أميركية دخل التنظيم في مرحلة تراجع، رغم اختيار خليفة له هو "أبو عمر البغدادي"، والذي أسس تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق".

ورغم أن التنظيم الجديد أتى من اندماج عدة حركاتٍ جهاديةٍ، إلا أن محاربة الصحوات العراقية له وضعف السيطرة في التنظيم جعلاه في السنوات اللاحقة في مرحلة سبات، حتى وصول "الربيع العربي" وإيجاده المناخ المناسب لاستقطاب الكثير من المتطرفين، وضخ دماء جديدة إلى صفوف التنظيم، وخصوصاً المنظرين والخبراء العسكريين الذين خرجوا من السجون الأميركية في العراق، وبينهم أبو بكر البغدادي، لتشكل نقطة إنطلاق جديدة سيطر على إثرها تنظيم البغدادي على مدن رئيسية ومساحات واسعة في سوريا والعراق.

بدأت شوكة داعش تنكسر إنطلاقاً من عام 2017، ومُني بالهزائم الواحدة تلو الأخرى، وخسر كل المساحات التي سيطر عليها منذ عام 2014، كل ذلك حدث قبل أن يسقط زعيمه البغدادي، إلا أنه لا يزال يحافظ على وجود ضئيل من خلال خلايا نائمة، فكيف سيكون حال ما بقي من التنظيم بعد مقتل زعيمه؟.

ترجّح المصادر المقربة من الحركات الجهادية أن يخلف البغدادي أحد شخصين هما، أبو عبد الرحمن الجزراوي وأبو عثمان الفرنسي، والجزراوي سعودي الجنسية وكان يشغل منصب أمير الزكاة في داعش قبل أن يصبح نائباً للبغدادي، بينما لا يوجد الكثير من المعلومات عن الفرنسي.

ورجحت مصادر متعددة أن نائب البغدادي المدعو عبد الله قرداش (أبو سعيد العراقي) قد قتل في وقت سابق، وأنه كان المرشح الأبرز لخلافة البغدادي.

الجهة المسؤولة في داعش عن اختيار زعيم جديد هي "مجلس الشورى"، والتي لا يُعرف غالبية أعضائها، وبعد تشتت عناصر التنظيم وقادته بات من الصعب على مجلس الشورى الاجتماع للبت في خليفة للبغدادي، ما قد يؤجل لفترة من الزمن إعلان التنظيم عن قائده الجديد، وإن كان المرجح اختيار الجزراوي.

إلا أن الثابت في كل ذلك أن خسارة التنظيم في موت البغدادي لن تكون أقل من خسائره العسكرية، فالمعلومات أشارت في وقت سابق إلى أن البغدادي طلب من مقاتليه التوجه إلى إدلب بعد معركة الباغوز في بداية عام 2019، وأنه أرسل قبل ذلك بشهور قادةً ومقاتلين إلى إدلب، ومنهم ابنه حذيفة الذي تحدثت المعلومات عن مقتله قبل عامين في ريف حماه الشمالي الغربي.

كان البغدادي إذاً يخطط لإعادة إحياء تنظيمه إنطلاقاً من إدلب التي تشهد فلتاناً أمنياً وتوزعاً للسيطرة بين عدد كبير من الفصائل، والتي يتغلغل في وسطها تنظيمات جهادية متطرفة تتبع تنظيم القاعدة وتتعاطف مع داعش، وإن كانت لا تتبع تنظيمياً لجبهة النصرة، وكان لحضوره الشخصي الأثر الأكبر في هذا المشروع، على الرغم من الحرب التي يقودها منافسه أبو محمد الجولاني زعيم النصرة، على فلول التنظيم، وقيام عناصره في السنتين الفائتتين بقتل واعتقال العديد من عناصر داعش والخلايا المتعاونة معهم.

بمقتل البغدادي يكون مشروعه الجديد قد وئِد في مهده، وتكون مهمته بضرب أسس بعض الدول العربية وشعوبها قد انتهت، ولن يكون هناك من هو قادر على إحياء التنظيم في سوريا والعراق في زمن قريب، وإن كان من عودةٍ محتملةٍ للتنظيم فقد تكون بأشكال أخرى وضمن مخططات جديدة، أو ربما يجد له وظيفة أخرى بشكله الذي تعرفنا عليه في بلاد تعاني هشاشة أمنية، وفيها فروع للتنظيم أو خلايا نائمة، كاليمن أو ليبيا..

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، بان المطالب المشروعة للشعبين اللبناني والعراقي تتحقق فقط في أطر الآليات القانونية .

وفي كلمته اليوم الاربعاء خلال رعايته مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط جامعات الجيش في الجمهورية الاسلامية الايرانية اشار سماحته الى اهمية موضوع الامن لكل مجتمع والمسؤولية المهمة الملقاة على عاتق القوات المسلحة لتوفير الامن وقال، انه لو لم يتوفر الامن في مجتمع ما لن تتوفر فيه امكانية مزاولة الانشطة الاقتصادية والعلمية والبحثية والاعمال الفكرية والثقافية لذا فان الحفاظ على الامن يعد مسؤولية قيّمة جدا يجب معرفة قدرها.

واعتبر اكبر ضربة يمكن ان توجه لبلد ما هو تقويض امنه واشار الى مخططات الاعداء لاثارة الفوضى وتقويض الامن في بعض دول المنطقة واضاف، ان الجهات الكامنة وراء هذه الاعمال الخبيثة والاحقاد الخطيرة مكشوفة اذ تكمن وراء هذه القضايا اميركا واجهزة الاستخبارات الغربية وبتمويل من بعض الدول الرجعية في المنطقة.

وخاطب سماحته الحريصين على مصلحة العراق ولبنان قائلا، ان الاولوية الرئيسية هي معالجة اضطراب الامن وليعلم شعبا هذين البلدين بان العدو يسعى لتقويض الاليات القانونية وخلق الفراغ فيهما لذا فان الطريق الوحيد لوصول الشعب الى مطالبه المشروعة هو متابعتها في اطر الاليات القانونية.

وتابع سماحته، ان الاعداء كانوا قد وضعوا هكذا مخططات لبلدنا العزيز ايران ولكن لحسن الحظ جاء الشعب الواعي الى الساحة في الوقت المناسب وكانت القوات المسلحة جاهزة ايضا وتم احباط ذلك المخطط.

وفي جانب اخر من حديثه اشار قائد الثورة الاسلامية الى الفارق في طبيعة جيوش قوى الاستكبار وجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال، ان المسؤولية الرئيسية لجيوش قوى الاستكبار هي العدوان والاحتلال والاضرار بالدول الاخرى الا ان فلسفة ومنطق القوات المسلحة الايرانية هو الدفاع الراسخ والمقتدر ولا مكان للعدوان فيه ابدا.

ولفت سماحته الى بعض الجرائم التي ارتكبتها جيوش بريطانيا وفرنسا واميركا خلال المائة عام الاخيرة في شبه القارة الهندية وشرق وغرب اسيا وشمال ووسط افريقيا واضاف، ان المشكلة الرئيسية لهذه الجيوش هي اعتمادها على انظمة استكبارية، فيما نؤكد نحن دوما على ضرورة ان تعتمد اركان الدولة وعناصرها المختلفة على القرآن والاسلام.

وقال آية الله الخامنئي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تثمن قواتها المسلحة سواء الجيش او الحرس الثوري او التعبئة او قوى الامن الداخلي والتي تعتبر ضمن العناصر المؤثرة والمهمة للبلاد.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية التضحية في جميع الساحات والخروج بشموخ من كافة اختبارات الاعوام الاربعين الاخيرة ، من الخصائص والميزات الاخرى لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف، ان عددا كبيرا من العناصر المؤمنة في الجيش من امثال الشهداء صياد شيرازي وستاري وبابائي وفلاحي وفكوري وكذلك الفقيد ظهير نجاد والفقيد سليمي قد واكبوا الثورة الاسلامية وجاءوا بقوات الجيش الهائلة معهم في هذا المسار.

واعتبر سماحته احد مجالات شموخ الجيش هو دعم جبهة المقاومة خلال الاعوام الاخيرة واضاف، ان هذا الدور المهم سيتم الاعلان عنه مستقبلا وفي وقته المناسب.

واكد بان التحول في التنظيم والتكتيكات العملانية وفي الفكر والثقافة والتوجهات، يعد من الخصائص البارزة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية "الحفاظ على الامل بالمستقبل" و"الثقة بتحقق الوعود الالهية" عاملان مهمان لمواجهة المؤامرات واضاف، اليوم وفي ظل العناية الالهية ورغم انف الاعداء يزخر شباب البلاد بالامل ووعود الهية تتحقق امام انظارنا لربما كان من الصعب تصديق تحققها في الماضي.

ولفت سماحته الى ان الهزائم المتلاحقة للكيان الصهيوني امام شباب حزب الله المؤمنين والشبان الفلسطينيين الاباة في حروب الـ 33 والـ 22 والـ 7 ايام امثلة عينية لتحقق الوعود الالهية واضاف، ان فشل الاستكبار في منطقة غرب اسيا رغم نفقاتهم الباهظة واعترافهم هم انفسهم بهذا الفشل، يعد من الامثلة الاخرى لتحقق الوعود الالهية.

واكد قائد الثورة بانه وفي ظل العناية الالهية ستتحول مسيرات العودة في غزة يوما الى عودة الفلسطينيين الى ارضهم وديارهم.

وشدد سماحته على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة لمعرفة مخططات الاعداء والتصدي لها واعتبر البصيرة بانها الضرورة لعدم التاثر بممارسات الاعداء الرامية الى تشويه الحسابات لدى المسؤولين والشعب واضاف، انه ومن دون الوعي واليقظة لا يمكن تحديد المصالح الحقيقية وطريق الوصول اليها ولا يمكن معرفة الشخص الذي ينبغي ان يحمل هذا العبء الكبير على عاتقه.

وقال، انه على جميع ابناء الشعب خاصة القوات المسلحة الشعور بالمسؤولية والواجب وان يكونوا على حذر كي لا يؤثر العدو في حساباتهم الفكرية.

وفي محصلة لتصريحات سماحة القائد اكد على النقاط التالية وهي 1-لا ينبغي الثقة بالعدو ولا ينبغي التفاؤل به بسذاجة 2-لا ينبغي الغفلة لحظة واحدة عن تحركات العدو 3-لا ينبغي تصور العدو عاجزا وضئيلا بل ينبغي معرفته على حقيقته والجهوزية لمواجهته 4-لا ينبغي الغرور بالانتصارات لان لحظة واحدة من الغفلة يمكنها كحرب احد ان تحول انتصارا الى هزيمة ولو كان النبي الاكرم (ص) حاضرا في الميدان.

وبشان الحفاظ على عوامل الانتصار قال، انه على القوات المسلحة الحذر من الفتنة وان تكون لها الجهوزية والاستعداد للتصدي للفتنة لانه وفقا لما جاء في القرآن الكريم فان الفتنة اشد من القتل.

الجمعة, 01 تشرين2/نوفمبر 2019 07:55

عاقبة تأخير زواج الأبناء والبنات

السيّد حيدر الجلالي

نحن نعيش في مجتمع اختلطت عاداتها وتقاليدها مع العفّة والحياء والإحترام، فلم يتقبّل أفراد هذا المجتمع -غالباً- علاقة الجنسين الذكر والأنثى خارج حدود العائلة -بمعنى لزوم وجود العلاقة الزوجية بين الجنسين- وهذا هو المعنى الرئيس للعفّة والحياء.

لكن متى يُفكّر هذين الجنسين بالزواج، ومتى يمكن لهما تشكيل العائلة؟

هناك جهتان في تعيين العمر المناسب للزواج:

الأولى: الجهة الدينية والشرعية.

الثانية: الجهة العلمية المرتبطة بعلم النفس.

 وهما يكمّلان بعضهما الآخر في تعيين العمر المناسب للزواج.

يقول الله عزّ وجلّ: (وَابْتَلُوا الْيَتامي‏ حَتَّي إِذا بَلَغُوا النِّکاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ)،(1) الآية تنظر إلى أمر الزواج من جهتين: الوصول إلى البلوغ الجسمي والذهني (أي الرشد)، فإنْ كان لدى الشخص هذين الصفتين، له الأهلية للزواج والمشاركة مع شخص آخر (من الجنس المخالف)؛ لشروع حياةٍ مشتركةٍ وإيجاد عائلة.

المعصومين (عليهم السلام) كذلك عندما تطرقوا إلى هذه القضية، تصدوا إليها، فرأوا هناك عواقب سيئة يواجه المجتمع عند عدم الاهتمام بالعمر المناسب للزواج والمشاعر التي يعيشها الجنسين الذكر والأنثى تجاه الآخر، فحثّوا على الزواج في العمر المناسب، وإلى هذا المعنى يؤكد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فيقول: (مَنْ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ وَقَدْ بَلَغَ النِّكَاحَ وَعِنْدَهُ مَا يُزَوِّجُهُ، فَلَمْ يُزَوِّجْهُ، فَأَحْدَثَ كَانَ الإِثْمُ بَيْنَهُمَا)،(2) والإمام الصادق (عليه السلام) أيضا يقول في هذا الباب: (أيُّما شابٍّ تزوَّجَ في حداثةِ سنِّهِ إلَّا عجَّ شيطانُهُ: يا ويلاه عَصمَ منِّي دينَهُ).(3)

لكن لماذا هذا التأكيد على العمر المناسب للزواج؟ لماذا لم يجعل الإسلام معيار العمر فقط، وقيّده بمعيار الرشد؟

يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال معرفة الهدف الرئيس من الزواج هو ابتعاد الجنسين مِن الوقوع في العمل الحرام، وتشكيل العائلة هو تكميل مسيرة تكامل البشرية؛ فلهذا لابد أن يعلم الشخص بهذه الأهداف، ويعلم كيفية الوصول إليها، وعليه أكّد الإسلام على التعجيل في هذا الأمر وعدم تأخيره وتأجيله، حيث يكبر كل من الجنسين في العمر، ويتطوّر جهة من حياته الجسمية والذهنية دون جهة أخرى.

فكانت نظرة الإسلام شاملة في هذا الأمر، حتى أنه لم يترك التكليف على الشخص فحسب، بل جعل أولياء الأمور الذين لهم التأثير الأكبر في الزواج شركاء في وقوع أي خطأ أو ارتكاب أي معصية عند عدم الزواج على من يتولون أمرها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ جَارِيَةٌ، فَلَمْ يَأْتِهَا أَوْ لَمْ يُزَوِّجْهَا مَنْ يَأْتِيهَا ثُمَّ فَجَرَتْ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا).(4)

فالزواج في العمر المناسب هو الطريق الأصح لابتعاد الشخص من الذنوب.

 

 

) سورة النساء:6.

2) تفسير مجمع البيان، ج7، ص245.

3) تاريخ مدينة دمشق، ج27، ص20.

4) بحار الأنوار، ج22، ص384.

مراسل الميادين يفيد بسقوط صاروخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء في بغداد، في وقت تجددت فيه التظاهرات الطالبية في معظم مناطق العاصمة ومحافظات البصرة وبابل والديوانية وذي قار، والصدر يدعو زعيم تحالف الفتح إلى التعاون لسحب الثقة من رئيس الحكومة العراقية، والأخير يؤكّد استعداده للتعاون في إنقاذ البلاد.

 

تجدّد التظاهرات في بغداد ومحافظات أخرى

بسقوط صاروخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء في بغداد أسفر عن مقتل عنصر أمني.

وكانت قوات الأمن قد منعت المتظاهرين من محاولة عبورهم جسر السنك باتجاه المنطقة الخضراء، قبل إشعالهم الإطارات على مدخل الجسر من جانب الرصافة.

وكانت التظاهرات الطالبية قد تجدّدت في معظم مناطق العاصمة بغداد ومحافظات البصرة وبابل والديوانية وذي قار.

وانطلقت تظاهرة حاشدة من الجامعة التكنولوجية وسط بغداد باتجاه ساحة التحرير، ورافقتها احتجاجات مماثلة في محافظات البصرة وبابل والديوانية وذي قار.

قيادة عمليات بغداد قال إنها فرضت حظر تجوال لحماية المتظاهرين من المندسين والخلايا الإرهابية.

زعيم تحالف الفتح هادي العامري أبلغ زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إنه مستعد للتعاون معه لتحقيق مصالح الشعب العراقي وإنقاذ البلاد، وذلك في ردٍّ على دعوة الأخير له لسحب الثقة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

الصدر كان قد قال في تغريدة موجهة إلى عبد المهدي "كنت أظن أن مطالبتي بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك أما إذا رفضت فإنني أدعو العامري إلى التعاون من أجل سحب الثقة منك فوراً".

موقف الصدر يأتي رداً على رسالة عبد المهدي التي دعا فيها زعيم التيار الصدري إلى الاتفاق مع العامري لتشكيل حكومة جديدة، قائلاً إنه "إذا كان هدف الانتخابات تغيير الحكومة فهذا الطريق أكثر اختصاراً".

عبد المهدي أضاف أنه حينها يستطيع تقديم استقالته، وتتسلّم الحكومة الجديدة مهامها خلال أيام أو ساعات من تحقق هذا الاتفاق"، ورأى أن "الكتل السياسية ستتعاون بشكل واسع لتحقيق التصويت اللازم، أما الانتخابات المبكرة فأمرها مجهول".

وكانت الحكومة العراقية أعلنت جاهزيّة التعديل الوزاري الجديد لتقديمه لمجلس النواب للتصويت عليه. وزعيم التيّار الصدريّ مقتدى الصدر طالب رئيس الوزراء العراقيّ عادل عبد المهدي، بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة بإشراف أممي وخلال فترة زمنية محدّدة.

وطرح رئيس ائتلاف النصر في العراق حيدر العبادي مبادرة لحلّ الأزمة العراقية، بينما صوّت مجلس النواب العراقي على حلّ مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم، في محاولة لايقاف الهدر المالي، وتشكيل لجنة لتعديل الدستور.

وشهد العراق تظاهرات مطلبية وتحركات احتجاجية ضدّ الفساد في بغداد وعدد من المحافظات العراقية،

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول في كلمة له حول التطورات الأخيرة في لبنان، إنه إذا شارك حزب الله في الحراك فسيتخذ مساراً آخر ومصلحته أن يبقى بعيداً عن الأحزاب، موضحاً أن "ما حصل في الأيام الأولى للحراك حقق إيجابيات كثيرة، ويكشف عن وجود معلومات ومعطيات تفيد بأن الوضع اللبناني دخل في دائرة الاستهداف الدولي والإقليمي، و"لدينا معطيات وشكوك حول وجود مساعٍ لجر لبنان إلى حرب أهلية".

 

نصرالله: بعض الأبواق والإعلام الخليجي حاول القول من اليوم الأول إنني هددت المتظاهرين

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له حول التطورات الأخيرة في لبنان، إن "هذا الحراك الشعبي عابر للطوائف والمناطق ويعبّر عن آلام الناس كما قلت سابقاً، وهو ليس خاضعاً لأي حزب أو سفارة، والحراك أثبت أن الشعب اللبناني يقف ويصرخ ويرفع صوته في وجه الجميع، وأنه استعاد الثقة بنفسه وأنه يستطيع النزول إلى الشارع مستقبلا".

وأضاف "إذا شارك حزب الله في الحراك فسيتخذ مساراً آخر ومصلحة الحراك أن يبقى بعيداً عن الأحزاب ونحن دعونا المتظاهرين إلى عدم السماح للأحزاب بركوب موجة الحراك واستغلالها، فيما بعض الأبواق والإعلام الخليجي حاول القول من اليوم الأول إنني هددت المتظاهرين".

نصر الله تابع "ما حصل في الأيام الأولى للحراك حقق إيجابيات كثيرة ويجب أن يتم حفظها ومسؤولية الجميع الحفاظ عليها، والحراك فرض على الحكومة اللبنانية أن تقر ميزانية خالية من الضرائب وبلا أي عجز مالي، وهذا إنجازاً ليس صغيراً بل هو مهم جداً، وتحت ضغط الحراك الشعبي صدرت ورقة الإصلاحات الحكومية، وهذه خطوة أولى متقدمة رغم أنها دون التوقعات ودون الطموحات".

وأردف ليقول "لا أذكر أنه في تاريخ أي حكومة لبنانية صدر هذا الكم من القرارات مع تحديد جداول زمنية وهو إنجاز للحراك، فيما بعض من يقول إنه يقود الحراك الشعبي يسخف إنجازات الحراك".

قانون استرداد المال المنهوب من أهم القرارات

ووفق السيد نصر الله فإن "قانون استراداد المال المنهوب من أهم القرارات التي صدرت في الورقة الإصلاحية"، مؤكداً أن "حزب الله لن يسمح بعدم تنفيذ قرارات الورقة الإصلاحية وهي ليست مجرد وعود".

كما شدد على أن "الحراك دفع المسؤولين في الحكومة إلى البدء بتنفيذ ما وعدوا به، والحكومة مصممة على تنفيذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة".

وأكد على وجوب "جمع مطالب الفقراء والعاطلين عن العمل والمتظاهرين واعتبارها أهدافاً للحراك من أجل تنفيذها".

أمين عام حزب الله أشار إلى أن "الحراك الشعبي أوجد مناخاً يفتح الباب أمام القوى السياسية الجادة في الإصلاح ومحاربة الفساد، ومن جملة القوى الجادة في محاربة الفساد وفي الإصلاح هو حزب الله، ونحن سندفع مع قوى أخرى في اتجاه إقرار قوانين استعادة الأموال المنهوبة، وسنعمل على رفع السرية المصرفية والحصانة الدستورية عن كل من يتصدى للشأن العام".

رئيس الجمهورية فتح الباب أمام الحراك

وحول كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، لفت السيد نصرالله إلى أن "عون فتح الباب أمام الحراك للتفاوض والحوار على عناوين عديدة".

وتابع "أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة وهذا خطير جداً، والمترفون الذين دخلوا على خط الحراك لا يعرفون معنى الجوع والفقر، والفراغ في مؤسسات الدولة سيؤدي إلى الانهيار في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، والفراغ والفوضى والتوتر قد يؤدي إلى الفلتان الأمني".

أيضاً، قال نصر الله "قلنا إننا لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد إسقاط الحكومة ولا نقبل بموضوع الانتخابات المبكرة، ونحن نعمل لحماية البلد من الفراغ الذي سيؤدي إلى الانهيار، ونحن معنيون بحماية البلد ولا نحمي الفاسدين ولسنا ضد المتظاهرين، وجاهزون لتقديم دمنا وماء وجوهنا لحماية بلدنا".

وتابع "إذا لم يكن الحراك يستطيع اختيار قيادة موحدة فلتختر كل ساحة قيادتها ولتتفاوض مع رئيس الجمهورية، وطرح التفاوض مع الحراك لا يعني الطلب منه مغادرة الساحات بل على العكس حقهم البقاء في الساحات والتظاهر". 

ولفت إلى أن "قطع الطرقات هو من وسائل الاحتجاج المدني وقد فعلنا ذلك سابقاً، وبعد 9 أيام من إغلاق الطرقات هناك فئات شعبية تتأثر في معيشتها وأعمالها، ويحصل إذلال وإهانات للناس خلال قطع الطرقات إضافة إلى طلب الهويات، وبعض الطرقات المقطوعة تحولت إلى حواجز خوات وهذا لا يمت للعصيان المدني أو الاحتجاج بصلة، وإذا قبل %50 من اللبنانيين بإغلاق الطرقات فلتبقى مغلقة، وأناشد المتظاهرين بأن يبادروا إلى فتح الطرقات ولا أحد يدعوكم إلى الخروج من الساحات".

كما أضاف "بعض الأطراف يحاول إثارة مناخات حول أن الجيش سيصطدم بالمتظاهرين وهذا افتراء، والمطلوب من الجيش حماية المتظاهرين وليس تفريقهم". 

 

السيّد نصر الله: هل السفارات والأثرياء الذين يموّلون نشاطات في الحراك يريدون مصلحة لبنان؟

السيّد نصر الله قال "ما بدأ شعبياً وعفوياً ومطلبياً لم يعد كذلك بنسبة كبيرة، والحراك لم يعد حركة شعبية عفوية بل حالة تقودها أحزاب معينة وتجمعات مختلفة معروفة بشخصياتها". 

وأكد أن "هناك تمويل في الساحات وهناك جهات تموّل وأتمنى لمن يعتبر نفسه من قيادات الحراك أن يشرح للناس ما يحصل، وهل السفارات والأثرياء الذين يموّلون نشاطات في الحراك يريدون مصلحة لبنان؟".

قوى سياسية تركب موجة شعبية لتحقيق أهداف تتفاوت بين جماعة سياسية وأخرى

ولفت إلى أن "المطالب التي يتم رفعها اليوم ليست مطالب الفقراء، ويتم استخدام بعض الساحات للتصويب على سلاح المقاومة، وقوى سياسية تركب موجة شعبية لتحقيق أهداف تتفاوت بين جماعة سياسية وأخرى".

السيد نصر الله قال إن "التظاهر لا يكفي لتحقيق المطالب والمطلوب أن يتم التفاوض بين السلطة والحراك، ويجب أن يكون للأخير قيادة تفاوض السلطة باسمه"، لافتاً إلى أن "هناك قيادة غير ظاهرة وغير معلنة للحراك قوامها أحزاب وتجمعات وشخصيات فعالة، وبين المجموعات التي تقود الحراك فئة وطنية وصادقة وفئة أخرى تضم أحزاب سياسية معروفة كانت في السلطة".

هناك شخصيات تعتبر أنها تدير الحراك وتموله وهم من الأشد فساداً

كما أكد أن "هناك شخصيات تعتبر أنها تدير الحراك وتموله وهم من الأشد فساداً، والمتظاهرون معنيون بأن يعرفوا من يقود الحراك، وهل يريد المتظاهرون استبدال فاسد بفاسد أو فاشل بفاشل؟".

ودعا السيد نصر الله "من يعتبر نفسه قيادياً في الحراك إلى المبادرة نحو القضاء لكشف سريتهم المصرفية". 

وفي سياق متصل، قال أمين عام حزب الله أن "معلومات ومعطيات تفيد بأن الوضع اللبناني دخل في دائرة الاستهداف الدولي والإقليمي، ولدينا معطيات وشكوك حول وجود مساعٍ لجر لبنان إلى حرب أهلية، ومن يقول أن خشيتنا غير مبررة فليطمئنا وأنا خائف على البلد من جرّه إلى الحرب الأهلية، وفي المعادلة الداخلية الطرف الأقوى هو المقاومة ونحن لا نخاف عليها بل على البلد، والقيادات الأساسية في الحراك معنية بتطمين المقاومة بأن لبنان ليس مستهدفاً".

وتوجّه بالقول للشعب اللبناني بأن "لا يصدقوا ما تقوله السفارات ولا سيما السفيرة الأميركية".

أدعو جمهور المقاومة إلى ترك ساحات التظاهر

ختاماً، قال إته "إذا كان أمامنا حراك بقضية واضحة وشعارات واضحة وقيادة مضحية وبديل آمن فسنكون معه، وأدعو جمهور المقاومة إلى ترك ساحات التظاهر في الحراك، وإذا احتجنا الدفاع عن المقاومة في الساحات والإعلام والميادين فنحن نستطيع ذلك، كما ليس هناك مصلحة من وجود جمهور المقاومة في ساحات الحراك وسنراقب ونسعى لفتح أبواب الحوار، ورفض الحوار مع رئيس الجمهورية يعني وجود استهداف سياسي للبلد وعناصر قوته".

بدأت جولة جديدة من الاحتجاجات الشعبية وسط وجنوب العراق وذلك عقب قيام بعض الأحزاب والجهات السياسية بنشر الكثير من الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعية والشبكات الافتراضية ولقد بدأت هذه الجولة الجديدة يوم الخميس الماضي وبلغت ذروتها يوم الجمعة الماضي.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن الحكومة العراقية التي سبق لها وأن اعترفت بمطالب المتظاهرين الذين شاركوا في الجولة الأولى من الاحتجاجات وقامت باتخاذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، اعترفت أيضاً هذه المرة بسلمية احتجاجات الجولة الثانية التي انطلقت قبل عدة أيام في عدد من المدن العراقية، ولكنها دعت المحتجين إلى اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية والابتعاد عن الجماعات السياسية المسلحة التي تسعى إلى تأجيج هذه الاحتجاجات والقيام بأعمال عنف.

كما لفتت تلك المصادر الإخبارية أنه خلال الأيام الأولى للجولة الثانية من الاحتجاجات الشعبية في العراق، تجنّبت قوات الأمن شنّ حملات عنيفة ضد المتظاهرين العراقيين، بل إنها قامت بحراسة الشوارع وساحات الاحتجاجات من دون أن تحمل الأسلحة، لكن الميليشيات المسلحة التابعة لبعض الجهات والحركات السياسية قامت بالدخول وسط تلك التجمعات وقامت بنشر الفوضى وقتل عدد من المتظاهرين.

لقد استغل أعضاء هذه الجماعات السياسية المتشددة هذه الاحتجاجات الشعبية وقاموا بإعطاء الكثير من اتباعهم الأسلحة وإرسالهم إلى وسط تلك الساحات تحت ذريعة أنهم سوف يحمون المتظاهرين ولكنهم للأسف الشديد قاموا بالعديد من أعمال العنف وقاموا أيضاً بمهاجمة عدد من المراكز والمقار الحكومية وبعض القواعد عسكرية، بما في ذلك قواعد التعبئة الشعبية التابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي.

كما قامت أيضاً هذه المليشيات المسلحة في الأيام الأخيرة، بإحراق العديد من المراكز الحكومية، وباقتحام مواقع التعبئة الشعبية والاشتباك مع المتظاهرين المسالمين وشنّوا أيضاً انقلاباً ضد الحكومة العراقية.

وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء العراقي، إن هناك أطرافاً تحاول استغلال التظاهرات السلمية في بلاده، وترفع شعارات تهدف إلى تسييس المظاهرات. 

كما حذّر "عبد المهدي" من التصعيد في الاحتجاجات، الذي قد يؤدي إلى خسائر بالأرواح، وأكد أن حكومته تضع ضوابط صارمة لمنع استخدام العنف، كما حثّ "عبد المهدي" مجلس النواب العراقي على دعمه لإجراء تغييرات وزارية، ودعا إلى الهدوء بعد 3 أيام من الاضطرابات الدامية التي تهزّ البلاد.

ومن جهته اتهم "جاسم جعفر" النائب العراقي السابق، المخابرات السعودية بتأجيج الأوضاع في محافظات العراق الجنوبية بالتعاون مع قيادات بعثية ومباركة من الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن التظاهرات سرعان ما انحرفت نحو توجّهات سياسية، وقال إن "التظاهرات خرجت بشكل عفوي إلا أنها سرعان ما توجّهت باتجاه سياسي معادٍ كما جرى في حرق مكاتب الأحزاب السياسية والممتلكات العامة وتعطيل المصالح الاقتصادية في محافظات الجنوب بمخطط معدٍّ سلفاً"، وأضاف إن "ما يجري هو مخطط سعودي وبصمة بعثية وبمباركة أمريكية واضحة"، مبيناً أن "جميع قيادات البعث احتفلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأعمال العنف التي شهدتها التظاهرات".

في سياق متصل، قال رئيس مجلس محافظة النجف الأشرف "خضير الجبوري": إن "هناك عناصر مندسّة تمكّنت من اختراق التظاهرات التي خرجت في المحافظة، وقامت بحرق بعض المقرات الحزبية ومنازل معيّنة مستغلة المطالب المشروعة للمتظاهرين والمحتجين".

وأضاف "الجبوري": إن "القوات الأمنية نجحت بتشخيص بعض المندسين وتجري حالياً عمليات بحث وملاحقة من أجل تقديمهم للعدالة"، وأكد على وجود معلومات استخباراتية موثّقة تم تداولها في اجتماع مجلس الأمن الوطني، حول وجود أفراد ومجموعات يحاولون استغلال أجواء التظاهر السلمي للاندساس بين المتظاهرين والإيقاع مع أفراد المؤسسات الأمنية وكذلك للقيام بأعمال تخريب وعنف واقتحام مؤسسات ومنشآت الدولة والإضرار بمصلحة المواطن العراقي.

ومن جهته كشف قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن "قيس خلف المحمداوي" عن إلقاء القبض على مندسين من خارج المحافظات التي تشهد تظاهرات شعبية ضد سوء الخدمات والبطالة. 

وقال "المحمداوي": "إن جميع التظاهرات مشروعة ومطالبها حقة، ونحن كمعنين بالأمر نؤكد أن التظاهرات حق دستوري من شعب خلوق لبّى فتوى المرجعية الدينية العليا لحماية العراق".

وأكد أن "القطعات العسكرية بكل أنواعها تعمل على حماية المتظاهرين المطالبين بحقوق مشروعة"، مطالباً جميع المسؤولين" بدراسة المطالب بجدية والعمل على تلبية ما هو ميّسر"، مبيناً أنه" من المهم جداً أن نكون صريحين مع شعبنا وتلبية مطالبه".

وأوضح أن "كل مؤسسة حكومية هي ملك للشعب وإذا تضرّرت فسيدفع الشعب ثمنه"، مشيراً إلى" إلقاء القبض على أشخاص داخل التظاهرات قادمين من خارج محافظتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ولا يمتّون بصلة لمطالب المتظاهرين وليسوا معنيين بأي أمر سوى أنهم جاؤوا لاستهداف القطعات العسكرية ورميها بالحجارة وحتى إطلاق نار على المتظاهرين والقطعات الأمنية".

بشكل عام، يمكن القول هنا إن التطورات الميدانية على الساحة العراقية يتحكم بها قسمان رئيسيان، أحداهما يتمثل في عدد كبير من المحتجين الذي خرجوا وشاركوا في هذه الاحتجاجات لمطالبة الحكومة العراقية بإيجاد حلول جذرية للأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الكثير من أبناء الشعب العراق، والقسم الآخر هو تلك المليشيات المسلحة التابعة لبعض الجماعات والحركات السياسية والتي استغلت هذه الاحتجاجات الشعبية وقامت بالكثير من أعمال العنف والقتل ومهاجمة العديد من المراكز والمقار الحكومية والعسكرية وذلك من أجل تنفيذ بعض الأجندات الخارجية ولهذا السبب اعتقلت القوات المسلحة العراقية عدداً من أولئك المسلحين الذين قاموا بمهاجمة المراكز الحكومية.

ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية، فلقد قامت الحكومة العراقية بالسماح للمواطنين المحتجين الذين طالبوا بإصلاحات اقتصادية وسياسية بالخروج إلى ساحات الاحتجاجات ولم تمنعهم من تنظيم مسيرات سلمية وبالتزامن مع كل هذه الأمور، قامت الحكومة العراقية خلال الفترة الماضية بالإعلان عن عدد من الحزم الإصلاحية تلبية لمطالب المحتجين، لكن التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة العراقية أظهرت أن هناك جهات وحركات سياسية داخلية وخارجية استغلت هذه الاحتجاجات، وركبت على موجة المتظاهرين وقامت بنشر الفوضى في عدد من المدن العراقية وقامت أيضاً بمهاجمة العديد من المقار والمراكز الحكومة وذلك من أجل إجبار الحكومة العراقية على الاستقالة.

كانت السمة الأبرز للسياسة الخارجية الإيرانية خلال الأربعة عقود الماضية تتمثل في تقديم الكثير من الدعم المادي واللوجستي للقضية الفلسطينية ولكل فصائل المقاومة لتعزيز صمود أبناء هذا الشعب الأبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وجرائمه، وعلى مرّ السنوات الأربعين الماضية تعرّضت العلاقة بين إيران والمقاومة الفلسطينية للعديد من المطبّات والعقبات جاءت بعضها نتيجة لسياسات ولمخططات مباشرة من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية، ولكن الشعب الإيراني لم يتخلَ عن القضية والشعب الفلسطيني ولم يقبل الاعتراف بـ "دولة إسرائيل" كما فعلت بعض دول المنطقة بشكل علني أو من وراء ستار.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قائد الثورة الإسلامية سماحة السيد "علي خامنئي" صرّح لبعض وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية قائلاً: "تعتبر قضية فلسطين بالنسبة لنا قضية أساسية، وليعلم الجميع ذلك، إن قضية فلسطين لن تخرج من لائحة قضايا نظام الجمهورية الإسلامية، قضية فلسطين هي ساحة جهاد إسلامي وواجب ضروري، وليس هنالك قوة تستطيع فصلنا عن القضية الفلسطينية".

وفي سياق متصل، أفادت العديد من التقارير الإخبارية بأن العديد الرياضيين والحّكام الإيرانيين يرفضون الدخول في منافسة مع اللاعبين الإسرائيليين وذلك دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم.

وفي هذا الصدد تحدّث الحكم الإيراني "علي رضا بهرمان"، مدرّب فريق لعبة "الووشو كنغ فو" الوطني للشباب الإيراني والحكم الدولي للعبة "الووشو كنغ فو"، عن تجربته في رفض المشاركة في عملية التحكيم لرياضي صهيوني، حيث قال: " إن المشاركة في منافسات كأس العالم التي عقدت في عام 2013 والتحكيم فيها كانت تجربة جديدة ومثيرة للغاية بالنسبة لي وذلك لأني شاركت في تلك المنافسات العالمية بعد مرور عام على اختياري كحكم دولي".

وأضاف: "وفي هذا العام وفي اليوم الثاني من إقامة تلك البطولة، أدركت أنني سوف أقوم بالمشاركة في عملية التحكيم على لعبة رياضي إسرائيلي، ولكنني وعلى الرغم من أنني أعلم جيداً بأنه على الأرجح سأُخرج من عالم "الووشو كنغ فو" ومن عالم التحكيم فيها إلى الأبد، إلا أنني قررت أن أقوم بهذه الخطوة وامتنعت عن المشاركة في عملية التحكيم تلك وذلك لأننا كشعب إيراني نحب وندافع عن القضية والشعب الفلسطيني".

كما أكد مدرّب فريق "الووشو كنغ فو" للناشئين والشباب الإيرانيين أنه ليس آسفاً لاتخاذه مثل ذلك القرار وقال: "إذا تكررت هذه الحادثة لآلاف المرات والتقيت مرة أخرى برياضيين صهاينة، فلن أقبل بالمشاركة في عملية التحكيم لهم حتى لو حُرمت من التحكيم في هذه اللعبة للأبد، بل إني سأكون فخوراً بهذا القرار". 

وحول هذا السياق، قال الحكم الدولي "علي رضا بهرمان" ورئيس لعبة "الووشو كنغ فو" بمحافظة "هرمزجان" الإيرانية حول ردّ فعل الشارع الإيراني على هذه الخطوة الشجاعة: "إن معظم أبناء الشعب الإيراني لا يزالون بعد كل هذه السنوات التي مرّت وبعد أن تلقيت الكثير من الألقاب والأوسمة الرياضية، يعرفونني بأنني الحكم الذي رفض المشاركة في تحكيم أحد الرياضيين الصهاينة، وما أزال أتذكّر ذلك العام، عندما جاء والدي وبرفقته الكثير من الناس لاستقبالي في المطار. لقد رحّبوا بي كثيراً وأشادوا بي كبطل، لقد كان ذلك الاستقبال ملهماً جداً لي".

وفي سياق متصل، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن لاعب الشطرنج الإيراني "آرين غلامي" ذا الثمانية عشر عاماً رفض مواجهة لاعب شطرنج إسرائيلي خلال مسابقات ريلتون التي عقدت في السويد قبل عدة أشهر، وفي تصريح أدلى به اللاعب الإيراني لبعض الصحف الإيرانية قال "غلامي": "إن مسابقات ريلتون في السويد جرت في إطار فئتي "القياسي" و"الخاطف" حيث تمكنتُ في قسم "القياسي" من الحصول على لقب "أستاذ كبير" بعد أن تجاوزت درجة 2500 وفي قسم "الخاطف" حصلت على 6 نقاط من 6 مباريات وكنت متقدماً على البقية بنقطة، وفي المباراة السابعة كان من المقرر أن أواجه لاعباً من الكيان الصهيوني إلا أنني رفضت ذلك وفقدت نقطة لأحلّ في مركز الوصافة، لقد كان هدفي أكبر من أي لقب وبطولة حيث دافعت بموقفي هذا عن الشعب الفلسطيني المظلوم". 

ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن العديد من أبناء الشعب الإيراني قاموا باستقبال لاعب الشطرنج الإيراني "آرین غلامي" في مطار الإمام الخميني (ره) في طهران وأثناء مراسم استقباله قال "غلامي": "لقد رفضت هذه المنافسة دعماً للشعب الفلسطيني، ولا أعترف بدولة تسمى إسرائيل".

لطالما كان لأبناء الشعب الإيراني ولقادته الكثير من المواقف المشرفة تجاه القضية والشعب الفلسطيني المظلوم ولطالما سمعنا وشاهدنا العديد من المسؤولين الايرانيين يعلنون بصراحة بأن القيادة والشعب الإيراني يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وأنهم لا ولن يعترفوا بدولة اسمها "إسرائيل" ولطالما كشفت العديد من التقارير عن تقديم الحكومة والشعب الإيراني الكثير من الدعم المالي لأولئك المظلومين الذين تخلّى عنهم القريب قبل البعيد

الرئيس التونسي قيس سعيّد استقبل ، مساء الثلاثاء، بقصر قرطاج، خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا.

تونس/ عادل الثابتيبحث الرئيس التونسي قيس سعيّد ، وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، آخر الأوضاع والتطورات في ليبيا.

جاء ذلك في بيان للرئاسة التونسية تلقت الأناضول نسخة منها، مشيرة إلى أن سعيد استقبل المشري، مساء الثلاثاء، بقصر قرطاج.

ووفق بيان الرئاسة التونسي أطلع المشري قيس سعيّد "على تطورات الأوضاع في ليبيا وعلى الخطوط العريضة للمبادرة التي تقدّم بها لإيجاد تسوية شاملة للأزمة الليبية ومسار وضع مسودة دستور للبلاد".

وأضاف البيان "واستعرض المشري الجهود المبذولة من أجل وقف الاقتتال، والعودة سريعا إلى الحوار والتفاوض لاستئناف العملية السياسية وإيجاد حلّ دائم للأزمة الليبية'".

وأعرب عن "أمله في أن تواصل تونس دورها الإيجابي في الملف الليبي، والمساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع البلاد".

من ناحيته ذكّر سعيّد "بالعلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، ونوّه بوشائج القربي بين الشعبين التونسي والليبي وأكّد على ترابط المصالح ووحدة المصير بين الجانبين"، وفق البيان ذاته.

كما أعرب عن أسفه "لتواصل إراقة الدم الليبي وقلقه من استمرار الأوضاع على ما هو عليه نظرا لتأثيرها المباشر على الوضع في تونس وتداعياتها الخطيرة على الاستقرار في كامل المنطقة." وفق ما جاء في البيان

وأضاف البيان أن سعيّد شدد على "ثوابت الموقف التونسي من المسألة الليبية، وتمسك بلادنا بالشرعية الدولية لإيجاد تسوية سياسية شاملة تخدم مصلحة الشعب الليبي وتحافظ على سيادته ووحدة أراضيه وتعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق"

وشدّد سعيد كذلك على أنّ "الحلّ يجب أن يكون نابعا من إرادة الليبيين أنفسهم وبعيدا عن أيّ ضغوطات وبإرادة ليبية خالصة. "

كما شدّد "على التزام تونس بالعمل من أجل أن تكون قوة اقتراح، وطرفا مساهما في إيجاد حلول ناجعة وفاعلة للأزمة الليبية مبرزا أنّ أمن ليبيا من أمن تونس وأنّ ما يسعد الأولى يسعد الأخيرة" .

وبمناسبة المقابلة قدّم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا تهانيه الحارة لسعيّد على نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ونيله ثقة الشعب التونسي وتمنى له التوفيق في تحقيق تطلعاته وقيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والنماء.

ومنذ عام 2011 تعاني ليبيا، البلد الغني بالنفط، من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، وقوات الشرق الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

المصدر.المیادین

تظاهرات في بعض المناطق اللبنانية ليلاً، بعد فضّ الاعتصامات في وسط بيروت إثر مواجهات ومناوشات محدودة على خلفية إقفال الطرقات، واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.

 

تظاهرات في مناطق مختلفة من لبنان رغم استقالة الحريري

ما بدأ كحركة احتجاجية بسبب احتمال فرض ضرائب إضافية على كاهل اللبنانيين رفعت شعارات مطلبية واقتصادية، تحولت سريعاً إلى حركة احتجاج بمطالب سياسية.

فمن شعارات رفض الضرائب وإسقاط حكم المصرف انتقل الشارع إلى المطالبة بمحاسبة كل مسؤول عن الوضع الخانق الذي وصل اليه الناس "كلن يعني كلن"سريعاً بدأ استهداف شخصيات بعينها، ما استفز مناصريهم فكانت مناوشات محدودة في الشارع.

وعاد المتظاهرون إلى ساحتي رياض الصلح و"الشهداء"، بعد فضّ الاعتصامات في وسط بيروت إثر مواجهات على خلفية اقفال الطرقات، فيما انتشر الجيش اللبناني وقوات مكافحة الشغب في ساحة الشهداء.
وكان إشكال قد وقع عند جسر الرينغ في بيروت بين مواطنين كانوا يحاولون العبور ومعتصمين يقطعون الطريق عملت القوى الأمنية على تطويقه.

وفي وقتٍ لاحق قال المراسلون إن الجيش اللبناني أعاد انتشاره في ساحة الشهداء وأغلق جميع المنافذ إلى المنطقة.

ونفّذ ناشطون اعتصاماً أمام منزل وزير الاتصالات، فيما نفَّذَ آخرون وقفة أمام مبنى الواردات المالية ورفعوا لافتات تُطالب باسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.

وشهدت بعض المناطق اليوم الثلاثاء تجمعات شبابية تطالب باستقالة الحكومة ومحاكمة المسؤولين عن التدهور المعيشي، هذا وتستمرّ المصارف في إغلاق أبوابها لليوم الثاني عشر.

كما قام بعض المتظاهرين بتحطيم الخيم والمنصات في الساحة وإعادة فتح جسر الرينغ وسط بيروت.

مراسل الميادين قال إنه تمّ فتح الطريق في وسط بيروت بعد إزالة السواتر التي كانت منصوبة لقطع الطرقات.

وأضاف أن الساحة التي تمّ استخدامها كمنصة للحراك ستستعيدها القوى الأمنية، كما منعت القوى الامنية  متظاهرين من قطع طريق رأس النبع - السوديكو في بيروت.

وفي مدينة طرابلس شمال لبنان، أفاد مراسلون  بأن لدى المعتصمين توجه لـ"محاصرة منازل الوزراء والنواب لإرغامهم على الاستقالة".

مراسلنا في صيدا قال إن الاجواء هادئة وأن حراك المحتجين مستمر بلا أي اشكالات، نافياً ما نقلته وسائل إعلام بأن عناصر من حركة أمل سينزلون لصيدا لفضّ الاعتصام، قائلاً إنه عارٍ عن الصحة.

الصحافي إبراهيم بيرم أفاد الميادين بأن هناك ما يشبه تواطؤ من أجهزة الدولة والأمن في مسألة قطع الطرقات.

وقال بيرم "السؤال الذي يطرح منذ 48 ساعة في لبنان هو ماذا يريد قائد الجيش؟"، معتبراً أن هناك أطرافاً في السلطة تريد العودة بالبلاد إلى الفوضى.

بيرم كشف للميادين أن الحريري اشترط حكومة تكنوقراط ويعود هو على رأسها.

بدوره، أشار المحلل لسياسي جوني منيّر إلى أن المشهد الميداني ربما يكون مرتبطاً بالاستقالة التي سيتلوها الحريري عند الساعة الرابعة، مضيفاً أن الرسالة الميدانية اليوم تهدف إلى ثنيّ الحريري عن إعلان استقالته.
ولفت منيّر إلى أن استقالة الحريري والتلويح بالوضع الاقتصادي الرديء يفتح "باب المواجهة في البلد".
وأكد جوني منير أن قرار استقالة الحريري مدروس مع الجهات الدولية التي نصحته بذلك، مشدداً على أن "الدخول في الفوضى قد يخدم المشاريع الخارجية وهذا السيناريو موجود".
وقال منيّر إنه "لم يكن في وارد الأوروبيين أن ينفجر الوضع في لبنان لكن السعوديين والإماراتيين دفعوا الأمور للتصعيد".

العميد إلياس فرحات قال بدوره للميادين إنه جرى إبلاغ المتظاهرين بمخاطر استمرار إغلاق الطرقات لكنهم لم يستجيبوا لأي دعوات، القوى الأمنية حاولت مراراً فتح الطرقات المغلقة ولكن من دون أي نتيجة.

وأمس الإثنين، نفى حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ما نقلته عنه قناة CNN أن الاقتصاد اللبناني سينهار خلال أيام، إذا استمرت الاحتجاجات في الشارع.

وكان سلامة قد قال في المقابلة إن ثمن الاحتجاجات باهظ على لبنان وفق تعبيره، ودعا إلى حلول عاجلة للأزمة الأخيرة، منبّهاً من تأثيرات مدمرة على المدى البعيد ستطاول ثقة المستثمرين في لبنان، وفق قوله.

هذا ونفّذ عدد من المواطنين اعتصاماً أمام فرعي مصرف لبنان في بيروت وصيدا مطالبين برفع السرية المصرفية عن كل من تعاطى بالشأن العام منذ التسعينيات، وبالتحقيق الشفاف في مصادر مداخيلهم.

وقدم المعتصمون عدداً من المطالب أبرزها إجبار المصارف المستفيدة من الهندسات المالية المتعاقبة على إعادة الأموال. هذا وقدم المحامي معن الأسعد إخباراً إلى النائب العام لدى محكمة التمييز ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وكل من يظهره التحقيق، متدخلاً أو شريكاً أو مستفيداً بتهمة اختلاس المال العام ونهبه وهدره.

 

وشهدت مدينة طرابلس تحركات حيث عمد متظاهرون إلى قطع الطرق التي تربط مدينة طرابلس بالمناطق اللبنانية الأخرى.

كما اقتحم آخرون مبنى بلدية طرابلس وأرغموا الموظفين على إغلاق أبوابه، وفق ما أفاد مراسل الميادين، مضيفاً أن متظاهرين أغلقوا أيضاً مقر بلدية المينا وحاولوا التعدي على مبنى الريجي في القبة، فيما قطعوا الطرق الداخلية.

وأعلن تكتل لبنان القوي رفع السرية المصرفية عن نوابه ووزرائه المشاركين في الحكومة، في خطوة عدها خطوةً أولى هدفها الوصول إلى منظومة قوانين لمحاربة الفساد.

من جهته، قال أمين سر تكتل لبنان القوي النائب إبراهيم كنعان بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري إنه سيكون لبري قرار بتفعيل عمل الهيئة العامة لمجلس النواب ولا سيما بشأن قوانين محاربة الفساد. 

أكد ترامب خبر اغتيال أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أعلن نفسه خليفةً.

يذكِّرنا هذا الاسم بخمس سنوات من الحرب والإرهاب والقتل الوحشي للأبرياء والهجرة القسرية والاغتصاب والاستعباد الجنسي. لكن السؤال الكبير الذي يبقى بلا إجابة هو، لماذا قُتل في هذا التوقيت بالذات حيث انسحبت أمريكا من سوريا وخفضت قواتها إلى أقل من 1000 جندي؟

أبو بكر البغدادي

"إبراهيم عواد إبراهيم البدري"، المعروف بأبي بكر البغدادي، 48 عاماً، من مواليد سامراء.

رغم أنه لم يكن من عائلة ثرية، إلا أنه تمكّن من دخول جامعة بغداد بدعم مالي من أسرته، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من هذه الجامعة في عام 1996. وبعد ذلك، أكمل دراسته في جامعة صدام على مستوى الماجستير والدكتوراة في مجال الدراسات القرآنية، وفي عام 2004، قُبض عليه بتهمة إنشاء جماعة جيش الأمل.

بعد مقتل أبو عمر البغدادي في أبريل 2008، قام "المجلس المركزي للخلافة الإسلامية في العراق" بتعيين أبو بكر البغدادي خلفًا له.

اختلف البغدادي مع قائد جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني"، الذي اعتزم الدخول في تحالف مع المتمردين السوريين السنة لمواجهة الحكومة السورية، وفي ربيع عام 2013، بعد الإعلان عن "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، قام بدمج جبهة النصرة في "داعش" أيضاً، وهذا ما أدّى بـ "أيمن الظواهري" إلى أن يطرده هو وتنظيمه من القاعدة.

في يونيو 2014، استولى "داعش" على الموصل، وأعلن البغدادي نفسه خليفةً في مسجد المدينة، وسيطرت قواته في البداية على 100 ألف كيلومتر مربع من الأراضي العراقية والسورية.

تداعيات مقتل البغدادي

يبدو أن البغدادي كان يتدرّب لمهمة كبيرة تحت إشراف الإدارة الأمريكية السري منذ عام 2004. لأنه عندما كان محتجزاً في معسكر "بوكا"، وصل بسرعة إلى إمامة جماعة السجناء وخطيبهم لصلاة الجمعة.

وهنا بات على دراية جيدة بالقدرة على التعبئة وتنظيم القوى بالخطاب الديني، بحيث عندما انضم إلى "تنظيم الخلافة الإسلامية في العراق" بقيادة أبو أيوب المصري في السنوات التالية، وصل إلى الرتب العليا بسبب قدرته على تعبئة القوات.

من ناحية أخرى، هذا الشخص الذي قيل إنه قضى شبابه ومراهقته في تعلم الفقه والعلوم الإسلامية، وأعفي من الخدمة العسكرية بسبب ضعف البصر، عيَّنه أبو أيوب المصري فجأةً حلقة وصل بين الإسلاميين المتطرفين والعناصر المتبقية من حزب البعث.

ومثل هذه القدرات في بيئة العراق الأمنية المشددة، حيث كانت عناصر حزب البعث تخفي هويتها بالحيل العسكرية والاستخبارية، كانت مستحيلةً لولا التدريب العسكري للبغدادي.

وفقاً لما ذُكر أعلاه، كان أبو بكر البغدادي الصندوق الأسود لأمريكا، وإذا قُدِّر أن يقع في أسر القوات الروسية أو فصائل المقاومة في إدلب، لكان قد كشف عن معلومات تهدد الأمن القومي الأمريكي.

قال ترامب أثناء تأكيد مقتله: "كان اعتقال وقتل البغدادي أولويةً قصوى بالنسبة للأمن القومي لإدارتي".

يتفق جميع الخبراء العسكريين والسياسيين أنه بقتل البغدادي لن يختفي خطر داعش، ومن ناحية أخرى إذا كان هناك خطر يهدد الأمن القومي الأمريكي والإقليمي، فهو سجناء داعش في شمال شرق سوريا، الذين يصل عددهم مع عائلاتهم إلى 12 ألف شخص، وقد هرب ما بين 800 إلى 850 منهم على مدار الأسبوعين الماضيين.

من جهة أخرى، بعد الاستيلاء على مدينة تدمر شمال سوريا في مايو 2015، بدأ داعش في تدمير المواقع الأثرية للمدينة بذريعة القضاء على المظاهر غير الإسلامية، لكن إجراء داعش هذا كان تناقضاً واضحاً، لأنه على الرغم من معارضته الأيديولوجية لهذه الآثار لكنه بدأ في بيعها.

ما هو مؤكد هو أن عمل داعش هذا كان يتماشى مع حلم "من النيل إلى الفرات" الإسرائيلي، لأنه بتدمير الآثار الهويائية للعراق وسوريا، تم تدمير الأدلة التاريخية للحكم الإسلامي وقبله الآشوري والسومري على هذه المنطقة أو تلاشت، وأزيلت العقبات التاريخية لحلم "من النيل إلى الفرات" واحدةً تلو الأخرى.

قام البغدادي، ومن خلال المبادرات التي كان قد تعلمها من أمريكا والكيان الإسرائيلي، بتهريب هذه القطع الأثرية وبيعها، ومن ناحية أخرى، انتشرت قواته بسرعة بالقرب من آبار النفط، وجعل هذين المصدرين للإيرادات حجم مبيعات داعش 3 مليارات دولار في السنة، وفقاً لمجلة "فوربس" الأمريكية.

مع مقتل البغدادي، اختفت المخاوف الإسرائيلية من تسريب المعلومات الحساسة، في حين أن وزارة الدفاع الروسية قد شككت في أن البغدادي قد قتل، وكان نتنياهو من بين الذين رحبوا بهذا الخبر.

هذا في حين أن داعش لم يقدم على أي هجوم أو حتى لم يظهر أي نية لمهاجمة الكيان الإسرائيلي، وكان هذا الكيان يقدّم الدعم اللوجستي للإرهابيين ويشفي جرحاهم خلال الحرب الأهلية السورية.

ومن الإنجازات الأخرى لخبر مقتل البغدادي، هي استخدام ترامب لهذا الخبر لتعزيز موقعه الانتخابي، ووضعه الضعيف عشية استجوابه.

بالنظر إلى الانتقادات التي وُجّهت لترمب بسبب مغادرته لسوريا، يسعى الآن إلى إظهار أن المهمة الأمريكية في الحرب ضد داعش قد انتهت بمقتل البغدادي، هذا في حين أن مسؤول العلاقات العامة في قوات سوريا الديمقراطية "ريدور خليل" قال إنهم كانوا على علم بمخبأ البغدادي منذ شهر، إلا أن وزير الدفاع الأمريكي سارع إلى نفي هذه المزاعم.

آثار مقتل البغدادي على مصير إدلب

تعتبر مدينة إدلب مفترق طرق استراتيجي يربط سوريا والأردن وتركيا، كما يوجد فيها معبر "باب الهاوي" الاستراتيجي الذي يتمتع بحجم كبير فيما يتصل برحلات الترانزيت.

إدلب هي القاعدة الأخيرة لتجمع الإرهابيين حالياً، حيث يتمركز فيها ما يقرب من 60 في المئة من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تحرير الشام، فيلق الشام، جيش النصر، جيش إدلب الحر، شهداء الإسلام، كتائب الحريّة وجيش الأحرار، مع ما يقرب من 70 ألف مسلح، وإذا عادت إدلب إلى أحضان الحكومة السورية، فستنتهي الحرب الأهلية السورية التي دامت ثماني سنوات إلى الأبد.

بالإضافة إلى ذلك، هنالك فوائد اقتصادية وسياسية أخرى لجبهة المقاومة، ولذلك، لا ترغب أمريكا وحلفاؤها في سيطرة سوريا على هذه المدينة، وبالتالي سعى ترامب إلى انتزاع الذريعة من سوريا للهجوم على إدلب من خلال قتل البغدادي، لأنه مع رحيل أمريكا من المحتمل جداً أن تعود إدلب إلى الحكومة المركزية السورية.

خلافة البغدادي

تشير بعض التقارير إلى أن أبا بكر البغدادي قد عيّن خليفته قبل شهرين من مقتله، وهو ضابط سابق في حزب البعث يدعى "عبد الله قارداش".

لا يتمتع هذا الشخص بالمكانة الإيديولوجية والكاريزمية التي أوجدتها أمريكا للبغدادي على مدار أكثر من عشر سنوات، وهذا له نتيجتان على الأقل: الأولى أنه سيتم كسر هيبة وهيمنة داعش في سوريا إلى حدّ كبير، وفي المستقبل سيكون هذا التنظيم الإرهابي أقل قدرةً على التأكيد على العناصر السلفية والإيديولوجية لتجنيد القوات وتنظيم الأهداف، والثانية أن النتيجة الأكثر أهميةً هي التغيير في نهج وطبيعة عناصر داعش المتبقية.

يظهر مسار التطورات أن أمريكا تسعى إلى إعادة بناء حزب البعث في العراق، وحتى الآن قد فرَّ أكثر من مئة سجين من داعش إلى العراق، من ناحية أخرى، أعلن الخبير الأمني العراقي "مؤيد العلي" في يونيو، أن بعض عناصر حزب البعث تتجسس لمصلحة أمريكا من خلال التسلل إلى أجهزة الأمن العراقية.

لذلك، تسعى أمريكا إلى تنظيم منظّم لجزء من داعش في العراق بماهية جديدة للاستفادة السياسية من مصالح ذلك، ومع نهاية مهمة داعش، يبدو أن أمريكا تسعى إلى إعادة الفصل بين القسم الأفغاني والعراقي من هذا التنظيم الإرهابي