
emamian
تظاهرات لبنان تثمر ورقة إنقاذية تخلو من الضرائب
احتجاجات ليلية في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، بالتزامن مع تجدد التظاهرات في مدن ومناطق لبنانية، ومصادر وزارية تكشفت للميادين أن رئيس الحكومة سيدعو لجلسة للحكومة قريباً، في ظل الحديث عن الاتفاق على ورقة انقاذية اصلاحية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوم جديدة، ورئيس حزب القوات اللبنانية يطلب من وزرائه في الحكومة تقديم استقالاتهم.
تجددت التظاهرات المطلبية الرافضة لزيادة الضرائب في مختلف المدن اللبنانية، وشهدت ساحة رياض الصلح تجمعات شعبية واسعة.
التظاهرات تجددت أيضاً في بعض المناطق والمدن احتجاجاً على تدهور الأوضاع الحياتية والمعيشية وزيادة الضرائب.
وفي الجنوب تجددت التظاهرات في بعض المناطق والمدن احتجاجاً على سياسات الحكومة الضريبية.
ورقة انقاذية إصلاحية لا تتضمن ضرائب او رسوم جديدة
سياسياً، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه سيكون "هناك حل مطمئن للأزمة"، وسط معلومات متقاطعة مؤداها "الاتفاق على ورقة انقاذية اصلاحية لا تتضمن أي ضرائب او رسوم جديدة ونسبة العجز فيها هي صفر، وتوصف بغير المسبوقة منذ سنوات طويلة".
مصادر وزارية كشفت للميادين أن رئيس الحكومة سيستكمل مشاوراته وسيدعو لجلسة للحكومة ستعقد في مهلة اقصاها الاثنين المقبل، في وقتٍ كشفت فيه رويترز نقلاً عن مصادر حكومية لبنانية أن مجلس الوزراء اللبناني يعقد جلسة الأحد لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة.
وزير المالية اللبناني قال بعد لقائه الحريري إنه تم الاتفاق على الموازنة بدون أي ضريبة أو رسوم جديدة، وأوضح مراسلنا أن المصارف والمصرف المركزي اللبناني سيساهمان بنسبة 3,5 مليار دولار وفق الورقة الاصلاحية، وأن خطة الكهرباء ستنفذ خلال شهر واحد وسط توافق شبه كامل بين الأطراف السياسية.
استقالة وزراء القوات اللبنانية
وفي وقتٍ متأخر، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه طلب من وزرائه في الحكومة تقديم استقالاتهم.
وأكد سمير جعجع أن الاستقالة لم تكن بالتنسيق مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
والوزراء المستقيلون هم: نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، ووزير العمل كميل بو سليمان، ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق.
وشهد وسط العاصمة اللبنانية بيروت مواجهات ليلية بين القوى الأمنية والمتظاهرين، حيث قامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق المحتجّين باستخدام الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه.
وقد شهدت ساحة رياض الصلح وهي القريبة من مقرّ الحكومة ليل أمس الجمعة، عمليات كرّ وفرّ، رشق خلالها المتظاهرون القوى الأمنية بالحجارة.
وأعلنت القوى الأمنية أن عدد الجرحى في صفوفها بلغ 52 إصابة وأنّه جرى توقيف 70شخصاً.
بيان لقيادة الجيش اللبناني
الجيش اللبناني أكد في منشور له على حسابه الرسمي مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنه مع مطالب المتظاهرين المحقة، داعياً إيّاهم إلى "التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".
هذا وعمّت التظاهرات المدن اللبنانية في الجنوب والبقاع والشمال في يومها الثاني، مع تسجيل ارتفاع في أعداد المتظاهرين المطالبين برحيل نظام الحكم القائم على المحاصصة الطائفية.
#لبنان_ينتفض على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً
التفاعل على الأرض يقابله تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
فبالإضافة إلى نشر صور وفيديوهات وآراء متعلقة بالأحداث الجارية، تتزايد أعداد الدعوات إلى المشاركة في التظاهرات يوميّ السبت والأحد.
كما وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لتظاهرات تضامنية مع الشعب اللبناني واحتجاجاته، شهدتها عدد من المدن الأوروبية والأميركية.
بالإحصاءات والأرقام .. مراسيم أربعينية الإمام الحسين (ع) لهذا العام
لم يظهر أي مؤشر جديد هذا العام أيضاً على تغيير موقف وسائل الإعلام العربية والعالمية السلبي من المراسيم السنوية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) في العراق، وتعمدها التعتيم عليها، برغم أنها أنها وفق المقاييس المتعارفة دولياًـ أضخم تجمع بشرى في ماضي الكرة الأرضية وحاضرها.
وكعادتنا في كل سنة، نقدم إحصاءات وافية وشبه دقيقة عن المراسيم، بناء على معايشة ميدانية واستقصاءات حرفية وتواصل مباشر مع الجهات المعنية، كي لانعطي لوسائل الإعلام العربية والعالمية مبرراً بعدم وجود معلومات:
1- اشترك في المراسيم ما يقرب من واحد وعشرين مليون إنسان، في الفترة من 5 الى 20 صفر( 4ـ 19 تشرين الأول / كتوبر 2019)، بينهم (17) مليون عراقي من داخل العراق وخارجه، أي ما يقرب من 40 بالمائة من سكان العراق، أو حوالي 75 بالمائة من شيعة العراق. وهي بذلك أضخم وأكبر تجمع بشري في تاريخ العالم وحاضره.
2- اشترك في المراسيم ما يقرب من (500) ألف عراقي مغترب، وفدوا من حوالي (50 ) بلداً.
3- اشترك في المراسيم آلاف من المسلمين السنة، وكذلك المسيحيين والصابئة.
4- اشترك في المراسيم مايقرب من أربعة ملايين غير عراقي، ينتمون الى أكثر من (70) جنسية. بينهم ثلاثة ملايين ايراني، ونصف مليون باكستاني، ونصف مليون من باقي دول العالم، لا سيما الهند وآذربايجان وتركيا وأفغانستان ولبنان والكويت والبحرين والسعودية وغيرها. أي أنه أكبر تجمع بشري أجنبي يجتمع في بلد واحد خلال أيام محددة.
5- انطلق المشاركون من أكثر من (500) مدينة وناحية وقرية عراقية، من جنوب العراق وشماله وشرقه وغربه، في مسيرات راجلة؛ أي مشياً على الأقدام باتجاه مدينة كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين (ع). أي أنها المسيرة الوحيدة في العالم التي تتفرد بتتعدد مراكز انطلاقها بهذا المستوى الكبير.
6- مجموع طول الطرق التي قطعتها المسيرات الراجلة أكثر (2000) كم، أي أنها أطول مسيرة راجلة عرفتها البشرية.
7- سار المشاة لمدد متفاوتة، تبدأ بيوم واحد وتنتهي بخمسة عشر يوماً متواصلاً.
8- على مدى الأيام الـ (15) يوماً التي استغرقتها المسيرة، وعلى طول طرق الـ (2000) كيلومتر التي قطعها المشاة، تم نصب أكثر من (100) ألف سرادق وخيمة ومضيف وحسينية وجامع، متراصة، وكلها للخدمة. وقد قدمت مختلف أنواع الخدمات على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً، كالطعام والشراب والمرافق الصحية والمبيت والإستراحة والصلاة والعبادة والعلاج والإسعاف والإتصالات والنقل والنظافة والأمن وغيرها. وهي بذلك أضخم وأكبر مجموعة مرافق خدمية تعمل في وقت واحد وفي رقعة متصلة، على مستوى العالم.
9- قامت المرافق الخدمية بتقديم ما مجموعه (125) مليون وجبة طعام تقريباً، و(150) مليون لتر من مياه الشرب، وخمسة ملايين قنينة عصير، وحوالي (500) ألف طن من أنواع الفواكه والخضر. أي ما معدله سبعة ملايين وجبة طعام يومياً تقريباً. أي أنها أطول وأضخم مائدة طعام وشراب عرفتها البشرية حتى الآن.
10- قامت المرافق الخدمية أيضاً بتأمين حوالي (60) مليون خدمة مبيت للمشاة، على طول الطرق التي يقطعونها. أي أنها على مستوى العالم؛ أكبر استضافة مبيت في مساحة جغرافية متصلة و أوقات محددة.
11- اشترك في العمل في مجمل المرافق الخدمية أكثر من (600) ألف شخص، من مختلف الإختصاصات: طباخين، بنائين، تقنيين، عمال، علماء دين، مهندسين، أطباء، صيادلة، سائقين، مترجمين، مرشدين. ولم يستلموا طيلة عملهم فلساً واحداً؛ بل كان كثير منهم يساهم في الإنفاق على المراسيم. أي أنها أكبر كتلة متطوعين عرفتها البشرية حتى الآن.
12- رفعت في هذه المراسيم أكثر من ثلاثة ملايين راية وعلم صغير ومتوسط وكبير، يحمل معظمها الألوان السوداء والخضراء والحمراء. وبينها أيضا عشرات آلاف من العلم العراقي، وبضع مئات من أعلام الدول التي يفد منها المشاركون، سيما البحرين وايران ولبنان. وبذلك فهي أكبر كمية رايات وأعلام ثابتة ومتحركة ترفع في مناسبة واحدة وفي أماكن متصلة، وبأعداد لم تعرفها البشرية من قبل.
13- المشاركون في المراسيم كانوا ينتمون الى كل فئات المجتمع وطبقاته وشرائحه: متدينين وغير متدينين ( بالرغم من الطابع الديني للمراسيم )، أميين ومفكرين ومثقفين وحملة أعلى الشهادات الجامعية، أناس عاديون وكبار قادة الدولة، فقراء وثرياء، جهلة بالدين وكبار الفقهاء والمجتهدين. ولم يظهر أي فرق بين هؤلاء في تقديم كل أنواع الخدمة والبذل والعطاء المادي والمعنوي، بل وحتى في الزي، إذ ذابت جميع الفوارق في إطار الملابس السوداء التي يرتديها أغلب المشاركين.
14- لم تحدث طيلة أيام المراسيم، وفي كل المدن والطرق التي تواجد فيها المشاركون العشرون مليونا، أية حوادث أدت الى اصابات، أو مشاجرات أو أعمال عنف أو حوادث مرورية؛ ولو بسيطة. وهي حالة فريدة تاريخياً وجغرافياً على مستوى العالم.
15- تحمّلت مدينة كربلاء العبء الأكبر في المراسيم، ككل عام؛ فهي المركز التي تتوجه اليها مسيرات المشاة المليونية، وفيها ختمت المراسيم بمشاركة أكثر من (15) مليون إنسان في يوم العشرين من صفر. وهي أكبر كتلة بشرية، على مستوى العالم، تشارك بمناسبة واحدة، في مكان واحد وفي يوم واحد.
16- تحمّلت مدينة النجف الأشرف، العبء الأكبر في المراسيم بعد كربلاء؛ كونها المدينة المؤسِسة لمراسيم مسيرة المشاة الأربعينية في التاريخ الحديث، وكذلك بحكم موقعها الجغرافي. ويتحمل النجف المسؤولية التاريخية في حماية الإنتفاضة معنوياً ومادياً. وقدر حجم إنفاق أهالي النجف على هذه المراسيم لهذا العام مايقرب من (100) مليون دولار، أي حوالي 20 بالمائة من مجموع ما ينفق على جميع المراسيم، وكلها تبرعات من الأهالي. فضلا عن أن معظم سكان مدينة النجف يتفرغ لإحياء هذه المراسيم لمدة تتراوح من 5 الى 15 يوماً متواصلة، وتكاد تخلو المدينة من سكانها المليون ونصف المليون نسمة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من المراسيم (17 ـ 20 صفر).
17- مجموع ما أنفقه الأهالي على جميع المراسيم هذا العام، وبدوافع ذاتية محضة، بلغ حوالي (500) مليون دولار. وتراوح حجم تبرعات الأفراد بين 250 دينار عراقي (20 سنت أمريكي) و 650 مليون دينار عراقي (500 ألف دولار أمريكي).
18- المشاركون في المراسيم، وكذا المتبرعون بأموالهم ووقتهم وممتلكاتهم، كانوا يتحركون بدوافع ذاتية، لا دخل فيها لدولة أو حكومة أو تنظيم أو مرجعية سياسية أو دينية، ولا علاقة لها بقرارات سياسية أو اجتماعية أو فتاوى؛ بل ترتكز هذه الدوافع على قاسم مشترك، هو الإيمان بنهضة الإمام الحسين (ع) وذكراه، وأنها جديرة بأن تُحيى وتستمر.
19- قامت الدولة العراقية من خلال الجيش والشرطة والإدارات المحلية والمؤسسات الصحية والخدمية، الى جانب قوات الحشد الشعبي ومنظمات المجتمع المدني، بتأمين الجانب الأمني للمراسيم، وجزء من الجانب الخدمي واللوجستي، وتنظيم حركة المرور والنقل.
المصدر: قناة آفاق
إنجازات إيرانية جديدة وابتكارات حديثة.. كيف تعمل القذائف الموجّهة والذكية ؟
كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن القوات البرية التابعة للجيش الإيراني قامت بإجراء مناورات عسكرية مؤخراً شمال غرب البلاد ولفتت تلك المصادر إلى أنه تم تجهيز المدفعية التي تستخدمها تلك القوات البرية بالكثير من القذائف الذكية والدقيقة.
ولقد أُطلق على تلك المناورات العسكرية التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي شمال غرب البلاد اسم "طلقة واحدة، رصاصة واحدة"، وخلال تلك المناورات العسكرية تدرّب أبطال القوات البرية الإيرانية على استخدام المدفعيات الموجّهة بالليزر لضرب اهداف العدو بدقة عالية.
كما ذكرت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية أن تلك المناورات انطلقت بحضور القائد العام للجيش الإيراني اللواء "عبد الرحيم موسوي" وبمشاركة وحدات التدخل السريع والوحدات المتحركة الهجومية بدعم من مروحيات طيران الجيش في المنطقة العامة لمدينة أرومية، مركز محافظة أذربيجان الغربية الواقعة شمال غربي إيران.
وأشارت تلك الوسائل الإعلامية الإيرانية إلى أن أحد أهداف هذه المناورات، هو تقييم الجهوزية القتالية وسرعة المبادرة والتحرك، وتنقل الوحدات.
ومع التقدّم التكنولوجي، أصبح بالإمكان تطوير أنظمة توجيه صغيرة الحجم، ومقاومة للتسارع المرتفع للغاية، وبالطبع منخفضة الأسعار، كما تم تطوير الكثير من القذائف الموجّهة والتي تعتمد بشكل كبير على الرموز النقطية، وعلى الرغم من امتلاك هذه القذائف الموجّهة نظام استهداف مثل الليزر، تمتلك أيضاً كتلاً ديناميكية هوائية للتحكم في القذيفة وإعادة توجيهها وإيصال الخطأ فيها إلى أدنى حد ممكن.

مقارنة اتجاه نمو الخطأ في القذائف غير الموجهة (يساراً) مع زيادة المدى، وانخفاض وإصلاح الخطأ في جميع مديات القذائف الموجهة (يميناً)
في الحقيقة إن انخفاض مستوى الخطأ الذي تتمتّع به القذائف النقطويّة والموجّهة تمنح القادة الميدانيين إمكانية تدمير طائرة للعدو وعنبرها، أو مدرج للطائرات، أو مبنى معيّن يقع ضمن دائرة الاستهداف بمعنى آخر فإن تدمير هدف ثمين للعدو سيتطلب إطلاق صاروخ إيراني نقطوي واحد باتجاه هذا الهدف.
والمزية الواضحة للذخيرة النقطوية هي إمكانية استخدام صاروخ نقطوي واحد أو قذيفة نقطوية واحدة من أجل تدمير هدف العدو، وهذه الميزة يدافع عنها مؤيدو صناعة هذه الأسلحة والتي بالفعل أثبتت فعاليتها في العديد من الحروب.
أما في الحديث عن القدرة التدميرية للصواريخ النقطوية، يبدو من الوضوح بمكان أن الرأس الحربي الذي يزن عدّة مئات من الكيلوغرامات من المتفجرات كفيل بتدمير الهدف عن بكرة أبيه وفي حال أخطأ الصاروخ هدفه ضمن قطر أقصاه عشرة أمتار فإن القوة التدميرية للرأس الحربي كفيلة بتدمير هذا الهدف أيضاً عن بكرة أبيه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القذائف الموجهة تستطيع أن تصل إلى أهداف بعيدة وأن تحدث تدميراً ضخماً، ولذلك فإنها تصنف ضمن أكثر الأسلحة خطراً في العالم.

قذائف المدفعية الموجّهة الأمريكية "إكسكاليبر"
إن قذائف "إكسكاليبر" الأمريكية تبلغ قيمتها 20 الى 30 ضعفاً عن قذائف الـ 155 ملم العادية لكن قيمتها العملياتية أكثر ب 40 الى 50 ضعفاً عن الذخيرة العادية، بمعنى آخر إذا كان تدمير هدف ما يحتاج الى 40 الى 50 قذيفة عادية، فإنه يحتاج إلى قذيفة موجّهة واحدة وبالتالي توفير تكلفة 20 إلى 30 قذيفة عادية.
مقارنة بين ثلاثة أنواع من القذائف الموجهة والنقطية:
1- القذائف غير الموجّهة التي تواجه مشكلة حدوث خطأ في إصابة الهدف
2- القذائف الموجّهة مع خطأ ثابت في حدود 50 متراً على جميع المديات والقيمة المتوسطة
3- القذائف الموجّهة الدقيقة مع خطأ 10 أمتار وسعر أعلى.

وبالنسبة لإيران فلقد حقّقت الصّناعات الدفاعية الإيرانية نجاحات متميزة بتبديل المقذوفات الصاروخية إلى صواريخ دقيقة، وهذا ما حوّل الاهتمام إلى المقذوفات التي كان قد تم إنتاجها سابقاً والموجودة اليوم في مستودعات الذخيرة للقوات المسلحة الإيرانية وتحويلها إلى صواريخ نقطوية، وبالتالي لم يعد من الأهمية بمكان وضع خط إنتاج جديد لصناعة الصواريخ النقطوية، وما هو مطلوب اليوم هو ترقية مقذوفات الصواريخ الموجودة حالياً وتحويلها إلى صواريخ موجّهة عبر تزويدها بمنظومات التوجيه والتحكم والملاحة.
وبالتالي يتم إنتاج صواريخ نقطوية ذات قدرة تدميرية كبيرة عبر تحديث المقذوفات الصاروخية بتكلفة أقل وفي زمن أقل.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الصناعات الدفاعية الإيرانية وبهدف تعزيز دقة إصابة القصف المدفعي، نجحت في تصميم وصناعة ذخيرة "بصير" الذكية والموجّهة بالليزر، وهذه الذخيرة هي من عيار 155 مليمتراً ويبلغ طول الواحدة منها حوالي متر واحد، ويتم التحكم بذخيرة "بصير" عبر الليزر وهي قادرة على إصابة وتدمير أهدافها بدقة عالية كالجسور والدبابات والآليات العسكرية، مراكز القيادة والأهداف المتحركة.

ذخيرة "بصير" الذكية والموجهة بالليزر
ولفتت تلك المصادر إلى أن منظومة الليزر التي توجّه هذه الذخيرة قادرة على كشف، تحديد، وقياس المسافة الفاصلة عن الهدف.
كما تتمتع هذه الذخيرة بخصائص أخرى فهي فعّالة بشكل كبير في الاشتباكات الجبلية، واستهداف سواتر العدو، والأهداف المتحركة، وضرب الأهداف القريبة، واستهداف تحصينات العدو ومضاداته بشكل دقيق.
كما يُمكن استخدام ذخيرة "بصير" ضد الأهداف البحرية، وتمتلك هذه الذخيرة اليوم، وحدات المدفعية التابعة للقوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية.
وفي الختام يمكن القول بأن القوات المسلحة الإيرانية تمكّنت خلال السنوات الماضية في المضي قدماً في مجال صناعة وتطوير العديد من المعدات العسكرية والصاروخية وتمكّنت من تجهيز قواتها المسلحة البرية والجوية والبحرية بأحدث التقنيات العسكرية الحديثة.
المصدر. الوقت
المدن اللبنانية تغصّ بالمتظاهرين المطالبين بمعالجة المشاكل الاقتصادية
التظاهرات تعم المناطق اللبنانية لليوم الرابع على التوالي احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية ورفضاً للسياسات الاقتصادية.
المتظاهرون طالبوا ببناء بلد جديد ودولة جديدة تعتمد على الكفاءات، مؤكدين أن الشعب اللبناني يموت موتاً بطيئاً بسبب السياسات المالية المتبعة.
هذا ودعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان إلى الإضراب العام والتظاهر "من أجل الحق في حياة كريمة"، مطالباً "باستعادة الأموال المنهوبة ووقف الهدر ومحاسبة الفاسدين".
كما رفض الضرائب على الفقراء وطالب بتصويبها على أرباح المصارف.
أما الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب فقال للميادين إننا ندعو إلى اضراب عام شامل رفضا للورقة الاصلاحية، مؤكداً أن التحركات اليوم هي خارج الاصطفافات المذهبية والطائفية.
هذا ولم تلق استقالة وزراء القوات اللبنانية من الحكومة أي أصداء لدى المتظاهرين، في وقتٍ نفى فيه رئيس الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ اللبناني النائب السابق وليد جنبلاط الأنباء المتداولة عن طلبه من وزراء حزبه الاِستقالة من الحكومة.
جنبلاط وفي تغريدة له على تويتر نفى أيضاً ما يتردّد من أخبار بشأن نيّته السفر إلى أيّ مكان.
أما مستشار النائب فيصل كرامي طلال شتوي فأوضح للميادين أن كرامي علّق عضويته في اللقاء التشاوري بعد رفض وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد الاستقالة.
ويستمر إغلاق المصارف والمؤسسات في البلاد يوم غدٍ الإثنين في انتظار إعلان الحكومة التوافق على ورقة إصلاحية إنقاذية.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون أمس السبت إنه سيكون "هناك حل مطمئن للأزمة"، وسط معلومات متقاطعة مؤداها "الاتفاق على ورقة انقاذية اصلاحية لا تتضمن أي ضرائب او رسوم جديدة ونسبة العجز فيها هي صفر، وتوصف بغير المسبوقة منذ سنوات طويلة".
مصادر وزارية كشفت للميادين أن رئيس الحكومة سيستكمل مشاوراته وسيدعو لجلسة للحكومة ستعقد في مهلة اقصاها الاثنين المقبل، في وقتٍ كشفت فيه رويترز نقلاً عن مصادر حكومية لبنانية أن مجلس الوزراء اللبناني سيعقد جلسة لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة.
حشود من المواطنين كانت قد تجمعّت مساء أمس السبت في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رافعة الأعلام اللبنانية كما شهدت المدن اللبنانية ولا سيما طرابلس وصيدا وغيرهما احتجاجات مطلبية.
وعمّت التظاهرات المدن اللبنانية في الجنوب والبقاع والشمال في يومها الثاني، مع تسجيل ارتفاع في أعداد المتظاهرين المطالبين برحيل نظام الحكم القائم على المحاصصة الطائفية.
السيد نصر الله: نرفض استقالة الحكومة وسننزل إلى الشارع إذا احتاج الأمر
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يؤكد رفض استقالة الحكومة الحالية، ويدعو المتظاهرين إلى فصل تحركاتهم عن القوى والأحزاب، ويقول إنه "لا يمكن إسقاط العهد".
السيد نصر الله خلال كلمته في ذكرى أربعينية الإمام الحسين
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم السبت رفض استقالة الحكومة الحالية مشيراً إلى أن على الجميع في لبنان خارج السلطة وداخلها تحمل المسؤولية أمام الواقع الخطير الذي يواجهه البلد.
نصر الله وخلال كلمة له في مناسبة أربعينية الإمام الحسين، علّل ذلك بأنه في حال الإستقالة "لن يكون هناك حكومة جديدة خلال سنة أو سنتين"، مشيراً إلى أن "أي حكومة تكنوقراط لن تصمد طويلاً، ومن ينادي بهكذا حكومة سيكون أول من ينادي بإسقاطها".
وأشار نصر الله إلى أن الحكومة الحالية إذا عجزت عن حل المشاكل الحالية "فلن تستطيع أي حكومة جديدة حلها"، وعزا ذلك إلى أن أي انتخابات برلمانية جديدة ستعيد إنتاج المجلس الحالي.
لتحييد التظاهرات عن القوى والأحزاب ولا يمكن إسقاط العهد
وقدّر نصر الله "صرخة المتظاهرين المعبرة عن وجعكم ورسالتكم وصلت إلى الحكومة قوية جداً"، وقال إن "أهمية التظاهرات أنها صادقة وعفوية وتعبر عن غضب الناس".
في وقت أكد نصر الله أنه لو نزل حزب الله إلى التظاهرات "فإن الحراك سيكون في مكان آخر"، ناصحاً المتظاهرين بالانتباه إلى حركتهم "ولا سيما عندما تتبنى بعض القوى هذه التحركات.. افصلوا تحركاتكم عن القوى والأحزاب".
ودعا نصر الله المتظاهرين إلى عدم التعرض للممتلكات العامة، وعدم التعرض للجيش والقوى الأمنية.
وتوجه إلى القوى السياسية التي تسعى إلى خوض معركة إسقاط العهد قائلاً إنه "لا يمكنكم تحقيق ذلك".
"إذا نزلنا إلى الشارع لن نتركه قبل تحقيق كل المطالب"
بالتوازي، أكد نصرالله أنه "عندما يتطلب الأمر نزولنا إلى الشارع سننزل ونحن نرفض أي رسوم على الطبقات الفقيرة.. فنحن إذا نزلنا إلى الشارع لا نستطيع أن نتركه قبل تحقيق كل المطالب التي ننزل لأجلها".
وعلق أن قرار نزولهم إلى الشارع يعني أن البلد سيسير إلى اتجاه آخر ، لكن "إذا جاء وقته فستجدوننا في الشارع"، وشدّد على عدم التخلي عن الشعب وعدم السماح بإغراق البلد أو الدفع به إلى الهلاك.
"على الجميع تحمل المسؤولية وهناك أفكار غير فرض الضرائب"
هذا ورأى نصر الله أن بعض القيادات السياسية "تتصرف بموقع المتفرج على التل وتتخلى عن مسؤوليتها وتلقي التبعات على الآخر"، مشيراً إلى أن "الوضع المالي اليوم ليس وليد الساعة ولا السنة ولا العهد الجديد ولا الحكومة الحالية.. بل هو نتيجة تراكم عشرات السنين وعلى الجميع تحمل المسؤولية".
وفي السياق، اعتبر نصر الله أنه "لا يمكن لأحد حكم البلد لعشرات السنين أن يتخلى عن المسؤولية.. فمن يتهرب يجب أن يحاكم"، موضحاً أن هناك أخطار حقيقية تواجه البلد أبرزها الإنهيار المالي والاقتصادي كما يحذر البعض، والخطر الثاني هو الانفجار الشعبي نتيجة الممارسات الخاطئة وفرض الضرائب على الفئات الفقيرة، مستشهداً بما حصل خلال اليومين الماضيين والذي "يؤكد أن معالجة المشاكل بالضرائب سيؤدي إلى الانفجار".
وقال نصر الله إن فرض الضرائب على الواتساب دفع الناس إلى الشارع و"هذا مؤشر"، مضيفاً أن "الناس لم تعد تحتمل.. فهناك أزمة ثقة عميقة جداً من الشعب اللبناني باتجاه السلطة".
وفي الوقت عينه، كشف نصر الله أن هناك خيارات وأفكار تعرض في مجلس الوزراء و"لبنان ليس بلداً مفلساً"، مؤكداً أنه "ليس صحيحاً ألا خيار أمام الحكومة سوى فرض الضرائب والرسوم.. وعلى البعض أن يفهم ذلك".
"هناك قرارات تحتاج الى جرأة لاتخاذها"، قال نصر الله وأضاف أن "الممارسات الرسمية تعكس أن التضحية مطلوبة فقط من الفقراء وليس الزعماء والمصارف".
إلى ذلك، نفى السيد نصر الله أن يكون لدى حزب الله نية بالذهاب باتجاه تصرفات ضد المصارف "فلم نفكر أو يخطر ببالنا تنظيم تظاهرات باتجاه المصارف رغم انزعاجنا من بعضها".
ورأى نصر الله أن الشعب اللبناني سيقبل بالتضحية اذا كانت مفروضة على الجميع وليس فقط على الطبقات الفقيرة.
الأبعاد الإستراتيجية في زيارة بوتين إلى السعودية والإمارات
محمد علوش
أربعة أحداث لافتة تزامنت مع زيارة بوتين إلى السعودية وتالياً الإمارات، أكثرها دلالة إعلان الرئيس ترامب الشروع بسحب قوّاته من سوريا وبدء نشر قوات جديدة في السعودية.
الأبعاد الإستراتيجية في زيارة بوتين إلى السعودية والإمارات
الزيارة المُقرَّرة سابقاً للرئيس الروسي إلى السعودية والإمارات العربية تزامَنت مع أربعة أحداثٍ لافِتة: أولها، قيادة باكستان لوساطةٍ جدّيةٍ بين إيران والسعودية. ثانيها بدء إعادة النظر بالحرب على اليمن مع توفّر قناعة إماراتية سعودية باستحالة كَسْبِ الحرب هناك. ثالثها وأكثرها دلالة إعلان الرئيس ترامب الشروع بسحب قوّاته من سوريا وبدء نشر قوات جديدة في السعودية بعد تكفّل الرياض بدفع فواتير التكلفة. ورابعها بدء تركيا توغّلاً عسكرياً واسعاً على طول حدودها الجنوبية مع سوريا ترتَّب عليه إدانة عربية ودولية واسعة.
طبعاً، لا تناقُضات ترامب اليومية تجاه قضايا المنطقة، ولا استفاقة سعودية متأخّرة لأهمية روسيا، هو ما يُفسِّر الاستقبال الحاشِد المُبالَغ به لفخامة بوتين على الأراضي السعودية. العَراضة كانت مقصودة للإيحاء بأهميّة المملكة في المنطقة وعلى الصعيد العالمي بعد تزايُد عزلتها عقب جريمة تقطيع خاشقجي، ورسالة ضمنية لمَن يهمّه الأمر أن السعودية لا تُعدِم الخيارات في تنويع تحالفاتها الإستراتيجية في رسم مسارٍ جديدٍ يُثبت الحضور الفاعِل والمُتزايد لها إقليمياً ودولياً. لكن لا هذه، ولا تلك قد تؤتي أُكلها، نزولاً عند رغبة الحاكِم الفعلي للمملكة الأمير محمّد بن سلمان.
الزيارة الثانية لبوتين إلى السعودية منذ تولّيه الحُكم في روسيا، وبعد انقطاع دام إثنتي عشرة سنة هي باختصار أكبر من أن تكون بروتوكولية، ردَّاً على زيارةٍ سابقةٍ قام بها العاهِل السعودي الملك سلمان إلى موسكو عام 2017، وأقلّ من أن تكون استراتيجية.
المصالح الروسية الخليجية مُستجدّة نعم، لكنّها تتقدَّم بسرعةٍ لافتة. وتقاطُعاتها أكبر من الاختلافات القائِمة بينهما، والرغبة في توسيع العلاقات وتنوعيها مُتبادَلة.
دول الخليج تعيش مرارة التحوّلات الدولية الكُبرى. فأوروبا لم تعد عنصراً فاعِلاً في قضايا الشرق الأوسط خارج المظلّة الأميركية، والولايات المتحدة تعيش تحوّلات استراتيجية ضخمة مع تنامي التنّين الصيني وعودة روسيا القيصرية إلى الساحة الدولية.
وتراجُع أهمية نفط المنطقة مع ظهور اكتشافات جديدة في مناطق مختلفة من العالم وداخل الولايات المتحدة، وسياسات تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة العالمية، عوامل أساسية في تراجُع الأهمية القصوى لمنطقة الشرق الأوسط في الحسابات الأميركية.
هذا الفراغ الإستراتيجي في المنطقة الناتِج من انحسار الدور الأميركي تحاول أن تملأه أربع دول فقط، إذا ما استثنينا الدور الصيني القاصِر حتى اللحظة على الأبعاد الاقتصادية التي من دون شك سيلحق بها نفوذ سياسي في ما بعد.
الدول الأربع، أهمّها روسيا تليها في الأهمية إيران وتركيا ثم إسرائيل. والمُتضرِّر الأكبر من انحسار الولايات المتحدة وضعف النفوذ الأوروبي هو إسرائيل التي تخسر ظهيراً منيعاً في مواجهة العرب، والمُستفيد الأكبر هو روسيا التي تحاول إرث كامل التَركة الأميركية في المنطقة. أمّا الإيراني والتركي فينافس كلّ منهما على حجز مكانة تليق بتاريخه وحجمه وموقعه الجغرافي.
وسط هذا الواقع، فإنّ دول الخليج التي تتقارب مع إسرائيل إلى حدود الصدمة بنفس المسافة التي يتزايد فيها عداؤها لإيران وتركيا، لا تملك القدرة على المناورة كثيراً.
بوتين يُدرِك تماماً أن دول الخليج ولأسبابٍ موضوعيةٍ وعلميةٍ عاجزة عن التفلّت تماماً من الهيمنة الثقافية والعسكرية والاقتصادية الغربية، ومديات ومستويات تقارُبها مع روسيا تبقى ضمن الدائرة المسموح بها اللعب غربياً.
فلا بأس بعشرات الاتفاقيات في مجالات الترفيه والاقتصاد وقطاعات التكنولوجيا المُتطوّرة ولا سيما الذكاء الاصطناعي والطاقة والبنى التحتية وغيرها مع روسيا، لكن من دون سقف بناء شراكة إستراتيجية تبعد دول الخليج عن الدوران في فلك المنظومة الغربية.
روسيا اليوم تحاول حماية نفسها من العقوبات الأميركية وتريد شركاتها الضخمة البحث عن أسواقٍ جديدةٍ لمُنتجاتها، وموروثها العلمي في مجالات التكنولوجيا الدقيقة وغيرها مع رُخص تكلفتها مزايا جديدة تُغري الراغبين.
يُدرِك بوتين ذلك جيّداً، كما يُدرِك حجم التناقُضات القائمة في المنطقة، ويُدرِك حجم العداء وانعدام الثقة بين حليفه الرئيس الأسد وبقيّة "مشيخيات الخليج". يعلم مدى الرُعب الخليجي من الجار الشرقي الإيراني الذي تحوَّل إلى "فوبيا"، كما يعي تماماً حجم الحَذَر والغَضَب الخليجيين المُتنامين من تركيا الجار الشمالي العائِد بقوَّة.
يلعب بوتين في المساحة المُتاحة، ويتحرَّك بذهنية التاجِر الذي يوازِن بين بضاعته وبضاعة الآخرين في بزار حيث الجميع لديه حسابات ومصالح تتضارب حيناً وتتماهى أحياناً.
وهو يُراهِن على علاقات بلاده الجيّدة مع السعودية وإيران للعب دور "صانِع السلام" في التوتّر الإيراني السعودي. ماهِر هو في استثمار المواقف، حيث أظهر ودَّاً مُبالغاً به أمام الكاميرات مع الأمير محمّد بن سلمان في أوج عزلته الدولية عقب جريمة خاشقجي، ورفض التسرّع باتهام إيران باستهداف شركة أرامكو السعودية، خلافاً للموقفين الأميركي والأوروبي. بل وجدها فرصة للعَرض على الرياض شراء منظومات روسية للدفاع الجوي بهدف حماية أراضيها.
إعادة سوريا إلى حضن جامعة الدول العربية، وإعادة المياه إلى مجاريها بين الرئيس الأسد وحكَّام الخليج بعد إشراكهم في مُحادثات أستانة، ومساعدة السعودية والإمارات للخروج الآمِن من اليمن مع حفظ ماء وجهيهما في خسارة حرب دامت خمس سنوات ولم تحقِّق شيئاً يُذكَر، واستثمار العداء الخليجي لجماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الوهّابية في كَبْحِ جماح التطرّف الإسلامي وسط المسلمين الروس وفي الجمهوريات السوفياتية السابقة. جميعها قضايا تؤسِّس لبداية علاقاتٍ دائمةٍ بين روسيا بوتين وبين الملكيات الخليجية فهل سينجح الطرفان في ذلك؟
واشنطن تفرض عقوبات على وزارتين تركيتين و3 مسؤولين بينهم وزير الدفاع
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على وزارتين تركيتين و3 مسؤولين حكوميين كبار بسبب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا.
وأوضحت الخزانة الأمريكية في بيان لها، اليوم الاثنين، أن العقوبات طالت وزارتي الدفاع والطاقة التركيتين، بالإضافة إلى وزراء الدفاع والطاقة والداخلية.
ترامب يهدد بفرض عقوبات قاسية جدا على مسؤولين أتراك سابقين وحاليين على خلفية العملية العسكرية بسوريا
وأضافت أن إدراج المسؤولين الأتراك على قائمة العقوبات جاء نتيجة لـ "أعمال الحكومة التركية التي تقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكدت الوزارة أنها مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على المسؤولين الحكوميين الأتراك والكيانات التركية في حال الضرورة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد بفرض "عقوبات قاسية" على تركيا بسبب عمليتها العسكرية ضد الوحدات الكردية في شمال سوريا.
المصدر: RT
من کلام القائد:أهمية العمل الثقافي ومحوريته
إنّ القضايا الثقافيّة اليوم متروكة في البلد. الجميع يعتقد أنّهم رجال ثقافة، والجميع يسوّقون للقضايا الثقافيّة ويُظهرون اهتمامهم بها في بياناتهم وإعلامهم، إلّا أنّ العمل الثقافيّ في البلد لم يكن متناسبًا مع تقدّم وتطوّر الثورة في المجتمع. واليوم، هناك الكثير من الأعمال الثقافيّة التي كان ينبغي القيام بها ولم نفعل، وهناك الكثير من البرامج التي كان ينبغي علينا التخطيط لها ولم نقم بذلك. وفي الواقع أنّ أيدينا فارغة من الكثير من الأعمال، سواء داخل البلد أو خارجه، لذلك ينبغي معالجة المسائل الثقافيّة بنحوٍ من سعة الصدر والاهتمام والإحساس العميق المترافق مع الخبرة والمعرفة. كلّ الأعمال ينجزها الخبراء، فلماذا لا يتولّى الخبراء الأعمال الثقافيّة وتُترك ساحة العمل الثقافيّ لكلّ وارد يريد أن يدلي بدلوه؟
ما يؤسف أنّ العديد من الأشخاص الذين يمكنهم القيام بأعمال ثقافيّة مشغولون بأعمال تنفيذيّة أو سياسيّة، وحتّى الذين يحملون عناوين ثقافيّةً، مشغولون بالأعمال السياسيّة في الباطن.
قبل سنة أو سنتَين، التقيت بإحدى هذه المجموعات التي تمّ تأسيسها في إطار النوايا الحسنة. في تلك المرحلة، قلت لهم أوصيكم أن لا تشتغلوا بالعمل السياسيّ. هناك الكثير ممّن يتصدّون حاليًّا للعمل السياسيّ – الشارد منهم والوارد. ولأنّه عمل سهل فإنّ الجميع يردونه، وسريعًا ما يصبح هؤلاء سياسيّون! قلت لهم إنّ هذا العمل له أتباع وزبائن وحُماة، أمّا أنتم، فبمقدار حيطتكم اذهبوا وانهضوا بالعمل الثقافيّ.
إنّ وصيّتي هذه لا تعني عدم بذل الجهود في سبيل تنمية أذهان الناس على المستوى السياسيّ. كلّا، لأنّ هذا الأمر من واجب الجميع، وهو بحدّ ذاته عمل ثقافيّ، حيث يسعى الشخص ليوصل الناس إلى الوعي السياسيّ والقدرة على التحليل والرؤية الصحيحة. وعندما يمتلك الإنسان البصيرة السياسيّة فسيتمكّن بنفسه من تحديد الصحيح من الخطإ. ينبغي إيجاد القدرة على رؤية الحقائق السياسيّة بين الناس حتّى لا يضطربوا عند مواجهة الأحداث والمجريات السياسيّة.
إنّ الضامن لهذا البلد وهذه الثورة هو قدرة الناس على التحليل. ينبغي أن يمتلك الناس القدرة على إمعان النظر في كلّ حادثة تجري في أيّ مكان، بحيث يفهمون ماهيّة القضيّة، وهذا أمر غاية في الأهمّيّة. غير أنّنا اليوم، وللأسف، إمّا أنّنا نفتقد ذلك، وإمّا أنّه قليل الوجود. إنّ كلّ ما أدّت إليه الثورة وأحداثها القاسية، من إدخال الناس والسير بهم في المنعطفات، محفوظ في محلّه، إلّا أنّنا وشرائحنا المختلفة لم نبذل الجهد الكافي. في بداية الثورة، ولعدّة سنوات، حصلت بعض الأعمال دون شكّ، وسعت بعض المجموعات إلى تطوير الناس في موضوع الرؤية السياسيّة، إلّا أنّ ذلك غير موجود اليوم، وهذا عمل ثقافيّ بحدّ ذاته.
كنت أوصي تلك المجموعة أن لا تتعاطوا الأعمال الحزبيّة والتنفيذيّة السياسيّة، بل صبّوا اهتمامكم على القضايا الثقافيّة التي تعاني الغربة. والآن، أوضح لكم أيّها السادة أنّ العمل الثقافيّ هو عمل هامّ حقيقةً، وهو أهمّ من العمل السياسيّ. ينبغي أن يُولى أهمّيّة عندكم 12/10/68.
إنّنا لو دقّقنا النظر في الكثير من المشاكل التي تواجهنا في المجالات الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وحتّى السياسيّة، لوجدنا أنّها تعود إلى المشاكل الثقافيّة. وعلى الرغم من أنّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة قام في الأصل على أساس ثقافيّ، وأنّ قائده ومؤسّسه هو شخص مثقّف قبل أيّ شيء آخر، وإنّ مسؤولي هذا النظام كانوا، تقريبًا، دائمًا على هذا النحو. إلّا أنّه يجب الاعتراف أنّنا لم نؤدِّ ذاك العمل المطلوب والمتوقّع على المستوى الثقافيّ. وبشكل عامّ، نحن مقصّرون في المجالات الثقافيّة وعلينا الاعتراف بهذا حقيقةً 19/9/69.
هذا الهاجس الذي أحمله في ذهني هو هاجس ضياع ثقافة الحرب والثورة، وفي الحقيقة روحيّة الثورة التي أوجدت في الحرب ساحةً للتطوّر والتكامل. طبعًا يجب التوكّل على الله تعالى والأمل في المستقبل، وإنّني مفعم به وأراه مشرقًا في أكثر الآفاق. في كلّ الأحوال، هذا الهاجس موجود 25/4/70.
فهل تحقّق، بناءً على فكر الثورة وروحيّتها، ذلك التحوّل الضروريّ في ثقافة المجتمع؟ إذا قلنا نعم، فإنّ الذي يدقّق في المسألة سيجد من الصعوبة قبول ذلك منّا. نعم هناك الكثير من التحوّلات التي وُجدت، ولكن لا يمكن الادّعاء بحصول تحوّل ثقافيّ كامل.
قد يحتاج هذا التحوّل إلى ثلاثين، أربعين، أو خمسين سنةً – ليس البحث هنا – لكنّ الحركة يجب أن تتوجّه نحو ذلك. نحن اليوم يجب أن نكون كالسائر الذي إذا نظر إلى حركته في الساعة الخامسة للزم أن يكون قد قطع أكثر من الساعة الأولى، وإذا نظر إليها في الساعة العاشرة للزم أن يكون قد قطع أكثر من الساعة الخامسة. وإذا وجدتم أنّ تقدّمًا ما لم يحصل، فذلك يدلّ على وجود خلل في العمل. علينا أن نقترب يومًا بعد يوم من ثقافة الثورة تلك في جميع الشؤون.
وإذا وجدنا أنّ هذا التحوّل لم يحصل، فينبغي الاستنتاج أنّ العمل والجهد الثقافيّ لم يُنجز بشكلٍ جيّد وكامل وسليم في مجتمعنا الثوريّ، بل هو ناقص وعلينا أن نرفع نقائصه. ينبغي أن نكون كباقي الشعوب التي إذا وَجدت نقصًا في عملها، تقوم بإعادة النظر في نفسها وأدائها، ثمّ تبحث عن طرق جديدة تفهم من خلالها العيوب وتقوم بعلاجها. يجب أن ندرك ما هي مشكلاتنا، وأن نحدّد العيوب ونقوم بعلاجها. علينا إيجاد طريق جديد، وإذا وُجدَ طريق مختصر نسلكه، نزيد السرعة إن وجدناها بطيئةً 19/9/69.
كما ويجب أن تصبح المسألة الثقافيّة بكلّيّتها المسألة الأولى في هذا البلد. وإذا تمكّنا من تقوية ثقافته بأسس محكمة وقويمة ومؤسّسات صحيحة وفعّالة، فستتحرّك عجلة الأمور بشكل صحيح وسنضمن تقدّم البلد في جميع المجالات مورد البحث. وأمّا إذا لم نبادر إلى إصلاح الثقافة، فالاحتمال الأقوى أن تبقى خططنا بتراء، أي إنّنا سنسعى لمدّة معيّنة ونبذل جهودًا، لكن لن نكون مطمئنّين لوجود نتائج قطعيّة وراء ذلك20/9/75.
الهواجس الثقافيّة، شرح مَزجيّ لإحدى الخطب المحوريّة التي تفضّل بها الإمام الخامنئي حفظه الله
من آداب مسيرة الأربعين
في سبيل إبطال دسائس العدوّ لمسيرة الأربعين، حسبنا مراعاة بعض آداب هذه الزيارة:
• باعتبار أن أعداءنا لن يجلسوا متفرّجين لهذه المسيرة العظيمة ولن يتركوها بلا دسائس ومؤامرات، حريّ بنا أن نتذاكر بعض آداب الأربعين.
• أنا في طوال هذه السنين التي مرّت علينا بعد انتهاء الدفاع المقدّس، كان لي حضور وارتباط مع كثير من الهيئات والمواكب الجيّدة. فكلّ موكب توسّع ونجح في نشاطاته وازداد عدد روّاده، نصحت شبابه بنصيحة واحدة وهي أن: «احذروا من أن يفرّق الشيطان بينكم ويلقي بينكم عداوات واختلافات، فإنكم الآن تتعاونون مع بعض بحبّ ومودّة، ولكن الشيطان يحاول أن يخرّب عملكم» وأقولها لكم من وحي التجربة أن كلّ موكب لم يراقب هذه المسألة المهمّة، نشأت فيه خلافات ونزاعات، لأن هذا هو عمل الشيطان.
• لقد أثبتت التجربة أن كلّ جماعة يقومون بعمل جميل، يلقي الشيطان بينهم العداوة والبغضاء لكي يخرّب نشاطهم. فبطبيعة الحال من المؤكد أن قد خطّط شياطين الجنّ والإنس من كبيرهم إبليس والشيطان الأكبر أمريكا إلى الشياطين الصغار، بعضَ المؤامرات والدسائس لمسيرة الأربعين العظيمة. أما نحن ففي سبيل إبطال دسائسهم حسبنا أن نطبّق بعض آداب هذه الزيارة:
1ـ إظهار المحبّة والإخوة الدينية:
• على رأس آداب مسيرة الأربعين هو «إظهار الحب والشعور بالإخوة الدينية». يجب أن تكون هذه المحبّة والأخوّة في قلوب مقيمي عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتظهر على سلوكهم. أما كيف تجسّدوا هذا الحب والأخوة فهذا ما يرجع إلى ذوقكم.
• قال صاحب موكب عراقي: بسبب كثرة التبلیغات التي كان يبثّها النظام الصدّامي وباقي الأنظمة الفاسدة في البلدان الإسلامية، كنت أكره الإيرانيّين. حتى في السنين السابقة كان يأتي بعض الزوّار من إيران ولكن لم يزل في قلبي شيء تجاههم، إلى أن بدأت هذه الزيارات الجماهيرية في الأربعين فعشقت الإيرانيّين. لأني رأيتهم متواضعين وطيّبين ويمشون على أقدامهم ويتحمّلون الصعاب لحبّ أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). يعني رأيت الأخوة الدينية في موسم الأربعين في سلوك الإخوة الإيرانيّين.
• كان يذهب الإيرانيّون إلى زيارة كربلاء عبر حملات، ولكنّهم لم ينجحوا في إظهار الأخوّة الدينية خلال تعاملهم مع الإخوة العراقيّين ولا سيما في تسوّقهم وشرائهم ومساومتهم. ولكنكم تستطيعون أن تجعلوا أيام الأربعين موسما لتعزيز المحبّة والأخوّة الدينية بين الشعبين الإيراني والعراقي.
بابتسامة واحدة، أبطلوا أثر مليارات الدولارات التي قد صرفها العدوّ لبثّ الفرقة بين هذين الشعبين
• ثقوا بأن أعداء هذين الشعبين قد صرفوا مليارات الدولارات لبثّ الفرقة بينهما، فأبطلوا أثر هذه الأموال الطائلة بابتسامة واحدة وبسلام حارّ. ما هو الإشكال لو تعلّمتم أربع مصطلحات في المجاملة وإظهار المحبّة لتستخدموها هناك؟! فعلى سبيل المثال، كم تشعرون بالودّية والعلاقة الحميمة لو قال لكم أخ عراقي: «آقا جون»، فكذلك بإمكانكم أن تتعلموا عبارات ومصطلحات من هذا القبيل وتستخدمونها في مواجهة إخوتنا من أبناء الشعب العراقي الحارّ.
يجب أن نجسّد أروع مظاهر الأخوّة في مسيرة الأربعين
• يجب أن نجسّد أروع مظاهر الأخوّة في الأربعين. ليجسّد الزوّار الإيرانيّون هذه الأخوّة بينهم وكذلك ليجسّدوها في تعاملهم مع الإخوة العراقيّين. بإمكانكم في الأربعين أن تجسّدوا الرحمة والصفاء والمحبّة وأمثال هذه العناوين التي رفعوا شعارها في العالم، ثم انظروا كيف يستقبلكم الحسين (عليه السلام)! فراقبوا أنفسكم ولا تنسوا الابتسامة وإظهار المحبّة لإخوتكم المؤمنين.
• أحد العوامل التي أدّت إلى تضاعف عدد الزوّار بسرعة رهيبة من المئة ألف إلى مليون ومنه إلى عشرة مليون ثم إلى عشرين مليون، هو تبلور هذا الحبّ بين المؤمنين. فإن الإنسان عندما يكون بين هذا العدد الكبير من الناس يشعر بالمحبّة والأخوّة جيّدا.
2ـ لا نكثر من الطعام/ اعتراض الإمام الصادق (عليه السلام) على إكثار زوار الحسين (عليه السلام) من الطعام
• من الآداب الأخرى لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) هو أن يقتصد الإنسان في الأكل والطعام. لا يخفى عليكم أن الضيافة في مسيرة الأربعين على أوجها وستجدون أصحاب المواكب يقدّمون لكم أحسن ضيافة لحبّهم للحسين (عليه السلام)، ولكن ينبغي لكم أن لا تحرصوا وتطمعوا بأنواع الأطعمة والأشربة، بل حتى اكتفوا أحيانا بالخبز اليابس الساقط على المائدة. فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «بَلَغَنِي أَنَّ قَوْماً أَرَادُوا الْحُسَيْنَ عليه السلام حَمَلُوا مَعَهُمُ السُّفَرَ فِيهَا الْحَلَاوَةُ وَ الْأَخْبِصَةُ وَ أَشْبَاهُهَا لَوْ زَارُوا قُبُورَ أَحِبَّائهِمْ مَا حَمَلُوا مَعَهُمْ هَذَا»[كامل الزيارات/ص129]
• وكذلك روي عنه عليه السلام قال: «بَلَغَنِي أَنَّ قَوْماً إِذَا زَارُوا الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِيٍّ حَمَلُوا مَعَهُمُ السُّفَرَ فِیهَا الْحَلَاوَةُ وَ الْأَخْبِصَةُ وَ أَشْبَاهُهَا لَوْ زَارُوا قُبُورَ أَحِبَّائِهِمْ مَا حَمَلُوا ذَلِكَ» [كامل الزيارات/ص129 , من لا يحضره الفقيه/ج2/ص281]
• و قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: «تَأْتُونَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَتَّخِذُونَ لِذَلِكَ سُفْرَةً؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا لَوْ أَتَیْتُمْ قُبُورَ آبَائِکُمْ وَ أُمَّهَاتِکُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ. قَالَ قُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ نَأْکُلُ؟ قَالَ الْخُبْزَ بِاللَّبَنِ». [من لا يحضره الفقيه/ج2/ص281]
• وفي رواية أخرى قال أبو عبد الله (عليه السلام): «تَزُورُونَ خَیْرٌ مِنْ أَنْ لَا تَزُورُوا وَلَا تَزُورُونَ خَیْرٌ مِنْ أَنْ تَزُورُوا. قَالَ قُلْتُ: قَطَعْتَ ظَهْرِي. قَالَ: تَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَکُمْ لَیَذْهَبُ إِلَى قَبْرِ أَبِیهِ کَئِیباً حَزِیناً وَ تَأْتُونَهُ أَنْتُمْ بِالسُّفَرِ. کَلَّا حَتَّى تَأْتُونَهُ شُعْثاً غُبْرا» [كامل الزيارات/ص130]
إن كنّا قادرين على ذكر الله في مسيرة الأربعين ببطن فارغة، فلماذا نعرّض أنفسنا للغفلة بالإكثار من الطعام؟
• لقد أوصانا أهل البيت بالعبادة بغير بطنة، وإن المشي في مسيرة الأربعين من أعظم العبادات النيّرة. طبعا لعلّ بعض الزوّار يقصد هذا الطريق ليحظى بالضيافة المتوفّرة على طول الطريق باسم الحسين (عليه السلام) ويتمتّع بها ولعلّ معرفته لم تتعدّ هذا المستوى، ولكن اعلموا أن الزيارة ولا سيّما زيارة الحسين (عليه السلام) تقتضي بعض الآداب ومنها قلّة الطعام والشراب كما صرّحت بذلك الروايات.
• نحن ذاهبون إلى مجلس ضيافة. ونحن نتذكّر أيام طفولتنا كيف كانت الأمهات يمنعون أولادهم من الإكثار من الطعام عند ذهابهم إلى مجلس الضيافة. يعني كان الأمهات يأمرن أولادهم بشيء من كفّ النفس وعدم الإكثار من الطعام حفاظا على سمعتهم. كذلك ينبغي لنا أن نجسّد هذه الآداب عند حضورنا في مجلس الضيافة هذا. طبعا بعض الأحيان قد ترون بعض الخدّام وأصحاب المواكب يصرّون عليكم لتستريحوا عندهم وتأكلوا من مائدتهم، فلا بأس باستجابة دعوتهم ولكن حاولوا أن لا تملأوا بطنكم. لماذا يملأ الإنسان بطنه ويعرّض نفسه للغفلة وهو قادر على الذكر ببطن خالية في تلك الأجواء الرائعة؟ فإنها لخسارة كبيرة.
طوّلوا تعقيبات صلاتكم والزموا العبادة بالتركيز على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن/ المخضرمون في زيارة الأربعين يقطعون طريق النجف إلى كربلاء في خمسة أيام لا يومين
• النقطة الثانية في زيارة الأربعين هي لزوم العبادة بالتركيز على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن. يا حبّذا لو تكون صلوات جماعتنا بمزيد من الجمال والروحانيّة وبتعقيبات أطول. لا تستعجلوا في القيام بعد انتهاء صلاة الجماعة وأطيلوا التعقيبات بعد الصلاة فإن المخضرمين وأصحاب الخبرة في زيارة الأربعين لا يستعجلون لطيّ الطريق من النجف إلى كربلاء خلال يومين، بل يقطعونه في أربعة أو خمسة أيام. والعجيب أن روحانيّة المشي إلى كربلاء أكثر من روحانيّة الإقامة في كربلاء، وهي حقيقة لا تخلو من أسرار.
• إذا أردتم تحديد أماكن الاستراحة وسط الطريق، فيا حبّذا لو تجعلون مكان استراحتكم نفس المكان الذي تصلون إليه وقت الأذان. يعني كل ما تسمعون صوت الأذان وسط الطريق، توقفوا للصلاة واجعلوا ذلك المكان نفسه مكان استراحتكم. ثم طوّلوا التعقيبات قليلا.
اقرأوا مصائب أبي عبد الله في صفوف الصلاة/ يجب أن يتحوّل هذا الطريق إلى محلّ للعبادة!
• حتى إذا أردتم أن تقرأوا مصائب الحسين (عليه السلام) فاقرأوها في صفوف صلاة الجماعة. وأساسا يجب أن يتحوّل هذا الطريق إلى محلّ للعبادة! وهذا أيضا من المشاهد التي يجب أن تجسّدوها.
• لقد قرّر بعض الإخوة أن يختموا القرآن في طريقهم من النجف إلى كربلاء وهذا أمر ممكن. بإمكانكم أن تستخدموا سماعة الموبايل وتختموا كلّ القرآن أو بعضه تهدوا ثواب ختمتكم إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) والعقيلة زينب (عليها السلام) وباقي المعصومين (عليهم السلام). ثم اهدوا ثواب إهدائكم هذا إلى روح الإمام الخميني (ره) وأرواح الشهداء. وبعد ذلك اهدوا كلّ هذا الثواب المتضاعف إلى أرواح أمواتكم.
3ـ عدم النزاع أولى من إصلاح بعض الأعمال غير الصحيحة/ لا تثيروا في هذا السفر بعض النزاعات بذريعة النهي عن المنكر
• النقطة الأخرى التي يجب أن نلتفت إليها في هذا السفر، هو أن لا تثيروا في هذا السفر بعض النزاعات بذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ سوف يزداد نشاط بعض التيّارات والجهات هناك ليثيروا النزاع. وعدم النزاع أولى من إصلاح بعض الأعمال غير الصحيحة. فراقبوا أنفسكم ولا تعمدوا إلى إصلاح كلّ شيء في دفعة واحدة!
وصية الإمام الباقر (عليه السلام): لا تتنازع مع من سبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بل صافحه!
• باعتبار أن هذا التيّار الخبيث السياسي المعادي للإسلام والتشيّع وجبهة الإيمان، يهدف إلى إثارة الفتنة والنزاع، فحاولوا أن لا تعطوه فرصة لتحقيق أهدافه. يقول أحد أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام): «قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: إِنِّي أَرَاكَ لَوْ سَمِعْتَ إِنْسَاناً یَشْتِمُ عَلِیّاً فَاسْتَطَعْتَ أَنْ تَقْطَعَ أَنْفَهُ فَعَلْتَ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ. ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَسْمَعُ الرَّجُلَ یَسُبُّ عَلِیّاً [جَدّی] وَ أَسْتَتِرُ مِنْهُ بِالسَّارِیَةِ فَإِذَا فَرَغَ أَتَیْتُهُ فَصَافَحْتُهُ.[المحاسن/ج1/ص260]
اجتنبوا عن المواجهات التي يستغلّها الأعداء/ من الطبيعي جدّا أن يكون العدوّ قد خطّط بعض المؤامرات في هذا المجال!
• لا شكّ في أنه يجب الحذر من إثارة النزاع، من قبيل النزاعات السياسيّة أو غيرها. حتى إذا رأيتم أحدا من الناس يحاول أن يبتدع بدعة، فلا بأس أن تتحدّثوا معه إن توفّرت الظروف للتحدّث معه في جوّ هادئ غير متوتّر، أمّا إذا وجدتموه يحاول أن يستفزكم ليثير نزاعا، فاحذروا بشدّة من النزاع ومرّوا كراما. عندنا أسلوب الإمام الصادق (عليه السلام) مع الناصبي الذي سبّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، يجب أن نجتنب نحن أيضا عن بعض المواجهات التي تصبّ في صالح العدوّ. إذ من الطبيعي جدّا أن يكون العدوّ قد خطّط بعض المؤامرات في هذا المجال. وقد حدثت بعض التوتّرات المختصرة في العام الماضي. وبالتأكيد سوف يبرمج العدوّ لمثل هذه المواجهات.
• إن إنكلترا من الخباثة بحيث لا توظّف أجهزتها الأمنيّة والاستخباراتية فقط، بل حتى توظّف وسائل إعلامها التي تحاول أن تعطيها صبغة حياديّة وسمعة طيّبة لبث خبثها، فقد قالت إحدى قنواتها قبل عدة سنوات: «الیوم یوم تاسوعاء ويقيم الشيعة الإيرانيّون فيه العزاء على الأخ غير الشقيق للإمام الحسين (عليه السلام)»! بينما نحن نرى أن في العبّاس أعلى درجات الأخوّة. أما إنكلترا الخبيثة هذه تعبّر عن العبّاس بتعبير لم يخطر على قلب شيعيّ أبداً. وهذا ما يدلّ على أنها تحاول أن تطعن وتفرّق بكلّ وسيلة. ومنذ سنين تبرمج لبث الفرقة والنزاع بين الشيعة في أيّام محرّم وبين مواكب العزاء.
يجب أن يتمّ إعداد منشور لآداب الأربعين ويوزّع بين جميع الزوّار
• أنا آمل أن يتمّ إعداد قائمة طويلة لآداب زيارة الأربعين المعنوية والسلوكية والاجتماعية ليطّبقها زوّارنا في هذا السفر الروحاني. حريّ بأصحاب الذوق والدقّة أن يكتبوا آداب الأربعين ثم يوزّعوها على الزوّار ويشرحوها لهم، بحيث لا يبقى زائر ومشارك في هذه المسيرة إلا وتصله نسخة من هذا المنشور. واطمئنوا أن ثواب هذا السفر العظيم سيتضاعف بمراعاة هذه الآداب. ونحن على يقين بأن هذه الزيارة العظيمة ستمهّد لظهور الإمام الحجّة (عج) إن شاء الله.
كل من خطا خطوة لزيارة الأربعين، فسوف يسجّل الإمام الحسين (عليه السلام) اسمه
• باعتقادي أن كلّ من يحاول أن يقدّم شيئا ويخطو خطوة لزيارة الأربعين، فسوف يسجّل الإمام الحسين (عليه السلام) اسمه. وحقيقةً كلّ خطوة يخطوها الإنسان من أجل الأربعين يشعر بتحوّل في قلبه. أسأل الله أن يوفّقكم للمشي في هذا الطريق الروحاني، ولا سيّما في أربعين هذا العام الذي يقارب موقعه من فصول السنة، مع زمن مجيئ الحوراء زينب (عليها السلام) إلى كربلاء في العام 61 هـ.
سماحة الشيخ بناهيان
نجح سعيد.. فما هي أولى تحديات عهده؟
أولى العقبات التي تواجه سعيد أن الأحزاب التي تلت حركة النهضة (52 مقعداً من أصل 217) في عدد مقاعدها في البرلمان تتمنع عن التحالف مع الحركة في تشكيل حكومة ائتلافية. ولا يُعرف ما إذا كانت الحركة قادرة بالتحالف مع الأحزاب الصغيرة الكثيرة للحصول على ما يحقق الثقة بحكومتها برلمانيا. والعقبة الثانية المرشحة للظهور هي الأوضاع الأمنية وما يمتّ لها بصلة، مثل: إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية إلخ..
نجح سعيد.. فما هي أولى تحديات عهده؟
لا شك في أن قيس سعيّد أضحى الشخصية أكثر قبولاً واحتراماً وتقديراً وإعجاباً في تونس اليوم. لا تدانيه شخصية أخرى مهما علا كعبها سياسياً أو اجتماعياً.
"قيس سعيد في قرطاج، لا للمكرونة ولا للألبان". الهتاف الذي صدح في باحات وزوايا شارع الحبيب بورقيبة عشية إقفال صناديق الاقتراع، كان كثيفاً في رمزيته، فالكرامة أغلى من أن تشترى ب "كوبونات المعكرونة والألبان" التي وزعتها مؤسسات منافسه على الناخبين، رغم الحاجة الماسة للأغلبية من الشعب التونسي. وأنّ رجلا نظيف الكفّ، لا تحوم حوله الشبهات، ولا سبق أن تورط في حزب أو اعتنق إيديولوجية واضحة لهو أمر يستحق الرهان.
فاز سعيد في كل دائرة انتخابية في البلاد. ونتائج الانتخابات عكست هذه المضامين بجلاء، ولا سيما بين جيل الشباب. فعدد الذين صوتوا لسعيد يفوق بكثير عدد الذين صوتوا سابقاً للباجي قايد السبسي، والمنصف المرزوقي، بحسب مؤسسة "سيغما كونساي". ونسبة المشاركة التي قفزت بأكثر من تسع نقاط عن مثيلتها في الجولة الأولى بعد تجاوزها عتبة الـ 57.8 % كانت مفاجأتها مضاعفة، حيث وصل عدد المصوتين لسعيد للأعمار بين 18 و25 سنة 90% وفقاً لتقديرات معهد استقصاء سيغما، مقارنة بـ 49.2 ٪ من الناخبين الذين تجاوزوا الستين عاماً.
سعيد الملقب بـ"روبوكوب" على منصّات التواصل الاجتماعي التونسية نظراً لطريقته في الكلام، كسب الرهان دون كاريزما سياسية، من دون برنامج واضح، من دون حملات انتخابية، ومن دون حزب سياسي، في لحظة انتعاش وتشوق لقيم ثورة الياسمين عند الذين صوتوا له.
ما يتفق عليه أنصاره وداعموه ببساطة أنه رجل يشبه التونسيين أكثر من أي شخصية سياسية عرفوها يوماً، غير قابل للفساد والإفساد، وذو عقلية متفتحة ومحافظة، شفافة وجامحة في آن. تعد بالقليل لكنه نادر كالتعهدات التالية: "تحقيق اللامركزية "، "إنهاء عهد الوصاية "، "بناء العلاقات بين الحاكم والمحكوم على أساس الثقة والمسؤولية"، "عدم المسّ بقيم المجتمع الدينية"،" العمل على القضايا القومية، وأولها القضية الفلسطينية".
ببساطة شديدة، هل الرئيس قيس سعيد قادر على تحقيق ما تعهد به في بلد يبلغ عدد سكانه 11 مليوناً، غارق في المشاكل الاقتصادية والأمنية، حيث تبلغ نسبة البطالة 15%، وترتفع مستويات التضخم وسط ومطالب المانحين الأجانب بتطبيق إجراءات خفض للإنفاق لا تحظى بالشعبية؟.
لا ريب في أنّ منصب الرئاسة يتمتع بنفوذ سياسي واسع إلا أنّ سلطاته تبقى أقل من دور رئيس الوزراء في الدستور الجدد الذي حرص على توزيع مراكز القوى داخل الدولة. فهل سيجد قيس سعيد ظهيرا وداعماً له بين القوى السياسية، وهو الغريب الذي يدخل قصر قرطاج مجرداً من أي حزب سياسي يتبع له؟.
وإذ يتوجب عليه دستورياً أن يكلف الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية تشكيل الحكومة، فهل هو قادر على الحسم أو لعب دور الحكم في نزاع تطلّ أماراته بين القوى البرلمانية التي لا يوجد بينها من يملك أغلبية مريحة تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً؟.
إنّ أولى العقبات التي تواجه سعيد أن الأحزاب التي تلت حركة النهضة (52 مقعداً من أصل 217) في عدد مقاعدها في البرلمان تتمنع عن التحالف مع الحركة في تشكيل حكومة ائتلافية. ولا يُعرف ما إذا كانت الحركة قادرة بالتحالف مع الأحزاب الصغيرة الكثيرة للحصول على ما يحقق الثقة بحكومتها برلمانيا (أي الحصول على ثقة 109 نائب).
العقبة الثانية المرشحة للظهور هي الأوضاع الأمنية وما يمتّ لها بصلة، مثل: إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية ولا سيما وزارة الداخلية التي تضخم حجمها على حساب وزارة الدفاع، قضايا الاغتيالات السياسية التي لا تزال عالقة مثل قضيتي شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ومكافحة الهجرة غير الشريعة وعمليات التهريب عبر الحدود، والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
المرجح وسط كل هذه التكهنات هو حرص حركة النهضة على التعاون مع الرئيس قيس سعيد والعمل على دعمه حكومياً وبرلمانياً، فالرجل لا يشكل تهديداً لها بتاتاً إذ انه لا يملك حزبا سياسياً، ومواقفه السياسية تتماهى مع مبادئ النهضة لجهة احترام الثقافة الإسلامية وقيمها التشريعية، ومن حيث تفكيك منظومة الفساد وحيتان المال، والنأي بالبلاد عن الصراعات الإقليمية، فضلاً عن إعادة الزخم رسمياً للقضية الفلسطينية التي تحتل مكانة مرموقة في وجدان الشعب التونسي.