عقيدتنا في القرآن الكريم

قيم هذا المقال
(0 صوت)
عقيدتنا في القرآن الكريم

 
آيات قرآنية:    


1 ـ ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾([1]).
أُنزِلَ القرآنُ على النبيّ «صلى الله عليه وآله» كتاب هداية ليخرج الناس من ظلمات الضلال إلى نور الهدى.

2 ـ ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾([2]).
نزل جبرئيل بالقرآن على قلب النبي «صلى الله عليه وآله» دون تحريف أو تغيير، ليقوم «صلى الله عليه وآله» بإنذار العباد من عذاب الله.

3 ـ ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرً﴾([3]).
تأكيد على إعجاز القرآن الكريم بتمام تناسقه، وعدم الإختلاف فيه، وتستنكر الآية عدم التدبر في آياته، وتحثّ الناس على التأمل والتفكر بعواقب الأمور، ليدركوا: أن القرآن من عند الله تعالى وحده، ولو كان من عند غيره سبحانه، لظهر فيه الإختلاف والتفاوت، والتناقض واضحاً جلياً.

4 ـ ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾([4]).
القرآن الكريم ورغم عمق معانيه، ودقة حقائقه، فقد سهّله سبحانه وهيّأه في بيانه ومعانيه، ليكون تذكرةً وعظةً لجميع الناس، وسبيلاً لهم لذكره تعالى.

5 ـ ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾([5]).
في القرآن ما يشفي من الأمراض والرذائل والقبائح، وما يعود على المؤمنين المتمسكين به بالرحمة، بينما يزيد غيرَ المؤمنين المخالفين ضلالاً وخسارة فوق ضلالهم وخسارتهم.

6 ـ ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾([6]).
الله سبحانه نزّل القرآن على النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو تبارك وتعالى الذي يحفظه ويصونه من أي تحريف وتبديل وزيادة ونقصان.

7 ـ ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً﴾([7]).
إنها دعوة تحدٍّ مفتوحة لكل الإنس والجن للإتيان بمثل القرآن الكريم، بما فيه من ألفاظ، ومعان، وإحاطة، وجزم بأنهم لن يستطيعوا، وإن تعاونوا على ذلك.
والقرآن الكريم باقٍ على تحديه إلى يومنا هذا، وفي كل زمن، وكفى بذلك دليلاً على إعجازه.

8 ـ ﴿قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾([8]).
القرآن، فصيح واضح، مستقيم، لا لبس فيه، ولا انحراف عن الحق، ولا ميل نحو الباطل. يهدي إلى طاعة الله سبحانه، وترك المعصية.

9- ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾([9])
كتاب الله غالب لا نظير له، مهيمن بحجته، وكل ما فيه حق لا ريب فيه، مصون عن كل نقص وباطل، سابقاً ولاحقاً.
 
روايات معتـبرة ســـنداً:     

1 ـ روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ «عليه السلام»‏: إِنَّ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ، وهُوَ الصَّادِقُ‏ الْبَارُّ، فِيهِ خَبَرُكُمْ، وخَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ، وخَبَرُ السَّمَاءِ والْأَرْضِ، ولَوْ أَتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ([10]).

2 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّد بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، ويَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ:
لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ «صلى الله عليه وآله» مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ ونَحْنُ مَعَهُ أَقْبَلَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجُحْفَةِ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالنُّزُولِ، فَنَزَلَ الْقَوْمُ مَنَازِلَهُمْ، ثُمَ‏ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُم‏: ...أَلَا وَإِنِّي سَائِلُكُمْ غَداً مَاذَا صَنَعْتُمْ فِيمَا أَشْهَدْتُ اللهَ بِهِ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا إِذَا وَرَدْتُمْ عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَاذَا صَنَعْتُمْ بِالثَّقَلَيْنِ‏ مِنْ بَعْدِي، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَكُونُونَ خَلَفْتُمُونِي فِيهِمَا حِينَ تَلْقَوْنِي، قَالُوا: وَمَا هَذَانِ الثَّقَلَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: أَمَّا الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ، فَكِتَابُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، سَبَبٌ مَمْدُودٌ مِنَ اللهِ ومِنِّي فِي أَيْدِيكُمْ، طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، والطَّرَفُ الْآخَرُ بِأَيْدِيكُمْ، فِيهِ عِلْمُ مَا مَضَى ومَا بَقِيَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
وأَمَّا الثَّقَلُ الْأَصْغَرُ، فَهُوَ حَلِيفُ الْقُرْآنِ،‏ وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وعِتْرَتُهُ «عليهم السلام»، وإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْض([11]).

3 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وغَيْرِه، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
خَطَبَ النَّبِيُّ «صلى الله عليه وآله» بِمِنًى، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي يُوَافِقُ كِتَابَ الله فَأَنَا قُلْتُه، ومَا جَاءَكُمْ يُخَالِفُ كِتَابَ الله فَلَمْ أَقُلْه([12]).

4 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «عليه السلام» فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَة:
...ومَا تَرَكَ فِيكُمْ مِنْ بَعْدِه مِنَ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابِ الله، وأَهْلِ بَيْتِه، اللَّذَيْنِ لَا يَضِلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمَا، ولَا يَهْتَدِي مَنْ تَرَكَهُمَا([13]).

5 ـ روى الشيخ الكليني عن حُمَيْد بْن زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» يَقُولُ‏: إِنَّ الْقُرْآنَ زَاجِرٌ وَآمِرٌ، يَأْمُرُ بِالْجَنَّةِ، ويَزْجُرُ عَنِ النَّارِ([14]).

6 ـ روى الشيخ الصدوق عن جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ، عَنْ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ:
قُلْتُ لِلرِّضَا «عليه السلام»: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟
فَقَالَ: كَلَامُ اللهِ لَا تَتَجَاوَزُوهُ، ولَا تَطْلُبُوا الْهُدَى فِي غَيْرِهِ فَتَضِلُّوا([15]).
 
هذه عقيدتنا فيالقرآن الكريم:      

القرآن الكريم هو الكتاب المنزَلُ من الله تعالى على نبيّه «صلّى الله عليه وآله»، وهو معجزته الخالدة، وخاتم الكتب السماوية وأكملها والمهيمن على الكتب كلها، وفيه هداية النّاس وإرشادهم إلى كمالهم.

 وقد صانه الله تعالى ونزّهه عن التحريف، والنقص، والزيادة، والتبديل، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وإن القرآن الذي بين أيدي المسلمين في جميع بلدان العالم هو نفس القرآن المنزل على النبي «صلى الله عليه وآله» من دون زيادة أو نقيصة، ولا قرآن غيره، ويجب احترامه، والعمل به، ولا يجوز تعريضه للإهانة، ولا تنجيسه.

وهو مكتوب منذ عهد رسول الله«صلى الله عليه وآله»، وتواتر تواتراً قطعياً عن أئمة أهل البيت (ع) (المعصومين) وخيرة الصحابة (المنتجبين) وألوف المسلمين.

ويحرم زيادة أو إنقاص أو تبديل أي حرف أو كلمة منه.

وإنه حقّ من فاتحته إلى خاتمته، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله.

وهو أساس الشريعة، وحبل الله المتين، والصراط المستقيم، والثقل الأكبر، والفاروق بين الحق والباطل، وعليه تعرض الأحاديث والأخبار، فما وافقه عُمل به، وما خالفه تُرك.

وفيه محكم ومتشابه ، فالمحكم ما لا يحتمل إلا معنى واحدا ً، والمتشابه هو الذي يحتمل أكثر من معنى، ويشبه بعضه بعضاً.

والعمل بالقرآن هو العمل بمحكماته، ويجب ردّ المتشابهات إليها.
 
المصدر: عقائد شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة الشيخ نبيل قاووق

([1]) الآية 1 من سورة إبراهيم.
([2]) الآيتان 193 و194 من سورة الشعراء.
([3]) الآية 82 من سورة النساء.
[4] الآية 17 من سورة القمر.
[5] الآية 82 من سورة الإسراء.
[6] الآية 9 من سورة الحجر.
[7] الآية 88 من سورة الإسراء.
[8] الآية 28 من سورة الزمر.
([9]) الآية 42 من سورة فصلت.
([10]) الكافي، ج2 ص599 ح3، والبرهان في تفسير القرآن للبحراني، ج1 ص19.
([11]) الخصال للصدوق، ص66، وبحار الأنوار، ج37 ص121.
([12]) الكافي، ج1 ص69، والبرهان في تفسير القرآن للبحراني، ج1 ص68.
([13]) الكافي، ج3 ص423، ومرآة العقول للمجلسي، ج15 ص357 ـ 359.
([14]) الكافي، ج2 ص601 ح9، ومرآة العقول للمجلسي، ج12 ص481.
([15]) التوحيد للصدوق، ص224، وعيون أخبار الرضا «عليه السلام»، ج2 ص62.

 

قراءة 1760 مرة