قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ﴾([1]).
إشارات:
شرحت الآية ١٠٤ من هذه السورة مرحلة معيّنة من ممارسة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر من قبل جماعة خاصة ورسمية. وهنا، تشير الآية إلی مرحلتها العامة التي تصبح معها وظيفة جماعية عامة.
التعاليم:
١ـ ليس بالشعارات تتحقّق الأمّة الفضلی، بل بالإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ... تَأْمُرُونَ«.
٢ـ لا خير في أمّة هلوعة صامتة، «خَيْرَ أُمَّةٍ.. تَأْمُرُونَ... تَنْهَوْنَ«.
٣ـ أهمية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر هي من العظمة بحيث أصبحت معياراً لتفاضل الأمم، «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ«.
٤ـ يتحقّق الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر عندما يکون المسلمون أمّة واحدة، أي لهم حاکميّة، «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ«.
٥ ـ يحمل المسلمون عبء إصلاح جميع المجتمعات الإنسانية، «أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ«.
٦ـ الحثّ علی فعل الخير يکون عقيماً ما لم يقترن بمحاربة الفساد، «تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَن ِالْمُنْكَرِ«.
٧ـ يجب علی کلّ فرد من أفراد الأمة أن يأمر بالمعروف وينهی عن المنکر. (حتی الصبيّة بعمر تسع سنوات لها الحقّ في أن تمارس فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر مع رئيس الجمهورية)، «تَأْمُرُونَ... وتَنْهَوْنَ«.
٨ ـ في فريضة الأمر بالمعروف لا موقع للعمر أو البلد أو العِرق أو اللون أو مستوی التعليم أو المکانة الاقتصادية والاجتماعية، «خَيْرَ أُمَّةٍ... تَأْمُرُونَ... وتَنْهَوْنَ«.
٩ـ ينبغي للمسلم ممارسة هذه الفريضة من موقع القوة والاقتدار لا التمنّي والتوسّل، «تَأْمُرُونَ... وتَنْهَوْنَ«.
١٠ـ الأمر بالمعروف مقدّم علی النهي عن المنکر، «تَأْمُرُونَ... وتَنْهَوْنَ«.
١١ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر يکون لهما تأثير حقيقي حين ينطلقا من منطلق الإيمان، «تَأْمُرُونَ... وتَنْهَوْنَ، وتُؤْمِنُونَ«.
١٢ـ الله تعالی يدعو أهل الکتاب إلی الإسلام، «ولَو آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ«.
١٣ـ الإسلام، ناسخ لجميع الأديان، «ولَو آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ«.
١٤ـ الإنسان حرّ في اختيار طريقه، «مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ«.
سماحة الشيخ محسن قراءتي، تفسير النور
([1]) آل عمران: 110