البعثه النبويه في كلام القائد

قيم هذا المقال
(1 Vote)
البعثه النبويه في كلام القائد

1- إذا تحركنا في خطّ البعثة، فسنجعل المستحيل ممكناً، وسنكون قادرين على الوصول إلى الأهداف التي تبدو غير قابلة لذلك.
2- كانت ذروة النهضة النبوية هي تشكيل الحكومة التي أنشأ النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه مقدّماتها، وهيّأ أرضيتها.
3- أحد الأعمال المهمّة لنا ولكلّ البشر الحريصين حول العالم تقوية الإيمان الدينيّ، وتعزيز الجماعات المؤمنة والمقاومة في أنحاء العالم كافّة.
4- إذا تمكنّا من الاستمرار في هذا الطريق بأسلوب مناسب، وإذا تمكنّا من المضي قدماً بإتقان، فسيكون هناك أنموذج فعّال وجذاب للغاية في العالم.

بسم الله الرحمن الرحيم

بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله): تعزيز العقلانيّة وتنمية الأخلاق من أبرز العناصر القِيَميّة للإسلام
إنّ بعثة الرسول المكرّم (صلى الله عليه وآله) هديّة للبشريّة جمعاء أيضاً. إذا أخذنا بالاعتبار قيمتين اثنتين من بين قيم الإسلام الوفيرة -سلسلة القيم الإسلاميّة مجموعة واسعة جدّاً من القيم الإسلاميّة- وهما عنصر «تعزيز العقلانيّة» وعنصر «تنمية الأخلاق»؛ إذ إنّهما بارزتان بين هذه القيم، وإذا أخذنا بالاعتبار ما أكّده الإسلام تجاه هذين العنصرين، فإنّنا سنتيقّن أنّ الإسلام قد أعطى البشريّة أسمى هديّة ووسيلة للسعادة.

إنّ الإسلام يدعو إلى العقلانيّة وتعزيزها، وهذا أمر مهمّ جدّاً. يوجد في القرآن عشرات المواضع، وإذا عمل شخص على عدّها، فقد يكون هناك نحو مئة موضع دعا فيها الله المتعالي المخاطبين والناس إلى التفكّر والتعقّل بتعابير مختلفة: بتعبير «تعقلون»، بتعبير «تتفكّرون»، بتعبير «أولي الألباب»، بتعبير «يتدبّرون».

في ما يتعلّق بتنمية المفاهيم الأخلاقيّة والتربية الأخلاقيّة، يكفي أنّه ذكَرَ الأخلاق والتزكية في مواضع عدّة من القرآن على رأس أهداف البعثة: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ (الجمعة، 2). التزكية أوّلاً. وكذلك في آيات أخرى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ (آل عمران، 164). توجد مواضع أخرى في القرآن تحدّد الهدف من البعثة أنّه «التزكية». التزكية في مقدّم أهداف البعثة. لذلك أعطى الإسلام هاتَين القيمتَين الساميتَين والفريدتَين للإنسانيّة وحرص عليهما، كما دعا المؤمنين ثمّ جميع البشر إلى التعقّل والتفكّر والتزكية ونحو ذلك، وهذه أعظم هدية يمكن أن يُعطيها الإسلام للبشريّة، وقد أعطاها.

* نتائج البعثة ودروسها: إنجازُ الأعمال المستحيلة
إنّ بعثة رسول الإسلام الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد أنجزت شيئاً كان يبدو مستحيلاً، وغير ممكن. ماذا كان ذلك؟ لقد شكّلت من أهالي جزيرة العرب في زمن الجاهليّة، التي سأصف الآن خصائصها، أمّةً ذات فضيلة مثل الأمّة الإسلاميّة في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله) نفسه. مثل هذا الشيء كان يبدو مستحيلاً بالنظرة العرفيّة والعاديّة. كان لأهالي الجزيرة العربيّة في زمن الجاهليّة، قبل بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، خصائص ذُكِرَ بعضها في نهج البلاغة، وبعضها في التاريخ: أناس ضالّون، تائهون، بلا هدف، جاهلون بشدّة، مصابون بالفتن الكبيرة، الفتن الناجمة عن العصبيّات والجهالات الكبيرة... وفي الوقت نفسه مع جميع هذه الصفات التي ذكرناها هم متكبّرون بشدّة، عنيفون بشدّة، لا يتقبّلون الحقّ، لجوجون. كانت هذه خصائص أهالي الجزيرة العربيّة. وكان في أهالي مكّة وسائر المناطق في ذلك الحين، من شيوخهم وأصغرهم ورؤسائهم ومرؤوسيهم، هذه الخصائص. جاء النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) من هؤلاء الناس أنفسهم، وصنع في مدة قصيرة أمّة موحّدة، وذات فضيلة، ومتسامحة، ومُضحيّة، وتملك أسمى الأخلاق. انظروا إلى المسلمين في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، سواء عندما كانوا ينحصرون في المدينة أو عندما انتشروا في مكّة والطائف وبعض الأماكن الأخرى. لقد حوّل النبيّ أولئك الأشخاص أنفسهم إلى أشخاص كهؤلاء. كان هذا يبدو غير ممكن. لم يكن من الممكن بأيّ حساب أن يتحوّل في مدّة قصيرة مثل أولئك الناس إلى مثل هذه المجموعات. ثمّ في أقلّ من عشرين عاماً اكتسبوا صيتاً عالميّاً. لم يكن قد مرّ أكثر من عشرين عاماً على اعتناقهم الإسلام حتّى اكتسب هؤلاء الناس أنفسهم الذين كانوا بتلك الخصوصيّات الأخلاقيّة شهرةً عالميّة، واستطاعوا نشر فكرهم ومعرفتهم وعظمتهم في شرقهم وغربهم، وبتعابير اليوم: من ناحية الأجهزة ومن ناحية البرامج أيضاً. هذا ما فعله الإسلام، وكان ذلك العمل غير ممكن حقاًّ. البعثة حقّقت ذلك.

* إظهار تجربة التحرّك في خطّ البعثة
لقد حدثت تجربة البعثة -مع بعض الاختلافات طبعاً- لشعب إيران، والله تفضّلَ وأعطى شعبَ إيران هذه التجربة، وأظهر الله المتعالي نجاح هذه التجربة لشعب إيران، وكان ذلك القضاءَ على النظام المَلَكِيّ في هذا البلد؛ إذْ كان للملكية المطلقة والنظام المَلَكِيّ الظالم والجائر والمستند إلى القوة المادية ولم يشم رائحة المعنوية جذورٌ تاريخيّة طويلة جدّاً. هنا حدثت تلك الواقعة في البلاد، عندما كان سند هذا النظام الملكي في البلاد أمريكا أيضاً والقوى العظمى في العالم. لقد دعمت كلّ من أمريكا وبريطانيا وفي وقت متأخّر أيضاً الاتحادُ السوفييتي السابق حكومةَ بهلوي، لكن الشعب الإيراني استطاع أن يقتلع جذور هذه الحكومة -الأمر الذي كان يبدو غير ممكن حقّاً- ويحقق ذلك ببركة القيادة المخلصة للإمام الخمينيّ (رض). وبهمّة الناس العالية وتضحياتهم، تحقّق هذا العمل. طبعاً، نحن كنا في الميدان، وعلى اطلاع. في ذلك اليوم، لو قيل لأيّ واحد منّا إنّ مثل هذا الحدث يمكن أن يحدث، فلم يكن أمراً قابلاً للتصديق جدّاً لنا، لكنّه تحقّق.

إنّنا إذا تحركنا في خط البعثة، فسنجعل المستحيل ممكناً وسنكون قادرين على الوصول إلى الأهداف التي تبدو غير قابلة لذلك.

* تشكيل الحكومة ذروة النّهضة النّبويّة
النقطة الأخرى في قضيّة بعثة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) أنّها خلافاً لرأي مَن يُعرّفون الدين أنّه منفصل عن السياسة، إذْ يفصلون الدين عن الحياة والسياسة والحكومة تماماً -هناك فئات مختلفة تعمل في هذا المجال أيضاً، وكانت موجودة في السابق أيضاً، وأُحبطت هذه المحاولة بالحركة الثوريّة، ولكن يرى المرء أن بعض الأشخاص قد بدؤوا الهمس بهذا مرّة أخرى عبر الكتابة والقول وما شابه-، كانت ذروة النهضة النبوية هي تشكيل الحكومة التي أنشأ النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه مقدّماتها وهيّأ أرضيتها.

تحدّث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع وجهاء المدينة الذين كانوا قد سمعوا بصيت الإسلام، وجاؤوا ليروا ماهية القضيّة، وتعاهد واتفق معهم، ووجهاء يثرب مهّدوا الأرضيّة، ثمّ بدأ النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) هجرته بتلك الطريقة العجيبة، ثمّ بدأت هجرة المسلمين، وجاء المهاجرون تدريجيّاً.

قبل الهجرة أرسل النبيّ (صلى الله عليه وآله) مصعب بن عمير مندوباً إلى هناك ليتلو آيات القرآن على الناس. لقد وفّر هذه المقدِّمات، ثمّ هاجر (صلى الله عليه وآله) إلى يثرب، وأنشأ الحكومة الإسلاميّة هناك. كانت هذه نقطة الذروة لنهضة النبيّ (صلى الله عليه وآله). ولم يكتفِ بهذا؛ بل قد بدأ مواجهة الأعداء على الصعد كافّة؛ لأنّ الأعداء لم يكونوا ليتركوا المسلمين وشأنهم. فشكلّ جيشاً وجهّز معدّات الحرب، وهاجم الأعداء، وفي بعض الحالات دافع، وفي بعض الحالات هاجم. كِلا النوعين موجود. إنّ بعض الأشخاص الآن يقولون إنّ حروب الرسول (صلى الله عليه وآله) دفاعية بحت. كلّا! بعضها كانت دفاعيّة وبعضها هجوميّة. كانت الظروف مختلفة. ثمّ فتح معسكر الشرك؛ إذْ كان معسكر الشرك في مكّة. فتحها وصار بيت الله في تصرّف الإسلام والمسلمين. لقد أرسى الحكومة الإسلاميّة. هذا هو الجزء الأكثر حماسة في النهضة الإسلاميّة. كيف يريد أولئك الأشخاص الذين يعملون على هذه المحاولة أن يفصّلوا الإسلام والدين عن الحكومة؟

* مواجهة النّبيّ (صلى الله عليه وآله) للجاهليّة
من أهمّ شعارات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتوجيهاته في البعثة مواجهة الجاهليّة. لقد قُبّحت الجاهليّة في القرآن مراراً. إنّ تعبير الجاهليّة قد قُبّح في القرآن مراراً. في سورة المائدة: ﴿أَفَحُكْمَ الْجاهليّةِ يَبْغُونَ﴾ (50)، في سورة الأحزاب: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهليّةِ الْأُولَى﴾ (33)، في سورة «إنّا فتحنا»: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهليّةِ﴾ (الفتح، 26)، ولقد قُبّحت الجاهليّة في بعض المواضع الأخرى من القرآن أيضاً، لكن لديّ الآن هذه الآيات الثلاث في ذهني، ودوّنتها هنا.

ما هذه الجاهليّة؟ المراد منها ليس مجرّد الأمّيّة والجهل. طبعاً الأمّيّة ضمنها، لكن هذه الجاهليّة لها معنى أوسع. فالخُلقيّات الدنيئة ضمن هذه الجاهليّة، وتصرّفات الناس الوحشيّة: قتلهم البشر، سرقتهم، اعتداؤهم، استباحتهم الحقّ، استقواؤهم على الضعيف... كلّها كانت رائجة بين أهالي الجزيرة العربية، وهذه كلّها ضمن تلك الجاهليّة نفسها. [أيضاً] الابتذال الجنسيّ، والهرج والمرج الجنسيّ، والابتذال الأخلاقيّ، وانعدام الحياء بين الناس. هذه الأمور كانت موجودة، وضمن تلك الجاهليّة. لقد واجهت البعثة هذه الأمور كلّها؛ أيّ جاهليّةَ ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهليّةِ الْأُولَى﴾، التي كانت تخاطب أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله) في سورة الأحزاب هي شيء من هذا القبيل.

الجهل والأمّيّة والجهالة، وأيضاً سوء الخلق والظلم والتمييز والاستقواء على الضعيف، وأيضاً الابتذال الجنسيّ والإباحيّة، والهرج والمرج الأخلاقيّ... كلّها ضمن الجاهليّة. حسناً، إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) حارب الجاهليّة.

* رواج أنواع الرّذائل الأخلاقيّة في الجاهليّة الغربيّة الحديثة واصطناع منطق لها
إنّ كثيراً من تلك الرذائل الأخلاقيّة نفسها التي كانت سائدة في مكّة في ذلك الوقت، وشائعة في شبه الجزيرة العربيّة، وقد واجهها النبيّ (صلى الله عليه وآله)، يوجد اليوم كثير من تلك الرذائل الأخلاقيّة نفسها، وبصورة منظّمة وبشدّة أكبر وعلى نطاق أوسع بكثير في ما يسمّى العالم الغربيّ المتحضّر. توجَد تلك الرذائل الأخلاقيّة نفسها تماماً بمقياس أكبر اليوم وبأقصى شدّة.

فالحياة في الحضارة الغربيّة اليوم تقوم على أساس الطمع والحرص، وعلى أساس الجشع. أصلاً أساس الحياة في الحضارة الغربيّة اليوم هو الحرص والطمع. واليوم أساس القيم الغربيّة كلّها هو المال، فكلّ شيء يقاس بالمال. الأخلاقيّات والروحانيّات وكلّ شيء يقاس بالمال! هذه هي المعايير. السياسة الرائجة والسلطات الحاكمة كلّها في خدمة التمييز وتسمين الشركات و«الكارتِلات». هذه هي الحال اليوم على هذا النحو.

العلم والتكنولوجيا [يُستغلان] في خدمة قتل الناس. تارة يُستخدم العلم، على سبيل المثال، من أجل لقاح أو دواء ينقذ عدداً من الناس لكن يستخدمون هذا العلم لصنع أسلحة دمار شامل، أسلحة كيميائية وأسلحة نووية، فتقضي على الناس بمئات المرات من ذلك العدد وتفتك بهم. هذا حدث في العالم ويحدث الآن أيضاً. [كذلك] نهب الدول الضعيفة الابتذال الأخلاقي... الابتذال الأخلاقي والهرج والمرج الأخلاقي موجودة بشدة. قضية المثلية الجنسية وما في حكمها - هي مخزية حقاً، ويخجل المرء من تكرارها وقولها - والهرج والمرج الجنسي الفظيع! هذه الأمور موجودة في العالم اليوم. إنها تلك الأشياء نفسها التي كانت في ذلك اليوم، وهي عينها موجودة اليوم أيضاً. لكن في ذلك اليوم كانت محدودة، وهي اليوم على نحو واسع ومنظم. وخلف كثير من هذا الفساد والمفاسد أُنشئ منطق مصطنع، أي أنشؤوا لها مرتكزات منطقية وفكرية، وينشؤون لها أسساً فكرية ويقدمونها إلى البشرية.

إذاً، هذه الجاهليّة موجودة اليوم. ولذلك إذا وصف أحدٌ الحضارة الغربيّة اليوم بـ«الجاهليّة الحديثة» -فعلاً وصفوها، وكثيرون قالوا: «الجاهليّة الحديثة» - فإنّه محقٌّ. فالجاهليّة هي تلك الجاهليّة نفسها حقّاً، لكنّها اليوم تُظهر نفسها في العالم بشكل مُجَدَّد ومُحَدَّث.

* واجباتنا مقابل الجاهليّة الحديثة
يجب أن نراجع دروس البعثة. والعمل نفسه الذي أدّاه النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) في مواجهة تلك الجاهليّة هو على عاتقنا اليوم. لا بدّ أن نفعل تلك الأعمال في مواجهة هذه الجاهليّة؛ هذا واجبنا.

منها في الدرجة الأولى تقوية الإيمان. أحد الأعمال المهمّة لنا ولكلّ البشر الحريصين حول العالم تقوية الإيمان الدينيّ، وتعزيز الجماعات المؤمنة والمقاومة في أنحاء العالم كافة. فليعمل الذين لديهم دوافع دينية وإيمان وأهل المقاومة وليبذلوا الجهد؛ ينبغي تعزيز هذه [الأمور].
وتعزيز قوّة النظام الإسلاميّ ومتانته. الآن -بحمد الله- تمّ تشكيل نظام في جمهوريّة إيران الإسلاميّة براية الإسلام وتحت رايته. فلنعمل على تقوية هذا واستحكامه، ولنجعل أسسه أكثر إحكاماً قدر الإمكان، ولنوسّع ثماره وآثاره قدر الإمكان.

* جاذبيّة أنموذج الثّورة الإسلاميّة لشعوب العالم
لا يمكننا الادّعاء أنّنا حقّقنا أهدافنا وغاياتنا في هذه الأعمال العظيمة. لا! نحن في منتصف الطريق في هذه الخطوات الكبيرة كلّها. لا شكّ في ذلك. طبعاً توجد أعمال قد أُنجزت وأحرزنا تقدّماً -بحمد الله- لكن في هذا كلّه لا نزال في منتصف الطريق، وما زلنا بعيدين جدّاً عن الوصول إلى الهدف. مع ذلك، ورغم أنّنا في منتصف الطريقن وأمامنا مسافة كبيرة إلى الهدف، فإنّ أنموذج الثورة الإسلاميّة وأنموذج الجمهوريّة الإسلاميّة أنموذج جذّاب لشعوب العالم، أو لمسلمي العالم على الأقلّ.

التفتوا! ترون أنّه على بعد آلاف الكيلومترات من طهران، وفي بلد آخر (مدينة كشمير)، تحدث إهانة لصورة شهيدنا العزيز الشهيد سليمانيّ، فيُظهر الناس ردّ فعلهم، وتُجبر الشرطة التي فعلت بنفسها هذه الإهانة على الاعتذار ومراعاة الشعب، ثمّ تثبّت مجدداً تلك الصورة في مناطق من المدينة، على سبيل المثال. هذا نموذج، وهو جذاب ويشير إلى أنّ هذا النموذج لديه قدرة جذب عالية. هذا العمل، وهو لا يزال في منتصفه، جذّاب أيضاً. إذا تمكنّا من الاستمرار في هذا الطريق بأسلوب مناسب، وإذا تمكنّا من المضي قدماً بإتقان، فسيكون هناك أنموذج فعّال وجذاب للغاية في العالم، وستتوجّه الشعوب نحوه بصورة طبيعيّة.

 

 

من توجيهات الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)

 

التجربة النبويّة وبشارة المسلمين

يمكن أن نستفيد من هذه الواقعة (البعثة) اليوم؛ بمعنى أنّها بشارة للمسلمين جميعهم عبر التاريخ أنّه في أيّ وقت استقرّت إرادة الناس على خطّ الإرادة الإلهيّة، وصارت تابعة لهذه الإرادة، يمكن للبشر أن يفعلوا أعمالاً تبدو غير ممكنة، ويمكنهم الوصول إلى أهداف بالنظرة المتعارفة ووفق الحسابات هي بعيدة عن متناول الإنسان. الأمر هكذا دائماً. هذه التجربة النبويّة قابلة للتكرار على مرّ التاريخ. إذا استقرّ البشر في ذلك الخطّ، يمكنهم الوصول إلى أهداف سامية كانت تبدو غير ممكنة بالنظرة وبالحسابات العاديّة.

 

قراءة 820 مرة