11 شباط 1979 حدث تاریخی انتصرت فیه الثورة الإسلامیة فی إیران على نظام الشاه الدکتاتوری، أربعة عقود مرّت وما زالت الثورة الاسلامیة محافظة على هویتها، لم تتغیر أی من مبادئها واهدافها، وذلک بفضل القیادة الحکیمة والشعب الثوری الذین ما زالوا یحافظون على مسارها. ورغم حدوثها فی توقیت کانت فیها المنطقة تعیش اضطرابات وتعقیدات کبیرة، وخاصة فی الصراع «العربی - الاسرائیلی»، إضافة الى حدوثها فی زمن کان الصراع «الامریکی - السوفیتی» على أشده وانقسام العالم بشماله وجنوبه انقساماً عامودیاً، بین شیوعیة -اشتراکیة ورأسمالیة -لیبرالیة، وفی خضم هذا الصراع ومن بین هذه التیارات انبلج تیار ثالث رافعاً شعار «لا شرقیة ولا غربیة جمهوریة اسلامیة»، بقیادة الامام روح الله الخمینی الموسوی.
هی أربعون عاماً مضت على ولادة الجمهوریة الاسلامیة فی إیران، أربعون عاما من الصبر والحصار المفروض علیها من أمریکا واذنابها فی المنطقة، انتقلت إیران بفضل عملها الدؤوب واعتمادها على الخبراء والعلماء المحلیین من درک الدول المتخلفة الى مصاف الدول المتقدمة محققة إنجازات نوعیة کان أبرزها على الساحة النوویة والعسکریة. هذه الإنجازات جعلت من إیران قوة یهابها العدو والصدیق، وعزز هذا الحضور انخراطها فی الحرب على الارهاب وخصوصاً فی کل من سوریا والعراق ومدها ید العون والدعم للمقاومات العربیة وخصوصاً اللبنانیة والفلسطینیة قافزة فوق جدار الطائفیة والمذهبیة العفنة.
وفی إطار رؤیة تقییمیة لمنجزات الثورة على مدى 40 عاماً یمکن لنا ان نشیر هنا الى منجزاتها فی الجوانب الطبیة والریاضیة والعسکریة والزراعیة والسیاسیة.
منجزات طبیة
حققت إیران إنجازات نوعیة على المستوى الطبی فهی تعد جزءاً من أکبر 4 دول فی العالم فی علاج العقم، کما انها تعد من اول 10 دول مصنعة لأدویة لأمراض مستعصیة، وتحتل أیضا المراتب الأولى فی علم الوراثة والجنین، وهی واحدة من البلدان الأربعة الأولى فی العالم فی جراحة العظام، وجراحة التجمیل، وزرع الأعضاء.
منجزات ریاضیة
على الصعید الریاضی حققت الجمهوریة الإسلامیة إنجازات نوعیة ایماناً منها بمبادئ ثورتها واهدافها النبیلة، فحققت المراتب الأولى فی ریاضة المصارعة، کما حصلت خلال 3 دورات العاب اولمبیة عالمیة على المراکز الأولى فی ریاضة حمل الوزن الثقیل، وهی تعد أیضا جزء من 5 أقوى دول فی ریاضة التایکواندو، کما انها تعد أیضا من اقوى 8 دول فی ریاضة کرة الطائرة، وعلى صعید کرة القدم داخل الصلات تحتل ایران المرکز الخامس عالمیا، وهی تحتل أیضا المرکز الأول على صعید آسیا و30 عالمیاً فی ریاضة کرة القدم، اما على صعید کرة السلة فهی تحتل المرکز الأول على الرغم من وجود التنین الصینی والیابان ورجال الأرز لبنان.
منجزات زراعیة
تعد الجمهوریة الإسلامیة فی إیران من أبرز البلدان على الساحة الزراعیة أیضا، حیث تحتل المرکز الأول فی زراعة الزعفران والفستق والجوز والتمر والتفاح والحمضیات والخوخ والمشمش والخیار والبطیخ فی العالم، کما انها لدیها اکتفاء ذاتی من القمح والحبوب، اضافة الى احتلالها للمراکز الأولى فی زراعة الازهار والأعشاب الطبیة التی تستخدم فی الطب الاسلامی.
منجزات سیاسیة
لعل من اهم المنجزات السیاسیة للثورة الاسلامیة فی ایران، هو تصدیر الثورة الإسلامیة الى الخارج، حیث تأثرت بلدان فی العالم مثل لبنان والعراق ودول الخلیج الفارسی وافغانستان وباکستان وتونس وفلسطین ودول شمال افریقیا بشکل مباشر بالثورة الإسلامیة، کما وقفت الجمهوریة الإسلامیة فی وجه التسلط والهیمنة الامریکیة على بلدان المنطقة عبر مد ید العون للشعوب المستضعفة فدعمت حزب الله لبنان، والجهاد الإسلامی وحماس فی فلسطین فی وجه العدو الإسرائیلی، کما دعمت جمعیة الوفاق البحرینیة فی مقابل الحکم الظالم لآل خلیفة، ودعمت أیضا الشعب الیمنی فی وجه غطرسة آل سعود، ودعمت المستضعفین فی نیجیریا فی مقابل داعش، ودعمت العراقیین فی حربهم على داعش، ودعمت الفاطمیون فی أفغانستان فی حربهم على امریکا، إضافة الى دعمهم الکبیر للرئیس السوری بشار الأسد فی محاربة الإرهاب والمشروع الأمریکی-الإسرائیلی التقسیمی فی سوریا.
منجزات عسکریة
ولم تقتصر منجزات الثورة فی إیران على البعد العلمی والریاضی والسیاسی والطبی انما شملت أیضا البعد العسکری حیث شهدت إیران نقلة نوعیة على صعید تطویر الاسلحة لدیها فغاصت فی صناعة الاسلحة کافة بمجهودها الذاتی کصناعة الصواریخ البالستیة فهی تعد من اول سبع دول تمتلک هذه القوة فی العالم، کما انها تعد من اول 5 دول فی صناعة الغواصات وتقع فی المرتبة الثانیة فی مجال صناعة الطوربیدات الفقاعة. وتحتل القوات المسلحة الإیرانیة المرتبة الثامنة من حیث القوة والتجهیزات فی العالم. کما واستطاعت الجمهوریة الإسلامیة بفضل علمائها من تصنیع طائرات بدون طیار، وبناء جمیع أنواع الفرقاطات والدبابات والمروحیات المتطورة.
إنجازات کبیرة لم یتم التطرق الیها فی هذا المقال وذلک لکثرتها وتنوعها، ویمکننا القول ان إیران استطاعت خلال هذه الأعوام القلیلة من قلب الموازین فی المنطقة ومقارعة الدول الکبرى فی شتى المجالات، والمهم فی الامر هو استمرارها فی البحث عن التطور والتقدم وخیر دلیل على ذلک تسعى إیران خلال الأعوام القادمة الى ارسال اول رائد فضاء ایرانی الى سطح القمر بحلول عام 2020.