أطلق نشطاء ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات لتلبية نداء الأقصى، في حملة الفجر العظيم في شهرها الثاني، ومؤازرة ومساندة المصلين في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة والمسجد الإبراهيمي بالخليل.
العالم - فلسطين المحتلة
وجاءت الدعوات تحت شعار "كلنا حماة الأقصى"، و"الأقصى مسؤوليتنا جميعا"، و"الأقصى بوصلة الأمّة وعنوان وحدتها"، لأداء صلاة فجر يوم الجمعة، في الرابع عشر من شباط/ فبراير الجاري.
وانتشرت عشرات الدعوات في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، للمشاركة في صلاة الفجر ضمن حملة "الفجر العظيم"، وتركزت في المساجد المركزية في المدن والبلدات الفلسطينية.
ولم تقتصر الدعوات على المساجد في فلسطين؛ بل تعدت الحدود والحواجز والحصار، وانطلقت في البلاد والدول العربية، مثل تركيا والأردن والجزائر والمغرب، وعدد من الدول العربية والإسلامية الأخرى.
وأُطلقت الدّعوات في الوقت الذي تكثّف فيه سلطات الاحتلال من التنكيل بالفلسطينيين واستباحة المقدسات الإسلامية، أصعبها قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى المُبارك، وتفريغه من المصلين، حيث استهدفت أكثر من 100 فلسطيني بتلك القرارات بذريعة اتهامات مختلفة.
ومن المتوقع مشاركة آلاف المواطنين في حملة الفجر العظيم الجمعة القادمة، في المسجد الأقصى ومساجد الضفة الغربية وقطاع غزة عامة.
وأكد المواطنون أن حماية الأقصى من مخاطر التهويد والتقسيم تبدأ من تكثيف الوجود وتحدي إجراءات الاحتلال في المسجد، والتصدي لاقتحامات المستوطنين له.
وردت سلطات الاحتلال على حملة الفجر العظيم، بتصعيد هجمتها على المواطنين والمصلين، بالاعتقال والإبعاد، والاعتداء بالرصاص والضرب المبرح، واقتحام باحات الأقصى بعد صلاة الفجر، والاعتداء على المشاركين في الفجر العظيم، واعتقال العشرات منهم، حتى أن باعة الكعك والشاي والقهوة لم يسلموا من تنكيل الاحتلال.
صحوة شبابية
وفي تصريحات صحفية، أوضح المربي سائد أبو بهاء أن "حملات ودعوات الفجر العظيم التي انتشرت مؤخرا في الضفة الغربية تندرج في إطار الصحوة الشبابية للتأكيد على عروبية وإسلامية المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل".
وقال أبو بهاء: إن تلك الدعوات جاءت لتذكر الجميع أن دور المسجد يتعدى أداء العبادات، ليكون نقطة الانطلاق نحو ترسيخ الحقوق الوطنية والإسلامية على هذه الأرض المباركة من الأطماع الصهيونية في التهويد والسيطرة على مقدساتنا.
من جانبه، أشار ماجد حسن إلى أن حشود المصلين لصلاة الفجر أصبحت مربكة لدولة الاحتلال، إذ تعد ظاهرة التي لم يألفها من قبل.
وأضاف حسن: "في تقديري، أن عمران المساجد بأداء صلاة الفجر فيها، بالإضافة لكونها مجلبة للأجر والخير العميم، فإنها سبيل لإعداد جيل قد بدأ الخطوات الأولى في الانتصار على النفس، والانتصار على شهواتها".
وأكد أن عمران المسلمين من أهل فلسطين لمساجدهم في صلاة الفجر، وخصوصا المسجد الأقصى، سيصبح بلا أدنى شك سلاحا من أسلحة المقاومة المتعددة، والتي يقاوم بها أهل فلسطين الاحتلال الغاشم لأرضهم ومقدساتهم.
إغاظة الاحتلال
الكاتب والباحث المقدسي زياد ابحيص أكد أن الفجر العظيم يرهب الاحتلال ويغيظه، حتى إن "جماعات الهيكل" الصهيونية باتت تستعد وتستنفر مع كل فجر جمعة، يستيقظ أعضاؤها قبل الفجر، ويراقبون من كثب أحداث الأقصى، ويتابعون الأعداد بتمعن ويتمنونها لو تكون لهم.
وبيّن ابحيص أن جماعات الهيكل باتت تطالب نتنياهو بفتح الأقصى لهم يومي الجمعة والسبت ظنا منهم بأن أعداد المرابطين ستقِل بوجودهم، وهذا ما لم يحدث حقيقة على أرض الواقع.
أفكار جديدة
بدوره، قال رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية في بيروت هشام يعقوب: إن حملة الفجر العظيم لا يجب أن تقتصر على الصلاة، فاقترح أفكارا بسيطة تحمل رسائل وقابلة للتنفيذ في سياق التفاعل مع الحملة، كإلقاء أئمة المساجد كلمة لا تتجاوز الدقيقتيْن بعد أداء صلاة الفجر حول واجب الأمة في نصرة الأقصى ويتم تصوير ذلك ونشره.
واقترح كذلك أن يلبس عدد من الشباب كوفيات فلسطينية أثناء صلاة الفجر ويلتقطوا صورة بعد الصلاة، وإن أمكن أن ينشدوا أنشودة أو يتحدث أحدهم بكلمة أو يقسموا قسم نصرة الأقصى وينشروا ذلك، بالإضافة لقراءة القرآن وفتح البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي.