في يوم الحرس الثوري ... نظرة الى انشائه ودوره وانجازاته

قيم هذا المقال
(0 صوت)
في يوم الحرس الثوري ... نظرة الى انشائه ودوره وانجازاته

يصادف اليوم الجمعة الموافق للثالث من شعبان الذكرى العطرة لميلاد سبط النبي الأعظم (ص) الامام الحسين بن علي (ع)، وقد اختيرت هذه الذكرى العطرة في ايران يوما لحرس الثورة الاسلامية .

وفلسفة انشاء الحرس الثوري تعود الى بداية انتصار الثورة الاسلامية في ايران عندما شعر مسؤولو الجمهورية الاسلامية بوجود مؤامرات كثيرة تستهدف هذه الثورة المباركة وقرروا انشاء منظمة شعبية تكون مهتها حراسة وصون انجازات الثورة الاسلامية، وقد اصدر الامام الخميني (رض) امرا بانشاء حرس الثورة الاسلامية في تاريخ 21 أبريل 1979 .

 

وتزامنت بداية انطلاق الحرس الثوري مع الجهاد ضد المجموعات المناوئة للثورة الاسلامية حيث بادر حراس الثورة الى دعم قوات الجيش والدرك في وجه المناوئين للثورة المدعومين من دول الاستكبار العالمي مثل حزب كومولة في محافظة كردستان لكن القوات المسلحة الايراني من الحرس الثوري والجيش نجحت في اخماد فتنة هؤلاء المناوئون للثورة الاسلامية والقضاء عليهم عبر بذل التضحيات والدماء.

ومدن مثل  باوه ومريوان ودزلي وباقي مدن غرب ايران تشهد بطولات وبسالة هؤلاء الشبان الغيارى والمؤمنين أمثال القائد احمد متوسليان والقائد ابراهيم همت والقائد محمد بروجردي والعديد من اخوانهم الآخرين الذين هبوا لاخماد فتنة المناوئين للثورة.

الدفاع المقدس والتصدي للصدام العفلقي المدعوم من طواغيت الغرب والشرق

بعد اخماد فتنة المناوئين للثورة الاسلامية على يد الجيش والحرس الثوري انتبه الاعداء لفشل هذه المؤامرة وبادروا الى شن مؤامرة أخرى حيث بادر رئيس حزب البعث العراقي المجرم والبائد صدام حسين في يوم 22 سبتمبر عام 1980 الى شن حرب شاملة على ايران الاسلام.

 

وهبت القوات المسلحة الايرانية من الجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة الشعبية للدفاع عن البلاد وقاتلت ضد الغزاة والمعتدين ببسالة منقطعة النظير وكانت لقوات الحرس الثوري في حينها فقط وحدات برية تعاونت مع الجيش في ادارة الحرب وشن العمليات ضد المعتدين، وكان هذا التعاون بين الجيش والحرس الثوري على درجة عالية من الاهمية في التخطيط لشن عمليات ناجحة ومعروفة كعمليات بيت المقدس ووالفجر 8 وثامن الأئمة (ع) وفتح المبين وخيبر والتي شنت بالتعاون الجيش والحرس الثوري.

نهاية الدفاع المقدس وبدء مرحلة الاعمار والبناء / من المشاريع المائية حتى انشاء الطرق والبتروكيماويات

بعد انتهاء الحرب المفروضة على ايران وهزيمة حزب البعث العراقي المجرم بادرت اول حكومة تشكلت بعد الحرب الى انتاج سياسة اعادة البناء حيث كانت العديد من البنى التحتية في البلاد متضررة بسبب اعتداءات وهجمات البعثيين.

 

وفي هذا السياق تم تشكيل مقر خاتم الأنبياء للاعمار في حرس الثورة الاسلامية بأمر من سماحة قائد الثورة الاسلامية واللواء محسن رضائي القائد العام للحرس الثوري في حينه ليساعد الحكومة في اعادة اعمار البلاد وكان الهدف من انشاء هذا المقر هو العمل في مجالات "المشاريع المائية وتصدير النفط والغاز، وتنفيذ مشاريع بناء سدود ونقل المياه والطاقة الكهربائية وانشاء الطرق".

ولولا وجود هذا المقر لما اكتملت العديد من المشاريع الانمائية في البلاد، مثل مشروع ايصال المياه لبحيرة ارومية ومصفاة الخليج الفارسي والطريق السريع بين مدينتي طهران وساوة والطريق الالتفافي جنوب طهران وتهيئة البنية التحتية لمد اكثر من 10 آلاف شبكة للالياف الضوئية والبنى التحتية للاتصالات ومشروع غدير المائي الضخم والعديد من المشاريع الانمائية الهامة في البلاد .

الانجازات على صعيد القوة الدفاعية

بعد الاوامر الصادرة لانشاء القوات الجوية والبحرية ايضا للحرس الثوري في عام 1985 انشات وحدات للقوات الجوية والبحرية بالاضافة الى زيادة عدد وحدات القوات البرية وتشكلت وحدات المدفعية ووحدات الزوارق الحربية .

 

وبالاضافة الى ذلك تم تشكيل وحدة الصواريخ ايضا في الحرس الثوري وكان يديرها الشهيد حسن طهراني مقدم والان يمضي سنوات على وصول هذه القوة الى ذروة الاقتدار ، وباتت الصواريخ الايرانية قادرة على تدمير اهدافها على بعد الفي كيلومتر.

 

  وتضم عائلة الصواريخ الايرانية طيفا واسعا من الطوربيدات وصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للسفن وغيرها.

 

كما تحركت القوات البرية للحرس الثوري نحو تحديث الدبابات والمدرعات وصنع اسلحة جديدة وبقدرات محلية.

واهتم قادة قوات الحرس الثوري بتطوير سلاح الطائرات المسيرة ايضا ووصلت الامر اليوم الى صنع الطائرة المسيرة "غزة" التي تبلغ مداها آلاف الكيلومترات.

 

اما القوات البحرية للحرس الثوري فانها تمتلك اليوم اسطولا طويلا وعريضا من الزوارق الهجومية السريعة وسفن حربية مثل سفينة الشهيد سليماني وسفينة الشهيد رودكي وغيرها من القطع البحرية التي حرمت النوم على القوات الاميركية وحلفائها في الخليج الفارسي، وهي قادرة على نشر الالغام في المياه وحمل صواريخ بمدى ما بين 12 الى 180 كيلومتر على ظهر الزوارق السريعة.

وللوقوف على حجم اقتدار القوات البحرية للحرس الثوري يمكن الاشارة الى ما قاله قائد هذه القوات العميد تنكسيري حيث اشار "ان الاميركيين قد اخرجوا حاملات طائراتهم من المنطقة وهناك فقط عدد من الفرقاطات الصغيرة التي لا تحمل الصواريخ لانهم اعترفوا بان استراتيجية التخويف بحاملات الطائرات قد واجهت الفشل".

 

اما منظومات الدفاع الجوي للحرس الثوري فهي ايضا جزء هام ومؤثر من الاقتدار الدفاعي للبلاد وهي منظومات ذات مديات مختلفة مثل منظومة دزفول ومنظومة 9 دي ومنظومة الثالث من خرداد ومنظومة يا زهراء (س) ومنظومة طبس.

ومنظومة الثالث من خرداد هي المنظومة التي استطاعت تدمير الطائرة المسيرة الاميركية الاكثر تطورا غلوبال هاوك فوق منطقة جبل مبارك في الخليج الفارسي ، وينبغي الاشارة ان هناك العديد من المنظومات الحربية والاسلحة لدى قوات الحرس الثوري والتي ستدخل الساحة في ساعة المعركة .

 

اما المنظومات الرادارية العديدة التي صنعتها قوات الحرس الثوري مثل رادار قدس فهي ايضا من انجازات هذه المؤسسة الثورية التي تساهم في بناء شبكة دفاع جوي شاملة في الاجواء الايرانية.

 

كما حازت قوات حرس الثورة الاسلامية على علوم وتقنية تصميم وصنع الاقمار الصناعية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية مثل صاروخ قاصد والقمر الصناعي نور واللذين دخلا الخدمة.

ولم تنحصر عمليات حرس الثورة الاسلامية ضد الجماعات الارهابية في بدايات عهد الثورة الاسلامية فقط بل استمرت في العقود اللاحقة ومن اهمها القضاء على تنظيم داعش الارهابي.

وللوقوف على اهمية القضاء على هذه الجماعات الارهابية يجب القول ان هؤلاء الارهابيون كانوا يريدون تغيير الجغرافيا السياسية في غرب آسيا وتكميل مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بدأته اميركا والكيان الصهيوني ، لكن هؤلاء الضباع وقعوا فريسة لأسود الدفاع عن المقدسات وعن شعوب المنطقة، حيث اقدم المدافعون عن اضرحة آل البيت (ع) بقيادة الحاج قاسم سليماني في فيلق القدس للحرس الثوري والوية الحشد الشعبي وفاطميون وزينبيون وغيرهم على القضاء على الارهابيين بطريقة لم تبقى لهم قائمة وحولا ولا قوة للظهور على الساحة من جديد.

اما  القوات البرية للحرس الثوري فهي ايضا قد دكت في الآونة الاخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة مقرات الرهابيين في شمال العراق ، كما انها دمرت وكر جهاز الموساد الصهيوني ايضا في اربيل.

ومن ابرز العمليات الصاروخية للحرس الثوري يمكن الاشارة الى قصف قاعدة عين الاسد الاميركية في العراق ردا على اغتيال الشهيد سليماني في بغداد.

 

وخلال جائحة الكورونا ايضا عمل حراس الثورة بكل جدية في التصدي لظاهرة تفشي هذا المرض ومساعدة الحكومة في السيطرة على الاوضاع ونجح الحرس الثور يفي انتاج اللقاح الايراني "نورا" ضد مرض الكورونا والذي لعب دورا بارزا في القضاء على تفشي هذا المرض.

قراءة 372 مرة