المداومة على الدعاء في الشدة والرخاء مما ورد التأكيد عليه في النصوص الاسلامية.
وقد روي عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: (تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)([1]).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: (من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل البلاء، وقيل: صوت معروف، ولم يحجب عن السماء، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل البلاء، وقالت الملائكة: ذا الصوت لا نعرفه»([2]).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «إن الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء)([3]).
وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أيضاً: «من سرّه أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء»([4]).
«كان جدي يقول: تقدّموا في الدعاء، فإن العبد إذا كان دعاء فنزل به البلاء فدعا قيل: صوت معروف.
وإذا لم يكن دعاء، فنزل به البلاء، قيل: اين كنت قبل اليوم؟»([5]).
وهذه النصوص ترمز الى معنى ظريف ودقيق، فإن الدعاء إقبال على الله، وأنفذ الدعاء وأقربه الى الاستجابة اكثره اقبالأ على الله.
فإذا تم الاقبال وخلص القلب، وتوجه بكله إلى الله لم يكن بين الدعاء وبين الاستجابة عند ذلك حجاب؛ وإذا ضعف الاقبال كانت الاستجابة بقدره، والاقبال على الله، وتحضير القلب عند الله يتم للانسان بكثرة الدعاء.
وهو يتم للانسان بكثرة الدعاء، شأنه في ذلك شأن اي عمل آخر في حياة الانسان، وكلما اكثر الانسان من الدعاء تمكن من الاقبال على الله تعالى اكثر، وانقاد له قلبه في التوجه الي الله اكثر.
فإذا فاجأه البلاء، وتوجه الى الله عند نزول البلاء انقاد له قلبه في الاقبال والتوجه بسرعة وبيسر، وكان دعاؤه قريباً من الاستجابة، ولم يحل بينه وبين الاستجابة يومئذ شيء.
وروي عن الفضل بن عباس قال: «قال لي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قائلاً: احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده امامك. تعرّف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة»([6]).
وعن علي بن الحسين أنه كان يقول: «لم أر مثل التقدم في الدعاء، فإن العبد ليس تحضره الاجابة في كل ساعة»([7]).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: يا أبا ذر، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»([8]).
وروي أن أبا جعفر عليه السلام، كان يقول:
«ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة، ليس إذا اعطى فتر، فلا تمل الدعاء فإنه من الله عز وجل بمكان»([9]).
الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام)، الشيخ محمد مهدي الآصفي
([1]) وسائل الشيعة 4: 1097، ح: 8672.
([2]) وسائل الشيعة 8: 1096، ح: 866٤.
([3]) وسائل الشيعة 4: 1096، ح: 8665.
([4]) وسائل الشيعة 4: 1096، ح: 8660.
([5]) وسائل الشيعة 4: 1096، ح: 8667.
([6]) من لا يحضره الفقيه 2: 358.
([7]) الارشاد للمفيد: 277.
([8]) وسائل الشيعة 4: 1098، عدة الداعي لابن فهد الحلي: 127.
([9]) وسائل الشيعة 4: 1111، ح: 8729.