
emamian
لحرق الدهون لاتفوت هذه الاطعمة
في إطار محاولات التخلص من البدانة، يلجأ الكثيرون لتناول جرعات عالية من أدوية حرق الدهون، على الرغم من أن بعض الدراسات أثبتت عدم فعاليتها، فضلا عن التحذير من آثارها الجانبية على الصحة العامة.
وفي خطوة تهدف لتقديم بدائل طبيعية لتسهيل عملية حرق الدهون، أورد موقع "هيلث لاين" مجموعة من النصائح لحرق الدهون المتراكمة في الجسم دون الحاجة إلى علاج دوائي.
ونصح الموقع بتناول المشروبات والأطعمة التالية لحرق الدهون بشكل طبيعي:
الشاي الأخضر
يساعد مركب يبيغالوكاتشين غالاتي الموجود في الشاي الأخضر، على فقدان الوزن وحرق الدهون المتراكمة بالجسم، وتحديدا الشحوم المتمركزة في منطقة بالبطن.
خل التفاح
يساعد حمض الأسيتيك المتوفر به في رفع معدل حرق الدهون بالجسم ويمنعها من التراكم حول منطقة البطن، بحسب نتائج أبحاث منشورة في المجلة الدولية للسمنة. كما يساعد خل التفاح في تقليل الشهية للأكل.
الفلفل الحار
وجد باحثون أن الفلفل الحار من الخضروات التي تساعد على فقدان الوزن، وذلك بسبب احتوائه على مركب الكابسيسين، المعروف بقدرته على حرق الدهون وكبح الشهية.
القهوة
تساهم القهوة في حرق الدهون، لاحتوائها على الكافيين الذي أظهر فعالية كبيرة في تقليل مؤشر كتلة الجسم على المشاركين في دراسة أجرتها الكلية الأمريكية للطب الرياضي.
زيت جوز الهند
يساعد على فقدان الوزن، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من "الشحوم الثلاثية متوسطة السلسلة"، التي ينسب إليها الفضل في قمع الشهية وتسريع حرق الدهون وتعزيز عملية التمثيل الغذائي
قائد الثورة: لا يحق للأوروبيين الحديث عن صواريخنا وهم يمتلكون ترسانات نووية
أكد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي أنه لا يحق للأوروبيين الحديث عن برنامجنا الصاروخي وهم يمتلكون ترسانات نووية، يتدخلون في منطقتنا ثم يطلبون منّا التخلّي عن الصواريخ.
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك الكثير من الطاقات والامكانيات لاجهاض الحظر، لافتا الى ان طريق الغاء الحظر تم اختباره والتفاوض بشانه عدة اعوام الا انه لم يصل الى نتيجة.
وفي كلمته اليوم الثلاثاء خلال الاجتماع الخاص للمجلس الاعلى للتنسيق الاقتصادي بين السلطات الثلاث والذي عقد في حسينة "الامام الخميني (رض)" اعتبر سماحته الحظر حقيقة مرة وجريمة مرتكبة من قبل اميركا وشركائها الاوروبيين ضد الشعب الايراني وقال: ان هذه الجريمة تمارس منذ اعوام طويلة ضد الشعب الايراني الا انها اشتدت خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة.
واكد سماحته بان علاج الحظر يتم عبر مسارين هما "احباط الحظر والتغلب عليه" و"رفع الحظر" واضاف: بطبيعة الحال فان مسار رفع الحظر اختبرناه مرة وتفاوضنا حوله عدة اعوام الا انه لم يصل الى نتيجة جيدة.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى مسار "التغلب على الحظر واحباطه" قائلا: من الممكن ان تكون لهذا المسار صعوبات ومشاكل في البداية الا ان عاقبته حميدة.
واوضح سماحته قائلا: لو تمكنا عبر بذل الجهود والوقوف امام المشاكل من التغلب على الحظر وراى الطرف الاخر افشال الحظر فانه سيتخلى عن الحظر تدريجيا.
وتابع قائد الثورة: اننا نمتلك الكثير من الطاقات والامكانيات لاجهاض الحظر شريطة بذل الهمة واقتحام المشاكل.
واشار سماحة القائد الى 4 محاور ضرورية لاقتصاد البلاد وهي "حل مشكلة عجز الموازنة" و"زيادة الاستثمارات" و"قفزة الانتاج" و"دعم الشرائح الضعيفة" وقال: انه ينبغي ان يتبين تاثير تنفيذ السبل العملية في حياة المواطنين عبر بذل الهمم الجادة والجهود الحثيثة من قبل المسؤولين.
واعتبر آية الله الخامنئي الاقتصاد بانه القضية الاساس للبلاد واضاف: ان هذا هو السبب في اختيار قضايا اقتصادية كشعار سنوي خلال الاعوام الاخيرة، علما بان معيشة المواطنين تواجه صعوبات وان تفشي مرض كورونا قد زاد المشاكل في الاشهر الاخيرة.
وقال سماحته: ان الهدف من انعقاد هذا الاجتماع هو تبيان السبل العملية التي تعطي النتيجة على الامد القصيرة ويتضح تاثيرها في معيشة المواطنين وبطبيعة الحال فان الضرورة لتنفيذ هذه السبل العملية وتاثيرها هو بذل الهمم الجادة والمتابعة الحثيثة من قبل رؤساء السلطات الثلاث والمسؤولين المعنيين في المنظمات والمؤسسات التابعة لهذه السلطات.
واضاف: ان للخبراء سبلا مشتركة لمعالجة مشاكل البلاد الاقتصادية لذا فان المشكلة ليست عدم امتلاك او عدم معرفة السبل بل نحن بحاجة الى الهمة والاقدام والاهتمام الجاد والمتابعة.
واعتبر آية الله الخامنئي تحقيق شعار العام الجاري بانه لم يبلغ المستوى المتوقع رغم بعض الاعمال المنجزة واضاف: ان خبراء القطاعات الحكومية وغير الحكومية قد حددوا بعض السبل العملية لتحقيق نهضة الانتاج ومنها "زيادة انتاج السيارات اعتمادا على طاقات صناع قطع الغيار المحليين" و"زيادة انتاج الصناعة النفطية من خلال اضفاء الطابع المعرفي على هذه الصناعة" و"زيادة انتاج غذاء الدواجن والحبوب الزيتية".
كما اكد قائد الثورة "ضرورة دعم الشرائح الضعيفة" واضاف: ان اقتصاد الاسر تعرض خلال الاعوام الاخيرة لضغوط شديدة بسبب الركود التضخمي وان كورونا قد زاد المشاكل وخلق مصاعب معيشية جدية للكثير من الشرائح حيث ينبغي اتخاذ خطوة جادة في هذا المجال.
واكد بانه ينبغي علينا عدم البناء على حصول انفراج من الخارج واضاف: ان الذين ينظر البعض اليهم بعين الامل يعادوننا كما ان ظروفهم الداخلية ليست واضحة اطلاقا وان مشاكلهم الاخيرة لا تسمح لهم بامكانية الحديث واتخاذ الموقف في القضايا الدولية ولا يمكن التعويل على كلامهم والتخطيط بناء على ذلك.
واشار الى التخرصات الاخيرة للدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا قائلا: ان اوضاع اميركا ليست غير معلومة والاوروبيون ايضا يتخذون المواقف دوما ضد ايران. انهم وفي الوقت الذي يقومون بالكثير من التدخلات الخاطئة في قضايا المنطقة يقولون لنا لا تتدخلوا في المنطقة، وفي حين ان بريطانيا وفرنسا تمتلكان الصواريخ النووية الفتاكة والمانيا تمضي في هذا المسار ايضا، يقولون لنا لا تمتلكوا الصواريخ.
وقال قائد الثورة: ما علاقة هذا الامر بكم؟ اصلحوا انفسكم اولا ومن ثم اطلقوا التصريحات.
واكد آية الله الخامنئي قائلا: لا يمكن الثقة بالاجانب وعقد الامل على ان يحدثوا انفراجة لنا.
وختم سماحته تصريحاته بالقول: انه لو تم اعتماد التحرك والعمل في جدول الاعمال وتم تنفيذ الاعمال التي يمكنها ان تصب في مصلحة الشعب فمن المؤكد ان نهاية الحكومة الثانية عشرة ستكون طيبة.
المصدر:العالم
هام جدا.. لقاء سري يجمع نتنياهو بابن سلمان وبومبيو بمدينة نيوم السعودية
التقى رئيس وزراء الإحتلال "بنيامين نتنياهو" أمس الاحد سرا، بولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وبحضور وزير الخارجية الأميركي "مايك
وذكرت وكالة رويترز نقلا عن هيئة البث الإسرائيلية (كان) وإذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار السعودية سرا أمس الأحد والتقى بولي عهد السعودية ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هناك.
وكشف موقع صحيفة يديعوت أن طائرة إسرائيلية سبق أن استخدمها رئيس الحكومة الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو في مهمات خارجية في الماضي، أقلعت أمس من مطار بن غوريون/ اللد شرق تل أبيب إلى مطار مدينة نيوم الساحلية السعودية حيث مكثت في المطار خمس ساعات قبل أن تقلع عائدة إلى إٍسرائيل.
وحسب موقع الصحيفة فإن الطائرة وصلت إلى هناك خلال اجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل الفرحان مع ضيفه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي كان في طريق عودته إلى بلاده، لكن من غير الواضح ما إذا شارك مسؤول إسرائيلي في هذا الاجتماع.
وذكر الموقع في تقريره بأن الرئيس دونالد ترامب كان قد أغدق المديح على السعودية بعد إبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان، وقال إنها ستنضم إلى قطار التطبيع مع إسرائيل، لكن التقارير تؤكد أن الملك سلمان ما زال يعارض ذلك.
كما أفاد موقع واللا الإخباري أن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو زار السعودية برفقة رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين واجتمع هناك بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وحسب الخبر الذي نقله الصحفي المتخصص بالتحقيقات الصحفية براك رافيد فإن نتنياهو وكوهين أقلعا إلى السعودية بطائرة مدراء خاصة لرجل الأعمال أودي أنجل في الساعة الخامسة من مساء الأمس؛ حيث مكثت الطائرة خمس ساعات في المدينة الساحلية السعودية نيوم على البحر الأحمر.
وأضاف أنهما عقدا هناك اجتماعا بولي العهد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لكن ديوان رئاسة الوزراء رفض التعليق على هذا الخبر.
كما نشر أفي شيرف رئيس تحرير النسخة الإنجليزية لصحيفة هآرتس العبرية في صفحته في توتير مسار رحلة طائرة إسرائيلية خاصة يقول إنها أقلعت من مطار تل أبيب بعد ظهر يوم أمس وهبطت في موقع مدينة نيوم السعودية المقامة على ساحل البحر الأحمر.
المصدر:العالم
كلمة الإمام الخامنئي في مراسم تخريج لضباط الجامعات العسكرية
النصّ الكامل لتصريحات الإمام الخامنئي بتاريخ 12/10/2020 خلال كلمة متلفزة ألقاها في مراسم تخريج لضباط الجامعات العسكرية.
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله الطّاهرين، ولا سيما بقية اللّه في الأرضين.
السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.
تعاضد أكاديميات القوّات المسلّحة وكليّاتها وتبادل الخبرات بينها يُشكّلان بُشرى وفُرصة عظيمتين
في البداية، أُبارك لطُلابنا الشّباب، النُّجباء، الأعزاء، خرّيجي الأكاديميّات والكُليّات العسكرية التابعة لقواتنا المسلّحة، كما أبارك للطلاب الشّباب الذين علّقوا رُتبهم والتحقوا بهذه الكليّات، ويستعدّون لطَيّ مراحل الدراسة التي تبعث على الفخر. كذلك، أشكر السيد رئيس هيئة الأركان العامة على كلمته المقتضبة والمفيدة(1)، والتقارير الجيدة التي قدّمها، والقادةَ في الأكاديميّات العسكرية التابعة للقوات المسلّحة، وأيضًا مُقدّمَ المراسم على نثره الفصيح. إنّ اجتماع طُلاب الأكاديميّات العسكرية التابعة للقوات المسلّحة جميعًا في زمن واحد ومكان واحد، في هذه المراسم، يحمِل في طيّاته بُشرى عظيمة هي إتاحة الفُرصة لأكاديميات القوّات المسلّحة المختلفة لتلتقي وتتعاون وتتعاضد وتتبادل الخبرات، فبلا شكّ هذا التواصل بين الأكاديميّات سيعود عليها بالنفع. مكان الاجتماع أيضًا هو أكاديمية الإمام علي (ع) التي تحظى بتاريخ عريق. لا أنسى أبدًا كيف أن عددًا من طلاب هذه الأكاديمية التحقوا في أوائل الحرب المفروضة عام 1980 بجبهات الأهواز وسوسنكرد، وانخرطوا في القتال، وبدأوا حياتهم الجهادية منذ أيّام دراستهم.
نعمة الأمن تمثّل قيمة كبيرة جدًّا وأساسيّة وعنصرًا حيويًّا للبلاد
أيها الأعزاء: من الأشياء التي تمنح القيمة لعمل ما الهدفُ من هذا العمل. إنْ كنا نريد أن نعرف قيمة الأعمال، فعلينا أن نعرف أهدافها. إنْ كانت هذه المعادلة صحيحة – هي بلا شك صحيحة –، فإنّ الدراسة في الأكاديميّات العسكرية والجامعات التابعة للقوات المسلّحة تُعدّ واحدًا من أشرف الأعمال وأكثرها قيمة على الإطلاق. لماذا؟ لأنه بالدراسة في هذه الأكاديميّات، يلتحق شبابنا بالقوّات المسلّحة التي تحفظ أمن البلاد، وأمنُ البلادِ أمرٌ قيّمٌ جدًّا وأساسي وعنصر حيوي. من دون الأمن، ستختلّ جميع القِيَم المُهمّة في البلاد: الرفاه والعدالة والعلم والتعلّم وغيرها. على هذا، إنّ الوجود في هذه الأكاديميّات فُرصة مُهمّة جدًّا وعمل قيّم جدًّا. وإنّ الدراسة في هذه الأكاديميّات والتخرّج فيها يهيّئكم، إن شاء الله، للقدرة على أداء عملٍ من أكثر الأعمال قيمةً، وهو الحفاظ على أمن بلادكم وشعبكم.
الخدمات التي تقدّمها القوّات المسلّحة إلى الشّعب على مختلف الصعد
طبعًا، إنّ القوّات المسلّحة فضلًا عن حفاظها على الأمن تقوم بأعمال أخرى مُهمة، من أعظمها الخدمات التي تُقدّمها إلى الشّعب. سواء الجيش، أم «حرس الثورة الإسلامية»، أم قوّات الأمن والشرطة، أم قوّات «التعبئة»، جميعهم قدّموا خدمات متنوعة إلى الشّعب الإيراني على مدى السنوات الماضية، ولا سيّما في المدة الأخيرة، سواءٌ على صعيد البُنى التحتية، مثل بناء السّدود أو إنشاء الطُرقات أو مصافي النّفط وغيرها، أم على صعيد الصحّة والعلاج مثل المشاركة في حملة التّلقيح ضد شلل الأطفال. لقد أدّت القوّات المسلّحة أعمالًا عظيمة! اليوم على صعيد مرض «كورونا» أيضًا نجد القوّات المسلّحة في السّاحات تُقدّم أنواع الخدمات والأعمال اللازمة. (مثلًا) على صعيد المُساعدات الإغاثية، أنجزت القوّات المسلّحة أعمالًا جيّدة جدًّا. طبعًا هم لا يعلنون أعمالهم ولا يلجأون إلى الدعاية، لكننا على اطّلاع على ما يفعلونه. كذلك، كان للقُوّات المسلّحة دورٌ خلال الأشهُر الماضية في مبادرة التكافل والعون الايماني. كما إن دورها واضح في حوادث السّيول والزّلازل وأمثالها. حقًّا كان لها دورٌ فعّالٌ في عمليات الإنقاذ خلال السيل الذي وقع في ربيع 1398 [2019]، وقَبلَه في الزلزال الذي ضَرَب محافظة كرمان. بناءً عليه إنّ قواتنا المسلّحة، بحمد الله، عزيزة شريفة عظيمة، وهذا ما يمكن للجميع أن يشعروا به.
القدرات الدّفاعية والاستقرار الاقتصاديّ والقدرة الثّقافية هي الأركان الثلاثة للاقتدار الوطني
أيها الأعزاء: إنّ القدرات الدفاعية واحدةٌ من أركان الاقتدار الوطنيّ. إنْ رأينا أنّ لاقتدارنا الوطني ثلاثة أركان رئيسية على الأقلّ، فسيكون أحد هذه الأركان الاستقرار والثّبات الاقتصادي، وهو مهم جدًّا، والآخر هو القدرة والنّضج الثقافي، وهو ركن أساسي جدًّا، ثم الرّكن الثالث وهو القدرات الدفاعية. إنّ القدرة الدفاعية عنصر حيوي لأي دولة أو شعب. إنْ فقدت الشعوب قدرتها الدفاعية، فلنْ يتركها الآخرون من أهل الاعتداء والاستغلال والتدخّل والطّمع بالدول والشعوب الأخرى، وأمثال هؤلاء كثيرون اليوم في العالم، مثل أمريكا وبعض الدول الأخرى. إنْ لم يكن هُناك قُدرات دفاعية لدى دولة ما، فلن يتركها الآخرون ترتاح، وسيتدخلون في كل شؤونها، وترون اليوم كيف تتعرض بعض الدول لطرق الاستباحة كافة.
الأساس العقلاني والمنطقي لحسابات الاقتدار
إنّ الاقتدار في الجمهورية الإسلامية يقوم على أُسُس عقلانيّة، أي إننا لا نبني اقتدارنا على أساس الارتباك والمشاعر والعواطف والأوهام وأمثال ذلك. حساباتنا في موضوع الاقتدار الوطني حسابات عقلانيّة، أي حسابات منطقيّة وصحيحة. فحجم قدراتنا الدفاعية، وعديد قواتنا المسلّحة، وكيفية تقسيم المسؤوليّات بين هذه القوّات، وتحديد نوعيّة الوسائل الدفاعية، كلّها على أساس حسابات منطقيّة وصحيحة، أي على أساس العقلانيّة. إنْ أردنا أن نستخدم العقلانية لنعرف مستوى قدراتنا الدفاعية، يجب علينا أن نعرف التّهديد بحجمه الحقيقي. أحيانًا يلجأ الأعداء إلى إخفاء التّهديد ليباغتوك، وأحيانًا يُظهرون التّهديد مُضخّمًا عشرة أضعاف عن حجمه الحقيقي ليبثّوا الخوف والرّعب في نفوس شعوب العالم، وهذا ما تمارسه أكثر القوى الكبرى، فهم يُظهرون قدراتهم أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع، ليُجبروا الآخرين على الاستسلام لهم. إنِ استطاع الإنسان أن يرى التّهديد بحجمه الحقيقي، وإنِ استطاع شعب أو بلد، أو قوّاتهما المسلّحة، أو مسؤولو هذه القوّات وقادتها، أن يروا التّهديد بحجمه الحقيقي، وأن ينظروا بواقعيّة إلى قدراتهم وإمكاناتهم ويعملوا على تطويرها وتعبئتها وإعدادها – {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال، 60) – فإنّ هذا بلا ريب سيحمي المصالح الوطنية ويحفظ وجود الوطن وهويته. إذا امتلك شعب قدرات دفاعية مبنية على أساس هذه الحسابات، عندئذ سيشعُر مسؤولوه بالاطمئنان، وينعم شعبه بالراحة، وينشغلون بالأعمال الأساسية اللازمة لكل بلد. هذه حال القدرة الدفاعية.
الفرق بين العقلانيّة والحسابات الصّحيحة والخوف من العدوّ وترك السّاحة
قُلنا إنّ العقلانية تعني الحسابات الصحيحة، الحساب الصحيح والدّقيق وأجهزة اتخاذ قرار سليمة؛ العقلانيّة هي بهذا المعنى. البعض عندما يذكر العقلانية والتعقّل يقصد بهما الخوف. وعندما يقولون لك «تعقّل» أي عليك أن تخاف وتكون مرتبكًا، أي «اُهرب من المواجهة مع العدو»! هذا الكلام غير صحيح أبدًا، لا يحقّ للجُبناء أن يذكروا العقلانية على ألسنتهم. الخوف والهرب وترك الساحة ليست عقلانية، بل هي جبنٌ وفرارٌ وأمثال ذلك. العقلانية هي الحساب الصّحيح للأمور. طبعًا يسعى العدوّ إلى نشر هذا المعنى الخطأ للعقلانية، وأحيانًا يكرّر البعض كلام العدوّ من غير علم.
عندما ترون كل هذه الحملة الدعائية التي يشنّها الأعداء حول قدراتنا الصاروخية وإمكاناتنا العسكرية وقدراتنا الإقليميّة – هذه القدرات المهمّة لتعزيز قدراتنا الدفاعية – وتلك الترّهات تصدر عن الأمريكيين الأوغاد السخفاء، ويتبجّحون بها بكل صلافة ووقاحة، وأينما ذهبوا يطعنوا بالجمهورية الإسلامية... سبب كل هذا هو أن قدراتنا وإمكاناتنا الأساسية مبنية على حسابات دقيقة، وإن شاء الله ستزداد تطوّرًا. هذه الدعاية من الأعداء دليل على تراجعهم في الساحة وخوفهم. على هذا المهم هو أن نحافظ على جهاز الحسابات سليمًا ولا نعرّضَه للخلل. فهذا الجهاز إنْ تعرّض للخلل، فسنفقد الكثير من قدراتنا وإمكاناتنا، وستتبدّل ظروفنا وأوضاعنا من الحسَن إلى السيّئ.
ليست مسائل القوّات المسلّحة والقضايا الدفاعية فقط ما يجب أن تُبنى على العقلانية، بل جميع المسائل المهمّة لإدارة أي بلد، خاصّة الجمهورية الإسلامية، يجب أن تُبنى على العقلانية. الإسلام أكد كثيرًا موضوع العقل والتعقّل والتفكّر. وإنْ كُنّا نريد للأمور أن تتقدّم بطريقة صحيحة، فعلينا أن نعمل على أساس العقلانية. علينا أن نعتمد العقلانية في مُحاربتنا الظلم، وفي تحقيق العدالة. حتى المواجهات الاجتماعية يجب أن تكون على أساس العقلانية والحسابات الصّحيحة. علينا ألّا نضيع في الأمور الفرعية والهامشية ثمّ نترك الأمور الأساسية والأصلية.
إمكانيّة معالجة المشكلات الاقتصاديّة والمعيشيّة
كُنّا قد ذكرنا أن الاقتدار الوطني يقوم على ثلاثة أركان: الركن الأول هو القدرات الدفاعيّة، والثاني هو المسائل الاقتصادية وموضوع ثبات واستقرار الاقتصاد، والثّالث هو القضايا الثقافية. على صعيد المسائل الثقافية، عندما طُرح موضوع الغزو الثقافي مثلًا، وجدنا أن العدوّ أُصيب بالإرباك، وبدأ يُركّز في حملته الدعائية على شعار «المواجهة مع الغزو الثقافي»، أي إنّ امتلاككم الوعي واليقظة حول موضوع الغزو الثقافي أرعب العدوّ. الأمر نفسه بالنسبة إلى المسائل الاقتصادية. طبعًا هناك ضغوطات اقتصادية، ونحن نواجه مشكلات في هذا المجال، والناس يُعانون من صعوبات في المعيشة، لكن كلّ هذا قابل للعلاج. أنا لا أعتقد بأن الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي لا تبذل جُهدها، بل هناك الكثير من الجهود الجيّدة التي بُذلت وتُبذل الآن، ولا سيّما في بعض القطاعات. طبعًا هناك ضعف إداري في بعض القطاعات، ونحن نقرّ بأنّ بعض قطاعاتنا الاقتصادية تُعاني من ضعف في الإدارة. لدينا قرارات جيدة، لكن يجب أن تُتابع. تطرّقت إلى هذا الموضوع هنا، وذكرت المسائل الاقتصادية إلى جانب مسألة القدرة الدفاعية التي هي من أهم مسائلنا، كي لا نغفل عن القضايا الاقتصادية، وليكون لدينا رؤية جامعة لهما معًا. يجب أن تكون الإدارة قويّة وفعّالة ولا تعرف التّعب. في كل موطن، كان لدينا إدارة بهذه المواصفات، إدارات لا تعرف التّعب، ونشيطة وفعّالة. كنا نجد التقدّم في العمل، لكن في كل موطن لم يكن فيه هذا الحضور اللازم والدائم، كانت تحدث مشكلات.
التركيز على الإنتاج، والحيلولة دون الانخفاض المتتالي لقيمة العملة الوطنية، وسدّ الثغرات
كرّرنا الحديث في السّنتين أو السّنوات الثّلاث الماضية حول علاج المسائل الاقتصادية، وقُلنا إن العلاج يكون بالاعتماد والتّركيز على الإنتاج، والحيلولة دون الانخفاض المتتالي لقيمة العملة الوطنية، وسدّ الثغرات. هناك ثغرات موجودة تمنع أحيانًا الأعمال الجيّدة في البلاد من أن تتحقّق، مثل: التّهريب، الاستيراد غير المدروس، الفساد المالي. هذه جميعها ثغرات تمنع الأعمال التي يجري إنجازها من الوصول إلى نتائجها. لذا علينا أن نسعى ليل نهار، وألّا نعرف الكلال أو الملل، وأن نتابع أعمالنا دائمًا؛ عندئذ، إن شاء الله، يحدث التغيير.
الاستقامة مقابل الحظر الاقتصادي الأمريكي الخبيث
طبعًا لا يُمكن تجاهل الدّور الخبيث لأمريكا. هذا الحظر الاقتصادي الأمريكي الخبيث هو جريمة بما للكلمة من معنى. ما علينا إلّا أن نُقاوم، وأن نصمد، وإن شاء الله، لن تجني أمريكا من هذا الحدّ الأقصى من الضغط إلا أقصى درجات الخيبة. هذا ما سنعمل عليه، وبتوفيق من الله، سنجعلها تندم على أفعالها. هم يواصلون جرائمهم ضدنا، ويُظهِر الرئيس الأمريكي الفرَح: نعم، إننا مارسنا الحدّ الأقصى من الضغط الاقتصادي والحظر، وعطّلنا الاقتصاد الإيراني [كما يعبّر ترامب]. أولًا هذا العمل جريمة، والأوغاد من شاكلتكم فقط يفتخرون بمثل هذه الجرائم، وإلّا فإنّ هذا ليس مدعاة للفخر؛ ترتكبون جريمة بحقّ شعب كامل ثم تفتخرون! هذا أولًا. ثانيًا أوضاعكم نفسها سيّئة جدًّا، فأمريكا التي تعاني من عجز في الميزانية يبلغ آلاف مليارات الدولارات، ولديها عشرات ملايين المشردين والجائعين الذين يعيشون تحت خط الفقر – وفقًا لإحصاءاتهم – لا تنعم بوضع اقتصادي جيّد، بل يزداد وضعها الاقتصادي سوءًا يومًا بعد يوم، وتتفاقم ديونها. ثالثًا، إن شاء الله، سنفقأ عين المسؤولين الأمريكيّين المتبجحين الأوغاد الخونة المجرمين، وسنتمكّن بإيماننا الرّاسخ وعزمنا الوطني من أن نتغلّب على المشكلات والصعوبات كافة، وإن شاء الله، سننهض بالأوضاع من جديد.
استخدام الحظر لصناعة اقتصاد مقاوم في البلاد
سنستفيد من هذا الحظر لنجعل اقتصادنا مقاومًا، أي إن هذا الحظر سيجعل اقتصادنا مقاومًا، إن شاء الله، وسيُمكّننا من إيجاد اقتصاد مقاوم في البلاد، بما للكلمة من معنى.
ذكرت هذا سابقًا وأعيد وأكرّره: ليعلم كل الفاعلين في مختلف القطاعات الاقتصادية وغير الاقتصادية أن علاج المشكلات جميعًا هو في الداخل. الكثير من مشكلاتنا تعود إلى الخارج، لكن علاجها في الداخل. لا يُفتّشنَ أحدٌ عن علاج المشكلات في الخارج لأنّنا لن نحصل من الخارج على أيّ فائدة أو خير؛ العلاج موجود في الداخل: حُسن الإدارة والتّدبير، والسّعي، والنّظرة الصحيحة، والحسابات الصّحيحة للأمور في البلاد والمنطقة. إن شاء الله سنتمكن بالحكمة وبالعزيمة وبالإرادة الرّاسخة من التغلّب على المشكلات جميعًا، ويجب ألّا نسمح لهذه التُرّهات التي يتبجّح بها هؤلاء الأوغاد المتسلّطون على الشّعب الأمريكي أن تشوّش أذهاننا.
توصيات عدّة للقوّات المسلّحة
1- التّنبؤ بالتّهديدات الجديدة ووضع الخطط لمواجهتها
حسنًا، لِنعُدْ إلى القوّات المسلّحة. أريد أن أقدّم عددًا من التّوصيات تخصّ الأكاديميّات والكليّات العسكرية. من الأمور المُهمّة التي يجب أن نَعْلَمها أن التّهديدات الموجّهة إلى أي بلد، ومنها بلدنا، في حالة تَغَيُّر دائم. فما يُنظر إليه اليوم على أنه تهديد عسكري، ليس بالضّرورة أن يكون كذلك قبل عشرين سنة مثلًا، فهناك اليوم تهديدات جديدة تأخذ شكل التّهديدات العسكرية. ولأنّ التّهديدات في حالة تَغَيُّر، يجب على الأكاديميّات والكليّات العسكرية أن تكون لها خططها للتعامل مع هذه التهديدات الجديدة والمتطوّرة. لا بدّ من أن يُلتفت إلى هذا الأمر في أبحاث الكليّات والأكاديميّات وتحقيقاتها، وأن يكون لديهم خطط للمواجهة. فوق ذلك عليهم أساسًا أن يملكوا القدرة على التّنبؤ بهذه التّهديدات. مثلًا لدينا اليوم تهديدات تستهدفنا عبر الفضاء الافتراضي لم تكن موجودة قبل عشر سنوات، ومن الممكن بعد سنوات أن تظهر تهديدات جديدة من هذا النّوع، فعلى الأشخاص من أهل الفكر أن يجلسوا ويسعوا إلى التّنبؤ بهذه التّهديدات، بالحكمة والعقل الجماعي والبحوث في الكليّات والأكاديميّات. يجب أن يحتلّ هذا الأمر المُهمّ حيّزًا كبيرًا من نشاط أكاديميّاتنا العسكرية وعملها، وأن يكون لديها كلام جدير لتقوله في هذا المضمار.
2- أهميّة تحويل تجارب «الدّفاع المقدّس» إلى نظريات تُدرّس وأبحاث وتحقيقات
إنّ قواتنا المسلّحة في مرحلة «الدّفاع المقدّس» وحتّى بعدها اكتسبت تجارب وخبرات قيّمة، أي إنّ بعض التكتيكات والأعمال العسكرية التي نفذتها قوّاتنا خلال «الدّفاع المقدّس» لا مثيل لها في العالم. فالكثير من عملياتنا تضمّنت تجارب استثنائية من عمليات «ثامن الأئمة (ع)» إلى «الفتح المبين»، ثم «بيت المقدس» فـ«خيبر» فـ«الفجر 8» إلى «كربلاء 5» وأمثالها؛ نجد أن هناك أعمالًا استثنائية أُنجزت في هذه العمليات المظفّرة. حتى في العمليّات التي لم يُكتب لها النجاح مثل «كربلاء 4» و«رمضان» وأمثالهما توجد تجارب قيّمة أيضًا علينا أن نستفيد منها. طبعًا يجري اليوم الحديث عن هذه التجارب في الكليّات والأكاديميّات، وهذا حسن جدًّا لكنه غير كافٍ. لا بدّ أن تتحوّل هذه التجارب إلى نظريات، نظريات دفاعية، تُدرّس في الكُليّات، ويُجرى حولها أبحاث وتحقيقات، وأن يُعمل على تحديثها كي تكون مطابقة لحاجات العصر، وأن يُستفاد منها، إن شاء لله، فهي ثروات قيّمة جدًّا علينا أن نُحسن استغلالها ونعمل على تطويرها وتكميلها.
الاهتمام بمسائل التّربية الأخلاقية، والجمال المعنويّ للشّباب
من المواضيع الأُخرى مسألة التربية الأخلاقية. وفقًا للتقارير التي قدّمتموها إلينا هنا، والتقارير التي وصلتني سابقًا من أماكن مختلفة، واضحٌ أنه يوجد أعمال جيّدة يتمُّ إنجازُها في كُليّاتنا في الجوانب الدينية والإيمانية والعقديّة والأخلاقية. لكنّني أُولي أهميةً لجانب التربية الأخلاقية أكثر من غيره، فينبغي لكُليّاتنا أن توليه اهتمامًا أكبر. يجب علينا أن نصقل نفوس شبابنا الأعزّاء. هؤلاء الشّباب الموجودون هنا هم أبناؤنا الأعزاء، هم الأرواح الطيّبة والنّفوس السّليمة في مجتمعنا. هؤلاء الشّباب هم الفئة الأفضل من شعبنا وفي مجتمعنا. لذا، علينا قدر الإمكان أن نعمل على تهيئة الوسائل اللازمة لصقل نفوسهم. إنّ جمالهم المعنوي يكون بتحلّيهم بالتّقوى والإخلاص والشّجاعة والتّواضع، والوفاء بالعهد، والعمل بالقول الذي قطعوه على أنفسهم تجاه النّظام والإسلام والثّورة، فهذه من أهم الخصال المعنوية التي يجب أن يتحلّوا بها. طبعًا التحلّي بهذه الخصال ليس خاصًّا بالقوّات المسلّحة فقط، بل يشمل القوى الشّابة كلَّها في البلاد، ولا سيّما القوى الثّورية التي ترى نفسها في خطّ الثّورة والدّين والتّقوى، وهي كذلك. يجب عليهم جميعًا الاهتمام بهذه الجوانب. ذلك لئلا تغُرّ الدّنيا شبابنا وينشدّوا إلى جمع المال والجاه والمقام، إذا ما استلموا مسؤولية ما. نريد لشبابنا أن يعملوا بإخلاص مثل مرحلة «الدّفاع المقدّس» حين كانوا كذلك بالفعل، وأولئك الذين شاركوا في تلك المرحلة وضحّوا وعملوا بكلّ إخلاص وتفانٍ، واستطاعوا بفضل ذلك أن يتقدّموا، ثم تابعوا من بعدها على النهج نفسه في مختلف الساحات. إنّ الرّكض خلف النجاحات الدنيوية يُعرقل العمل. وإنّ وجود أشخاص يُنجزون أعمالهم لأهداف دنيوية، وللوصول إلى المال والجاه والمقام وأمثال ذلك، من شأنه أن يُعيق التقدم، فالعمل يتقدّم بالمجاهدة والإخلاص.
وجود ضوابط ملزمة لمواجهة «كورونا»
آخرُ موضوع أُريد أن أتطرّق إليه هو «كورونا»، فقد ألزمنا أنفسنا بالحديث عنه في كلماتنا جميعها. في البداية، أتوجّه بالشّكر المُجدّد والحارّ إلى جميع المسؤولين والعاملين المعنيّين بملفّ «كورونا»، من أطبّاء ومُمرّضين وعُمّال ومُوظّفين. في هذه الموجة الثّالثة من المرض التي تُعدّ في الحقيقة خطيرة ومؤلمة لكل إنسان ينظر إلى حجم البلاء والخسائر التي تُخلّفُها، يجب علينا أن نشكر أولئك الذين يعملون ويضحّون في سبيل التّصدي لهذا المرض. ما أريد أن أقوله اليوم هو إنّ الضّوابط الصّحية للتعامل مع هذا المرض يجب أن تأخذ صِفة الإلزام. طبعًا كُنت مُنذ مدّة سابقة قد طلبت من المسؤولين المحترمين، من رئيس الجمهورية المحترم والآخرين، أن تصير الضّوابط إلزامية. هناك بعض أنواع النّشاطات والفعّاليات يجب أن تُعطّل، وبعض الأسفار يجب أن تُمنع. كما لاحظتم، قد تقبّل شعبُنا المُتديّن والمؤمن موضوع منع السفر لزيارة «الأربعين»، وقلنا لهم: لا تذهبوا إلى الحدود، فلم يذهبوا. هذا مُهمّ جدًّا. في مسألة الضوابط التي حدّدتها «الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا» بشأن مجالس العزاء، نجد أن النّاس المؤمنين والمتديّنين راعوا هذه الضوابط والتزموها بدقّة. هذا الأمر يجب أن يسري على المجالات جميعًا، وأن يأخذ صفة الإجبار والإلزام. لا بدّ من منع بعض الأسفار. أحيانًا بعض الأسفار تتسبّب في انتشارٍ واسعٍ للمرض لدرجةٍ لا يُمكن فيها السّيطرة عليه، وهذا يدعو للأسف. لذا، على الجميع أن يتحمّلوا مسؤولياتهم سواء بالقول أو بالعمل، كي نستطيع، إن شاء الله، الخلاص من هذا المرض، وينعم شعبنا بالرّاحة من هذا البلاء العظيم.
أستودعكم الله جميعًا، وأدعو لكم، وأتمنى من الله المتعالي أن يزيدكم جميعًا من توفيقه ولا سيما الإخوة المسؤولين، والشّباب الأعزاء، والطلاب، والخرّيجين.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- في بداية هذه المراسم، قدّم عددًا من التقارير رئيسُ هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري، وقائد أكاديمية الإمام الحسين (ع)، العميد نعمان غلامي، وقائد أكاديمية الإمام علي (ع)، العميد ثاني علي أوجاقي، وقائد أكاديمية أمين لعلوم الشرطة، العميد ثاني لطف علي بختياري.
فی ذکری میلاد الإمام الحسن العسکری علیه السلام
هو الامام الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام. وهو الامام الحادی عشر من أئمة أهل البیت علیهم السلام الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.
ولد الامام أبو محمد الحسن العسکری (ع) - کما علیه اکثر المؤرخین - فی الثامن من شهر ربیع الآخر سنة (232) للهجرة المشرفة فی المدینة المنورة. أطلق على الامامین علی بن محمد والحسن بن علی علیهم السلام (العسکریان) لان المحلة التی کان یسکنها هذان الامامان -فی سامراء- کانت تسمى عسکر.
نشأ الامام أبومحمد (ع) فی بیت الهدایة ومرکز الامامة الکبرى، ذلک البیت الرفیع الذی اذهب الله عن أهله الرجس وطهرهم تطهیرا.
وقد وصف الشبراوی هذا البیت الذی ترعرع فیه هذا الامام العظیم قائلا: "فلله درَ هذا البیت الشریف، والنسب الخضم المنیف، وناهیک به من فخار، وحسبک فیه من علوَ مقدار، فهم جمیعا فی کرم الارومة وطیب ... کأسنان المشط متعادلون، ولسهام المجد مقتسمون، فیاله من بیت عالی الرتبة سامی المحلة، فلقد طاول السماء عُلا ونُبلا وسما على الفرقدین منزلة ومحلا ... وکم اجتهد قوم فی خفض منارهم، والله یرفعه ورکبوا الصعب والذلول فی تشتیت شملهم والله یجمعه، وکم ضیَعوا من حقوقهم ما لایهمله الله ولا یضیعه.
صحب أباه اثنین وثلاثا وعشرین سنة وتلقَی خلالها میراث الامامة والنبوة فکان کآبائه الکرام علما وعملا وقیادة وجهادا وإصلاحا لامة جده محمد (ص).
وقد ظهر امر امامته فی عصر ابیه الهادی (ع) وتاکد لدی الخاصة من اصحاب الامام الهادی والعامة من المسلمین انه الامام المفترض الطاعة بعد ابیه علیهما السلام.
تولی مهامَ الامامة بعد أبیه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فیا مسؤولیاته الکبری فی أحرج الظروف وأصعب الایام علی اهل بیت الرسالة بعد أن عرف الحکام العباسیون - وهم احرص من غیرهم علی استمرار حکمهم - أن المهدی من اهل بیت رسول لله (ص) ومن ولد علی ومن ولد الحسین (علیهم السلام) فکانوا یترصدون أمره وینتظرون أیامه کغیرهم، لا لیسلَموا له مقالد الحکم بل لیقضوا علی آخر أمل للمستضعفین.
لقد کان الامام العسکری (ع) استاذ العلماء وقدوة العابدین وزعیم المعارضة السیاسیة والعقائدیة فی عصره، وکان یشار إلیه بالبنان وتهفو إلیه النفوس بالحب والولاء، کما کانت تهفو الی ابیه وجده اللذین عُرف کل منهما بابن الرضا (ع) کل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البیت علیهم السلام وملاحقتها لهم ولشیعتهم.
لقد کان الامام ابو محمد الحسن العسکری (ع) فی معالی اخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامیة فقد کان علی جانب عظیم من سمو الاخلاق یقابل الصدیق والعدو بمکارم اخلاقه ومعالی صفاته، وکانت هذه الظاهرة من ابرز مکوناته النفسیة ورثها عن آبائه وجده رسول الله (ص) الذی وسع الناس جمیعا بمکارم اخلاقة.
وکان الامام حسن العسکری علیه السلام - بالرغم من حراجة ظروفه السیاسیة - جادا فی الدفاع عن الشریعة ومحاربة البدع وهدایة المترددین والشاکین وجذبهم الی حضیرة الدین.
وعاصر الامام علیه السلام، مدة امامته القصیرة جدا کلا من الخلیفة المعتز والمهتدی والمعتمد العباسی ، ولاقی منهم أشد العنت والملاحقة والارهاب کما تعرض للاعتقال عدة مرات.
واغتیل الامام العسکری (ع) فی عصر الخلیفة المعتمد فدسَ له السمَ، وقضی نحبه صابرا شهیدا محتسبا، فی الثامن من ربیع الاول عام 260 للهجرة ، وعمره الشریف دون الثلاثین عاما، ودفن الامام العسکری علیه السلام الی جانب ابیه الامام الهادی علیه السلام فی سامراء.
زوار بيت الله الحرام يلتزمون بالقواعد الصحية الخاصة بكورونا - صورة
نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها السلطات الصحية على زوار الكعبة في مكة المكرمة.
السعودية.. انطلاق المرحلة الثالثة لأداء العمرة
ويبدو في الصورة التزام الزوار بالتعليمات الصحية واتخاذ مسافة آمنة بينهم أثناء أداء مناسك العمرة والصلاة.
زوار بيت الله والكعبة فى رسم جميل ومشهد بديع تطبيقا للتباعد الاجتماعي بسبب كورونا
=وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية مطلع الشهر الجاري، أن المرحلة الثالثة في ظل انتشار وباء كورونا، تشمل السماح بأداء العمرة والزيارة والصلوات للمواطنين والمقيمين من داخل البلاد ومن خارجها.
وقالت: "المرحلة الثالثة تتضمن السماح لـ20 ألف معتمر في اليوم و60 ألف مصل في اليوم، من الطاقة الاستيعابية التي تراعي الإجراءات الاحترازية الصحية للمسجد الحرام".
وأعلنت السعودية في 23 سبتمبر الماضي، أنه تقرر السماح بأداء العمرة والزيارة تدريجيا، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصحية اللازمة.
المصدر: "وكالات"
تأخرت لأسباب لوجستية.. إسرائيل ترسل أول وفد للسودان بعد اتفاق التطبيع
سودانيون يعربون عن رفضهم القاطع للتطبيع مع إسرائيل خلال وقفة احتجاجية في العاصمة الخرطوم (الأناضول)
23/11/2020
قال راديو الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أرسلت أول وفد إلى السودان اليوم الاثنين بعد اتفاق البلدين في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على اتخاذ خطوات نحو إقامة علاقات طبيعية.
وقالت مصادر مشاركة في التخطيط لرويترز إن الزيارة كان مقررا لها أن تتم الأسبوع الماضي لكنها تأخرت لأسباب لوجستية، في حين لم يتسن الاتصال بمسؤولين إسرائيليين للتعليق.
من جهة أخرى، لم تصدر عن الجانب السوداني أي بيانات بشأن ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية عن الزيارة.
وبات السودان البلد العربي الخامس الذي يوافق على تطبيع علاقاته مع إسرائيل، بعدما أعلنت الخرطوم وتل أبيب مؤخرا عزمهما على تطبيع العلاقات بينهما.
رفض التطبيع
وأعلنت قوى سياسية سودانية عدة رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.
يشار إلى أنه في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب وقع مرسوما برفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وأن الخرطوم وتل أبيب اتفقتا -بوساطة أميركية- على تطبيع العلاقات بينهما.
ووصف بيان مشترك أميركي سوداني إسرائيلي اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل بالتاريخي، واعتبره شهادة "على النهج الجريء للقادة الأربعة (الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)".
المصدر : رويترز + وكالة الأناضول
بعد تجاهل ایران لها.. منسوب التهدیدات الامریکیه یتراجع
يبدو ان ادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ايقنت تماما ان الحرب النفسية التي تستخدمها ضد ايران، عبر تسريب "معلومات" عن طلب ترامب خيارات من مستشاريه لضرب منشأة نطنز النووية، او ارسال قاذفات بي 52 العملاقة للشرق الاوسط، ليس هناك من يعيرها اهتماما داخل ايران، بعد ان اعلنت طهران انها ضخت غاز سادس فلوريد اليورانيوم في سلسلة تضم 174 جهاز طرد مركزي من طراز "اي ار2أم" في منشأة نطنز، الامر الذي دفع الخطاب الامريكي، وبالتالي الاسرائيلي، الى ان يكون اكثر واقعية.
تصريحان الاول امريكي والثاني اسرائيلي، جاءا ليؤكدا هذه الواقعية الامريكية الاسرائيلية التي فرضتها ايران على الجميع. كما جاء التصريحان كإعتراف صريح بفشل ليس الحرب النفسية ضد ايران والتي طبلت لها وسائل الاعلام الاسرائيلية والسعودية والاماراتية خلال الايام القليلة الماضية فحسب، بل كشفا ايضا عن حالة اليأس والاحباط التي يعيشها الثنائي ترامب ونتنياهو.
التصريح الاول لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية، كان ضمن الوفد المرافق لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الى الامارات، حيث طلب عدم الكشف عن هويته كما ذكرت وكالة فرانس برس الفرنسية، التي نقلت عنه قوله: " تأمل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن تسير الإدارة المقبلة على نهجها حيال ملف إيران وأن تواصل بذلك حملة "الضغوط القصوى" عليها".
أما التصريح الثاني فكان لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالب فيه من الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، "عدم التفكير بالعودة للاتفاق النووي مع إيران"، مكررا كذبته المملة "أنه لا يمكن القبول بأن تطور إيران أسلحة نووية".
قبل هذين التصريحين ، كان المبعوث الامريكي الخاص بايران اليوت ابرامز، قد استبعد كليا، الخيار العسكري ضد ايران، معتبرا سياسة "الضغوط القصوى" ستدفع ايران في الاخير الى طاولة المفاوضات!!، مستبعدا ان يتمكن الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن الغاء جميع العقوبات التي فرضها ترامب على ايران بجرة قلم.
اذا ما مررنا مرور الكرام من امام سياسة ترامب "المعلنة" بعدم التورط في اي حروب جديدة، ودعوته لسحب الجنود الامريكيين من المناطق الساخنة في العالم. وكذلك من امام تقرير صحيفة نيويورك تايمز حول تحذير كبار المسؤولين الامريكيين لترامب من استخدام القوة ضد ايران. فان المؤسسة العسكرية الامريكية لن تسمع لترامب، الذي اصبح عنوانه "المنتهية ولايته" ، بتوريط امريكا، بحرب، مع دولة اقليمية كبرى مثل ايران، لن ينحصر ردها على اي عدوان امريكي بجغرافيا محددة، بذريعة سخيفة وهي ان ترامب يريد من خلال ذلك تسميم ولاية الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، ويمنعه من العودة الى الاتفاق النووي.
سعيد محمد - العالم
الصدر يفجر مفاجأة ويعلن اعتزام تياره دخول الانتخابات بما يضمن أغلبية ببرلمان العراق
كشف زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر عن اعتزامه السماح لتياره خوض الانتخابات المبكرة المقررة في يونيو/حزيران المقبل، وذلك بعد أشهر على قراره بعدم المشاركة فيها.
وبرر الصدر ذلك بأن المعطيات تشير إلى أن الانتخابات ستسفر عن فوز للصدريين بحيث تكون لهم الأغلبية في مجلس النواب، وبالتالي سيحصلون على رئاسة الوزراء.
وفي تغريدة له على صفحته في تويتر كتب الصدر "إن بقيت وبقيت الحياة سأتابع الأحداث عن كثب وبدقة، فإن وجدت أن الانتخابات ستسفر عن أغلبية صدرية في مجلس النواب وأنهم سيحصلون على رئاسة الوزراء، وبالتالي سأتمكن بمعونتهم وكما تعاهدنا سوية من إكمال مشروع الإصلاح من الداخل سأقرر خوضكم للانتخابات".
وأضاف "السبب الذي أدى إلى قسمي بعدم الخوض بالانتخابات سيزول وأكون في حل من قسمي، لنخلص العراق من الفساد والتبعية والانحراف".
وتابع "الدين والمذهب والوطن في خطر وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
وتعتبر كتلة سائرون البرلمانية المدعومة من الصدر هي الأكبر بالبرلمان العراقي الحالي، لديها 54 مقعدا من أصل 329.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال محمد صالح العراقي، نقلا عن الصدر قوله "إنني إلى الآن لم أقرر الدخول في الانتخابات، وإن قررت عدم الدخول والخوض فيها، لكن على جميع المحبين التهيؤ لها على كل حال".
وأضاف العراقي نقلا عن الصدر "اعتمادنا الحقيقي على الله وعلى المخلصين، وإنني أتجرع السم حينما أفكر في دخول الانتخابات المقبلة، وأتجرع الويلات فيما إذا قررت عدم دخولها علنا".
اعلان
وأوضح "هذه المرة ليس العدو هو الفساد فحسب لكي أتجنبهم ولا ندخل معهم في الانتخابات، بل هناك من يريد إزاحة العراق عن منزلته الدينية والعقائدية والاجتماعية فيبيحون الحرام وينشرون الفساد ويطبّعون مع العدو ويتقبلون الفواحش".
وتابع "الأهم من كل ذلك ألا نضيع العراق ونسلمه بأيديهم بأي طريقة سلمية، وإن كنّا قادرين على حمل السلاح إلا أن حمل السلاح لم يئن أوانه فالعراق بحاجة إلى السلم والسلام والإصلاح والصلاح".
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي
وثيقة التعاون الدفاعي بين إيران والعراق.. الأهداف والضرورات
إن تجربة التعاون الناجح والمصالح الأمنية المشتركة، إلى جانب رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران بموجب قرار مجلس الأمن الدولي والقدرات العسكرية والاستخبارية الأمنية الواسعة، ستمكن إيران من أن تصبح الشريك الأمني الرئيس للعراق، وأن زيارة وزير الدفاع العراقي الى طهران، هي خطوة كبيرة في هذا الاتجاه.
لقد كان توفير الأمن وتعزيز القدرات العسكرية خلال السنوات التي أعقبت احتلال العراق عام 2003 دائما الشغل الشاغل للمسؤولين العراقيين ومطالب الشعب العراقي. وقد أصبح هذا الموضوع مهم بشكل خاص للعراقيين خلال السنوات الأخيرة،و لا سيما في ظل التجربة المريرة للعراقيين عند احتلال تنظيم داعش الإرهابي للعراق وعجز الجيش العراقي المدعوم من الغرب عن صد إرهابيي داعش في عام 2014 ، فضلاً عن عدم قدرة الأجهزة الأمنية العراقية على توقع مثل هذا الحدث. في غضون ذلك ، أصبح موضوع إعادة النظر في الشراكات العسكرية والأمنية مع الأجانب ضرورة لقطاع كبير من السياسيين والنخب والمجتمع العراقيين.
بالنظر إلى هذه الضرورة ، فإن جمهورية إيران الإسلامية هي الخيار الرئيس لإبرام المعاهدات العسكرية والأمنية بسبب قربها الإقليمي وحدودها المشتركة الطويلة، والقواسم المشتركة الدينية والثقافية، والوحدة السياسية، والشراكة الاقتصادية الواسعة، وخاصة المصالح والتهديدات الأمنية المشتركة مع العراق.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، استقبل وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد سعدون، رسمياً، خلال زيارة الأخير لطهران. وحضر سعدون طهران بدعوة من وزير الدفاع الإيراني، والتقى سعدون خلال الزيارة بمختلف المسؤولين العسكريين والسياسيين الإيرانيين، وكان محور الزيارة، يدور حول المحادثات بشأن تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال باقري، الأحد 15 تشرين الثاني، عن صياغة وثيقة للتعاون الدفاعي الإيراني العراقي، وهي في مراحلها النهائية وسيتم التوقيع عليها في القريب العاجل.
انسحاب أمريكا من العراق ولغز بغداد الأمني
منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كانت أمريكا طرفاً رئيساً في الاتفاقيات الأمنية والعسكرية لتلبية الاحتياجات في هذه المجالات. ومع ذلك ، لم تتصرف واشنطن أبداً كحليف ، ولم تلبِّ غايات العراق من إبرام اتفاقيات أمنية وعسكرية مع أمريكا.
في ذروة الاحتياجات الأمنية والعسكرية لبغداد في الأيام الأولى لظهور تنظيم داعش في عام 2014 ، كانت أمريكا غير مبالية بطلب العراق للمساعدة، ونتيجة لذلك ، تمكن هذا التنظيم الإرهابي من بسط سيطرته على أجزاء كبيرة من المحافظات العراقية الغربية والوسطى. ولكن إضافة إلى عدم الوفاء بالتزاماتها، واصلت أمريكا وجودها العسكري في العراق ليس كحليف ولكن إلى حد كبير كقوات احتلال.
بموجب الاتفاقية الأمنية المنعقدة عام 2008 بين العراق وأمريكا، طُلب من الأخيرة سحب قواتها من العراق بحلول 31 ديسمبر 2011 ، لكن واشنطن رفضت مراراً قبول هذا الالتزام تحت ذرائع عديدة في كل مرة. حتى أن البيت الأبيض استخدم ظهور تنظيم داعش ، والذي كان ، بناءً على الأدلة العديدة، سيناريو مخططاً مسبقاً من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والسعودية والإسرائيلية، كذريعة لعودة القوات الأمريكية بشكل كبير إلى العراق، الأمر الذي كان يمثل تحدياً أمنياً كبيراً للحكومة العراقية.
شنت أمريكا بشكل متكرر عمليات عسكرية ضد قوات الحشد الشعبي العراقية، والتي كانت العقبة الرئيسة أمام تقدم داعش وتقسيم العراق خلال هذه الفترة. وإحدى هذه العمليات، حدثت في الأيام الأخيرة من عام 2019، حيث استهدفت الطائرات الحربية الأمريكية مقرات لواء 45 و 46 التابعة لقوات الحشد الشعبي في منطقة القائم بمحافظة الأنبار الغربية، والتي قُتل فيها وفق آخر الأرقام أكثر من 30 عنصراً من عناصر الحشد الشعبي ، وجُرح عشرات آخرون.
في هذه الأثناء، كان معبر القائم الحدودي نقطة استراتيجية للحزام الأمني بين طهران وبغداد ودمشق، والذي استطاع تنظيم داعش استخدامه لإنشاء طريق لهروب ونقل قواته وتنفيذ أعمال إرهابية ضد أمن العراق وسوريا.
ووقعت هذه الهجمات التي تكررت عدة مرات في الوقت الذي كان فيه الحشد الشعبي، وفق قرار من مجلس النواب العراقي عام 2016 ، يُعد هيئة شرعية وحكومية، يخضع لإشراف رئيس الوزراء العراقي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة. وقد أدان الشعب العراقي ومسؤولون وشخصيات سياسية وتنفيذية الهجمات باعتبارها انتهاكاً للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي.
إن التشكيك في شرعية الوجود العسكري الأمريكي، انتهت تماماً عندما أصدر البيت الأبيض قراره باغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي أمهندس، حيث كان سليماني ضيفاً رسمياً للحكومة العراقية.
وأدت هذه الخطوة إلى احتجاج ملايين العراقيين على طرد القوات الأمريكية وإصدار قرار بهذا الخصوص في البرلمان. لكن بدلاً من الامتثال للإرادة الوطنية للعراقيين، هددت واشنطن بغداد بعقوبات غير مسبوقة، وقامت في خطوة تُعد انتهاكاً للسيادة الوطنية العراقية، بنقل نظام باتريوت إلى أراضيها.
لقد أصبح هذا الأمر لغزاً أمنياً للحكومة العراقية. فمن ناحية ، صرحت قوات الحشد الشعبي أنه إذا رفضت حكومة أمريكا مغادرة العراق ، فسوف تعامل كدولة محتلة ومعادية. من ناحية أخرى ، تنفذ فلول داعش بين الحين والآخر عمليات سريعة في مناطق الوسط لخلق حالة من انعدام الأمن والانقسامات العرقية والدينية ، فيما تتأثر الحكومة بشدة بالأزمة الاقتصادية وتفشي وباء كورونا.
إيران ، الخيار المفضل للتحالف العسكري والأمني العراقي
أظهرت تجربة ظهور داعش للحكومة العراقية أن عليها التفكير في تنويع التحالفات الأمنية الأجنبية. ومن عدة نواحًٍ، تُعد إيران الخيار الأكثر تفضيلاً لبغداد. أولاً ، وقفت إيران إلى جانب بغداد كدولة جارة وصديقة في الأوقات الصعبة وأثناء أزمة الإرهاب ، وخلال هذه الفترة لم تتردد في مساعدة البلد المجاور لها، بل تحملت نفقات كثيرة.
ثانياً، كانت تجربة التعاون العسكري والأمني بين البلدين ناجحة للغاية. وتأسست اللجنة الرباعية لتبادل المعلومات والتعاون الأمني بين إيران والعراق وروسيا وسوريا في عام 2015 بهدف تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب، بعضوية المؤسسات العسكرية لجمهورية إيران الإسلامية وسوريا وروسيا والعراق في بغداد، ومنذ ذلك الحين، عُقدت اجتماعات مختلفة للتنسيق وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء.
وكان تبادل المعلومات، وخاصة الإمداد الاستخباري للقوات العراقية والسورية في تحديد واستهداف المواقع المهمة والحساسة لإرهابيي داعش والتكفيريين في العراق وفي بعض الحالات في سوريا، من أهم وأنجح وظائف هذه اللجنة خلال فترة نشاطها.
كما وقع البَلَدان في أغسطس 2017 مذكرة تفاهم تهدف إلى بدء مجموعة واسعة من التعاون الدفاعي العسكري في مختلف المجالات التي يتفق عليها الطرفان. وكان توسيع التعاون وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود والتدريب والدعم اللوجستي والفني والعسكري من بين بنود مذكرة التفاهم هذه.
في ظل هذه الظروف، فإن تجربة التعاون الناجح والمصالح الأمنية المشتركة، إلى جانب رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران بموجب قرار مجلس الأمن الدولي والقدرات العسكرية والاستخبارية الأمنية الواسعة، ستمكن إيران من أن تصبح الشريك الأمني الرئيس للعراق، وأن زيارة وزير الدفاع العراقي الى طهران، هي خطوة كبيرة في هذا الاتجاه.
المصدر:الوقت