emamian

emamian

الثلاثاء, 08 أيلول/سبتمبر 2020 14:35

التخطيط والتوقيت

بثينة شعبان :

المنطق السليم يقتضي بأن يكون الكشف عن خطط الأعداء المقدّمة فقط لوضع خطط مقابلة وبالتوقيت السليم الذي يضمن دراسة كل المعطيات وضمان الفوز في الرهان في النتيجة.

تنشغل أقلامنا العربية غالباً وعلى مرّ العقود في تفنيد الخطط التي تستهدفنا وكشف محتوياتها والتسابق لكشف السرّي منها وتحليل ما ظهر منها إلى العلن؛ وكأن المطلوب فقط أن نفضح نوايا الأعداء من دون أن تكون هذه هي الخطوة الأولى التي تقود إلى وضع سيناريوهات مقابلة وخطط تحبط مخططاتهم وتنقذ الأمة من الويلات المدبّرة لها.

ودرجنا جميعاً على هذا السياق. فمنذ وعد بلفور حتى اليوم والنخب الفكرية والسياسية تتحدث عن مؤامرات البريطانيين والفرنسيين بالتعاون مع ثلّة من الصهاينة لاغتصاب فلسطين، ومع زمرة من العثمانيين لسلخ لواء اسكندرون، ثمّ الانخراط مع الأعداء في اتفاقات وجّهت ضربة قاصمة للحق العربي، وآخرها الانسياق منذ كامب ديفيد واتفاق أوسلو وحروب الربيع العربي الإرهابية، وما يتبع ذلك حالياً من تطبيع في مسار استسلامي لا يحفظ كرامة، ولا يسترجع حقوقاً مسلوبة.

أما المنطق السليم فيقتضي بأن يكون الكشف عن خطط الأعداء المقدّمة فقط لوضع خطط مقابلة وبالتوقيت السليم الذي يضمن دراسة كل المعطيات وضمان الفوز في الرهان في النتيجة.

أمّا أن ننعى اتفاقاً بعد 27 عاماً من توقيعه وأن نكشف عن سلبياته بعد عقود من استثمار العدوّ له، واستغلال كلّ كلمة وحرف فيه لقلب موازين القوى الدولية وليصبح هو عنوان الديمقراطية في الشرق الأوسط في تناسٍ كاملٍ لحق شعب فلسطين العربي بأرض الآباء والأجداد؛ فهذا مؤشر ليس على دهاء هذا العدو واستهانته بالحقوق العربية فقط، وإنما مؤشر أيضاً على قصور الأدوات العربية عن مواجهته وتقديم سياق مقنع للعالم قادر على إعادة تموضع الرأي العام العالمي إلى جانب الحقوق المشروعة لشعب تعرّض لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد.

والتخطيط أيضاً مرتبط بالتوقيت؛ ففيما يكون العالم مستعداً لسماع قصة ما، نكون نحن لانزال في طور الإعداد لها، وفي الوقت الذي تنضج القصة لدينا يكون الاهتمام العالمي قد انتقل إلى مكان آخر وإلى موضوع آخر. وهذه هي إحدى المسائل الأساسية التي نعاني منها في الإعلام لأنّ الإعلام هو فكر وتوقيت، وفي الوقت الذي يكون فيه الكون كلّه آذاناً صاغية لسماع تفصيل عن خبر ما اليوم، لن يكون مهتماً أبداً بكل تفاصيل هذا الخبر غداً. وهذه هي المسألة الأكثر أهمية في استحواذ اهتمام المتلقين وآرائهم.

وهذا ينطبق على العمل السياسي ايضاً؛ ففيما كان التنادي من أجل توحيد الصف الفلسطيني مثلاً قادراً على أن يفجّر قنبلة إخبارية وسياسية عالمية في وقت ما، جاء اليوم في ظلّ التسارع إلى التطبيع والمهاترات بشأن اجتماعات جامعة الدول العربية، وصور الطائرة الإسرائيلية تعبر الأجواء السعودية وتحطّ في مطار أبو ظبي، وتوقعات انتشار عدوى التطبيع إلى دول خليجية أخرى تملأ الفضاءات الإعلامية والسياسية.

حين يخطط أعداؤنا لحدث ما يبدأون بدراسة بند "التوقيت". وماهي الأحداث التاريخية والآنية التي تحيط بهذا التوقيت، وما هي العناوين التي قد تشتت الانتباه عنه، بينما يتصف معظم أعمالنا بردود أفعال لأحداث لم نخطط لها ولم نختر توقيتها ولم ندرس إيجابيات وسلبيات التحرك في هذه اللحظة أو تلك وبهذا الشكل أو ذاك.

ألم يحن الوقت لنجري مراجعة نقدية لأسلوب تعاملنا مع خطط أعدائنا، وسدّ الثغرات التي ساعدت العدو على النفاذ إلينا جيلاً بعد جيل وعقداً بعد عقد؟ في أي برنامج عمل في بلداننا العربية يكثر المتحدثون عن الأفكار والآراء ولا يحظى البرنامج الزمني بالدقة المطلوبة والصرامة التي تجعل من التواريخ المعطاة شأناً مقدساً لا يمكن تجاوزه أو الإخلال به.

واليوم، وفي غمرة استسلام خليجية غير مسبوقة، وتَنادي الفصائل الفلسطينية لتوحيد المواقف والذي جاء متأخراً جداً عن ضرورات المعركة مع العدو، يقف العدوّ في فلسطين المحتلة والقدس العزيزة ليرغم أبناء القدس على هدم منازلهم بأيديهم، في منظر يمثّل قمّة ما يمكن لأي وحش في الكون أن يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية.

ويتحدث الطفل ذو السنوات العشر ليقول: "هذا تاريخي وهذه حياتي كلّها، وهناك صوري وذكرياتي، كلّها راحت؛ فأنا الآن لا شيء، لقد ذهب كلّ شيء." هذا المنظر وهذه الكلمات وتلك الأعين الحائرة لمن ينظر إلى الحائط وكأنه يريد أن يحتضنه بدلاً من أن يهدمه، وإلى الحجر وكأنه يريد أن يقبّله بدلاً من أن يرغم على رميه، يجب أن يصبح مشهداً عالمياً تدمى له القلوب وتتحرك له الضمائر في أرجاء الدنيا.

من قال إن الوقت ليس مناسباً الآن لإثارة مسألتي الأسرى المحرومين من كل الحقوق في السجون الإسرائيلية وحقوق المقدسيين والفلسطينيين في منازلهم التي يرغمهم الاحتلال على هدمها بأيديهم؟ السؤال هو: هل عرفت البشرية تاريخياً ظلماً كذاك الذي يمارسه الصهاينة على الشعب الفلسطيني؟ أوَلا نثق اليوم بأن كلّ ضمير بشري حيّ سينتفض بغضب إذا ما وصلته هذه المشاهد والحقائق كما هي؟ وهل من الصعب أو المستحيل إيصالها إلى العالم؟ هل ندع الفلسطينيين يهدمون منازلهم بأيديهم ويتم تهجيرهم عن أرضهم من دون أن نتمكن من قرع جرس إنذار إنساني للبشرية برمتها؟

قد يكون مثل هذا الحدث الذي ينقل على الشاشات العالمية أكبر تأثيراً من أي كلام سياسي عن مساوئ التطبيع وتقصير جامعة الدول العربية وضرورة الوحدة الفلسطينية، وما إلى هنالك من كلام لم يعد أحد يتوقف عنده لأنه أصبح مكرّراً ولا فحوى منه ولا جديد فيه.

منذ احتلال الأراضي الفلسطينية في أعقاب نكسة حزيران عام 1967 وحتى عام 2015 قدّرت اللجنة الإسرائيلية المناهضة لهدم المنازل أن "إسرائيل" دمرت 48488 مبنىً فلسطينياً. وكل أنواع الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال تتناقض تناقضاً صارخاً مع القوانين الدولية. فقد جعلت من الاستحالة بمكان، أن يحصل الفلسطينيون على رخصة بناء، بينما تبني "إسرائيل" آلاف المستوطنات سنوياً، وبحجة عدم الحصول على الرخصة تقوم بتدمير المنازل، كما تدمّر منزل أي أسرة قاوم أحد أفرادها الاحتلال، مع أن هذا مناقض لمعاهدة جنيف الرابعة (المادة 33) إذ لا تجوز معاقبة أي شخص على جريمة لم يرتكبها وبالتالي فإن الهدم العقابي يعارض النظام الأساسي لهذه المعاهدة والمادة (50) من قرارات لائحة "لاهاي". 

أمّا أنْ تطوّر "إسرائيل" أنواع الهدم المجرم الذي حكمت على الشعب الفلسطيني به ليشمل ما لم يعرفه بشر، وهو أن يجبر الإنسان الذي بنى منزله بعرق جبينه وأمضى سنوات يضع لبنة فوق لبنة كي يصبح هذا البيت موئله وعائلته يقيه حرّ الصيف وبرد الشتاء، أن يجبر على هدم هذا البيت الذي يمثل قطعة من قلبه وكلّ تاريخ أفراحه وذكرياته وطفولة أبنائه، فهذا ما يجب أن يصمّ آذان الدنيا إذا ما نقل الأمر إلى العالم كما هو وعلى حقيقته.

نحن أبناء منطقة وحضارة وتاريخ، ندعو الله دائماً أن نكون آمنين في بيوتنا وأوطاننا، ونحن أهل الكتاب الذي قال الله عز وجلّ فيه: "والله جعل لكم من بيوتكم سكناً"، والسكن هنا هو السكينة والطمأنينة والأمن والأمان وليس فقط مكاناً مادياً نسكن فيه بل تسكن فيه أرواحنا وقلوبنا وذكرياتنا وإبداعنا وضحكات الأهل والأصدقاء.

كلّ هذا يجب أن يأخذ العالم برمته علماً به بالإضافة إلى معاناة الأسرى ونشر شهادات من ضحّوا كي تبقى أرضهم عزيزة وكي تبقى فلسطين لأهلها الأصليين. الإسرائيليون يرون انتصارهم في استسلام حكام العرب لهم، ونحن يجب أن نخطّط لمعركة مختلفة نبنيها على صمود الصامدين وعزيمة الأسرى والمقاومين، ونستخدم لغةً وأسلوباً وصوراً تهزّ ضمير العالم وتحوّل المعركة السياسية والإعلامية إلى حيث نشاء، وإلى حيث يمكن لنا الانتصار على أكاذيبهم وادعاءاتهم. قصص أطفال فلسطين، وصمود أهل فلسطين الأسطوري هو الذي يمكن أن ينسج خيوط حكاية تحوّل العقول والقلوب إلى حيث يجب أن تكون، بعيداً عن أكاذيبهم وأوهامهم التي عملوا على الترويج لها وكأنها حقائق. لنضع الخطط ونختَر التوقيت وننتصر لمن صمد وكابد بانتظار أن نمدّ يد العون الحقيقية له. 

المصدر:الميادين

من المعروف أنّ السودان لم يناقش موضوع التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيونيّ بأي شكل من الأشكال وفق تصريحات مسؤوليه، كما أقالت الخرطوم، في وقت سابق، المتحدث باسم وزارة الخارجيّة بعد تصريحات حول نفس الموضوع، معبرة عن دهشتها من تصرفه، وذكرت حينها أنّ تلك التصريحات أوجدت وضعاً ملتبساً يحتاج إلى توضيح، ومؤخراً أوضح وزير الخارجيّة السودانيّ، عمر قمر الدين، أنّ عدداً من الشروط يجب تحقيقها في إطار إمكانية مستقبليّة لتطبيع العلاقات بين السودان والكيان الغاصب، وأنّ إدارة ترامب من المتوقع أن تناقش هذا الموضوع مع تل أبيب.

ناقش رئيس الوزراء السودانيّ، عبد الله حمدوك، مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ، مايك بومبيو، أواخر الشهر الماضي، بعد وصوله إلى العاصمة السودانيّة الخرطوم، الأوضاع في السودان ومسار العملية الانتقاليّة والعلاقات الثنائيّة بينهما ومساعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن الزيارة جاءت لغاية في نفس واشنطن، ألا وهي التطبيع ولا شيء غيره.

وبما يخص الطلب الأمريكيّ بتطبيع العلاقات مع العدو الغاشم، أوضح رئيس الوزراء السودانيّ وقتها، أنّ المرحلة الانتقاليّة في السودان يقودها ما أسماه "تحالف عريض" بأجندة محددة لاستكمال عمليّة الانتقال وتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، وصولاً للقيام بانتخابات حرة، مشيراً إلى أنّ الحكومة الانتقاليّة في السودان، لا تملك تفويضاً يتعدّى هذه المهام لاتخاذ القرار بشأن التطبيع مع العدو الغاصب، مبيّناً أن هذا الأمر يتم حسمه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقاليّ، ما ترك باب التطبيع مع الصهاينة مفتوحاً على مصراعيه.

وما ينبغي ذكره، أنّ رئيس الوزراء السودانيّ دعا واشنطن لضرورة الفصل بين عمليّة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومسألة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، بسبب قناعته بأنّ أمريكا لا يمكن أن تتقدم خطوة في تلك المسألة من دون رضوخ السودان وانخراطه في التطبيع مع العدو الصهيونيّ.

ومن الجدير بالذكر أنّ وزير الخارجيّة الأمريكيّ، قام فور وصوله إلى الخرطوم بعقد مباحثات مكثفة مع رئيس الوزراء السودانيّ، وأعقب ذلك لقاء مع رئيس مجلس السيادة السودانيّ، عبد الفتاح البرهان، والذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين الخرطوم وكيان الاحتلال، بعد أن التقى نتنياهو في العاصمة الأوغنديّة كمبالا، في شباط المنصرم.

ووفق تصريح لوزير الخارجيّة السودانيّ، عمر قمر الدين، مع صحيفة "التيار" السودانيّة، السبت المنصرم، فإنّ بومبيو، في زيارته الأخيرة للخرطوم واجتماعه مع رئيس ما يسمى "المجلس الانتقاليّ المؤقت"، عبد الفتاح البرهان، ربط قضية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونيّ والسودان مع شطب اسم السودان من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب. 

وقال وزير الخارجية حتى لو كانت هذه رغبة الشارع السودانيّ، من المهم أن تتحقق شروط محددة للتطبيع، وكان رئيس المجلس الانتقاليّ تحدث عن هذه الشروط مع بومبيو، والتي تمحورت حول المكسب الاقتصاديّ الذي سيحصل عليه السودان، وقضية شطب السودان من قائمة الإرهاب، حيث بيّن بومبيو أنّ الإدارة الأمريكيّة ستفحص هذا الأمر مع الكيان الصهيونيّ وسترد على هذا الموضوع.

من ناحية أخرى، كرر الوزير السودانيّ موقف بلاده الرافض لهذا الأمر، معتبراً أنّ قضية مثل التطبيع مع الصهاينة ليست من صلاحية حكومة تصريف الأعمال ولا يمكنها البت في تلك القضية هذه الفترة، وأشار إلى أنّه ليس من الواضح ما إذا كان بومبيو راضياً عن نتائج الزيارة، لكن الاتصالات مع الأمريكيين حول المقابل الذي ستحصل السودان عليها مستمرة، كما تطرق وزير الخارجية السودانيّ إلى مسألة إلغاء المساعدة الماليّة التي تقدمها واشنطن الى الخرطوم في هذه المرحلة.

إضافة إلى ما تقدّم، رجّح رئيس جهاز الاستخبارات في حكومة العدو، يوسي كوهين، في وقت سابق، أن توقّع الخرطوم اتفاقية مماثلة للاتفاقية الإماراتيّة مع الكيان قريباً، موضحاً أنّ هذا العام سيحقق الكيان اختراقاً آخر مع إحدى الدول الإفريقيّة، وقد أشار بشكل مباشر في حديثه إلى السودان، وفق ما ذكرته القناة الـ 13 العبريّة.

ووفق هيئة البث العبريّ، فإنّ كوهين قد كشف النقاب عن أنّ العدو الصهيونيّ والسودان على وشك توقيع ما وصفها بـ "اتفاقية سلام" بينهما، مبيّناً أنَها ربما توقع قبل نهاية العام الحالي، وأوضح أنّ الاتصالات مع الخرطوم مستمرة، وأشار إلى أنّ بعثات من كلا الطرفين تواصل الاستعدادات للتوصل إلى هذا الاتفاق.

  • االمصدر: جي فوروم

وصل مؤخراً وفد مشترك من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إلى جزر سقطرى اليمنية، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، وقاموا معاً بفحص مواقع مختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.

ذكر موقع "جي فوروم" للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية أن الإمارات العربية المتحدة و"إسرائيل" تخططان لإنشاء قاعدة تجسس في جزيرة سقطرى اليمنية في موقع استراتيجي في بحر العرب على بعد 350 كيلومتراً جنوب اليمن.

وقال الموقع: في عام 2016، نقلت مصادر أجنبية من مصدر إريتري رفيع المستوى قوله إن "إسرائيل" بدأت في بناء أكبر قاعدة استخبارات أمامية لها في حوض البحر الأحمر وفي المنطقة الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب. هدف القاعدة هو "مراقبة" إلكترونية للقوات التي تقودها المملكة العربية السعودية وقوات "الدولة الإسلامية" – "داعش".

وأشار المصدر، الذي سجل بأنه المركز الفلسطيني للإعلام، إلى أن القاعدة الاستخباراتية الإسرائيلية أقيمت فوق جبل"أمباسويرا" (EMBA SOIRA) الواقع بالقرب من المدينة، جنوب العاصمة الإريترية - أسمرة. القمة على علو أكثر من 3000 متر فوق مستوى سطح البحر.

كما يدعي المصدر أن قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية ستراقب (إلكترونيًا) قوات التحالف التي تدعم القوات اليمنية المناوئة للرئيس اليمني المخلوع (علي عبد الله) صالح والمليشيات الشيعية"، وستراقب التحركات البحرية الإيرانية في المنطقة التي اشتدت نتيجة أحداث اليمن ومحاولات إيران زيادة النشاط في إريتريا.

وكانت قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية ستعمل في الخطوط الأمامية أيضًا على تحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر، وخاصة بعد أن استأجرت قوات التحالف بقيادة السعودية ميناء في إريتريا لتعزيز لوجستياتها وقاعدة عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ.

كما كانت القاعدة الإسرائيلية ستشارك في مراقبة السودان الذي كانت تتهمه "إسرائيل" بالمساعدة في توفير السلاح للمقاومة الفلسطينية (حماس في غزة)، وخاصة خلال الأعوام 2010-2014.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة، بوساطة أميركية، رسميًا أنهما قررتا تطبيع العلاقات بينهما وأنهما تبحثان حاليًا توقيع معاهدة سلام بين الدولتين، فإن التعاون المتجدد بين البلدين قد أتى بالفعل "ثماراً" استراتيجية، على الأقل في أليبا دي ميكوروت في اليمن القريبة من إيران.

وبحسب نفس المصادر اليمنية، التي قدمت المعلومات لمصادر سورية، فإن "إسرائيل" والإمارات تقومان بجميع الاستعدادات اللوجستية لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن، من باب المندب في جزيرة سقطرى إلى جنوب اليمن، الخاضعة لسيطرة الإمارات.

كما تعرف المصادر اليمنية نفسها كيفية تفصيل إنشاء القواعد الاستخباراتية الجديدة لـ"إسرائيل" والإمارات على النحو التالي:

ووفقًا لها، فقد وصل مؤخرًا وفد مشترك من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إلى جزر سقطرى، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، وقاموا معًا بفحص مواقع مختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.

وبحسب اليمنيين، فإن المناطق التي تم فحصها هي في المناطق المناسبة طوبوغرافياً لجمع المعلومات الإلكترونية عن جنوب اليمن و"الخليج" وخليج عدن وباب المندب المصري والقرن الأفريقي بأفضل طريقة هي:

- مركز جمجموه في منطقة مومي شرق الجزيرة.

-مركز قطنان في غرب الجزيرة حيث توجد سلاسل جبلية عالية تسمح للمعدات بالتحكم في طرق الشحن الدولية التي تعبر المنطقة.

سقطرى هي مجموعة صغيرة من الجزر في المحيط الهندي سميت على اسم الجزيرة الكبيرة الموجودة هناك. تقع سقطرى على بعد 350 كيلومتراً جنوب اليمن وحوالى 250 كيلومتراً شرق الصومال. الجزر أرض خاضعة للسيادة اليمنية. تبلغ مساحة الجزيرة الرئيسية 3650 كيلومترًا مربعًا والباقي صغير وبعضها غير مأهول. في عام 2008، تم إعلان الأرخبيل كموقع للتراث العالمي.

في 2 أيار / مايو 2018، كجزء من الحرب الأهلية في اليمن، نزلت القوات العسكرية الإماراتية في الجزيرة وسيطرت على النقاط الرئيسية هناك.

 ترجمة: الميادين نت

 

بِتُ أقرب إلى أن أكون محترفة في الشعور بالقلق"؛ هكذا أقرت الباحثة في علم النفس كيت سويني بلهجة ملؤها الأسف.

العالم - منوعات

ولا عجب في ذلك، فهذه السيدة عانت الأمريْن، على مدى الجانب الأكبر من حياتها حتى الآن، بسبب هذا النوع من المشاعر، التي تساورها حيال ما تعجز عن التحكم فيه من أمور بشكل كامل. ويشمل ذلك الآن مثلا، عدم قدرتها على ضمان إلزام والديْها، باحترام قواعد التباعد الاجتماعي، المفروضة للحيلولة دون تفشي وباء كورونا.

ورغم أن إصابة المرء بقلق مزمن، ولو بقدر منخفض، يؤثر عليه سلبيا؛ فإن ما تتميز به سويني في هذا الصدد، يتمثل في أن معاناتها من هذا الأمر، كان من بين الدوافع التي حدت بها لاختيار مسارها المهني، إذ آثرت أن تكون خبيرة في الصحة النفسية في جامعة كاليفورنيا فرع ريفرسايد، وتتخصص بالتحديد، في فهم أسباب القلق والتوتر.

وتعلق سويني على ذلك قائلة: "لا يستغل الجميع حياتهم وما يدور فيها، كوقود لأبحاثهم". على أي حال، استعانت سويني ببعض تجاربها الحياتية، كأساس للدراسات النفسية التي تجريها. ومن بين النتائج المفاجئة التي كشفت عنها بعض هذه الدراسات؛ أن القلق يمكن أن يكون مفيدا للمرء، خلال مروره بمجموعة من المواقف المتنوعة، بدءا بانتظاره لنتائج اختبار ما، إلى اتخاذه إجراءات لحماية صحته.

أنواع مختلفة للقلق

تباين العلماء في تعريفهم للقلق، فبعضهم وصفه بتعبيرات محايدة، بينما اختار آخرون اللجوء لمصطلحات ذات طابع سلبي في هذا الشأن. ومن بين من استخدموا التعريفات ذات الصبغة المحايدة؛ علماء النفس الذين يدرسون ظاهرة التغير المناخي، إذ وصفوا القلق بأنه "حالة شعورية تحفز المرء على اتخاذ استجابات سلوكية، تستهدف تقليل التهديد الذي يتعرض له". وما يميز القلق عن الشعور بالتخوف بشكل عام، هو الطبيعة العاطفية للنوع الأخير، وحقيقة أنه يهيئ الناس للتغيير.

أما من استعانوا بمصطلحات سلبية، للحديث عن القلق، فهم أولئك العلماء الذين عرّفوه بأنه "تجربة شعورية، تنطوي على أفكار مزعجة ومستمرة بشأن المستقبل". وبينما لا يمكن لأحد إنكار الأضرار المتعددة الناجمة عن شعور ما على هذه الشاكلة؛ فإن بعض الباحثين ذهبوا للقول إن للمرء قدرة محدودة على أن يضمر أحاسيس من هذا النوع؛ بمعنى أنه إذا ساوره قلق حيال أمر ما، فإن ذلك قد يحول دون شعوره بالإحساس نفسه إزاء أمور أخرى.

ويرتبط شعور المرء بمستويات عالية من القلق، بمعاناته من ضعف الصحة البدنية والذهنية، وذلك لأسباب متنوعة للغاية، قد تتراوح ما بين نومه بشكل متقطع مثلا، ومحاولته المستميتة لتجنب الخضوع لفحوص قد تكشف عن إصابته بالسرطان. كما يرتبط الإحساس بضرب من القلق يتسم بأنه حاد ومجرد ويحدث بشكل تلقائي ومتكرر على نحو يصعب السيطرة عليه، بما يُعرف بـ "اضطراب القلق العام".

ويقول إدوارد وتكينز، عالم النفس السريري والباحث في اضطرابات الحالة المزاجية في جامعة إكستر البريطانية: "من المرجح أن يكون ذاك النوع من القلق الذي يسود على نطاق واسع لأسباب مختلفة ومتنوعة، غير مفيد وذا طابع إشكالي، إذا ما قورن بالقلق الذي يتركز على مشكلة محددة ومنفصلة بوضوح عن غيرها".

فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون في الولايات الاسترالية المعرضة لأن تشهد حرائق غابات أكثر من غيرها، أن الشعور بضرب من "القلق البناء"، ترافق مع التحضير بشكل أفضل لمواجهة هذا النوع من الحرائق. بجانب ذلك، ارتبط شعور المرء بقلق من هذا النوع، بأمور من قبيل، الأداء بشكل أفضل على المستوى الأكاديمي، والإقدام على محاولات أكثر للإقلاع عن التدخين.

وعلى سبيل المثال، كشفت إحدى الدراسات النقاب، عن أن وجود شعور بالقلق لدى المرء إزاء مسألة التغير المناخي، شكّل المؤشر الأقوى من نوعه، الذي ميّز المؤيدين للسياسات الرامية لمواجهة هذه الظاهرة، وهو ما يعني أنه قد يكون من المجدي، أن يسعى أنصار حماية البيئة، لإثارة قلق الناس حيال وضعها الراهن، بدلا من أن يعملوا على أن يثيروا مخاوفهم في هذا الصدد. فالقلق قد يجعل من يشعرون به، أكثر قدرة على التعامل مع الظروف المحيطة بهم، في ضوء أنه يركز على ما يمكن أن يحدث في المستقبل، لا على اجترار الماضي.

ويستعرض وتكينز ثلاث آليات رئيسية، يمكن للقلق أن يُحدِث أثره من خلالها في هذا الصدد "أولاها أن الإحساس بهذا الشعور حيال أمر من الأمور، يزيد من إمكانية أن يفكر المرء في الأسباب، التي تحدو به لاتخاذ إجراء إزاءه، ويعزز أيضا من دوافعه، للقيام بشيء ملموس على هذا الصعيد. وتتمثل الآلية الثانية في أن الشعور بالقلق، يشكل عاملا يُذكِّر من يحس به بضرورة الإقدام على أشياء بعينها، نظرا لأن الإحساس بالتخوف من شيء ما أو الشعور بعدم اليقين بشأنه، يلح على الذهن للتأكد من أننا نحاول التعامل مع الأمر ومعالجته. أما الآلية الثالثة، فتكمن في أن القلق يمكن أن يتضمن في طياته، أمورا مثل القيام بتحضيرات جدية، والتخطيط وحل المشكلات كذلك".

وتقول سويني إن للقلق غرضا ووظيفة، مثله مثل أي عاطفة أو شعور، يراود المرء. فهو يمثل، بحسب قولها، إشارة "توجهنا في الأساس، صوب شيء ما، ربما يكون في الطريق إلينا، ويلفت انتباهنا له. كما أنه يحفزنا – في وضعه المثالي - على التحرك لمنع حدوث ذلك الشيء السيء، أو يجعلنا على الأقل على أهبة الاستعداد للتعامل معه".

ويبدو أن الدراسات التي أُجريت بشأن وباء كورونا في مراحله المبكرة، تؤكد هذا الأمر. فقد أظهرت دراسة تناولت مدى إدراك سكان 10 من دول العالم للخطر الكامن في هذا الوباء، أن الشعور بالقلق بشأنه، مثل "المكون العاطفي لهذا النوع من الإدراك". وقد قيّم الباحثون القائمون على هذه الدراسة، مستوى إدراك أفراد العينة لخطر الفيروس، من خلال مقاييس من بينها، طرح أسئلة عليهم للتعرف على مستوى قلقهم حيال (كوفيد 19). وأظهرت النتائج وجود ارتباط قوي، بين تزايد إدراك المرء للمخاطر المترتبة على تفشي الوباء، واتخاذه إجراءات صحية وقائية، مثل غسل اليديْن وارتداء كمامات الوجه، والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.

كيف تشعر بـ "القلق بشكل أفضل"

من جهة أخرى، يمثل الغموض الذي يكتنف وباء كورونا ومداه الزمني المحتمل، أحد الأسباب التي تجعل منه مشكلة تستنزفنا بشدة عاطفيا. فمن الأيسر على المرء الشعور بـ "القلق البناء"، إذا كان الأمر يتعلق بحدث ذي إطار زمني واضح، مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية على سبيل المثال. فبالنسبة لسويني مثلا، كان الاقتراع الرئاسي الأخير الذي شهدته الولايات المتحدة عام 2016، من بين الأحداث، التي أذكت مخاوفها على الصعيد السياسي. وأدى ذلك، إلى أن تبادر عندما حل موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد عامين فحسب من السباق الرئاسي، إلى الاستفادة من مشاعر القلق هذه، عبر كتابة أكثر من 50 بطاقة بريدية، تحض من خلالها الناخبين على التصويت.

وقد أجرت سويني دراسة تتناول السبل التي يمكن للمرء من خلالها الحفاظ على سلامته الذهنية وراحة باله، خلال انتظاره لنتائج قد تكون سلبية. وركزت الدراسة على فترة انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة التي تحدثنا عنها للتو. وأشارت سويني من خلال النتائج التي خَلُصَت إليها هذه الدراسة، إلى أنه كان بوسع المرء تقليص التبعات الأسوأ للشعور بالقلق، من خلال إصراره على التحلي بروح إيجابية، خلال الفترة السابقة ليوم الاقتراع، وفي اليوم الانتخابي نفسه، شريطة أن يُعد نفسه في الوقت ذاته، لمواجهة أسوأ النتائج الممكنة بالنسبة له. وقالت الباحثة في دراستها إنها ظلت قادرة – بشكل شخصي - على "إيجاد وظيفة وغرض للقلق"، حتى لحظة إعلان نتائج الانتخابات.

وبطبيعة الحال، ربما يشعر الكثيرون بالقلق لأسباب وجيهة، تتعلق بتعاملهم مع قوى لا يستطيعون التحكم فيها. لكن ربما يساعدك على نزع فتيل هذا الشعور، إدراكك أنه ما من غرض أو وظيفة له، في مواقف مثل هذه. وتستعرض سويني هنا عملية مؤلفة من ثلاث خطوات، يجري في غمارها، تحويل مشاعر القلق، إلى إجراءات عملية ملموسة، وتوجيه هذا الشعور في الاتجاه الصحيح، إذا لزم الأمر.

1 – حدد طبيعة القلق الذي يساورك

2 – استعرض في ذهنك قائمة بالخطوات التي يُحتمل أن تقوم بها للتعامل مع هذه المشكلة

3 – إذا كنت قد اتخذت كل التدابير الممكنة في هذا الصدد، فلتحاول أن تنغمس في إحدى الحالات العقلية التي تقلل التوتر، مثل "التدفق" و"اليقظة أو الوعي التام".

وتبدأ سويني بالحديث عن "التدفق"، وهي الحالة التي يعني مرور المرء بها، استيعابه بشكل كامل للتحديات ذات الخطورة المعتدلة التي تواجهه، وامتلاكه أدوات تتبع للتعرف على مدى التقدم الذي يحرزه على صعيد مواجهتها.

وتقول الباحثة إن الانغماس في هذه الحالة، كان مفيدا بشكل خاص، على صعيد التعامل مع الضغوط المرتبطة بتفشي وباء كورونا. فقد أظهرت دراسة أوليّة أجرتها سويني وزملاؤها بشأن وضع الصحة العقلية للصينيين، الذين لم يكونوا قد خضعوا وقت إجراء البحث لقواعد الحجر الصحي بعد، أن الدخول في حالة "التدفق" هذه، ارتبط بتراجع شعور أفراد العينة بالوحدة، وكذلك بإقدامهم على مزيد من السلوكيات المعززة للصحة.

ورغم أن حالة "اليقظة أو الوعي التام" ترتبط عادة بجني المرء الكثير – بل بالأحرى الكثير للغاية - من الفوائد المرتبطة بالشعور بالسعادة والسلامة النفسية والاجتماعية، فإن الأمر كان مختلفا في الدراسة التي أجرتها سويني على شرائح من الصينيين، إذ تبين أن تلك الحالة اقترنت في هذه المرة، بالشعور بقدر أكبر من الوحدة، وبتقلص الأنشطة الصحية التي يمارسها المبحوثون. وترى سويني أن ذلك يعود إلى أن الانغماس في حالة "التدفق"، يوفر للمرء "عنصر إلهاء متميزا"، ما يجعل الوقت يمر بسرعة. أما حالة "اليقظة"، فتجبر من يمر بها، على الاهتمام والانتباه لحالة "الغموض واللا يقين" المستمرة التي تحيط به.

وربما يتمثل أحد الدروس المستفادة من هذه الدراسة، في أن انغماس المرء في حالة "يقظة أو وعي تام"، يفيد بشكل أكبر في التعامل مع المواقف الشائكة وقصيرة المدى في الوقت نفسه، بينما تفيد حالة "التدفق"، في جعله أكثر قدرة على التكيف مع الأوضاع التي لا تبدو لها نهاية في الأفق.

ويقول وتكينز، الذي يعكف حاليا على تحديث قائمة النصائح التي يسديها لمن يريدون تعزيز سلامتهم النفسية والاجتماعية خلال فترة الوباء وتقييّم تطبيق إلكتروني تم إطلاقه في هذا الصدد لخدمة الشبان الأوروبيين، إن الدراسات الحالية تتوقع أن "يؤدي الشعور بقدر معتدل من القلق بشأن كورونا مُقترنا بفهم لمدى فاعلية قواعد التباعد الاجتماعي والإيمان بأهمية ذلك، إلى زيادة معدلات الالتزام بالإرشادات الخاصة بهذا الأمر. في المقابل، يؤدي شعورك بقلق مفرط، أو بالخوف لأسباب متعددة متنوعة، إلى إمكانية أن يصبح من العسير عليك الإقدام على أي تحرك فعلي".

خلاصات مثل هذه، ربما تفيد من يشعرون بالقلق، إزاء المخاطر التي تكتنف عودتهم إلى أماكن عملهم، للقيام بمهامهم الوظيفية من هناك كالمعتاد. فبدلا من أن يركز هؤلاء على التفكير في ما الذي يمكن أن يمضي في الاتجاه الخاطئ حينما يُقْدِمون على هذه الخطوة، يجدر بهم وضع خطة مفصلة، بشأن كيفية تقليص أي خطر قد يواجهونه خلال التوجه إلى مقر العمل والعودة منه.

ويقول وتكينز: "سيساعدهم الخيار الثاني على التحضير والتخطيط لمواجهة أي احتمال، وعلى أن يشعروا بأنهم مسيطرون بشكل أكبر على الموقف، أما الأول فسيقودهم إلى الشعور بمزيد من المخاوف الكارثية، وتخيل إمكانية حدوث الأسوأ، وتصاعد القلق الذي يدور في نفوسهم".

وعلى أي حال، تتضمن التوصيات، المستقاة من نصائح وتكينز ومن الدراسات التي أجراها علماء نفس آخرون، أهمية أن يحافظ المرء على نوع ما من الروتين في حياته وتعاملاته، وضرورة أن يتواصل مع أحبائه بشكل دوري للاطمئنان عليهم، وأن يجد كذلك سبلا من شأنها، تحويل مشاعر القلق التي تساوره، إلى شعور بالاهتمام الذي يتسم بالتعاطف مع الآخرين.

وإذا عدنا إلى سويني، سنجدها تعكف حاليا على التفكير في الكيفية التي ستستأنف بها حياتها الطبيعية بعد فترة الإغلاق. وبينما تقول هذه السيدة إنها تسعى للتحلي بتفاؤل حذر في أغلب الأوقات، فإنها تعتزم أن تخصص في الوقت نفسه، فترة ما كل أسبوع أو نحو ذلك، للتفكير بعمق في ما إذا كانت هناك أي تهديدات أو مخاطر، يتعين عليها أن تشعر بالقلق بحق، إزاءها بقدر أكبر.

أما بالنسبة لي، فأحاول تطبيق هذه الأفكار والرؤى المستمدة من علم النفس في حياتي. وقد وجدت في فيلم الرعب المفضل لديّ "بادادوك"، مصدر إلهام لي في هذا الشأن. فالوحش الذي يظهر ضمن أحداث هذا العمل، يمثل "تجسيدا ماديا مرعبا للحزن". وعلى عكس ما يحدث في غالبية أفلام الرعب، تدرك بطلة "بادادوك" أن تدميره مستحيل وغير مفيد في الوقت نفسه، نظرا لأن وجوده يمنحها الفرصة لأن تشعر بالحزن، ولأن تتذكر ما مر بها في ماضيها كذلك. لكنها ترى في الوقت ذاته أنه لا يجدر بها أن تطلق له العنان. ولذا تنجح في نهاية المطاف، في التوصل إلى "تسوية غير مريحة بعض الشيء" مع هذا المخلوق.

وعلى الشاكلة ذاتها، ربما يمثل تحقيق "توازن مع الشعور بالقلق" هدفا مفيدا بالنسبة للكثيرين منّا، حتى وإن كنا سنشعر أن هذا الأمر، سيكون على الدوام، غير مريح على نحو ما.

المصدر:العالم

السبت, 05 أيلول/سبتمبر 2020 06:19

عصير الملفوف وفوائد مذهلة لم تكن تعرفها

كشفت الدكتورة يلينا كالين، خبيرة التغذية الروسية، عن فوائد مذهلة لعصير الملفوف أكثر من أكله في الحالة العادية.

ووفقا للخبيرة، يساعد عصير الملفوف على تطبيع عملية التمثيل الغذائي وعلى تخفيض الوزن. وتقول، يحتوي الملفوف على نسبة عالية من الألياف الغذائية الخشنة، التي لهضمها تفرز المعدة كمية أكبر من حمض الهيدروكلوريك، ما قد يسبب الشعور بالألم. ولكن عندما نعصر الملفوف فإننا نزيل الألياف الغذائية الخشنة منه، ما يسهل عملية الهضم.

وتؤكد الخبيرة، على أن عصير الملفوف الطازج مفيد لجدران المعدة والأغشية المخاطية. لذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من التهابات في المعدة أو انخفاض حموضتها، بتناول عصير الملفوف. ولكنها في نفس الوقت تؤكد على أنه يمنع تناول هذا العصير في حال تفاقم أمراض المعدة، وكذلك في حال زيادة حموضـتها.

وأما عن فوائد عصير الملفوف فتقول، يحتوي الملفوف على حمض الترتونيك، الذي يبطئ تركيب الدهون (عملية تحويل الكربوهيدرات إلى دهون). وهذا يساعد على تخفيض الوزن. ولكن المعالجة الحرارية للملفوف تتلف حمض الترتونيك. لذلك فإن تناول عصير الملفوف، هي أفضل طريقة للعناية بصحة المعدة والكبد.

وتضيف، كما أن عصير الملفوف غني باليود والمغنيسيوم والفوسفور والكالسيوم والصوديوم والنتروجين وغيرها من العناصر الكيميائية والفيتامينات، مثل مجموعة فيتامين U الذي يفيد في علاج قرحة المعدة والالتهابات.

وتقول، يحمي فيتامين U الغشاء المخاطي للمعدة ويساعد على التئام الجروح. وعمليا يقوم بعملية إصلاح التآكل والشقوق الموجودة في الغشاء المخاطي للمعدة، لأنه لا يسمح لحمض الهيدروكلوريك بإلحاق الضرر بجدران المعدة. لذلك يجب تناوله في حال التهاب المعدة واضطراب عملية إفراز حمض الهيدروكلوريك.

وعلاوة على هذا، عصير الملفوف مدر للبول، ويمكن استخدامه بمثابة ملين. بحسب الخبيرة.

باحث عسكري: سقطرى تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط دول الخليج (الفارسی) إلى خارج المنطقة

 

اليمن/ الأناضول

مصدر عسكري: الإمارات شرطي لواشنطن في المنطقة ومصممة على السيطرة على الجزيرة ضمن سباق لبسط النفوذ على الموانئ والمياه والمواقع اليمنية
موقع أمريكي: الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في سقطرى
الجزيرة مدرجة منذ 2008 على قائمة مواقع التراث العالمي وتزخر بنباتات وحيوانات وطيور نادرة.. واتهام رسمي للإمارات بنهب بعضها

في يونيو/ حزيران الماضي، عاش اليمن حدثا عسكريا كبيرا، وهو سيطرة قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الانفصالي المدعوم من الإمارات، على جزيرة سقطرى (جنوب شرق)، بعد مواجهات مع القوات الحكومية.

وجاء ذلك بعد سنوات من مساعٍ ومحاولات عديدة من الإمارات لبسط نفوذها على هذه الجزيرة الاستراتيجية.

وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرق)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى "محافظة سقطرى"، ويطلق عليها "جزيرة سقطرى"، وتبلغ مساحتها ثلاثة آلاف و700 كيلو متر مربع.

ونجحت قوات "الانتقالي" في اقتحام مركز أرخبيل سقطرى، وهي مدينة حديبو، بعد حصارها لأسابيع، فيما شكت القوات الحكومية حينها من نقص كبير في العتاد العسكري لمواجهة القوات التي جلبها المجلس الانفصالي من محافظات أخرى جنوبي اليمن.

وبسيطرة "الانتقالي" على سقطرى تكون الإمارات بسطت نفوذها فعليا على الجزيرة، فالمجلس لا يمانع أي قرار إماراتي، فيما تقول مصادر حكومية يمنية إن المجلس مجرد أداة وذراع لأبوظبي ينفذ ما يملى عليه من داعميه الإماراتيين.

وبعد سيطرة "الانتقالي" على سقطرى، لم يكن لدى السلطات المحلية، بقيادة المحافظ رمزي محروس، من خيار سوى الرحيل من الجزيرة، حيث قرر آنذاك الانتقال مع مسؤولين حكوميين إلى محافظة المهرة (شرق)

وبعدها بأيام، وجه محروس، في تصريحات إعلامية، اتهامات للسعودية، قائدة التحالف العسكري العربي، بأنها سهلت لـ"اللانتقالي" السيطرة على سقطرى.

وأضاف: "تلقينا ضمانات من القوات السعودية (المتواجدة في الجزيرة) بوقف التصعيد، لكنها تراجعت عن ضماناتها، وتركت مليشيا الانتقالي تسيطر على المحافظة".

وتابع محروس: "سقطرى تحولت لورقة ضغط للتحالف على الرئيس هادي والحكومة، لكنها ستعود إلى حضن الشرعية".

وبعد سيطرته على سقطرى بالكامل، فرض "الانتقالي" قيادات تابعة له في معظم المؤسسات الحكومية في الأرخبيل، وقام بتعيين رئيس المجلس في المحافظة، رأفت الثقلي، كحاكم فعلي لها، بمثابة المحافظ.

وتواصل الحكومة اليمنية مطالباتها بإنهاء سيطرة "الانتقالي" على سقطرى، مرددة أن المجلس، المدعوم إماراتيا، نفذ انقلابا مكتمل الأركان على السلطات الشرعية في المحافظة.

وكان أحدث موقف للحكومة في 1 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث شدد اجتماع لمجلس الوزراء على ضرورة عودة الأوضاع في سقطرى إلى ما كانت عليه قبل سيطرة "الانتقالي".

ودعا المجلس إلى وقف العبث والفوضى في الجزيرة، والعمل على إعادة السلطات الشرعية وتشغيل المؤسسات الحكومية.

** الأهمية العسكرية لسقطرى

نظرا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لسقطرى، حرصت الإمارات، منذ بدء الحرب في اليمن قبل أكثر من خمسة أعوام، على بسط نفوذها هناك.

وأرسلت الإمارات، في 2018، قواتا تابعة لها إلى الجزيرة، من دون تنسيق مع الحكومة، فاعترضت الأخيرة بشدة، ورحل رئيس الوزراء حينها، أحمد عبيد بن دغر، مع وزراء ومسؤولين إلى الجزيرة، رافضين مغادرتها قبل رحيل القوات الإماراتية، ما جعل السعودية تتدخل للوساطة بين الإمارات والحكومة، بعد توتر كبير في العلاقات.

وفي مايو/ أيار 2018، انتهت الأزمة بين الطرفين بوساطة سعودية تم بموجبها إخراج القوات الإماراتية من الجزيرة، ودخول قوات سعودية إليها بتنسيق مع الحكومة، وهي ما زالت موجودة، ولا يُعرف عددها بشكل دقيق.

وقال علي الذهب، باحث يمني في الشؤون العسكرية، ، إن "سقطرى تكتسب أهمية حيوية، كونها تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط دول الخليج (الفارسی )إلى خارج المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية عموما".

وأضاف: "هذا الموقع الاستراتيجي لسقطرى، يُمكِّن السفن من الرسو فيها، مع ما توفره طبيعة سواحلها المتعرجة من حماية للسفن من الرياح العاتية".

وتابع: "هناك إمكانية لاستغلال الجزيرة عسكريًّا، بأن يُتخذ منها قاعدة عسكرية متقدمة، للدفاع الاستراتيجي عن اليمن والجزيرة العربية والخليج (الفارسي) والقرن الإفريقي".

وأوضح أن "الموقع الاستراتيجي للجزيرة يلبِّي طموحا عسكريّا لمن يسيطر عليها، لما يمكن أن تقدمه القواعد التي قد تقام على مثل هذه الجزيرة من تسهيلات للتدخل العسكري في دول بالمنطقة، لا سيما المضطربة منها".

وذكر أن "الإمارات ليست وحدها في سقطرى، فهناك أيضا نفوذ عسكري سعودي، وما يجري من إرباك في الحرب وتشتيت الأوراق وإضعاف الحكومة الشرعية، كله يهدف إلى تفتيت اليمن والحصول على مكاسب، منها هذه الجزيرة".

وأردف الذهب أن "وجود قاعدة عسكرية إماراتية في سقطرى يمكن أن يشكل توأمة لقواعد عسكرية موجودة في المحيط الهندي، فلدى الإمارات طموح عسكري استراتيجي، لكنها تدور في إطار الممكن والمسموح لها من الدول الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية، لأن أهدافها مختلطة ومشتركة مع بعض وتخدم المصالح المتبادلة بينهما".

وشدد مصدر عسكري يمني رفيع المستوى، في تصريح ، على أن "الإمارات مصممة على السيطرة على سقطرى، ضمن سباق في بسط النفوذ على الموانئ والمياه والمواقع الاستراتيجية اليمنية".

ولم يستبعد المصدر، طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن تبني الإمارات قاعدة عسكرية في سقطرى، لتوسيع نفوذها في المنطقة.

ووصف الإمارات بأنها "شرطي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهي أداة للاعبين الكبار".

** قاعدة إماراتية-إسرائيلية

على نطاق واسع، يُتداول حديث في اليمن، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، بأن الإمارات لديها مطامع حقيقية في الاستيلاء على سقطرى وبناء قاعدة عسكرية فيها، وطمس الهوية اليمنية بإغراء السقطريين الذين يعاني معظمهم من الفقر بالجنسية الإماراتية، وجعل الجزيرة مرتبطة بشكل مباشر بالإمارات.

وفي 28 أغسطس/ آب الماضي ذكر موقع "ساوث فرونت" الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية والاستراتيجية أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في سقطرى.

ونقل الموقع عن مصادر عربية وفرنسية، لم يسمها إن "الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في سقطرى".

وذكرت المصادر أن "وفدا ضم ضباطا إماراتيين وإسرائيليين زار الجزيرة مؤخرا، وفحص عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية".

وأشارت إلى أن انهيار الدولة اليمنية وعدم الاستقرار المستمر مهدا الطريق للإمارات.

ولم يصدر تعليق حول الأمر من الإمارات وإسرائيل، اللتين تكثفان منذ 13 أغسطس/ آب الماضي من تطبيع العلاقات بينهما، في خطوة علنية غير مسبوقة من دولة خليجية.

** تفرد عالمي

تتمتع سقطرى بتنوع حيوي وموقع سياحي مهم، جعلها من أبرز المناطق اليمنية الجاذبة للسياح قبل الحرب، وزاها العديد من السياح الأجانب، بينهم باحثون وصحفيون وسياسيون ومسؤولون.

وتتمتع الجزيرة بتفرد عالمي، حيث تزخر بنسبة عالية من النباتات والحيوانات والطيور النادرة، ما جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تدرجها عام 2008، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.

وتشتهر سقطرى بتواجد الشجرة الفريدة المسمى "دم الأخوين"، والتي لا يوجد في العالم نظير لها، ما جعل السلطات تضع صورة الشجرة على فئة من العملة النقدية المحلية.

وسُجل في الجزيرة حوالي 850 نوعا من النباتات، منها حوالي 270 نوعا مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم، وفق المركز الوطني للمعلومات (يمني حكومي)

كما يوجد في الجزيرة 190 نوعا من الطيور، وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ، حسب المصدر نفسه.

وفي أغسطس/ آب الماضي، اتهم مستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي، عبر "تويتر"، الإمارات بنهب أشجار وأحجار كريمة وطيور نادرة من سقطرى.111111، دون تفاصيل او رد إماراتي.

المصدر:الاناظول

أفادت دراسة اجراها مجموعة من الباحثون الأستراليون أن سم النحل يمكنه القضاء على خلايا سرطان الثدي.

ووفقا لصيحفة "سيانس أليرت" العلمية، فإن الباحثين استخدموا سم نحل العسل وإنزيم الميلتين ضد نوعين من السرطان يصعب علاجهما.

وأضاف العلماء أنهم في حاجة إلى مزيد من الاختبارات، حيث إن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا، التي تصيب النساء حول العالم.

وقام الباحثون في معهد هاري بيركينز للأبحاث الطبية باستخدام 312 نحلة منتجة للعسل ونحلة طنانة، للتحقق من مدى خصائصها المضادة للسرطان.

وكشفت قائدة الدراسة، سيارا دافي، أن مستخلصات نحل العسل قوية للغاية، مضيفة أن وجدنا أن إنزيم الميلتين الموجود في سم النحل يمكن أن يدمر أغشية الخلايا السرطانية بالكامل في غضون 60 دقيقة.

وتابعت: كان للميلتين في سم النحل تأثير ملحوظ آخر، ففي غضون 20 دقيقة، كان قادرًا على تقليل الرسائل الكيميائية للخلايا السرطانية الضرورية لنمو الخلايا السرطانية، وانقسام الخلايا بشكل كبير.

وعلقت سيارا: نظرنا في كيفية تأثير سم النحل وإنزيم الميلتين على مسارات الخلايا السرطانية، وتبين أن إنزيم الميلتين يساعد على سرعة العثور وإغلاق مسارات نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها.

من جهته، قال كبير العلماء في غرب أستراليا البروفيسور بيتر كلينكين، توضح هذه الدراسة بشكل كبير، كيف يتداخل الميلتين مع مسارات الإشارات داخل خلايا سرطان الثدي، لتقليل تكاثر الخلايا.

يذكر أن إنزيم الميليتين ينتج بشكل طبيعي في سم نحل العسل، إلا أنه يمكن أيضا إنتاجه صناعيا.

 

البحرين تؤكد صدور موافقة على طلب إماراتي بشأن "الرغبة في السماح بعبور أجواء البحرين للرحلات الجوية الآتية إلى الإمارات والمغادرة منها إلى  الدول كافة بما فيها إسرائيل".

أعلنت البحرين أنها ستسمح بعبور الرحلات بين الإمارات و"إسرائيل" أجواءها. 

وقال مصدر مسؤول في شؤون الطيران المدنيّ بوزارة المواصلات البحرينية إنه "صدرت موافقة" على طلب إماراتي بشأن "الرغبة في السماح بعبور أجواء البحرين للرحلات الجوية الآتية إلى الإمارات والمغادرة منها إلى الدول كافة بما فيها إسرائيل".

وكشفت مصادر دبلوماسية يوم أمس أن البحرين رفضت إدراج بند "رفض التطبيع" في الجامعة العربية

ومنذ أيام، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه من المتوقع أن "تعلن البحرين في القريب عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وبحسب معلقة الشؤون السياسية في قناة "كان" غيلي كوهين، فإن "التوجه كان لدى هذه المملكة في الخليج (الفارسی)هو الإعلان عن هذه الخطوة بعد احتفال التطبيع مع الإمارات في البيت الأبيض".

وأشارت كوهين إلى أنه في الوقت الحالي، يشيرون في "إسرائيل" إلى "إمكانيات لتعاون مستقبلي مع دول أخرى في الخليج(الفارسی)".

هذا وأعلنت السعودية، أنها وافقت على طلب الإمارات "بالسماح للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كافة الدول"، بعبور الأجواء السعودية، وذلك بعد أيام من وصول أول رحلة تجارية من "إسرائيل" إلى الإمارات عبر أجواء المملكة.

يذكر أنّ وفداً أميركياً وإسرائيلياً رسمياً كبيراً، ترأسه مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، زار  الإمارات بعد نحو أسبوعين فقط على الإعلان عن الاتفاق.

وكان وزير الخارجية الأميركيّ مايك بومبيو، أعلن خلال جولته في الشرق الأوسط، أنه بحث مع ولي عهد البحرين الاستقرار الإقليميّ ووحدة الخليج(الفارسی)، ورأى أن من الضروريّ الاستفادة من زخم الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات، كما قال.

المصدر:المیادین

اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية يناقش قواعد الاشتباك مع الاحتلال، بما في ذلك تفعيل العاملين الإقليمي والدولي لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

ذكر بيان صادر عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت ورام الله أنه وفي هذه اللحظات المصيرية من تاريخ الشعب الفلسطيني، والتي تتعرض فيها القضية المركزية لمخاطر التآمر والتصفية، وتجريد الشعب من حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، والقدس المحتلة عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وحقهم في العودة إلى ديارهم الذين هجروا منها على أساس القرار 194، "تأتي المؤامرات والمخططات التي تقوم بها حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية الحالية، من خلال صفقة القرن ومخططات الضم، وتمرير التطبيع المجاني الذي رفضه شعبنا بأكمله".

وأكد البيان أنه في هذا "الاجتماع التاريخي" المنعقد اليوم (أمس الخميس)، ينطلق الفعل الفلسطيني "على قلب رجلٍ واحد"، وذلك "بمبادرة شجاعة ومسؤولية وطنية عالية من الأخ الرئيس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامين للفصائل، للشروع في جهدٍ وطني مبارك يستجيب للرغبة الوطنية الصادقة، وينسجم مع أهدافنا ومبادئنا ومنطلقاتنا التي تحتم علينا الترجمة الحقيقية لإنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة، وتجسيد الشراكة الوطنية الفلسطينية".

وشددت قيادات الفصائل في بيانها رفضها المطلق لجميع المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتجاوز حقوقهم المشروعة، كما أكدت رفضها لأي مساسٍ بالقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية. وأدانت كل مظاهر التطبيع مع الاحتلال.

كما وناقش اجتماع الأمناء العامين قواعد الاشتباك مع الاحتلال، بما في ذلك تفعيل العاملين الإقليمي والدولي لمواجهة تلك المخططات، وتوافق المجتمعون على وسائل وآليات النضال لمواجهة الاحتلال على أرضنا المحتلة، بما في ذلك ما كفلته المواثيق الدولية من حق الشعوب في مقاومة الاحتلال.

ولفت البيان إلى أنه "نحن كفلسطينيين نرى أن من حقنا ممارسة الأساليب النضالية المشروعة كافة، وفي هذه المرحلة نتوافق على تطوير وتفعيل المقاومة الشعبية كخيار أنسب للمرحلة، دفاعاً عن حقوقنا المشروعة لمواجهة الاحتلال".

وأضاف "من أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، يتوجب علينا الإسراع في إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية. وفي هذا السياق، وكشعب واحد وموحد، نعيش في وطنٍ حرٍ واحد، توافقنا على ضرورة أن نعيش في ظل نظام سياسي ديمقراطي واحد، وسلطة واحدة، وقانون واحد، في إطار من التعددية السياسية والفكرية، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، وفق التمثيل النسبي الكامل في دولةٍ وفق المعايير الدولية".

كما وأكد إقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس، مشدداً على أنه "أنه لا دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة".

هذا وقررت قيادات الفصائل "تشكيل لجنة من شخصيات وطنية وازنة، تحظى بثقتنا جميعاً، تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة في إطار م. ت. ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، خلال مدة لا تتجاوز خمسة أسابيع، لتقديم توصياتها للجلسة المرتقبة للمجلس المركزي الفلسطيني".

كما توافقت على تشكيل لجنة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة، على أن توفر اللجنة التنفيذية لها جميع الاحتياجات اللازمة لاستمرارها.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان أكد أمس أنّ القضية الفلسطينية تواجه اليوم "مشاريع التطبيع المنحرفة".

ورأى عباس في كلمة خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، أنّ "آخر الخناجر المسمومة كان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بإعلان أميركي".

وأضاف أنه "نجتمع اليوم لأننا شعب واحد قضيته واحدة وتجمعنا فلسطين والقدس"، مشيراً إلى أنّ "قرارنا الوطني حق خالص لنا وحدنا ولا يمكن أن نقبل بأن يتحدث أحد باسمنا ولم نفوض أحدا بذلك".

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، قال من جهته خلال الاجتماع في السفارة الفلسطينيّة في بيروت أمس، أنّه "نجتمع اليوم لنقول إن الشعب الفلسطيني سيبقى موحداً في الداخل والخارج". 

هنيّة اعتبر أنّه "نمر في مرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وذات طابع بمفهوم التهديد الاستراتيجي لقضيتنا والمنطقة. هذا منعطف تاريخي وهذه لحظة الحقيقة فيما يتعلق بواقعنا الفلسطيني"، مؤكداً أنّ "صفقة القرن والخطط المترتبة عنها، تهدف الى تحقيق أهداف خطيرة أولها ضرب القضية الفلسطينية بضرب ركائزها". 

كما أشار هنيّة إلى أنّ "المشروع الأميركي من صفقة القرن إلى الضمّ والتطبيع، هو إنزال خلف خطوط التاريخ والجغرافيا".

أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، فقال خلال الاجتماع إنّ الشعب الفلسطيني "ينظر إلينا اليوم بالأمل كما بالإحباط وعلينا أن نختار ما الذي نقدمه له". 

النخالة أشار إلى أنّه "أمامنا المشروع الصهيوني يتمدد في المنطقة، وكنا للأسف جسراً لهذا التمدد"، متسائلاً: "هل نتوقف ونعيد حساباتنا؟". 

وأوضح النخالة أنّ حركة الجهاد "تقدم مدخلاً للخروج من هذا الوضع، مستندين إلى مبادرة النقاط الـ10 التي طرحناها عام 2016". 

المصدر:المیادین

حسني محلي

القضية ليست قضية شيعة – سنة بقدر ما هي قضية الدفاع عن الحق والمبادئ والقيم والأخلاق التي تضع النقاط على الحروف في كلّ ما عاشته وتعيشه المنطقة من مؤامرات وخيانات.

بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس المحتلّة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977، دعا العقيد القذافي زعماء الدول العربية التي أعلنت رفضها مبادرة السادات، واعتبرتها مؤامرة خطيرة تستهدف فلسطين والقضايا القومية العربية برمتها، إلى قمة عاجلة في العاصمة طرابلس، حضرها رؤساء الجزائر وسوريا وليبيا واليمن الجنوبي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وممثل شخصي عن الرئيس العراقي أحمد حسن البكر.

وقد تبعت هذه القمة 3 قمم أخرى في الجزائر (2 شباط/فبراير 1978)، ودمشق (20 أيلول/سبتمبر 1978) وطرابلس (15 نيسان/أبريل 1978)، لينتهي هذا المسار بالقمة العربية في بغداد في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، والتي تقرّر فيها تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية، ونقل مقر الجامعة إلى تونس.

ولم يمنع كلّ ذلك السادات ومن معه من الاستمرار في التآمر، بعد أن طرد كلّ الخبراء السوفيات، إذ تعرّضت سوريا لإرهاب الإخوان المسلمين، واجتاحت "إسرائيل" جنوب لبنان (1978)، الذي كان يعيش حرباً أهلية خطيرة، إضافة إلى تطورات أخرى عانت منها دول جبهة الصمود والتصدي.

وإذا تجاهلنا المؤامرات التي عاشتها المنطقة مع "سايكس بيكو" و"وعد بلفور" وبعدهما، فإنَّ السنوات اللاحقة أثبتت أن خيانة "كامب ديفيد" كانت "أم المؤامرات" التي تعرضت لها دول الممانعة والمقاومة التي رفضت الاستسلام، ولم يبقَ منها سوى سوريا، التي عانت، وما تزال، الويلات، بسبب مواقفها المعروفة في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد والآن.

ومن دون الدّخول في التفاصيل والعودة إلى حكايات التآمر خلال السَّنوات الماضية، يعرف الجميع أنَّ الثورة الإسلامية في إيران "غير العربية" غيّرت موازين القوى الإقليمية لصالح دول الصمود والتصدي التي تعرَّضت للعديد من الانتكاسات، إلا أنها أثمرت بميلاد المقاومة الإسلامية، أي حزب الله، في لبنان، والتي استنفرت كل إمكانياتها لدعم المقاومة الفلسطينية الوطنية والحقيقية، وتحولت إلى مصدر حقيقي، وربما وحيد، للرعب الذي يعيشه الكيان الصهيوني عسكرياً ونفسياً.

ولهذا السّبب، سعت قوى الخيانة والتآمر إلى سدّ الطريق أمام الثورة الإسلامية والقضاء عليها منذ أيامها الأولى، وذلك بتحريض صدام حسين المدعوم خليجياً لشنّ حربه المعروفة على إيران، بعد إيصاله إلى السلطة في تموز/يوليو 1979، وكان انقلاب "الديكتاتوري الإسلامي" ضياء الحق، وإعدامه رئيس الوزراء السابق "الشيعي اليساري" ذو الفقار علي بوتو في 4 نيسان/أبريل 1979 في باكستان، ومن بعده انقلاب الجنرالات الأتراك المدعومين من واشنطن (أيلول/سبتمبر 1980)، ودعم المجاهدين الأفغان بالمال والسلاح الوهابي والإماراتي، كان كل ذلك ضمن حلقات التآمر ضد الثورة الإسلامية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ورفعت العلم الفلسطيني في طهران فوراً، وهو ما كان كافياً بالنسبة إلى "إسرائيل"، ومن معها في الغرب والمنطقة عموماً، للعمل معاً بهدف التخلّص من هذه الثورة، وهم جميعاً ما زالوا يسيرون على هذا الطريق.

إنَّ كل ما تشهده المنطقة الآن، اعتباراً من قمة مشروع الشرق الأوسط الكبير (2004)، ومن بعده ما يسمى بـ"الربيع العربي"، ليس إلا انتقاماً من إيران، التي لم تتراجع عن نهجها، وما زالت تمضي عليه، رغم كلّ ما تعرَّضت طيلة 41 عاماً من عمرها، كما أنه انتقام من دول الصمود والتصدي، وفي مقدمتها سوريا، التي وقفت إلى جانب إيران ضد العدوان الصدامي، فرد الإيرانيون الجميل لها، بدعمهم الشعب السوري في تصديه البطولي للحرب الإمبريالية والصهيونية والرجعية الإرهابية.

وبعد أن فشلت "إسرائيل" ومن معها في إجهاض الثورة الإسلامية، استنفرت كل إمكانياتها لمحاصرتها في الخارج، وبشكل خاص في لبنان وسوريا، المجاورتين للكيان الصهيوني، وهو ما فشلت فيه، رغم حجم التآمر على سوريا والعراق ولبنان بعد ما يسمى بـ"الربيع العربي"، فقد استغلّت القوى المذكورة الواقع العربي الحالي، فسعت من خلال ما يسمى "صفقة القرن" إلى محاصرة إيران، وهذه المرة عبر دول الجوار الخليجي، وهي الإمارات والبحرين وعمان، ولاحقاً السعودية، التي ستتحول معاً إلى قواعد استخباراتية وعسكرية للكيان الصهيوني.

وستستفيد الدولة العبرية من هذا التواجد والقواعد الأميركية الموجودة أساساً في دول المنطقة التي تجاور إيران، وهي باكستان وتركيا والعراق وشرق الفرات والهند وأفغانستان والأردن والسعودية والكويت وقطر، حليف تركيا الوحيد في المنطقة، وفيها مقر قيادة القوات الأميركية الشرق أوسطية.

ويبدو أنّ كلّ هذه القواعد والإمكانيات لم تكن كافية لتحقيق الهدف الإمبريالي والصهيوني في التخلّص من الثورة الإسلامية "الشيعية الفارسية"، التي استنفرت كل إمكانياتها لدعم سوريا ولبنان واليمن، وهو ما أزعج وأحرج كل الأنظمة "السنية"، العربية منها وغير العربية، والتي ساومت، وما زالت، على القضية الفلسطينية، ووفق مزاجها، أي مزاج أسيادها في واشنطن ولندن وباريس، أي تل أبيب!

وقد تآمر الجميع على المقاومة بعد أن فشلوا في التأثير في موقف دمشق الصامد خلال السنوات الأربعين الماضية، فاغتالوا رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وشنّوا حرب تموز، وأرادوا أن يحتلّوا اليمن، كما قسموا السودان، ودمّروا ليبيا والعراق وسوريا والصومال، ونهبوا ثروات شعوب الخليج المغلوبة على أمرها.

ولم يكتفوا بكل ذلك، فقد أرادوا اختراق الشارع العربيّ إعلامياً وثقافياً ونفسياً، لوضعه تحت الهيمنة والعبودية الفكرية التي ستسلب منه إيمانه وضميره وشعوره القومي والديني الحقيقي، الذي يرفض أي كيان استعماري إمبريالي صهيوني، لا في فلسطين فقط، بل في أي مكان من هذه الجغرافيا، فقد تعرضت شعوب المنطقة طيلة السنوات الأربعين الماضية بعد "كامب ديفيد" لأبشع أنواع التآمر السياسي والعسكري والفكري والثقافي والأخلاقي، الذي يهدف إلى إقناع المواطن العربي بأن عليه أن ينسى فلسطين، بل والديموقراطية والحرية والعيش الكريم، ويكتفي بما سيقدمه الزعماء له يوماً بيوم، ليتحول إلى إنسان آلي، من دون أي عواطف ومشاعر وقيم إنسانية، وهو ما سيساعد "إسرائيل" لتحويلهم جميعاً إلى عبيد يخدمون المشروع الصهيوني في إقامة الدولة العبرية من النيل، حيث التآمر الإثيوبي ضد مصر، إلى الفرات، حيث التدخل التركي في المنطقة، وهذا ما يفسر ما تتعرض له الآن كل من سوريا ومصر والعراق ولبنان، باعتبار أنها ضمن هذه الخارطة التي وضعت من أجلها القوى الصهيونية العالمية وملوك الخليج وأمراؤه العديد من الخطط والمشاريع الدموية.

وربما لهذا السبب سوّق الجميع منذ البداية لفكرة "تصدير الثورة الخمينية الشيعية" أو "خطر القنبلة النووية الشيعية"، لأنهم يعرفون أن مقولة "التصدير" تحمل في طياتها خدمة المشروع الصهيوني، ومساعدة "إسرائيل" على تنفيذ أجندتها في المنطقة، التي تعرَّضت، وما زالت، لأكثر من مؤامرة، لأن هذه الثورة عرقلت كلّ المشاريع والمخطَّطات.

ولم يتذكَّر أحد أنَّ باكستان الإسلامية "السنية" أيضاً تملك سلاحاً نووياً، كما أن الشاه الذي وقف إلى جانب آل سعود في حرب اليمن للفترة 1963-1968، كان شيعياً، ولكنه كان حليفاً لـ"إسرائيل" وأميركا، حاله حال إثيوبيا وتركيا للفترة 1950-1960.

إذاً، القضية ليست قضية شيعة – وسنة بقدر ما هي قضية الدفاع عن الحق والمبادئ والقيم والأخلاق التي تضع النقاط على الحروف في كلّ ما عاشته وتعيشه المنطقة من مؤامرات وخيانات بأحجامها وأشكالها المختلفة، والتي تعتمد دائماً على الأكاذيب بمختلف أشكالها، شرط أن تكون دائماً ملفَّقة وكبيرة جداً، وهو ما أوصى به داهية البروباغاندا النازية غوبلز، حين قال: "كلَّما كبرت الكذبة كان تصديقها أسهل"، ولم يهمل دور الإعلام الموالي، فقال: "أعطني إعلاماً بلا ضمير، أُعطك شعباً بلا وعي"، لأنه يعرف أنَّ الذي يبيع ضميره سوف يتخلّى بكلّ سهولة عن وطنه وشعبه، بل ودينه أيضاً، إن كان له دين، لينتهي المطاف بقوله: "إذا نزعت من الشعب تاريخه، فسوف يتحوّل بعد جيل إلى جمهور من الدهماء، وبعد جيل آخر سوف تستطيع أن تحكمه وكأنَّه قطيع".

هذا هو لبّ الموضوع بكلّ تفاصيله الدّقيقة التي لا تحتاج إلى مزيد من التعب والتّحليل، بل تتطلَّب موقفاً واضحاً وموحداً وواعياً وعملياً وجدياً ومحترفاً، يساعد مثقّفي المنطقة، ومن خلاهم شعوبها، للتصدي لكلّ المخاطر التي تستهدفهم، وهي على وشك أن تقضي عليهم جميعاً، لولا ما تبقى من جبهة الصمود والتصدي، واسمها الآن قوى الممانعة والمقاومة، التي ما زال الجميع يخافون منها، لأنها الحق بحد ذاته!

والسّؤال بسيط جداً، وهو إما أن نكون مع الحقّ وإما ضده، والحقّ هو الوطن، ومن دونه لن يكون للحديث أي معنى، لأنّ حبّ الوطن من الإيمان، والإيمان يفرض علينا أن نكون دائماً وأبداً، وحتى يوم القيامة، ضدّ "إسرائيل" ومن معها قولاً وقالباً!