
emamian
شمخاني: الارهابيون استخدموا اسلوبا جديدا في اغتيال الشهيد فخري زادة
اعلن امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني بان اجهزة الاستخبارات في البلاد كانت قد توقعت احتمال حدوث ومكان عملية الاغتيال الارهابية التي استهدفت العالم الایراني الشهيد محسن فخري زادة وعززت اجراءات الحماية اللازمة الا ان العدو استخدم اسلوبا جديدا ومختلفا تماما هذه المرة.
وقال شمخاني في تصريح له اليوم الاثنين خلال مراسم دفن العالم النووي والدفاعي الايراني البارز الشهيد محسن فخري زادة: ان خدمات العالم النووي الشهيد العميد محسن فخري زادة لا يمكن تبيانها ولقد كان العدو يسعى لاغتياله منذ 20 عاما.
واوضح ان اجهزة الاستخبارات في البلاد كانت قد توقعت احتمال وقوع الحادث ومكانه المحتمل وتم اتخاذ اجراءات الحماية اللازمة الا ان العدو استخدم هذه المرة اسلوبا جديدا تماما ونجح للاسف في الوصول الى هدفه بعد 20 عاما من الفشل.
يذكر ان مساعد وزير الدفاع رئيس منظمة الابحاث والابداع في وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية محسن فخري زادة تعرض يوم الجمعة لهجوم ارهابي في بلدة آبسرد التابعة لمنطقة دماوند شرق طهران اصيب فيها بجروح بالغة حيث نقل الى المستشفى الا ان جهود الفريق الطبي المعالج لم تفلح في انقاذ حياته واستشهد على اثرها.
المصدر:فارس
دور القلب المعنوي في التلقّي والعطاء
الدور المزدوج للقلوب في الأخذ والعطاء
إن القلب (الجانحة) جهاز ارتباط يأخذ ويتلقي من الله تعالى من جانب، ويعطى من جانب آخر. كالقلب (الجارحة) الذي يقوم بدور مزدوج في ضخ الدم واستعادته وتجميعه من خلال الشرايين والاوردة.
فإذا فقد القلب (الجانحة) هذه الخاصة في وصل الإنسان وربطه بالله تعالى فقد كلَّ قيمته، ولم يعد له نفع ولا جدوى، وأصبح ميتاً، كالقلب الجارحة تماماً.
والقلوب في هذا الأخذ والعطاء، تأخذ من الله تعالى الهدى والنور والبصيرة من جانب، وتمنح الانسان في حركته وكلامه ومواقفه وأعماله وعلاقاته هذا الهدي والنور من جانب آخر.
ولنتأمل في كتاب الله، لنعرف هذا الدور المزدوج للقلوب من خلال القران.
في الجانب الأول (التلقي والأخذ من عند الله) يقول الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلً﴾([1]).
فالقرآن إذن يتنزل على القلوب جملة واحدة ونجوماً، ويثبت الأفئدة، وتأخذ القلوب منه النور والهدى.
ويقول تعالى: ﴿اللهُ نَزّلَ أحسنَ الحديثِ كِتاباً مُتشابهاً مَثانيَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جُلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله﴾([2]).
إن القلوب تأخذ من القرآن فتخشع وتلين، وتتفاعل مع هدي الله ونوره الذي أرسل الى عباده، فإن القرآن هدى الله ونوره الذي أرسله إلى عباده، وبرهانه وحجته الى خلقه.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينً﴾([3]).
وقلوب المؤمنين والمتقين دون غيرهم تختص بهذا النور والهدى، وتأخذ منه، وتتفاعل معه.
﴿هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾([4]).
﴿هَٰذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾([5]).
وهذا هو الدور الأول للقلوب، تتلقى الهدي والنور والبصيرة والبرهان من عند الله، وتختص بماأانزل الله تعالى إلى عباده من النور والهدى، وتتفاعل معه وتلين له.
الدور الثانى للقلوب البث والعطاء:
تبث فيه القلوب النور والهدى الذي تلقته من عند الله، وتمنح النور لحركة الانسان ومنطقه وموقفه، وعلاقاته، واهتماماته. وعند ذاك يتحرك الانسان بنور الله وهداه، ويتكلم بنور الله وهداه، ويحدد مواقفه بنور الله وهداه، ويمشي في الناس بنور الله وهداه.
﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾([6]).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾([7]).
وهذا النور الذي يقيم به المؤمنون علاقاتهم مع الناس ويتحركون به في صفوف الناس، في السياسة، أو في التجارة، أو في سائر شؤون الحياة هو من نور الله تعالى الذي أرسله لعباده.
﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾([8]).
وهذا النور يتلقاه القلب من عند الله ثم يوجه القلب به بصر الإنسان وسمعه وأعضاءه وجوارحه.
ودور القلب في هذا الأخذ والعطاء دور الوسيط، يتلقى النور من عند الله ويوجه به سلوك الانسان وتحركه وكلامه ومواقفه.
إن أمارة سلامة القلب وصحته بأن يتلقى القرآن، ويعطي القرآن، كالتربة الخصبة تتلق النور والهواء والماء وتعطي الثمار الطيبة.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن: «كتاب الله تبصرون به وتنطقون به وتسمعون به».
فإذا فقد القلب سلامته فقد خاصية الاستقبال والتوجيه، فلا يتمكن من استقبال القرآن (النازل) من عند الله.
وإذا فقد القلب القدرة على استقبال القرآن (النازل) فقد القدرة على توجيه صاحبه وعلى رفع القرآن (الصاعد) الى الله بالصلاة والدعاء.
وتلك الحالة هي حالة (انغلاق القلب). يقول تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾([9]).
والأصم الأعمى لا يستطيع أن يستقبل نداءً ولا نوراً، ومن ثم لا يستطيع أن ينطق أيضاً، فيكون أبكماً بطبيعة الحال.
ويقول تعالى عن بني اسرائيل: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾([10]).
إن الحجارة لا تتمكن من أن تستقبل نوراً ولا هواء ولا ماء، وترد كل ما يتوجه اليها من النور والهواء والماء، وبطبيعة الحال لا تستطيع أن تعطي ثمرة، فإن الثمرة التي تعطيها التربة الخصبة هي مما تستقبل من النور والهواء والماء.
والقلب إذا فقد سلامته يكون كذلك لا يستقبل النور ولا يمنح النور، وهي حالة الانغلاق الكامل، وحالة (موت القلب) يفقد فيها القلب كل حيويته، فإن حياة القلب بما يأخذ، ويعطي، فإذا فقد هذه الخاصية فقد الحياة.
يقول تعالى في موت القلب: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾([11]).
ويقول تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾([12]) .
ويقول تعالي: ﴿وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾([13]).
وليس العجز في قوة النداء والأداء، ولكن العجز في قابلية الميت على السمع.
تلك هى حالة موت القلب وانغلاقه وانقطاعه عن الله تعالى.
فما هو سبب هذا الانقطاع والانغلاق؟
الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي (رحمه الله)
([1]) الفرقان: 32.
([2]) الزمر: 23.
([3]) النساء: 172.
([4]) آل عمران: 138.
([5]) الاعراف: 203.
([6]) الانعام: 122.
([7]) الحديد: 28.
([8]) النور: 40.
([9]) البقرة 18.
([10]) البقرة: 74.
([11]) فاطر: 22.
([12]) النمل: 80.
([13]) يس: 10.
العولمة والحرب الناعمة
تعتبر مجموعة ثانية من الباحثين أنّ العولمة مترادفة مع الحرب الناعمة. وهي من المفاهيم التي أثّرت على كافّة المجالات الاجتماعيّة في عقد الثمانينات تقريبًا. وقد قُدّمت تعاريف وتعابير مختلفة حول هذا المفهوم وتشكّلت الكثير من الآراء والنظريّات من قِبل علماء الاجتماع والثقافة والسياسة والعلاقات الدوليّة. حيث ركّزت كلّ مجموعةٍ من هؤلاء على جانبٍ من جوانب عمليّة العولمة وتناولت خلفيّاتها، أبعادها، آثارها ونتائجها.
وعلى هذا الصعيد، يعرّف غيدنز العولمة بأنّها ليست سوى نشر الحداثة والثقافة الديمقراطيّة – الليبراليّة. كذلك يعتبر ماركس وانغلز أنّ إدراك تاريخ العولمة وبداية هذه العمليّة يستلزم إدراك ومعرفة تاريخ الرأسماليّة، لأنّ ديدن النظام الرأسمالي الدائم، برأيهما، هو العمل على توحيد النسيج الاقتصاديّ والثقافيّ العالميّ[1].
إذن، وبالالتفات إلى هذا الاتّجاه، يجب اعتبار العولمة توأمًا لـ "الرأسماليّة"، "التغرّب" و"الاتّحاد" و"توحيد المعلومات والاعتقادات"، وفي النهاية "أسلوب الحياة المشترك". ويعتقد هؤلاء الباحثون أنّ ظاهرة العولمة تُعتبر تهديدًا بالنسبة للدول الضعيفة واللاعبين المنفعلين على الساحة الدوليّة. فهذه الظاهرة نوعٌ من السلطة الجديدة. وهكذا يُنظر إلى الدول التي تتمتّع بقوّة ناعمة عالية، على أنّها "تهديدًا" للدول المنافسة لها. كما أنّه من وجهة نظر "جوزيف ناي" المنظّر للحرب الناعمة، تستطيع الدولة الواجدة لثلاثة أنواع من الجاذبية على صعيد "الثقافة" و"الفكر السياسيّ" و"السياسة الخارجيّة" التأثير في ثقافة وسياسات ونماذج اجتماعيّة وسياسيّة للدول الأخرى، وأن تفرض إرادتها بشكلٍ غير مباشر عليها. بناءً على ما تقدّم، العولمة عبارة عن عمليّة مخطّطٌ لها، مفروضة لأجل إعادة بناء المجتمعات على المستوى الدوليّ؛ وهي نظامٌ يهدف إلى تبليغ وفرض الإيديولوجيا النيوليبراليّة (الليبرالية الجديدة)، الرأسمالية الغربيّة وفي صدد إشاعة نموذج الحياة الغربيّة وبالخصوص الأمريكيّة.
على هذا الأساس، يعتقد هؤلاء الباحثون أنّ العولمة مشروعٌ مخطّطٌ له مسبقًا من قِبل مراكز القدرة بهدف فرض نموذج سلوكيّ معيّن، شموليّ وذو اتّجاهٍ واحد، ويؤدّي إلى سيطرة الثقافة والقيّم الغربيّة وجعل الآخرين في حالة انفعالٍ. كما وأنّ للعولمة آثارٌ ونتائج عدّة من جملتها إنهيار الدولة - الشعب، تحوّل النموذج الحكوميّ والسلوك السياسيّ، المخاطرة بالهويّات القوميّة- الدينيّة، تسلّط النظام الليبراليّ - الديمقراطيّ، ظهور وانتشار ثقافة عالميّة واحدة[2].
انطلاقًا من هذا الاتّجاه، يمكن القول إنّ عمليّة ومفهوم العولمة، بصفتها أسلوبًا للسيطرة ومترافقة مع ماهيّة عولمة الثقافة ونموذجًا سلوكيًّا لليبراليّة الديمقراطيّة، فإنّها بلا شكّ تتطابق مع ماهيّة الحرب الناعمة، وتشمل كذلك كافّة الأبعاد السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة وتُقلّل من سعة قوّة وميزان فعاليّة ومشروعيّة واعتبار الدول.
وهناك من يعتقد من الباحثين أنّ وظيفة الثورات الملوّنة مرادفة لوظيفة الحرب الناعمة. بدون أدنى شكّ، إنّ "الثورات المخمليّة" أو الثورات الملوّنة هي أحد أساليب الإلغاء التي تتّبعها الحرب الناعمة وهي تشمل نوعًا من تحوّل وانتقال القدرة بالترافق مع عصيان مدنيّ ومقاومة سلبيّة. والمسألة المهمّة التي يجب أن نلتفت إليها ترتبط بالسعي في تبديل الثورات المخمليّة إلى نموذجٍ لتغيير البنى السياسيّة في الدول المخالفة للغرب وخصوصًا أمريكا. وهذا ما نراه في نوع التحوّل والتغيير، إذ إنّ ما يُدعى بالثورات الملوّنة تشترك في الأسباب وأشكال التحوّل. فقد انتصرت جميعها، ما عدا قرقيزستان، بواسطة تظاهرات الشارع دون اللجوء إلى استخدام العنف، وشعاراتها كانت المطالبة بالديمقراطيّة والليبراليّة، وكان ثقل تحركّاتها أثناء إجراء الإنتخابات حيث كان يُشاع بوجود تزويرٍ فيها وضرورة إبطالها وإعادتها تحت إشراف مشرفين دوليّين. لذلك نعتبر أنّه من الصحيح النظر إلى الثورات الملوّنة بصفتها نوعًا من الحرب الناعمة، مثلها في ذلك كمثل نظريّة عولمة الثقافة التي تسعى إلى التقليل من قدرة، مستوى الفعاليّة، مشروعيّة وموثوقيّة الحكومة وإثارة الأزمات بوجه النموذج السياسيّ الموجود والنظام المستقرّ فعليًّا. لكن من وجهة النظر هذه، تقتصر الحرب الناعمة على الحرب السياسيّة الناعمة عبر تنظيم حركات المعارضة في السياق المدنّي مثل الإنتخابات. وهذا الأمر، لا يجعل الحرب الناعمة تشمل كافّة الأبعاد وبالخصوص البُعد الثقافيّ لها والذي يترافق مع تحوّلات تدريجيّة[3].
ويُلاحظ في العقود الأخيرة ظهور عدّة خصائص مشتركة في بنية نظام القدرة وهي كالتالي:
1- ضرورة تجديد النظر في الأسس التقليديّة لعلاقات الدولة والدراسات البحثيّة الأمنية.
2- تُعتبر الثقافة الركيزة الأساسيّة للتحوّلات السياسيّة والدوليّة. وقد أصبحت البيئة السياسيّة للنظام الدولّي ثقافيّة، يرافقها نوعًا من الوحدة من جهة، والتنوّع من جهةٍ أخرى.
3- لقد ظهر في عصرنا الحاضر لاعبون جدد ذوي هويّة ثقافيّة وهم يؤثّرون على النظام الدوليّ بحيث إنّ إدارتهم متفاوتة بالنسبة للبنى السابقة.
4- يعتبر التخطيط الناعم، وبعبارة أخرى التثقيف، مؤشّرًا للأفكار الجديدة ويلعب دورًا أساسيًّا في التحوّلات الاجتماعيّة.
5- تلعب القوّة الناعمة في الاتّجاهات الجديدة دورًا مصيريًّا في تشكّل العالم الحاضر والمستقبل.
6- تتّفق كافّة الآراء والنظريّات على دخول العالم في مرحلة جديدة، رغم اختلافها في تفاصيل وخصوصيّات هذه المرحلة. لكن تعتبر شبكة العلاقات وعولمة المعلومات تحت ما يُسمّى بعولمة الثقافة أو الاستعمار ما بعد الحديث، هو الأكثر تطابقًا مع مفهوم الحرب الناعمة وأبعادها المختلفة.
ونرى اليوم أنّ استراتيجيّة المواجهة ومحوريّة العنف المتمركزة حول الإجراءات العسكريّة في النظام الدوليّ، قد حلّت مكانها استراتيجيّة الحرب الناعمة والقوّة الناعمة.
وقد تمّ نشر هذه الاستراتيجيّة من قِبل مراكز الدراسات والمؤسّسات التابعة للمنظّمات الغربيّة، وروّجت لها مؤسّساتٍ مثل لجنة الخطر الحالي[4]، الهبة الوطنيّة للديمقراطيّة[5]، مؤسسة هوفر[6] ومنظمة الدفاع عن الديمقراطيات[7]، [8]. ويعتقد المنظّرون الأميركيّون المقتنعون باعتماد الحرب الناعمة ضدّ الجمهورية الإسلاميّة أنّ أيّ نوع من الإجراء العنفيّ ضدّ إيران (خصوصًا الإجراء العسكريّ) لن تكون نتيجته سوى تعميق بغض وكره الإيرانيّين لأمريكا أكثر فأكثر وإطالة أمده لسنواتٍ أطول. فاللجوء إلى إجراءات عنفيّة يمكن أن يعيق وصول دولةٍ تميل إلى أمريكا في هذا البلد. فضلًا عن ذلك، إنّ استخدام القوّة العسكريّة ضدّ إيران، سيزيد من اللااستقرار واللاأمن في الشرق الأوسط. وتعتقد هذه المجموعة أنّ إيران تتمتّع بقابليّة عالية لتغيير النظام السياسيّ فيها بأساليب غير عنفيّة، وذلك بسبب وجود سابقة ديمقراطيّة فيها ووجود مؤسّسات شعبيّة وكذلك قدرات فعليّة لأجل القيام بتحرّكات شعبيّة وغير رسميّة. وفي حال نجحت عمليّات الحرب الناعمة في الإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة، لن يترافق ذلك مع الآثار والنتائج الناشئة عن أساليب الاتّجاه التصادميّ (الحرب الصلبة)[9]. كما يعتقد الكثير من المنظّرين والسياسيّين الغربيّين أنّ الحلّ العسكريّ الوقائيّ في أفغانستان، العراق ولبنان كانت غير فعّالة على الإطلاق[10].
وهناك الكثير من النماذج حول استخدام الحرب الناعمة طوال التاريخ وخصوصًا ضدّ الثورة الإسلاميّة في العقدين الأخيرين. وما الحماية المعلنة للأصوات المخالفة لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة من قِبل أعلى مستويات مراكز القرار في أمريكا، التشويه والإساءة لصورة الجمهوريّة الإسلاميّة في الخارج وعبر طرقٍ متنوّعة، محاولة إعطاء المشروعيّة والإنتشار والتمكين للمؤسّسات غير الرسميّة الحاضرة في إيران والمعارضة للنظام، التدخّل الواسع في الأمور الداخليّة لإيران في مجالات الإنتخابات وحقوق الإنسان والمرأة ووسائل الإعلام والمذاهب، تبليغ وترويج وجود ثنائيّة الحكم في إيران، وتفعيل وحماية شبكات وسائل الإعلام المعارضة، إلّا جزء من وثيقة الأمن القوميّ الأمريكيّ في سنة 2006[11]. ويكشف مجرّد التأمّل في أهداف ومضمون وسائل الإعلام الإيرانيّة الفارسيّة الأمريكيّة وسائر الدول الغربيّة أنّهم في صدد تهديد: الثقافة، العلاقات والمؤسّسات الاجتماعيّة، الشعور بالانتماء والانسجام الوطنيّ، الوحدة السياسيّة والمذهبيّة وغير ذلك عبر استخدام أوّليّات علوم نفسيّة واجتماعيّة، وبالتالي تهيئة أرضيّة لـ"تغيير السلوك" و"الانهيار من الداخل"[12].
ويشهد تاريخ الثورة منذ بدايتها ولغاية الآن أنّ الدول الاستكباريّة الغربيّة قد جرّبت في العقد الأوّل كافّة أشكال الإطاحة الصلبة من جملتها الإنتفاضة، الإنقلاب العسكريّ والحرب العسكريّة. وصحيحٌ أنّه في مسار الإطاحة والمواجهة الصلبة قد فُقد الكثير من الطاقة والموارد البشريّة الماديّة والمعنويّة، ولكنّ صمود ومقاومة الشعب الإيرانيّ بقيادة الإمام رضوان الله عليه قد أوصل القوى المستكبرة إلى الواقع القائل أنّ الخيار الصلب والعسكريّ لا يستطيع أن يكون فعّالًا في مقابل ايمان واعتقاد الناس، بل بالعكس إنّ هذا الأمر قد وفّر أسباب اتّحاد وتضامن أكثر للشعب الإيرانيّ، وزاد من نظرة الشعب التشاؤميّة وبغضه للغرب والدول الغربيّة. وهكذا، اضطرت هذه القوى إلى الاعتراف بانهزامها في استراتيجيّة المواجهة الصلبة مع نظام الجمهوريّة الإسلاميّة. بعد ذلك، تابعوا تحقيق أهدافهم باعتماد مقاربة جديدة وفي قالب استفادة من أساليب ناعمة. وهو أمرٌ عبّر عنه سماحة قائد الثورة الإسلاميّة منذ بداية السبعينيّات (منذ عشرين سنة) بتعابير ومفرداتٍ مختلفة مثل: الغزو الثقافيّ، الناتو الثقافيّ والإغارة الثقافيّة، وأخيرًا حذّر منها تحت عنوان الحرب الناعمة، ودعا مسؤولي النظام ليفكّروا بطرق مواجهتها. وهناك الكثير من الشواهد التي تكشف تزايد نطاق وشدّة حرب العالم الغربيّ الناعمة في ثلاثة مجالات: المجال الاقتصاديّ، السياسيّ والثقافيّ منذ بداية العقد الرابع لانتصار الثورة الإسلاميّة.
انطلاقًا من ذلك، من الضروريّ التعرّف مجدّدًا على نطاق ومستوى هذا النوع من الحرب وكذلك مبانيها وأبعادها؛ لأنّه فقط من خلال ذلك يمكن التقدّم في سبيل القضاء عليها. واعتبر سماحة قائد الثورة آية الله العظمى الخامنئي أنّ أهمّ استراتيجيّة العدوّ ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة في العقدين اللذين تليا مرحلة الثمان سنوات من الدفاع المقدّس هي الحرب الناعمة وقام بتبيين وتوضيح هذه الحرب. وما هذه المقالة إلّا محاولة في سبيل معرفة ماهيّة وكيفيّة تشكّل الحرب الناعمة، أهدافها وخصائصها من وجهة نظر سماحة قائد الثورة الإسلامّية. ومن البديهيّ أنّ معرفة الحرب الناعمة أكثر يمكنه أن يؤدّي إلى التعرّف أكثر على هذه الظاهرة وقولبتها ضمن مفاهيم وكذلك سوف يساعد في تحسين إدارة الأمن القوميّ في مقابل التهديدات الناعمة ضدّ الأمن القوميّ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. وقطعًا، كلّما زادت معرفة واطّلاع المحافل والمراكز الاستراتيجيّة والنخب بهذه الظاهرة كلّما أدّى ذلك إلى زيادة الانسجام والتآزر في المواجهة ضدّ الحرب الناعمة.
معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلاميّة، علي محمّد نائيني
[1] للمزيد انظر: تاميلسون، جان (1381)، جهانى شدن و فرهنگ، ترجمه محسن حكيمي (تهران: نشر فرهنگى وانديشه).
[2] نائینی، علیمحمد (1387)، "نگرش راهبردی به پدیده جهانی شدن فرهنگ وپیامدهای آن"، فصلنامه سیاسی راهبردی، سال اول، شماره یک.
[3] للمزيد انظر: نائینی، علیمحمد (1388)، "مقدمهای بر روششناسی انقلابهای رنگی"، مصدر سابق.
[4] Committee on the Present Danger (CPD).
[5] National Endowment for Democracy (NED).
[6] The Hoover Institute.
[7] Soft war.
[8] عبداللهخاني، على (1385)؛ رويكردها وطرحهاى آمريكايى درباره ايران (تهران: مؤسسه فرهنگى مطالعات وتحقيقات بين المللى ابرار معاصر تهران)، الصفحة 39.
[9] المصدر نفسه، الصفحة 27.
[10] Dickman, L. (2009) : us and ira ethnic problems. www.u.s.ir,p 25.
[11] للمزيد انظر: استراتيجيّة الأمن القوميّ الأمريكيّ عام 2006.
[12] ضیاییپرور، حمید (1384)؛ جنگ نرم، ویژه جنگ رسانهای (تهران: مؤسسه فرهنگی مطالعات وتحقیقات ابرار معاصر تهران)، الصفحات 270 -285).
البرلمان الإيراني يصادق نهائيا على قانون يلزم الحكومة برفع تخصيب اليورانيوم حتى 20%
منشأة نطنز النووية 300 كم جنوب طهران بإيران.
صادق البرلمان الإيراني نهائيا على قانون يلزم الحكومة برفع تخصيب اليورانيوم حتى 20%، وبإعادة العمل بمفاعل أراك للماء الثقيل كما كان عليه قبل الاتفاق النووي عام 2015.
ويحمل القانون اسم "الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات الأمريكية"، بهدف إجبار الولايات المتحدة على إلغاء العقوبات على إيران، وصوت لصالحه 248 نائبا موافقا، ولا يزال القانون بحاجة إلى موافقة مجلس صيانة الدستور كي يصبح نافذا.
ويلزم القانون هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بتخصيب اليورانيوم بمستوى 20% وبكمية 120 كيلوغراما سنويا، في محطة فوردو النووية.
كما يلزم القانون الحكومة بتركيب ألف جهاز طرد مركزي من طراز IR-2m لتخصيب اليورانيوم، في منشاة نطنز النووية تحت الأرض، وتركيب ألف جهاز طرد مركزي من طراز IR6 في محطة فوردو النووية، حتى مارس المقبل.
ويلزم الحكومة بإعادة العمل بمفاعل أراك للماء الثقيل، كما كان عليه قبل الاتفاق النووي في العام 2015.
وبناء على القانون فإنه بعد ثلاثة أشهر من المصادقة عليه، إذا عاد الجانب الآخر إلى الالتزام بتعهداته وفقا للاتفاق النووي فإن الحكومة الإيرانية مكلفة بتقديم مشروع قرار جديد يقضي بالعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي إلى البرلمان لإقراره.
كما يلزم القانون الحكومة بإيقاف العمل بالبروتوكول الإضافي في حال لم تعد العلاقات المصرفية مع العالم إلى طبيعتها ورفع القيود عن الصادرات النفطية بعد شهرين من إقرار القانون.
المصدر: RT
الامام الخامنئي: يجب معاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده
عزى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، اليوم السبت، باستشهاد العالم الإيراني محسن فخري زاده، قائلاً، يجب أن يكون على جدول الأعمال متابعة معاقبة مرتكبي هذه الجريمة.
وأصدر قائد الثورة الاسلامية بياناً قدم فيه التعازي باستشهاد العالم الإيراني محسن فخري زاده، قائلاً، استشهد العالم النووي والدفاعي البارز في البلاد السيد محسن فخري زاده على يد عملاء مجرمين أشقياء. هذا العنصر العلمي الفريد بذل الروح العزيزة الغالية منن أجل جهوده العلميّة العظيمة والخالدة وفي سبيل الله، وكان أجره الإلهي منزلة الشهادة الرفيعة.
وأضاف، نقطتان يجب على جميع المسؤولين وضعها على جدول الاعمال بشكل جاد، الاولى متابعة هذه الجريمة والمعاقبة المؤكدة لمسببيها ومرتكبيها، والأخرى متابعة الجهود العلمية والفنية في جميع الاقسام التي كان يزاولها.
وتابع، أقدم التهاني لأسرة الشهيد والمجتمع العلمي في البلاد وجميع زملاء الشهيد وتلاميذه في مختلف المجالات العلمية وأعزي برحيله وأسأل الباري تعالى علو الدرجات للشهيد .
واغتالت عناصر إرهابية ، أمس الجمعة، العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها فإن عملية الاغتيال تمت في مدينة أبسرد حيث قام الإرهابيون بتفجير سيارة قبل إطلاق النار على سيارة فخري زاده.
اغتيال العالم الايراني " محسن فخري زاده "... انفجار اول قنبلة نووية بين إيران وإسرائيل
منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الاميركية كان واضحاً بالنسبة للكيان الصهيوني انه يعيش مرحلة ذهبية في تسارع خطى المواجهة مع إيران.
الاغتيال الأميركي للقائد التاريخي قاسم سليماني كان الأول من نوعه في هذا القرن بهذه الصورة الاجرامية دون أي اهتمام بالقانون الدولي، الا ان الرد الإيراني كان استراتيجياً من حيث اهمية القاعدة وخسائرها البشرية والمادية والأهم قدرة إيران على استهداف القواعد الأميركية في المنطقة بمنتهى الصلابة والدقة.
من العام ٢٠١٨ تحدث نتنياهو عن العالم الایراني محسن فخري زاده بالاسم بصفته "ابو القنبلة النووية الايرانية"، واشارت عدة صحف اميركية واسرائيلية الى مكانة هذا العالم حتى تم اغتيال في وضح النهار بعملية استخباراتية غادرة.
من المسؤول عن هذا الاغتيال؟
بلا أدنى شك العدو الصهيوني هو المسؤول الأول عن هذا الاغتيال لاسيما انه اعترف بصورة غير مباشرة عن نيته لاغتياله، وايضاً بلا شك أن إدارة ترامب على علم بهذه العملية وربما هناك بعض الأدوار التي ساعدت بها الموساد الاسرائيلي.
لكن لا يمكننا أن نغفل عدة تفاصيل سبقت هذا الاغتيال:
1️⃣زيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو الذي حمل معه ضوء أخضر اميركياً لاستفزاز إيران على كل الجبهات من سوريا الى العراق ولبنان وصولا الى الداخل الإيراني.
2️⃣ التغييرات العسكرية الحساسة التي أجراها ترامب بدءاً من وزير الدفاع.
3️⃣إرسال القاذفة الاستراتيجية b-52 والتي عادة ما تستخدم في توجيه ضربة عسكرية.
4️⃣ تقارير روسية تتحدث عن اقدام الولايات المتحدة الاميركية على عمليات أمنية وعسكرية في العراق تطال حلفاء إيران.
5️⃣ اجتماع نتنياهو ومحمد بن سلمان والذي رشح عنه بحسب بعض المصادر اصرار بن سلمان على أضعاف إيران وتوجيه ضربة لها لانه لم يعد يحتمل نفوذها خاصة انه يستشعر ان بايدن قد يعيدها الى الاتفاق النووي.
6️⃣ حاجة اسرائيل الى عرقلة البرنامج النووي والصاروخي الإيراني لما يهدد تفوقها العسكري والتسليحي.
كل هذه العوامل تقودنا ان إسرائيل مسؤولة حتما إنما هناك اذرع داخل إيران (منافقي خلق) وأذرع خليجية عربية وبلا شك موافقة اميركية.
هل يفتح هذا الاغتيال باب الرد بصورة أمنية ام بصورة مباشرة؟ الا ان الرد مؤكد وحتمي.
فادي بودية المدير العام لمجلة مرايا الدولية
لحرق الدهون لاتفوت هذه الاطعمة
في إطار محاولات التخلص من البدانة، يلجأ الكثيرون لتناول جرعات عالية من أدوية حرق الدهون، على الرغم من أن بعض الدراسات أثبتت عدم فعاليتها، فضلا عن التحذير من آثارها الجانبية على الصحة العامة.
وفي خطوة تهدف لتقديم بدائل طبيعية لتسهيل عملية حرق الدهون، أورد موقع "هيلث لاين" مجموعة من النصائح لحرق الدهون المتراكمة في الجسم دون الحاجة إلى علاج دوائي.
ونصح الموقع بتناول المشروبات والأطعمة التالية لحرق الدهون بشكل طبيعي:
الشاي الأخضر
يساعد مركب يبيغالوكاتشين غالاتي الموجود في الشاي الأخضر، على فقدان الوزن وحرق الدهون المتراكمة بالجسم، وتحديدا الشحوم المتمركزة في منطقة بالبطن.
خل التفاح
يساعد حمض الأسيتيك المتوفر به في رفع معدل حرق الدهون بالجسم ويمنعها من التراكم حول منطقة البطن، بحسب نتائج أبحاث منشورة في المجلة الدولية للسمنة. كما يساعد خل التفاح في تقليل الشهية للأكل.
الفلفل الحار
وجد باحثون أن الفلفل الحار من الخضروات التي تساعد على فقدان الوزن، وذلك بسبب احتوائه على مركب الكابسيسين، المعروف بقدرته على حرق الدهون وكبح الشهية.
القهوة
تساهم القهوة في حرق الدهون، لاحتوائها على الكافيين الذي أظهر فعالية كبيرة في تقليل مؤشر كتلة الجسم على المشاركين في دراسة أجرتها الكلية الأمريكية للطب الرياضي.
زيت جوز الهند
يساعد على فقدان الوزن، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من "الشحوم الثلاثية متوسطة السلسلة"، التي ينسب إليها الفضل في قمع الشهية وتسريع حرق الدهون وتعزيز عملية التمثيل الغذائي
قائد الثورة: لا يحق للأوروبيين الحديث عن صواريخنا وهم يمتلكون ترسانات نووية
أكد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي أنه لا يحق للأوروبيين الحديث عن برنامجنا الصاروخي وهم يمتلكون ترسانات نووية، يتدخلون في منطقتنا ثم يطلبون منّا التخلّي عن الصواريخ.
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك الكثير من الطاقات والامكانيات لاجهاض الحظر، لافتا الى ان طريق الغاء الحظر تم اختباره والتفاوض بشانه عدة اعوام الا انه لم يصل الى نتيجة.
وفي كلمته اليوم الثلاثاء خلال الاجتماع الخاص للمجلس الاعلى للتنسيق الاقتصادي بين السلطات الثلاث والذي عقد في حسينة "الامام الخميني (رض)" اعتبر سماحته الحظر حقيقة مرة وجريمة مرتكبة من قبل اميركا وشركائها الاوروبيين ضد الشعب الايراني وقال: ان هذه الجريمة تمارس منذ اعوام طويلة ضد الشعب الايراني الا انها اشتدت خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة.
واكد سماحته بان علاج الحظر يتم عبر مسارين هما "احباط الحظر والتغلب عليه" و"رفع الحظر" واضاف: بطبيعة الحال فان مسار رفع الحظر اختبرناه مرة وتفاوضنا حوله عدة اعوام الا انه لم يصل الى نتيجة جيدة.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى مسار "التغلب على الحظر واحباطه" قائلا: من الممكن ان تكون لهذا المسار صعوبات ومشاكل في البداية الا ان عاقبته حميدة.
واوضح سماحته قائلا: لو تمكنا عبر بذل الجهود والوقوف امام المشاكل من التغلب على الحظر وراى الطرف الاخر افشال الحظر فانه سيتخلى عن الحظر تدريجيا.
وتابع قائد الثورة: اننا نمتلك الكثير من الطاقات والامكانيات لاجهاض الحظر شريطة بذل الهمة واقتحام المشاكل.
واشار سماحة القائد الى 4 محاور ضرورية لاقتصاد البلاد وهي "حل مشكلة عجز الموازنة" و"زيادة الاستثمارات" و"قفزة الانتاج" و"دعم الشرائح الضعيفة" وقال: انه ينبغي ان يتبين تاثير تنفيذ السبل العملية في حياة المواطنين عبر بذل الهمم الجادة والجهود الحثيثة من قبل المسؤولين.
واعتبر آية الله الخامنئي الاقتصاد بانه القضية الاساس للبلاد واضاف: ان هذا هو السبب في اختيار قضايا اقتصادية كشعار سنوي خلال الاعوام الاخيرة، علما بان معيشة المواطنين تواجه صعوبات وان تفشي مرض كورونا قد زاد المشاكل في الاشهر الاخيرة.
وقال سماحته: ان الهدف من انعقاد هذا الاجتماع هو تبيان السبل العملية التي تعطي النتيجة على الامد القصيرة ويتضح تاثيرها في معيشة المواطنين وبطبيعة الحال فان الضرورة لتنفيذ هذه السبل العملية وتاثيرها هو بذل الهمم الجادة والمتابعة الحثيثة من قبل رؤساء السلطات الثلاث والمسؤولين المعنيين في المنظمات والمؤسسات التابعة لهذه السلطات.
واضاف: ان للخبراء سبلا مشتركة لمعالجة مشاكل البلاد الاقتصادية لذا فان المشكلة ليست عدم امتلاك او عدم معرفة السبل بل نحن بحاجة الى الهمة والاقدام والاهتمام الجاد والمتابعة.
واعتبر آية الله الخامنئي تحقيق شعار العام الجاري بانه لم يبلغ المستوى المتوقع رغم بعض الاعمال المنجزة واضاف: ان خبراء القطاعات الحكومية وغير الحكومية قد حددوا بعض السبل العملية لتحقيق نهضة الانتاج ومنها "زيادة انتاج السيارات اعتمادا على طاقات صناع قطع الغيار المحليين" و"زيادة انتاج الصناعة النفطية من خلال اضفاء الطابع المعرفي على هذه الصناعة" و"زيادة انتاج غذاء الدواجن والحبوب الزيتية".
كما اكد قائد الثورة "ضرورة دعم الشرائح الضعيفة" واضاف: ان اقتصاد الاسر تعرض خلال الاعوام الاخيرة لضغوط شديدة بسبب الركود التضخمي وان كورونا قد زاد المشاكل وخلق مصاعب معيشية جدية للكثير من الشرائح حيث ينبغي اتخاذ خطوة جادة في هذا المجال.
واكد بانه ينبغي علينا عدم البناء على حصول انفراج من الخارج واضاف: ان الذين ينظر البعض اليهم بعين الامل يعادوننا كما ان ظروفهم الداخلية ليست واضحة اطلاقا وان مشاكلهم الاخيرة لا تسمح لهم بامكانية الحديث واتخاذ الموقف في القضايا الدولية ولا يمكن التعويل على كلامهم والتخطيط بناء على ذلك.
واشار الى التخرصات الاخيرة للدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا قائلا: ان اوضاع اميركا ليست غير معلومة والاوروبيون ايضا يتخذون المواقف دوما ضد ايران. انهم وفي الوقت الذي يقومون بالكثير من التدخلات الخاطئة في قضايا المنطقة يقولون لنا لا تتدخلوا في المنطقة، وفي حين ان بريطانيا وفرنسا تمتلكان الصواريخ النووية الفتاكة والمانيا تمضي في هذا المسار ايضا، يقولون لنا لا تمتلكوا الصواريخ.
وقال قائد الثورة: ما علاقة هذا الامر بكم؟ اصلحوا انفسكم اولا ومن ثم اطلقوا التصريحات.
واكد آية الله الخامنئي قائلا: لا يمكن الثقة بالاجانب وعقد الامل على ان يحدثوا انفراجة لنا.
وختم سماحته تصريحاته بالقول: انه لو تم اعتماد التحرك والعمل في جدول الاعمال وتم تنفيذ الاعمال التي يمكنها ان تصب في مصلحة الشعب فمن المؤكد ان نهاية الحكومة الثانية عشرة ستكون طيبة.
المصدر:العالم
هام جدا.. لقاء سري يجمع نتنياهو بابن سلمان وبومبيو بمدينة نيوم السعودية
التقى رئيس وزراء الإحتلال "بنيامين نتنياهو" أمس الاحد سرا، بولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وبحضور وزير الخارجية الأميركي "مايك
وذكرت وكالة رويترز نقلا عن هيئة البث الإسرائيلية (كان) وإذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار السعودية سرا أمس الأحد والتقى بولي عهد السعودية ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هناك.
وكشف موقع صحيفة يديعوت أن طائرة إسرائيلية سبق أن استخدمها رئيس الحكومة الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو في مهمات خارجية في الماضي، أقلعت أمس من مطار بن غوريون/ اللد شرق تل أبيب إلى مطار مدينة نيوم الساحلية السعودية حيث مكثت في المطار خمس ساعات قبل أن تقلع عائدة إلى إٍسرائيل.
وحسب موقع الصحيفة فإن الطائرة وصلت إلى هناك خلال اجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل الفرحان مع ضيفه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي كان في طريق عودته إلى بلاده، لكن من غير الواضح ما إذا شارك مسؤول إسرائيلي في هذا الاجتماع.
وذكر الموقع في تقريره بأن الرئيس دونالد ترامب كان قد أغدق المديح على السعودية بعد إبرام اتفاقات سلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان، وقال إنها ستنضم إلى قطار التطبيع مع إسرائيل، لكن التقارير تؤكد أن الملك سلمان ما زال يعارض ذلك.
كما أفاد موقع واللا الإخباري أن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو زار السعودية برفقة رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين واجتمع هناك بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وحسب الخبر الذي نقله الصحفي المتخصص بالتحقيقات الصحفية براك رافيد فإن نتنياهو وكوهين أقلعا إلى السعودية بطائرة مدراء خاصة لرجل الأعمال أودي أنجل في الساعة الخامسة من مساء الأمس؛ حيث مكثت الطائرة خمس ساعات في المدينة الساحلية السعودية نيوم على البحر الأحمر.
وأضاف أنهما عقدا هناك اجتماعا بولي العهد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لكن ديوان رئاسة الوزراء رفض التعليق على هذا الخبر.
كما نشر أفي شيرف رئيس تحرير النسخة الإنجليزية لصحيفة هآرتس العبرية في صفحته في توتير مسار رحلة طائرة إسرائيلية خاصة يقول إنها أقلعت من مطار تل أبيب بعد ظهر يوم أمس وهبطت في موقع مدينة نيوم السعودية المقامة على ساحل البحر الأحمر.
المصدر:العالم
كلمة الإمام الخامنئي في مراسم تخريج لضباط الجامعات العسكرية
النصّ الكامل لتصريحات الإمام الخامنئي بتاريخ 12/10/2020 خلال كلمة متلفزة ألقاها في مراسم تخريج لضباط الجامعات العسكرية.
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله الطّاهرين، ولا سيما بقية اللّه في الأرضين.
السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.
تعاضد أكاديميات القوّات المسلّحة وكليّاتها وتبادل الخبرات بينها يُشكّلان بُشرى وفُرصة عظيمتين
في البداية، أُبارك لطُلابنا الشّباب، النُّجباء، الأعزاء، خرّيجي الأكاديميّات والكُليّات العسكرية التابعة لقواتنا المسلّحة، كما أبارك للطلاب الشّباب الذين علّقوا رُتبهم والتحقوا بهذه الكليّات، ويستعدّون لطَيّ مراحل الدراسة التي تبعث على الفخر. كذلك، أشكر السيد رئيس هيئة الأركان العامة على كلمته المقتضبة والمفيدة(1)، والتقارير الجيدة التي قدّمها، والقادةَ في الأكاديميّات العسكرية التابعة للقوات المسلّحة، وأيضًا مُقدّمَ المراسم على نثره الفصيح. إنّ اجتماع طُلاب الأكاديميّات العسكرية التابعة للقوات المسلّحة جميعًا في زمن واحد ومكان واحد، في هذه المراسم، يحمِل في طيّاته بُشرى عظيمة هي إتاحة الفُرصة لأكاديميات القوّات المسلّحة المختلفة لتلتقي وتتعاون وتتعاضد وتتبادل الخبرات، فبلا شكّ هذا التواصل بين الأكاديميّات سيعود عليها بالنفع. مكان الاجتماع أيضًا هو أكاديمية الإمام علي (ع) التي تحظى بتاريخ عريق. لا أنسى أبدًا كيف أن عددًا من طلاب هذه الأكاديمية التحقوا في أوائل الحرب المفروضة عام 1980 بجبهات الأهواز وسوسنكرد، وانخرطوا في القتال، وبدأوا حياتهم الجهادية منذ أيّام دراستهم.
نعمة الأمن تمثّل قيمة كبيرة جدًّا وأساسيّة وعنصرًا حيويًّا للبلاد
أيها الأعزاء: من الأشياء التي تمنح القيمة لعمل ما الهدفُ من هذا العمل. إنْ كنا نريد أن نعرف قيمة الأعمال، فعلينا أن نعرف أهدافها. إنْ كانت هذه المعادلة صحيحة – هي بلا شك صحيحة –، فإنّ الدراسة في الأكاديميّات العسكرية والجامعات التابعة للقوات المسلّحة تُعدّ واحدًا من أشرف الأعمال وأكثرها قيمة على الإطلاق. لماذا؟ لأنه بالدراسة في هذه الأكاديميّات، يلتحق شبابنا بالقوّات المسلّحة التي تحفظ أمن البلاد، وأمنُ البلادِ أمرٌ قيّمٌ جدًّا وأساسي وعنصر حيوي. من دون الأمن، ستختلّ جميع القِيَم المُهمّة في البلاد: الرفاه والعدالة والعلم والتعلّم وغيرها. على هذا، إنّ الوجود في هذه الأكاديميّات فُرصة مُهمّة جدًّا وعمل قيّم جدًّا. وإنّ الدراسة في هذه الأكاديميّات والتخرّج فيها يهيّئكم، إن شاء الله، للقدرة على أداء عملٍ من أكثر الأعمال قيمةً، وهو الحفاظ على أمن بلادكم وشعبكم.
الخدمات التي تقدّمها القوّات المسلّحة إلى الشّعب على مختلف الصعد
طبعًا، إنّ القوّات المسلّحة فضلًا عن حفاظها على الأمن تقوم بأعمال أخرى مُهمة، من أعظمها الخدمات التي تُقدّمها إلى الشّعب. سواء الجيش، أم «حرس الثورة الإسلامية»، أم قوّات الأمن والشرطة، أم قوّات «التعبئة»، جميعهم قدّموا خدمات متنوعة إلى الشّعب الإيراني على مدى السنوات الماضية، ولا سيّما في المدة الأخيرة، سواءٌ على صعيد البُنى التحتية، مثل بناء السّدود أو إنشاء الطُرقات أو مصافي النّفط وغيرها، أم على صعيد الصحّة والعلاج مثل المشاركة في حملة التّلقيح ضد شلل الأطفال. لقد أدّت القوّات المسلّحة أعمالًا عظيمة! اليوم على صعيد مرض «كورونا» أيضًا نجد القوّات المسلّحة في السّاحات تُقدّم أنواع الخدمات والأعمال اللازمة. (مثلًا) على صعيد المُساعدات الإغاثية، أنجزت القوّات المسلّحة أعمالًا جيّدة جدًّا. طبعًا هم لا يعلنون أعمالهم ولا يلجأون إلى الدعاية، لكننا على اطّلاع على ما يفعلونه. كذلك، كان للقُوّات المسلّحة دورٌ خلال الأشهُر الماضية في مبادرة التكافل والعون الايماني. كما إن دورها واضح في حوادث السّيول والزّلازل وأمثالها. حقًّا كان لها دورٌ فعّالٌ في عمليات الإنقاذ خلال السيل الذي وقع في ربيع 1398 [2019]، وقَبلَه في الزلزال الذي ضَرَب محافظة كرمان. بناءً عليه إنّ قواتنا المسلّحة، بحمد الله، عزيزة شريفة عظيمة، وهذا ما يمكن للجميع أن يشعروا به.
القدرات الدّفاعية والاستقرار الاقتصاديّ والقدرة الثّقافية هي الأركان الثلاثة للاقتدار الوطني
أيها الأعزاء: إنّ القدرات الدفاعية واحدةٌ من أركان الاقتدار الوطنيّ. إنْ رأينا أنّ لاقتدارنا الوطني ثلاثة أركان رئيسية على الأقلّ، فسيكون أحد هذه الأركان الاستقرار والثّبات الاقتصادي، وهو مهم جدًّا، والآخر هو القدرة والنّضج الثقافي، وهو ركن أساسي جدًّا، ثم الرّكن الثالث وهو القدرات الدفاعية. إنّ القدرة الدفاعية عنصر حيوي لأي دولة أو شعب. إنْ فقدت الشعوب قدرتها الدفاعية، فلنْ يتركها الآخرون من أهل الاعتداء والاستغلال والتدخّل والطّمع بالدول والشعوب الأخرى، وأمثال هؤلاء كثيرون اليوم في العالم، مثل أمريكا وبعض الدول الأخرى. إنْ لم يكن هُناك قُدرات دفاعية لدى دولة ما، فلن يتركها الآخرون ترتاح، وسيتدخلون في كل شؤونها، وترون اليوم كيف تتعرض بعض الدول لطرق الاستباحة كافة.
الأساس العقلاني والمنطقي لحسابات الاقتدار
إنّ الاقتدار في الجمهورية الإسلامية يقوم على أُسُس عقلانيّة، أي إننا لا نبني اقتدارنا على أساس الارتباك والمشاعر والعواطف والأوهام وأمثال ذلك. حساباتنا في موضوع الاقتدار الوطني حسابات عقلانيّة، أي حسابات منطقيّة وصحيحة. فحجم قدراتنا الدفاعية، وعديد قواتنا المسلّحة، وكيفية تقسيم المسؤوليّات بين هذه القوّات، وتحديد نوعيّة الوسائل الدفاعية، كلّها على أساس حسابات منطقيّة وصحيحة، أي على أساس العقلانيّة. إنْ أردنا أن نستخدم العقلانية لنعرف مستوى قدراتنا الدفاعية، يجب علينا أن نعرف التّهديد بحجمه الحقيقي. أحيانًا يلجأ الأعداء إلى إخفاء التّهديد ليباغتوك، وأحيانًا يُظهرون التّهديد مُضخّمًا عشرة أضعاف عن حجمه الحقيقي ليبثّوا الخوف والرّعب في نفوس شعوب العالم، وهذا ما تمارسه أكثر القوى الكبرى، فهم يُظهرون قدراتهم أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع، ليُجبروا الآخرين على الاستسلام لهم. إنِ استطاع الإنسان أن يرى التّهديد بحجمه الحقيقي، وإنِ استطاع شعب أو بلد، أو قوّاتهما المسلّحة، أو مسؤولو هذه القوّات وقادتها، أن يروا التّهديد بحجمه الحقيقي، وأن ينظروا بواقعيّة إلى قدراتهم وإمكاناتهم ويعملوا على تطويرها وتعبئتها وإعدادها – {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال، 60) – فإنّ هذا بلا ريب سيحمي المصالح الوطنية ويحفظ وجود الوطن وهويته. إذا امتلك شعب قدرات دفاعية مبنية على أساس هذه الحسابات، عندئذ سيشعُر مسؤولوه بالاطمئنان، وينعم شعبه بالراحة، وينشغلون بالأعمال الأساسية اللازمة لكل بلد. هذه حال القدرة الدفاعية.
الفرق بين العقلانيّة والحسابات الصّحيحة والخوف من العدوّ وترك السّاحة
قُلنا إنّ العقلانية تعني الحسابات الصحيحة، الحساب الصحيح والدّقيق وأجهزة اتخاذ قرار سليمة؛ العقلانيّة هي بهذا المعنى. البعض عندما يذكر العقلانية والتعقّل يقصد بهما الخوف. وعندما يقولون لك «تعقّل» أي عليك أن تخاف وتكون مرتبكًا، أي «اُهرب من المواجهة مع العدو»! هذا الكلام غير صحيح أبدًا، لا يحقّ للجُبناء أن يذكروا العقلانية على ألسنتهم. الخوف والهرب وترك الساحة ليست عقلانية، بل هي جبنٌ وفرارٌ وأمثال ذلك. العقلانية هي الحساب الصّحيح للأمور. طبعًا يسعى العدوّ إلى نشر هذا المعنى الخطأ للعقلانية، وأحيانًا يكرّر البعض كلام العدوّ من غير علم.
عندما ترون كل هذه الحملة الدعائية التي يشنّها الأعداء حول قدراتنا الصاروخية وإمكاناتنا العسكرية وقدراتنا الإقليميّة – هذه القدرات المهمّة لتعزيز قدراتنا الدفاعية – وتلك الترّهات تصدر عن الأمريكيين الأوغاد السخفاء، ويتبجّحون بها بكل صلافة ووقاحة، وأينما ذهبوا يطعنوا بالجمهورية الإسلامية... سبب كل هذا هو أن قدراتنا وإمكاناتنا الأساسية مبنية على حسابات دقيقة، وإن شاء الله ستزداد تطوّرًا. هذه الدعاية من الأعداء دليل على تراجعهم في الساحة وخوفهم. على هذا المهم هو أن نحافظ على جهاز الحسابات سليمًا ولا نعرّضَه للخلل. فهذا الجهاز إنْ تعرّض للخلل، فسنفقد الكثير من قدراتنا وإمكاناتنا، وستتبدّل ظروفنا وأوضاعنا من الحسَن إلى السيّئ.
ليست مسائل القوّات المسلّحة والقضايا الدفاعية فقط ما يجب أن تُبنى على العقلانية، بل جميع المسائل المهمّة لإدارة أي بلد، خاصّة الجمهورية الإسلامية، يجب أن تُبنى على العقلانية. الإسلام أكد كثيرًا موضوع العقل والتعقّل والتفكّر. وإنْ كُنّا نريد للأمور أن تتقدّم بطريقة صحيحة، فعلينا أن نعمل على أساس العقلانية. علينا أن نعتمد العقلانية في مُحاربتنا الظلم، وفي تحقيق العدالة. حتى المواجهات الاجتماعية يجب أن تكون على أساس العقلانية والحسابات الصّحيحة. علينا ألّا نضيع في الأمور الفرعية والهامشية ثمّ نترك الأمور الأساسية والأصلية.
إمكانيّة معالجة المشكلات الاقتصاديّة والمعيشيّة
كُنّا قد ذكرنا أن الاقتدار الوطني يقوم على ثلاثة أركان: الركن الأول هو القدرات الدفاعيّة، والثاني هو المسائل الاقتصادية وموضوع ثبات واستقرار الاقتصاد، والثّالث هو القضايا الثقافية. على صعيد المسائل الثقافية، عندما طُرح موضوع الغزو الثقافي مثلًا، وجدنا أن العدوّ أُصيب بالإرباك، وبدأ يُركّز في حملته الدعائية على شعار «المواجهة مع الغزو الثقافي»، أي إنّ امتلاككم الوعي واليقظة حول موضوع الغزو الثقافي أرعب العدوّ. الأمر نفسه بالنسبة إلى المسائل الاقتصادية. طبعًا هناك ضغوطات اقتصادية، ونحن نواجه مشكلات في هذا المجال، والناس يُعانون من صعوبات في المعيشة، لكن كلّ هذا قابل للعلاج. أنا لا أعتقد بأن الجهات المعنية بالشأن الاقتصادي لا تبذل جُهدها، بل هناك الكثير من الجهود الجيّدة التي بُذلت وتُبذل الآن، ولا سيّما في بعض القطاعات. طبعًا هناك ضعف إداري في بعض القطاعات، ونحن نقرّ بأنّ بعض قطاعاتنا الاقتصادية تُعاني من ضعف في الإدارة. لدينا قرارات جيدة، لكن يجب أن تُتابع. تطرّقت إلى هذا الموضوع هنا، وذكرت المسائل الاقتصادية إلى جانب مسألة القدرة الدفاعية التي هي من أهم مسائلنا، كي لا نغفل عن القضايا الاقتصادية، وليكون لدينا رؤية جامعة لهما معًا. يجب أن تكون الإدارة قويّة وفعّالة ولا تعرف التّعب. في كل موطن، كان لدينا إدارة بهذه المواصفات، إدارات لا تعرف التّعب، ونشيطة وفعّالة. كنا نجد التقدّم في العمل، لكن في كل موطن لم يكن فيه هذا الحضور اللازم والدائم، كانت تحدث مشكلات.
التركيز على الإنتاج، والحيلولة دون الانخفاض المتتالي لقيمة العملة الوطنية، وسدّ الثغرات
كرّرنا الحديث في السّنتين أو السّنوات الثّلاث الماضية حول علاج المسائل الاقتصادية، وقُلنا إن العلاج يكون بالاعتماد والتّركيز على الإنتاج، والحيلولة دون الانخفاض المتتالي لقيمة العملة الوطنية، وسدّ الثغرات. هناك ثغرات موجودة تمنع أحيانًا الأعمال الجيّدة في البلاد من أن تتحقّق، مثل: التّهريب، الاستيراد غير المدروس، الفساد المالي. هذه جميعها ثغرات تمنع الأعمال التي يجري إنجازها من الوصول إلى نتائجها. لذا علينا أن نسعى ليل نهار، وألّا نعرف الكلال أو الملل، وأن نتابع أعمالنا دائمًا؛ عندئذ، إن شاء الله، يحدث التغيير.
الاستقامة مقابل الحظر الاقتصادي الأمريكي الخبيث
طبعًا لا يُمكن تجاهل الدّور الخبيث لأمريكا. هذا الحظر الاقتصادي الأمريكي الخبيث هو جريمة بما للكلمة من معنى. ما علينا إلّا أن نُقاوم، وأن نصمد، وإن شاء الله، لن تجني أمريكا من هذا الحدّ الأقصى من الضغط إلا أقصى درجات الخيبة. هذا ما سنعمل عليه، وبتوفيق من الله، سنجعلها تندم على أفعالها. هم يواصلون جرائمهم ضدنا، ويُظهِر الرئيس الأمريكي الفرَح: نعم، إننا مارسنا الحدّ الأقصى من الضغط الاقتصادي والحظر، وعطّلنا الاقتصاد الإيراني [كما يعبّر ترامب]. أولًا هذا العمل جريمة، والأوغاد من شاكلتكم فقط يفتخرون بمثل هذه الجرائم، وإلّا فإنّ هذا ليس مدعاة للفخر؛ ترتكبون جريمة بحقّ شعب كامل ثم تفتخرون! هذا أولًا. ثانيًا أوضاعكم نفسها سيّئة جدًّا، فأمريكا التي تعاني من عجز في الميزانية يبلغ آلاف مليارات الدولارات، ولديها عشرات ملايين المشردين والجائعين الذين يعيشون تحت خط الفقر – وفقًا لإحصاءاتهم – لا تنعم بوضع اقتصادي جيّد، بل يزداد وضعها الاقتصادي سوءًا يومًا بعد يوم، وتتفاقم ديونها. ثالثًا، إن شاء الله، سنفقأ عين المسؤولين الأمريكيّين المتبجحين الأوغاد الخونة المجرمين، وسنتمكّن بإيماننا الرّاسخ وعزمنا الوطني من أن نتغلّب على المشكلات والصعوبات كافة، وإن شاء الله، سننهض بالأوضاع من جديد.
استخدام الحظر لصناعة اقتصاد مقاوم في البلاد
سنستفيد من هذا الحظر لنجعل اقتصادنا مقاومًا، أي إن هذا الحظر سيجعل اقتصادنا مقاومًا، إن شاء الله، وسيُمكّننا من إيجاد اقتصاد مقاوم في البلاد، بما للكلمة من معنى.
ذكرت هذا سابقًا وأعيد وأكرّره: ليعلم كل الفاعلين في مختلف القطاعات الاقتصادية وغير الاقتصادية أن علاج المشكلات جميعًا هو في الداخل. الكثير من مشكلاتنا تعود إلى الخارج، لكن علاجها في الداخل. لا يُفتّشنَ أحدٌ عن علاج المشكلات في الخارج لأنّنا لن نحصل من الخارج على أيّ فائدة أو خير؛ العلاج موجود في الداخل: حُسن الإدارة والتّدبير، والسّعي، والنّظرة الصحيحة، والحسابات الصّحيحة للأمور في البلاد والمنطقة. إن شاء الله سنتمكن بالحكمة وبالعزيمة وبالإرادة الرّاسخة من التغلّب على المشكلات جميعًا، ويجب ألّا نسمح لهذه التُرّهات التي يتبجّح بها هؤلاء الأوغاد المتسلّطون على الشّعب الأمريكي أن تشوّش أذهاننا.
توصيات عدّة للقوّات المسلّحة
1- التّنبؤ بالتّهديدات الجديدة ووضع الخطط لمواجهتها
حسنًا، لِنعُدْ إلى القوّات المسلّحة. أريد أن أقدّم عددًا من التّوصيات تخصّ الأكاديميّات والكليّات العسكرية. من الأمور المُهمّة التي يجب أن نَعْلَمها أن التّهديدات الموجّهة إلى أي بلد، ومنها بلدنا، في حالة تَغَيُّر دائم. فما يُنظر إليه اليوم على أنه تهديد عسكري، ليس بالضّرورة أن يكون كذلك قبل عشرين سنة مثلًا، فهناك اليوم تهديدات جديدة تأخذ شكل التّهديدات العسكرية. ولأنّ التّهديدات في حالة تَغَيُّر، يجب على الأكاديميّات والكليّات العسكرية أن تكون لها خططها للتعامل مع هذه التهديدات الجديدة والمتطوّرة. لا بدّ من أن يُلتفت إلى هذا الأمر في أبحاث الكليّات والأكاديميّات وتحقيقاتها، وأن يكون لديهم خطط للمواجهة. فوق ذلك عليهم أساسًا أن يملكوا القدرة على التّنبؤ بهذه التّهديدات. مثلًا لدينا اليوم تهديدات تستهدفنا عبر الفضاء الافتراضي لم تكن موجودة قبل عشر سنوات، ومن الممكن بعد سنوات أن تظهر تهديدات جديدة من هذا النّوع، فعلى الأشخاص من أهل الفكر أن يجلسوا ويسعوا إلى التّنبؤ بهذه التّهديدات، بالحكمة والعقل الجماعي والبحوث في الكليّات والأكاديميّات. يجب أن يحتلّ هذا الأمر المُهمّ حيّزًا كبيرًا من نشاط أكاديميّاتنا العسكرية وعملها، وأن يكون لديها كلام جدير لتقوله في هذا المضمار.
2- أهميّة تحويل تجارب «الدّفاع المقدّس» إلى نظريات تُدرّس وأبحاث وتحقيقات
إنّ قواتنا المسلّحة في مرحلة «الدّفاع المقدّس» وحتّى بعدها اكتسبت تجارب وخبرات قيّمة، أي إنّ بعض التكتيكات والأعمال العسكرية التي نفذتها قوّاتنا خلال «الدّفاع المقدّس» لا مثيل لها في العالم. فالكثير من عملياتنا تضمّنت تجارب استثنائية من عمليات «ثامن الأئمة (ع)» إلى «الفتح المبين»، ثم «بيت المقدس» فـ«خيبر» فـ«الفجر 8» إلى «كربلاء 5» وأمثالها؛ نجد أن هناك أعمالًا استثنائية أُنجزت في هذه العمليات المظفّرة. حتى في العمليّات التي لم يُكتب لها النجاح مثل «كربلاء 4» و«رمضان» وأمثالهما توجد تجارب قيّمة أيضًا علينا أن نستفيد منها. طبعًا يجري اليوم الحديث عن هذه التجارب في الكليّات والأكاديميّات، وهذا حسن جدًّا لكنه غير كافٍ. لا بدّ أن تتحوّل هذه التجارب إلى نظريات، نظريات دفاعية، تُدرّس في الكُليّات، ويُجرى حولها أبحاث وتحقيقات، وأن يُعمل على تحديثها كي تكون مطابقة لحاجات العصر، وأن يُستفاد منها، إن شاء لله، فهي ثروات قيّمة جدًّا علينا أن نُحسن استغلالها ونعمل على تطويرها وتكميلها.
الاهتمام بمسائل التّربية الأخلاقية، والجمال المعنويّ للشّباب
من المواضيع الأُخرى مسألة التربية الأخلاقية. وفقًا للتقارير التي قدّمتموها إلينا هنا، والتقارير التي وصلتني سابقًا من أماكن مختلفة، واضحٌ أنه يوجد أعمال جيّدة يتمُّ إنجازُها في كُليّاتنا في الجوانب الدينية والإيمانية والعقديّة والأخلاقية. لكنّني أُولي أهميةً لجانب التربية الأخلاقية أكثر من غيره، فينبغي لكُليّاتنا أن توليه اهتمامًا أكبر. يجب علينا أن نصقل نفوس شبابنا الأعزّاء. هؤلاء الشّباب الموجودون هنا هم أبناؤنا الأعزاء، هم الأرواح الطيّبة والنّفوس السّليمة في مجتمعنا. هؤلاء الشّباب هم الفئة الأفضل من شعبنا وفي مجتمعنا. لذا، علينا قدر الإمكان أن نعمل على تهيئة الوسائل اللازمة لصقل نفوسهم. إنّ جمالهم المعنوي يكون بتحلّيهم بالتّقوى والإخلاص والشّجاعة والتّواضع، والوفاء بالعهد، والعمل بالقول الذي قطعوه على أنفسهم تجاه النّظام والإسلام والثّورة، فهذه من أهم الخصال المعنوية التي يجب أن يتحلّوا بها. طبعًا التحلّي بهذه الخصال ليس خاصًّا بالقوّات المسلّحة فقط، بل يشمل القوى الشّابة كلَّها في البلاد، ولا سيّما القوى الثّورية التي ترى نفسها في خطّ الثّورة والدّين والتّقوى، وهي كذلك. يجب عليهم جميعًا الاهتمام بهذه الجوانب. ذلك لئلا تغُرّ الدّنيا شبابنا وينشدّوا إلى جمع المال والجاه والمقام، إذا ما استلموا مسؤولية ما. نريد لشبابنا أن يعملوا بإخلاص مثل مرحلة «الدّفاع المقدّس» حين كانوا كذلك بالفعل، وأولئك الذين شاركوا في تلك المرحلة وضحّوا وعملوا بكلّ إخلاص وتفانٍ، واستطاعوا بفضل ذلك أن يتقدّموا، ثم تابعوا من بعدها على النهج نفسه في مختلف الساحات. إنّ الرّكض خلف النجاحات الدنيوية يُعرقل العمل. وإنّ وجود أشخاص يُنجزون أعمالهم لأهداف دنيوية، وللوصول إلى المال والجاه والمقام وأمثال ذلك، من شأنه أن يُعيق التقدم، فالعمل يتقدّم بالمجاهدة والإخلاص.
وجود ضوابط ملزمة لمواجهة «كورونا»
آخرُ موضوع أُريد أن أتطرّق إليه هو «كورونا»، فقد ألزمنا أنفسنا بالحديث عنه في كلماتنا جميعها. في البداية، أتوجّه بالشّكر المُجدّد والحارّ إلى جميع المسؤولين والعاملين المعنيّين بملفّ «كورونا»، من أطبّاء ومُمرّضين وعُمّال ومُوظّفين. في هذه الموجة الثّالثة من المرض التي تُعدّ في الحقيقة خطيرة ومؤلمة لكل إنسان ينظر إلى حجم البلاء والخسائر التي تُخلّفُها، يجب علينا أن نشكر أولئك الذين يعملون ويضحّون في سبيل التّصدي لهذا المرض. ما أريد أن أقوله اليوم هو إنّ الضّوابط الصّحية للتعامل مع هذا المرض يجب أن تأخذ صِفة الإلزام. طبعًا كُنت مُنذ مدّة سابقة قد طلبت من المسؤولين المحترمين، من رئيس الجمهورية المحترم والآخرين، أن تصير الضّوابط إلزامية. هناك بعض أنواع النّشاطات والفعّاليات يجب أن تُعطّل، وبعض الأسفار يجب أن تُمنع. كما لاحظتم، قد تقبّل شعبُنا المُتديّن والمؤمن موضوع منع السفر لزيارة «الأربعين»، وقلنا لهم: لا تذهبوا إلى الحدود، فلم يذهبوا. هذا مُهمّ جدًّا. في مسألة الضوابط التي حدّدتها «الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا» بشأن مجالس العزاء، نجد أن النّاس المؤمنين والمتديّنين راعوا هذه الضوابط والتزموها بدقّة. هذا الأمر يجب أن يسري على المجالات جميعًا، وأن يأخذ صفة الإجبار والإلزام. لا بدّ من منع بعض الأسفار. أحيانًا بعض الأسفار تتسبّب في انتشارٍ واسعٍ للمرض لدرجةٍ لا يُمكن فيها السّيطرة عليه، وهذا يدعو للأسف. لذا، على الجميع أن يتحمّلوا مسؤولياتهم سواء بالقول أو بالعمل، كي نستطيع، إن شاء الله، الخلاص من هذا المرض، وينعم شعبنا بالرّاحة من هذا البلاء العظيم.
أستودعكم الله جميعًا، وأدعو لكم، وأتمنى من الله المتعالي أن يزيدكم جميعًا من توفيقه ولا سيما الإخوة المسؤولين، والشّباب الأعزاء، والطلاب، والخرّيجين.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- في بداية هذه المراسم، قدّم عددًا من التقارير رئيسُ هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة اللواء محمد باقري، وقائد أكاديمية الإمام الحسين (ع)، العميد نعمان غلامي، وقائد أكاديمية الإمام علي (ع)، العميد ثاني علي أوجاقي، وقائد أكاديمية أمين لعلوم الشرطة، العميد ثاني لطف علي بختياري.