
emamian
ایه الله السيد السيستاني يدعو للحفاظ على سيادة العراق وإجراء انتخابات نيابية مبكرة
المرجع الديني السيد علي السيستاني يلتقي ممثلة الأمم المتحدة في العراق، ويؤكد ضرورة إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وحفظ سيادة العراق ورفض التدخلات الخارجية.
أكد المرجع الديني السيد علي السيستاني، اليوم الأحد، ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية للعراق، ومنع خرقها وانتهاكها، والوقوف بوجه التدخلات الخارجية في شؤون البلاد.
وقال السيد السيستاني خلال لقائه ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، في منزله بالنجف، إن المطلوب من مختلف الأطراف الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية وعدم التفريط بسيادة البلد واستقراره واستقلال قراره السياسي.
ودعا الحكومة للمضي بحزم لتطبيق العدالة الاجتماعية، والسيطرة على المنافذ الحدودية وفرض هيبة الدولة، وعدم السماح بتقسيم مناطق من البلد إلى مقاطعات، تتحكم فيها مجاميع معينة بقوة السلاح.
وأعرب المرجع الديني في العراق، عن دعمه لإجراء الانتخابات النيابية المبكرة في حزيران/يونيو 2021، مضيفاً أن "الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام المقبل تحظى بأهمية بالغة".
وشجّع السيستاني العراقيين "على المشاركة بصورة واسعة" في الانتخابات، محذراً من أن "مزيداً من التأخير في إجراء الانتخابات أو إجراءها من دون توفير الشروط اللازمة لإنجاحها بحيث لا تكون نتائجها مقنعة لمعظم المواطنين، سيؤدي إلى تعميق مشاكل البلد والوصول ـ لا سمح الله ـ إلى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في أواخر تموز/يوليو، أن العراق سينظم انتخابات تشريعية مبكرة في 6 حزيران/يونيو 2021، سعياً لتنفيذ أحد وعوده الأساسية، التي أطلقها عندما وصل إلى السلطة في وقت سابق هذا العام.
الحرية من منظور إسلامي
نتعرّض فيما يلي إلى عدّة نقاط هامّة، وهي: بيان مفهوم الحرّيّة ودائرتها في الإسلام، وهل هي مطلقة أم مقيّدة؟ وكذلك ما يتعلّق بالمبادئ والمقوّمات الّتي تقوم عليها حسب الثقافة الإسلاميّة.
أوّلاً: مفهوم الحرّيّة
يُقصد بالحرّيّة قدرة الإنسان على فعل الشيء أو تركه بإرادته الذاتيّة. وهي منحة إلهيّة للإنسان الذي حباه الله تعالى بكلّ المقوّمات الأخرى اللازمة خلال مسيرته الحياتيّة، والّتي تضمن له أداء دوره الرياديّ على الأرض في أحسن صورة.
والحرّيّة ليست شيئاً ثانويّاً في حياة الإنسان، بل حاجة ملحّة وضرورة ماسّة من ضروراته، باعتبارها تعبيراً حقيقياً عن إرادته وترجمة صادقة لأفكاره، فبدون الحرّيّة لا تتحقّق الإرادة، وعدم تحقيق الإرادة يعني تكبيل الإنسان ووأد كافّة طموحاته وتطلّعاته، وهو ما لا ينسجم أبداً والغايةَ من وجود هذا الكائن الإلهيّ والدور المناط به، وبدون الحرّيّة لا تتحقّق ذاتيّة الإنسان وكرامته وقدرته على تقرير مصيره، وبدونها أيضاً لا تتحقّق سعادته.
وقد عبّر الله تعالى عن الإنسان أسمى تعبير، من حيث حمل الرسالة والتمتّع بالحرّيّة والاختيار، من خلال تتويجه بالخلافة، فقد جعله مكمّل الوجود، وفوّض إليه جزءاً من خلافته، وجعله مظهراً لها، ولا بدّ له من العمل على أساسها. فالحرّيّة في عقيدتنا تكليف وفرض، لا بدّ من رعايته خلال تعامل الإنسان مع نفسه، وخلال تعامله مع الآخرين [1].
ثانياً: الحرّيّة مطلقة أم مقيدة؟
لا يعني إقرار الإسلام للحرّيّة أنّه أطلقها من القيود والضوابط؛ فبذلك تكون أقرب إلى الفوضى الّتي يثيرها الهوى والشهوة. وبما أنّ الإسلام ينظر إلى الإنسان على أنّه مدنيّ بطبعه، يعيش بين كثير من بني جنسه، فلم يقرّ لأحد بحرّيّة دون آخر، ولكنّه أعطى كلّ واحد منهم حرّيّته، سواء كان فرداً أو جماعة؛ ضمن قيود ضروريّة، تضمن حرّيّة الجميع، وتتمثّل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي:
أ- ألّا تؤدّي حرّيّة الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العامّ وتقويض أركانه.
ب- ألّا تفوّت حقوقاً أعظم منها، وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.
ج - ألّا تؤدّي حرّيّته إلى الإضرار بحرّيّة الآخرين.
وبهذه القيود والضوابط، وازن الإسلام بين حرّيّة الفرد وحرّيّة الجماعة، وأعطى كلّاً منهما حقّه.
ثالثًا: مقوّمات الحرّيّة
تنطلق الحرّيّة من مجموعة من الثوابت والمبادئ، منها:
أ- مبدأ العبوديّة والخوف من الله
تنبع أهمّيّة العبادة من كونها الغاية الّتي خُلقنا لأجلها، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[2], وذمّ المستكبرين عنها بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[3]، ونعت أهل جنّته بالعبوديّة له، فقال سبحانه: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾[4], ونعت نبيّه محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم بالعبوديّة له في أكمل أحواله، فقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْل﴾[5].
ويرى الشهيد محمّد باقر الصدر (رضوان الله عليه) أنّ الحرّيّة في المفهوم الإسلاميّ ثورة، وهي ليست ثورة على الأغلال والقيود بشكلها الظاهريّ فحسب، بل على جذورها النفسيّة والفكريّة، وبهذا كفِل الإسلام للإنسان أرقى أشكال الحرّيّة التي ذاقها على مرّ التاريخ وأسماها[6].
ودعا الإسلام إلى تربية النفس على الخوف من الله تعالى, فإنّ باعث على العمل والثقة بالنفس، وليس سمة سلبيّة تؤثّر على اختيار الإنسان وحرّيّته، بل هو عامل باعث على النشاط والحيويّة والحرّيّة، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "خفِ الله كأنّك تراه، فإنْ كنت لا تراه، فإنّه يراك، فإنْ كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإنْ كنت تعلم أنّه يراك، ثمّ استترت عن المخلوقين بالمعاصي، وبرزت له بها، فقد جعلته في حدّ أهون الناظرين إليك"[7].
والخوف من الله تعالى من خصائص المتّقين وسماتهم، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "الخشية من عذاب الله، شيمة المتّقين"[8].
ب- مبدأ قوة الإيمان بالله تعالى وثباته
الإيمان بالله أمرٌ قابل للزيادة والنقصان، وخاضعٌ لجملة من العوامل الّتي تؤثّر فيه، وفيما يأتي عرض لجملة من الأساليب الّتي من شأنها تقوية الإيمان بالله وتعميقه:
1- الاعتزاز الدائم بالله تعالى
قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[9], وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾[10]. فالاعتزاز بالإيمان والانتساب إلى الإسلام ينبغي أن يشكّل شعوراً مرافقاً للمؤمن أينما كان.
2- التدبّر في القرآن
فهو يتضمّن المبادئ العالية لتربية الإنسان وارتباطه بالله، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[11].
3- ممارسة الشعائر الإسلاميّة
فهي غذاء المؤمن الذي ينمّي فيه قوّة الإيمان، ومن مصاديقها: الصلاة، الصوم، الإنفاق، الحجّ، قال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾[12].
4- الذكر
قال تعالى: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾[13], وقال تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرً﴾[14].
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من أشدّ ما فرض الله على خلقه، ذكر الله كثيراً"[15].
5- تذكّر الموت والبرزخ ومراحل الحياة الآخرة
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "اذكروا هادم اللذّات"[16].
وعن الإمام عليّ عليه السلام في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر، قال: "وكفى بالموت واعظاً"[17].
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: "أكثروا ذكر الموت؛ فإنّه هادم اللذّات..."[18].
6- الشعور بالأمل الدائم وحتميّة الانتصار
فالصراع الدائر بين الحقّ والباطل، ومعاناة الناس من الباطل وأهله، هما نوع من التغيير الاجتماعيّ والتمهيد لتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[19], وقال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾[20].
ج - مخالفة الأهواء ومحاسبة النفس
لكلّ إنسان أهواؤه المتعلّقة بالمال، الأكل والشرب، الجاه والمركز... والهدف النهائيّ الذي يطمح إليه المؤمن هو إلغاء هذه الأهواء، والتطهّر منها تطهيراً كاملاً.
والمهمّ هو إضعاف تأثير هذه الأهواء على السلوك، وإحكام السيطرة عليها، وهذا ما ينتج من مجموعة عوامل، أهمّها مخالفة الهوى، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[21].
ولا بدّ من مراعاة أمور أخرى في هذا المجال، مثل الصدقة، والإنفاق السرّيّ، وصون اللسان عن الكذب، والغيبة، وأن تكون قاعدته الصمت إلّا في موارد الحجّة والضرورة، وأن يتعلَّم الصوم المستحبّ، فهو ينمّي الإرادة، ويصعّد من ملكة الصبر.
وعن الإمام الرضا عليه السلام، قال: "ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه، وتاب إليه"[22].
د- الزهد بالدنيا وعدم الخضوع للشهوات
يشير أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذا المعنى قائلاً: "مَنْ أيقن اَنَّهُ يُفَارِقُ الأحباب وَيَسْكُنُ التُّرَابَ وَيُوَاجِهُ الْحِسَابَ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا خَلَّفَ، ويَفْتَقِرُ إلى مَا قَدَّمَ كَانَ حَرِيّاً بِقَصْرِ الأمل وَطُولِ الْعَمَلِ"[23].
ويقول سلمان المحمّديّ: "ثَلاَثٌ أعجبتني حَتَّى أضحكتني: مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلِبُهُ، وَغَافِلٌ لَيْسَ بَمَغْفُول عَنْهُ، وَضَاحِكٌ بملء فِيهِ، لاَ يَدْرِي أساخط رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَيْهِ أم رَاضٍ عَنْهُ"[24].
فيجب التفكّر في اهتزاز الدنيا وتغيّرها الدائم، وفي أنّ الحرص على جمع الأموال والثروات لتحقيق الآمال والتمنّيات في الدنيا لا يجلب السعادة أبداً، بل يزيد الشقاء والمحنة، وأنّ أفضل الطرق للوصول، هو ما ورد في الحديث النبويّ: "كن في الدنيا كأنك غريب وعابر سبيل، واعدد نفسك في الموتى، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ، ومن شبابك لهرمك، ومن حياتك لوفاتك، فَإنّكَ لاَ تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً"[25].
الإنسان والمجتمع، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الشهيد مطهري، الحرّيّة، ص39.
[2] سورة الذاريات، الآية 56.
[3] سورة غافر، الآية 60.
[4] سورة الإنسان، الآية 6.
[5] سورة الإسراء، الآية 1.
[6] من مقال للشهيد الصدر 1404ه، الأضواء.
[7] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج73، ص21.
[8] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص53.
[9] سورة آل عمران، الآية 139.
[10] سورة المنافقون، الآية 8.
[11] سورة الإسراء، الآية 9.
[12] سورة فاطر، الآية 10.
[13] سورة الرعد، الآية 28.
[14] سورة آل عمران، الآية 41.
[15] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص80.
[16] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج6، ص133.
[17] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، مصدر سابق، ص28.
[18] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج2، ص437.
[19] سورة النور، الآية 55.
[20] سورة الروم، الآية 47.
[21] سورة النازعات، الآيتان 40-41.
[22] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص453.
[23] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج70، ص167.
[24] الفيض الكاشانيّ، المولى محمّد محسن، المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء، صحّحه وعلّق عليه علي أكبر الغفاري، دفتر انتشارات اسلامى وابسته به جامعه مدرِّسين حوزه علميّه قم، إيران - قم، لا.ت، ط2، ج8، ص246.
[25] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج74، ص181.
إعلان انطلاق الكفاح الشعبي لاستقلال دولة فلسطين
القيادة الوطنية تدعو الشعب الفلسطيني والشعوب العربية للاصطفاف مع فلسطين لمواجهة العدو المركزي ولمساندة النضال ضد الاحتلال وصفقة القرن والتطبيع العربي.
أعلنت القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية انطلاق الكفاح الشعبي الشامل لاستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
ودعت القيادة الوطنية الشعب الفلسطيني والشعوب العربية للاصطفاف مع فلسطين لمواجهة العدو المركزي ولمساندة النضال ضد الاحتلال وصفقة القرن والتطبيع العربي ولإسقاط اتفاقات العار والخيانة التي أبرمها حكام الإمارات والبحرين.
كما لفتت القيادة الوطنية في بيان لها الى أن المقاومة والفعل الشعبي الشامل يتقدمان بوتيرة تصاعدية ويتطوران إلى أرقى أشكالهما على أراضي فلسطين، مشدداً على أن المقاومة تسير بوتيرة متناغمة في كل الأراضي الفلسطينية.
كذلك، أكّد البيان أن يوم 15 أيلول هو يوم رفض شعبي انتفاضي ترفع فيه راية فلسطين، مع اعتبار يوم الجمعة المقبل يوم حداد شجباً للاتفاق الأميركي الإسرائيلي الإماراتي البحريني.
ومنذ أيام أعلن البيت الأبيض أنه تم التوصل لاتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والبحرين، خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويقضي الاتفاق بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة.
المصدر:المیادین
ماذا تعرف عن "برد المعدة"؟!
غالبًا ما يخلط الناس بين برد المعدة والتسمم الغذائي، وهو أمر يبدو منطقيا بالنظر إلى أن الأعراض لكلتا الحالتين متماثلة تقريبًا، إلا أن كلاهما يختلف في العديد من الجوانب.
والبرد في المعدة، وفق موقع "وب طب"، عبارة عن التهابات في المعدة والأمعاء، ويشخص هذا المرض بأنه عدة أمراض مجتمعة ولا يوجد فيروس واحد فقط يكون المسبب للحالة، بل توجد فيروسات عدة، منها فيروس النورو وفيروس الروتا فيروس الادينو.
وعند حدوث الإصابة يمكن أن تستمر الأعراض (الإسهال والقيء والحمى وآلام المعدة)من 3 إلى 10 أيام، وقد تختفي دون تدخل طبي.
وأثناء الإصابة ببرد المعدة، ينبغي على المرضى مراقبة الأطعمة التي يتناولونها بدقة، كما يجب زيادة استهلاك الماء لتعويض الإسهال والقيء.
وفيما يلي قائمة بالأطعمة التي يجب تناولها عند الإصابة ببرد المعدة:
– الموز.. غني بالبوتاسيوم وفيتامين B6، وهو أفضل علاج طبيعي لبرد المعدة باعتبار أنه سهل الهضم ويوفر طاقة فورية. ويساعد الموز على تجديد ما يفقد من سوائل الجسم، والحفاظ على التوازن.
– الزنجبيل.. يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات تساعد على تقليل تهيج المعدة. كما يساعد على تقليل نوبات القيء والإسهال من خلال مساعدة المعدة على هضم الطعام بشكل أفضل.
– الفواكه "قليلة الحموضة".. الفاكهة غذاء طبيعي لدعم الجسم بالمواد المغذية، كما أنها توفر طاقة كافية لمحاربة فيروسات برد المعدة، ويفضل تناول فاكهة مليئة بالسوائل، وأقل حمضية، مثل البطيخ والتين والشمام والبابايا والخوخ والتوت والمانغو.
– الثوم.. يحتوي الثوم على مركب يسمى الأليسين يساعد على تعزيز قدرة كرات الدم البيضاء على محاربة الالتهابات بشكل فعال. ومن المعروف أن الاستهلاك المنتظم للثوم يقلل من أعراض وشدة العدوى.
– المقرمشات.. على عكس المتوقع تساعد المقرمشات على تهدئة المعدة مع تجديد العناصر الغذائية المفقودة في نفس الوقت. ولكن يجب تناول مقرمشات غير حارة قليلة الألياف والكربوهيدرات وقليلة الدهون، مما يجعلها غذاء فعالا ولطيفا.
– مكعبات الثلج.. عندما يصعب التعامل مع برد المعدة، قم بمص بعض مكعبات الثلج لأنها تساعد على تزويد الجسم بالماء الذي يحتاجه دون زيادة تحميل المعدة بالسوائل.
– الخبز المحمص"من الحبوب الكاملة".. يساعد على ملء المعدة المريضة دون التسبب في العديد من المشكلات بالجهاز الهضمي. ويساعد تناول الخبز المحمص من الحبوب الكاملة على تهدئة المعدة كذلك وهو مفيد للصحة بشكل عام.
– ماء جوز الهند.. محلول ممتاز لإعادة الترطيب ومواجهة الأعراض مثل الإسهال والقيء. وبالنسبة للمرحلة المبكرة من برد المعدة، فإن ماء جوز الهند مفيد في تعويض المياه المفقودة في الجسم.
– الليمون.. من المعروف أن الليمون يقاوم برد المعدة، حيث تساعد مضادات الأكسدة على مكافحة الالتهابات. كما تساعد على تخفيف الغثيان.
– القرفة.. تساعد القرفة على تهدئة المعدة وتخفيف العديد من التهابات الجهاز الهضمي. وتساعد خصائصها المضادة للفطريات على تقليل أعراض برد المعدة إلى حد ما، كما أن القرفة تنشط الجهاز الهضمي وتمنع الإسهال والغثيان والقيء.
– الزبادي "يوغرت".. يساعد على موازنة ميكروبيوتا الأمعاء عن طريق تقليل البكتيريا الضارة ومساعدة البكتيريا المفيدة على الازدهار. ويحسن هذا عمل الجهاز الهضمي ويساعد على التعافي بشكل أسرع.
– شاي البابونغ.. تفيد الخصائص المضادة للالتهابات بشاي البابونغ في تهدئة اضطراب المعدة وتقتل مسببات الأمراض. ويساعد التأثير المهدئ للشاي أيضًا على استرخاء عضلات المعدة وتهدئة الأعراض.
المصدر:العالم
قائد الثورة يدين بشدة اساءة مجلة فرنسية للنبي الاكرم (ص)
دان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في بيان صدر اليوم الثلاثاء دان بشدة اساءة احدى المجلّات الفرنسية للنبي الاكرم (ص) .
وفيما يلي نص بيان قائد الثورة الاسلامية :
باسمه تعالى
إن الخطيئة الكبرى التي لا تغتفر، والتي ارتكبتها إحدى المجلّات الفرنسية والمتمثلة بالاساءة للمكانة السامية والمقدسة للرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، تكشف مرة أخرى عن عناد وحقد محفوفين بالشّر تضمرانه الأجهزة السياسيّة والثقافيّة في العالم الغربيّ تجاه الإسلام والمجتمعات الإسلاميّة. إنّ ذريعة حريّة الرّأي التي تذرع بها المسؤولون الفرنسيّون لعدم إدانة هذه الجريمة الكبرى مرفوضةٌ جملة وتفصيلا وخاطئة هدفها خداع الرأي العام. إن السياسات المعادية للإسلام من قبل الصهاينة والحكومات المتغطرسة تقف خلف مثل هذه التحركات العدائية، والتي تتكرّر بين حين وآخر. قد يكون هدف هذه الخطوة في هذه الفترة حرف أذهان الشعوب والحكومات في غرب آسيا عن المخططات القذرة التي ترسمها أمريكا والكيان الصهيوني لهذه المنطقة. يجب على الشعوب المسلمة وخاصّة في بلدان غرب آسيا، ألا تنسى أبدًا عداء السياسيين والقادة الغربيين للإسلام والمسلمين، مع التحلي باليقظة حيال قضايا هذه المنطقة الحساسة.
والله غالبٌ على أمره
السيّد عليّ الخامنئي
8/9/2020
القوات الأمنية العراقية و"الحشد" ينطلقان بعمليات أمنية واسعة بمحافظتي ديالى وكركوك
تواصل العمليات الأمنية للقضاء على فلول "داعش" وتطهير عدة محافظات عراقية من التنظيم بالتنسيق بين القوات الأمنية العراقية وألوية من قوات الحشد، لا سيما في محافظتي ديالى وكركوك.
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، ألوية الحشد الشعبي العراقي، والقوات الأمنية العراقية، بعمليات أمنية واسعة بمحافظتي ديالى وكركوك، للقضاء على فلول تنظيم داعش، وإدامة زخم الأمن المتحقق في تلك المحافظات.
ونفذت الألوية الأول والرابع و20، و23، و28، و110 في الحشد الشعبي وبغطاء جوي من طيران الجيش العراقي عملية أمنية واسعة في المناطق التي تقع شمال شرق محافظة ديالى لتطهيرها من المضافات الإرهابية، والعبوات الناسفة، وإعادة نشر القطعات لتأمين محيط ناحيتي السعدية وجلولاء، فضلاً عن المناطق شمال وجنوب قضاء خانقين، وحوض نهر الوند.
وفي السياق، انطلق اللواء 16 بالحشد الشعبي، والشرطة الاتحادية، بعمليات أمنية في مناطق تل العصرية، وضباع وتل الكمر في جنوب غرب كركوك، لتطهيرها من فلول داعش.
وأطلقت القوات العراقية المشتركة أمس الإثنين عملية أمنية لفرض القانون في ميسان.
وأشارت خلية الإعلام الأمني العراقي إلى أن "فرقة الرد السريع ولواء مغاوير قيادة عمليات سومر وأفواج طوارئ شرطة ميسان باشرت بمهام فرض القانون وتعزيز الاستقرار في محافظة ميسان، حيث شرعت بتطويق وتفتيش قضاء المجر الكبير".
وأعلنت قوات الحشد الشعبي في وقت سابق عن صدّ هجوم لداعش شمال قضاء خانقين في محافظة ديالى.
وكانت الاستخبارات العسكرية العراقية في قيادة عمليات ديالى وقوة من الفوج الثاني مغاوير القيادة، ألقت القبض الأسبوع الماضي، على 2 من الإهابيين المهمين، في حين وجهت طائرات السوخوي العراقية ضربتين جويتين على هدفين في قاطع عمليات صلاح الدين.
وفي سياق آخر، كان مراسل الميادين في العراق أفاد أمس الإثنين بشنّ هجوم بالعبوات الناسفة على رتل للدعم اللوجستي للتحالف الأميركي في منطقة جبلة بمحافظة بابل.
وأشار مراسلنا إلى هجوم ثانٍ بالعبوات على رتل دعم لوجستي يتبع للتحالف الأميركي في منطقة الشعلة شمال العاصمة بغداد.
التخطيط والتوقيت
بثينة شعبان :
المنطق السليم يقتضي بأن يكون الكشف عن خطط الأعداء المقدّمة فقط لوضع خطط مقابلة وبالتوقيت السليم الذي يضمن دراسة كل المعطيات وضمان الفوز في الرهان في النتيجة.
تنشغل أقلامنا العربية غالباً وعلى مرّ العقود في تفنيد الخطط التي تستهدفنا وكشف محتوياتها والتسابق لكشف السرّي منها وتحليل ما ظهر منها إلى العلن؛ وكأن المطلوب فقط أن نفضح نوايا الأعداء من دون أن تكون هذه هي الخطوة الأولى التي تقود إلى وضع سيناريوهات مقابلة وخطط تحبط مخططاتهم وتنقذ الأمة من الويلات المدبّرة لها.
ودرجنا جميعاً على هذا السياق. فمنذ وعد بلفور حتى اليوم والنخب الفكرية والسياسية تتحدث عن مؤامرات البريطانيين والفرنسيين بالتعاون مع ثلّة من الصهاينة لاغتصاب فلسطين، ومع زمرة من العثمانيين لسلخ لواء اسكندرون، ثمّ الانخراط مع الأعداء في اتفاقات وجّهت ضربة قاصمة للحق العربي، وآخرها الانسياق منذ كامب ديفيد واتفاق أوسلو وحروب الربيع العربي الإرهابية، وما يتبع ذلك حالياً من تطبيع في مسار استسلامي لا يحفظ كرامة، ولا يسترجع حقوقاً مسلوبة.
أما المنطق السليم فيقتضي بأن يكون الكشف عن خطط الأعداء المقدّمة فقط لوضع خطط مقابلة وبالتوقيت السليم الذي يضمن دراسة كل المعطيات وضمان الفوز في الرهان في النتيجة.
أمّا أن ننعى اتفاقاً بعد 27 عاماً من توقيعه وأن نكشف عن سلبياته بعد عقود من استثمار العدوّ له، واستغلال كلّ كلمة وحرف فيه لقلب موازين القوى الدولية وليصبح هو عنوان الديمقراطية في الشرق الأوسط في تناسٍ كاملٍ لحق شعب فلسطين العربي بأرض الآباء والأجداد؛ فهذا مؤشر ليس على دهاء هذا العدو واستهانته بالحقوق العربية فقط، وإنما مؤشر أيضاً على قصور الأدوات العربية عن مواجهته وتقديم سياق مقنع للعالم قادر على إعادة تموضع الرأي العام العالمي إلى جانب الحقوق المشروعة لشعب تعرّض لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد.
والتخطيط أيضاً مرتبط بالتوقيت؛ ففيما يكون العالم مستعداً لسماع قصة ما، نكون نحن لانزال في طور الإعداد لها، وفي الوقت الذي تنضج القصة لدينا يكون الاهتمام العالمي قد انتقل إلى مكان آخر وإلى موضوع آخر. وهذه هي إحدى المسائل الأساسية التي نعاني منها في الإعلام لأنّ الإعلام هو فكر وتوقيت، وفي الوقت الذي يكون فيه الكون كلّه آذاناً صاغية لسماع تفصيل عن خبر ما اليوم، لن يكون مهتماً أبداً بكل تفاصيل هذا الخبر غداً. وهذه هي المسألة الأكثر أهمية في استحواذ اهتمام المتلقين وآرائهم.
وهذا ينطبق على العمل السياسي ايضاً؛ ففيما كان التنادي من أجل توحيد الصف الفلسطيني مثلاً قادراً على أن يفجّر قنبلة إخبارية وسياسية عالمية في وقت ما، جاء اليوم في ظلّ التسارع إلى التطبيع والمهاترات بشأن اجتماعات جامعة الدول العربية، وصور الطائرة الإسرائيلية تعبر الأجواء السعودية وتحطّ في مطار أبو ظبي، وتوقعات انتشار عدوى التطبيع إلى دول خليجية أخرى تملأ الفضاءات الإعلامية والسياسية.
حين يخطط أعداؤنا لحدث ما يبدأون بدراسة بند "التوقيت". وماهي الأحداث التاريخية والآنية التي تحيط بهذا التوقيت، وما هي العناوين التي قد تشتت الانتباه عنه، بينما يتصف معظم أعمالنا بردود أفعال لأحداث لم نخطط لها ولم نختر توقيتها ولم ندرس إيجابيات وسلبيات التحرك في هذه اللحظة أو تلك وبهذا الشكل أو ذاك.
ألم يحن الوقت لنجري مراجعة نقدية لأسلوب تعاملنا مع خطط أعدائنا، وسدّ الثغرات التي ساعدت العدو على النفاذ إلينا جيلاً بعد جيل وعقداً بعد عقد؟ في أي برنامج عمل في بلداننا العربية يكثر المتحدثون عن الأفكار والآراء ولا يحظى البرنامج الزمني بالدقة المطلوبة والصرامة التي تجعل من التواريخ المعطاة شأناً مقدساً لا يمكن تجاوزه أو الإخلال به.
واليوم، وفي غمرة استسلام خليجية غير مسبوقة، وتَنادي الفصائل الفلسطينية لتوحيد المواقف والذي جاء متأخراً جداً عن ضرورات المعركة مع العدو، يقف العدوّ في فلسطين المحتلة والقدس العزيزة ليرغم أبناء القدس على هدم منازلهم بأيديهم، في منظر يمثّل قمّة ما يمكن لأي وحش في الكون أن يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية.
ويتحدث الطفل ذو السنوات العشر ليقول: "هذا تاريخي وهذه حياتي كلّها، وهناك صوري وذكرياتي، كلّها راحت؛ فأنا الآن لا شيء، لقد ذهب كلّ شيء." هذا المنظر وهذه الكلمات وتلك الأعين الحائرة لمن ينظر إلى الحائط وكأنه يريد أن يحتضنه بدلاً من أن يهدمه، وإلى الحجر وكأنه يريد أن يقبّله بدلاً من أن يرغم على رميه، يجب أن يصبح مشهداً عالمياً تدمى له القلوب وتتحرك له الضمائر في أرجاء الدنيا.
من قال إن الوقت ليس مناسباً الآن لإثارة مسألتي الأسرى المحرومين من كل الحقوق في السجون الإسرائيلية وحقوق المقدسيين والفلسطينيين في منازلهم التي يرغمهم الاحتلال على هدمها بأيديهم؟ السؤال هو: هل عرفت البشرية تاريخياً ظلماً كذاك الذي يمارسه الصهاينة على الشعب الفلسطيني؟ أوَلا نثق اليوم بأن كلّ ضمير بشري حيّ سينتفض بغضب إذا ما وصلته هذه المشاهد والحقائق كما هي؟ وهل من الصعب أو المستحيل إيصالها إلى العالم؟ هل ندع الفلسطينيين يهدمون منازلهم بأيديهم ويتم تهجيرهم عن أرضهم من دون أن نتمكن من قرع جرس إنذار إنساني للبشرية برمتها؟
قد يكون مثل هذا الحدث الذي ينقل على الشاشات العالمية أكبر تأثيراً من أي كلام سياسي عن مساوئ التطبيع وتقصير جامعة الدول العربية وضرورة الوحدة الفلسطينية، وما إلى هنالك من كلام لم يعد أحد يتوقف عنده لأنه أصبح مكرّراً ولا فحوى منه ولا جديد فيه.
منذ احتلال الأراضي الفلسطينية في أعقاب نكسة حزيران عام 1967 وحتى عام 2015 قدّرت اللجنة الإسرائيلية المناهضة لهدم المنازل أن "إسرائيل" دمرت 48488 مبنىً فلسطينياً. وكل أنواع الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال تتناقض تناقضاً صارخاً مع القوانين الدولية. فقد جعلت من الاستحالة بمكان، أن يحصل الفلسطينيون على رخصة بناء، بينما تبني "إسرائيل" آلاف المستوطنات سنوياً، وبحجة عدم الحصول على الرخصة تقوم بتدمير المنازل، كما تدمّر منزل أي أسرة قاوم أحد أفرادها الاحتلال، مع أن هذا مناقض لمعاهدة جنيف الرابعة (المادة 33) إذ لا تجوز معاقبة أي شخص على جريمة لم يرتكبها وبالتالي فإن الهدم العقابي يعارض النظام الأساسي لهذه المعاهدة والمادة (50) من قرارات لائحة "لاهاي".
أمّا أنْ تطوّر "إسرائيل" أنواع الهدم المجرم الذي حكمت على الشعب الفلسطيني به ليشمل ما لم يعرفه بشر، وهو أن يجبر الإنسان الذي بنى منزله بعرق جبينه وأمضى سنوات يضع لبنة فوق لبنة كي يصبح هذا البيت موئله وعائلته يقيه حرّ الصيف وبرد الشتاء، أن يجبر على هدم هذا البيت الذي يمثل قطعة من قلبه وكلّ تاريخ أفراحه وذكرياته وطفولة أبنائه، فهذا ما يجب أن يصمّ آذان الدنيا إذا ما نقل الأمر إلى العالم كما هو وعلى حقيقته.
نحن أبناء منطقة وحضارة وتاريخ، ندعو الله دائماً أن نكون آمنين في بيوتنا وأوطاننا، ونحن أهل الكتاب الذي قال الله عز وجلّ فيه: "والله جعل لكم من بيوتكم سكناً"، والسكن هنا هو السكينة والطمأنينة والأمن والأمان وليس فقط مكاناً مادياً نسكن فيه بل تسكن فيه أرواحنا وقلوبنا وذكرياتنا وإبداعنا وضحكات الأهل والأصدقاء.
كلّ هذا يجب أن يأخذ العالم برمته علماً به بالإضافة إلى معاناة الأسرى ونشر شهادات من ضحّوا كي تبقى أرضهم عزيزة وكي تبقى فلسطين لأهلها الأصليين. الإسرائيليون يرون انتصارهم في استسلام حكام العرب لهم، ونحن يجب أن نخطّط لمعركة مختلفة نبنيها على صمود الصامدين وعزيمة الأسرى والمقاومين، ونستخدم لغةً وأسلوباً وصوراً تهزّ ضمير العالم وتحوّل المعركة السياسية والإعلامية إلى حيث نشاء، وإلى حيث يمكن لنا الانتصار على أكاذيبهم وادعاءاتهم. قصص أطفال فلسطين، وصمود أهل فلسطين الأسطوري هو الذي يمكن أن ينسج خيوط حكاية تحوّل العقول والقلوب إلى حيث يجب أن تكون، بعيداً عن أكاذيبهم وأوهامهم التي عملوا على الترويج لها وكأنها حقائق. لنضع الخطط ونختَر التوقيت وننتصر لمن صمد وكابد بانتظار أن نمدّ يد العون الحقيقية له.
المصدر:الميادين
إغراءات أمريكية للسودان لقبول التطبيع.. هل تنجح أمريكا في مساعيها؟
من المعروف أنّ السودان لم يناقش موضوع التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيونيّ بأي شكل من الأشكال وفق تصريحات مسؤوليه، كما أقالت الخرطوم، في وقت سابق، المتحدث باسم وزارة الخارجيّة بعد تصريحات حول نفس الموضوع، معبرة عن دهشتها من تصرفه، وذكرت حينها أنّ تلك التصريحات أوجدت وضعاً ملتبساً يحتاج إلى توضيح، ومؤخراً أوضح وزير الخارجيّة السودانيّ، عمر قمر الدين، أنّ عدداً من الشروط يجب تحقيقها في إطار إمكانية مستقبليّة لتطبيع العلاقات بين السودان والكيان الغاصب، وأنّ إدارة ترامب من المتوقع أن تناقش هذا الموضوع مع تل أبيب.
ناقش رئيس الوزراء السودانيّ، عبد الله حمدوك، مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ، مايك بومبيو، أواخر الشهر الماضي، بعد وصوله إلى العاصمة السودانيّة الخرطوم، الأوضاع في السودان ومسار العملية الانتقاليّة والعلاقات الثنائيّة بينهما ومساعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن الزيارة جاءت لغاية في نفس واشنطن، ألا وهي التطبيع ولا شيء غيره.
وبما يخص الطلب الأمريكيّ بتطبيع العلاقات مع العدو الغاشم، أوضح رئيس الوزراء السودانيّ وقتها، أنّ المرحلة الانتقاليّة في السودان يقودها ما أسماه "تحالف عريض" بأجندة محددة لاستكمال عمليّة الانتقال وتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، وصولاً للقيام بانتخابات حرة، مشيراً إلى أنّ الحكومة الانتقاليّة في السودان، لا تملك تفويضاً يتعدّى هذه المهام لاتخاذ القرار بشأن التطبيع مع العدو الغاصب، مبيّناً أن هذا الأمر يتم حسمه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقاليّ، ما ترك باب التطبيع مع الصهاينة مفتوحاً على مصراعيه.
وما ينبغي ذكره، أنّ رئيس الوزراء السودانيّ دعا واشنطن لضرورة الفصل بين عمليّة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومسألة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، بسبب قناعته بأنّ أمريكا لا يمكن أن تتقدم خطوة في تلك المسألة من دون رضوخ السودان وانخراطه في التطبيع مع العدو الصهيونيّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ وزير الخارجيّة الأمريكيّ، قام فور وصوله إلى الخرطوم بعقد مباحثات مكثفة مع رئيس الوزراء السودانيّ، وأعقب ذلك لقاء مع رئيس مجلس السيادة السودانيّ، عبد الفتاح البرهان، والذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين الخرطوم وكيان الاحتلال، بعد أن التقى نتنياهو في العاصمة الأوغنديّة كمبالا، في شباط المنصرم.
ووفق تصريح لوزير الخارجيّة السودانيّ، عمر قمر الدين، مع صحيفة "التيار" السودانيّة، السبت المنصرم، فإنّ بومبيو، في زيارته الأخيرة للخرطوم واجتماعه مع رئيس ما يسمى "المجلس الانتقاليّ المؤقت"، عبد الفتاح البرهان، ربط قضية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونيّ والسودان مع شطب اسم السودان من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب.
وقال وزير الخارجية حتى لو كانت هذه رغبة الشارع السودانيّ، من المهم أن تتحقق شروط محددة للتطبيع، وكان رئيس المجلس الانتقاليّ تحدث عن هذه الشروط مع بومبيو، والتي تمحورت حول المكسب الاقتصاديّ الذي سيحصل عليه السودان، وقضية شطب السودان من قائمة الإرهاب، حيث بيّن بومبيو أنّ الإدارة الأمريكيّة ستفحص هذا الأمر مع الكيان الصهيونيّ وسترد على هذا الموضوع.
من ناحية أخرى، كرر الوزير السودانيّ موقف بلاده الرافض لهذا الأمر، معتبراً أنّ قضية مثل التطبيع مع الصهاينة ليست من صلاحية حكومة تصريف الأعمال ولا يمكنها البت في تلك القضية هذه الفترة، وأشار إلى أنّه ليس من الواضح ما إذا كان بومبيو راضياً عن نتائج الزيارة، لكن الاتصالات مع الأمريكيين حول المقابل الذي ستحصل السودان عليها مستمرة، كما تطرق وزير الخارجية السودانيّ إلى مسألة إلغاء المساعدة الماليّة التي تقدمها واشنطن الى الخرطوم في هذه المرحلة.
إضافة إلى ما تقدّم، رجّح رئيس جهاز الاستخبارات في حكومة العدو، يوسي كوهين، في وقت سابق، أن توقّع الخرطوم اتفاقية مماثلة للاتفاقية الإماراتيّة مع الكيان قريباً، موضحاً أنّ هذا العام سيحقق الكيان اختراقاً آخر مع إحدى الدول الإفريقيّة، وقد أشار بشكل مباشر في حديثه إلى السودان، وفق ما ذكرته القناة الـ 13 العبريّة.
ووفق هيئة البث العبريّ، فإنّ كوهين قد كشف النقاب عن أنّ العدو الصهيونيّ والسودان على وشك توقيع ما وصفها بـ "اتفاقية سلام" بينهما، مبيّناً أنَها ربما توقع قبل نهاية العام الحالي، وأوضح أنّ الاتصالات مع الخرطوم مستمرة، وأشار إلى أنّ بعثات من كلا الطرفين تواصل الاستعدادات للتوصل إلى هذا الاتفاق.
موقع يهودي: "إسرائيل" تخطط لإنشاء قاعدة استخبارية في سقطرى بالتعاون مع الإمارات
- االمصدر: جي فوروم
وصل مؤخراً وفد مشترك من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إلى جزر سقطرى اليمنية، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، وقاموا معاً بفحص مواقع مختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.
ذكر موقع "جي فوروم" للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية أن الإمارات العربية المتحدة و"إسرائيل" تخططان لإنشاء قاعدة تجسس في جزيرة سقطرى اليمنية في موقع استراتيجي في بحر العرب على بعد 350 كيلومتراً جنوب اليمن.
وقال الموقع: في عام 2016، نقلت مصادر أجنبية من مصدر إريتري رفيع المستوى قوله إن "إسرائيل" بدأت في بناء أكبر قاعدة استخبارات أمامية لها في حوض البحر الأحمر وفي المنطقة الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب. هدف القاعدة هو "مراقبة" إلكترونية للقوات التي تقودها المملكة العربية السعودية وقوات "الدولة الإسلامية" – "داعش".
وأشار المصدر، الذي سجل بأنه المركز الفلسطيني للإعلام، إلى أن القاعدة الاستخباراتية الإسرائيلية أقيمت فوق جبل"أمباسويرا" (EMBA SOIRA) الواقع بالقرب من المدينة، جنوب العاصمة الإريترية - أسمرة. القمة على علو أكثر من 3000 متر فوق مستوى سطح البحر.
كما يدعي المصدر أن قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية ستراقب (إلكترونيًا) قوات التحالف التي تدعم القوات اليمنية المناوئة للرئيس اليمني المخلوع (علي عبد الله) صالح والمليشيات الشيعية"، وستراقب التحركات البحرية الإيرانية في المنطقة التي اشتدت نتيجة أحداث اليمن ومحاولات إيران زيادة النشاط في إريتريا.
وكانت قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية ستعمل في الخطوط الأمامية أيضًا على تحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر، وخاصة بعد أن استأجرت قوات التحالف بقيادة السعودية ميناء في إريتريا لتعزيز لوجستياتها وقاعدة عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ.
كما كانت القاعدة الإسرائيلية ستشارك في مراقبة السودان الذي كانت تتهمه "إسرائيل" بالمساعدة في توفير السلاح للمقاومة الفلسطينية (حماس في غزة)، وخاصة خلال الأعوام 2010-2014.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة، بوساطة أميركية، رسميًا أنهما قررتا تطبيع العلاقات بينهما وأنهما تبحثان حاليًا توقيع معاهدة سلام بين الدولتين، فإن التعاون المتجدد بين البلدين قد أتى بالفعل "ثماراً" استراتيجية، على الأقل في أليبا دي ميكوروت في اليمن القريبة من إيران.
وبحسب نفس المصادر اليمنية، التي قدمت المعلومات لمصادر سورية، فإن "إسرائيل" والإمارات تقومان بجميع الاستعدادات اللوجستية لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن، من باب المندب في جزيرة سقطرى إلى جنوب اليمن، الخاضعة لسيطرة الإمارات.
كما تعرف المصادر اليمنية نفسها كيفية تفصيل إنشاء القواعد الاستخباراتية الجديدة لـ"إسرائيل" والإمارات على النحو التالي:
ووفقًا لها، فقد وصل مؤخرًا وفد مشترك من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إلى جزر سقطرى، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، وقاموا معًا بفحص مواقع مختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.
وبحسب اليمنيين، فإن المناطق التي تم فحصها هي في المناطق المناسبة طوبوغرافياً لجمع المعلومات الإلكترونية عن جنوب اليمن و"الخليج" وخليج عدن وباب المندب المصري والقرن الأفريقي بأفضل طريقة هي:
- مركز جمجموه في منطقة مومي شرق الجزيرة.
-مركز قطنان في غرب الجزيرة حيث توجد سلاسل جبلية عالية تسمح للمعدات بالتحكم في طرق الشحن الدولية التي تعبر المنطقة.
سقطرى هي مجموعة صغيرة من الجزر في المحيط الهندي سميت على اسم الجزيرة الكبيرة الموجودة هناك. تقع سقطرى على بعد 350 كيلومتراً جنوب اليمن وحوالى 250 كيلومتراً شرق الصومال. الجزر أرض خاضعة للسيادة اليمنية. تبلغ مساحة الجزيرة الرئيسية 3650 كيلومترًا مربعًا والباقي صغير وبعضها غير مأهول. في عام 2008، تم إعلان الأرخبيل كموقع للتراث العالمي.
في 2 أيار / مايو 2018، كجزء من الحرب الأهلية في اليمن، نزلت القوات العسكرية الإماراتية في الجزيرة وسيطرت على النقاط الرئيسية هناك.
ترجمة: الميادين نت
كيف تحول مشاعر القلق والتوتر إلى طاقة إيجابية تستفيد منها؟
بِتُ أقرب إلى أن أكون محترفة في الشعور بالقلق"؛ هكذا أقرت الباحثة في علم النفس كيت سويني بلهجة ملؤها الأسف.
العالم - منوعات
ولا عجب في ذلك، فهذه السيدة عانت الأمريْن، على مدى الجانب الأكبر من حياتها حتى الآن، بسبب هذا النوع من المشاعر، التي تساورها حيال ما تعجز عن التحكم فيه من أمور بشكل كامل. ويشمل ذلك الآن مثلا، عدم قدرتها على ضمان إلزام والديْها، باحترام قواعد التباعد الاجتماعي، المفروضة للحيلولة دون تفشي وباء كورونا.
ورغم أن إصابة المرء بقلق مزمن، ولو بقدر منخفض، يؤثر عليه سلبيا؛ فإن ما تتميز به سويني في هذا الصدد، يتمثل في أن معاناتها من هذا الأمر، كان من بين الدوافع التي حدت بها لاختيار مسارها المهني، إذ آثرت أن تكون خبيرة في الصحة النفسية في جامعة كاليفورنيا فرع ريفرسايد، وتتخصص بالتحديد، في فهم أسباب القلق والتوتر.
وتعلق سويني على ذلك قائلة: "لا يستغل الجميع حياتهم وما يدور فيها، كوقود لأبحاثهم". على أي حال، استعانت سويني ببعض تجاربها الحياتية، كأساس للدراسات النفسية التي تجريها. ومن بين النتائج المفاجئة التي كشفت عنها بعض هذه الدراسات؛ أن القلق يمكن أن يكون مفيدا للمرء، خلال مروره بمجموعة من المواقف المتنوعة، بدءا بانتظاره لنتائج اختبار ما، إلى اتخاذه إجراءات لحماية صحته.
أنواع مختلفة للقلق
تباين العلماء في تعريفهم للقلق، فبعضهم وصفه بتعبيرات محايدة، بينما اختار آخرون اللجوء لمصطلحات ذات طابع سلبي في هذا الشأن. ومن بين من استخدموا التعريفات ذات الصبغة المحايدة؛ علماء النفس الذين يدرسون ظاهرة التغير المناخي، إذ وصفوا القلق بأنه "حالة شعورية تحفز المرء على اتخاذ استجابات سلوكية، تستهدف تقليل التهديد الذي يتعرض له". وما يميز القلق عن الشعور بالتخوف بشكل عام، هو الطبيعة العاطفية للنوع الأخير، وحقيقة أنه يهيئ الناس للتغيير.
أما من استعانوا بمصطلحات سلبية، للحديث عن القلق، فهم أولئك العلماء الذين عرّفوه بأنه "تجربة شعورية، تنطوي على أفكار مزعجة ومستمرة بشأن المستقبل". وبينما لا يمكن لأحد إنكار الأضرار المتعددة الناجمة عن شعور ما على هذه الشاكلة؛ فإن بعض الباحثين ذهبوا للقول إن للمرء قدرة محدودة على أن يضمر أحاسيس من هذا النوع؛ بمعنى أنه إذا ساوره قلق حيال أمر ما، فإن ذلك قد يحول دون شعوره بالإحساس نفسه إزاء أمور أخرى.
ويرتبط شعور المرء بمستويات عالية من القلق، بمعاناته من ضعف الصحة البدنية والذهنية، وذلك لأسباب متنوعة للغاية، قد تتراوح ما بين نومه بشكل متقطع مثلا، ومحاولته المستميتة لتجنب الخضوع لفحوص قد تكشف عن إصابته بالسرطان. كما يرتبط الإحساس بضرب من القلق يتسم بأنه حاد ومجرد ويحدث بشكل تلقائي ومتكرر على نحو يصعب السيطرة عليه، بما يُعرف بـ "اضطراب القلق العام".
ويقول إدوارد وتكينز، عالم النفس السريري والباحث في اضطرابات الحالة المزاجية في جامعة إكستر البريطانية: "من المرجح أن يكون ذاك النوع من القلق الذي يسود على نطاق واسع لأسباب مختلفة ومتنوعة، غير مفيد وذا طابع إشكالي، إذا ما قورن بالقلق الذي يتركز على مشكلة محددة ومنفصلة بوضوح عن غيرها".
فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون في الولايات الاسترالية المعرضة لأن تشهد حرائق غابات أكثر من غيرها، أن الشعور بضرب من "القلق البناء"، ترافق مع التحضير بشكل أفضل لمواجهة هذا النوع من الحرائق. بجانب ذلك، ارتبط شعور المرء بقلق من هذا النوع، بأمور من قبيل، الأداء بشكل أفضل على المستوى الأكاديمي، والإقدام على محاولات أكثر للإقلاع عن التدخين.
وعلى سبيل المثال، كشفت إحدى الدراسات النقاب، عن أن وجود شعور بالقلق لدى المرء إزاء مسألة التغير المناخي، شكّل المؤشر الأقوى من نوعه، الذي ميّز المؤيدين للسياسات الرامية لمواجهة هذه الظاهرة، وهو ما يعني أنه قد يكون من المجدي، أن يسعى أنصار حماية البيئة، لإثارة قلق الناس حيال وضعها الراهن، بدلا من أن يعملوا على أن يثيروا مخاوفهم في هذا الصدد. فالقلق قد يجعل من يشعرون به، أكثر قدرة على التعامل مع الظروف المحيطة بهم، في ضوء أنه يركز على ما يمكن أن يحدث في المستقبل، لا على اجترار الماضي.
ويستعرض وتكينز ثلاث آليات رئيسية، يمكن للقلق أن يُحدِث أثره من خلالها في هذا الصدد "أولاها أن الإحساس بهذا الشعور حيال أمر من الأمور، يزيد من إمكانية أن يفكر المرء في الأسباب، التي تحدو به لاتخاذ إجراء إزاءه، ويعزز أيضا من دوافعه، للقيام بشيء ملموس على هذا الصعيد. وتتمثل الآلية الثانية في أن الشعور بالقلق، يشكل عاملا يُذكِّر من يحس به بضرورة الإقدام على أشياء بعينها، نظرا لأن الإحساس بالتخوف من شيء ما أو الشعور بعدم اليقين بشأنه، يلح على الذهن للتأكد من أننا نحاول التعامل مع الأمر ومعالجته. أما الآلية الثالثة، فتكمن في أن القلق يمكن أن يتضمن في طياته، أمورا مثل القيام بتحضيرات جدية، والتخطيط وحل المشكلات كذلك".
وتقول سويني إن للقلق غرضا ووظيفة، مثله مثل أي عاطفة أو شعور، يراود المرء. فهو يمثل، بحسب قولها، إشارة "توجهنا في الأساس، صوب شيء ما، ربما يكون في الطريق إلينا، ويلفت انتباهنا له. كما أنه يحفزنا – في وضعه المثالي - على التحرك لمنع حدوث ذلك الشيء السيء، أو يجعلنا على الأقل على أهبة الاستعداد للتعامل معه".
ويبدو أن الدراسات التي أُجريت بشأن وباء كورونا في مراحله المبكرة، تؤكد هذا الأمر. فقد أظهرت دراسة تناولت مدى إدراك سكان 10 من دول العالم للخطر الكامن في هذا الوباء، أن الشعور بالقلق بشأنه، مثل "المكون العاطفي لهذا النوع من الإدراك". وقد قيّم الباحثون القائمون على هذه الدراسة، مستوى إدراك أفراد العينة لخطر الفيروس، من خلال مقاييس من بينها، طرح أسئلة عليهم للتعرف على مستوى قلقهم حيال (كوفيد 19). وأظهرت النتائج وجود ارتباط قوي، بين تزايد إدراك المرء للمخاطر المترتبة على تفشي الوباء، واتخاذه إجراءات صحية وقائية، مثل غسل اليديْن وارتداء كمامات الوجه، والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
كيف تشعر بـ "القلق بشكل أفضل"
من جهة أخرى، يمثل الغموض الذي يكتنف وباء كورونا ومداه الزمني المحتمل، أحد الأسباب التي تجعل منه مشكلة تستنزفنا بشدة عاطفيا. فمن الأيسر على المرء الشعور بـ "القلق البناء"، إذا كان الأمر يتعلق بحدث ذي إطار زمني واضح، مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية على سبيل المثال. فبالنسبة لسويني مثلا، كان الاقتراع الرئاسي الأخير الذي شهدته الولايات المتحدة عام 2016، من بين الأحداث، التي أذكت مخاوفها على الصعيد السياسي. وأدى ذلك، إلى أن تبادر عندما حل موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد عامين فحسب من السباق الرئاسي، إلى الاستفادة من مشاعر القلق هذه، عبر كتابة أكثر من 50 بطاقة بريدية، تحض من خلالها الناخبين على التصويت.
وقد أجرت سويني دراسة تتناول السبل التي يمكن للمرء من خلالها الحفاظ على سلامته الذهنية وراحة باله، خلال انتظاره لنتائج قد تكون سلبية. وركزت الدراسة على فترة انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة التي تحدثنا عنها للتو. وأشارت سويني من خلال النتائج التي خَلُصَت إليها هذه الدراسة، إلى أنه كان بوسع المرء تقليص التبعات الأسوأ للشعور بالقلق، من خلال إصراره على التحلي بروح إيجابية، خلال الفترة السابقة ليوم الاقتراع، وفي اليوم الانتخابي نفسه، شريطة أن يُعد نفسه في الوقت ذاته، لمواجهة أسوأ النتائج الممكنة بالنسبة له. وقالت الباحثة في دراستها إنها ظلت قادرة – بشكل شخصي - على "إيجاد وظيفة وغرض للقلق"، حتى لحظة إعلان نتائج الانتخابات.
وبطبيعة الحال، ربما يشعر الكثيرون بالقلق لأسباب وجيهة، تتعلق بتعاملهم مع قوى لا يستطيعون التحكم فيها. لكن ربما يساعدك على نزع فتيل هذا الشعور، إدراكك أنه ما من غرض أو وظيفة له، في مواقف مثل هذه. وتستعرض سويني هنا عملية مؤلفة من ثلاث خطوات، يجري في غمارها، تحويل مشاعر القلق، إلى إجراءات عملية ملموسة، وتوجيه هذا الشعور في الاتجاه الصحيح، إذا لزم الأمر.
1 – حدد طبيعة القلق الذي يساورك
2 – استعرض في ذهنك قائمة بالخطوات التي يُحتمل أن تقوم بها للتعامل مع هذه المشكلة
3 – إذا كنت قد اتخذت كل التدابير الممكنة في هذا الصدد، فلتحاول أن تنغمس في إحدى الحالات العقلية التي تقلل التوتر، مثل "التدفق" و"اليقظة أو الوعي التام".
وتبدأ سويني بالحديث عن "التدفق"، وهي الحالة التي يعني مرور المرء بها، استيعابه بشكل كامل للتحديات ذات الخطورة المعتدلة التي تواجهه، وامتلاكه أدوات تتبع للتعرف على مدى التقدم الذي يحرزه على صعيد مواجهتها.
وتقول الباحثة إن الانغماس في هذه الحالة، كان مفيدا بشكل خاص، على صعيد التعامل مع الضغوط المرتبطة بتفشي وباء كورونا. فقد أظهرت دراسة أوليّة أجرتها سويني وزملاؤها بشأن وضع الصحة العقلية للصينيين، الذين لم يكونوا قد خضعوا وقت إجراء البحث لقواعد الحجر الصحي بعد، أن الدخول في حالة "التدفق" هذه، ارتبط بتراجع شعور أفراد العينة بالوحدة، وكذلك بإقدامهم على مزيد من السلوكيات المعززة للصحة.
ورغم أن حالة "اليقظة أو الوعي التام" ترتبط عادة بجني المرء الكثير – بل بالأحرى الكثير للغاية - من الفوائد المرتبطة بالشعور بالسعادة والسلامة النفسية والاجتماعية، فإن الأمر كان مختلفا في الدراسة التي أجرتها سويني على شرائح من الصينيين، إذ تبين أن تلك الحالة اقترنت في هذه المرة، بالشعور بقدر أكبر من الوحدة، وبتقلص الأنشطة الصحية التي يمارسها المبحوثون. وترى سويني أن ذلك يعود إلى أن الانغماس في حالة "التدفق"، يوفر للمرء "عنصر إلهاء متميزا"، ما يجعل الوقت يمر بسرعة. أما حالة "اليقظة"، فتجبر من يمر بها، على الاهتمام والانتباه لحالة "الغموض واللا يقين" المستمرة التي تحيط به.
وربما يتمثل أحد الدروس المستفادة من هذه الدراسة، في أن انغماس المرء في حالة "يقظة أو وعي تام"، يفيد بشكل أكبر في التعامل مع المواقف الشائكة وقصيرة المدى في الوقت نفسه، بينما تفيد حالة "التدفق"، في جعله أكثر قدرة على التكيف مع الأوضاع التي لا تبدو لها نهاية في الأفق.
ويقول وتكينز، الذي يعكف حاليا على تحديث قائمة النصائح التي يسديها لمن يريدون تعزيز سلامتهم النفسية والاجتماعية خلال فترة الوباء وتقييّم تطبيق إلكتروني تم إطلاقه في هذا الصدد لخدمة الشبان الأوروبيين، إن الدراسات الحالية تتوقع أن "يؤدي الشعور بقدر معتدل من القلق بشأن كورونا مُقترنا بفهم لمدى فاعلية قواعد التباعد الاجتماعي والإيمان بأهمية ذلك، إلى زيادة معدلات الالتزام بالإرشادات الخاصة بهذا الأمر. في المقابل، يؤدي شعورك بقلق مفرط، أو بالخوف لأسباب متعددة متنوعة، إلى إمكانية أن يصبح من العسير عليك الإقدام على أي تحرك فعلي".
خلاصات مثل هذه، ربما تفيد من يشعرون بالقلق، إزاء المخاطر التي تكتنف عودتهم إلى أماكن عملهم، للقيام بمهامهم الوظيفية من هناك كالمعتاد. فبدلا من أن يركز هؤلاء على التفكير في ما الذي يمكن أن يمضي في الاتجاه الخاطئ حينما يُقْدِمون على هذه الخطوة، يجدر بهم وضع خطة مفصلة، بشأن كيفية تقليص أي خطر قد يواجهونه خلال التوجه إلى مقر العمل والعودة منه.
ويقول وتكينز: "سيساعدهم الخيار الثاني على التحضير والتخطيط لمواجهة أي احتمال، وعلى أن يشعروا بأنهم مسيطرون بشكل أكبر على الموقف، أما الأول فسيقودهم إلى الشعور بمزيد من المخاوف الكارثية، وتخيل إمكانية حدوث الأسوأ، وتصاعد القلق الذي يدور في نفوسهم".
وعلى أي حال، تتضمن التوصيات، المستقاة من نصائح وتكينز ومن الدراسات التي أجراها علماء نفس آخرون، أهمية أن يحافظ المرء على نوع ما من الروتين في حياته وتعاملاته، وضرورة أن يتواصل مع أحبائه بشكل دوري للاطمئنان عليهم، وأن يجد كذلك سبلا من شأنها، تحويل مشاعر القلق التي تساوره، إلى شعور بالاهتمام الذي يتسم بالتعاطف مع الآخرين.
وإذا عدنا إلى سويني، سنجدها تعكف حاليا على التفكير في الكيفية التي ستستأنف بها حياتها الطبيعية بعد فترة الإغلاق. وبينما تقول هذه السيدة إنها تسعى للتحلي بتفاؤل حذر في أغلب الأوقات، فإنها تعتزم أن تخصص في الوقت نفسه، فترة ما كل أسبوع أو نحو ذلك، للتفكير بعمق في ما إذا كانت هناك أي تهديدات أو مخاطر، يتعين عليها أن تشعر بالقلق بحق، إزاءها بقدر أكبر.
أما بالنسبة لي، فأحاول تطبيق هذه الأفكار والرؤى المستمدة من علم النفس في حياتي. وقد وجدت في فيلم الرعب المفضل لديّ "بادادوك"، مصدر إلهام لي في هذا الشأن. فالوحش الذي يظهر ضمن أحداث هذا العمل، يمثل "تجسيدا ماديا مرعبا للحزن". وعلى عكس ما يحدث في غالبية أفلام الرعب، تدرك بطلة "بادادوك" أن تدميره مستحيل وغير مفيد في الوقت نفسه، نظرا لأن وجوده يمنحها الفرصة لأن تشعر بالحزن، ولأن تتذكر ما مر بها في ماضيها كذلك. لكنها ترى في الوقت ذاته أنه لا يجدر بها أن تطلق له العنان. ولذا تنجح في نهاية المطاف، في التوصل إلى "تسوية غير مريحة بعض الشيء" مع هذا المخلوق.
وعلى الشاكلة ذاتها، ربما يمثل تحقيق "توازن مع الشعور بالقلق" هدفا مفيدا بالنسبة للكثيرين منّا، حتى وإن كنا سنشعر أن هذا الأمر، سيكون على الدوام، غير مريح على نحو ما.
المصدر:العالم