emamian

emamian

إنّ الفساد لا يعرف حدوداً يقف عندها، فهو يحاول الاستفادة من كلّ فرصة متاحة لينتشر بين الناس، وله الكثير من الأدوات والوسائل والطرق. والحقيقة أنّنا نحتاج لجهاز يرصد مكامن فعاليته لنستطيع أن نضع البرامج المناسبة لرفعه بالشكل الصحيح.

 

وقد أشار الإمام الخمينيّ قدس سره للكثير من مفردات الفساد ووسائله وحذّر منها، فلنلقِ نظرة على بعضها ممّا ذكره الإمام قدس سره.

 

1ـ الإعلام

 إنّ أهمّيّة الإعلام وخطره على الشعوب وقدرته على التأثير، من الأمور الواضحة في هذا الزمان والّتي لا يختلف عليها اثنان، سواء منها الإعلام المكتوب أم المسموع أم المرئيّ، فلكلّ منها أثره البالغ في مسلكيّة الإنسان ومنهجه وطريقته في الحياة، وبالتالي فلها أثر كبير في الصلاح والفساد. وهذه الوسائل الإعلاميّة كان الكثير منها على الدوام من أهمّ عوامل الفساد في المجتمع، يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "إنّ المجلّات من خلال مقالاتها وصورها الفاسدة، والصحف من خلال تسابقها في نشر مقالات غير ثقافيّة وغير إسلاميّة توجّه الناس ـ وخاصّة الشباب ـ نحو الشرق والغرب وتفتخر بذلك. إضافة إلى ذلك الدعاية الواسعة في ترويج مراكز الفساد والفجور ولعب القمار"([1])  .

 

2ـ الفنّ المنحرف

 إنّ للفنّ أثره البالغ أيضاً في النفوس، فهو قادر على ملامسة القلوب وتغيير الثقافات بطريقة هادئة وساكنة، ودون أن يلتفت المجتمع لذلك. وخطورته تنشأ من هذا الأسلوب الّذي يستبطن الكثير من الأفكار ويعلّم الكثير من المسلكيات بشكل غير مباشر، وفجأة سيجد المجتمع نفسه قد وقع في بؤرة الفساد والأفكار والمناهج المنحرفة، دون أن يجد عدوّاً أطلق هذه الأفكار بشكلٍ واضح. وقد حذّر الإمام الخمينيّ قدس سره من ذلك، فقال: "نحن ضدّ السينما الّتي تؤدّي برامجها إلى إفساد أخلاق شبابنا وتخريب ثقافتنا الإسلاميّة"([2])  .

 

3ـ مراكز الفساد

 إنّ مراكز الفساد تُعتبر مصنع الفساد في المجتمع، والّتي تصبغ المجتمع بلونها الفاسد وتدعو شبابه للانحلال وتشجّعهم على الفساد والمعاصي، فكما كان هناك بيوت لطاعة الله سبحانه وتعالى أمر الله تعالى بإعمارها، فإنّ الإنسان وللأسف عمّر بيوتاً خاصّة بالمعاصي، يتفرّغ فيها الإنسان للمعصيّة. وتؤذّن في شبابنا ليل نهار تدعوهم إلى أحضان الجحيم.

 

يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "لقد فتحوا أبواب الفساد أمام شبّاننا وزادوا فيها. فنحن نشاهد بلادنا وأعلم بأنّ دولكم كذلك أيضاً. إنّنا نشاهد أنّ مراكز الفساد في بلادنا والّتي تجرّ الشبّان نحو الفساد وتقضي على أصالتهم هي كثيرة... فقد جرّدونا من كلّ شيء وسلبوا من شبّاننا الخاصّيّة الّتي يجب على الشبّان أن يمتلكوها، وأرادوا أن يأخذوا قوّة الشبّان منّا، ثمّ ليقوموا بعد ذلك بنهب ذخائرنا ليصبح شبّاننا لا مبالين"([3]) .

 

4ـ المرأة الفاسدة

 إنّ الله تعالى قد ميّز المرأة بميزة التأثير المباشر على المجتمع، فالمرأة الصالحة بمجرّد حجابها وصلاحها تدعو الناس للحقّ بأعمالها قبل لسانها. ورؤيتها بحجابها واستحيائها مناسبة تذكّر الناس بالله سبحانه وتعالى وتدعوهم إليه، فهي داعية إلى الله تعالى بمجرّد صلاحها والتزامها بالحكم الشرعيّ.

 

والمرأة الفاسدة قادرة على التأثير أيضاً بشكلٍ كبيرٍ وواسع، فهي بفسادها تدعو كلّ من يراها إلى الفساد. فهي صوت متحرّك لإبليس يطرق سمع كلّ من يراها، وهي تدعو إلى البعد عن الله تعالى بهيئتها وأعمالها سواء تحرّك لسانها أم لم يتحرّك.

 

وهذا ما نبّه عليه الإمام الخمينيّ قدس سره حيث يقول: "ثمّة امتيازات خاصّة لدور المرأة في العالم. إنّ صلاح وفساد المجتمع يُستمدّ من صلاح وفساد النسوة فيه"([4])  .

 

5ـ الاقتداء بالغرب

 إنّ من أخطر الأمور أن يفقد الإنسان شخصيّته وثقته بنفسه، ليُصبح مجرّد مقلّد يقلّد ما يأتيه من الخارج عن غير وعي. وهذه المصيبة الأساس الّتي ألمّت بعالمنا الإسلاميّ في هذا العصر، حيث فقد ثقته بنفسه وفقد شخصيّته ليُصبح مجرّد مقلّد للغرب، مقلّد بامتياز، ويا ليته قلّد الغرب في اكتشافاته واختراعاته الّتي تُفيد البشريّة، لكان الأمر يستحقّ المدح والثناء، لكنّه لم يقلّد الغرب إلّا في الفساد والانحرافات والعيوب والثغرات الّتي يعيشها الغرب، تقليداً غير واعٍ ولا ينطلق من رؤية واضحة وعلميّة.

 

ولعلّ هذا الأمر يظهر بأخطر صوره في الجامعات، حيث حاول الغرب على الدوام وضع يده الثقافيّة عليها، ليحاصر الطلاب ويُصادر عقولهم ويفني شخصيّاتهم وثقتهم بأنفسهم. وقد حذّر الإمام الخمينيّ قدس سره من هذا الأمر ونبّه إلى خطورته في العديد من كلماته، حيث يقول قدس سره: "من المؤلم والمؤسف أنّ الجامعات والثانويّات كانت تدار من قبل المتغرّبين والمتشرّقين الّذين ينفّذون خُططاً مرسومة لهم، باستثناء أقليّة مظلومة ومحرومة. وعلى أيدي هؤلاء كان يتلقّى أعزاؤنا التعليم والتربية، فكان قدر شبّاننا الأعزّة والمظلومين أن يتربّوا في أحضان هذه الذئاب العميلة للقوى الكبرى" ([5]) .

 

وقد دعاهم الإمام قدس سره إلى الوثوق بأنفسهم والوقوف على أرجلهم من جديد: "أيُّها المثقّفون الملتزمون والمسؤولون. تعالوا لنبذ التفرقة والتشتّت، وفكّروا بحال الناس، وأنقذوا أنفسكم من شرّ الشيوعيّة الشرقيّة والرأسماليّة الغربيّة لأجل نجاة هؤلاء الأبطال الّذين قدّموا الشهداء. قفوا على أقدامكم وإيّاكم والاتّكال على الأجانب"([6])  .

 

ويقول أيضاً: "ليكن همّكم أيُّها الجامعيّون الأعزاء هو الخروج من حالة الأسر للغرب، ولتبحثوا عمّا أضعتموه وهو هويّتكم الشخصيّة"([7]).

 

ويفسّر الإمام قدس سره معنى الاستقلال وعدم التبعيّة فيقول: "معنى أن تكون الجامعة إسلاميّة، هو أن تكون مستقلّة، وأن تفصل نفسها عن الغرب والشرق، فيكون لنا بذلك وطن مستقلّ وجامعة مستقلّة وثقافة مستقلّة"([8])  .

 

إصلاح المجتمع، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

 

([1]) منهجيّة الثورة الإسلاميّة, م. س، ص 359.

([2]) الكلمات القصار، الإمام الخمينيّ قدس سره، ص 243.

([3]) منهجية الثورة الإسلاميّة، ص 178.

([4]) م. ن، ص 334.

([5]) منهجيّة الثورة الإسلاميّة، م. س، ص 269.

([6]) منهجيّة الثورة الإسلاميّة، م. س، ص 278.

([7]) الكلمات القصار، الإمام الخمينيّ قدس سره، ص 269.

([8]) م. ن، ص 268.

تحوّلت الثورة التونسية لأيقونة بين دول الربيع العربي ومثالًا يُحتذى للثائرين في بقيّة البلدان، غير أنّ هذا النّموذج من النجاح وجد له الكثير من المُغرضين الذين وجدوا فيه تهديدًا لعروشهم، ليبدؤوا بحياكة المكائد والمؤامرات للنيل من تلك التجربة، بعد أن تمكنوا من وئد الثورات في البحرين ومصر وليبيا وتحويلها إلى إما لحروب أهلية كليبيا أو إعادتها إلى الدكتاتوريات الحاكمة كما في البحرين ومصر.

دعوات مشبوهة

لم يمض أكثر من سبعة أشهر على انتخاب البرلمان التونسي الحالي، حتى بدأت الدعوات لحل هذا البرلمان، وظهرت هذه الدعوات بعد الاتصال الذي جرى بين راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية (إخوان مسلمين)، وبين رئيس حكومة الوفاق الليبية، وهنّاه بالانتصار على قوّات حفتر.

هذه المكالمة جلبت للبرلمان التونسي وحركة النهضة التي يتزعمها الغنوشي المتاعب، خصوصًا إذا علمنا أنّ الغنوشي والسراج وتركيا يُشكلون حلفًا واحدًا في مواجهة حفتر والإمارات والسعودية ومصر، لتبدأ الدول الثلاث سابقة الذكر باستعمال أدواتها في البرلمان التونسي وتحريضه للمطالبة بانتخابات برلمانية مُبكرة، وتقود هذه الحملة مجموعة من الأحزاب ذات التمويل السعودي الإماراتي.

ويدعي أصحاب هذه الدعوات أنّ الغنوشي تجاوز صلاحيّاته واتصل بالسرّاج وهنّأه بالانتصار، معتبرين ذلك اصطفافًا مع طرف ضد طرفٍ آخر في الحرب الليبيّة، مُتناسين أن الطرف الذي هنأه الغنوشي هو الحكومة الشرعية المُعترف بها دوليًّا، وليس الميليشيات التي تدعمها الإمارات والسعودية ومصر.

رد حركة النهضة لم يتأخر؛ حيث خرج رئيس الكتلة النيابية للحركة نور الدين البحيري، ليؤكد أنّ أصحاب دعوات حل البرلمان هم من الحاقدين على الديمقراطية التونسية، وإنّ تلك الدعوات ماهي إلا تعبير عن مرض نفسي، وحقد على الثورة والديمقراطية التونسية، ومحاولة لإرباك البلاد خاصة بعد هزيمة خليفة حفتر في ليبيا.

دور إماراتي- سعودي

الثورة التونسية التي مثّلت علامةً فارقة في الربيع العربي؛ لم تكن فقط عبارة عن ثورة على نظام طاغٍ، بل إنّها مثّلت ثورة على كافة الأنظمة الرجعية البالية وأنظمة العروش المُتوارثة وخصوصًا في الدول الخليجية، لذلك كان من الضروري كسر الركيزة الأخيرة للتجربة الديمقراطية في المنطقة العربية، وهنا بدأت حملة شعواء لإسقاط ليس فقط البرلمان أو الحكومة التونسية، إنّما الهدف الأساسي لهذه الحملة هو إسقاط تجربة الثورة التونسية وما نتج عنها من ديموقراطية لن تعجب بطبيعة الحال الأنظمة الملكية والأميرية.

تعتبر تونس نموذجًا لنظام ديمقراطي مفتوح لا توجد فيه قوة محددة مهيمنة، الشيء الذي لا يتناسب مع الرؤية الإماراتية للحكم، خاصة بعد فوز حركة النهضة في الانتخابات الأولى بعد اندلاع الثورة في نهاية عام 2010، وبهدف إسقاط تلك التجربة؛ بدأ كل من الإمارات والسعودية حملة ضدّ الأحزاب التونسيّة، حتى غير الإسلامية منها، مُستهدفةً أيّ حزبٍ يصطف بجانب بقاء تونس حرة ديموقراطية، حيث أنّ تونس هي الركيزة الأخيرة للتجارب الناجحة "للربيع العربي"، وهي التي ما تزال تعطي "بصيص أمل" لجيرانها كمصر وليبيا والدول المجاورة الأخرى، وهو الأمر الذي لن يُعجب السعودية والإمارات والانقلابي عبد الفتاح السيسي.

وللإخوان نصيب

مع وصول زين العابدين بن علي إلى مدينة جدّة، بدأت الحملات الإعلامية المُضادة للثورة بنشر سمومها، فهي علمت أنّ أيّ تجربةٍ ديموقراطية لم تنتج إلّا وصول الإسلاميين للحكم، وهنا أطلقت وسائل الإعلام في مملكة آل سعود والإمارات ومصر حملة منهجية ضد حزب النهضة والزعيم الفكري للحركة راشد الغنوشي بهدف تشويه صورته وإثارة عاصفة في بلاده.

إذا صح تسميتها بالـ "الثورة المضادة" التي تقودها قِوى الرجعية، فقد بدأت اليوم بحملة إعلامية شعواء تقودها سكاي نيوز، قناة العربية وصحيفة اليوم السابع المصرية تهدف لنشر أخبار خادعة وفي ذات الوقت، حيث زعمت التقارير أن الغنوشي كسب ثروة مالية ضخمة منذ عودته إلى تونس بعد انتصار الثورة عام 2011، وبلغت قيمتها 8 مليارات دولار الأمر الذي يعرف التونسيين قبل غيرهم أنّهم محض افتراء، والهدف من هذه الحملة دقُّ إسفين بين البرلمان والرئاسة، وإثارة معارك جانبية في البرلمان بين الكتل التونسية لتفكيك مؤسسات الدولة عن طريق ضرب فيما بينها، والوصول في النهاية إلى نظامٍ أشدُّ وطأة من نظام بن علي.

وفي النهاية؛ فإنّ هزيمة الثورة المضادة في ليبيا كان لها تأثير مباشر على استهداف الاستقرار السياسي في تونس وكذلك الغنوشي، الذي كانت آخر مكالمة هاتفية له مع فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية وتهنئته بالانتصارات التي تتوالى يوميًا في ليبيا، وهنا يظهر أنّ كافة الحملات ضد الديموقراطية التونسية ليست أكثر من محاولات بائسة وفاشلة، فالشعب التونسي خبر وعن كثب الفروق بين الديموقراطية وبين حكم الفرد أو العائلة، ولن ينتج عن تلك الحملات إلّا مزيدًا من التماسك داخل المجتمع التونسي.

الجميع يعلم أن الأوضاع في المنطقة على صفيح ساخن، وان احتماليات الحرب لاتزال قائمة في ظل الفوضى التي تسعى القوى الكبرى للحفاظ عليها في الشرق الأوسط، ولكن المفارقة في هذه المرحلة ان الدول الكبرى لم يعد مرحب بتواجدها عسكريا في المنطقة، لاسيما الولايات المتحدة الامريكية على اعتبار ان وجودها لم يقدم اي حل لأزمات المنطقة بل على العكس تماما وسع الهوة وزاد من الشرخ الموجود، وهذا ما أدركه الشعب العربي على العموم، ومن هنا بدأت المطالبات بإخراج هذه القوات في السلم قبل أن يتم اخراجها بالحرب واذلالها كما فعل "حزب الله" اللبناني باسرائيل على مدى العقود الماضية، حيث أثبت للجميع أن المقاومة وفرض معادلة القوة والردع هي السبيل الوحيد لردع اي عدوان خارجي من المس بسيادة الدول العربية، وجميعنا نشاهد هذه الأيام كيف ان الولايات المتحدة الامريكية تبتز أقدم حلفائها وتهددهم باخراج قواتها من اراضيها اذا لم تخضع لشروطها.

النقطة الاخير جدا مهمة وما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع السعودية في الفترة الماضية، كان كفيل ليفهم القاصي والداني كيف تبني الادارة الامريكية علاقتها مع الدول الحليفة، وهنا السؤال من هو الشعب العربي الذي يرضى بأن تتعرض بلاده لهذا الذل من قبل دولة أجنبية بغض النظر عن اسمها؟.

الأمر الثاني؛ دعونا نلقي نظرة على ما تريد ان تفعله "اسرائيل" في الفترة المقبلة مع الاردن وفلسطين، من خلال تحضيراتها لضم اجزاء من الضفة الغربية، وايجاد وطن بديل للفلسطينيين على حساب الاردن، وتهجير آلاف الفلسطينيين مجددا وتدمير عملية السلام التي لم تكن قائمة ولايوم من الايام، وانما كانت حيلة اسرائيلية محضة غايتها نهب خيرات المنطقة والاستيطان على اراضيها بأقل الخسائر، وجميعنا نشاهد اليوم كيف ان "اسرائيل" تمزق جميع الاتفاقيات الدولية دون ان تأبه بأي شيء، وبالتالي من لم يتخذ من المقاومة لهذه المشاريع نهجا له سيكون في مأزق في الفترة المقبلة، ونحن نعتقد بأن الاردن سيذهب في هذا الاتجاه للدفاع عن سيادته وحماية اراضيه.

قدرات المقاومة

المقاومة في كل من لبنان والعراق وفلسطين أثبتت أنها اكثر فعالية من اي معاهدات أخرى، وان هذا العدو المعتدي لايفهم لغة السلم، وما فعله "حزب الله" خير مثال على أهمية خيار المقاومة ومدى فعاليته ضد العدو، ولنفترض جدلا أن "حزب الله" لم يكن موجودا عندما اجتاح العدو الصهيوني لبنان في عام 1982 كيف سيكون مصير لبنان ومستقبله، الم تكن "اسرائيل" تريد له ان يصبح فلسطينا جديدة، هل سيتحرك المجتمع الدولي لانقاذ لبنان، بالطبع لا، وما يجري في فلسطين خير دليل على ذلك.

ما يميز المقاومة اللبنانية ليس فقط تعاظم قدراتها العسكرية، وانما الحاضنة الشعبية التي تحملت جميع الظروف لاحتضان المقاومة وحمايتها والدفاع عنها، وهذا ما عبر عنه السيد حسن نصرالله في لقائه الاخير مع اذاعة النور، حيث قال الامين العام لحزب الله، إن "الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين، وببيئة المقاومة".

وأكد  السيد نصرالله في الذكرى الـ20 لعيد المقاومة والتحرير، أن "الظروف الصعبة التي تحملتها المقاومة لم تكن على المقاومين فقط بل أيضاً على بيئة المقاومة"، مشيراً إلى أنه "رغم كل محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها سيبقى الجانب الروحي في صلب ماهية المقاومة، والعامل الأول في أصل المقاومة هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها".

وأضاف السيد نصرالله أن "وزير الحرب الإسرائيلي اليوم لديه تجربة كبيرة من الخيبة في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال، وعبارة إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت جاءت في وقتها تزامناً مع هزيمة الجيش الإسرائيلي،".

وتابع: "القيادات الرئيسية الاسرائيلية اليوم عاشت التجربة والإعلام الإسرائيلي إلى الآن يتحدث عن خطاب بيت العنكبوت"، لافتاً إلى أن "الانسحاب الإسرائيلي عام 1985 نحو الشريط الحدودي المحتل لم يكن منّة من إسرائيل".

وشدد السيد نصرالله على أن "الردع الموجود ضد العدو هو نتيجة المعطيات الواقعية وليس نتيجة خطابات"، معتبراً أنه "منذ عام 1982 كانت المقاومة ترى ما جرى عام 2000 من بداياتها المتواضعة، وأداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط الإسرائيلي لإشعالها".

كما شدّد على أن المقاومة "لديها اليوم قدرات عسكرية لم تكن موجودة قبل العام 2006 ولديها تطور في حرب الأدمغة وفي الخطط والبرامج والكم"، مؤكداً أن "إسرائيل تعرف وتقول إن المقاومة ازدادت قوة باضعاف مضاعفة".

وقال "بالنسبة لي فإن مشهد الصهاينة وهم يعودون إلى البلاد التي أتوا منها هو مشهد قطعي".

وأشار إلى أن "إسرائيل قبل الـ 2000 ليس كما بعد 2000 وهذا باعترافهم أيضاً، وستُقهر في أي معركة مقبلة إن شاء الله، وعندما يضعف العامل الخارجي الذي تستند عليه إسرائيل فهي ستنهار"، معتبراً أن "حضور أميركا المباشر إلى المنطقة هو تعبير عن ضعف حلفائها وهو مؤشر قوة لمحور المقاومة".

النقطة الاخيرة التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله غاية في الاهمية، وهي بيت القصيد في المرحلة القادمة، على اعتبار اننا جميعا نعرف الظروف التي جاءت فيها "اسرائيل" الى المنطقة وكيف تم زرعها في هذه المنطقة، وبالتالي وكما ذكر الامين العام لحزب الله، ان اي خلل تتعرض له الدول الحامية والداعمة لهذا الكيان الغاصب ستتغير المعادلة برمتها، وسيبدأ كيان العدو ينهار من الداخل، والظروف الحالية ذاهبة بهذا الاتجاه، قد لاتكون النتائج سريعة لكنها ستتحقق، فالولايات المتحدة الامريكية لم تعد تملك نفس التأثير السابق لها في المنطقة، وهي تعاني من ازمات داخلية حادة قد تشل تحركاتها الخارجية لعقود طويلة وتحسر تدخلاتها بشؤون الدول الاخرى، خاصة بعد ان نهشت جائحة "كورونا" الاقتصاد الامريكي ولن تظهر نتائجه بالقريب العاجل، لذلك علينا ان ننتظر ونرى ماذا سيحدث، وقد يعود الصهاينة الى الدول التي جاؤوا منها دون اطلاق رصاصة واحدة، وربما سيكون اطلاق الرصاص الوحيد فرحا بالنصر القادم.

تواصل الاحتجاجات في مدينة مينيابوليس الأميركية، والبيت الأبيض يغلق بعد وصول الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد  إلى واشنطن، بالتزامن مع إعلان ولاية جورجيا حالة الطوارئ.

أُغلق البيت الأبيض بعد وصول الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد  إلى العاصمة الأميركية واشنطن وفقاً لوكالة "يو إس إيه توداي" الأميركية التي أكدت إغلاق أبواب غرف الاحتياط ومنع الاقتراب منه.

حاكم ولاية جورجيا أعلن حالة الطوارئ بناء على طلب عمدة أتلانتا  وأرسل 500 عنصر من قوات الحرس الوطني إلى المدينة على وقع الاحتجاجات.

وبرغم إعلان عمدة مدينة مينيابوليس فرض حظر للتجوال ليلاً خرج محتجون في تظاهرة منددة بالسياسة العنصرية لادارة ترامب.

بالتوازي، انتشر في المدينة نحو 500 من الشرطة الأميركية بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات العنيفة إثر وفاة جورج فلويد بعد اعتقاله بطريقة وحشية.

وطلبت كيلي شوفين زوجة ضابط شرطة مينيابوليس ديريك شوفين الطلاق من زوجها على خلفية قتله فلويد.

المرشّح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن اتهم  الرئيس ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات في مدينة منيابوليس عقب مقتل شاب من أصول أفريقية.

وقال بايدن إن غضب الأميركيين من أصل أفريقي وإحباطهم وإنهاكهم "لا تنكر" وإن البلاد تحتاج إلى مواجهة "جرحها العميق المفتوح" المتعلق بالعنصرية معتبراً أن ما تشهده أميركا أزمة وطنية تحتاج الى قيادة حقيقية لاجتثاث العنصرية المنظمة".

 

وشهدت عدة ولايات أميركية مواجهات عنيفة إثر مقتل فلويد من الأصول الأفريقية على يد الشرطة الأميركية أثناء اعتقاله. كما شهدت مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية صدامات عنيفة وأعمال نهب للمحال التجارية انتقاماً لفلويد. وتفاقم الوضع إثر تسريح الشرطيين اللذين قتلا فلويد.

وبدأت التظاهرات مساء الخميس بعدد كبير من المحتجين الذين وضعوا أقنعة واقية من فيروس كورونا المستجد، بينما تحدثت شرطة مدينة سانت بول المجاورة عن أضرار وسرقات للمحال التجارية أيضاً.

وأفرجت شرطة مدينة منيابوليس الأميركية عن مراسل شبكة (سي.إن.إن) بعد نحو ساعة من احتجازه واقتياده مكبل اليدين مع طاقم التصوير أثناء تغطية حية للاحتجاجات في المدينة صباح أمس الجمعة.

المصدر:المیادین

الزكاة من أهم العبادات المالية في الإسلام، وقد أكد عليها القرآن في أكثر من سورة، وأشاد بها في عشرات الآيات. وهي فريضة قديمة، فرضت على الأنبياء قبل نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأوصى بها الله تعالى لوط وذريته وإسحاق ويعقوب، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾[1].

 

وكانت ـ كذلك ـ وصية الله تعالى لعيسى عليه‌السلام، كما في قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه‌السلام: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً﴾[2].

 

كما أُمِر أهل الكتاب بأداء الزكاة، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾[3].

 

وسيبقى الأمر بها سارياً وأبدياً حتى يُمكّن الله تعالى في الأرض عباده الصالحين الذين يحملون الأمانة عند خروج الحجة المنتظر عليه‌السلام، الذي يقيم أسباب العدل ويلتمس الخلاص لملايين الجياع والمحرومين في العالم، ولا يتم ذلك إلا بإقامة الزكاة على وجهها الصحيح، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾[4].

 

وغني عن القول أن الزكاة هي أوسع أبواب الخير، وقد احتفظت بمقام الصدارة كسبيل من أكبر سُبل التكافل التي تستدعي الثواب والأجر الكبير، قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ﴾[5]. وقال تعالى: ﴿... وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيماً﴾[6].

 

وقد فرض الله تعالى الزَّكاة لحكمة عظيمة، وغاية سامية تتعلّق بمواساة الفقراء، وإسعاف ذوي الحاجات، وتقوية أواصر المودة بين الأغنياء والفقراء، والتقريب بين طبقات وفئات المجتمع، ومعالجة أخطار الفقر الذي يعتبر أخطر شيء يهدد كيان الأمة، ثم إنّ الزكاة تطهر نفوس الأغنياء من الشح والبخل، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا...﴾[7].

 

وفي المقابل تقلع من نفوس الفقراء البغضاء، والحقد، والكراهية ضد الأغنياء. وفي هذا الصدد يُسلط أئمة آل البيت: الأضواء على وجه الزكاة وحكمتها، ويكشفوا لنا عن علل عميقة بخصوصها، قال الإمام الصادق عليه‌السلام: «إنّما وضعت الزكاة اختبارا للأغنياء ومعونة للفقراء، ولو أنّ الناس أدوّا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً، ولاستغنى بما فرض الله عزّ وجلّ له، وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء» [8].

 

وعن الإمام الكاظم عليه‌السلام: «إنّما وضعت الزكاة قوتا للفقراء، وتوفيراً لأموال الأغنياء» [9].

 

وقد حدّدت الشريعة موارد معيّنة لصرف أموال الزكاة، منها: «الفقراء والمساكين، والمراد بالفقير من لا يملك قوت سنته لنفسه وعائلته بالفعل أو بالقوة... والمسكين أسوأ حالاً من الفقير، فهو لا يملك قوته اليومي. والغارم: وهو من عليه دين وعجز عن أدائه، جاز أداء دينه من الزكاة، وإن كان متمكناً من إغاثة نفسه وعائلته سنة كاملة بالفعل أو بالقوة.

 

كما تصرف الزكاة في سبيل الله: ويقصد به المصالح العامة للمسلمين كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمستشفيات وملاجئ الفقراء والمساجد والمدارس الدينية ونشر الكتب الإسلامية المفيدة وغير ذلك مما يحتاج إليه المسلمون.

 

ويجوز اعطاء الفقير الزكاة من دون إعلام حاله، ويجوز اعطاء الزكاة لمن يدّعي الفقر إذا علم فقره سابقاً ولم يعلم غناه بعد ذلك. ومن كان له على الفقير دين جاز له أن يحتسبه زكاة. والأولى أن لا يعطى للفقير من الزكاة أقل من خمسة دراهم عينا أو قيمة. ولا بأس باعطائه الزائد، بل يجوز أن يعطى ما يفي بمؤونته ومؤونة عائلته سنة واحدة»[10].

 

وقد اتّبع آل البيت: أسلوب الحوار الإقناعي لحمل أصحابهم على إعطاء الزَّكاة، فكشفوا عن المعطيات الإيجابية التي تنعكس على دافعيها كزيادة الرزق كما في حديث الإمام الباقر عليه‌السلام: «.. الزكاة تزيد في الرزق» [11].

 

وبالمقابل اتبعوا معهم أسلوب التحذير من العواقب المترتبة على التهوين من شأنها، وعدم اعطائها لمستحقيها، عن الإمام الصادق عليه‌السلام: «من منع قيراطاً من زكاة ماله، فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة » [12]. ومن حديث له مع المفضّل، قال عليه‌السلام: «يا مفضّل، قل لأصحابك يضعون الزَّكاة في أهلها وإنّي ضامن لما ذهب لهم»[13].

 

وتبدو لنا النظرة العميقة للإمام الصادق عليه‌السلام من تقسيمه للزَّكاة إلى ظاهرة وباطنة، لمّا سأله رجل: «في كم تجب الزكاة من المال؟ قال عليه‌السلام: الزَّكاة الظاهرة أم الباطنة تريد؟ قال: اُريدهما جميعاً. فقال عليه‌السلام: أمّا الظاهرة ففي كلّ ألف خمسة وعشرون درهما، وأمّا الباطنة فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليه منك» [14].

 

ومن الواضح أنّ الزكاة الباطنة تعبير آخر عن التكافل الاجتماعي بشتّى صوره، وكذلك الحال في ﴿زكاة الجاه﴾ في حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: «إنّ الله فرض عليكم زكاة جاهكم، كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم» [15].

 

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام: «المعروف زكاة النعم، والشفاعة زكاة الجاه»[16].

 

وهذه الرؤية المتميزة للزكاة لم تكن نبتاً بلا جذور، بل هي في الأساس رؤية نبوية كما في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «الجاه أحد الرفدين» [17].

 

وفي هذا السياق قال الإمام الصادق عليه‌السلام: «يسأل المرء عن جاهه كما يسأل عن ماله، يقول: جعلت لك جاهاً، فهل نصرت به مظلوماً، أو قمعت به ظالماً، أو أغثت به مكروباً» [18].

 

وعنه عليه‌السلام: «من كان وصل لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جرّ مغنم، ثبّت الله عزّ وجل قدميه يوم تزل فيه الأقدام» [19].

 

و«زكاة الفطرة» من موارد الزَّكاة التي ترفد الجهد التكافلي، فعن الإمام الصادق عليه‌السلام: « إنّ من تمام الصوم إعطاء الزَّكاة» يعني الفطرة [20].

 

ومقدار زكاة الفطرة صاع من تمر أو زبيب أو شعير، وهي وإن كانت قليلة المقدار والقيمة ظاهرا، لكنّها تسهم في سد عوز الفقراء خصوصا في أيام العيد.

 

وكان للزكاة الأثر البالغ في إعالة العوائل التي نكبت بموت أو فقد معيلها، وفي هذا الخصوص يوصي الإمام الصادق عليه‌السلام أصحابه بأن يعطوا الزكاة للعيال الذين مات من يعولهم حتى مرحلة البلوغ وتأمين مصدر العيش المناسب لهم، عن أبي بصير قال: «قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام الرجل يموت ويترك العيال، أيعطون من الزكاة؟ قال: نعم حتّى ينشأوا ويبلغوا ويسألوا من أين كانوا يعيشون إذا قطع ذلك عنهم» [21].

 

لقد سعى أهل البيت: إلى إزالة الحواجز النفسية التي تمنع المحتاجين من الوصول إلى دافعي الزكاة وتحثّ المنفقين على المبادرة إلى التفتيش عن المستحقين لها، وعدم تكليفهم مشقة الطلب، صوناً لكرامتهم وحقناً لماء وجوههم، وكان أهل البيت: يقدّرون أهمية العامل النفسي عند المتلقي للزكاة فلا يكلفونه عناء الطلب وذل السؤال، ومن الشواهد على هذا المنحى الحضاري، ما روي عن إسحاق بن عمّار، قال: قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام « يا إسحاق كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت؟ قال: يأتوني إلى المنزل فأعطيهم، فقال لي: ما أراك يا إسحاق إلا قد أذللت المؤمنين، فإيّاك إيّاك، إنّ الله تعالى يقول: من أذلَّ لي وليّا فقد أرصد لي بالمحاربة» [22].

 

وعن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه‌السلام: « الرّجل من أصحابنا يستحيي أن يأخذ من الزّكاة فأعطيه من الزّكاة ولا اُسمّي له أنها من الزكاة، فقال: أعطه ولا تسمّ له ولا تذلّ المؤمن»[23].

 

وكان الإمام الصادق عليه‌السلام يحث على الأخذ بنظر الاعتبار مكانة وحيثية الفقراء حين اعطائهم الزكاة، فزكاة الأنعام من المناسب أن تعطى لذوي التجمل منهم والاحتشام، وزكاة النقدين تعطى لذوي الحاجة والفاقة.

 

عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمّي، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « تُعطى صدقة الأنعام لذوي التجمل من الفقراء، لأنها أرفع من صدقات الأموال، وإن كان جميعهما صدقة وزكاة، ولكن أهل التجمل يستحيون أن يأخذوا صدقات الأموال» [24]. وفي رواية أخرى عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « إنّ صدقة الخفّ والظلف تدفع إلى المتجملين من المسلمين، أمّا صدقة الذّهب والفضة وما كيل بالقفيز ممّا أخرجت الأرض فللفقراء المدقعين، قال ابن سنان: قلت: وكيف صار هذا هكذا؟ فقال: لأنّ هؤلاء متجمّلون يستحيون من النّاس فتدفع إليهم أجمل الأمرين عند النّاس، وكلُّ صدقة» [25].

 

ومن الشواهد ذات الدلالة على حرص أئمة أهل البيت: على كرامة المحتاجين، وتعجيل دفع الحقوق لهم، عن عقبة بن خالد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام «أنّ عثمان بن عمران قال له: إنّي رجل موسر... ويجيئني الرجل فيسألني الشيء وليس هو إبّان زكاتي، فقال له أبو عبدالله عليه‌السلام: القرض عندنا بثمانية عشر، والصّدقة بعشرة، وماذا عليك إذا كنت كما تقول موسراً أعطيته، فإذا كان إبّان زكاتك احتسبت بها من الزّكاة. يا عثمان، لا ترده فإن ردّه عند الله عظيم. يا عثمان، إنّك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربِّه ما توانيت في حاجته»[26].

 

التكافل الاجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام – بتصرّف يسير

 

[1] سورة الأنبياء: 21 / 73.

[2] سورة مريم: 19 / 31.

[3] سورة البينة: 98 / 5.

[4] سورة الحج: 22 / 41.

[5] سورة البقرة: 2 / 110.

[6] سورة النساء: 4 / 162.

[7] سورة التوبة: 9 / 103.

[8] من لا يحضره الفقيه 2: 7 / 1579.

[9] علل الشرائع 2: 368 / 1، المكتبة الحيدرية، 1386 ه‍.

[10] انظر: المسائل المنتخية: 227 ـ 232، المسائل: 544، 545، 547، 552، 561، ط 3 ـ 1414 ه‍، مطبعة مهر ـ قم.

[11] الأمالي / الشيخ الطوسي: 296 المجلس الحادي عشر.

[12] من لا يحضره الفقيه / الصدوق 4: 367، طبع جماعة المدرسين، ط 2 ـ 1404 ه‍.

[13] تحف العقول: 514.

[14] معاني الأخبار / الصدوق: 153، انتشارات إسلامي.

[15] مجمع البيان / الطبرسي 3: 189 تفسير الآية ﴿114﴾ من سورة النساء.

[16] تحف العقول: 381.

[17] عوالي اللآلي 1: 293.

[18] المصدر السابق 1: 363.

[19] أمالي / الشيخ الطوسي: 99 / 151، المجلس الرابع.

[20] المقنعة / الشيخ المفيد: 264، جماعة المدرسين، قم ـ 1410 ه‍.

[21] الكافي 3: 548 / 1 باب أنّه يعطى عيال المؤمن من الزكاة إذا كانوا صغاراً، ويُقضى عن المؤمنين الديون من الزكاة، من كتاب الزكاة.

[22] المحاسن / البرقي 1: 136 / 19، مشكاة الأنوار / الطبرسي: 253.

[23] الكافي 3: 564 / 3 باب من تحلّ له الزكاة فيمتنع من أخذها، من كتاب الزكاة

[24] المقنعة / الشيخ المفيد: 260، جماعة المدرسين ـ قم 1410 ه‍.

[25] علل الشرائع 2: 371، باب 96.

[26] الكافي 4: 34 / 4 باب القرض من كتاب الزكاة.

وردت في القرآن نقطة مهمة جدا- فيما يتعلق ببناء المجتمع الإسلامي وتحقيق القيم الإسلامية العظيمة- وهي مسألة الاستقامة؛ أي استقامة الذين ينشدون الحقيقة ويرفعون رايتها والملتزمون بها. الاستقامة ضرورية ليستطيع الإنسان تحقيق المثل العظيمة. لا سبيل للوصول إلى الكثير من القيم والمثل إلا باستقامة الشعب الدائمة مع مرور السنين. (10/8/1380).
 
أهمية الاستقامة؛ تنزل الملائكة
يتم التعامل مع الاستقامة كمفهوم رائج ومتداول وغير مهم؛ إلا أن الأمر ليس كذلك؛ فهو مفهوم فائق الأهمية وحساس؛ تبرز أهميته في العمل أكثر بمراتب من ذلك الشيء الذي يتصوره الإنسان في ذهنه. الاستقامة تعني الثبات على الصراط المستقيم ﴿وأن لَو استَقامُوا عَلى الطَرِيقَة لأسْقَيناهُمْ مَاءًا غدقاً﴾ [الجن/16]، أي إذا استقاموا على هذا الصراط نفسه، وكانوا في هذا الاتجاه عينه، ولم يبدلوا طريقهم ولم يتأثروا بالظروف؛ حينها ستترتب النتائج الدنيوية والثواب الأخروي. هذا ما يقوله القرآن ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا﴾، شرف نزول الملائكة ومخاطبتهم أن لا تخافوا ولا تحزنوا. متى يحصل هذا الشرف؟ عند الاستقامة. هي كلمة يقولها الإنسان: استقيموا اثبتوا، ينظر الجميع إلى بعضهم ويقولون سمعا وطاعة. ألا أن الاستقامة في ميدان العمل مسألة هامة جدا.(8/10/1374)

يقول القران الكريم: ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة﴾[1]، فقولهم ﴿ربنا الله﴾ يعني الإقرار بالعبودية لله والتسليم له؛ وهذا أمر في غاية العظمة؛ لكنه ليس كافيًا، فحينما نقول (ربُّنا الله) فهذا حسن جدًا لذلك الأوان الذي نطلقها فيه، لكننا إذا نسيناها فإن (ربّنا الله) الذي أطلقنا اليوم لن تجدينا نفعًا في الغد، لذلك فهو يقول ﴿ثم استقاموا﴾، أي يثبتون ويمضون على هذا الطريق. وهذا مما يؤدي إلى أن "تتنزل عليهم الملائكة"؛ وإلاّ لا تتنزل عليهم ملائكة الله للحظة جيدة أو آنٍ جيدٍ واحدًا، ولا يدرك الإنسان نور الهداية ولا تمتد نحوه يد العون الإلهي، ولا يبلغ الإنسان مقام العباد الصالحين [إن صلح لفترة ثم توقف]؛ فلابدّ من مواصلة هذا الدرب والمضي في ﴿ثم استقاموا﴾ وإذا ما أردتم أن تتحقق هذه الاستقامة فعليكم الحذر دائمًا من أن يهبط بناء وميزان المعنوية هذا عن مستواه المطلوب.(17/7/1381).

الاستقامة؛ التحرر من الحزن والخوف
من بين هذه المفردات تبرز مفردة "الاستقامة" ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا﴾، أي إنهم يكونون على اتصال بالملكوت الأعلى في دنياهم هذه، حيث يحصلون على معين لا ينضب روحيًا وفكريًا ونفسيًا فلا يستولي عليهم خوف ولا حزن؛ فالخوف إنما يأتي من الأخطار التي ربما تتهدد الإنسان. فإذا ما تحرر المرء من الخوف فحينها يمضي في طريقه ويتقدم نحو هدفه بمزيد من الجرأة والاقتدار وبروحية عالية، وعندما لا يعتري الإنسان الخوف والحزن فهو بسبب أنه لا يفقد شيئا...

أولًا، لأن سلوك هذا الطريق يكتنف الكثير من النجاح والتوفيق.
ثانيًا، إذا كان للإنسان أن يفقد شيئا؛ فلأنه في سبيل ما عهد إليه من واجب وأداءٍ للتكليف الإلهي، فهو مرتاح الضمير. مثلما هو حاصل بالنسبة لعوائل الشهداء الذين استشهد أبناؤهم وفجعوا بهم، لكن قلوبهم عامرة بالسرور، فشتان ما بين هؤلاء وبين أولئك الذين تصادفهم مثل هذه الحادثة في غير طريق الشهادة. (21/9/1380)

الاستقامة؛ الانطلاق والاستمرار
البداية والانطلاق أمر مبارك، لكنه ليس كافيا. عندما تستقيمون، وعندما تثبتون وتوتِدون أقدامكم في طريق وتستمرون فستتضاعف قيمة ذلك العمل. لا تكتفوا بالبداية الحسنة، صمموا على الاستمرار في الطريق بمراعاة الدقة والملاحظة وكل الظروف اللازمة للاستمرار في هذا السبيل.(17/9/1382).

106- إنّ المحافظة على النعمة أصعب من اكتسابها، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾[2] فلا يكفي مجرد قول: ﴿رَبُّنَا اللَّهُ﴾ بل لابد مع ذلك من الاستقامة، وعنده ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ فالاستقامة هي الأساس، وإلا فقد يكون بإمكان شخص ضعيف مثلي أن يرفع حملًا ثقيلًا للحظات، إلا أنه لا يمكنه أن يستمر في حمله وسرعان ما سيطرحه أرضًا. فالشخص القوي والمنجز للعمل هو الذي باستطاعته رفع هذا الحمل الثقيل والاستمرار في حمله خلال المدة المطلوبة.

إنّ نوايا كثيرين منّا صالحة، ونباشر العمل بنوايا صالحة، إلا أننا [عندما] لا نستطيع الاحتفاظ بهذه النوايا، حيث تصطدم هذه النوايا أثناء الطريق ببعض الموانع وتبدأ بالتآكل والاضمحلال، وأحيانًا تأتي جاذبة قوية معارضة تجر القلب نحوها - القلب الذي هو مكمن النوايا - وسرعان ما تدركون اختفاء النيّة وتبدّلها، وحينها ينحرف الشخص عن مساره، وإذا رأيتم أنّ أشخاصًا كانوا يقولون: ﴿رَبُّنَا اللَّهُ﴾ في حين أنهم حاليًا يتوجهون نحو عبادة الأصنام بدل توجههم الى الكعبة، وانقلبوا على شعاراتهم الخَلاّبة 180 درجة، إنما هو بسبب عدم تمكّنهم من الحفاظ على مبادئهم؛ لأنه قد ظهرت اثناء الطريق جذبات وميول.

ربما سمعتم بذلك الشخص الذي نوى أنْ يمارس الارتياض أربعين يومًا، مضى اليوم الاول والثاني والخامس؛ فما أن بلغ اليوم العشرين حتى دبّت فيه الوساوس الشيطانية، فعرضت له امرأة بالغة الجمال، ووُضع أمامه طعامُ شهي، وعُرضت له أموال طائلة، ولذا لم يتمالك نفسه، واستسلم للرغبات وذهبت الجهود التي بذلها طوال عشرين أو ثلاثين يومًا أدراج الرياح، يمكن لهذه الحكاية أن تكون حقيقة، وحتى إذا لم تكن حقيقة، فإن الدرس الذي يُراد تقديمه من خلالها واضح. (8/6/1384)
 
فاستقم كما امرت
علينا أن لا ننسى هذا الهدف أنّ الاستقامة يعني عدم ضلال الطريق وعدم نسيان الهدف. إن هذا الأمر دقيق ومهم إلى درجة أن الله تعالى مع عظمة النبي (صلى الله عليه وآله) قد أوصاه به أيضًا ونحن علينا أن نوصي أنفسنا بذلك.

لقد أوصى الله تعالى: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك". إحذروا الخطأ وضلالة الدرب. إن الحديث عن ضلالة الطريق هو حديث عام مبهم ومعقد بعض الشيء؛ كل شخص يدّعي أن الطريق من هنا، قد يصادف أن يكون صديقان أو أخوان وكل واحد منهما لديه نظرة وذوق وأسس مختلفة عن الآخر في مجالات سياسية واقتصادية؛ وكل واحد منهما يدعي أن طريقه هو الطريق الصحيح. فهل يا ترى هذا هو معنى الاستقامة على الطريق؟! كلا، حتمًا هناك اختلافات في الطباع والأذواق.

أنتم في كل صلاة تقفون بين يدي الخالق وترددون مرتين وفي كل يوم عشر مرات على الأقل "اهدنا الصراط المستقيم"، الإنسان في العادة، يدعو الله ويطلب منه الصراط المستقيم دائمًا، والاستجابة تكون "فاستقم كما أُمرت". وبالنسبة لنا نحن العاملين والمسؤولين تكون مسؤوليتنا أكبر وحملنا أثقل.
 
الاستقامة والبصيرة - مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة

[1]-صورة فصلت، الآية: 30.
[2]سورة فصلت، الآية: 30.

المصدر:شبکه المعارف

قد يكون من الصعب تحديد أعراض نقص فيتامين (د)، لأنه لا يجعلك تشعر بتوعك بالضرورة.

 

العالم - منوعات

 

وقالت إدارة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، إن فيتامين (د) مهم للغاية للصحة العامة للجسم، لأنه يساعد على الحفاظ على صحة العضلات والعظام والأسنان.

 

ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين (د) إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك تلين العظام أو الكساح أو بعض التشوهات.

 

ومن أسهل الطرق لتجنب النقص، هو إضافة المزيد من الأطعمة الغنية بفيتامين (د) إلى نظامك الغذائي. ويعتبر نوع السمك “أبو سيف” أحد أفضل الأطعمة التي يمكنك إضافتها إلى الغذاء، وفقا لـ Cleveland Clinic.

 

ويُنصح بتناول سمك السلمون أيضا، كما تتميز التونة بأنها أحد مصادر فيتامين (د) الأخرى.

 

ويحتاج الفرد إلى نحو 170 غراما من التونة المصفاة لتلبية احتياجات نقص فيتامين (د).

 

وقال Cleveland Clinic: “قد يكون من الصعب، خاصة بالنسبة للنباتيين أو الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز، الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) من وجباتهم الغذائية، ولهذا السبب قد يختار بعض الأشخاص تناول المكملات الغذائية. من المهم دائما تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية من جميع المجموعات الغذائية” حسبما افاد موقع المعلومة.

 

وخلال أشهر الشتاء، من المهم إضافة المزيد من فيتامين (د) إلى نظامك الغذائي.

 

وهناك علامات تحذيرية رئيسية لنقص فيتامين (د)، منها التعب المفرط أو الطاقة المنخفضة. وينبغي مراقبة تساقط الشعر، أو الشعور بآلام جديدة في المفاصل. انتهى 25ن

ينصح الأطباء بعدم تناول بعض المواد الغذائية في حال الشعور بالقلق، الذي يعتبر كرد فعل طبيعي للحظات المجهدة والأمراض الصحية.

 

العالم_منوعات

 

ووفقا لموقع " ميس كيرا"، فإن تجنب بعض الأطعمة يساعد في التعامل الجيد مع القلق.

 

الكافيين

 

إذا كنت تشعر بالقلق، فعليك تجنب الكافيين بشكل كلي، حيث يمكن أن يؤدي تناول الكافيين يوميًا إلى إثارة القلق والاكتئاب وحتى الأفكار الانتحارية.

 

المواد المصبرة

 

أي مواد مصبرة أو محفوظة لمدة طويلة يمكن أن يسبب القلق بين الأشخاص الذين يعانون من سوء الصحة العقلية، حيث تعمل هذه المواد على إعاقة وظائف الجسم التي تتراوح من الهضم إلى الجهاز العصبي للأشخاص، الذين يعانون من عدم تحمل الهستامين.

 

السكريات

 

يمكن أن تسبب جميع أنواع الأطعمة السكرية أيضًا اضطرابات في المزاج والقلق أثناء تقلب مستويات السكر في الدم، حيث يمكن أن تؤدي المواد الغذائية التي تحتوي على "سكر مضاف"، مثل صلصة الطماطم وصلصة السلطة والمشروبات الغازية والخبز الأبيض والأطعمة الجاهزة للأكل، إلى إثارة العديد من المشاعر في وقت واحد، مما يجعلك تشعر بالإرهاق والقلق في نفس الوقت.

 

مواد تساعد على التعامل مع القلق

 

يمكن أن تكون بعض خيارات الطعام الأكثر أمانًا التي تضيفها إلى نظامك الغذائي لكبح الشعور بالقلق في كثير من الأحيان الأفوكادو الغني بمضادات الأكسدة والتوت والخضروات الخضراء وحليب اللوز والأسماك الدهنية المعبأة بأوميغا 3.

 

تبديل قهوتك مع شاي ماتشا الأخضر هو أيضًا خيار آخر للإقلاع عن الكافيين. يمكن للأشخاص ذوي الأسنان الحلوة تجربة الفواكه الحلوة بشكل طبيعي لمكافحة الرغبة الشديدة في السكر.

صحيح أنّ فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ولكنها تمرّ بظروف تقنية صعبة تمنعها من تكريره بالشكل المطلوب، وبالتالي الحصول على مشتقاته من البنزين والسولار وغيرها. ولهذه العوائق التقنية قصة قصيرة نرويها هنا.

 

مثلّث العقوبات والماكينات ومدخلات الإنتاج

في العام 2002م، تمكّنت المعارضة الفنزويلية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركيّة، من شلّ قطاع النفط في البلاد، من خلال دعوة الإدارات الوسطى والعليا إلى الإضراب (المتضررة من السياسات الاشتراكية التي أنصفت الشّريحة الأوسع من العمال)، الأمر الذي سبّب تعطّل كلّ الأنظمة التقنيّة التي تقوم عليها شركة النفط الفنزويليّة، إضافة إلى تعطيل ناقلات النفط في البحر. 

كانت الرسالة الأميركية واضحة: محاولة تركيع الحكومة البوليفارية عبر منعها من استخراج النفط، ومنعها من نقله، وبالتالي تجفيف مصدر الدخل الأساسي في الاقتصاد الفنزويلي، وتأليب الناس ضد نظام الثورة البوليفارية بعد تعطّل نظام النقل وشحّ المشتقات النفطية اللازمة للتدفئة، بسبب شحّ النفط المستخرج أساساً.

 لم تغطِ وسائل الإعلام بالشكل الكافي آنذاك التدخّل الهندسي الإيراني لمعاودة تشغيل ماكينات الشركة العملاقة عبر آليات الهندسة العكسية، وتجاوزت الحكومة البوليفارية المحنة، وسقط شعار المعارضة المتداول آنذاك: "2002م من دون أعياد، 2003م من دون هوغو تشافيز".

لا تختلف الموجة الأخيرة في هدفها عن حادثة العام 2002م، فالولايات المتحدة الأميركية ما زالت تحمل المشروع نفسه ضد الحكومة البوليفارية، ولكن هذه المرة عبر تعطيل الخطوة الثانية من خطوات الإنتاج، وهي التكرير، إما بمنع وصول المواد الكيماوية اللازمة للحصول على البنزين، وإما بمنع وصول قطع الغيار، وبالضغط على الشركات العالمية التي تساعد في هذه الخطوة من الإنتاج. كل ذلك يجري على قاعدة: ماذا ستفعل فنزويلا بالنفط من دون مشتقاته؟

"Citgo" هي شركة مملوكة من شركة النفط الفنزويلية، ومقرها في الولايات المتحدة، ودورها الرئيسي هو تكرير النفط وإعادته إلى بنزين، سواء إلى محطات المحروقات أو إلى شركة النفط الفنزويلية نفسها. 

في عملية سرقة منظّمة، قطعت الشركة علاقتها مع الشركة الأم (شركة النفط الفنزويلية)، وتكدّست عوائد الشركة لصالح الاقتصاد الأميركي وغوايدو، الأمر الذي يعني تقويض استقرار فنزويلا من دون تكاليف مباشرة، وإنما بأموال واحدة من شركاتها التاريخية. 

تمتلك فنزويلا 18 معالجاً لتكرير النفط واستخراج البنزين، 12 منها خارج البلاد (على شاكلة "citgo")، و6 داخل حدود البلاد. ما سعت إليه الولايات المتحدة منذ أكثر من عام ونصف العام، هو العمل على قطع العلاقة بين هذه المعالجات والشركة الأم قدر الإمكان (على سبيل المثال، هي لا تستطيع قطع العلاقة مع معالج موجود في كوبا)، وتضييق الخناق على المعالجات في الداخل من ناحية وصول المواد الكيماوية اللازمة وقطع الغيار. 

الحل الإيراني 

أرسلت إيران 5 بواخر تحمل معها حلين للأزمة؛ علاجاً طارئاً يخفّف من التبعات المباشرة، وعلاجاً طويل الأمد: الأول وقود جاهز يعيد الحياة إلى فنزويلا، والآخر ما يلزم من مدخلات لإنتاجه في الوحدات التشغيلية اللازمة (قطع ومواد كيماوية). ويجب الانتباه هنا إلى أنّ النفط في العالم ليس مادة متماثلة تماماً، ووحدات التكرير ليست متماثلة أيضاً، ما يعني أن ما أرسلته إيران من هذه المواد والقطع معدلة لغايات الاستخدام الفنزويلي بشكل خاص، ما يعني أنها بذلت جهداً بحثياً لتقديم الحل. 

سفن فورتشين (وصلت)، وبتونيا، وفورست (تصل في السابع والعشرين من الشهر الجاري)، وفاكسون (تصل في الثلاثين من الشهر الجاري)، وكلافيل (تصل في الثاني من حزيران/يونيو)، قدّمت للعالم دروساً أهمّها:

أولاً: تفقد العقوبات الأميركية فعاليتها عندما تمتلك الأمم ثرواتها، وأساليب الاستفادة منها، وأساليب نقل مخرجات معالجتها. إن العقوبات المالية تقف على أكتاف التحكم بالصناعة ومعرفة التقنيات العلمية. وعندما تُسحب أوراق الضغط الأميركية هذه من يد المستعمر الأميركي، تضعف قدرة العقوبات على التأثير. 

ثانياً: إنّ لعبة الإعلام القائمة على تشويه صورة الحكومة البوليفارية، وتصويرها كعاجزة عن إدارة البلاد، ما هي إلا الخطة الثانية من الحرب على فنزويلا، فتعطيل إنتاج الوقود عبر الخطوات المذكورة سابقاً، يعطّل معه وصول الخضار والفواكه من المزارع إلى الناس، ويعطل وصول الأطباء والمرضى والأدوية إلى المستشفيات. في ظل جائحة كورونا، تمارس الولايات المتحدة كل ذلك، محاولةً تكريس هيمنتها. 

ثالثاً: إن قوانين العقوبات انتقائية، ففي الوقت الذي طاردت الإدارة الأميركية الشركات العاملة في قطاع النفط الفنزويلي: Repsol الإسبانية، وENI الإيطالية، وRosneft الروسية، إلا أنها سمحت لشيفرون في استكمال مشاريعها الموقعة مسبقاً مع شركة النفط الفنزويلية. 

رابعاً: إن العالم المعادي للولايات المتحدة الأميركية، يبني اليوم شبكته الخاصة من المؤسسات العلمية والإنتاجية، الأمر الذي يجعل السيطرة عبر الدولار أمراً غير قابل للتطبيق. 

لقد تم تكثيف الرد في صورة واحدة؛ صور الشهيد قاسم سليماني والزعيم الراحل هوغو تشافيز، في انتظار وصول الباخرة التي كسرت الهيبة الأميركية. نعم، لقد غيّروا العالم

المصدر:المیادین

أحدهم ذهب به التحدّي إلى الاستنجاد بميليشيا مُسلّحة في ولاية ميشيغان توفّر الحماية الفعلية لمؤسّسته من المُلاحقة الرسمية، وتُطمئِن الزبائن بمُمارسة أعمالهم اليومية

 

يسعى النظام السياسي الأميركي إلى التكيّف مع ما أفرزته حالة كورونا من شللٍ وتعميق لأزمته البنيوية التي كشفها الوباء بصورةٍ جليّة، تمثّلت بالعَجز والتخبّط والفشل في احتوائه.

ويعمل هذا النظام جاهداً للتوصّل إلى صيغة تضمن استمرار آليات انتخابية مقبولة للاستحقاقات الانتخابية. ويتم اختبار إجراءات العودة إلى الحياة الطبيعية وضوابطها في معظم الولايات من دون التيقّن مما ستحمله الأيام والشهور القادمة من نتائج، في ظل أجواء الخوف والحَذَر من مواجهة موجة مُتجدّدة لتفشّي الوباء.

يرغب الحزبان، وخصوصاً الرئيس ترامب، في أن يتحقّق مناخ شبه طبيعي قبل موعد الانتخابات بفترةٍ كافيةٍ، كي لا يتمّ الاضطرار إلى تأجيلها ودخول النظام في أزمة مُستعصية.

 لتاريخه، تتعثّر محاولات الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، للتفاهم على دفعة رابعة من خطط الطوارئ لإنقاذ الاقتصاد، إذ يتوخّى كل طرف أن تسهم في خدمة أجندته الانتخابية.

أمام تحديات فيروس كورونا والأفق الضبابي للوضع الاقتصادي برمّته، لا زال تعويل الطرفين سارياً على الاستمرار في الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي قد تشهد تطوّرات غير مسبوقة في التاريخ السياسي للبلاد، واحتمالات مُتعدّدة ربما تفضي إلى تأجيل الموعد المُقرّر، على الرغم من ضآلة حظوظه.

 البوصلة العامة لنتائج الانتخابات "الخاصة" التي جرت مؤخراً في ولايتين لمقعدين شاغرين في مجلس النواب، إما بدواعي استقالة العضو أو الوفاة، تساهم حالياً في تحديد الأفق والخطاب السياسي للطرفين، ولا سيما الحزب الفائز.

بهذه الخلفيّة، استطاع الحزب الجمهوري الفوز مؤخراً بمقعد نائب عن الحزب الديموقراطي لولاية كاليفورنيا في الكونغرس، استقالت من منصبها بعد تسرّب شريط فيديو عن علاقة عاطفية تجمعها بأحد مُساعديها.

أهميّة الفوز للجمهوريين تتمثل في أن المقعد لم يحسب تقليدياً لصالح مُرشّح الحزب الجمهوري منذ عقدين من الزمن، بل إن المُرشّحة السابقة للرئاسة عن الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون، فازت بأصوات الدائرة الانتخابية عينها بنسبة 6% في العام 2016، وفاز المُرشّح باراك أوباما بأصوات الولاية في دورتين مُتتاليتين في العام 2008 والعام 2012، بنِسَب مُريحة.

 كذلك، فاز مُرشّح الحزب الجمهوري في جولةٍ انتخابيةٍ خاصة في ولاية ويسكونسن بنسبةٍ كبيرة (14%)، والذي أيضاً لم يكن متوقّعاً نجاحه في ولاية تُعتَبر ليبرالية، على الرغم من تصويت أغلبيّتها لصالح المرشّح الرئاسي دونالد ترامب في الجولة السابقة.

استناداً إلى تلك الجزئية المُشجّعة عادة في المشهد الانتخابي العام، فإنها قد لا تُتَرجَم لصالح الحزب الجمهوري في النتائج النهائية، سواء في السباق الرئاسي أو في تحقيق رغبته في السيطرة على مجلس النواب، إلى جانب احتفاظه بأغلبية التمثيل في مجلس الشيوخ.

ما تشهده الساحة السياسية في الأيام الأخيرة من اتهاماتٍ مُتبادلةٍ بين الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس دونالد ترامب، سيؤدّي إلى تعديلاتٍ في المُقارَبة السياسية والانتخابية لدى فريقي الحزبين، ولا سيما أن المُرشّح عن الحزب الديموقراطي جو بايدن اختار الصفوف الخلفيّة في المرحلة الراهِنة، مُدرِكاً أن دخول أوباما في السِجال السياسي مع ترامب يمنحه فرصة التعويض عن فتور حملته، في ظلّ الشعبية الوازِنة للرئيس السابق في أوساط القاعدة الحزبية الديموقراطية.

عند إضافة تدهور الحالة الاقتصادية إلى المُعادلة الانتخابية، لا يستطيع الرئيس ترامب تنفّس الصُعداء، لكونه راهَن كثيراً على تمايُز الأوضاع الاقتصادية لصالحه وصالح حزبه.

وجاءت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة "هارفارد"، ونُشِرَت نتائجها في 18 أيار/مايو الجاري، مُخيّبة لآمال السياسيين، إذ أعرب نحو 65% من الجمهور عن قلقه من الأوضاع والسياسات الاقتصادية، مقابل 27% من المؤيّدين. النسبة الأخيرة تُشير بوضوحٍ إلى جمهور مؤيّدي الرئيس ترامب، الذين تراوحت نِسَبهم بين 27 و33% من مجموع الناخبين، واكتساب بعض النِسَب الضئيلة أحياناً على خلفيّة آلة التحريض الهائلة ضد الحزب الديموقراطي ومُرشّحيه، ولا سيما خلال الانتخابات التمهيدية وانسحاب المُرشّح بيرني ساندرز لصالح جو بايدن.

كذلك، عند الأخذ بعين الاعتبار الآثار المُترتّبة على فشل الأداء الحكومي لمُكافحة وباء كورونا، واستمرار تصاعُد حالات الوفيات جنباً إلى جنب مع الارتفاع في عدد الإصابات، يجد المرء نتائج مُغايرة للواقع والحقائق العلمية معاً.

 سياسات الإدارة الأميركية بتسليط سيوف الاتهام على الصين، والزَعْم بمسؤوليّتها عن تفشّي الوباء، وما تكبّده الاقتصاد الأميركي نتيجة ذلك، أعطت أُكلها في تزايُد تأييد القاعدة الشعبية للرئيس ترامب، كما جاء في استطلاع رأي مُشترَك لكلٍ من شبكة "سي أن أن" ومجلة "نيوزويك" الأسبوعية، إذ أفاد الاستطلاع بتقدّم الرئيس ترامب بنسبة 7% على مُنافسه جو بايدن في مجموعة الولايات الحاسِمة، بينما تفوّق الأخير في ولاية كاليفورنيا "الليبرالية"، كما كان مُتوقّعاً.

 يُشار أيضاً إلى أهميّة عامل المؤتمرات الصحافية اليومية التي "كان" الرئيس ترامب يعقدها في البيت الأبيض للحديث عن مراحل مُكافحة الفيروس، لكنه دأب على اتهام إدارة أوباما بالتقصير وتحمّل مسؤولية فُقدان المعدّات الطبية وغيابها، ومُهاجمة الصين ومُطالبتها بتعويض الخزينة الأميركية عن خسائرها نتيجة ذلك، ما حفّز قواعده الانتخابية وجمهور "الحرب الباردة" للتغاضي عن مسؤولية الحكومة الأميركية وتحميل الصين كامل اللوم.

الحال الذهنية للمُرشّح الديموقراطي جو بايدن تُقلِق مؤيّديه وتُسعِد خصومه، وسبق "لمركز الدراسات العربية والأميركية" أن تناول التدهور الملحوظ في صوابية تصرّفاته الشخصية وتصريحاته السياسية، ما يُضاعِف المُراهنة على اختياره لنائب رئيس باستطاعته/ا ملء الفراغ بسرعةٍ قياسية، وأيضاً نَيْل ثقة جمهور الناخبين وحماستهم.

أشارت بعض الأوساط في الحزب الديموقراطي، قبل مدة وجيزة، إلى ضرورة تحرّك قادة الحزب لتفادي العثرات المقبلة للمُرشّح بايدن، بالبحث عن بديلٍ قبل مؤتمر الحزب الذي تمّ تأجيله من مُنتصف شهر تموز/يوليو إلى مُنتصف آب/أغسطس المقبل، رغم ما قد ينجم عنه من مشاعر عدم اليقين لدى كبار مُموّلي الحزب وقادته التاريخيين.

 يتعزَّز هذا الاقتراح مع تصاعُد صدقيّة الاتهامات الموجهة إلى جو بايدن بالتحرّش الجنسي بواحدةٍ من عدّة نساء، واتهامه باعتداء جنسي على أخرى كانت ضمن فريق عمل مكتبه مطلع تسعينيات القرن الماضي.

 وثمة عامِل مساعِد قد يخدم الاقتراح غير المسبوق أعلاه، وهو أن عدداً من الولايات لم تعقد انتخاباتها التمهيدية، وأخرى أجّلتها، ما يطرح مسألة تتعلّق بوجهة مندوبي الحزب وتأييد الفريق الواسع الذي لم يُعلن عن توجّهاته من تلك الولايات قَيْد المراجعة، وتسهيل سيناريو البديل في اللحظات الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر.

 ذاك السيناريو يُعطي حكام الولايات عن الحزب الديموقراطي صلاحيات واسعة في "اختيار" المندوبين أو تسميتهم، وفق آليات وضوابط تتحكَّم بها الولاية وممثلوها في الكونغرس بشكلٍ كبير. 

في حقيقة الأمر، ليس هناك ما يلزم قانونياً المندوب الذي وقع عليه/ا الاختيار للتصويت لصالح مُرشّح مُحدَّد، ما سيُعزِّز خروج المؤتمر بصيغة ترضية يمارس فيها كبار قادته والرئيسان أوباما وكلينتون وحكّام الولايات دوراً مركزياً لتوجيه الأصوات نحو مُرشّح يحظى برضاهم أولاً، على حساب المزاج الشعبي داخل أروقة المؤتمر.

في حال رسى الاختيار على "صيغة الترضية"، من المُرجَّح أن يحظى مؤيّدو السيناتور بيرني ساندرز بدورٍ أشدّ تأثيراً عما قبل، يُعيد لهم ولمُرشّحهم الاعتبار مرة ثالثة، على الأقل في عملية اختيار البديل، وهو ما سترفضه قيادات الحزب والرؤساء السابقون بقوّة.

ثمة استنتاج تلقائي بأن الأزمة الاقتصادية كفيلة بالإطاحة بالرئيس ترامب. ورغم ما ينطوي عليه من صحّة، فإن التاريخ السياسي الأميركي لا يدعم ذلك، فقد فاز الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت بدورةٍ ثانيةٍ خلال أزمة الركود العالمي، مدعوماً من مفاصل القطاعات الاقتصادية، ولا سيما التصنيعية منها.

في الشق الآخر من المُعادَلة، يُطالب قادة الحزب الجمهوري، بتأييد كُبريات الشركات والمؤسّسات الاقتصادية، بتسريع الخُطى لعودة عَجَلة الإنتاج واستئناف العمال لمهامهم، مقابل رفض شكلي لقادة الحزب الديموقراطي المُطالبين بأولوية التصدّي لوباء كورونا قبل إعادة آليات الإنتاج، وهم الذين رضخوا لضغوط خصومهم الجمهوريين في إعادة استئناف جلسات مجلسي الكونغرس، وإن بوتيرة أخفّ عما قبل.

 أنصار الرئيس ترامب، ولا سيما في ولاية ميشيغان، التي تحكمها مُرشّحة مُحْتَمَلة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديموقراطي، وتحتوي على مفاصل أساسية من صناعة السيارات، يلوّحون بمُلاحقتها قضائياً لانتهاك "حقوقهم الدستورية" بعدم استجابتها لمطالبهم بالعودة التامة إلى الأوضاع الطبيعية والتخلّي عن القيود المفروضة راهناً.

يعتقد بعض المُراقبين أن إحدى أبرز خلفيّات تحرّك المُعارضين ضد حاكِمة الولاية، غريتشين ويتمر، تمّت بإيعاز من أوساط مؤيّدة لترامب، للإطاحة بحظوظها في أن تُختار لمنصب نائب الرئيس، لأن اختيارها سيعني حُكماً خسارة ترامب لولاية ميشيغان التي فاز فيها في الانتخابات الرئاسية بأصواتٍ قليلة، ولكنها كانت من مُفاجآت الانتخابات البارزة، لكون الولاية محسوبة تقليدياً على الحزب الديموقراطي.

 تزخر البيانات اليومية بنماذج فردية لأرباب عمل يتحدّون القيود المفروضة في ولايات مُتعدّدة لمُزاولة أعمالهم، على الرغم من المُخالفات المالية المرتفعة المفروضة عليهم من قِبَل السلطات المحلية.

 أحدهم ذهب به التحدّي إلى الاستنجاد بميليشيا مُسلّحة في ولاية ميشيغان توفّر الحماية الفعلية لمؤسّسته من المُلاحقة الرسمية، وتُطمئِن الزبائن بمُمارسة أعمالهم اليومية، ما اضطر سلطات الأمن المحلية إلى التراجُع والتعهّد بعدم إلقاء القبض على صاحب المؤسّسة، كما يستوجب القانون الساري، بل انضمّ القضاء في الولاية إلى جانب صاحب العمل، مُتحدّياً صلاحيات حاكِمة الولاية بعدم شرعيّة إجراءاتها.

في ظلّ تلك اللوحة من العوامِل والمحطّات والتوجّهات المُتناقِضة في المشهد السياسي لكل من الفريقين، ليس مُستبعداً فوز الرئيس ترامب بولاية ثانية. تُسعفه في ذلك بيانات مُشجّعة عن قرب التوصّل إلى إنتاج لقاح مُضاد لفيروس كورونا، أعلنت عنه شركة "موديرنا" في ولاية ماساتشوستس.

إمكانية أن ينجح الحزب الديموقراطي في الوصول إلى مُفاجأة، باختيار مُرشّح رئاسة (بديل من بايدن) ونائبٍ له يوفّران زخماً وجاذبيّة تُدخِل الحماس والثقة بتحريك ما هو أبعد من الناخبين الديموقراطيين وضمان تأييد قطاعات المُستقلّين والمُتردّدين.

المصدر:المیادین