
emamian
هل يغيِّر قانون "قيصر" قواعد الصّراع في المنطقة؟
الکاتب:عمر معربونی
تأتي العقوبات الأميركية هذه المرة في ظروف مختلفة عن المراحل السابقة، إذ تعيش المنطقة مرحلة التحولات الكبرى والمتغيرات الكبيرة في موازين القوى.
على الرغم من هول الحملة الإعلامية والنفسية المواكبة للإعلان عن بدء تنفيذ قانون "قيصر"، فإنَّ هذا الترهيب قد يكون مفتاح انقلاب كبير في قواعد الصّراع، لا قواعد الاشتباك فحسب، وهو أمر قد يضع كيان الاحتلال على فالق زلزال الزوال، وقد يكون مفتاح تسوية كبيرة ليس هناك ما يشير إلى إمكانية حصولها، لعدم توفُّر المعطيات والشروط التي تدفع الأمور بهذا الاتجاه، بل على العكس تماماً، فكلّ المعطيات تُشير إلى ارتفاع منسوب التوتر، سواء على مستوى الإدارة الأميركية أو كيان الاحتلال، وخصوصاً أنّنا على مشارف الدخول في محطّتين مفصليتين تتمثّلان بالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة ومغامرة ضمّ الضفّة والأغوار.
إنَّ الإدارة الأميركية خلال حكم ترامب تخلّت نهائياً عن الألاعيب الديبلوماسية، ووضعت حلفاءها قبل أعدائها في دائرة الاستهداف، وحشرت الجميع كرمى لعيون كيان الاحتلال، فالسلطة الفلسطينية ليست قادرة على ابتلاع الإحراج الذي تعانيه، ولم يترك لها ترامب والصهاينة إلا الذهاب نحو التخلي عن مضامين اتفاق أوسلو وملحقاته، وإعلان نفسها دولة تحت الاحتلال، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الملك الأردني الذي لا يستطيع تجاوز خطوة ضمّ الأغوار، إذ بدأ بالتلويح بوقف العمل باتفاقية وادي عربة، لإدراكه أنّ عملية الضمّ هي الخطوة الأولى التي ستكون مستقبلاً مقدّمة نهاية المملكة الأردنية، مع خطورة ذلك على بقاء المملكة وتحوّلها إلى وطن بديل للفلسطينيين.
بالنسبة إلى قانون "قيصر"، فإن أهدافه تبدو واضحة ومعلنة، فالأميركي لا يُخفي شيئاً، ويجاهر بمناورة مكشوفة تعتمد قاعدة العصا والجزرة، لجهة إعلانه أنّه لا يريد تغيير النظام في سوريا، بل تغيير سلوكه، وهي عبارة باتت ممجوجة، لا بل غبية، لا تتناسب مع سلوك النظام الأميركي نفسه من مغامراته في كوريا وفييتنام إلى يومنا هذا، فالذين وضعوا القانون تقصّدوا تضمينه هوامش مدّ يد "إيجابية" مشروطة بالتراجع عن تنفيذ العقوبات، إذا ما استجابت سوريا للإملاءات الأميركية، وهو ما يدلّ على تكرار سوء تقدير الموقف لدى الأميركي الذي يجترّ إملاءاته منذ الثمانينيات وحتى اللحظة، من دون أن تؤدي عقوباته إلى حصول تبدل في الموقف السوري، مع ضرورة توضيح مسألة بغاية الأهمية، وهي أن العقوبات الأميركية تزامنت وتتزامن دائماً مع دخول سوريا المواجهة تلو المواجهة مع الجماعات الإسلاموية المتشددة "الإخوانية والسلفية والوهابية"، لا بل دخول أميركا على خط الدعم المباشر لهذه الجماعات الإرهابية منذ الثمانينيات وحتى يومنا هذا، واعتماد هذه الجماعات كأدوات تدمير وتطويع معاً، مع الاعتراف بأن أميركا استطاعت أن تُلحق بسوريا خراباً ودماراً كبيرين في البنيتين الاقتصادية والمالية.
وفي مقاربة سريعة لاعتماد الإدارة الأميركية سلاح العقوبات، من الواضح أنّ الأمر لا يقتصر على أعداء أميركا، بل يشمل حلفاءها أيضاً، سواء بما يرتبط بتركيا أو حتى بالأوروبيين الذين يقعون دوماً في شباك التّهديدات الأميركيّة.
تأتي العقوبات الأميركية هذه المرة في ظروف مختلفة عن المراحل السابقة، إذ تعيش المنطقة مرحلة التحولات الكبرى والمتغيرات الكبيرة في موازين القوى، بحيث بات واقعياً القول إنّ استمرار الهيمنة الأميركية لم يعد قدراً محتوماً، وإنّ الواقعية تفرض التحدث عما بقي من تأثير أميركي، وخصوصاً في الميدان العسكري، مع ضرورة الإشارة إلى قاعدة أساسية من قواعد الصراع، وهي، في رأيي، المدخل الأهم لتوصيف الوضع الحالي، وأعني بها اضطرار الإدارة الأميركية إلى تغيير آليات المواجهة، من الضغوط السياسية عبر العزل في الثمانينيات والتسعينيات، والانتقال في العقدين الأخيرين إلى الإخضاع بالجيوش، ومن ثم الانتقال إلى استعمال الجماعات الإرهابية للتدمير والتفتيت من الداخل، ومن ثم العودة إلى استخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح رئيسي بعد فشل الآليات السابقة، وهذا يعني في العنوان العريض أنّه عندما تُجبر قوى المقاومة في المنطقة الأميركيين على تغيير آلياتهم، فهذا يعني أنهم في حالة تراجع يقابلها تقدم كبير لقوى المقاومة.
وهنا، أودّ أن أعطي أمثلة واقعية وسريعة لمسار الصراع في المنطقة من اليمن الذي دخل السنة الخامسة للصراع، ولم تستطع فيه أميركا وقوى التحالف السعودي أن تحقق أهدافها، لا بل انتقلت المواجهة هناك إلى مرحلة الضربات الاستراتيجية للعمق السعودي والإماراتي، والتي تستهدف المنشآت العسكرية والاقتصادية على السواء، مع تقدم ملحوظ في دخول قوى المقاومة اليمنية مرحلة تطويع الجغرافيا الحيوية واستعادة السيطرة عليها.
في العراق، تبدو الأمور مختلفة عما أراد لها الأميركيّ أن تكون، فلم تستطع أميركا أن تحول هذا البلد، ورغم الانقسام الكبير، إلى قاعدة ارتكاز وانطلاق ثابتة، وباتت فيه موازين القوى متقاربة لناحية السيطرة والنفوذ بين قوى مقاومة للوجود الأميركي وقوى مناهضة له، وهو أمر يندرج، رغم هذا الانقسام، ضمن البعد الإيجابي المرتبط بالتحولات.
في سوريا، وهي المستهدف الرئيسي بقانون "قيصر"، يمكننا التفصيل أكثر في شكل ومضمون الآليات التي أُجبر الأميركي على اعتمادها، ويمكن اختصارها بالمراحل التالية:
1- اعتمدت أميركا في بداية الهجمة تطبيقاً موسّعاً وميدانياً للبروفات التي حصلت في تونس وليبيا ومصر، واعتمدت أكثر على النموذج الليبي، حيث تمّ اعتماد المناطق الحدودية في درعا (الجنوب)، وتل كلخ والزبداني (الحدود الشرقية والشمالية مع لبنان)، وجسر الشغور وأرياف حلب (الحدود مع تركيا)، ودير الزور والبوكمال (الحدود مع العراق)، والانتقال تدريجياً إلى القلب (حمص)، كبؤر مواجهة مع الدولة، تمثلت بالتظاهرات والاحتجاجات التي رفعت فيها شعارات معادية للمقاومة منذ اللحظة الأولى، وهو الأمر الذي نقل الأمور سريعاً إلى العمل العسكري.
2- انتقال الأميركيين سريعاً إلى تنفيذ مضامين الخطة التي سمّيت بـ"الخطة الرابعة"، وتقضي بربط القلمون بحرمون، وهو الشريط الذي اعتقد الأميركي أنّه بالسيطرة عليه يمكن إسقاط دمشق (قلب الدولة السياسي) وحمص (قلب الدولة الجغرافي)، وهو ما انتهى باستعادة الدولة السورية السيطرة عليه سريعاً، وأسس لكل المعارك اللاحقة، وصولاً إلى المرحلة الحالية، بعد انتقال الأميركي إلى "خطة القوس والطوق" من سفوح جبل حرمون، مروراً بدرعا والحدود الشرقية مع الأردن عبر معبر التنف، وصولاً إلى كامل الحدود مع العراق، لتحقيق عزل سوريا عن العراق، ومنع تشكّل خط الإمداد الاستراتيجي من طهران إلى لبنان، وهو الخط الذي لا تزال أميركا تطمح إلى تقطيعه الآن عبر الضغوط الاقتصادية.
أما في لبنان وغزّة، ورغم أنَّ الجبهة فيهما تشهد حالة استقرار ميداني، فإنها باتت الجبهة الأكثر خطراً على الكيان الصهيوني، رغم تشابه الوضعين اللبناني والفلسطيني لناحية الانقسام مع الوضع العراقي.
لا شكَّ في أنَّ اللافت في الردود كان ما أدلى به السيد حسن نصرالله في خطابه الأخطر والأهم، والذي بيّن فيه معادلة هي الأخطر، حيث لمّح ولم يوضح، وترك الأمر خاضعاً لمئات التحليلات الصديقة والمعادية، رغم وضوح العنوان، ورسم معادلة قلب قواعد الصراع، وليس مجرد التغيير في قواعد الاشتباك، عندما قال: "لن نسلّم سلاحنا، ولن نجوع، ولن نسمح بأن تقتلنا، لا بالسّلاح ولا بالجوع، لا بل نحن سنقتلك"، وردَّدها 3 مرات.
وإن كنا على معرفة مع غيرنا بما سيشكله القانون الأميركي من ضرر، إلا أنه فتح الأبواب على مصاريعها لتكوين جبهة مواجهة اقتصادية قد تتشكَّل ملامحها في لبنان، عبر اعتماد الحكومة خططاً للاتجاه شرقاً بعد وصول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي إلى طريق مسدود، وهو ما بدأت تظهر ملامحه، بموازاة تفعيل استثنائي لبنى الإنتاج في سوريا، ومضاعفة حجم المساعدات الروسية والإيرانية، ما يعني أن قانون "قيصر" يمكن أن يتحول إلى سلاح مضاد على واضعيه، إذا ما أحسنت قوى المقاومة الاستثمار في الانتصارات العسكرية الكبيرة، وتحويل التهديدات إلى فرص ستكون بداية التملّص من الهيمنة الأميركية في المنطقة كلّها.
كورونا.. الصلاة تعود لمساجد مكة وانفتاح في إسبانيا وتحقيق في البرتغال
عاد المصلون إلى مساجد مكة المكرمة بعد انقطاع 90 يوما كإجراء احترازي مع تفشي فيروس كورونا المستجد، كما رفعت إسبانيا أخيرا حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها، في وقت وصل فيه عدد المصابين بالفيروس حول العالم إلى أكثر من 8.81 ملايين شخص.
فقد استقبلت جوامع ومساجد العاصمة المقدسة في السعودية المصلين اليوم الأحد، وسط أجواء احترازية ووقائية صحية.
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة أعلنت الجمعة أن 1560 مسجدا وجامعا في مكة المكرمة، استعدت لاستقبال المصلين بعد انقطاع 90 يوما بسبب فيروس كورونا المستجد.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن المساجد فتحت أبوابها ابتداء من صلاة فجر هذا اليوم، حيث تم تطبيق الاحترازات والاشتراطات التي تضمنت ضرورة تطبيق التباعد بين المصلين لمسافة مترين، ولزوم لبس الكمامة وإحضار سجادة مع كل مصلٍّ، إضافة إلى فتح النوافذ والأبواب في حال إقامة الصلاة، إضافة لوضع الملصقات عند الأبواب للعمل بالأنظمة والاشتراطات والبروتوكولات الصحية الواردة من وزارة الصحة.
ويأتي القرار قبل أسابيع من موسم الحج السنوي إلى مكة المكرمة. وتُواجه السعودية للمرة الأولى في التاريخ الحديث، خيارا صعبا بين احتمال تقليص أو إلغاء الحج الذي يُقام في أواخر يوليو/تموز.
وخارج مكة، فُتحت المساجد نهاية مايو/أيار، وسجلت السعودية -الأكثر تضررا بين دول الخليج- أكثر من 150 ألف إصابة بالفيروس، بينها نحو 1200 وفاة.

عودة الحياة لإسبانيا
ورفعت إسبانيا أخيرا -اليوم الأحد- حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها للحد من واحدة من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في أوروبا.
وسجلت البلاد أكثر من 28 ألف وفاة من بين أكثر من 245 ألف إصابة.
وبعد 14 أسبوعا في المنزل، سيتمكن المواطنون الإسبان من السفر في جميع أنحاء البلاد خارج المقاطعة التي يعيشون فيها.
واعتبارا من اليوم الأحد، يمكن للسائحين من دول شنغن دخول البلاد، مع السماح للمسافرين من أي مكان آخر بالعودة اعتبارا من مطلع يوليو/تموز. وتعتبر هذه خطوة رئيسية لإسبانيا، حيث تعد السياحة قطاعا اقتصاديا رئيسيا فيها، وتشكل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبموجب "الوضع الطبيعي الجديد" للبلاد، لا تزال هناك بعض القيود وتختلف بحسب المنطقة اعتمادا على الظروف المحلية.
وعلى الصعيد الوطني، لا تزال معظم المدارس مغلقة، ومن المقرر أن يبدأ التدريس في الفصول الدراسية مرة أخرى في سبتمبر/أيلول.
ويجب ارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام والطائرات والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن العامة المغلقة في جميع أنحاء البلاد، ويمكن تغريم أي شخص يخالف هذه القواعد بما يصل إلى 100 يورو (111 دولارا).
وفي السياق، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزالس أن بلادها ستسمح -اعتبارا من اليوم الأحد- بدخول المواطنين البريطانيين، من دون أن تفرض عليهم حجرا صحيا.
وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت سابقا أنها ستفرض حجرا صحيا لمدة أسبوعين على البريطانيين حال وصولهم إلى أراضيها، وذلك في إطار المعاملة بالمثل، إذ تفرض المملكة المتحدة حجرا صحيا على الوافدين الأجانب.
ويمثّل البريطانيون تقليديا أكبر نسبة من السياح في إسبانيا، ويقيم أكثر من 250 ألف بريطاني طوال العام في إسبانيا، بينما يملك عشرات آلاف آخرون منازل في هذا البلد يقيمون فيها بصورة متقطعة.
وأوضحت الوزيرة أن الحكومة اتخذت هذا الإجراء "احتراما لـ400 ألف مواطن بريطاني لديهم منازل ثانوية في إسبانيا ويريدون الاستفادة منها".
وقالت إنها تأمل في أن تتعامل لندن بالمثل في هذه المسألة، إذ يقيم نحو 150 ألف إسباني في بريطانيا.
تحقيق وطوارئ
في المقابل، أعلن القضاء البرتغالي فتح تحقيق حول بؤرة جديدة لفيروس كورونا المستجد.
وقالت النيابة العامة في فارو (جنوب) -في بيان- إنها ستحقق في "الظروف المحيطة بحفل عيد ميلاد" جرى ليلة 8 يونيو/حزيران في بلدية لاغوس.
وشارك في هذه المناسبة "عشرات الأشخاص، وهي مصدر بؤرة لعدوى كوفيد-19″، وفق النيابة العامة التي أشارت إلى إمكانية حصول جريمة تتمثّل في "نشر المرض". وأدت البؤرة إلى نحو مئة إصابة جديدة.
بدورها، قالت وزيرة الصحة مارتا تيميدو إن "من يعتقدون أن بإمكانهم استئناف حياتهم العادية مخطئون".
وفي أستراليا، مددت ولاية فيكتوريا حالة الطوارئ 4 أسابيع أخرى اليوم الأحد، على أن تنتهي في 19 يوليو/تموز، بينما تكافح الولاية ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا وزيادة في حالات العدوى المحلية.
وتأتي الخطوة بعد يوم من إعلان الولاية -وهي ثاني أكبر ولايات أستراليا من حيث عدد السكان- إعادة فرض القيود التي تقصر عدد الزوار في المنازل على 5 أشخاص، وتحظر تجمع أكثر من 10 أشخاص في الخارج اعتبارا من يوم الاثنين. وكان قد تقرر تخفيف هذه القيود في الأول من يونيو/حزيران للسماح بوجود 20 شخصا في المنازل والتجمعات العامة.

أرقام كورونا
وأشار إحصاء لوكالة رويترز إلى أن أكثر من 8.81 ملايين شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، كما أن نحو 463 ألفا توفوا جراءه.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى الحالات في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة نحو مليونين و264 إصابة، من بينها 119 ألفا و630 وفاة.
وجاءت البرازيل في المركز الثاني مسجلة نحو مليون و67 ألف إصابة من بينها 50 ألف وفاة، كما جاءت روسيا في المركز الثالث مسجلة نحو 577 ألف إصابة من بينها 8 آلاف وفاة.
وفي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تخطّى عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد عتبة المليونين، نصفهم في البرازيل.
أما المكسيك -التي سجّلت فيها أكثر من 170 ألف إصابة (بينها أكثر من 20 ألف وفاة)- فهي ثاني دولة في أميركا اللاتينية من حيث أعداد المصابين بالفيروس، وقد أخّرت السلطات في مكسيكو سيتي لأسبوع استئناف الأنشطة الاقتصادية بعدما كان ذلك مقررا الاثنين.
وسجل بر الصين الرئيسي اليوم الأحد 26 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا. وقالت لجنة الصحة الوطنية -في بيان- إن من بين الإصابات الجديدة 22 حالة في بكين، وهو نفس العدد الذي تم تسجيله قبل يوم.
وسجلت المدينة أول حالة في أحدث موجة في 11 يونيو/حزيران، وتم الربط بين عودة ظهور الفيروس وسوق لبيع المواد الغذائية بالجملة في جنوب غرب بكين.
وفتحت السلطات المحلية في العاصمة ألفي مركز للفحص، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة، التي قالت إن 2.3 مليون عينة قد جمعت حتى الآن.
فريضة الحج في ظل جائحة كورونا
في هذه الحلقة من برنامج "من طهران" نستضيف مساعد الشؤون الدولية لشؤون الحج ،حجة الاسلام والمسلمين السيد جواد مظلومي للحديث عن كل ما يتعلق بموسم الحج لهذا العام وتداعيات انتشار فايروس كورونا وما يتعلق بصحة الحجاج والعديد من المسائل .
وإليكم في ما يلي نص اللقاء:
س- في ظل انتشار كورونا وضرورة الحفاظ على صحة الحجاج في هذا الوقت من العام،كيف تسير الأمور لديكم؟
ج- نعلم بأن الحج واجب على جميع المسلمين وهو من أهم الشعائر في الاسلام ، لكن يوجد لدينا واجب هام ايضا هو الحفاظ على صحة وسلامة البشر ،وما يضر الناس في في الحياة الطبيعية يجب الابتعاد عنه ،ففي قضية كورونا نتحدث عن الخوف من الضرر بالنفس والآخرين .
أما في الحج والحفاظ على الصحة يمكن لنا اتباع كلا الواجبين أي بالقيام بالحج ومراعاة السلامة العامة وعلى هذا علينا الاهتمام بالجمع بين الواجبين لكن إن لم نستطع فعلينا القول بأننا لهذا العام لن نستطيع الحج ،ولكن الوصول لهذا الحد يحتاج لكثير من الامور أولها التهيؤ من قبل الناس للحج في انتظار ما ستكشف عنه الايام .
س- ما هو رأي السعودية في هذا الامر ؟
ج- لا يوجد خلاف بين المسلمين في هذا الامر ،فنحن مجتمعون على اهمية الصحة والسلامة العامة ،السؤال هو كيف يتم التهيؤ للحج ،لذا علينا امتلاك خطة وبرامج ،ولدينا في ايران انحن انجزنا العديد من الامور وهذا حصل في البلدان الاخرى بنسب متفاوتة ،لأن حج هذه السنة مختلف كليا بسبب كورونا .
س- هل هناك اتصالات مع السعودية بشأن أداء فريضة الحج لهذا العام ؟
ج- آخر ما اعلنته السعودية هو أنه يجب تعليق الحج حتى إشعار آخر ،ومن جانبنا أنجزنا واجبنا تجاه الحجاج وأخبرنا السعودية أننا مستعدون لتفويج الحجاج ، ولدينا حوالي 600 قافلة من إيران تم تجهيزها انشالله من ناحية التثقيف والادارة والارشاد ،فقد استفدنا كثيرا هذا العام من التعليم الافتراضي عبر الانترنت لتوعية الناس عبر الصفوف الدرسية لمختلف المحافظات الايرانية لتثقيف الحجاج ،لكن لم يأتينا رد من السعودية حتى الآن .
س- الا ترون ان هناك ضرورة لعقد اجتماعات افتراضية عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع السعودية ومع الدول الاسلامية فيما يخص الحج؟
ج- المشلكة اننا لا نعلم ما يجري في السعودية لكن الحوار لا بد منه للتعرف على امكانيات كل دولة لهذا العام ،وفي هذه الايام يعتبر الحوار الافتراضي مهما جدا خاصة فيما يتعلق بالوقاية من كورونا واستعداد كل بلد لذلك.
س- هل يوجد اجتماعات افتراضية بين ايران والسعودية حاليا ؟
ج- لا نحن ولا حتى الدول الاسلامية الاخرى لديها هذا الحوار الافتراضي ،لكننا نتواصل يوميا مع الجهات المعنية في السعودية ،ونحن بانتظار القرار المتخذ بهذا الشأن وهذا لا يكون فيه حوار من جانبين بل سؤال وجواب ،والنقاش فيه الكثير من التفاصيل وليس مجرد سؤال وجواب بسيط لكننا نحتاج لهذا الحوار.
س- هل ترون ان هناك ضرورة للتعاون او التنسيق في اداء فريضة الحج بين الدول الاسلامية والسعودية ،وهل طرحتم هذا الموضوع؟
ج- هذه هي الطريقة التي نعمل عليها منذ سنوات ،فنحن نتواصل مع السعودية وباقي الدول للحديث عن الاعوام اللاحقة ايضا للتنسيق فيما يخص القوافل والفنادق وكل شيء ومعرفة واجبات الاطراف كاملة .
س- هل هناك دول أخرى لديها اتصالات مع السعودية بهذا الشأن؟
ج- نعم ،فهذا أمر لا يختص بنا فقط وكل البلدان الاسلامية تهتم بتفاصيل الحج والجميع الآن ينتظرون أخبارا من السعودية لمعرفة ما سيتم العمل عليه في حال ذهبنا للحج .
س- هل اتضحت ابعاد فاجعة منى بعد خمس سنوات على حدوثها ؟
ج- قمنا بأبحاث كثيرة بهذا الشأن وسيكون لدينا موسوعة تخص ما حصل في منى ،وقد طلبنا من السعودية ان يكون هناك لجنة للبحث عن الحقيقة على اسس منطقية وهذا شيء هام ،ويجب ان يكون هناك اتفاق بين السعودية وباقي الدول الاسلامية التي فقدت ابناءها في منى لتيسير الأمور .
س- هل وافقت السعودة على تشكيل هذا اللجنة؟
ج- لا ،نحن طلبنا منهم لكنهم قالوا بأن الموضوع قيد الدراسة لكن الأمر استغرق حوالي خمس سنوات وهي فترة طويلة .
س- كيف ترون هذه الفاجعة في ايران؟
ج- في مثل هذه الحوادث على الجميع ان يتحلى بالاستعداد وهذا ما كان غائبا في منى في تلك الفترة فالعدد كان كبيرا وما حصل بعد الحادثة لم يكن مناسبا للجميع .
بالنسبة لشهداء حادثة الرافعة في منى السعودية قامت بدفع شيكات قمنا بإيصالها للعوائل المتضررة لكنهم لم يستطيعوا الحصول على الاموال حتى الآن ،والأمر الآن بيد وزارة الخارجية .
المصدر:العالم
"الجهل المقدّس" يقسم الشارع المصري بين مؤيّدٍ ومعارض
أثارت مجلة "روز اليوسف" المصرية جدلاً واسعاً في البلاد، بعد نشرها غلافاً في أحد أعدادها الأخيرة، يتضمّن صورة لأسقف عام كنائس وسط القاهرة، السكرتير السابق للمجمّع المقدس والمرشح البابوي، "الأنبا رافائيل"، بالإضافة إلى صورة المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين "محمد بديع"، القابع في السجن، تحت عنوان "الجهل المقدس"، ما أثار موجة غضب واستنكار عارمة في الأوساط المصرية.
ردّ الكنيسة
عبّرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن استنكارها ورفضها للعمل الذي قامت به صحيفة "روز اليوسف"، مطالبة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، "تواضروس الثاني"، بمحاسبتها.
واعتبرت الكنيسة في بيان لها، السبت المنصرم، أنَّ ما قامت به المجلة يعدّ تطاولاً على الكنيسة الوطنية في شخص أحد أساقفتها، بالإضافة إلى وضع صورته على غلافها أسوة بصورة أحد خائني الوطن، وفق ما ذكر البيان، وقالت الكنيسة أنَّها تنتظر ردّ الاعتبار الكامل، مع احتفاظها بالحقّ القانوني في مقاضاة المسؤول عن تلك القضية.
وبهذا الصدد؛ قرّرت الهيئة الوطنية للصحافة إجراء تحقيق فوري، وإحالة رئيس تحرير مجلة "روز اليوسف" للتحقيق، بسبب الإساءة للكنيسة، كما تعرّض المحرّر المسؤول عن الملف القبطي في المجلة، للتوقيف حتى انتهاء التحقيق، وقرّرت الهيئة الوطنية للصحافة تقديم اعتذار للكنيسة، مطالبة المجلة بتقديم اعتذار عن الإساءة التي تضمنها الغلاف.
أكثر من ذلك؛ قال عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية، "عمرو بدر"، في مقال له حول أزمة مجلة "روز اليوسف"، أنَّ حقّ الرد غائب في الصحافة المصرية، مبيناً أنَّ أصعب ما تعرضت له الصحافة المصرية خلال السنوات الأخيرة هو "المنع من المنبع"، على حدّ تعبيره، معتبراً أنَّ القمع والصراخ والتهديد والإرهاب المعنوي والنفسي، هو الرد على كل من يحاول أن يكتب أو يفكر أو يجتهد، مستهجناً طريقة التعامل مع الصحيفة، وقال" كان من الممكن أن يطلب ردّاً أو تصحيحاً أو توضيحاً من قبل المجلة دون اللجوء للمنع والقمع والتحقيق والتفتيش في الضمائر"، على حدّ وصفه.
وفي هذا السياق، أورد الكاتب والصحفي المصري، "حازم حسني"، نصوصاً قانونية حول حرية الرأي والتعبير، منها “إنَّ كل من يتصدّى لعمل عام يتحمّل حتماً مسؤولية تصدّيه الأدبية والقانونية وما يلازم ذلك من التعرّض لوطأة حرية الفكر والرأي على صورة أشدّ مما يتعرّض لها الفرد العادي الذي لم يطمع في الامتياز على غيره بالتعرّض لقيادة الناس أو إرشادهم أو الإشراف على مصالحهم أو تدبير أمورهم، وفقاً لما ذكرته مواقع إخبارية.
الإخوان لا بواكي لهم
قال الصحفي المصري "أحمد عطوان"، في تعليق على الحادثة، أنَّ الإسلاميين لا بواكي لهم، بسبب سجن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "محمد بديع"، واصفاً مجلة "روز اليوسف"، بالمؤسسة الصحفية الأكثر عداء للإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أنَّ منهج المجلة هو الطعن في الإسلام وتشويه الأحكام والشريعة الإسلامية، مبيناً أنَّ صفحات المجلة تنزف حقداً ضد الشيخ الشعراوي والأزهر والرموز الإسلامية، بزعم أن المجلة تدعم الفكر اليساري ومن وصفهم بحماة الأيديلوجية الشيوعية، مذكّراً أنَّه لم تتم محاسبتهم في السابق بحجة "حرية الرأي والتعبير" لكن الحادثة الأخيرة غيرت كل المعادلات من أجل عيون الكنيسة، على حد تعبيره.
ومن الجدير بالذكر، أنَّ البابا تواضروس ورجال الكنيسة أصدروا بياناً كنسياً غاضباً يرفض وضع الأنبا القبطي بجوار ما أسموه الخائن، في إشارة إلى مرشد الإخوان، معتبرين أنَّ نشر صورة رجل الكنيسة تمثل إساءة بالغة تستوجب المحاكمة.
إذن.. قسمت حادثة مجلة "روز اليوسف"، ردود أفعال الأوساط المصرية بشدّة، بين مدافع عن الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، ومهاجم للأدوار المشبوهة التي تنطوي تحت هذه العناوين البراقة، التي يمكن وبكل سهولة أن تستخدم شمّاعة لتشويه الحقائق وتمرير الأهداف.
المصئر:الوقت
اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب غداً لمناقشة الوضع في ليبيا
وزاء الخارجية العرب يجتمعون غداً الإثنين في دورة غير عادية "طارئة" عبر الفيديو كونفرنس لبحث التطورات في ليبيا. يأتي ذلك بعد تلويح مصر بتدخل عسكري مباشر في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق التقدّم نحو سرت.
أعلنت جامعة الدول العربية في بيان لها، اليوم الأحد، أنه تقرر عقد الاجتماع الطارئ عبر "الفيديو كونفرنس" على مستوى وزراء الخارجية غداً الإثنين في الدورة غير العادية (الطارئة)، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.
وقال البيان إن "الاجتماع سيُعقد برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان بناءً على طلب من مصر، لبحث تطورات الوضع في ليبيا عبر تقنية الفيديو كونفرنس".
وكانت الأمانة العامة تلقت يوم الجمعة طلباً من مصر لعقد هذا الاجتماع الذي أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة أنها لن تشارك فيه.
ولوّحت القاهرة أمس السبت بـ"تدخل عسكري مباشر" في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وحذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن سرت والجفرة "خط أحمر". وقال أثناء تفقده المنطقة العسكرية الغربية في مصر، "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر".
وقال السيسي إن الشرعية الدولية تتوافر لأي تدخل مصري مباشر في ليبيا.
ورفضت أمس السبت حكومة الوفاق الليبية تلويح الرئيس المصري بـ"تدخل عسكري مباشر" في ليبيا، واعتبرته "استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخّل في شؤونه".فيما أيّدت وزارة الخارجية السعودية السيسي، مشيرة إلى أنه يحق لمصر التدخل في ليبيا.
وقالت الخارجية السعودية إن أمن مصر جزء من أمنها، معربةً عن تأييدها لمصر في "حماية حدودها الغربية من الإرهاب".
وكانت الرئاسة التركية أعلنت أن "التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية".
المصدر:المیادین
نصر الله: الراحل شلح قائدا مخلصا للقضية الفلسطينية
أشاد الأمين العام لحزب الله لبنان بالأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الراحل رمضان عبدالله شلح واصفا اياه بالقائد الكبير والمخلص للقضية الفلسطينية.
وفي مستهل حديث مباشر مساء اليوم الثلاثاء قال السيد نصرالله: من واجبي في أول حديث تلفزيوني بتجديد التعزية لعائلة الأخ الراحل الدكتور رمضان شلح، وأود أن أتوقف قليلا عند هذه الشخصية القيادية الفكرية المهمة، ولو كانت الظروف الصحية تساعد لكان من حقه علينا أن نقيم له في لبنان إحتفالا تأبينيا لائقا بقامته وتاريخه وموقعه.
وأضاف: سأتحدث الليلة في العديد من الموضوعات بعضها على درجة عالية من الأهمية.
وقال إن: الدكتور رمضان كان يحرص على الوحدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحتى على قضايا الامة الاسلامية.
ولفت إلى أن شخصية الدكتور شلح وجهوده دفعت حركة الجهاد الاسلامي إلى تطور وتقدم.
وأضاف: نقول لحركة الجهاد الاسلامي بأننا معهم في مواصلة طريق الدكتور رمضان شلح.
* نصرالله: قيادته بعد إستشهاد فتحي الشقاقي، إستطاع أن يدفع حركة الجهاد نحو الثبات والتطور خوصوا في بعدها الجهادي والتنظيمي. تطورت الحركة في قيادته وحجزت لنفسها مكانا متدقا في المعركة مع العدو الإسرائيلي. هو قائدا محبا لشعبه وأهله وناسه وللمجاهدين المقاومين تحت قيادته.
* نصرالله: الشعب الفسلطيني يواجه مرحلة خطيرة من التواطؤ على حقوقه وأرضه وكيانه في مسألة الضم، وهو أحوج ما يكون الى الدكتور رمضان، يجب أن نكمل جميعا هذا الطريق.
* نصرالله: شلح بالنسبة لحركة الجهاد وللفلسطينيين كان قائدا حكيما ومجاهدا عظيما، بالنسبة لنا كان أخا وصديقا وفيا وعزيزا، وأشعر بالفقد الشخصي فنحن على علاقة قديمة وتجمعنا العديد من الامور المشتركة وكان لنا لقاءات كثيرة وأعرفه عن قرب وما شهدته من خلال العلاقة والتواصل في الأيام الصعبة في كل الظروف التي عشنا بها، كان اسنانا مخلصا صادقا للقصية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ومؤمنا بالمقاومة الى أبعد الحدود. أولويته المطلقة كانت المقاومة والجهاد. كان قائدا وكل صفات القيادة متوفرة فيه، وكان شخصية فكرية وحريص على العلاقة بين الفصائل ولم تحكمه العلاقة الحزبية، حريصا على الوحدة الوطنية الفلسطينية.
* نصرالله: ثانيا، من واجبي في أول حديث تلفزيوني بتجديد التعزية لعائلة الأخ الراحل الدكتور رمضان شلح. وأود أن أتوقف قليلا عند هذه الشخصية القيادية الفكرية المهمة، ولو كانت الظروف الصحية تساعد لكان من حقه علينا أن نقيم له في لبنان إحتفالا تأبينيا لائقا بقامته وتاريخه وموقعه.* نصرالله: ثالثا، من واجب أن أتوقف عند فقدنا لقائد جهادي كبير هو الحاج أبو علي فرحات، الذي ينتمي الى الجيل المؤسس في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان. هذا الجي الذي حمل الراية منذ الأيام الألى بعد الإجتياح عام 1982، ذها الجيل الذي أعطى عمره وروحه وماله من أجل هذه المسيرة. هو واحد من هؤلاء الأعزاء وبدأ ككثيرين مجاهدا مقاوما مقتلا مشاكرا في العمليات مستقطبا للشباب الى تأسيسه لمحور المقاومة في إقليم التفاح تحمل مسؤوليات كبيرة في ذلك المحور وانتقل الى مسؤوليات العمليات المركيزة الى التدريب والمشاركة في كل الحروب 1993،1996، تحرير 2000، حرب تموز 2006 وصولا الى المعركة الأخيرة في سوريا وكان قائدا ميدانيا وله حضور مميز في معركة حلب ومحيطها وتحرير العديد من البلدات في تلك المنطقة وممنها النبل والزهراء.
* نصرالله: في الأوضاع الداخلية السياسية والأمنية: الحديث عن استقالة الحكومة أو إسقاطها أقول ليس له أساس من الصحية وهو من الشائعات. نحن لم نفكر بشيء من هذا ولم نسمع عنه ولم يعرض أو يقترح أو يناقش.
* نصرالله: عندما حصل السبت الماضي بعض الإحتجاجت على ارتفاع سعر الدولار وأعمال العنف في بيروت وطرابلس، حمل البعض الثنائي الشيعي المسؤولية وقال إن الثنائي الشيعي يريد إسقاط الحكومة وقبلها يقولون هذه حكومة حزب الله، هل حزب الله غبي لإسقاط حكومته، هذا دليل حيرة وعبث. المصلحة أن تستمر الحكومة وأن تبذل ما أمكن من جهود فالوضع لا يتحمل أي تغييرات.
فی ذکری شهاده الامام جعفر الصادق علیه السلام الإمام الصادق (عليه السلام): وصيته الأخيرة
كانت شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بحسب أحد الأقوال في الخامس والعشرين من شوّال، وقيل: في النصف من رجب، والأوّل هو المشهور، واتّفق المؤرّخون من الفريقين على أن شهادته كانت عام 148 كما قلنا.
كما اتّفق مؤلفو الشيعة على أن المنصور اغتاله بالسمّ على يد عامله بالمدينة، وقيل أن السّم كان في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.
وذكر بعض أهل السنّة أيضا موته بالسمّ، كما في «إسعاف الراغبين» و«نور الأبصار» و«تذكرة الخواص» و«الصواعق المحرقة» وغيرها.
عند الشهادة:
ولمّا كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كلّ من بينه وبينهم قرابة، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطبا لهم: إن شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصلاة ([1]).
وهذا يدلّنا على عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة، فلم تشغل إمامنا (عليه السلام) ساعة الموت عن هذه الوصيّة، وما ذاك إلاّ لأنه الإمام الذي يهمّه أمر الامّة وإرشادها الى الصلاح حتّى آخر نفس من حياته، وكانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت إليه.
وأحسب إنما خصّ أقرباءه بهذه الوصيّة، لأن الناس ترتقب منهم الإصلاح والإرشاد فيكون تبليغ هذه الوصيّة على ألسنتهم أنفذ، ولأنهم عترة الرسول فعسى أن يتوهّموا أن قربهم من النبي وسيلة للشفاعة بهم وإن تسامحوا في بعض أحكام الشريعة، فأراد الصادق أن يلفتهم الى أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا قائمين بفرائض الله.
وكانت زوجته أمّ حميدة([2]) تعجب من تلك الحال وأن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه الوصيّة، فكانت تبكي اذا تذكّرت حالته تلك([3]).
وأمر أيضا وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة، وللحسن الأفطس([4]) بسبعين دينارا، فقالت له مولاته سالمة: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال : تريدين ألاّ أكون من الذين قال الله عزّ وجل فيهم: «والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب»([5]) نعم يا سالمة إن الله خلق الجنّة فطيّب ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم([6]).
وهذا أيضا يرشدنا الى أهميّة صلة الأرحام بعد الصلاة وقد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.
وما اكتفى (عليه السلام) بصلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل من همّ بقتله، تلك الأخلاق النبويّة العالية.
بعد الشهادة:
ولمّا قبض (عليه السلام) كفّنه ولده الكاظم (عليه السلام) في ثوبين شطويين([7]) كان يحرم فيهما، وفي قميص من قمصه، وفي عمامة كانت لعلي بن الحسين (عليه السلام)، وفي برد اشتراه بأربعين دينارا([8]).
وأمر بالسراج في البيت الذي كان يسكنه أبو عبد الله (عليه السلام) الى أن اخرج الى العراق كما فعل أبو عبد الله (عليه السلام) من قبل في البيت الذي كان يسكنه أبوه الباقر (عليه السلام)([9]).
وقال أبو هريرة([10]) لمّا حمل الصادق (عليه السلام) على سريره واخرج الى البقيع ليدفن:
أقول وقد راحوا به يحملونه
على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ما ذا تحملون الى الثرى
ثبير ثوى ([11]) من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه
ترابا وأولى كان فوق المفارق
أيا صادق ابن الصادقين إليه
بآبائك الأطهار حلفة صادق
لحقّا بكم ذو العرش أقسم في الورى
فقال تعالى الله رب المشارق
نجوم هي اثنى عشرة كن سبقا
الى الله في علم من الله سابق
ودفن (عليه السلام) في البقيع مع جدّه لامّه الحسن وجده لأبيه زين العابدين، وأبيه الباقر عليهم جميعا صلوات الله، وهو آخر من دفن من الأئمة في البقيع، فإن أولاده دفنوا بالعراق إلاّ الرضا في خراسان.
الإمام الصادق (عليه السلام)، ج 2 - بتصرّف، العلامة الشيخ محمد الحسين المظفر (قدس سره)
([1]) بحار الأنوار : 47 / 2 / 5، محاسن البرقي : 1 / 80.
([2]) هي أمّ الكاظم 7.
([3]) محاسن البرقي : 1 / 80 / 6.
([4]) أشرنا الى شيء من حاله في تعليقة ج 1 229.
([5]) الرعد: 21.
([6]) المناقب: 4 / 273، والغيبة للشيخ الطوسي : 128.
([7]) شطا: اسم قرية في مصر تنسب إليها الثياب الشطويّة.
([8]) الكافي، باب مولد الصادق (عليه السلام): 1 / 475 / 8.
([9]) نفس المصدر.
([10]) الظاهر أنه العجلي وقد عدّه ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت المجاهدين، وروي أن الصادق (عليه السلام) ترحّم عليه، وهذا يقتضي أن يكون موته قبل الصادق، إلاّ أن يكون الترحّم عليه وهو حي، أو أن الكاظم هو المترحّم ونسب الى الصادق خطأ.
([11]) الأنسب أن يكون ـ هوى ـ ولعلّ الخطأ من النسّاخ.
"فاينانشيال تايمز": حان الوقت لـ"تسونامي" دبلوماسي لمنع الضم الإسرائيلي
يجب ردع انتنياهو قبل أن يتصرف في مسألة الضم. فالصراخ بعد الحقيقة لن يحقق الكثير وسيكون من المستحيل عملياً عكس المكاسب الإقليمية غير الشرعية.
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها إنه قبل تسع 9 سنوات، حذر إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، من أن "إسرائيل" ستواجه "تسونامي دبلوماسياً" إذا لم تقدم مبادرة لدفع عملية السلام العربية الإسرائيلية إلى الأمام. وتحت حكم بنيامين نتنياهو الذي استمر 11 عاماً، حدث العكس. ففي الوقت الذي قاد فيه رئيس الوزراء السياسة الإسرائيلية إلى اليمين أكثر من أي وقت مضى، فقد أيد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، وشيطن صورة الفلسطينيين ودفن بنجاح النقاش الإسرائيلي السائد حول مفهوم "الأرض مقابل السلام"، والذي كان لعقود الأساس المقبول دولياً حيث كان من المفترض أن يبنى عليه حل دائم للصراع.
ورأت الصحيفة أن استراتيجية نتنياهو دمرت تقريباً آمال الفلسطينيين في حل الدولتين. لكن نتنياهو يتفاخر بأن العلاقات الخارجية لـ"إسرائيل" لم تكن أقوى في أي وقت مضى مما هي عليه الآن، وهو عامل ساعده على جذب الناخبين لأنه أصبح أكثر رئيس وزراء خدم في "إسرائيل" على الرغم من الفضائح ومحاكمة الفساد. إن افتخاره هو إدانة مدمرة للرد الضعيف من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها على موقفه المتشدد من القضية الفلسطينية وازدرائه للاتفاقيات الدولية. والآن، بتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يهدد بضم وادي الأردن، الذي يمثل حوالى 30 في المئة من الضفة الغربية، بالإضافة إلى ضم منازل أكثر من 500000 مستوطن يهودي في الأراضي المحتلة.
يقول نتنياهو إن العملية القانونية للضم ستبدأ في الأول من تموز / يوليو المقبل. ويأتي ذلك بعد أن كشف ترامب عن "خطة سلام" هذا العام تتوقع من الفلسطينيين - الذين خدمهم قادتهم بشكل سيء - أن يتنازلوا عن مواقف تفاوضية رئيسية لديهم قاتلوا لأجلها لأكثر من ثلاثة عقود. فإذا مضى نتنياهو قدماً الآن في عملية الضم، فقد يقرّب الإسرائيليين والفلسطينيين من دولة واحدة، حيث يتمتع الأخيرون بحقوق محدودة ويقتصرون على الجيوب الأصغر. ولكن مع وجود ترامب في منصبه، من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة - التي كانت الوسيط الرئيسي في الصراع العربي الإسرائيلي منذ فترة طويلة - بتسليط الضوء على الضم. لقد قلب ترامب بالفعل عقوداً من السياسة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" وقبول مطالباتها بالسيادة على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
ورأت الصحيفة أنه بينما يتبع الرئيس الأميركي سياسة متهورة في الشرق الأوسط، فقد حان الوقت لأوروبا لتقف. تعد أوروبا أكبر شريكاً تجارياً لـ"إسرائيل"، وتعتبر معظم الحكومات الأوروبية المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وتدعم حل الدولتين. ومع ذلك، في حين سارع الاتحاد الأوروبي إلى إدانة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وفرض عقوبات على موسكو، فإن رده على الاستعمار الإسرائيلي الزاحف كان بسيطاً.
فمن أجل الفلسطينيين، ومصداقية الاتحاد الأوروبي، وما تبقى من عملية السلام، يجب على أوروبا أن توضح لنتنياهو أن أي ضم سيقابله عواقب. سيكون الإجراء الفوري هو التهديد بحظر الاستيراد من المستوطنات وتوضيح أن الكيانات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة لن يتم التعامل معها على أنها جزء من "إسرائيل".
وقالت الصحيفة إنه يجب ردع انتنياهو قبل أن يتصرف في مسألة الضم. فالصراخ بعد الحقيقة لن يحقق الكثير - سيكون من المستحيل عملياً عكس المكاسب الإقليمية غير الشرعية. قد يعتبر العديد من الإسرائيليين الضم ضمانة للنصر، لكن تدمير آمال الفلسطينيين في تسوية عادلة مع "إسرائيل" سيخزن مشاكل أكبر في المستقبل. من المرجح أن يحول الضم الشباب الفلسطينيين الذين يحيط بهم الاحتلال من كل حدب وصوب إلى خطاب التطرف.
وختمت "فاينانشيال تايمز" قائلة إنه إذا سمح العالم الخارجي لنتنياهو بالمضي قدماً في خططه، فسوف يتحمل بعضاً من المسؤولية عن تداعيات ذلك. لقد حان الوقت لقيام تسونامي دبلوماسي.
ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم
آفات التوحيد العباديّ
إنّ القرآن الّذي هو شفاء لما في باطن الإنسان من داء ﴿وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُور﴾[1]، يعرِّف الإنسان علىٰ آفات التوحيد العبادي، فالتوحيد في العبادة له عدوّ باطنيّ، وعدوّ خارجيّ. فالعدوّ الباطنيّ وصفته بعض الروايات بأنّه (أعدىٰ الأعداء) فقالت: «أعدىٰ عدوّك نفسك الّتي بين جنبيك»[2] فهو الهوىٰ والشهوات، الّذي لايعيق الإنسان عن بلوغ الكمال فحسب، بل يحطّم الإنسان شيئاً فشيئاً إلىٰ درجة أن لاينال من عمره شيئاً سوىٰ الحسرات والآهات. والسرّ في كونه (أعدىٰ الأعداء) هو انّه ليس هناك من عدوٍّ يفعل بالانسان هذا الفعل المشين الّذي يفعله هوىٰ النفس، فهو بواسطة الإفراط في الأكل والنوم والكلام يَشُلّ الإنسان بحيث لايبقي له قدرة علىٰ الحركة.
امّا العدوّ الخارجي للتوحيد العباديّ فهو الشيطان. وبالطبع فإنّ العدوّ الخارجيّ يغوي الإنسان بواسطة التصرّف في مصادر حسّه وطرق ادراكه وأعضائه الحركيّة. ولهذا فهذان العدوّان يرجعان الىٰ سببين طوليّين لاعرضيّين، أي أنّ العدوّ الخارجيّ (الشيطان) يجرُّ الإنسان نحو الفساد عن طريق العدوّ الباطنيّ (هوىٰ النفس)، وأدوات اغوائه هي وسوسة النفس. والشيطان يقول حول طريقة اختراقه للقلوب: ﴿وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُم﴾[3]، فهو يوقع بالإنسان عن طريق (الاُمنيّة). فالشيطان لايستطيع أن يُضِلَّ أحداً بغير وسيلة للإغواء، بل هو مثل السمّ القاتل الّذي يفتك بالإنسان عن طريق الجهاز الهضميّ. فالسمّ مالم يؤكل وما لم يجذبه الجهاز الهضميّ فإنّه لايؤثّر شيئاً.
والعابد الّذي يُصغي الىٰ هذين العدوّين، فهو ليس موحّداً في العبادة، وإذا قال في الصلاة (ايّاك نعبد) فهو كاذب. ومثل هذا الإنسان المُنفلت قد شيّد في باطنه معبداً للأصنام فهو منهمك في عبادة الصنم، وليس له من التوحيد نصيب.
وقد حذَّرَ القرآن الكريم من خطر هذين الأمرين، فقال حول العدوّ القريب والباطنيّ: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَة﴾[4] فالّذي يعمل طبقاً لما يشتهي، والمنفلت هو مطيع لهواه وليس تابعاً لقانون الله، وهو في الواقع يعبد هواه فإلٰهه هواه وهو (عبد الهوىٰ) وليس (عبداً لله).
امّا فيما يتعلّق بالأمر البعيد والخارجيّ فيقول تعالىٰ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌ مُّبِين﴾.[5] وإذا ما اُبتلي الإنسان بخدعة عامل الهلاك القريب أو البعيد فوقع في عبادة الصنم، فهو مشمول بالخطاب التوبيخيّ لنبيّ الله ابراهيم (عليه السلام) حيث قال: ﴿أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّه﴾.[6]
فالقرآن الكريم من جهة يعتبر البعض عبيد الهوىٰ ومن جهة اُخرىٰ يقول علىٰ لسان الخليل «اُفّ لمن يعبد غير الله» وهذا «التأفّف» ليس لعناً وانزجاراً موقّتاً وعابراً حتّىٰ يكون موعده قد انقضىٰ وتصرّم، بل هو من كلام القرآن الّذي هو «يجري كما يجري الشمس والقمر»[7]، وعليه فإنّه اليوم أيضاً، يخاطب حجّة العصر الإمام المهدي (عج) عبيد الهوىٰ ويقول: ﴿أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّه﴾.
فالإنسان من جهة يبلغ بالعبادة المقام الشامخ ويرقىٰ إلىٰ ذرىٰ الولاية ويثبت اسمه في سجلّ المقبولين، ومن جهة اُخرىٰ يتسافل بسبب عبادة الهوىٰ ويسقط إلىٰ حضيض الضلالة بحيث يستحقّ الخطاب المشين المذكور. والإنسان بتغلّبه علىٰ هذين العدوّين الباطنيّ والخارجيّ (الهوىٰ والشيطان) وسيطرته عليهما يصل الىٰ درجة التوحيد الصادق.
والقرآن الكريم في مقام تبيين صفات الموحّدين الصادقين ومدحهم يقول: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئ﴾[8]، أي انّ الموحّدين الصادقين إذا أصبحت بيدهم القدرة والحكومة، فليس فقط يعبدون الله بل هم لايجعلون لله أيّ شريك أيضاً.
وصحيح انّ جملة (يعبدونني) غير مفيدة للحصر، لكن جملة (لايشركون بي شيئاً) الّتي هي نكرة في سياق النفي تفيد الحصر، وحيث انّ الجملة الثانية وردت الىٰ جانب الجملة الاُولىٰ بغير حرف عطف فهذا يدلّ علىٰ انّ التوحيد العباديّ ونفي الشرك معنيان غير منفصلين عن بعضهما، وإذا دلّت النكرة في سياق النفي علىٰ نفي جميع أنحاء الشرك فالعبادة ستكون خالصةً لله، وهذا هو نفسه مضمون: (ايّاك نعبد).
والصفات المذكورة تتعلّق بالمؤمنين الصالحين الّذين وصلوا الىٰ سُدّة الحكم وليست محصورة بالمرسلين والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) ولهذا فانّ الوصول الىٰ هذا المقام ميسور لكلّ انسان.
وخلاصة القول هي انّ الله سبحانه من جهة يحصر العبادة والخوف والرهبة في ذاته المقدّسة: ﴿إِيِّاكَ نَعْبُد﴾، ﴿إِيَّايَ فَارْهَبُون﴾[9]، ومن جهة اُخرىٰ يبيّن أعداء وآفات التوحيد العباديّ ويوضّح سبيل علاجها ومواجهتها ومن جهة ثالثة يكلّف الجميع بالإلتزام بها، ومن جهة رابعة يعدّ المحاور الأساسيّة للتكليف سهلة وبعيدة عن العسر والحرج. وبالنتيجة فإنّ تحصيل مثل هذا الكمال مقدور للإنسان، بل هو سهل عليه.
آية الله الشيخ جوادي آملي
[1] . سورة يونس، الآية 57.
[2] . البحار، ج67، ص64.
[3] . سورة النساء، الآية 119.
[4] . سورة الجاثية، الآية 23.
[5] . سورة يس، الآية 60.
[6] . سورة الأنبياء، الآية 67.
[7] . البحار، ج89، ص97.
[8] . سورة النور، الآية 55.
[9] . سورة البقرة، الآية 40.
الجنون الأمريكي يدفع إيران نحو الرّد الحاسم .. ما هي الخيارات المطروحة؟
مع اقتراب موعد رفع الحظر المفروض على الأسلحة الإيرانية، تعمل واشنطن على منع حدوث ذلك ومنع تعزيز موقف إيران في سوق الأسلحة العالمية؛ لكن النقطة المهمّة هنا هي أن إيران غير مقيّدة في هذا الاتجاه، ففي أواخر العام الماضي، أشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي عمل بجد لإخراج بلاده من الاتفاق النووي وممارسة أقصى ضغط على إيران، إلى فقرة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 الذي يكون فيه الاتفاق النووي جزءاً منه، وصف إنهاء حظر السلاح الإيراني بأنّه عامل من عوامل انعدام الأمن في غرب آسيا، دون ذكر مبيعات الأسلحة التي تبلغ قيمتها مليار دولار إلى الدول العربية.
وفي إشارة لهما حول انتهاء الحظر على السلاح الايراني في اكتوبر القادم، دعا بومبيو وبرايان هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإیران في وزارة الخارجية الأمريكیة، مرارًا وتكرارًا إلى إنهاء فوري لعملية إنهاء الحظر على الأسلحة الايرانية الذي ينتهي في أكتوبر وفقاً لقرار ٢٢٣١ التابع لمحلس الأمن.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أواخر الشهر الماضي أنّ واشنطن ستسعى في البداية إلى توافق في مجلس الأمن لتمرير قرارات تمديد حظر الأسلحة الإيرانية إلى أجل غير مسمّى. وتابعت الصحيفة قائلة إنّه إذا لم تنجح الولايات المتحدة في ذلك، فستستخدم القرار 2231 لإعلان نفسها عضواً في الاتفاق النووي لتنفيذ الـ (Snapback)ومن خلال ذلك ستعود جميع عقوبات الأمم المتحدة الموضوعة في نهايات الفصل السابع التي تشتمل أيضاً على حظر السلاح.
في غضون ذلك، قالت إيران إنها سترد بالمثل إذا نجحت أمريكا في إعادة فرض حظر الأسلحة، مستشهدة بانسحاب أمريكا غير القانوني ومن جانب واحد من الاتفاق النووي. ومع ذلك، فقد أعلنت دول مثل الصين وروسيا رسمياً أنّ جهود أمريكا غير منطقية وأن واشنطن لم تعد عضواً في الاتفاق النووي، لكن لدى طهران أيضاً خيارات مطروحة يمكن أن توقف الإجراءات والجهود الأمريكية، وتسجل فشلاً آخر لمسؤولي واشنطن.
الحد من عمليات التفتيش
بالنظر إلى أن إيران تخضع لأقسى أنواع التفتيش، يبدو أن بإمكانها اتخاذ إجراءات للحدّ من عمليات التفتيش في ثلاثة أقسام: منطقة التفتيش وعدد عمليات التفتيش ومستوى الوصول، وفي هذا الصدد، قال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية، في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع الصحفيين يوم السبت في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، على موقع Fordow Enrichment على الإنترنت، عن إمكانية تقليل عمليات التفتيش: يجب أنّ أشير من خلال هذا الأمر أنّه في بعض الموارد التي تتعلق بتخفيض التزاماتنا بالاتفاق النووي، لم يعد من الضروري تفتيش الوكالة، وإذا أرادوا الاستمرار في ذلك، فسيضيّعون وقتهم.
وأشار محمد علي بورمختار، عضو اللجنة القانونية والقضائية في مجلس الشورى لدورته العاشرة، إلى عدم التزام الأطراف الغربية وقال: "إذا استمر الأوروبيون في نقض التزاماتهم ولم يتمّ تأمين مصالح البلاد، فسيتمّ فرض قيود على عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
كما صرّح في هذا الصدد محمد جواد جمالي نوبنديجاني، نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى ذاته، بأنّ فرض بعض القيود على عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت النووية الإيرانية يمكن أن يكون على جدول الأعمال كجزء من تقليل التزامات البلاد.
رفع مستوى التخصيب
قبل الاتفاق النووي، كانت إيران تُخصّب بنسبة 20 في المئة من اليورانيوم، وكان الكثيرون يرون ذلك كأداة قوة في أيدي الحكومة للمساومة، ويعتقد المحللون السياسيون أنه بالنظر إلى ان خط التخصيب الأحمر هو فوق 5 في المئة، فإذا أعلن المسؤولون في البلاد عودة النسبة إلى 20 في المئة، فقد تكون خطوة فعّالة تقابل عدم التزام الغرب، وقال كمالوندي في مؤتمر صحفي عقده العام الماضي في فوردو: "لدينا القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60٪ وسنقوم بذلك بناءً على احتياجات البلد وأوامر السلطات".
وقال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية على هامش زيارة الصحفيين لمجمع الشهيد أحمدي روشن للتخصيب (نطنز): "عندما يطلب كبار المسؤولين تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، فإننا سنحقّقه في غضون أربع دقائق، وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى: "إنّ تخفيض التزامات إيران يمكن أن يزيد مستوى التخصيب إلى المستوى المطلوب لإجبار الأوروبيين على الوفاء بالتزاماتهم".
عدم تنفيذ البروتوكول الإضافي
بحسب الاتفاق النووي، فإن إيران ستنفذ البروتوكول الإضافي طوعاً، ووفقاً لبنود الاتفاقية، يجب على ايران مراجعة البروتوكول الإضافي والموافقة عليه في مجلس الشورى الإسلامي في السنة الثامنة من الاتفاقية مع تاريخ تقديم تقرير المدير العام للوكالة.
ومع ذلك، وبالنظر إلى انسحاب أمريكا من جانب واحد من الاتفاق النووي وأن الدول الثلاث، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لم تفِ بالتزاماتها، طرح بعض المسؤولين فكرة تنفيذ البروتوكول الإضافي كأحد خيارات إيران المطروحة، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تحذير خطير للأطراف الأوروبية المتبقية في الاتفاق النووي للوفاء بالتزاماتها.
وقال علي مطهري، النائب السابق لرئيس مجلس الشورى الإسلامي: "الآن بعد أن تعرّضت إيران لضغوط كبيرة ولعمليات تفتيش للمنشآت النووية أكثر من أي دولة أخرى، يمكننا الامتناع عن تنفيذ البروتوكول الإضافي".
كما أكّد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للمجلس العاشر على عدم تنفيذ البروتوكول الإضافي كأحد الخيارات المطروحة على الطاولة الإيرانية، قائلاً: عندما يتمّ تنفيذ البروتوكول الإضافي طواعية، لكنّ الجانب الآخر لا يفي بالتزاماته، يمكن للجمهورية الإسلامية أن توقف التنفيذ الطوعي لهذا البروتوكول.
مغادرة معاهدة حظر الانتشار النووي “NPT”
انضمت إيران إلى معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)في عام 1968، ومنذ الثورة الإسلامية، كانت العضوية الايرانية في المعاهدة موضع نزاع دائماً.
ويعتقد العديد من الخبراء أنّه من الخطأ أن تواصل إيران وجودها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بسبب الانتهاكات المتكرّرة من الغربيين في الوفاء بالتزاماتهم، على الرغم من التزام إيران بأحكام مجلس الأمن الدولي.
وقال الأدميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي: "إذا انسحبت أمريكا مما يسمى بالاتفاق النووي، فإن أحد خيارات إيران هو الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي. وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية في بيان إن الوكالة الدولية قدمت عدة مقترحات لخفض التزاماتها واضاف ان منظمة الطاقة الذرية قدمت ١٥ مقترحا يمكن تنفيذها في المستقبل وإحدى هذه المقترحات هو الانسحاب من معاهدة NPT.
وبحسب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي والناطق باسم منظمة الطاقة الذرية، من الواضح أن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي هو أحد الخيارات على الطاولة الإيرانية لمواجهة الالتزامات الأمريكية والأوروبية، وإمكانية اتخاذ هذا القرار مرتفعة للغاية.
بالإضافة إلى تصريحات شمخاني وكمالوندي، أشار حميد بعيدي نجاد، سفير إيران في لندن، إلى استمرار الخلافات بين الطرف الآخر، وذلك خلال لقاء مع الصحفيين ووسائل الإعلام البريطانية قائلا: "هنالك بعض الشخصيات داخل إيران تطرح فكرة أن العضوية في معاهدة حظر الانتشار النووي غير مجدية وغير مفيدة، وخلال القضايا التي أثيرت حول الاتفاق النووي، أصبح المزيد من الناس يهتمّون بما يقال عن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
الانسحاب من الاتفاق النووي
أحد أهم الخيارات لمواجهة سوء الالتزام الغربي والأمريكي المستمر هو الانسحاب من الاتفاق النووي، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مقابلة له إنّ: "إيران لديها عدة خيارات، منها خيار الانسحاب من الاتفاق النووي، وهذا بالتأكيد واحد من عشرات الخيارات المتاحة لدينا. وقال في مؤتمر صحفي مع الصحفيين في مقرّ إيران في الأمم المتحدة إنّ إيران قد تنسحب من الاتفاق النووي إذا لم تنجح الآلية المالية الأوروبية.
وبالإضافة إلى وزير الخارجية، أعلن سيد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية السياسي وكبير أعضاء فريق التفاوض النووي، إن الانسحاب من الاتفاق النووي هو أحد الخيارات المتاحة على طاولة إيران، وذلك في مقابلة مع القناة الثانية لشبكة الإعلام الوطني الإيرانية في شهر مايو الماضي، قائلاً: نحن وضعنا الانسحاب على جدول الأعمال.
وفي حديث آخر، شدّد عراقجي على أن المبدأ هو مصلحة البلاد، وليس الحفاظ على الاتفاق النووي، مضيفاً: "إذا كانت مصالح البلاد تتطلّب التّخلي عن الاتفاق النووي، فسيحدث ذلك".
وقال في مؤتمر صحفي حول حظر الانتشار النووي في موسكو "من الواضح أنه عندما لا يكون الاتفاق في مصلحتك، فلا يوجد سبب لأن تلتزم بتعهداتك، الجميع يعرف أن توازن الاتفاق اختلّ تماماَ، أيّ اتفاق قائم على أخذ وعطى. إذا كانت إيران ستمنح فقط ولن تحصل على أي شيء في المقابل، فلماذا يجب أن نبقى في هذه الاتفاقية؟
تغيير موقف إيران في القضية النووية
في معرض التذكير بتعاون إيران بشأن القضية النووية، هدّد عراقجي الأطراف الغربية المنضمة في الاتفاق النووي بطريقة ما قائلاً: "إذا كانت مكافأة إيران بعد كل هذا التفاعل والمفاوضات والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أن تكون مرة أخرى خاضعة للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فهذا يعني أن "عقيدتنا النووية" كانت خاطئة، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في سياستنا وعقيدتنا النووية.
وقال حسن روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء في شهر مايو / أيار الحالي: "إن رفع حظر الأسلحة جزء لا يتجزّأ من الاتفاق النووي، إذا كان من المقرّر أن يعود حظر الأسلحة تحت أيّ عنوان كان، فإن ردنّا هو نفس ما كتبته في رسالة إلى قادة P4 + 1 في الفقرة الأخيرة، وهؤلاء القادة يعرفون جيّداً ما سيكون ردّنا في ذلك اليوم، وهم يعرفون ما هي العواقب الوخيمة للخطأ عليهم.
تُظهر هاتان المسألتان أن إيران تحاول إخبار الأوروبيين من خلال تبنّي استراتيجية متماسكة ورادعة أنه إذا كان نقضهم بالتزاماتهم سيستمر وأن ايران ستزال غير جادّة ضدّ المطالب الأمريكية المتزايدة، فإن البلاد ستكون قادرة على الرد بشكل مناسب من خلال اتخاذ إجراءات مناسبة تصبّ في مصلحة البلاد وتقابل أمريكا