
emamian
الزرفي يعلن إكمال تشكيلته الحكومية: لن نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراع
رئيس الحكومة العراقي المكلّف عدنان الزرفي يؤكد إكمال تشكيلته الحكوميّة ويحذر من أنّ بلاده تمرّ بكارثة وقد لا تتمكن الحكومة من تأمين كل رواتب الموظفين.
أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، عن إكمال تشكيلته الوزارية، محذراً من "عدم قدرة الحكومة على تأمين كل رواتب الموظفين".
وأكد الزرفي اليوم السبت، أنّه أكمل تشكيلته من الكفاءات من داخل العراق "وانتظر من مجلس النواب تحديد جلسة للتصويت على البرنامج الحكومي".
الزرفي أوضح أنّ الكتل السياسية وعدته بدعم الحكومة، مشيراً إلى أنّه أعد "كابينة وزارية كاملة مؤلفة من موظفين أكفاء، وسأرسل السيرة الذاتية لهم قبل 48 ساعة وحسب الدستور".
وفيما يخص الوضع الاقتصادي في العراق تحدث رئيس الحكومة المكلّف عن أنّ الاقتصاد هو "المحرك الأساسي للحكومة المقبلة، وكل من له رغبة بالاستثمار سيكون له أولوية بالتعامل".
الزرفي أكد أنّ بلاده "تمرّ بكارثة وقد لا تتمكن الحكومة من تأمين كل المرتبات"، مشدداً على أنّ النفط "ملك الشعب ولا يحق للحكومة التصرف بهذه الثروة بطريقة غير مناسبة".
ودعا الزرفي جميع القوى السياسية إلى "التكاتف لرسم خطة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتوفير مرتبات الرعاية الاجتماعية".
الزرفي: لن نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراع الإقليمي والدولي
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في العراق ووجود التحالف الدولي في البلاد، اعتبر الزرفي أن أيّ اعتداء على أيّة قوّة عراقيّة مرفوض تماماً وستتمّ مراقبة كل القوات العسكريّة داخل البلاد وتحديد تحركاتها ضمن القوانين"، مبرزاً أنّ "أيّ حديث عن انقلابات عسكريّة غير واقعي".
وقال الزرفي: "سياستي منع كل نشاط يضرّ بالعراق ولن أسمح بأيّة صراعات خارجية على أرضنا"، لافتاً إلى أنّه "تحدث مع التحالف الدولي ولن نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراع الإقليمي والدولي".
في سياق متصل، أشار رئيس الحكومة العراقي المكلّف إلى أنّه لم يلتقِ قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قآاني، "ولم أسمع أي صدى لاعتراض حقيقيّ فعليّ. ما سمعته عبر رسالة من جهات إيرانية نافذة أنهم لا يتدخلون في تشكيل الحكومة الحالية".
يذكر أنّ الزرفي كان أكد أمس الجمعة بعد مطالبات بسحب تكليفه، أنّه لن يعتذر عن استكمال مهمته بتشكيل الحكومة مطلقاً، وأنّه سيقدم اليوم السبت برنامجه الحكوميّ مع طلب رسميّ إلى رئيس مجلس النواب لعقد جلسة نيل الثقة.
المصدر:المیادین
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء ذاكرين أهل البيت (عليهم السلام)
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء ذاكرين أهل البيت(عليهم السلام)_15/2/2020
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، لا سيما بقية الله في الأرضين. اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.
أرحّب بكم أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات من المجتمع ذي الأثر المؤثر الحاسم لذاكري أهل البيت (عليهم السلام). أنتم بنفسكم مؤثرون، بالإضافة إلى أن سلوككم وكلامكم وبرامجكم لها دور حاسم في بعض الظروف. وقد استفدنا كثيرًا اليوم وأنا أتقدم -جادًّا ومن الأعماق- بالشكر للقارئ المحترم وللمنفذين المحترمين ولذاكري أهل البيت المحترمين، وللشاعر المحترم، وللمقدم المحترم. فقد كانت جلسة جد طيبة وقد استفدنا منها إلى أقصى حد.
مهمّتكم: توجيه المجالس إلى حيث يريدها الأئمّة
حسنًا، مجتمع ذاكري أهل البيت يتولى على عاتقه مهمة كبيرة وهي إدارة أفراح المجتمع وأتراحهم. إنكم في الواقع تديرون الأفراح المعنوية والمآتم الأساسية والقلبية العميقة وتوجهونها وتديرونها. المجتمعات التي ليس لها هذا الوضع ولا تملك هذه المجالس وهذا البكاء وهذه الأفراح، تشعر بهذا الفراغ، وأنا على اطلاع بأنهم يريدون بشكل من الأشكال ملء هذا الفراغ وردمه. ولكن من دون جدوى. مهمتكم هي هذه. وتقاليد هذه المهمة لا تعود إلى اليوم والأمس القريب. بل تعود إلى زمن الأئمة (عليهم السلام). حين ترون أنهم يشجعون دعبل أو أمثال هؤلاء الأجلاء بهذا الشكل ويحثّونهم ويجلسون للاستماع إلى أشعارهم ويحثّونهم ويدفعونهم لمواصلة هذه الأعمال، فهذا العمل هو عين المهمة التي تقومون أنتم اليوم بها. والعمل الذي عرضه أعزاؤنا اليوم هنا نموذج له.
بعد حادثة كربلاء أضحت إقامة العزاء للشّهداء عملًا شائعًا. فقد روّجوا لمجالس العزاء للشهداء والأئمة (عليهم السلام) ما بقي إلى يومنا هذا. وخلافًا لما تصوّره البعض –في بعض الفترات كانت هناك ميول تنويرية لدى البعض تقول إنّ التّعازي والبكاء علامة ضعف وما شاكل ذلك– البكاء في مجالس الشهداء ليس بكاء ضعف بل هو بكاء إرادة وبكاء عزم وبكاء تبيين للمشاعر السامية لإنسان وسط الميدان. وهذا هو حال العزاء للشهداء اليوم. فتشييع جثامين الشهداء ومجالس عزاء الشهداء وتكرار أسمائهم كله عزاء. كما وفيه بكاء. لكنّه وسيلة للشعور بالعزة والشعور بالقوة والشعور بالشجاعة. ولاحظوا ما الذي حدث في البلد كله [في تشييع] شهيدنا العزيز الأخير هذا. ليس فقط في بلدنا بل في خارجه أيضًا لاحظوا أي حدث عظيم سطّره تكريم هؤلاء الشهداء الأخيرين؛ الشهيد سليماني وأبي مهدي المهندس والآخرين! هذا هو معنى توجيه وإدارة مجالس العزاء. أي إنّ باستطاعتكم توجيه وإدارة مجالس العزاء ومآتم الناس بالاتجاه الذي يريده الأئمة (عليهم السلام) ويحتاجه المجتمع.
الحاجة الكبيرة التي يعيشها بلدنا اليوم هي أن يتسلح شبابنا بأنواع الأسلحة الناعمة، أسلحة الحرب الناعمة، أي القدرة الروحية والفكرية. وقد أشرت مرارًا إلى بعض النقاط فيما يتعلق برفع مستوى قوة البلد. من الجوانب والنواحي المهمة الحاسمة في تعزيز البلد ورفع قدراته وقواه هو هذا الأمر؛ أي أن نسلح شبابنا بسلاح الفكر وسلاح التفكير الصحيح وما تزخر به معارف أهل البيت (عليهم السلام) والمعارف الفاطمية. وسوف أشير لاحقًا إلى نموذج صغير منها.
جيلنا الشاب الذي عقدنا عليه آمالنا –لأن مستقبل هذا البلد بأيديكم أنتم الشباب والأمل معقود على الشباب– يجب أن يكون فولاذيًا صلبًا وذا عزم وبصيرة. وأن يعلم ما الذي يريد أن يفعله وإلى أين يريد أن يصل وكيف يجب عليه أن يقطع الطريق. ما يستلزم معارف أهل البيت. هذا السلاح يصون المجتمع والنظام الإسلامي والإسلام والمسلمين. إذًا نحن بحاجة إلى إحياء معارف أهل البيت (عليهم السلام).
وأقولها لكم أيها الإخوة الأعزاء الذين تشكلون مجتمع ذاكري أهل البيت وتمارسون هذا الدور:
إنّ هذه المسؤولية مسؤولية مهمة. فإذا لم نعمل بمسؤولية الهداية بالشكل الذي ذكرناه، سوف نُسأل أمام الله تعالى. يعني أنه ما إن توجه واجب ما نحونا، علينا أن نعمل بهذا الواجب. وإذا لم نعمل به فسيغضب الله تعالى. لاحظوا نموذج النبي يونس في القرآن، وهو النبي الإلهي العظيم، حيث غضب على قومه. وهو من وجهة نظرنا لم يقم بأمر خارج عن المنطق. فهو كان قد دعا قومه إلى الهداية لسنين طويلة. لكنّهم أصروا على الكفر والضلال. فما عسى هذا الإنسان أن يفعل؟ غضب عليهم وخرج من عندهم. لكن في المنطق الإلهي، ما كان يجب أن يغضب عليهم. «وَذَا النّونِ اِذ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ اَن لَن نَقدِرَ عَلَيه» تصوّرَ أننا لن نتشدد عليه «فَنادىٰ فِي الظُّلُمٰتِ اَن لا اِلٰهَ اِلّا اَنت» ابتلاه الله تعالى بتلك الحادثة العجيبة؛ ولو لم يقرأ هذه الأذكار ولو لم يتوسل بهذا التوسل «لَلَبِثَ في بَطنِه اِلى يومِ يبعَثون»! كان مقرّرًا أن يبقى هناك إلى يوم القيامة؛ لاحظوا! لأنه كان نبيًّا كان عقابه أشد من الآخرين. إذا كنا في موقع المسؤولية ولم نعمل بها فإن الله تعالى سيعاقبنا «فَظَنَّ اَن لَن نَقدِرَ عَلَيه» ، تصور أننا لن نتشدّد معه. بلى، سوف نتشدّد معه. الله يتشدد ويعاقب. إذا كنتم شعراء أو من ذاكري أهل البيت أو خطباء أو وعّاظًا... كلّما كان مستواكم المعرفي أعلى وأكبر، وكلما كان مستواكم المعنوي أعلى، كانت التّوقّعات منكم في ساحة العدل الإلهي وفي حضرة الحق أعلى وأكبر. هذا ما ينبغي أن نتذكّره دائمًا، ويجب أن نطلب العون من الله.
صبرٌ عجيب.. بركة هذه المجالس والمحافل
وإذا تحقّقت مهمّة نقل معارف أهل البيت في مجالس العزاء والهيئات الحسينية وما شاكل، فسيكون ذلك ذخرًا لا ينتهي. وتلاحظون اليوم أن بلادكم ومجتمعكم يصبر صبرًا عجيبًا تحت ضغوط متنوعة. نحن نقرأ كلامهم ونشاهدهم ونسمعهم. وقد أثار صبر الشعب الإيراني هذا دهشة المراقبين في العالم. إنهم متعجّبون. لا تستطيع الشعوب [الأخرى] الصبر على خُمس أو رُبع هذه الضغوط التي يمارسها الغول الأمريكي المتوحّش. بينما يقف الشعب الإيراني بصلابة. وهذه مظاهراته -في الثاني والعشرين من بهمن وقبلها تشييعه لقائده السماوي- أذهلت الجميع بأن أي شعب مقاوم هذا. وهذا ببركة معارف أهل البيت وببركة هذه المجالس والمحافل وبفضل اسم وذكر الحسين بن عليّ وببركة اسم وذكر فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
من الأمور التي ينبغي أن تتابع في هذه المجالس بكل تأكيد وبفضل من الله قضيّة نمط العيش الإسلامي. ما أود أن أطلبه هو أن يركّز الإخوة الأعزاء على قضيّة نمط عيش الأئمة (عليهم السلام) ونمط العيش الإسلامي في مطالعاتهم وأبحاثهم. وليزين شعراؤنا الملتزمون البارزون –الذين سمعتم اليوم نموذجًا لأعمالهم هنا– هذه القضية بفنونهم الشعرية وليقدموها ويقرأوها في المجالس حتى يصار إلى صناعة ثقافة في هذا الشأن. إذا أردنا أن نعيد نمط العيش إلى حالته الإسلامية بشكل صحيح مقابل موجة جبهة العدو، فهذا هو السبيل. أي ينبغي صناعة ثقافة في هذا الخصوص. لاحظوا أنكم تقولون في الدعاء: «اللَهُمَّ اجعَل مَحياي مَحيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد» حسنًا، ما معنى محيا؟ معنى محيا هو أن اجعل حياتي شبيهة بحياتهم. يعني نمط العيش، هذا ما نريده؛ هذا ما أرادوا منا أن نقوله ونريده ونعمل به. قضية نمط العيش هذه من الأمور التي ينبغي أن تتابع.
لقد استطاع العدو للأسف مستفيدًا من ضعف وخيانة الرؤساء العملاء المرتبطين بالأنظمة الإسلامية. من جملة ما كان واقعًا في بلادنا طوال سنيّ ما قبل الثورة. حيث استطاع الترويج لنمط عيشه. إذا كنّا نشاهد لامبالاة، وإذا كنا نشاهد إسرافًا، وإذا كنا نشاهد مشكلات متنوعة في داخل البلاد فالسبب هو الابتعاد عن الأخلاق الإسلامية وعن نمط العيش الإسلامي. إذا أردنا تحكيم نمط العيش الإسلامي فيجب بناء ثقافة. وبناء الثقافة يتم بهذه الوسيلة وأنتم أفضل من يستطيع صناعة الثقافة وبناءها بين الناس. وإعادة التّيّار نحو الإسلام بكل ما للكلمة من معنى.
في هذه الأدعية المتوفرة بين أيدينا – الأدعية المأثورة التي وصلتنا عن الأئمة – هناك تضرع وهناك توجه وهناك جاذبية وأنس وصفاء وبكاء. وهذا كله محفوظ. ولكن بالإضافة إلى ذلك، فهذه الأدعية دروس؛ بمعنى أنها توقظ الفكر في ذهن الإنسان وتمنحه تفكيرًا جديدًا. عندما تقرأون في الدعاء: «اَللهمّ اَغنِني عَن هِبَةِ الوَهّابينَ بِهِبَتِك وَاكفِني وَحشَةَ القاطِعينَ بِصِلَتِك» فما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنه حتى لو قاطعكم العالم كله فلن تستوحشوا إذا كنتم على اتصال بالله، «حَتّى لا اَرغَبَ اِلى اَحَدٍ مَعَ بَذلِك وَلا اَستَوحِشَ مِن اَحَدٍ مَعَ فَضلِك» ، إنه درس. إنه ما يمنحنا فكرًا وتحليلًا لمستقبل حياتنا وهو أن نخطّط ونتصل بالله ونرتبط به ولا نخشى قطع الآخرين لصلتهم بنا وعداءهم لنا. وهذا أمر حدث في صدر الإسلام أيضًا. وتلاحظون أنّه يحدث الآن أيضًا. لو أن أحدًا قال في بداية الثورة إنّ هذا المجتمع الإسلامي والثورة الإسلامية يمكنها الوصول إلى هذه المحطات من حيث المرتبة العلمية والتقنية والموقع السياسي والنفوذ في المنطقة وما إلى ذلك، لما صدّق ذلك أي إنسان بالتأكيد. لكنّه حدث فعلًا. وذلك لأنّكم اعتمدتم على الله وعملتم. وواضح طبعًا أن الاعتماد على الله لا يعني الإقلاع عن العمل والبطالة.
عن السيدة الزهراء.. نحن غرباء!
حسنًا، وفيما يخص السيدة الزهراء (سلام الله عليها) فإن مراتبها المعنوية أسمى بكثير من حدود تفكيرنا العادية نحن البشر. نعم. أهل الله والخواص يدركون بعض الأمور في عالم المعنى. أمّا نحن فغرباء للإنصاف. ولا ندرك تلك المقامات القدسية. ولا ندرك «وَالسِّرِّ المُستَودَعِ فيها» ولا نستطيع إدراكه حقًا. لكننا نرى السلوكيات الحياتية العادية ونستفيد منها ونستلهم منها الدروس. فالشائع والمشهور عن هذه السيدة العظيمة في مجال القضايا الثقافية وقضية الحجاب والوقوف أمام الباطل لتثبيت الحق والدفاع عن الولاية، وما شاكل؛ أمور تشاهد وتكرر. لكن هناك جانبًا آخر من سلوك هذه الإنسانة العظيمة ومن المعارف الفاطمية وهو قضية مساعدة الآخرين. وأريد اليوم أن أتحدث قليلًا عن قضية التضامن الاجتماعي ومساعدة الآخرين. فعندما يسألها ابنها لماذا تدعين فقط للآخرين في أدعيتك وتضرعك؟ تجيب «يا بُنَي الجّارَ ثُمَّ الدّار» إنه درس وطريق ومسؤولية اجتماعية تذكرنا بها. أو في قضية المسكين واليتيم والأسير حيث يذكر الله تعالى تلك الحادثة بكل تلك العظمة في سورة "هل أتى" بسبع عشرة آية أو ثماني عشرة آية ما يدل على عظيم قدرها. ﴿وَيطعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّه مِسكينًا وَ يتيمًا وَاَسيرًا * اِنَّما نُطعِمُكم لِوَجهِ الله﴾. هذه الحادثة حادثة رمزية، بلى. صبر أولئك الأجلاء على جوعهم وجوع كل أفراد عائلتهم وقدّموا المساعدة لليتيم والمسكين والأسير. لقد حدث هذا الأمر على أرض الواقع لكنه رمزي. كان بوسع السيدة الزهراء أن تقول لهم اذهبوا إلى مسجد النبي فهناك مركز الدولة الإسلامية –والآن أيضًا يقول البعض لماذا تساهمون في تربية المتسوّلين، إنها دولة إسلامية بالتالي ويجب أن تقوم بذلك– كلا. واجبات الدولة لا تنفي واجبات المجتمع. من واجب الأفراد في المجتمع أن يساعدوا بعضهم بعضًا بكل ما للكلمة من معنى. سواء المساعدة المالية أو المساعدة الفكرية أو المساعدة في حفظ ماء الوجه. ينبغي أن تتكون في المجتمع الإسلامي مختلف أنواع المساعدة. هذا درس فاطمي ومعرفة فاطمية.
من مشاكل مجتمعنا في الوقت الحاضر قضية الشباب: قضية فرص العمل للشباب وزواج الشباب.
عناصر الشباب من الفتيات والفتيان متواجدة بوفرة. لكن الزواج صعب وغير ممكن. يجب أن تتم المساعدة. وعلى الأفراد أن يعملوا في هذه المجالات ويسعوا. ويجب بناء ثقافة في هذا الخصوص. فعندما يجري الترويج لقلة الإنجاب وتحديد النسل في الإعلام متعدد الجوانب والشامل، سنصل إلى الوضع الحالي. الذي يحذر فيه أصحاب الخبرة والاختصاص مما سيحدث بعد عشرين عامًا وثلاثين عامًا من حيث شيخوخة البلد والمجتمع. فالمجتمع العجوز لا يمكنه الوصول إلى تلك القمم. وكل حالات التقدم عندنا إلى اليوم كانت بفضل تواجد الشباب ومشاركتهم. الشيوخ وكبار السن لهم دورهم بلا شك، لكن المحرّك هم الشباب. وإذا حرم هذا المجتمع من نسبة ملحوظة من الشباب فسوف يتسلط العدو عليه. بناء هذه الثقافة عملية ضرورية وهي بأيديكم. تشكيل العائلة يحتاج إلى صناعة ثقافة. والزواج الميسّر يحتاج إلى صناعة ثقافة. وعدم التشدّد في الزواج يحتاج إلى صناعة ثقافة. وعملية صناعة الثقافة أمرٌ تقدرون عليه أنتم. وهي مهمتكم وواجبكم. شريحة ذاكري أهل البيت بوسعها القيام بالكثير من الأعمال.
من هذه المعارف الصمود وعدم الاستسلام مقابل التعسّف. وقد كانت الكثير من أشعار السادة اليوم مختصة بهذه القضية وهي صحيحة ورصينة. هناك محفّزات شديدة وقوية لإقناع الشعب الإيراني بأنه عليه أن يتنازل. إذاعات العالم ووسائل التواصل الجماعي في العالم ووسائل إعلام العدو ومجمع مراكز الأبحاث والجمعيات الفكرية تجلس وتخطط لإقناع شعب إيران بأنه عليه التنازل أمام أمريكا ولا سبيل سوى ذلك. لكن شعبنا بحمد الله صامد. ولكن ينبغي بث الطاقة المعنوية تباعًا وإحياؤها باستمرار. هذه إحدى المعارف. ورد في دعاء الصحيفة السجادية: «وَلا تَجعَل لِفاجِرٍ وَلا كافِرٍ عليّ ... يدَا» أي لا تجعلني مدينًا لكافر أو فاسق ولا تجعلني محتاجًا لهم. فلا تكون عيني مسمرة على أيديهم ولا أشعر بالضعف أمامهم. هذه إحدى المعارف. أن يطلب من الله أن لا يبتله بمثل هذا الوضع مقابل العدو. فمعنى ذلك أنه ينبغي عدم الابتلاء بمثل هذا الوضع مقابل العدو.
صناعة الثقافة؛ اختصاصكم وواجبكم
نحمد الله أن الروح الملحمية حية في بلادنا. في كل القضايا والأحداث التي تستدعي مشاركة ملحمية من قبل الشعب، يشارك الشعب بالحماسة اللازمة بكل ما للكلمة من معنى. ينبغي تعميق هذه الحماسة والمعنوية والمشاعر، وخصوصًا عند الشباب. ينبغي إقناع الأذهان عبر ثقافة متكاملة. وهذا متاح عبر صناعة الثقافة. وهو من اختصاصكم وشأنكم. إنه من واجب شريحة ذاكري أهل البيت. عندما أنظر لمجتمعنا أرى أن ذاكري أهل البيت المؤمنين الثوريين الشجعان ينجزون حقًّا أعمالًا ويؤثّرون على مستوى البلاد. فلنعمل على أن تكون كل شرائح ذاكري أهل البيت على هذا الشكل. كذلك الأشعار التي تقرأ والأداء الذي يقدم. لتتزود المجموعات الشابة التي تشارك وتحضر عادة في هذه التجمعات بالمعنوية والمعرفة والبصيرة بكل ما للكلمة من معنى وينهضوا بزاد معنوي وفير.
الحمد لله أن معدن الحكومة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والجمهورية الإسلامية من هذا النوع. فلدينا قادة عسكريون جيدون، ولدينا شباب علماء متحفزون جيدون. ولدينا صنّاع ثقافة ذوو همة وغيارى وفنّانون جيّدون جدًا. ولدينا جماهير مستعدة وجاهزة في كل الساحات وفي كل مكان يحتاجه الإسلام والدولة الإسلامية والنظام الإسلامي. نساءً ورجالًا جاهزون يشاركون ويعملون. هذا هو معدن الجمهورية الإسلامية بفضل ولطف من الله. وأنا أشعر؛ يعني أنّني أرى حقًّا وأشاهد، فإنّ النّصر الحاسم النهائي على جبهة العدو الواسعة سيكون بلا شك حليف الشعب الإيراني.
في نهاية كلامي أؤكد على الإخوة الأعزاء ذاكري أهل البيت – وإذا كانت هناك أخوات عاملات في هذا الصراط – بأن يستحضروا دومًا في أذهانهم وخواطرهم الكريمة بأنكم صناع ثقافة. ويجب أن تصنعوا الثقافة. ينبغي أن تقوموا بما من شأنه أن يعكس الفكرة الصحيحة والعمل الواجب بصورة واضحة في أذهان الناس وقلوبهم وتبقى راسخة فيها. هذا العمل أكبر عبادة وأكبر صدقة وسوف يعينكم الله تعالى إن شاء الله.
اللهم بحق فاطمة الزهراء أحينا فاطميين وأمتنا فاطميين. ربنا بحق محمد وآل محمد احشرنا فاطميين. اللهم انصر شعب إيران واجعله شامخًا في كل الساحات، واحشر شهداءنا الأبرار مع الرسول. واجعل ما قلناه وسمعناه لك وفي سبيلك. واجعلنا مشمولين بلطفك ورحمتك وفضلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقيدتنا في الإمام المهدي (عج(
آيات قرآنية:
1 ـ ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ ([1]).
عن الإمام موسى بن جعفر «عليه السلام»: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر، والباطنة الإمام الغائب.. وهو الثاني عشر ([2]).
2 ـ ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ ([3]).
روي عن الإمام الباقر «عليه السلام» في الآية، فَقَالَ: رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله» الْمُنْذِرُ، ولِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلَى مَا جَاءَ بِه.. نَبِيُّ الله «صلى الله عليه وآله»، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِه، عَلِيٌّ، ثُمَّ الأَوْصِيَاءُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ([4]).
3 ـ ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدً﴾([5]).
عن الإمام الصادق «عليه السلام»: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم «عليه السلام»، فإذا خرج القائم «عليه السلام» لم يبق كافر بالله([6]).
وفي تفسير الآية أنّ ذلك يكون عند خروج المهدي، فلا يبقى أحد إلا أقرّ بمحمد «صلى الله عليه وآله».
أخبرت الآية: أن الله يجعل الغلبة والنصر للإسلام. فكانت بدر والإنتصارات على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وستعمّ الغلبة والسيطرة على جميع البلدان بخروج المهدي (عج). فلا يبقى بيت إلّا ودخلت إليه كلمة الإسلام.
4 ـ ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ﴾([7]).
يستفاد من بعض الروايات: أنه ما جاء تأويل الآية، ولو قام القائم من آل محمد «عليهم السلام» ليبلغن دين محمد «صلى الله عليه وآله» ما بلغ الليل، حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض.
5 ـ ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعً﴾([8]).
عن الصادق «عليه السلام»: نزلت في القائم وأصحابه، يجمعون على غير ميعاد([9]).
6 ـ ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾([10]).
وعدٌ إلهي للصالحين، بالإستخلاف في الأرض، وتبدّل حالهم من الخوف إلى الأمن، والتمكين للدين الحق، ومن أتمّ مصاديقه، إنتشار الدين في العهد الأول للإسلام، وخلافة المهدي (عج) للنبي «صلّى الله عليه وآله» في آخر الزمان، حيث يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وينشر الإسلام في مختلف البلدان.
روايات معتـبرة ســـنداً:
1 ـ روى الشيخ الصدوق عن أَحْمَد بْن زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ سَيِّدِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ «عليه السلام» عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَ: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وباطِنَةً﴾، فَقَالَ «عليه السلام»: النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الْإِمَامُ الظَّاهِرُ والْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ.
فَقُلْتُ لَهُ: وَيَكُونُ فِي الْأَئِمَّةِ مَنْ يَغِيبُ؟
قَالَ «عليه السلام»: نَعَمْ، يَغِيبُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ شَخْصُهُ، وَلَا يَغِيبُ عَن قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ذِكْرُهُ، وَهُوَ الثَّانِي عَشَرَ مِنَّا، يُسَهِّلُ اللهُ لَهُ كُلَّ عَسِيرٍ، وَيُذَلِّلُ لَهُ كُلَّ صَعْبٍ، وَيُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الْأَرْضِ، وَيُقَرِّبُ لَهُ كُلَّ بَعِيدٍ، وَيُبِيرُ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَيُهْلِكُ عَلَى يَدِهِ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، ذَلِكَ ابْنُ سَيِّدَةِ الْإِمَاءِ الَّذِي تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ، وَلَا يَحِلُّ لَهُمْ تَسْمِيَتُهُ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وظُلْماً([11]).
2 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبي عَلِيِّ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدَ بْن عُثْمَانَ الْعَمْرِيّ، عَنْ أَبِيه:
سُئِلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ «عليه السلام» وَأَنَا عِنْدَهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ آبَائِهِ «عليهم السلام»: أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ لِلهِ عَلَى خَلْقِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وأَنَّ مَنْ مَاتَ ولَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
فَقَالَ «عليه السلام»: إِنَّ هَذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ.
فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فَمَنِ الْحُجَّةُ والْإِمَامُ بَعْدَكَ؟
فَقَالَ «عليه السلام»: ابْنِي مُحَمَّدٌ هُوَ الْإِمَامُ وَالْحُجَّةُ بَعْدِي، مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
أَمَا إِنَّ لَهُ غَيْبَةً يَحَارُ فِيهَا الْجَاهِلُونَ، وَيَهْلِكُ فِيهَا الْمُبْطِلُونَ، ويَكْذِبُ فِيهَا الْوَقَّاتُونَ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْأَعْلَامِ الْبِيضِ تَخْفِقُ فَوْقَ رَأْسِهِ بِنَجَفِ الْكُوفَةِ([12]).
3 ـ النعماني عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس، وسعدان بن إسحاق بن سعيد، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطوني، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن زياد الخارقي، عن أبي بصير، قال:
قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: كان أبو جعفر «عليه السلام» يقول: لقائم آل محمد غيبتان: أحدهما (إحداهما) أطول من الأخرى.
فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان، وتضيق الحلقة، ويظهر السفياني، ويشتد البلاء، ويشمل الناس موت وقتل، يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله «صلى الله عليه وآله»([13]).
4 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ، عَنْ الْحُسَيْن بْن الْحَسَنِ بْنِ أَبَان، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
إِنَّ أَمْرَ السُّفْيَانِيِّ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وخُرُوجُهُ فِي رَجَبٍ([14]).
5 ـ النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَنِ التَّيْمُلِيّ، عَنْ الْعَبَّاس بْن عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّد بْن الرَّبِيعِ الْأَقْرَع، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
إِذَا اسْتَوْلَى السُّفْيَانِيُّ عَلَى الْكُوَرِ الْخَمْسِ، فَعُدُّوا لَهُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَزَعَمَ هِشَامٌ أَنَّ الْكُوَرَ الْخَمْسَ: دِمَشْقُ، وفِلَسْطِينُ، والْأُرْدُنُّ، وحِمْصٌ، وحَلَبُ([15]).
6 ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
خُرُوجُ الثَّلَاثَةِ الْخُرَاسَانِيِّ والسُّفْيَانِيِّ والْيَمَانِيِّ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ولَيْسَ فِيهَا رَايَةٌ بِأَهْدَى مِنْ رَايَةِ الْيَمَانِيِّ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ([16]).
7 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» يَقُولُ: خَمْسُ عَلَامَاتٍ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ: الصَّيْحَةُ والسُّفْيَانِيُّ، والْخَسْفُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، والْيَمَانِيُّ([17]).
8 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ «عليه السلام»: يَا مَنْصُورُ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَأْتِيكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِيَاسٍ، لَا وَاللهِ، لَا يَأْتِيكُمْ حَتَّى تُمَيَّزُوا، لَا وَاللهِ لَا يَأْتِيكُمْ حَتَّى تُمَحَّصُوا، وَلَا وَاللهِ لَا يَأْتِيكُمْ حَتَّى يَشْقَى مَنْ شَقِيَ ويَسْعَدَ مَنْ سَعِدَ([18]).
9 ـ روى الشيخ الطوسي عن ِالْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن وَهْبَانَ الْهُنَائِيّ الْبَصْرِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ الْحَسَن بْن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الزَّعْفَرَانِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْر، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عَلَيْهِ السَّلَامُ»، قَالَ: الْيَمَانِيُّ والسُّفْيَانِيُّ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ([19]).
10 ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الْفَضْل، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ، عَنْ صَالِحٍ بن ميثم التمار، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» يَقُولُ: لَيْسَ بَيْنَ قِيَامٍ الْقَائِمِ وبَيْنَ قَتْلِ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ إِلَّا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً([20]).
11ـ النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَسَنِ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
كَأَنِّي بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا بِالْمَشْرِقِ يَطْلُبُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، ثُمَّ يَطْلُبُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَإِذَا رَأَوْا ذَلِكَ وَضَعُوا سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوهُ، فَلَا يَقْبَلُونَهُ، حَتَّى يَقُومُوا، ولَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُمْ، قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ.
أَمَا إِنِّي لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَاسْتَبْقَيْتُ نَفْسِي لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ([21]).
12ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ «عليه السلام»، فَيَسْمَعُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَلَا يَبْقَى رَاقِدٌ إِلَّا قَامَ، ولَا قَائِمٌ إِلَّا قَعَدَ، ولَا قَاعِدٌ إِلَّا قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الصَّوْتِ، وهُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ الرُّوحِ الْأَمِينِ([22]).
13ـ النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن علي بن الحسين التيملي، عن مُحَمَّدِ وأحمد ابني الحسن عن علي بن يعقوب الهاشمي، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبْلِ قِيَامِ الْقَائِمِ خُرُوجُ السُّفْيَانِيِّ، وخَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ، وقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، والْمُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ([23]).
14ـ روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الفضل، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» يَقُولُ: إِنَّ السُّفْيَانِيَّ يَمْلِكُ بَعْدَ ظُهُورِهِ عَلَى الْكُوَرِ الْخَمْسِ حَمْلَ امْرَأَة.
ثُمَّ قَالَ «عليه السلام»: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، حَمْلَ جَمَلٍ، وهُوَ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ([24]).
15ـ روى النعماني عن مُحَمَّد بْن هَمَّامٍ، عَنْ عَبْد اللهِ بْن جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيّ، عَنْ الْحَسَن بْن مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ:
إِنَ قُدَّامَ قِيَامِ الْقَائِمِ عَلَامَاتٍ بَلْوَى مِنَ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
قُلْتُ: ومَا هِيَ؟
قَالَ: ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
قَالَ: لَنَبْلُوَنَّكُمْ. يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ.
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ، مِنْ مُلُوكِ بَنِي فُلَانٍ فِي آخِرِ سُلْطَانِهِمْ.
وَالْجُوعِ، بِغَلَاءِ أَسْعَارِهِمْ.
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ: فَسَادِ التِّجَارَاتِ وَقِلَّةِ الْفَضْلِ فِيهَا.
والْأَنْفُسِ، قَالَ: مَوْتٌ ذَرِيعٌ.
وَالثَّمَراتِ: قِلَّةِ رَيْعٍ مَا يُزْرَعُ، وَقِلَّةِ بَرَكَةِ الثِّمَارِ.
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ عِنْدَ ذَلِكَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ «عليه السلام»([25]).
16ـ روى النعماني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن عَلِيّ بْن الْحَسَنِ التَّيْمُلِيّ، عن عَمْرُو بْن عُثْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام»، فَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ يَقُولُ لَهُ: إِنَ هَؤُلَاءِ الْعَامَّةَ يُعَيِّرُونَّا، وَيَقُولُونَ لَنَا: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ.
وَكَانَ مُتَّكِئاً، فَغَضِبَ وَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: لَا تَرْوُوهُ عَنِّي وَارْوُوهُ عَنْ أَبِي وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ فِي ذَلِكَ.
أَشْهَدُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبِي «عليه السلام» يَقُولُ: وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَبَيِّنٌ، حَيْثُ يَقُولُ: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ﴾، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا خَضَعَ وذَلَّتْ رَقَبَتُهُ لَهَا، فَيُؤْمِنُ أَهْلُ الْأَرْضِ إِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاء([26])...
17ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سَعْد بْن عَبْدِ اللهِ، عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
يُنَادِي مُنَادٍ بِاسْمِ الْقَائِمِ «عليه السلام».
قُلْتُ: خَاصٌّ أَوْ عَامٌّ؟
قَالَ: عَامٌّ، يَسْمَعُ كُلُّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ.
قُلْتُ: فَمَنْ يُخَالِفُ الْقَائِمَ «عليه السلام» وَقَدْ نُودِيَ بِاسْمِهِ؟
قَالَ: لا يَدَعُهُمْ إِبْلِيسُ حَتَّى يُنَادِيَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ ويُشَكِّكَ النَّاسَ([27]).
هذه عقيدتنا في الإمام المهدي (عج):
هو الإمام محمّد بن الحسن العسكري (عليهما السلام)، من وُلد فاطمة الزّهراء «عليها السلام»، وأحفاد الإمام الحسين «عليه السلام»، وثاني عشر أئمة أهل بيت النّبوة «عليهم السلام».
ولد في مدينة سامراء العراق، ليلة النصف من شعبان لعام 255هـ، أمه نرجس «مليكة» بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وتنسب إلى وصي المسيح «عليه السلام» شمعون.
هو خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه في زماننا، وحجّة الله في أرضه، وخاتم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام). يجب معرفته وطاعته، فعن النبي (صلى الله عليه وآله): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
وللإمام (عج) غيبتان: صغرى وكبرى.
بدأت الأولى مع وفاة أبيه الإمام الحادي عشر (الحسن بن علي الهادي «عليهما السلام») في 8 ربيع الأول عام 260هـ، واستمرت إلى عام 329هـ، وكان النّاس يتصلون به خلال هذه الغيبة عبر سفرائه الأربعة: عثمان بن سعيد العمري، محمد بن عثمان بن سعيد العمري، الحسين بن روح النوبختي، وآخرهم أبو الحسن علي بن محمد السّمري.
أمّا الغيبة الكبرى، فبدأت مع وفاة السّفير الرابع عام 329هـ، ولا زالت مستمرة. وينتفع الناس في غيبته كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.
يظهر الإمام (عج) في آخر الزمان ليقيم الحكم الإلهي ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ويفتح الله تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها.
أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدد أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» في معركة بدر.. يجتمعون حين الظهور، ويبايعون بين الركن والمقام.
ولظهوره المبارك علامات حتمية، منها: خروج السفياني، واليماني، وخسف البيداء، وقتل النفس الزكية، والنداء من السماء الخ..
بظهوره تنزل البركات، وتكثر خيرات الأرض، ويظهر الدّين الحق.
المصدر: عقائد شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، سماحة الشيخ نبيل قاووق
([1]) الآية 20 من سورة لقمان.
([2]) كمال الدين، ج2 ص369.
([3]) الآية 7 من سورة الرعد.
([4]) الكافي، ج1 ص191.
([5]) الآية 28 من سورة الفتح.
([6]) كمال الدين للصدوق ص670.
([7]) الآية 39 من سورة الأنفال.
([8]) الآية 148 من سورة البقرة.
([9]) كمال الدين للصدوق، ج1 ص51، والغيبة للنعماني، ص249، وبحار الأنوار، ج51 ص58.
([10]) الآية 55 من سورة النور.
([11]) كمال الدين، ص368، وبحار الأنوار، ص151.
([12]) كمال الدين، ص409، وبحار الأنوار، ج51 ص160.
([13]) الغيبة للنعماني، ص177، وبحار الأنوار، ج52 ص157.
([14]) كمال الدين، ص652، وبحار الأنوار، ج52 ص205.
([15]) الغيبة للنعماني، ص316، وبحار الأنوار، ج52 ص252.
([16]) الغيبة للطوسي، ص446، والإرشاد للمفيد، ج2 ص375.
([17]) الكافي، ج8 ص310، وكمال الدين، ص650، والغيبة للطوسي، ص436.
([18]) كمال الدين وتمام النعمة، ص346، والإمامة والتبصرة لابن بابويه، ص130.
([19]) أمالي الطوسي، ص661، والغيبة للنعماني، ص317.
([20]) الغيبة للطوسي، ص445، وراجع: الإرشاد للشيخ المفيد، ج2 ص375.
([21]) الغيبة للنعماني، ص281، وبحار الأنوار، ج52 ص243.
([22]) الغيبة للشيخ الطوسي، ص454، وبحار الأنوار، ج52 ص290
([23]) الغيبة للنعماني، ص272، وبحار الأنوار، ج52 ص294.
([24]) الغيبة للطوسي، ص450، وبحار الأنوار، ج52 ص215.
([25]) الغيبة للنعماني، ص258، وراجع: كمال الدين للصدوق، ص650.
([26]) الغيبة للنعماني، ص267، وبحار الأنوار، ج52 ص293.
([27]) كمال الدين، ص650، وبحار الأنوار، ج52 ص205.
عصر الظهور وتحقيق العدالة
المهدوية وفكرة الحوار بين الأديان
1- بداية:
يبدو أن رسالة المهدوية قد لازمت الإنسان منذ بدايات وجوده، لكونها ترتبط ارتباطا مباشرا بفكرة الإنسان الكامل، الذي يحقق الخلافة الإلهية على الأرض، فيعمر الكون، ويعم السلام، وتتحقق العدالة، كما تدل عليه جملة من الآيات القرآنية المباركة.
لقد خلق الله تعالى الإنسان الأول كامل الأوصاف الإنسانية، بحيث عبر عنه تعالى بأنه >بشر<، وصح أن يباهي به الملائكة، فجعله خليفة له دونهم.
إلا أن البعد المادي فيه لا يخلو من تأثير أثره عليه، فحصل في الأجيال اللاحقة عليه عنصر المادة في بعض أفراده، مما أدى إلى انتشار الفساد بنسب مختلفة، رغم بقاء العنصر العقلي والروحي مؤثرا فيه كذلك، مما أدى إلى التجاذب والتنافر بين البعدين ونشأت فكرة الإنتظار، وهذا ما نجده في مختلف الأديان السماوية والوضعية، وحتى منكرو الدين بالمعنى الخاص يؤمنون بهذه الفكرة بشكل أو بآخر، وآية ذلك أنا لا نجد فردا أو جماعة إلا ويسعى للكمال في مختلف أبعاد الشخصية الإنسانية، وعلى العموم يمكن القول أن المهدوية ملازمة للفطرة الإنسانية.
2- تمظهرات الفكرة:
قد يبدو للوهلة الأولى أن ملازمة فكرة المهدوية للفطرة مجاف للحقيقة ومخالف للواقع، خصوصا وأن مختلف الملل، ومنها كثير من المسلمين، لا تؤمن بها، بل وتسخر من معتنقيها، والقائلين بها كما تشهد به الملاحظة الميدانية.
إلا أن هذا التوهم سرعان ما يزول، إذا صرفنا النظر قليلا عن المصداق الخارجي لهذا المفهوم، بمعنى أننا لم نجمد على عنوان المهدي، ومن هو الشخص الذي يحقق هذا المصداق.
على هذا الأساس يمكن أن نلاحظ أن هذه المسألة تتمظهر لدى الجماعات الإنسانية بأشكال ومظاهر مختلفة، ، فتارة تظهر بصورة فكرة كلية يطمح إليها الناس ويعنونها، مرة بالعدالة، وأخرى بالمعرفة، وثالثة بالسيطرة التامة والمطلقة على الكون، ورابعة بالفناء بالروح الكلي وغير ذلك. وتارة أخرى تتجاوز العنوان وتتحدث عن المصداق المحقق لهذا العنوان، فتارة يوصف بأنه المسيح أو المخلص، كما في اليهودية والمسيحية، وأخرى بأنه المهدي كما في الإسلام، وان وقع الإختلاف في شخص المصداق هل هو المسيح ابن مريم(عليه السلام) أم مسيح آخر، وهل هو التاسع من ولد الحسين(عليه السلام) أم مهدي آخر من ولد فاطمة والحسين(صلى الله عليه وآله).
إلا أن الجميع متفقون على العنوان العام، وهو خلاص البشرية، على يد إنسان كامل يحكم بينهم بالعدل، ويصل بالإنسان إلى ذروة الكمال، وأن كل ذلك يكون في آخر الزمان، وبعد فشل التجارب الإنسانية، التي يمكن أن يتفتق عنها الذهن البشري عبر التاريخ.
3- في عقائد أهل الكتاب:
إن خير مستند يمكن أن نستند إليه في بيان عقائدهم الأصلية هو الكتاب المقدس بعهديه –القديم والجديد- ذلك أنه وبعد عصر السيد المسيح(عليه السلام)، قد اضطرت الكنيسة لتغيير الكثير من عقائدها تحت ضغط الواقع، وعدم قدرتها على التعامل مع ما تدل عليه نصوصها المقدسة، التي أريد لها أن تكون محكومة لعقائدها القبلية، مع أن المنطق السليم يقضي بأن تكون هذه العقائد هي المحكومة للنصوص المقدسة.
ومهما يكن من أمر، فإن اليهود كانوا ينتظرون مجيء من يخلصهم في آخر الزمان من الظلم الذي لحق بهم على مر التاريخ، وقد ظهرت الكثير من النصوص الدالة على هذه الفكرة في العهد القديم، وإن كان بعضها يحصر الخلاف والسيطرة لبني إسرائيل دون سواهم، بواسطة هذا المخلص.
فنجد مثلا في سفر أشعياء قوله: >ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بنظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفته، ويكون البر منطقة منطقة متينة والأمانة منطقة حقوية، فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معاً وصبي صغير يسوقها...[1]<.
وأمثال هذا الحديث كثيرة في الأسفار النبوية في العهد القديم، أي تلك التي تتحدث عن آخر الزمان وفتنه السابقة على الخلاص النهائي.
4- في نصوص العهد الجديد:
وأما في العهد الجديد فالنصوص الدالة على هذه الفكرة كثيرة جدا، إلى حد أن بناء الديانة المسيحية قائم عليها، بل إن مسيحانية السيد المسيح(عليه السلام) مستندة إليها، على نحو يكشف كشفا واقعيا عن مدى ارتباط اليهود وتعلقهم بها، حتى الذين قبلوا دعوة السيد المسيح(عليه السلام) منهم على أساس أنه مخلص آخر الزمان.
ولا بد قبل بيان بعض النصوص من بيان المصطلح الذي يعتمده أهل الكتاب في التعامل مع هذه الفكرة، وهو مصطلح "المسيح".
فمن هو المسيح، وما هي دلالات المصطلح، وكيف يمكن التعامل مع النصوص الدالة عليه، فنقول: إن مصطلح المسيح في الكتاب المقدس قد استعمل للدلالة على النبوة والكهانة تارة، وعلى الحكم والملك تارة أخرى، فقد ورد مثلا قوله: >فقال له الرب –أي لإيليا- اذهب راجعا في طريقك إلى برية دمشق، وادخل وامسح حزائيل على آرام، وامسح ياهو بن نمشي ملكا على إسرائيل، وامسح اليسع بن شافاط من آبل نبيا عوضا عنك[2]<.
وقد أطلق لقب المسيح على كثير من الرجال، على داود[3]، وعلى شاول[4]، بل لقد أطلق على قورش ملك الفرس بأنه مسيح الرب[5].
وغلب مصطلح المسيح للدلالة على الملوك، دون أن تهجر دلالته على الكهنة والأنبياء، وصار من قبيل المشترك، الذي يحتاج في دلالته على المعنى المراد إلى قرينة خاصة، خصوصا وأن الكتاب المقدس قد قسم المهام والمناصب بين الأسباط، ومنع من المشاركة فيها من سبط لآخر.
5- ميراث الأسباط:
فقد حصر منصب الملك والقيادة السياسية في سبط يهوذا، كما حصر النبوة والكهانة والقيادة الروحية في سبط لاوي ابني يعقوب، ومنع من أن يتولى شخص واحد أو سبط واحد مهمتين معاً، بل إن لكل سبط مهمته ووظيفته، التي لا يحق له تجاوزها، ولا يحق لغيره الإعتداء عليها.
وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على هذا التقسيم، قال تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله،.......، قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا}[6].
ولأجل المحافظة على هذا الميراث منع من تزاوج الأسباط في ما بينهم، بل على كل سبط أن يتزوج من بنات نفس السبط، فقال: >فلا يتحول نصيب من بني إسرائيل من سبط إلى سبط، بل يلازم بنو إسرائيل كل واحد سبط آبائه، وكل بنت ورثت نصيبا من أسباط بني إسرائيل تكون امرأة لواحد من عشيرة سبط أبيها لكي يرث بنو إسرائيل كل واحد نصيب آبائه[7]<.
وعلى هذا الاساس فلا بد من ملاحظة النسب والسبط الذي ينتمي إليه الملقب بالمسيح، لنعرف المعنى الذي أريد من هذا اللقب حين اطلاقه عليه، فإن كان من نسل لاوي فلا يصح حمله إلا على معنى النبوة والكهانة، ولا يمكن حمله على معنى الملك، وإن كان من نسل يهوذا فبالعكس.
6- المسيح والملكوت:
لا يخفى أن مصطلح الملكوت قد أصبح في الكتاب المقدس مساوقاً لدولة الحق والعدل، المستندة في أحكامها إلى الله تعالى، وأن يكون السيد المسيح الملك معينا من قبل الله تعالى، ولهذا نجدها في نصوص العهد الجديد مضافاً إليه تعالى أو إلى السماوات.
ولما لم يتحقق ذلك في الأزمنة السابقة بعد داود وسليمان(صلى الله عليه وآله)، وظل اليهود يرزحون تحت نير السبي والذل، أخذوا يتطلعون إلى نهاية الأزمنة حيث يأتي المسيح المخلص ويحكم العالم بالحق والعدل، وقد تقدمت بعض النصوص الدالة على ذلك في العهد القديم، كما ورد الكثير منها على لسان السيد المسيح(عليه السلام) في نصوص الأناجيل، حتى أن سفر يوحنا اللاهوتي قد كتب لبيان أحوال آخر الزمان، والفتن التي تقع فيه، ومواصفات الحاكمية والحاكم في زمن الخلاص ودولة الحق.
إن جوهر دعوة السيد المسيح(عليه السلام) -كما هو وارد في الأناجيل- هو البشارة باقتراب ملكوت السماوات أو ملكوت الله تعالى.
وعلى هذا الأساس نستنتج أن مصطلح المسيح في نصوص أهل الكتاب هي عبارة أخرى عن مصطلح المهدي في النصوص الإسلامية.
فلا بد من البحث عن الذي يحقق المصداق الواقعي لهذا العنوان، أي "المسيح" أو "المهدي"، وما إذا كان من الممكن استفادته من النصوص الكتابية، أو النصوص الإسلامية، أو منهما معا، بغية الوصول إلى الغاية المنشودة لدى كافة الأديان.
7- حقيقة الملكوت:
إلا أنه لا بد من محاولة التعرف على حقيقة الملكوت في ثقافة أهل الكتاب، وما إذا أمكن التوافق فيها مع دولة العدل في آخر الزمان لدى المسلمين، من خلال النصوص المقدسة وتصريحات اللاهوتيين، بمعزل عن التأويلات الباردة، وحمل النصوص على الرمزية، الأمر الذي يؤدي إلى سد باب المعرفة، وينتقض الغرض من الدعوات الدينية ورسالة الأنبياء.
وفي هذا المجال سنكتفي بنقل بعض ما سطره علماء اللاهوت مما يسلط الضوء على هذه المسألة.
قال في معجم اللاهوت الكتابي، بعد الفراغ من تفسير اللاهوت في الحضارات القديمة وفي العهد القديم، على أنه نائب أرضي للملك السماوي، وأنه سيكون في نهاية الأزمنة بحسب العهد القديم، قال: >ان ملكوت الله حقيقة سري لا يستطيع أن يطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده،...... إلى أن يقول: ويقوم أسلوب الإنجيل التربوي في معظمه على الوحي التدريجي بأسرار الملكوت، وبخاصة في الأمثال[8]<.
وشرح صاحب علم اللاهوت الكتابي معنى الملكوت في العهدين بشكل مفصل، وبين أن الملكوت في العهد القديم عبارة عن ملك أرضي، يحكم الناس من خلال قوانين الله تعالى، عبر الحديث عن المسيا الذي سيقيم هذا الملكوت، ثم يقول: >وإنا لنجد يسوع يستخدم في أقواله أسلوب اسخاتولوجية العهد القديم. فالملكوت الذي يعلن عن قربه، هو ذلك الملكوت الذي كان في طي المستقبل في العهد القديم< ولكنه اعتبر ذلك مجرد تمهيد ومرحلة أولى لبيان ملكوت جديد أراد السيد المسيح(عليه السلام) أن يتحدث عنه ويبينه للناس وهو ملكوت روحي[9].
وبعد عملية التأويل الهائلة، وحمل مسألة الملكوت –وكذلك غيرها من المسائل المهمة في النصوص المقدسة عندهم- ظهرت آراء جديدة بين علماء اللاهوت تذهب إلى تفسير النصوص كما كانت عليه الكنيسة الأولى، وأخذت تبشر بعودة ثانية للمسيح ليحكم العالم ويقيم دولة الحق والعدل في نهاية الأزمنة[10].
نستنتج مما تقدم أن المسألة ترتبط أساسا بفهم النصوص الواردة وتفسيرها، وأنها على أي المعاني يجب أن تحمل، هل هو ملكوت روحي لا علاقة له بالواقع والحياة، كما تبنته الكنيسة الرسمية –بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي- أم أنه ملكوت أرضي يحقق خلافة الله تعالى على هذه الأرض، كما ذهب إليه اليهود والمسلمون وقسم من اللاهوتيين المسيحيين كذلك، بل إن مختلف الاديان تذهب إلى هذا المعنى، مما يؤكد فطرية المسألة كما ذكرناه سابقا، قال في معجم اللاهوت الكتابي: >إن فكرة الملك الإلهي هي فكرة مشتركة بين جميع أديان الشرق القديم، تستخدمها الأساطير لتعطي صفة مقدسة للملك البشري، النائب الأرضي للملك السماوي[11]<.
استنتاج وتعقيب:
نستنتج مما تقدم أن مصطلح "المسيح" و"المخلص" في ثقافة أهل الكتاب معادل ومساوق لمصطلح "المهدي" في الإسلام، وهذه النتيجة يمكن أن تكون محل توافق بين الأديان الثلاثة، بعد مراجعة النصوص المقدسة لديهم، والعمل على تفسيرها، استناداً إلى قواعد التفاهم بين الناس، خصوصاً وأن المسيحيين مجمعون على أن السيد المسيح(عليه السلام) كان يخاطب الناس بلغة بسيطة وسهلة، بعيداً عن التنظير والمصطلحات العلمية والفلسفية، التي لم تكن، وليست متيسرة لعامة الناس كما هو معلوم.
يبقى الكلام في الصغرى، وفي تشخيص من هو القائم على "الملكوت"، أو "دولة الحق والعدل"، هل هو "مسيح" أو مهدي إسرائيلي، كما يذهب إليه اليهود والمسيحيون، أم هو "مهدي" أو "مسيح" من غير بني إسرائيل، بل هو من نسل النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله)؟
فهو لا بد من استكشافه، ومحاولة التعرف عليه، من خلال النصوص المقدسة نفسها، وهو ما يشكل مادة حوار بين الأديان كذلك، فيما إذا أردنا الوصول إلى الحقيقة من خلال البحث الجاد والمعمق.
ونحن نزعم أن الوصول إلى الغاية المنشودة أمر ممكن، بل متيسر للباحثين عن الحق بصدق وموضوعية.
وهنا نبادر إلى القول بأن النتيجة التي وصلنا إليها، من خلال دراسة النصوص الكتابية بقسميها –أي العهدين القديم والجديد- تشكل حقيقة ناصعة تقول: إن المخلص والمهدي لا يمكن أن يكون السيد المسيح(عليه السلام) بشخصه، كما يراه المسيحيون، فضلا عن أن يكون إسرائيليا كما يدعيه اليهود، وإنما تؤكد هذه النصوص أنه من أمة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله).
وأما تعيين شخصه، وأنه التاسع من ولد الحسين(عليه السلام)، أم غيره من ولد فاطمة الزهراء(عليها السلام)، فهذا ما تتكفل به النصوص الإسلامية خاصة.
ماحة الشيخ حاتم اسماعيل
[1] سفر أشعيا 11و12
[2] سفر الملوك الأول 19/15-16
[3] قاموس الكتاب المقدس، ص859
[4] صموئيل الأول: 24/10
[5] سفر أشعياء: 45/1
[6] سورة البقرة، آية 246-247
[7] سفر العدد: 36/7-8
[8] معجم اللاهوت الكتابي، مادة ملكوت، ص771-772
[9] علم اللاهوت الكتابي ص573-574
[10] علم اللاهوت الكتابي ص581-582
[11] معجم اللاهوت الكتابي ص769
31-03-2020
الحوزات العلمیة في إيران توجه رسالة إلى شيخ الأزهر الشريف
بعث رئیس الحوزات العلمیة في إيران رسالة إلى شيخ الأزهر الشريف، وذلك في ظل الأوضاع الراهنة والعصيبة وهي تفشي فايروس كورونا المستجد.
وفيما يلي النص الكامل لرسالة رئیس الحوزات العلمیة في إيران آية الله عليرضا أعرافي إلى شيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب:
فضیلة الشیخ الدكتور أحمد ألطیب
شیخ الأزهر الشریف
قُلْ لَنْ یُصِیبَنَا إِلَّا مَا كتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكلِ الْمُؤْمِنُونَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِا فِی دِرْعِك الْحَصِینَةِ الَّتِی تَجْعَلُ فِیهَا مَنْ تُرِیدُ
ألحمدلله رب ألعالمین وأفضل الصلاة والسلام علی خاتم النبیین محمد وآله الطیبین الطاهرین وآصحابه المنتجبین
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته؛
أما بعد فإن ظاهرة تفشي فايروس كورونا أدت إلى متاعب كثيرة في شتى البلدان وأصبحت مصدرا لحزن الشخصيات الدينية في العالم لاسيما علماء الأمة الإسلامية .
إن الحوزات العلمية وكبار العلماء بمدينة قم وايران وتأسيا بإرشادات قائد الثورة الإسلامية دام ظله وكذلك سائر المراجع العظام دامت بركاتهم مع تقديم خالص المواسات للعوائل المتضررة وذوي الضحايا والمصابين بهذا الفايروس من كافة أتباع الأديان لاسيما أتباع المذاهب الإسلامية يسألون الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة للمتوفين والشفاء العاجل للمصابين ويؤكدون على لزوم التنسيق مع الجهات الطبية المتخصصة وإتباع إرشادات المتخصصين وتطبيقها حيث أنهم أصبحوا من الأوائل الذين يطبقونها .
من منطلق المنطق الإسلامي فإن الحوادث الطبيعية ظواهر تحمل الحمكة في طياتها وهي تمثل ابتلائات للبشر من أجل إمتحانه وتمهد الطريق لتطوره كما أنها تحذير للإنسان من أجل ايقاظه ووعيه بالنسبة للمعاد وفي نفس الوقت هي عامل للسير به نحوالتطور العلمي للمجتمع البشري ولذلك فإن من واجب علماء الدين تعزيز المبادئ الإعتقادية والتنبيه نحو ضرورة التوجه إلى ضرورة إصلاح النفس وتهذيبها من أجل صيانة المجتمع من الرذائل وكذلك الإلتفات إلى قدرة الله سبحانه وتعالى والتوسل بالذات القدس الإلهية والروح المطهرة للنبي صلوات الله عليه واله والاولياء والإهتمام بالدعاء والمناجات وإحياء وتعزيز النهج المعنوي والروحاني والأخلاقي والعبادي .
إن التبیین الصحیح والعقلاني لهذه الظواهر وفلسفتها وأسرارها وكيفية مواجهتها في منطق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مسؤولية كبيرة حيث أن تعاليم الدين مع أخذ الوحي والعقل والعلم بعين الإعتبار، يمكنه الإجابة على جميع الأسئلة وبإمكانه هداية جميع الأفكار ومن المستحيل أن يقع في فخ الإزدواجية الوهمية بين الدين والعقل والعلاج والدعاء .
إن الإنسان المؤمن ومن منطلق المنطق الديني في أثناء قبول النظام الطبيعي المبني على العلل في العالم، يقوم بالإهتمام بمراعات التعليمات الصحية وفي نفس الوقت يعلم أن لله اليد العليا في الخلق حيث يرفع يد الدعاء والحاجة له سبحانه وتعالى.
إن تعزيز المؤسسات العلمية والتقنيات، تطوير الدراسات والبحوث من أجل العثور على العلاجات المناسبة للمعضلات الإجتماعية والحوادث الطبيعية وتعزيز المشاركة الفعالة لتعزیز الدفاع السلبي، إستمرار النشاط الإجتماعي والإقتصادي، تعزيز التعاون والتكافل الإجتماعي، تعزيز البنى التحتية الثقافية والإجتماعية والإعتقادية والأخلاقية والأسس الروحیة والمعنویة في المجتمع وتحكیم الأخوة الإسلامية وتقویة الوحدة الإسلامیة، واجب خطير يقع على عاتق النخب والمثقفين والمسؤولين ومن هذا المنطلق تقع مسؤولية مضاعفة على قيادات وعلماء العالم الإسلامي في المجالات الإجتماعية والثقافية والإعتقادية والنظرة المستقبلية حيث أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب نظرة شاملة وتعاون من جميع المراكز والجامعات والمؤسسات العلمية الإسلامية والرجوع إلى الرأس مال الإسلامي المنقطع النظير الذي يتمثل بتعاليم القرآن الكریم .
إن المجتمعات الإنسانية في ظل الظروف الراهنة، تحتاج بشدة إلى الهدوء والثقة والمحبة وهذه الظروف هي أفضل فرصة من أجل ايقاظ الفطرة الإنسانية، الايمان بالله تعالى وتعاليم الإسلام الشاملة والفضائل الأخلاقية والعبادات والدعاء والرجوع إلى الأصول الفطرية والإنسانية بصفتها أفضل أسلوب للتبليغ والدعوة .
إن تعالیم دین الخاتم في ظل الظروف العصيبة الراهنة يمكنها أن تكون رائدا للدعوة إلى الإستقامة والعزم والأمل والنشاط والإبداع والتطور والموفقية در جميع الساحات في العالم الإسلامي ولجميع البشرية .
ومن الواضح أنه يجب عدم الغفلة عن خطر الإستكبار العالمي والطواغيت والشياطين وأعداء الإنسانية الذين يتربصون دوائر السوء بالشعوب المستقلة وهؤلاء الطواغيت هم أحد عوامل الكثير من المصائب والفساد في الأرض حيث يستغلون كل فرصة للغزو الثقافي وتدمير إقتصاد وثقافة الدول الضعيفة ومستضعفي العالم ويحاولون تضعيف الدين وخطابه ولذلك يجب التصدي لهم بطريقة ذكية حيث يجب أن لايتم السماح لهم بتشديد الأزمة عبر اخطبوط ثرواتهم وقدراتهم المالية والإعلامية المعارضة للأخلاق والمعنوية .
إن العلماء والقيادات الحقيقية والصالحة لازالوا على عهدهم مع الله والنبي الأعظم صلوات الله عليه واله وأوفياء للإسلام الحبيب والإنسانیة ويعتبرون من واجبهم التضحية في سبيل ضمان سعادة وسلامة الأمم والبشرية .
إن من دواعي فخر الحوزات العلمیة الشيعية في العالم، هذا الواجب حيث تعلن الحوزات العلمية عن إستعدادها وإستعداد المؤسسات التابعة لها من أجل تقديم الخدمات الممكنة لمكافحة فايروس الكورونا وسائر الحوادث الطبيعية والكوارث ولن تتردد فی تقدیم أي نوع من الخدمات المادية والمعنوية وهذا الأمر مستمر بفضل الله تعالى .
يشهد المجتمع الايراني هذه الأيام مشاهد جميلة من روح الأخوة الإسلامية وروح الوحدة الايمانية التي لايمكن وصفها حيث الحركة التطوعية من طلبة وأساتذة الحوزات العلمية والمراجع العظام في سبيل تقديم الخدمات جنا إلى جنب جموع هائلة من الكوادر الطبية والأطباء والممرضين والمسؤولين وسائر الفئات الشعبية وقوات التعبئة والقوات المسلحة والشعب الايراني على وعي تام وثقة بأن رجال الدين وعلماء الحوزات العلمية لا يحملون هم أي شئ سوى تقديم الخدمات له ويقفون إلى جانبهم في جميع الأحوال .
إن الحوزات العلمية وكبار رجال الدين والعلماء في قم المقدسة يرفعون أيديهم بالدعاء من أجل سلامة جميع البشرية من هذه المحنة وجميع الأزمات التي يواجهها الإنسان المعاصر ومع تأكيدها على مراعات جميع الإرشادات الطبية والصحية والعلمية كذلك تؤكد على ضرورة التعاون الدولي لمكافحة هذا الوباء العالمي كما تؤكد أن ترك سياسة التمييز والعقوبات الغير عادلة والتي تعرقل مكافحة هذا الوباء كما يحدث في ايران، هي خطوة إستراتيجية .
لاريب أن طريق التغلب على هذه الأزمات يمر عبر تعزيز النظرة الإلهية للعالم والإنسان وتعزيز مبادئ العدالة ومراجعة النظر في التصرفات الوحشية في الطبيعة والبيئة وتغییر سياسة إفتعال الحروب ومنع إنتاج وتخزين أسلحة الدمار الشامل والأسلحة البايولوجية .
إن الحوزات العلمية مصرة على عدم توقف نشاطاتها العلمية والتبليغية والثقافية والتربوية بسبب هذه الأزمات وتحاول تبديل التهديد إلى فرصة عبر إستخدام جميع الأساليب والتقنيات الحقيقية والإفتراضية المتاحة حيث إستطاعت تحقيق هذا الهدف بفضل الله وإتخذت خطوات أساسية في هذا المجال وهي مستمرة في هذه الحركة بسرعة وتعلن إستعدادها لتبادل التجارب العلمية والبحثية والثقافية لاسيما في مجال الفضاء الإفتراضي مع جميع الجامعات والمؤسسات الدينية والعلمية الدولية.
علي رضا الأعرافي
رئیس الحوزات العلمیة
مدينة قم المقدسة
الجمهورية الإسلامية الايرانية
المصدر:العالم
نصائح يمكنك اتباعها مع هاتفك الذكي للوقاية من فيروس كورونا
باعتباره من أكثر الأشياء التي تلازمك على مدار اليوم، من أجل متابعة الأخبار والمشاركة على مواقع التواصل وتلقي وإجراء المحادثات من خلاله، فإن هاتفك الذكي ليس محميا من التعرض لفيروس "كورونا" المستجد، خاصة وأن الفيروس يلامس الأسطح الصلبة لمدة تصل إلى 9 أيام.
والخبر السار هو أن تطهير الهاتف الذكي أصبح عملية سهلة، خاصة بعدما قالت شركة "أبل" في وقت سابق من الأسبوع الحالي، إنه يمكنك تنظيف هواتف "آيفون" بأمان باستخدام المناديل المطهرة، مثل الخاصة بشركة "كلوركس"، بينما لم تحدد شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية نصائح محددة من أجل تنظيف هواتفها الأندرويد في زمن كورونا، بحسب موقع "سي نت".
وإليك نصائح يمكنك اتباعها مع هاتفك الذكي، للمساعدة في الحد من تعرضك للفيروس التاجي:
مناديل مطهرة وأشعة فوق البنفسجية
استخدم مناديل مطهرة تحتوي على 70% من كحول "الأيزوبروبيل" لتنظيف شاشة هاتفك. وقالت شركة "أبل" في بيان توعوي إنه لا باس من استخدام مناديل "كلوركس" المطهرة، وغيرها التي تتمتع بتركيزات مماثلة من كحول "الأيزوبروبيل".
بينما تقترح شركة الاتصالات الأمريكية "AT & T" طريقة أخرى، وهي أن تغلق هاتفك الذكي، ثم ترش مطهرا كحولي يحتوي على نسبة 70% من "الأيزوبروبيل" على قطعة قماش ناعمة.
هناك خيار آخر لتنظيف الهاتف، وهو تسليط أشعة فوق بنفسجية، وذلك لأنها تقتل 99.99٪ من الجراثيم وتزيل البكتيريا، إلا أنها لم يتم اختبارها فيما يتعلق بفيروس "كورونا".
كيفية تنظيف الهاتف من بصمات الأصابع
من الصعب منع لطخات بصمات أصابعك من الوصول إلى هاتفك، وذلك لأن بشرتك تنتج الزيوت باستمرار، ما يعني أنه في كل مرة تلتقط فيها هاتفك، فمن المحتمل أن تصل بصمات الأصابع إلى كل مكان.
والطريقة الأكثر أمانا وفعالية لتنظيف الشاشة من البصمات، هي باستخدام قطعة قماش من الألياف الدقيقة، وإذا كانت الشاشة في حاجة ماسة للتنظيف، فاستخدم الماء المقطر لترطيب قطعة القماش المصنوعة من الألياف الدقيقة ثم امسح الشاشة، مع ضرورة تجنب رش الماء مباشرة عليها، ويمكنك استخدام هذه الطريقة على خلفية الهاتف وجوانبه أيضا.
وفي المقابل، هناك 8 أشياء يجب عليك الامتناع عنها تماما عند تنظيف هاتفك الذكي:
ملمع الزجاج
تحتوي بعض هواتف "آيفون" الحديثة مثل "آيفون إكس آر" على طبقة مقاومة للماء والزيت، والتي يمكن أن تتآكل مع مرور الوقت عند استخدام ملمع ومنظف الزجاج المنزلي. كما أن ملمع الزجاج من الممكن يمكن أن يجرد الهاتف من الطلاء، بل ويمكن أن يجعل هاتفك أكثر عرضة للخدوش.
المبيّض
توصي شركة "أبل" الأمريكية بعدم استخدام منتجات التنظيف المنزلية لتنظيف هواتف "آيفون"، بما في ذلك المبيّض.
المحارم الورقية
احتفظ بالمناديل الورقية بعيدا عن هاتفك الذكي، وذلك لأنها قد تترك خدوشا على الشاشة.
المسح بالكحول
تقول "أبل" إنه نظرا لأن العديد من الهواتف الجديدة تتمتع بغلاف واقي، فإن فرك الكحول بها يساهم في التخلص منه بشكل أسرع مع مرور الوقت، ما يجعل هاتفك أكثر عرضة للخدوش. وتنصح الشركة الأمريكية بضرورة التأكد من وجود عبارة "آمن للاستخدام" أي منظفات شاشات الهواتف، وذلك لتجنب استخدام الكحول عند تنظيف أجهزتها.
مزيل الماكياج
قد تحتوي بعض مزيلات الماكياج على مواد كيميائية يمكن أن تكون قاسية على الشاشة الإلكترونية، والبديل لها هو استخدام قطعة قماش ناعمة مع القليل من الماء.
الرطوبة
لا تنسى أن هاتفك حساس، لذا فإن نفخ كمية كبيرة من الهواء في بواباته يمكن أن يتسبب في بعض الضرر له، خاصة منطقة الميكروفون. وتحذر شركات التكنولوجيا مثل "أبل" على وجه التحديد من تعريض الهواتف للرطوبة واستخدام الهواء المضغوط.
صابون الأطباق وصابون اليد
لا يمكن استخدام الصابون إلا بواسطة الماء، ولهذا تنصح معظم شركات الهاتف بضرورة إبعاد المياه عن هاتفك، والتزم بقطعة قماش مبللة.
الخل
إن استخدام الخل مدمر للغلاف الواقي المتوافر في الهواتف الجديدة، وإذا كنت مصرا فاستخدام الخل المخفف جدا مع الماء المقطر بنسبة50/50، من أجل تنظيف الجوانب والظهر.
المصدر:العالم
كيف يعمل الكمون على حرق الدهون في الجسم؟
تعتبر التوابل من الإضافات الهامّة التي تعتمد في الطّهي وتزيد نكهة لذيذة على الأطعمة حيث يمكن الإعتماد عليها لتنكيه الأطباق والسلطات وحتّى المشروبات في بعض الأحيان.
ويُعدّ الكمون من المنكّهات للأطعمة المختلفة إضافة إلى دوره المميّز في تفعيل عمل الجهاز الهضمي ومحاربة بعض مشاكله.
كذلك، يمكن للكمون أن يدخل ضمن وصفاتٍ سحريّةٍ للتخسيس وإنقاص الوزن، ونكشف في هذا الموضوع من موقع صحتي كيف يساهم في عمليّة التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة.
تطهير الجسم من السّموم
يُعتبر الكمون قادراً على تطهير الجسم من السّموم، لاحتوائه على مادةٍ كيميائيّةٍ لديها خصائص مضادة للأكسدة وللإلتهابات بحيث تستهدف هذه المادة الجذور الحرة في الجسم؛ الأمر الذي يعزّز عمليّة تخليص الجسم من السّموم التي كان يمكن أن تتراكم مؤدّيةً إلى العديد من المشاكل الصحّية وخصوصاً السمنة.
تحسين الهضم
بفضل احتوائه على خصائص مضادة للأكسدة، فإنّ الكمون يساعد على تحسين عمليّة الهضم في الجسم، ممّا يمنع الإنتفاخات وعسر الهضم ومختلف المشاكل التي تزيد من خطر الإصابة بزيادة الوزن غير الصحّية.
كما أنّ تحسين عمليّة الهضم تمكّن الجسم من امتصاص العناصر الغذائيّة الهامّة له والإستفادة منها لتعزيز صحّته وعمل وظائفه على أكمل وجه.
كبح الشهية
تساهم إضافة الكمّون إلى الأطعمة المختلفة في كبح الشهيد والحدّ من تناول كمّياتٍ كبيرة من الأطعمة؛ ممّا يجعل الجسم يكتفي بكمّيةٍ بسيطة لسدّ الجوع ولا يطلب المزيد من السّعرات الحراريّة. هكذا يمكن للكمون أن يساعد على الـ تخسيس عن طريق التّقليل من الأطعمة المتناولة والحدّ من طلب الجسم المزيد من الطّعام.
استقرار مستوى السكر في الدم
يلعب الكمون دوراً هاماً في الحفاظ على استقرار معدّل السكر في الدم ممّا يُفيد مرضى السكري ويقيهم من اضطراب مستويات السكر إلى درجاتٍ غير موصى بها طبّياً. وهذا يعود إلى أنّ الكمون يساعد الجسم على الإستجابة للانسولين والغلوكوز ممّا يضمن الحفاظ على مستوى صحّي لنسبة السكر في الدم.
تتعدّد فوائد الكمون خصوصاً من ناحية تخسيس الجسم والمساعدة على حرق الدهون، ويمكن تعزيز دوره في هذا الإطار من خلال اتّباع نظامٍ غذائي صحّي مع ممارسة التمارين الرياضيّة المعتدلة بانتظام.
المصدر:العالم
روحاني: نشهد منحى تنازليا للإصابات بفيروس كورونا في كافة أقاليم إيران
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء، عن رصد منحى تنازلي للإصابات بفيروس كورونا في كافة أقاليم البلاد.
وقال روحاني: "بياناتنا تشير إلى أن إيران تجاوزت مرحلة الذروة وبدأت الإصابات تنخفض منذ 20 مارس".
وتابع أن "الإحصاءات تشير إلى أن آلاف الأسرة في المشافي لا تزال شاغرة ولا مشكلة لدينا في المعدات الطبية والوقائية"، مضيفا أن مراكز النقاهة التي أنشأتها القوات المسلحة لا تزال فارغة.
واعتبر روحاني أن "مقارنة الأوضاع الراهنة في إيران مع الدول المتقدمة تشكل ردا على كافة الأكاذيب التي يروجها الأعداء ضدنا".
وأكد روحاني أن الشعب الإيراني التزم اليوم بالإرشادات ولم يخرج إلى الحدائق في يوم الطبيعة، وذكر أن التنقل بين المدن الإيرانية انخفض بمقدار 80% بسبب إجراءات الحد من انتشار الوباء.
وحسب روحاني، فإن "أحدا لم يفضل النموذج الصيني في مكافحة فيروس كورونا ولم نكن قادرين على تطبيقه في إيران".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن حكومته خصصت مبلغ 10 مليارات دولار لدعم القطاعات والأشغال التي تضررت جراء فيروس كورونا.
واعتبر روحاني أن واشنطن فوتت الفرصة للتعويض عن أخطائها تجاه إيران، مضيفا أن عداء الولايات المتحدة للشعب الإيراني بات اليوم أكثر وضوحا.
وفي وقت سابق اتهم الرئيس الإيراني وغيره من المسؤولين الإيرانيين الإدارة الأمريكية بـ "مناصرة" فيروس كورونا عبر مواصلة تطبيق العقوبات ضد إيران في الظروف الحالية.
ووصلت حصيلة الإصابات بكورونا في إيران حتى الآن إلى 44606، والوفيات إلى 2898، فيما تماثل للشفاء 14656 شخصا.
المصدر: RT
فيروس ترامب.. من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها
- نتاعتقد ترامب أن نقاط الضعف الصينية والإيرانية ستساعده في الحرب على عدوه الأكبر الرئيس بوتين.
لقد قيل الكثير عن الحرب التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصين منذ استلامه السلطة في بداية العام 2017، كما قيل الكثير، وما زال، عن حربه على إيران، تارة مع "إسرائيل"، وتارة أخرى مع السعودية، وعموماً مع الطرفين، من دون أن يخفي عداءه لجارات بلاده، أي كوبا وفنزويلا، بل والبرازيل والأرجنتين أيضاً، والتي أسقط حكوماتها اليسارية.
جاء فيروس كورونا ليساعد ترامب ومن معه في حربه النفسية على أعدائه جميعاً، ظناً منه أن النصر عليهم بات قريباً، وكأن الله تعالى أرسل له كورونا ليساعده في حربه المقدسة ضد أعداء الله، وفق عقيدته المسيحية- اليهودية المشتركة، التي تؤمن بمجيء المسيح المنتظر بعد المعركة الكبرى بين قوى الخير والشر في منطقة هارماجادون في فلسطين المقدسة .
وشنّ ترامب حملة إعلامية وسياسية مدعومة بأبواق الشر ضد الصين "الشيوعية"، وتوقّع لها الكثيرون أن تنهار مع تفشّي المرض فيها بسرعة، وفق التضخيم الإعلامي الغربي الّذي جرّبناه في الحرب على سوريا وفشل. وجاءت أخبار الفيروس من إيران لتزيد فرحة ترامب ونشوة الانتصار المسبق على العدو اللدود للمسيح المنتظر وفق رؤيته!
ولم يتأخَّر حلفاء ترامب في المنطقة العربية في دعم حملته ضد إيران، وكأن "نظامها الشيعي" هو الذي صنع الفيروس في مختبراته النووية التي لطالما سعى ترامب، ومن قبله الآخرون، إلى إغلاقها.
واعتقد ترامب أن نقاط الضعف الصينية والإيرانية ستساعده في الحرب على عدوه الأكبر الرئيس بوتين. ولولاه، لكان سهلاً عليه التخلص من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والرئيس السوري بشار الأسد، كما اعتقد أن الظروف النفسية والإعلامية باتت مؤاتية له لإنزال الضربة القاضية بإيران، ناسياً حضارتها التي سبقت ميلاد أميركا بحوالى 10 آلاف سنة. وكذلك هو الحال بالنسبة إلى الصين وروسيا، التي اعتقد ترامب بأنه، ومن معه في أوروبا والبلاد العربية، يستطيعون إجبارها على الركوع من خلال العقوبات بعد أزمة أوكرانيا، والآن عبر ضخ الملايين من براميل النفط!
وانقلب السحر على الساحر! فتصدت الصين لفيروس كورونا وصديقه فيروس ترامب، الّذي أخطأ الهدف ليضرب أهل بيته وبيوت أصدقائه في أوروبا. إن العالم الآن لم يعد يتحدث عن الصين وإيران وروسيا وفنزويلا وكوبا، التي أفشلت حتى الآن جميع مشاريع الأعداء ومخطّطاتهم، بل يتحدث عن الفيروس القاتل الذي رجّح التحليق في "أجواء الغرب الباردة"، وكأنه يريد أن يقول لترامب: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".
ها هو فيروس كورونا قد رمى بظلاله على البيت الأبيض، باعتراف الرئيس ترامب، الذي يقول: "نتوقع أن تصل نسبة الوفيات بالوباء إلى ذروتها خلال أسبوعين. هذان الأسبوعان لهما أهمية كبيرة جداً، ونأمل أن ندخل مرحلة التحسن بحلول الأول من حزيران/يونيو"، وهو ما يستبعده الكثير من العلماء، في ظل الظروف والمعطيات الحالية، إذا لم يحالفهم الحظ في اكتشاف المضادات السريعة للفيروس .
لقد كان "الخوف من الموت" كافياً بالنسبة إلى ترامب ليمدّ من جديد "يد المغفرة والتسامح" لأعداء الأمس، وكأنه يقول "وا معتصماه"، فاستنفرت الصين (1,4 مليار نسمة و13,5 تريليون دولار ناتج إجمالي) كل إمكانياتها لمساعدة "الأصدقاء الخجولين"، وخصوصاً إيطاليا (62 مليوناً و2,1 تريليون دولار ناتج إجمالي)، التي خذلها الاتحاد الأوروبي، وإسبانيا (48 مليوناً و1,4 تريليون دولار ناتج إجمالي)، وفرنسا (68 مليوناً و2,8 تريليون دولار ناتج إجمالي)، وألمانيا (85 مليوناً و4 تريليون دولار ناتج إجمالي)، وتركيا (85 مليوناً و850 مليار دولار ناتج إجمالي).
ولكن الاعتراف بالفشل يمنع مملكة بوريس جونسون المصاب (58 مليوناً و2,8 تريليون دولار ناتج إجمالي) من الاستنجاد بالصين "الشيوعية"، وكأنه لا يريد أن يتذكَّر مقولة العرب "اطلبوا العلم ولو بالصين"، وهو أدرى بها بعد أن استعمرهم لسنوات طويلة .
وفي جميع الحالات، يبدو أن الرئيس ترامب "ذا الإيمان التام" لم يطّلع على كلام البروفسور التركي الدكتور محمد جايهان، الذي اعتبر فيروس "كورونا ظاهرة طبيعية، هدفها الحد من تزايد عدد السكان في العالم".
وقال جايهان، وهو عضو الهيئة العلمية العليا التي أمر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتشكيلها لتكون مسؤولة عن أزمة كورونا: "إنّ عدد السكان في العالم يزداد باستمرار. وإذا استمر على هذه الوتيرة، فالإنسان لن يجد الخبز ليأكله، والله تعالى هو الذي ينظم العلاقة بين الطرفين ويحقق التوازن، فالإنسان يعيش لفترات محددة ويموت. وقد خلق الله الفيروسات، وهي كائنات حية مهمتها فقط إصابة الإنسان حتى يمرض ثم يموت، كي لا يزداد عدد السكان في العالم عن نسبة معينة، وإلا لن يستطع أحد البقاء على قيد الحياة".
ولم يتذكَّر البروفيسور أنه، بهذا الكلام، يتناقض مع رئيسه إردوغان الذي يوصي النساء بأن ينجبن ما لا يقل عن 3 أولاد، وفي بعض الحالات 5 .
كما لم يكن أصدقاء ترامب من زعماء الغرب أيضاً على علم بأقوال البروفيسور جايهان، وإلا لما اعترضوا على فيروس كورونا، بل رحَّبوا به، وهو في جميع الحالات أقل خطراً من "فيروس ترامب" الذي أصاب العالم منذ 3 سنوات ونيف، وألحق أضراراً كبيرة بالجميع .
لقد أهان ترامب ملوك الخليج وأمراءهم ومشايخهم، واستهزأ بالساسة العراقيين، وهدد الرئيس إردوغان وتوعّده بعبارات فيها الكثير من الإهانة والإساءة الشخصية، من دون أن يخطر على بال أحد أن يرد عليه "باللسان الجميل" حتى في موضوع القدس؛ قضية المسلمين المصيرية!
وكأن الإسلام مجموعة من المقولات التي يرددها المؤمنون به، من دون الالتزام بالمعاني الجوهرية للعبادة التي وضعت البعض في العالم العربي والإسلامي، ومنهم إردوغان، أمام تناقضات صعبة وخطيرة، ومنها التأخّر في منع صلاة الجمعة، ومن بعده إغلاق المساجد، لمنع تفشي وباء كورونا، وهو الموضوع الذي أثار نقاشاً واسعاً في الدول الإسلامية، ومنها تركيا، التي عاشت، وما تزال، نقاشاً واسعاً في هذا الموضوع.
وقد حمَّلت المعارضة إردوغان مسؤولية تفشي المرض، بعد أن اتهمته بإخفاء الأرقام الحقيقة للمصابين، وقالت "إن السبب الرئيسي في تفشي المرض هو العائدون من العمرة، الذين لم يوضعوا في الحجر الصحي، لأن إردوغان لا يريد أن يقال عنه، من قبل أتباعه وأنصاره، إنه ضد الدين، كما حدث في موضوع إغلاق الجوامع، وعددها حوالى 90 ألفاً، مقابل 1700 مستشفى حكومي وخاص في عموم البلاد".
ويبقى الرهان "على الشعور العاطفي" لفيروس كورونا الذي بات الجميع يعي تماماً أن لا خلاص منه إلا بالعمل الإنساني المشترك، وإلا فالكل في خطر، وترامب ومن معه في الغرب في خطر أكبر من الآخرين، لأنهم فقدوا إنسانيتهم منذ زمن طويل !
المصدر:المیادین