emamian

emamian

نعيش حاليا فترة تشهد فيها السياسة الدولية مجددًا حالة من الانهيارات والتحولات الهيكلية، وخلالها تواجهنا دعوات تسعى لسبر أغوار هذا الوضع الاستثنائي.

إسطنبول/ علي آصلان

- نعيش حاليًا فترة تشهد فيها السياسة الدولية مرة أخرى حالة من الانهيارات والتحولات الهيكلية
- ثمة دعوات لحل النظام العالمي الليبرالي الأحادي الذي قادته الولايات المتحدة، واستبداله بآخر متعدد الأقطاب
- التوترات التي تشوب العلاقات عبر الأطلسية والاتحاد الأوروبي، تنذر بحدوث تفكك الغرب والنظام المؤسسي

نعيش حاليا فترة تشهد فيها السياسة الدولية مجددًا حالة من الانهيارات والتحولات الهيكلية، وخلالها تواجهنا دعوات تسعى لسبر أغوار هذا الوضع الاستثنائي.

ومن أبرز تلك المطالبات، تلك التي تدعو لحل النظام الدولي الليبرالي، والنظام الدولي أحادي القطب الذي قادته الولايات المتحدة، واستبداله بنظام آخر متعدد الأقطاب.

بالإضافة إلى ذلك، نجد أن التوترات التي تشهدها العلاقات العابرة للمحيط الأطلسي، والتطورات المدمرة في الاتحاد الأوروبي، تنذر بحدوث تفكك لتحالفات غربية ونظم مؤسساتية بشكل عام.

كما أن هناك افتراضات تشير إلى أنه تبعا لذلك تظهر حركات مناهضة لذلك النظام في مناطق أخرى من العالم.

وفي هذا السياق، فإن محاولة الصين لإحياء نظامها الإمبريالي التقليدي الخاص بها في المنطقة ونشر قواتها في مناطق جديدة على نطاق عالمي، هي واحدة من أكثر الموضوعات التي يجب التوقف عندها.

عدا ذلك يجب أن نضيف إلى تلك القائمة، محاولة روسيا توسيع منطقة نفوذها من خلال قيامها بتحركات عسكرية توسعية مرة أخرى في محيطها.

باختصار، نحن أمام تطورات تتناقض مع بعضها البعض في نفس الوقت.

ومع تعثر نظام العولمة المكون من اقتصاد السوق الرأسمالي والسياسات الديمقراطية الليبرالية، يظهر أمامنا نموذج جديد آخذ في الظهور، يعمل على صهر الدولة السياسية والقومية الثقافية والاقتصاد التجاري في وعاء واحد.

وثمة عاملان مرتبطان ببعضهما يدفعان بعجلة تلك التطورات، فمن ناحية، تسرب رأس المال الغربي الكبير إلى الشرق بحثا عن الأيدي العاملة الزهيدة والتسهيلات الضريبية؛ ومن ناحية أخرى، تدفق اللاجئين والمهاجرين هربا من الشرق والجنوب نحو الغرب بسبب الفقر وعدم الاستقرار والحروب.

هذان العاملان أزعجا استقرار الطبقتين الدنيا والمتوسطة في البلدان الغربية، فبدأت تظهر حالات من التململ والإنزعاج تجاه النظم المستقرة على سدة الحكم.

وفي ظل المخاوف الثقافية والاقتصادية لتلك الطبقتين، فإن كلا من السياستين "الشعبوية اليمينية" التي اتخذت من السيطرة على الدولة والقومية منصة لها، و"الشعبوية اليسارية" التي انتقدت النخب السياسية - الاقتصادية لتصرفها غير المسؤول ودافعت عن الدولة الاجتماعية؛ قد تقدمتا في آن واحد بشكل ملحوظ.

واستغلت هاتان السياستان (اليمينية واليسارية) ما يساور الطبقتين الدنيا والمتوسطة من قلق ومخاوف اقتصادي وثقافي، وأعليتا من شأنهما كثيرًا.

بطبيعة الحال، علينا أن نضيف إلى كل ما ذُكر، الدور الذي يلعبه بعض رؤساء الدول (من النخب القومية والمتحضرة) الذين يشعرون بالقلق إزاء فقدان الغرب للسلطة الاقتصادية نتيجة للعولمة، وفقدان التفوق العرقي والديني للرجل الغربي الأبيض بسبب زيادة الهجرة.

ولعلنا نرى في السياسة الغربية حاليًا ثمة صراع بين النخبة المتحضرة - القومية، والتحالف السياسي الذي شكلته الطبقات الدنيا والمتوسطة من جهة، ونخبة العولمة من جهة أخرى. ولا شك أن التحالف السياسي الأخير يتغول في السياسة يومًا بعد يوم.

أما في الشرق، فنرى أن الديناميكيات التي تعزز الدولة والسياسة مختلفة كثيرًا عما هي في الغرب.

فلقد وجدت السياسة والدولة بالشرق فرصة لتعزز وجودها، بعد أن بدأ الغرب في الفترة الأخيرة بالانطواء على ذاته وعلى مشاكله الداخلية، وترك الشرقَ في مهب التقلبات بعد الانسحاب منه.

ومن الواضح أن إنغلاق الأول على نفسه ما كان إلا سعيا خلف الفرص الاقتصادية الكبيرة التي وفرتها العولمة، وتملصا من الصراعات والأزمات التي تسبب فيها حتى أصبحت واقعا مستمرًا للشرق الضائع.

وعلى إثر ذلك بدأت المجتمعات الشرقية تكتسب مزيدًا من الثقة بالنفس، واتجهت مجتمعات الدول ذات الطابع المؤسسي اللائق، بصفة خاصة بدعم القيادة السياسية القوية، والدول (الشرقية) من أجل الفوز بنصيب الأسد من الكعكة العالمية، وللشعور بأمان أكبر في النظام الدولي الذي يكتنفه الغموض بشكل كبير.

أما غير المدركين لذلك (وخاصة الأفراد من النظم الاستبدادية والضعيفة)، فيتدفقون مباشرة من الشرق صوب الغرب، إما من خلال ما يسمى بهجرة العقول، أو بالهجرة غير الشرعية.

وبعد كل هذه الحقائق، يمكننا أن نصل لاستنتاج مفاده أن الدولة القومية ذات السيادة، ستكتسب مزيدا من القوة مرة أخرى أمام المؤسسة الدولية ورأس المال العالمي.

لكن وبكل آسف ستكون هي (الدولة القومية) أيضا مع الشق الخاسر، كلما ركزت على ماضيها الإمبراطوري.

وعند تناول خطوات السياسة الخارجية ودراستها بعناية، نرى أن الدول الإمبريالية القديمة مثل الصين، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيران، وتركيا، قد بدأت لفترة من الزمن بتقييد حدود الدول القومية.

ولا شك أن مثل هذه السياسات يغذيها شعار "يستحيل أن تنعم بالأمان من دون أن تكون الأقوى".

** النظام العالمي الإمبريالي

قد تؤدي جائحة كورونا (كوفيد-19)، إلى إكساب الاتجاهات الموجودة سالفة الذكر، ووضع الغموض الذي يكتنف النظام العاملي، نوعًا من الزخم.

وفي ظل هذه التطورات بدأت حالة كبيرة من الجدل حول سلسلة من الأسئلة الهامة التي بحاجة إلى إجابة، منها: ماذا سيكون مصير العولمة بعد نهاية جائحة كورونا؟

هل ستبقى الولايات المتحدة زعيمة للنظام العالمي؟

وهل سيبقى الاتحاد الأوروبي محافظا على تماسكه؟

وهل سيفقد نموذج الحكم الرأسمالي الاشتراكي صلاحيته؟

وهل ستتخلى الصين عن استراتيجية "الصعود التدريجي" وتصبح أكثر عدوانية؟

خلاصة القول، كيف سيكون النظام العالمي بعد جائحة كورونا؟ بات السؤال الأكثر إلحاحا على المستوى العالمي.

ومن ثم فإن الشيء الذي ينبغي فعلة في هذه المرحلة، هو إظهار أي من تلك الادّعاءات سالفة الذكر الأقرب للواقع، وخلق استيراتيجية من ذلك؛ وعليه فإن الأمر يقتضي تناول ظاهرة النظام العالمي بالكلية.

أما سبيل فهم تلك الظاهرة، فيكون بالنظر إلى أي مدى تتمركز السلطة لدى النظام المنشود، ومن خلال هذا المعيار يمكن تصويب مزاعم وادّعاءات النظام العالمي.

المصدر:الاناظول

مشروب الماء والليمون

 

وكتبت الخبيرة على موقعها في شبكة "إنستغرام"، "عندما نشرب الماء مع الليمون والمعدة فارغة، فإنه يحفز عملية إفراز الصفراء. وإذا كان في المعدة بقايا طعام، فإن الليمون والصفراء سيساعدان على هضمه. كما أن شرب الماء مع الليمون يساعد على تنظيف الأمعاء من السموم. ونحن نعلم أنه كلما كان جهاز الهضم أنظف، تصبح عملية فقدان الوزن أكثر فعالية".


وتضيف، الماء مع الليمون يحسن حالة البشرة والجلد، وتقول "يحتوي الماء مع الليمون على فيتامينات عديدة ومواد مضادة للأكسدة، تساهم في تحسين حالة الجلد ونضارة البشرة وإبطاء الشيخوخة. كما تساعد على التخلص من التجاعيد الصغيرة، دون الحاجة للقيام بعمل خاص".


وأشارت الخبيرة، إلى أن الماء مع الليمون يساعد على تحسين الحالة الصحية للمفاصل، لأن هذا المشروب يطهر الجسم من حمض البوريك، الذي مع التقدم بالعمر ونتيجة لنظام غذائي غير صحي أحيانا، يمكن أن يتراكم في المفاصل مسببا التهابها.


وتقول الخبيرة، "كما أن الماء مع الليمون يعزز مناعة الجسم، ويعوض فقدان فيتامين  C، ما يساعد الجسم على مقاومة الفيروسات. والبوتاسيوم الموجود في هذا المشروب يحسن التوازن المائي-الملحي في الجسم".


ولكن الخبيرة تحذر كل من يعاني من مشكلات في المعدة والأمعاء، أو لديه حساسية من الليمون من تناوله. كما أن الإفراط في تناول هذا المشروب مضر بمينا الأسنان، لذلك يجب تنظيفها بعد شرب كوب منه.

المصدر: نوفوستي

وزير الخارجية الإيراني يقول إن العالم الآن يتذوق غطرسة الولايات المتحدة وتهديداتها، والخارجية الإيرانية تعتبر تعليق واشنطن تمويل منظمة الصحة العالمية "خطوة مقلقة تقوض التعددية والمؤسسات الدولية".

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن العالم الآن "يتذوق غطرسة الولايات المتحدة وتهديداتها".

وأضاف في تغريدة له، أن "غطرسة أمیرکا وبلطجتها ضد الدول ومختلف المنظمات بما فیها منظمة الصحة العالمیة، تکلف حیاة البشر"، مشيراً إلى أن العالم یتعلم في الوقت الحاضر أمراً أدرکته إیران وخاضته خلال فترة طویلة: الغطرسة والتهدید والعنجهیة من قبل الإدارة الأمیرکیة، لیس إدماناً فقط: إنها تقتل الناس".

وأشار إلی الخطة الأمیرکیة المسماة "ممارسة الضغط الأقصی" والتي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إیران، وقال: "مثلما الضغط الأقصی ضد إیران، فإن قطع تمویل منظمة الصحة العالمیة فی خضم وباء کوفید 19، سیؤدی إلی وصمة عار دائمیة".

من جهتها، قالت الخارجية الإيرانية، إن تعليق واشنطن تمويل منظمة الصحة العالمية "خطوة مقلقة تقوض التعددية والمؤسسات الدولية".

وأضافت في بيان، أن "أميركا اختارت الوقت الأسوأ في خضم الحرب ضد كارثة عالمية لتعاقب فقط منسق الصحة العالمية"، معتبرة أن "تصرّف إدارة ترامب يدل على عدم المسؤولية وهو جريمة ضد الإنسانية".

وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن "الهدف الرئيسي لترامب هو إخفاء عدم كفاءة حكومته في السيطرة على فيروس كورونا على أراضيها"، داعية المجتمع الدولي "للعمل مع الأمم المتحدة لرفع أثر الإجراءات الأميركية الأحادية".

وأوضحت أنه "على المجتمع الدولي العمل مع الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على جبهة عالمية موحدة ضد الوباء"، مشددة أنه على "السياسيين الأميركيين إدراك أن هذا الإجراء يعد انتهاكاً لالتزاماتهم تجاه المجتمع الدولي، وأنه لا يمكن وقف المساعدة الإنسانية عبر قطع المساعدات والضغوط الأحادية".

وکان ترامب قد هدد بقطع التمویل الأمیرکي لمنظمة الصحة العالمیة، متهماً المنظمة بسوء الإدارة وکتم المعلومات في الأزمة الناجمة عن عن انتشار کورونا.

وقد لاقی هذا القرار الأمیرکي إدانات من قبل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وألمانيا وغيرهم.

مهدي حسن: العالم قد يتغلب على فيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة لكنه سيحتاج وقتا أطول بكثير للتغلب على الإسلاموفوبيا (رويترز)
 

إذا كانت معاداة السامية أقدم كراهية في العالم فإن الخوف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا ربما يكون أغرب كراهية في العالم، وإلا فكيف يمكننا أن نفهم استخدام أقصى اليمين وباء عالميا أصاب ملايين الناس في كافة الدول والأقاليم على وجه الأرض كسلاح لمهاجمة الإسلام والمسلمين؟

بهذا السؤال استهل الإعلامي البريطاني مهدي حسن مقالا له في صحيفة إنترسبت تحت عنوان "فيروس كورونا مكن المعادين للإسلام ولكنه فضح غباء الإسلاموفوبيا" سلط خلاله الضوء على استغلال انتشار فيروس كورونا من قبل جماعات يمينية معادية للاسلام في الهند وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية لمهاجمة المسلمين وبث مشاعر الكراهية ضد الإسلام وأتباعه.

"جهاد كورونا"
ووفقا لمهدي حسن، فإن أنصار حكومة حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المتطرف في الهند يطلقون على فيروس كورونا المستجد اسم "كورونا الجهاد"، ويزعمون أن الوباء ليس سوى مؤامرة من قبل المسلمين لإصابة وتسميم الهندوس.

كما ألقت الحكومة الهندية اللوم في تفشي الوباء بالهند على تجمع عقدته جماعة الدعوة والتبليغ الإسلامية المحافظة في نيودلهي، ووصف أحد أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم التجمع بأنه "جريمة طالبانية".

وترتب على ذلك ضرر كبير لمسلمي الهند وفقا للكاتب، حيث أشارت صحيفة غارديان البريطانية إلى أن "محلات المسلمين تشهد الآن مقاطعة (من قبل الهندوس) في جميع أنحاء الهند، كما أطلقوا على المتطوعين المسلمين الذين يوزعون معونات غذائية اسم "إرهابيي فيروس كورونا "، فيما اتهم مسلمون آخرون بالبصق في الطعام وتلويث إمدادات المياه بالفيروس.

وبحسب الكاتب، لم تقتصر تلك المزاعم التي تحمل المسلمين مسؤولية تفشي الفيروس على السياسيين القوميين الهندوس والغوغاء، إنما شاركت فيها وسائل إعلام مشهورة في البلاد، حيث نشرت صحيفة "ذي هيندو" ذات الميول اليسارية رسما كاريكاتوريا يظهر العالم رهينة لفيروس كورونا الذي يصوره وهو يرتدي ملابس مرتبطة بالمسلمين.

وقد علقت الصحفية الاستقصائية رنا أيوب في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست بأنه "بين عشية وضحاها أصبح المسلمون الجاني الوحيد المسؤول عن تفشي وباء كورونا في الهند".


حرق مسجد وسقوط قتلى.. أعمال عنف بين مسلمين وهندوس في الهند (الجزيرة)
حرق مسجد وسقوط قتلى.. أعمال عنف بين مسلمين وهندوس في الهند (الجزيرة)

الإعلام واليمين المتطرف
وأشار الكاتب إلى أن صحيفة غارديان ذكرت في تقرير حديث لها أن شرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة تحقق في قضية جماعات يمينية متطرفة متهمة بمحاولة استخدام أزمة فيروس كورونا لإذكاء مشاعر العداء ضد المسلمين.

كما رصدت منظمة "تيل ماما" المعنية برصد جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا العديد من حالات التحرش والمضايقة التي تعرض لها مسلمو بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضح الكاتب أن استغلال تفشي وباء كورونا لإشعال مشاعر الكراهية ضد المسلمين لم يقتصر على الشخصيات اليمينية المتطرفة في الغرب، وإنما شاركت فيه وسائل إعلام معروفة تماما كما حدث في الهند.

وقدم الكاتب أمثلة على إساءة بعض وسائل الإعلام المشهورة للإسلام، ومحاولة ربطه بتفشي وباء كورونا، من ضمنها تغريدة لصحيفة إيكونوميست في 23 مارس/آذار الماضي تروج لتقرير عن جزر المالديف تقول إن "انتشار كوفيد-19 كان متوقعا، ولكن انتشار الإسلام الراديكالي كان مفاجئا"، ورغم أن الصحيفة قد حذفت التغريدة فإنها لم تحذف التقرير.

كما أورد تغريدة للمؤلف ومذيع الراديو الأميركي الشهير نيل بورتز مخاطبا فيها متابعيه في تويتر الذين يزيد عددهم على 200 ألف شخص "هل تعتقد أن فيروس كورونا سيئ؟ انتظر حتى يكون المسلمون أكثرية في أميركا، سنترحم على هذه الأوقات حينها".

مفارقة غريبة
لكن المفارقة الكبرى -يقول الكاتب- هي أنه في الوقت الذي يحاول فيه المتعصبون المناوئون للإسلام استخدام كورونا لتشويه صورة المسلمين وشيطنتهم فإن الوباء يفضح سخافة التعصب المعادي للمسلمين.

فقد أصدرت فرنسا والنمسا قانونا بحظر النقاب عامي 2011 و2017 على التوالي كوسيلة لاستهداف وتجريم ارتداء الحجاب الإسلامي، ولكننا نرى الأكاديمية الوطنية الفرنسية للطب تدعو اليوم إلى إصدار قرار يلزم الناس بلبس الأقنعة عندما يغادرون منازلهم خلال الإغلاق كإجراء احترازي للحد من تفشي الوباء، فيما جعلت الحكومة النمساوية ارتداء أقنعة الوجه إلزاميا لأي شخص يدخل إلى سوبر ماركت أو بقالة.

كما أشار إلى أن حكومة الدانمارك وقعت في حرج، حيث كانت قد أصدرت قرارا في عام 2018 يلزم المواطنين الجدد بالمصافحة خلال مراسم نيل الجنسية الدانماركية، وهي خطوة اعتبرتها صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت "استهدافا للمسلمين الذين يرفضون مصافحة الجنس الآخر لأسباب دينية".

وفي ظل الإجراءات الاحترازية التي تمنع المصافحة خوفا من انتقال العدوى لم تلغ تلك المصافحة الإلزامية، وإنما "طلبت الحكومة الدانماركية من رؤساء البلديات تعليق مراسم نيل الجنسية، وعدم إسقاط شرط المصافحة للراغبين في الحصول على جنسيتها" وفقا لصحيفة تايمز.

وختم مهدي حسن مقاله بأن العالم قد يتغلب على فيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة لكنه سيحتاج وقتا أطول بكثير للتغلب على مرض الإسلاموفوبيا.

المصدر : إنترسبت

ترامب اتهم المنظمة بسوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشي فيروس كورونا (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أنه أمر إدارته بأن تعلّق دفع المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية، بسبب "سوء إدارة" المنظمة الأممية لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.

     

وقال ترامب -خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطورات وباء كورونا- "إنني اليوم آمر بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي يتم فيه إجراء مراجعة لتقييم دور المنظمة في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشي فيروس كورونا المستجد".

     

وإذ وجّه الرئيس الأميركي لائحة اتهام مطولة إلى المنظمة الأممية، قال إن "العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات" الناجمة عن الوباء.

 

وتعليقا على قرار ترامب، أعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن هذا "ليس الوقت المناسب" لخفض موارد منظمة الصحة العالمية، مؤكدا في المقابل أن "هذا وقت الوحدة وعلى المجتمع الدولي العمل سويا في تضامن لوقف الفيروس وتبعاته المدمرة".

 

وكانت إدارة ترامب وحلفاؤها الجمهوريون قد صعّدوا قبل أيام في الكونغرس الضغوط على المنظمة التي اتهمتها واشنطن بالتقاعس في التعامل مع أزمة كورونا.

 

وقد رد مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس على الانتقادات الأميركية، ودعا قادة العالم إلى عدم تسييس الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، قائلا إنه يتوقع استمرار التمويل الأميركي بالدعم التقليدي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

 

لكن بعد الهجوم الذي شنه الرئيس ترامب على المنظمة واتهامه لها بالانحياز إلى الصين التي انطلق منها الوباء، وجّهت إدارته في التاسع من الشهر الجاري "لائحة اتهامات" تفصيلية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة.

 

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن تصرفات منظمة الصحة العالمية أدت إلى إهدار أرواح بشرية، بحسب تعبيره.

 

وأضاف المتحدث أن المنظمة تأخرت في إدراك خطورة الأزمة، إذ لم تعلن أن فيروس كورونا المستجد وباء عالمي إلا يوم 11 مارس/آذار الماضي، في حين أن الصين أبلغتها بتفشي الفيروس في ديسمبر/كانون الأول 2019.

 

وتابع أن بلاده قلقة جدا بسبب معلومات مفادها أن تايوان أبلغت منظمة الصحة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي بإمكانية انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، استنادا إلى نقل العدوى بين العاملين في المجال الصحي بمدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي الوباء.

 

كما عبر المتحدث الأميركي عن القلق لعدم تقاسم معلومات تايوان مع الأوساط الصحية العالمية، مشيرا في هذا الإطار إلى إعلان منظمة الصحة منتصف يناير/كانون الثاني الماضي أنه لا أدلة على انتقال العدوى بفيروس كورونا بين البشر.

 

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن منظمة الصحة العالمية وضعت مرة أخرى السياسة قبل مصلحة الصحة العامة، تماما كما تفعل بشأن وضع تايوان كمراقب في المنظمة منذ عام 2016، على حد قوله.

 

وتعتبر واشنطن أن ردّ فعل تايوان -التي تم استبعادها تماما في السنوات الأخيرة من منظمة الصحة تحت ضغط بكين- كان مثاليا في مواجهة الوباء، خلافا للصين.

 

ووفق أرقام رسمية أميركية، تساهم واشنطن بنحو 400 مليون دولار، وهو ما يعادل 15% من ميزانية منظمة الصحة العالمية.

المصدر : وكالات

الكاظمي أكد أن أهم معيار وضعه لاختيار الوزراء هو النزاهة والكفاءة (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي اكتمال تشكيل الحكومة الجديدة، وإجراء مفاوضات مع الكتل السياسية للتوافق عليها، وأكد أن المرحلة المقبلة تقتضي فتح حوار وطني حقيقي بين مختلف الأطياف العراقية.

 

وقال الكاظمي -خلال مؤتمر صحفي في بغداد- مساء أمس إن تشكيل أعضاء حكومته أصبح جاهزا، ويتم حاليا التفاوض مع الكتل السياسية للتوافق عليها، ومن ثم منحها الثقة بالبرلمان.

 

وعن المعايير التي اعتمدها في اختيار الوزراء؛ أوضح الكاظمي أن أهم معيار وضعه كان النزاهة والكفاءة.

 

واعتبر أن من أولوياته معالجة الأزمة الاقتصادية التي تمثلت في الانخفاض الحاد في أسعار النفط، "وهو ما يتطلب منا اتخاذ إجراءات حازمة وقوية من أجل عبور هذه الأزمة"، واحتواء تداعيات فيروس كورونا، وإجراء الانتخابات "في أسرع وقت ممكن".

 

وأكد أن المرحلة المقبلة تقتضي فتح حوار وطني حقيقي بين مختلف الأطياف العراقية بعد غياب سنوات، بهدف تأسيس رؤية وطنية لبناء مؤسسات الدولة.

 

وأضاف أن من ضمن أولوياته إجراء حوار جاد مع الولايات المتحدة بشأن تواجدها العسكري في بلاده، مؤكدا أن "العراق ليس ساحة لتصفية الحسابات".

 

وتعهد بالعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي، وفقا لمبدأ المصالح المشتركة. 

 

وكان الرئيس برهم صالح كلف الكاظمي -الخميس- بتشكيل الحكومة بعد إعلان رئيس الوزراء المكلف السابق عدنان الزرفي اعتذاره عن المهمة لأسباب "داخلية وخارجية" لم يفصح عنها.

 

يشار إلى أن الكاظمي هو ثالث مكلف بتشكيل الحكومة عقب الزرفي، ومحمد توفيق علاوي، المنسحب مطلع مارس/آذار الماضي.

المصدر : وكالات

الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2020 07:16

منشأ القيم في المنظور القرآني

هناك أكثر من خمسين آية في القرآن الكريم قرنت الايمان بالعمل الصالح، باعتبارهما شرطين للسعادة، كما في قوله تعالى:
(الذين آمنوا وعملوا الصالحات)[17].
وفي قوله عزوجل:
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبداً)[18].
وفي قوله تعالى:
(ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو اُنثى وهو مؤمن فاُولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)[19].
وثمة آيات أخرى أشارت للايمان وحده، باعتباره شرطاً للسعادة، كما جاء في قوله تعالى:
(وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من اللّه اكبر ذلك هو الفوز العظيم)[20].
وتوجد طائفة ثالثة من الايات اعتبرت العمل الصالح هو شرط السعادة كما قال تعالى:
(للذين أحسنوا الحسنى وزياة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة اُولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)[21].
وطرحت بعض الايات إطاعة اللّه والرسول باعتبارها ملاكاً للسعادة كما في قوله تعالى:
(تلك حدود اللّه ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)[22].
ومعلوم أن إطاعة اللّه ورسوله مترتبة أساساً على الايمان بهما.
وفي قبال الايات السابقة هناك آيات كثيرة اُخرى تدلّ على أن الكفر باللّه والانبياء واليوم الاخر يقود الى العذاب والخسران الابديين، ولكننا نحجم عن ذكرها تحاشياً للاطالة، كما أن هناك آيات اعتبرت إطاعة الشيطان والظلم والطغيان وأمثالها من عوامل الفساد، مشيرة الى أنها توجب دخول النار.
وثمة آيات أكّدت أن ليس لعمل الكفار قيمة أخلاقية، كما قال تعالى:
(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً واُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صرّ أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم اللّه ولكن أنفسهم يظلمون)[23].
وقال أيضاً:
(مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد)[24].
وقال أيضاً:
(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا)[25].
وقال أيضاً:
(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً)[26].

محمد منصور

منذ انتهاء الحرب العالميَّة الثانية، تراجع دور حامِلات الطائرات في الحروب والنِزاعات العسكريّة الدوليّة بشكلٍ تدريجيّ، لصالح القاذِفات الاستراتيجيّة والصواريخ الباليستية ووسائل الردع النوويّ، لكن أهميّتها استمرت على المستوى العملياتيّ في ما يتعلَّق بالدّعم البحريّ للقوات العامِلة في مسارح عمليّات بعيدة.

في حقبة ما بعد الحرب البارِدة، طرأ تحوّل واضح في الاستراتيجيات العسكرية العامّة والتكتيكات المُتّبعة في إدارة الصّراعات السياسية، بشكلٍ اختلطت فيه الاعتبارات الدبلوماسية والمصالح الاقتصادية بالجوانب الأمنية والعسكرية، وامتد هذا الواقع إلى سباقات التسلّح التي كانت سِمةً من سِمات الحرب البارِدة، وعادت بشكلٍ تدريجي إلى الحياة مرة أخرى، بعد جمودها خلال تسعينات القرن الماضي.

لقد شكَّلت حامِلات الطائرات، وما زالت، ثقلاً عسكرياً أساسياً يمنح الدولة التي تمتلكها قُدرات عسكرية جوية وبحرية واسعة تُتيح لها شنّ هجمات مُدمِّرة على مناطق تبعد عن أراضيها مئات الأميال. 

هذا السلاح البحري النوعي كانت له أدوار أساسية في حروبٍ عديدة، على رأسها الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً أنَّ حامِلات الطائرات الأميركية التي كانت بعيدة عن ميناء "بيرل هاربور" خلال الهجوم الجوي الياباني المُفاجئ في العام 1941، كانت المفتاح الذي مكَّن الولايات المتحدة وسلاح بحريتها من استيعاب حجم الخسائر الذي تعرَّضوا له في هذا الهجوم، وإدامة تواجدهم في المحيط الهادئ، ولاحقاً كَسْر شوكة البحرية اليابانية، التي كانت حامِلات طائراتها المنصَّات التي انطلقت من خلالها القاذِفات وحامِلات الطوربيد اليابانية للهجوم على "بيرل هاربور".

 

الحرب العالمية الثانية.. مسرح عمليات حامِلات الطائرات

كانت البحرية الأميركية الأكثر امتلاكاً لحامِلات الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية، بنحو 97 حامِلة، تلتها البحرية البريطانية التي امتلكت 85 حامِلة، ثم البحرية اليابانية بـ24 حامِلة، و4 حامِلات للبحرية الألمانية، و3 حامِلات لكلٍّ من البحرية الإيطالية والبحرية الفرنسية، وحامِلتان للبحرية الهولندية، وحامِلة واحدة لكلٍ من رومانيا والسويد وكندا.

وكانت اليابان والولايات المتحدة الأميركية الدولتين الأكثر استخداماً لحامِلات الطائرات. وقد تناوبتا على إغراقها خلال معارك المحيط الهادئ، وخصوصاً معركة "ميدواي" ومعركة "خليج ليتي" في الفيليبين، التي تعدّ أكبر معركة بحرية في الحرب العالمية الثانية، وشاركت فيها 20 حامِلة طائرات من الجانبين.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تراجع دور حامِلات الطائرات في الحروب والنِزاعات العسكرية الدولية بشكلٍ تدريجيّ، لصالح القاذِفات الاستراتيجية والغوَّاصات النووية والصواريخ الباليستية ووسائل الردع النووي، لكن أهميّتها استمرَّت على المستوى العمليّاتي في ما يتعلَّق بالدعم البحري للقوات العامِلة في مسارح عمليات بعيدة.

وقد كانت الحرب الكورية والفييتنامية من أهم مسارح العمليات التي تمَّ فيها الاستخدام الفعَّال لحامِلات الطائرات، التي تحمَّلت 5 في المئة من إجمالي المجهود الجوي الأميركي في الحربين.

 

حقبة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي

عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، استمرَّ تراجُع دور هذا النوع من أنواع الأسلحة البحرية، إلى أن جاء غزو العراق في العام 2003، والذي نشرت خلاله البحرية الأميركية في الخليج 3 حامِلات للطائرات، وحامِلتين في البحر المتوسّط، من أجل تقديم المُسانَدة الجوية للقوات الغازية، عبر أكثر من 9 آلاف طلعة جوية، بعد إحجام عدَّة دول إقليمية عن السماح للطائرات الأميركية بالإقلاع من أراضيها. وبهذا، عاد الزُخم مرَّة أخرى إلى حامِلات الطائرات ودورها في الاستراتيجية العسكرية الحديثة.

هذا الزُخم تمَّت ترجمته خلال السنوات الماضية بلجوء الولايات المتحدة إلى حامِلة طائراتها "جورج بوش"، لتنفيذ القسم الأكبر من المجهود الجوّي للتحالف الدولي الذي تمَّ تشكيله لمُحارَبة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. 

وقد شاركت حامِلة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في هذا المجهود أيضاً، وكان لحامِلة الطائرات التابعة لأسطول الشمال الروسي "الأدميرال كوزنيتسوف" دور مهم خلال العام 2016 في دعم عمليات الجيش السوري.

 

البحرية الأميركية.. ريادة في حامِلات الطائرات

كانت الولايات المتحدة الأميركية رائِدة دوماً في مجال تصنيع حامِلات الطائرات وتشغيلها منذ تدشينها أول حامِلة طائرات في العالم في العام 1922. حالياً، تمتلك 10 حامِلات طائرات من فئة "نيميتز" عامِلة بالطاقة النووية، وتبلغ إزاحة كل منها 110 آلاف طن، تُضاف إليها حامِلة واحدة من الفئة الأحدَث "جيرالد فورد".

وتُخطّط البحرية الأميركية لإدخال 4 حامِلات أخرى من الفئة نفسها إلى الخدمة خلال الفترة الممتدّة من العام الحالي وحتى العام 2034، أوشكت إحداها على إنهاء عمليّات الاختبار، لتدخل الخدمة هذا العام. 

هذه الخطّة تشمل أيضاً إخراج عددٍ من الحامِلات من الخدمة، نظراً إلى تقادمها، فهناك مثلاً حامِلتان من فئة "نيمتز"؛ الأولى تمَّ تصنيعها من هذه الفئة، وسُمّيت "نيميتز"، والأخرى هي الحامِلة "دوايت أيزنهاور". وقد تمَّ إدخالهما في الخدمة في مُنتصَف سبعينات القرن الماضي.

 

الاتحاد السوفياتي وإهمال حامِلات الطائرات

لم يسعَ الاتحاد السوفياتي بشكلٍ حثيثٍ لبناء أسطولٍ ضخمٍ من حامِلات الطائرات على عكس الولايات المتحدة، نظراً إلى أسبابٍ عديدة، منها تكاليف بنائها وصيانتها الباهِظة، ناهيك بأنَّ عقيدته العسكرية كانت تفضّل التركيز على بناء الطرّادات الضخمة المُزوَّدة بالصّواريخ المُضادّة للسفن.

لهذه الأسباب وغيرها، لم يكن لدى البحرية السوفياتية ولو حامِلة طائرات واحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وطوال تاريخها، وصولاً إلى العام 1991، حين امتلكت 6 حامِلات طائرات. 

وفي الوقت الحالي، لا تمتلك البحرية الروسية سوى حامِلة واحدة هي "الأدميرال كوزينتسوف". وحالياً، تدرس عرضاً لبناء حامِلة نووية ذات إزاحة تبلغ 100 ألف طن، من فئة "شتورم"، يتوقّع أن تدخل الخدمة بحلول العام 2030.

 

البحرية الصينية.. الهندسة العكسيّة لحامِلات الطائرات

تمتلك البحرية الصينية حالياً حامِلتي طائرات، إحداها تُسمَّى "لياوننج"، وكانت سابقاً ضمن البحرية السوفياتية، لكنها لم تدخل الخدمة بسبب سقوط الاتحاد السوفياتي، وباعتها أوكرانيا للصين عبر وسيط في أواخر التسعينات. وقامت البحرية الصينية حينها باستكمال بنائها وتثبيت المعدَّات عليها، لتُدخلها في الخدمة الفعلية في العام 2012.

وتُسمَّى الحامِلة الأخرى "شاودونغ". وقد دخلت الخدمة الفعليَّة في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وتعمل الآن البحرية الصينية على بناء حامِلتين جديدتين، ضمن خطّة تستهدف الوصول إلى 10 حامِلات عامِلة في البحرية الصينية بحلول العام 2050.

إلى جانب الثلاثة الكِبار، تمتلك البحرية الهندية حامِلة طائرات واحدة، كانت تعمل في الأصل ضمن البحرية السوفياتية، واشترتها الهند من روسيا في العام 2004. 

وتعمل الهند حالياً على صناعة حامِلة ثانية، ستكون جاهزة بعد عامين. وسبق لقائد البحرية الهندية أن صرَّح في أواخر العام الماضي بأن الرؤية الاستراتيجية لبلاده تقتضي وجود 3 حامِلات للطائرات ضمن ترسانتها البحرية، بحيث يتمّ نَشْر حامِلتين منهما بصفةٍ دائمةٍ في المحيط الهندي.

إضافةً إلى ما سبق، تمتلك فرنسا حامِلة طائرات واحدة هي "شارل ديغول"، التي دخلت الخدمة الفعلية في العام 2001. وتمتلك إيطاليا حامِلتي طائرات مُجهّزتين لتشغيل الطائرات ذات الإقلاع العمودي، وتمتلك إسبانيا حامِلة طائرات واحدة هي "خوان كارلوس"، التي دخلت الخدمة في العام 2001، بينما تمتلك بريطانيا حامِلتي طائرات مُخصَّصتين لطائرات الإقلاع العمودي، تبلغ إزاحتهما 65 ألف طن.

وستصبح تركيا أحدث الدول التي تمتلك حامِلات للطائرات، إذ أوشكت عمليات التجهيز التي تُجريها على حامِلتها الأولى "الأناضول" على الانتهاء، وهي حامِلة تنتمي في الأساس إلى فئة سفن الإنزال البرمائية، لكنَّها ستمتلك القُدرة على تشغيل الطائرات ذات الإقلاع العمودي.

البحث عن بدائل بسبب التكاليف المادية

لعلَّ من أهمّ عيوب حامِلات الطائرات حاجتها إلى ترتيباتٍ كبيرةٍ للحماية والتأمين، نظراً إلى حجمها الكبير، وذلك يستدعي وجود مجموعة سفن مواكِبة لها بشكلٍ دائمٍ تضمن الحراسة ومُكافحة الغوَّاصات، وسفن أخرى مُعاوِنة. تُضاف إلى ذلك التكاليف العالية لعمليات الصيانة الدورية والتحديث وإطالة مدّة الخدمة، ناهيك بتكاليف التصنيع والإنشاء.

وتتكبَّد البحريّة الأميركيّة عند تنفيذ الصيانة الدورية لأيٍّ من حامِلاتها للطائرات، مبلغاً يفوق 700 مليون دولار للحامِلة الواحدة. وتعدَّت تكاليف صناعة الجيل الجديد من حامِلات الطائرات الأميركية من فئة "جيرالد فورد" 13 مليار دولار.

لهذا السبب، بدأت مُعظم أسلحة البحرية العالمية تتوجَّه نحو بدائل أكثر ترشيداً للنفقات، وأكثر فعّالية تكتيكية، ومنها سفن الإنزال البحري، المزوَّدة بإمكانياتٍ لحمل المروحيات البحرية القتالية وتشغيلها. وقد انتشر هذا النوع من السفن الحامِلة للطائرات في عددٍ كبيرٍ من دول العالم، ومنها مصر والجزائر. 

ومؤخّراً، تمّ الإعلان عن توقيع صفقة بلغت قيمتها 5 مليارات يورو بين قطر وإيطاليا، تحصل الدوحة بموجبها على غوَّاصات وسفن إنزال بحرية. وفي حال حدوث ذلك فعلياً، ستكون الدوحة ثالث دولة عربية تمتلك هذا النوع من السفن الحامِلة للمروحيات.

 

حاملات الطائرات ضحايا جائحة كورونا

من المفارقات اللافتة في ما يتعلق بحاملات الطائرات، أنها رغم ما تمثله من قوة ضاربة وشراسة، إلا انها لم تكن منيعة أبداً أمام جائحة كورونا. فقد ضربت هذه الجائحة بعنف حاملتي طائرات، الأولى هي حاملة الطائرات الأمريكية (ثيودور روزفلت)، التي تم تشخيص إصابة 585 بحار على متنها بهذه الجائحة، توفي أحدهم بعد وصول الحاملة إلى جزيرة (غوام)، التي تقرر أن تكون مقر مستشفى العزل الخاص بطاقم هذه الحاملة. الحاملة الثانية هي (شارل ديجول) التابعة للبحرية الفرنسية، والتي تم تسجيل إصابة 50 من بحارتها بهذه الجائحة أوائل الشهر الجاري، أثناء تحركها في المحيط الأطلسي، في طريق عودتها إلى الساحل الفرنسي. 

جدير بالذكر أن حاملة طائرات أمريكية أخرى، وهي (نيميتز)، تم الإعلان منذ أيام على لسان الجنرال جون هيتين نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، عن وجود بعض الحالات المشتبه في إصابتها بالجائحة على متنها، وإن كان هذا لم يغير من خطط تحرك الحاملة خلال أيام من ميناء بريميرتون بالعاصمة واشنطن، في اتجاه المحيط الهادئ. 

تاريخياً، لم يسبق أن ضرب وباء مماثل أية حاملة طائرات، عدا حادثة واحدة فقط، انتشر فيها مرض (الالتهاب الكبدي)، على متن حاملة الطائرات الأمريكية (ساراتوغا) عام 1977، أثناء تواجدها قبالة السواحل اللبنانية.

اكد المساعد والمستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية الايرانية اللواء يحيى رحيم صفوي بان ازمة كورونا ستسرع في افول اميركا وضعفها، معتبرا ان اميركا هي اليوم في ذروة الانفعال واحتمال الاصابة بالاضرار والاستنزاف.

وفي تصريح له اليوم الثلاثاء خلال اجتماع لجنة خاصة للمعاونية والمستشارية العليا للقائد العام للقوات المسلحة لدراسة تداعيات فيروس كورونا على المعادلات العالمية والسياسية الاقليمية والانتخابات الاميركية قال اللواء صفوي، رغم مضي نحو شهر على اولى التقارير الرسمية لتفشي فيروس كورونا في الدول الغربية الا ان اجمالي الانتاج الداخلي الاميركي انخفض باكثر من 30 بالمائة وفقدت البورصات الاميركية والاوروبية حتى 40 بالمائة من قيمتها وسجلت اميركا 16 مليون عاطل جديد عن العمل خلال الاسابيع الثلاثة الماضية.

واضاف، ان الافاق الاولية لهذه التداعيات الاقتصادية في اميركا تشير الى تكرار الكساد الكبير الذي حدث في العام 1920 واستمر 10 اعوام وخفض اجمالي الانتاج العالمي بنسبة 15 بالمائة.

واشار الى ان ازمة العام 2008 اصابت الاقتصاد الاميركي بركود نسبته 1 بالمائة الا ان التقييمات الاولية تنبئ عن ازمة وركود اكبر الان واضاف، انه لهذا السبب فقد قررت اميركا الى جانب العجز في ميزانيتها البالغ نحو تريليون دولار ضخ ميزانية قدرها 203 تريليون دولار لانقاذ اقتصادها الداخلي والتغطية على مؤشرات الازمة او الحد منها.

واكد اللواء صفوي بان ازمة كورونا عكست صورة واقعية عن حقائق الغرب وعدم تقدمها على العكس مما كان الغربيون يصورونه عن انفسهم بانهم المثال للتطور والتقدم.

واشار الى تقرير للجيش الاميركي الذي توقع احتمال اصابة 80 مليون اميركي بفيروس كورونا وان يكون 25 مليونا منهم بحاجة الى عناية مركزة ونصف مليون بحاجة ملحة الى الرقود في المستشفى وان يبلغ عدد الضحايا 150 الفا كامر بديهي وهو ما ذكره ترامب بانه خيار جيد.

ولفت اللواء صفوي الى النقص الكارثي في المستلزمات الطبية في اميركا وان المسنين والملونين والذين في المنازل ليسوا ضمن اولويات الحكومة الاميركية وببساطة فان هؤلاء الضحايا لا ياتون ضمن الاحصائيات المعلنة من قبل هذه الحكومة.

واعتبر صفوي ان اميركا مصابة بصدمة مشلة على الاصعدة العسكرية ومتابعة السياسات الامنية والعسكرية بسبب فيروس كورونا.

وقال اللواء صفوي، ان الكيان الصهيوني الذي يعتبر السياسة خارجية والسياسات الامنية الهجومية والعدوانية افضل سبيل لاستراتيجيته الدفاعية، يواجه الان الى جانب تحدياته الداخلية المختلفة شللا نسبيا في قطاعاته العسكرية والاجتماعية والاقتصادية في ازمة كورونا.

واضاف، لو اخدنا تكهنات ريتشارد هارس على محمل الجد حول انهيار بعض الانظمة المفلسة في ازمة كورونا، فان هذه الظاهرة ستكون اكثر احتمالا فيما يتعلق بحلفاء اميركا العرب في غرب اسيا والخليج الفارسي وشمال افريقيا.

وقال، انه بناء على ذلك فان تحالف الكيان الصهيوني مع بعض الانظمة العربية ان لم يخرج من جدول الاعمال فانه سيواجه بالتاكيد مرحلة من التاخير.

وفي جانب اخر من حديثه قال اللواء صفوي، ان عناصر القدرة الوطنية والتلاحم والتضامن والاواصر بين الشعوب والحكومات تتعزز على الدوام من مسار ثقة الشعب في الازمات بالسياسات السيادية او انها تصاب بالبرود والافول.

واضاف، ان هذا الامر يتجلى في ظل ازمة كورونا واسلوب تعامل الحكومات مع الشعوب، وهنا يمكن الاشارة الى تجربتين متناقضتين، الاولى متمثلة بالغرب خاصة اميركا واوروبا والثانية متمثلة بايران والصين وروسيا (وامثلة اخرى في اسيا)

المصدر:العالم

هل الأولوية في التديّن الصحيح هو تديّن المجتمع أو تديّن الفرد؟ في الحقيقة ليس لأحد هذين الاثنين الأولوية، بل الأولويّة لتديّن الأسرة، إذ أن الفرد والمجتمع كلاهما أسيران بيد الأسرة، ولذلك في سبيل إصلاح مستوى تديّن المجتمع ونمط الحياة والوقوف أمام الفسق والفجور وغيرها لابدّ من إصلاح الأسرة أولا. يعني يجب أن يقرّر الزوج والزوجة أن يصلحا أنفسهما معا ويتعاونا مع بعض في هذا السبيل. كما قال أمير المؤمنين(عليه السلام) في حقّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) بأنها: «نِعْمَ‏ الْعَوْنُ‏ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ‏» [مناقب‌آل‌أبیطالب/ج3/ص356].

إن الطريق المعقول لصيانة مستوى الالتزام الديني الفردي والاجتماعي هو تحسين المستوى الديني في الأسرة. فلابدّ من إعطاء الأصالة للأسرة بدلا من الفرد أو المجتمع. إذ أن اللبنة الرئيسة في المجتمع هي الأسرة. لذلك فإن عرفنا وضع الأسر في مجتمع ما، سوف يتسنّى لنا تقييم المجتمع كلّه.

فعلى سبيل المثال، بإمكاننا أن نعرف مستوى الأسر التي تربّى فيها بعض الأشخاص والشخصيّات الذين ينحرفون عن جادّة الإنصاف في نشاطهم السياسي والاقتصادي. البائع الذي يغشّ في المعاملة أو الموظّف الذي يرتشي ولا يقضي حاجة أخيه إلا باستلام مبلغ، أو المدير والمسؤول الذي يفكّر بتصفية حساباته الشخصية مع هذا وذاك أكثر من تفكيره في خدمة الناس، وبدأ يخطّط لحفظ منصبه في أولى أيام وظيفته ومنصبه، أو بعض الإعلاميين الذين يکتبون ویتحدّثون بتفكير سلبيّ ويبالغون في تشويه الأوضاع ويحاولون أن يجدوا لأي ظاهرة إيجابيّة في المجتمع نقطة سلبيّة، أفرأيتم في أي أسر نشأ هؤلاء؟ وإن لم تكن جميع عيوبهم تقصير أسرهم، ولكن ترجع الجذور وأصول هذه الصفات إلى التربية الأسرية. ولذلك في السنين الماضية عندما كان يريد شخص [في إيران] أن يدافع عن نفسه، يقول: «أنا قد نشأت في كنف والدي» يعني قد ترعرعت في أسرة أصيلة وأحظى بصفات قيمة وبنجابة بحيث لا أفعل كلّ شيء.

نحن لدينا «وحدة أساسية» يجب أن تحدّد موقفها وتكليفها من الدين وهي الأسرة. إن للأسرة شؤون خاصّة بها. كما أن لكل هيئة وموكب مختصات وشؤون. من قبيل زمان إقامة المراسم فيها، فهل يكون في الصباح أم في الليل؟ ثم كم تطول مراسمها؟ هل تلقى فيها محاضرة أم لا؟ هل هي هيئة أسبوعية أم موسمية؟ كذلك الأسر فلكلّ أسرة خصائص ومميّزات. مثلا هل الطفل يحترم أمّه وأباه أم لا؟ هل یقوم احتراما لأبيه وأمّه أم لا؟

في الأسر التي لا تظهر الأمّ احترامها للأب أمام الأولاد، ترى الأولاد أيضا لا يحترمون أباهم كما ينبغي. فإن الأم إذا لم تحترم الأب باستمرار وبمرأى الطفل، سوف يتأثر الطفل تلقائيّا ولا يحترم أباه. ومن جانب آخر إذا كان الأب يجرح مشاعر الأم بسهولة أمام الأطفال، عند ذلك يسهل على الأطفال إيذاء أمهم. وإلّا فلو كان الأب يراعي مشاعر الأم في البيت ولا يجرح مشاعرها ـ أمام الأولاد على الأقل ـ ويعطف عليها، سوف لا يسمح الأولاد لأنفسهم أن يجرحوا مشاعر أمّهم. عند ذلك تصبح آلة تربية الأم هي أن تقول لولدها: «لا أحب أن تفعل كذا» وسوف تكفي هذه العبارة لأن لا يقترف الولد ذاك الفعل المكروه لدى أمّه.

لماذا لا يحظى الآباء والأمهات بهذا الاحترام؟ إذ كان يجب على الأمّهات أن يحفظوا هذا الاحترام للأب بحيث عندما يدخل الأب للبيت، يقوم الجميع باحترامه ويستقبلوه ثم يجلسوا أمامه باحترام. كما كان ينبغي للآباء أن لا يجرحوا مشاعر الأمهات ويعطفوا عليهن لكي يتعلّم الأبناء ولا يجرحوا مشاعر أمهاتهم. هذه القضايا هي أركان التربية في الأسرة. فنحن إن هدمنا أركان التربية في البيت فلن يصلح مستوى التديّن الفردي لدى الناس وإن صلح إنسان على الرغم من سوء أسرته فغالبا لا يكون إنسانا راقيا وصالحا جدّا.

سماحة الشيخ على رضا بناهيان

المصدر:شبکه المعارف