emamian

emamian

الثلاثاء, 22 آب/أغسطس 2023 20:53

خطأ فادح نرتكبه بعد تنظيف الأسنان

وقال طبيب الأسنان آلان كلارك إن نظافة الفم الجيدة لها القدرة على تغيير روتينك اليومي، وزيادة صحتك وتعزيز ثقتك بنفسك، ولكن من المهم القيام بذلك بشكل صحيح.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة غسل الفم بالماء بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة. فوفقا للمدير السريري وطبيب الأسنان الرئيسي في Paste Dental، كلارك، حان الوقت للتخلي عن هذه العادة.

وقال: "قد يبدو الأمر غير منطقي، لكن الشطف مباشرة بعد غسل الأسنان بالفرشاة يزيل معجون الأسنان الغني بالفلوريد الذي يبقى على أسنانك. الفلوريد هو بمثابة بطل خارق لمينا الأسنان، حيث يحميها من قوى التحلل".

وقدم الدكتور كلارك بعض النصائح الإضافية عندما يتعلق الأمر بروتين تنظيف أسنانك وفق روسيا اليوم.

وقال: حياتنا عبارة عن زوبعة من النشاط، وفي بعض الأحيان، حتى تنظيف أسناننا بالفرشاة يبدو وكأنه سباق.

وأضاف: الدكتور كلارك، لكن أسنانك تستحق بعض الوقت الجيد أيضا. الرقم السحري هنا هو دقيقتان، دقيقتان من التنظيف المركز بالفرشاة.

ونصح قائلا: "استخدم حركات دائرية لطيفة على الأسنان، للوصول إلى كل زاوية وركن. فكر في الأمر كتعبير إبداعي عن حب الذات، وابتسامتك على أنها تحفة فنية".

وقال الدكتور كلارك إن أسنانك العلوية والسفلية تشبه الثنائي الديناميكي لفمك. إنها تلعب أدوارا مختلفة، وتستحق بعض العناية الجيدة.

وتابع: "نظّف أسنانك العلوية برفق. وبالنسبة لأسنانك السفلية، قم بالتنظيف لأعلى بنفس الرقة".

وفي لقائه، اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس الشعب الجزائري إبراهيم بوغالي، أكد رئيسي على استعداد الجمهورية الإسلامية لمشاركة تجاربها وإنجازاتها التقنية مع دولة الجزائر الصديقة والشقيقة.

ووصف الرئيس الإيراني زيارة رئيس البرلمان الجزائري الحالية لطهران، منعطفا في سير العلاقات الآخذة بالنمو بين البلدين، وقال: إن تفعيل نشاطات اللجنة الاقتصادية المشتركة، ووضع خارطة طريق مشتركة، من شأنه القيام بدور فاعل في تسريع وتسهيل الإجراءات الهادفة إلى تطوير التعاون الثنائي بمختلف المجالات.

وعلى صعيد آخر ثمّن رئيس الجمهورية الإسلامية مواقف دولة الجزائر الصريحة حيال مصالح العالم الإسلامي ودورها في الكشف عن حقيقة الكيان الصهيوني وسياساته الإجرامية.

كما أشار إلى مآرب دول الهيمنة وعلى رأسها الكيانان الأميركي والصهيوني الرامية إلى منع ازدهار العلاقات بين الدول المستقلة، واستطرد: إيران والجزائر لديهما مواقف مشتركة من القضايا الإقليمية والدولية، وبذلك يستطيع البلدان إقامة تعاون بناء ومثمر لمصالح شعبيهما وسائر الشعوب المسلمة

وقال مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، في بيان على موقعه، إنه "بموجب المادة 7 من بروتوكوله، يكرر الإعراب عن قلقه العميق إزاء عودة الانقلابات العسكرية لأنها تقوض الديمقراطية والسلام والأمن والاستقرار، فضلا عن التنمية في القارة".

وكرّر "إدانته القاطعة للانقلاب العسكري الذي وقع في 26 يوليو (تموز) 2023 في النيجر، والذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم".

ورحب بالبيانين الختاميين الصادرين عن الاجتماعين الاستثنائيين لقادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في 30 يوليو 2023 وفي 10 أغسطس.

وأكد أنه يتابع قرار إيكواس بنشر قوات احتياطية في النيجر، وطلب من مفوضية الاتحاد الإفريقي "إجراء تقييم للآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لذلك وتقديم تقرير إلى المجلس".

وجدد التأكيد على "تضامنه الكامل مع جهود إيكواس في التزام الأخيرة المستمر باستعادة النظام الدستوري بالوسائل الدبلوماسية"، كما طلب من مفوضية الاتحاد الإفريقي "تعيين ونشر ممثل سامي لتعزيز جهود الوساطة التي تبذلها المجموعة".

وقرر الاتحاد أن "يعلق على الفور مشاركة جمهورية النيجر في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي وأجهزته ومؤسساته حتى الاستعادة الفعالة للنظام الدستوري في البلاد".

ودعا جميع الدول الأعضاء في الاتحاد والمجتمع الدولي، إلى "رفض هذا التغيير غير الدستوري للحكومة والامتناع عن أي إجراء من شأنه أن يمنح الشرعية للنظام غير القانوني في النيجر".

وكرر الاتحاد مطالبته "بالإفراج الفوري وغير المشروط عن بازوم وجميع المعتقلين، واحترام حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك حماية سلامتهم الجسدية والنفسية".

وأيّد الاتحاد قرار إيكواس فرض إجراءات عقابية على النيجر، مع ضمان تطبيقه التدريجي وتقليل تأثيره غير المتناسب على المدنيين.

وطلب من مفوضية الاتحاد الإفريقي بالتعاون مع إيكواس، أن تجمع وتقدم بسرعة قائمة بأسماء أعضاء المجلس العسكري ومؤيديهم العسكريين والمدنيين، بما في ذلك المتورطون في انتهاك حقوق الإنسان، وتطبيق إجراءات عقابية فردية بحقهم".

ورفض الاتحاد "بشدة أي تدخل خارجي من قبل أي جهة فاعلة أو أي دولة خارج القارة في شؤون السلام والأمن في إفريقيا، بما في ذلك ارتباطات الشركات العسكرية الخاصة في القارة".

السعودية "واس" ان الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ترأس اليوم الثلاثاء جلسة مجلس الوزراء السعودي، في قصر السلام بجدة.

واشار مجلس الوزراء السعودي، الى الخطوات المتخذة تجاه تنفيذ اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض؛ بما في ذلك مباشرة سفيري البلدين مهام أعمالهما.

واعرب عن التطلع إلى بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وكان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان زار المملكة العربية السعودية يوم 17 أغسطس على رأس وفد رفيع تلبية لدعوة نظيره السعودي وبحث خلال هذه الزيارة اجراءات استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.

كشفت دراسة أميركية عن مجموعة من الفوائد الصحية والغذائية لاستهلاك الهيل، بما في ذلك زيادة الشهية وفقدان الدهون وتقليل الالتهابات، مما يجعل هذه التوابل "طعاما ممتازا".

وأجرت الدراسة شركة "تكساس إيه. أند. أم. أغريلاف"، وقادتها الدكتورة لويس سيسنيروس زيفالوس، أستاذ البستنة وعلوم الأغذية في كلية الزراعة وعلوم الحياة في جامعة تكساس إيه. آند. إم.، ونشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت".

 

زيفالوس قالت إن الدراسة تظهر أن الهيل يمكن أن يكون خيارا غذائيا صحيا، وأن استهلاكه يمكن أن يساعد في الحفاظ على وزن الجسم النحيل وتقليل الدهون.

 

 

نكهة عشبية دافئة

ويعد الهيل نوعا من التوابل الشائعة في أجزاء كثيرة من العالم ويجب أن توسع نتائج الدراسة من شعبيتها، وتمتاز بنكهة عشبية دافئة ورائحة تمزج بين الكافور والنعناع والفلفل.

وقالت زيفالوس، "الهيل هو نوع من التوابل غير معروف كثيرا في الولايات المتحدة، لكنه شائع جدا في أجزاء أخرى من العالم. ما وجدناه هو أن هذه التوابل الصغيرة يمكن أن تحرق السعرات الحرارية وتحافظ على وزن الجسم مع زيادة الشهية واستهلاك الطعام".

وأجريت الدراسة على الحيوانات واستخدمت جرعات مختلفة من بذور الهيل في نظام غذائي منتظم، ووجد الباحثون أن الهيل يزيد الشهية ولكنه يزيد أيضا من استهلاك الطاقة وتقليل كتلة الدهون.

كما قدمت الدراسة جرعات تقديرية للإنسان – 77 ملليجراما على الأقل من المنشطات الحيوية للهيل لشخص بالغ يبلغ وزنه حوالي 60 كيلوغراما.

 

وذكرت أنه يمكن الحصول على هذه الجرعة المفيدة من تناول ما لا يقل عن العدد من 8 إلى 10 حبات هيل كل يوم.

وأكدت الدراسة أن الهيل يعدل الدوائر العصبية التي تنظم تحلل الدهون في الأنسجة الدهنية والتمثيل الغذائي التأكسدي للميتوكوندريا في الكبد والعضلات الهيكلية، فيما أشارت دراسات أخرى إلى أن للهيل خصائص مضادة للالتهابات.

 

وقالت زيفالوس، "اكتشف فريقنا فرصة رائعة لاستخدام الهيل كمحفز للصحة العامة".

وختمت الباحثة، "يمكن استخدام بذور الهيل في صناعات مختلفة، بما في ذلك صناعة الرياضة والأطعمة الوظيفية والمكملات الغذائية لتحسين إنتاج الأطعمة الصحية".

الأحد, 20 آب/أغسطس 2023 20:32

التبيين الزينبيّ

لقد حملت السيّدة زينب (عليها السلام) مهمّة الأنبياء ورسالتهم بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، المتمثّلة بالتبيين للناس، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾[1]. وبمراجعة أحداث كربلاء، ولا سيّما بعد الشهادة، وخلال مسير السبي، نلحظ مواقفَ متعدّدة للتبيين الزينبيّ، وقد ورد بأسلوبَين: الحوار أحياناً، والخطابة في أحيان أخرى.

عنصران أساسيّان لافتان في التبيين الزينبيّ، يشكّلان نقطة القوّة ونقطة القدوة في صناعة التبيين الجهاديّ في مواجهة الظلم والطغيان:

العنصر الأوّل: قوّة الشخصيّة في التبيين: والتي تظهر في التغلّب على كلّ الظروف المحيطة؛ ليكون التبيين فاعلاً ومؤثّراً، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه): «خطبتُها التي لا تُنسى في أسواق الكوفة لم تكن كلاماً عاديّاً، ولم تكن موقفاً عاديّاً لشخصيّة كبرى... لاحظوا قوّة الشخصيّة، كم هي قويّة هذه الشخصيّة. فقدت في تلك الصحراء أخاها وقائدها وإمامها مع كلّ هؤلاء الأعزّاء والشباب والأبناء، وهذا الجمع المؤلَّف من بضع عشرات من النساء والأطفال، قد أُسروا وأُحضروا على مرأى من أعين الناس، وحُملوا على نياق الأسْر، وجاء الناس ينظرون إليهم، وكان بعضُهم يُهلِّل وبعضُهم كان يبكي، ففي مثل هذه المحنة، تسطع فجأةً شمسُ العظمة، فتستعمل اللهجةَ نفسَها التي كان يستعملها أبوها أميرُ المؤمنين وهو على منبر الخلافة مخاطباً أُمّته، تنطق بالطريقةِ نفسِها وباللهجةِ نفسِها، وبالفصاحة والبلاغة، وبذلك السموّ في المضمون والمعنى: «يا أهلَ الكوفة، يا أهل الغدر والختل!»[2]، أيّها المخادعون، أيّها المتظاهرون: لعلّكم صدّقتكم أنّكم أتباعُ الإسلام وأهلِ البيت، لقد سقطتم في الامتحان، وصرتم في الفتنة عُمْياً، «هل فيكم إلّا الصَّلف والعُجْب والشَّنف والكذب، ومَلَقُ الإماء، وغمز الأعداء»[3]، إنّ تصرّفكم وكلامكم لا ينسجمان مع قلوبكم. لقد غرّتكم أنفسكم، وظننتم أنّكم مؤمنون، وتصوّرتم أنّكم لا زلتم ثوريّين، ظننتم أنّكم لا زلتم أتباعَ أمير المؤمنين، في حين أنّ واقع الأمر لم يكن كذلك. لم تتمكّنوا من الصمود والنجاح في الفتنة، ولم تتمكّنوا من النجاة بأنفسكم ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾[4]، فقد أصبحتم كالتي بدّلت الحرير أو القطن إلى خيوط، ثمّ أرجعت تلك الخيوط ونقضتها إلى قطن أو حرير، فبدون بصيرة ووعيٍ للظروف، وبدون تمييز بين الحقّ والباطل، أبطلتم أعمالكم، وأحبطتم سوابقكم. الظاهر ظاهر الإيمان، واللسان مليء بالادّعاءات الجهاديّة، أمّا الباطن فهو باطنٌ أجوفُ خالٍ من المقاومة، مقابل العواصف المخالفة. فهذا ما يُعدّ تحديداً آفات تصيب المجتمع»[5].

العنصر الثاني: بيان الحقائق للناس: يقول سماحة الأمين العامّ (حفظه الله): «في جهاد التبيين، بيّنت [السيّدة زينب (عليها السلام)] الحقائق. نقلت ما حصل: الخلفيّات والأهداف، بطريقة واضحة وجريئة وشجاعة ومؤثّرة، وفضحت المجرمين، وزلزلت عروشهم، حتّى وصل يزيد إلى مرحلة يقول: ما قام به ابن زيادٍ جعلني مكروهاً لدى كلّ المسلمين. ما كان هذا ليحصل... لولا جهادُ التبيين. إنّ كل ما حصل بعد كربلاء من ثورات، ومن قيام، ومن فضح ليزيد، وإسقاط ليزيد، ولنظام آل أبي سفيان، وهذا الامتداد الهائل إلى اليوم لهذه الحادثة، هو ببركة جهاد التبيين الذي قادته زينب والسجّاد (عليهما السلام)، ومعهما هذه الثُلّة الطاهرة من نساء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)... وإلّا كيف كان يمكن التغلُّب على إجراءات يزيد وهو كان حاكماً مطلقاً لديه الولاة والعساكر، ووعّاظ السلاطين، والشعراء الذين كانوا ينظّمون له الشعر الذي يريد مقابل المال خوفاً أو طمعاً، ولديه الآلة الضخمة لنشر الإشاعات والأكاذيب والافتراءات على امتداد العالم الإسلاميّ. كان لديه إمكانات هائلة.

الحسين (عليه السلام) واجه بالإمكانات المتاحة، أقصى الإمكانات المتاحة. ما هي الإمكانات المتاحة؟ كانت الدم الذي يجري في عروق الحسين (عليه السلام) وصحبه، والصوت الذي يخرج من حنجرة زينب والسجّاد (عليهما السلام) والنساء. هنا انتصر الدم الحسينيّ والصوت الزينبيّ على السيف، وهذا ما بقي لنا إلى اليوم».



[1] سورة إبراهيم، الآية 4.
[2] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج45، ص109.
[3] المصدر نفسه.
[4] سورة النحل، الآية 92.
[5] من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 21/04/2010م.

الأحد, 20 آب/أغسطس 2023 20:30

الغِنى والتوكُّلِ

عَنِ الإمامِ زينِ العابدينَ (عليه السلام): «ما استغنى أحدٌ باللهِ، إلَّا افتقرَ الناسُ إليه؛ ومَنِ اتَّكلَ على حُسْنِ اختيارِ اللهِ عزَّ وجلَّ لهُ، لمْ يتمنَّ أنَّهُ في غيرِ الحالِ التي اختارَها اللهُ تعالى له»[1].

يَحْمِلُ المؤمنُ في شخصيَّتِه صفاتٍ وملكاتٍ تؤهِّلُهُ لكي يقومَ بما أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ، ويؤدِّيَ التكاليفَ الملقاةَ عليه على المستويَينِ الفرديِّ والاجتماعيِّ.

ويجمعُ كلامُ الإمامِ زينِ العابدينَ (عليه السلام) صفتَينِ في غايةِ الأهمِّيَّة، مَنْ يَتَحَلَّ بهما يفُزْ بنتائجَ مهمَّةٍ في حياتِه، وتنعكِسُ في سلوكِه وتعامُلِه مَعَ الأمور:

الصفةُ الأولى: الغِنى باللهِ عزَّ وجلَّ: بأنْ تكونَ علاقةُ الإنسانِ باللهِ عزَّ وجلَّ علاقةَ العبوديَّةِ التامَّة، والتي تَبرزُ فيها صِفةُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو الذي يكفُلُ لَهُ كلَّ ما يحتاجُ إليهِ في هذه الدنيا؛ إيماناً بقولِه تعالى: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾[2].

والخطوةُ المهمَّةُ للوصولِ إلى ذلك، ما وردَ عَنْ رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه): «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِ غَيْرِهِ»[3].

ثمَّ القناعةُ بمعنى أنْ يرى في ما يصِلُه كفايةً، فلا يطمعَ بالمزيد، فعَنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ، فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ»[4].

ثمَّ عدمُ رجاءِ أحدٍ مِنَ الناس، فعَنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «الغنى الأكبرُ، اليأسُ عمَّا في أيدي الناس»[5].

الصفة الثانية: الاتّكالُ على اللهِ عزَّ وجلَّ: بأنْ يكونَ الاعتمادُ على اللهِ عزَّ وجلَّ وحدَهُ، مَعَ الاعتقادِ بأنَّ مقاليد الأمور بيدِه، وأنَّه يختارُ لعبادِه ما فيه مصالحُهُم. وتفسيرُ التوكُّلِ كما وردَ في حديثِ النبيِّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه) عَنْ جَبرائيل: «العِلمُ بأنَّ المَخلوقَ لا يَضُرُّ ولا يَنفَعُ، ولا يُعطي ولا يَمنَعُ، واستِعمالُ اليَأسِ مِنَ الخَلقِ؛ فإذا كانَ العَبدُ كذلكَ، لَم يَعمَلْ لأحَدٍ سِوَى اللَّهِ، ولَم يَرْجُ ولَم يَخَفْ سِوَى اللَّهِ، ولَم يَطمَعْ في أحَدٍ سِوَى اللَّهِ؛ فهذا هُو التَّوكُّلُ»[6].

وبابُ التوكُّلِ أيضاً هو الثقةُ باللهِ عزَّ وجلَّ، كما وردَ عنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنْ وَثِقَ باللَّهِ، توكَّلَ عليه»[7].

وعلامَةُ التوكُّلِ هو ما وردَ في صِفَةِ النبيِّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه) على لسانِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «لمْ يكن رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه) يقولُ لشيءٍ قد مضى: لو كانَ غيرَه»[8].

وهذا يكشِفُ عَنِ امتلاكِ العبدِ مقامَ الرضا، وهو أعلى الطاعاتِ للهِ عزَّ وجلَّ؛ والطاعةُ هي قِوامُ العبوديَّة، فعَنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «رأسُ طاعةِ اللهِ، الرضا بما صنعَ اللهُ فيما أحبَّ العبدُ وفيما كَرِه»[9].

ختاماً، نعزِّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجَّلَ اللهُ تعالى فَرَجَهُ الشريف)، ووليَّ أمرِ المسلمين، والمجاهدينَ جميعاً، بذكرى شهادةِ الإمامِ عليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدينَ (عليه السلام) في الخامسِ والعشرينَ مِنْ شهرِ المحرَّمِ، سنةَ 95 هجريَّة.



[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج‏75، ص142.
[2] سورة هود، الآية 6.
[3] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص139.
[4] المصدر نفسه.
[5] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص534، الحكمة 342.
[6] الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص261.
[7] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص432.
[8] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص63.
[9] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص197.

الأحد, 20 آب/أغسطس 2023 20:28

سيِّدُ شهداءِ الأوّلينَ والآخرين

عَنْ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ (عليه السلام) -في ختامِ كتابِه للأشترِ لمَّا ولَّاه مصرَ-: «وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَة، أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكَ لِمَا فِيهِ رِضَاهُ... وَأَنْ يَخْتِمَ لِي وَلَكَ بِالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ»[1].

إنَّ طلبَ الشهادةِ، والرغبةَ فيها كانتا القاعدةَ التي سارَ عليها أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ، الذينَ كانوا يتوسَّلونَ إليهِ سبحانَه لينالوا شرفَها؛ إذ أفضلُ ما تُختَمُ به الحياةُ هو الشهادة.

ولقافلةِ الشهداءِ سيِّدٌ مِنَ الأوَّلينَ والآخِرينَ هوَ الإمامُ الحسينُ (عليه السلام)، فقدْ وردَ في كتابِ «كاملِ الزيارات» عَنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام)، عَنْ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) عَنِ اللهِ عزَّ وجلَّ في الحسينِ بنِ عليٍّ (عليهما السلام): «بورِكَ مِن مَولودٍ، عَلَيهِ بَرَكاتي وصَلَواتي ورَحمَتي ورِضواني؛ ونَقِمَتي ولَعنَتي وسَخَطي وعَذابي وخِزيي ونَكالي  عَلى مَن قَتَلَهُ وناصَبَهُ وناواهُ ونازَعَهُ، أما إنَّهُ سَيِّدُ الشُّهَداءِ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وسَيِّدُ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلقِ أجمَعينَ، وأبوه أفضَلُ مِنهُ وخَيرٌ، فَأَقرِئهُ السَّلامَ، وبَشِّرهُ بِأَنَّهُ رايَةُ الهُدى، ومَنارُ أولِيائي، وحَفيظي وشَهيدي عَلى خَلقي، وخازِنُ عِلمي، وحُجَّتي عَلى أهلِ السَّماواتِ، وأهلِ الأَرَضينَ، وَالثَّقَلَينِ الجِنِّ وَالإِنسِ»[2].

لقدْ خصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ الحسينَ بنَ عليٍّ (عليهما السلام) بلقبِ سيِّدِ الشهداءِ مِنَ الأوَّلينَ والآخِرين، وكلُّ مَنِ التحقَ بركْبِ الشهداءِ فقدْ أصبحَ في قافلةِ سيِّدِها الحسينِ بنِ عليٍّ (عليهما السلام)، الذينَ خصَّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ بعظيمِ المقامِ الذي يعجزُ عنْ وصفِه الإنسان. وقدْ أشارَ إمامُنا الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّه) إلى هذا الأمرِ بشكلٍ واضحٍ في كلماتِه؛ كقولُه: «ما الذي بوسعِ إنسانٍ قاصرٍ مثلي أنْ يقولَ عَنِ الشهداءِ الأعزّاءِ الذينَ قالَ اللهُ تعالى في شأنِهم تلكَ الكلمةَ العظيمة: ﴿أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[3]، وهل يُمكنُ بالقلمِ والبيانِ والكلامِ التعبيرُ عَنِ الالتحاقِ باللهِ واستضافةِ مقامِ الربوبيّةِ للشهداء؟ أليسَ هذا مقامَ: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾[4] الذي رأى الحديثُ الشريفُ مصداقَه في سيِّدِ الشهداءِ والمظلومين؟ وهلْ هذهِ الجنَّةُ هيَ التي يدخُلُها المؤمنونَ أمْ لطيفتُها الإلهيّة؟ هلِ الالتحاقُ والارتزاقُ عندَ ربِّ الأربابِ هوَ هذا المعنى البشريّ، أم أنَّهُ رمزٌ إلهيٌّ أسمى وفوقَ تصوُّرِ البشرِ الترابيّ؟»[5].

إنّ عَظَمةَ الشهيدِ تتجلَّى في الإيثارِ العظيمِ؛ كونُه يبذلُ روحَهُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، يقولُ الإمامُ السيِّدُ عليٌّ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه) في معنى الشهيدِ وحقيقتِه: «الشهيدُ هوَ الإنسانُ الذي يُقتَلُ في سبيلِ الأهدافِ المعنويّة، ويضحّي بروحِه -التي هي الجوهرُ الأصليُّ لكلِّ إنسان- لأجلِ الهدفِ والمقصدِ الإلهيّ. واللهُ المتعالي يردُّ على هذا الإيثارِ والتضحيةِ العظيمةِ بأنْ يجعلَ ذكرَ ذلكَ الشخصِ وفكرَه حاضرَينِ دائماً في أُمَّتِه، ويبقى هدفُه السامي حيّاً. هذه هي خاصيَّةُ القتلِ في سبيلِ الله. فالأشخاصُ الذين يُقتَلونَ في سبيلِه يحيَون، أجسادُهم تموتُ، ولكنَّ وجودَهُمُ الحقيقيُّ يبقى حيّاً».

 


[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص445، الكتاب 53.
[2] ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص70.
[3] سورة آل عمران، الآية 169.
[4] سورة الفجر، الآيتان 29 و30.
[5] الإمام الخمينيّ (قدس سره)، صحيفة الإمام (الترجمة العربيّة)، ج‏17، ص116.

قائد الثورة الإسلامية، وصف خلال لقاء أعضاء المؤتمر الوطني لتكريم شهداء محافظة أردبيل، أردبيل بأنها من المناطق التي لعبت دورًا بارزًا في تاريخنا وجاء ذلك خلال .

وأضاف، لأردبيل حق كبير علي  إيران  وقد قلت لإخواني وأخواتي خلال اللقاء مع أهالي أردبيل قبل سنوات قليلة  أن أهالي أردبيل قد فعلوا شيئين عظيمين لإيران. واحد هو عمل وطني والآخر عمل ديني. المهمة الوطنية هي خلق وحدة في البلاد وهذا يعني أن هذه الوحدة والتلاحم الذي تشاهدونها اليوم في إيران هو عمل قامت به الحكومة الصفوية. كما إن نشر وترويج مذهب أهل البيت (ع) كان عملهم الديني.

وتابع، من المهم الحفاظ على طريق الشهداء ونقل سيرتهم العملية إلى جيل الشباب وعلى كل من العلماء والمفكرين والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين أن يضطلعوا بدورهم في هذا المجال.

وأضاف، ان طريقة المواجهة مع الحرب المعرفية والاقتصادية والسياسية والأمنية لجبهة العدو هي الاستمرار في طريق الشهداء والعمل على دروسهم المتمثلة في المجاهدة والصمود والمقاومة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية، الماضي الأكاديمي والجهادي والاستشهادي والتواجد في المجالات التي تجددت فيها الحياة الوطنية فيها سواء كانت الحياة السياسية والعلمية أو الجهاد أو الاستقلال هوية أردبيل.

وأضاف، ان ثماني سنوات من الدفاع المقدس. تكشف دور مقاتلينا ومناضلاتنا وشهدائنا في فك العقد وحل المشاكل وبعد فترة الدفاع المقدس التي دامت ثماني سنوات، انتهت الحرب العسكرية ضدنا ، لكن الحرب المعرفية، والاقتصادية ، والسياسية ، والأمنية اشتدت يومًا بعد يوم، واستمرت حتى اليوم.

وتابع، تم تحييد وإحباط كل هذه الحروب  بفضل الصمود  وبركات المقاومة والشهداء  لذا ، فإن الطريق واضح لنا. الطريق هو طريق النضال، والمقاومة  والمثابرة.

ويعتقد قائد الثورة الاسلامية أن حب الإمام الحسين (ع) لا يختص المسلمين فقط  ولفت الى ان اليوم الطوائف من المسلمين وغير المسلمين ، مثل المسيحيين والزرادشتيين والهندوس يعبرون عن حبهم للإمام الحسين عليه السلام. واعتبر مسيرة  الأربعين مؤشرا على القيمة التي أعطاها الله تعالى لدماء الشهداء وطريق الشهداء ، داعيا إلي الحفاظ عليها.

وصول هذه القوات، التي ستنضم الى أكثر من 30 ألف جندي أميركي يتمركزون في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، تزامن مع "تحذيرات" اطلقتها القوات الامريكية، للسفن التجارية والناقلات، من الاقتراب من المياه الإيرانية، في محاولة مفضوحة لتعكير صفو الامن في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز، من دون وجود اي مبرر لكل هذه الضجة المفتعلة.

اللافت اكثر هو ما اعلنه مسؤول أميركي في بداية آب/أغسطس، من ان بلاده "تستعد لوضع أفراد من مشاة البحرية على متن ناقلات تجارية عابرة للخليج الفارسي في إطار خطة دفاعية إضافية"، الامر الذي اعتبره المراقبون، اجراء استعراضي، لاثبات ان امريكا لن تترك المنطقة، بعد التقارب الايراني السعودي، وتوثيق الصين لعلاقاتها مع دول منطقة الخليج الفارسي، التي كانت تعتبرها امريكا منطقة نفوذ لها دون منازع.

ان امريكا تعلم قبل غيرها ان خطة وضع "فزاعات" المارينز على سفن تجارية، لا يمنح امريكا اي امتياز عسكري، بل سيزيد من نقاط ضعفها، الامر الذي يعكس احباطها وقلة حيلتها في التعامل مع التطورات التي شهدتها منطقة الخليج الفارسي، وانفتاحها دولها على الصين وتقاربها مع ايران.

ليس امام امريكا من خيار، يغنيها عن كل هذا الضجيج والصخب الاعلامي ، والاستعراض المضحك للقوة، سوى الكف عن التعرض للناقلات التي تنقل النفط الايراني، بذريعة تطبيق قوانينها الاحادية الجانب، المفروضة على الشعب الايراني، وهذا الخيار فقط هو الذي يحول دون ان تقع "فزاعاتها" الموجودة على سفنها التجارية في قبضة القوات المسلحة الايرانية، وعندها عليها ان تدفع ثمنا باهظا من سمعتها وهيبتها التي باتت لا تخيف احدا.

اخيرا نذكر امريكا، في حال تجرأت على اعتراض ناقلة ما في اعالي المحيطات، تنقل نفطا ايرانيا بهدف سرقته، بالناقلة سويز راجان التي تحمل نفطا ايرانيا، والمتوقفة بالقرب من جالفستون الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا من هيوستون منذ 30 مايو أيار، دون تتجرأ شركات الشحن من الاقتراب منها وافراغ حمولتها، رغم محاولات مشرعين امريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حث الرئيس جو بايدن وإدارته على إيجاد حل للتأخير المستمر منذ شهور في تفريغ شحنة النفط الايراني.

وجاء في خطاب السناتور الجمهوري جوني إرنست والسناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال ومشرعون آخرون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، الى بايدن وكبار مسؤولي الإدارة "إن تطبيق عقوبات النفط سيصبح بلا معنى إذا ظل المواطنون الأمريكيون والشركات الأمريكية ذات الصلة خائفين دوما من رد الفعل الإيراني"!!.

كل هذا الخوف الامريكي جاء بعد تحذير ايران من مغبة الاقتراب من شحنة نفطها المسروقة، لذلك على امريكا ان تعيد النفط لاصحابه ، ولا تكرر حماقة الاقتراب من ناقلات النفط الايرانية مرة اخرى، فمثل هذه العنتريات ستضع امريكا في موقف لا تحسد عليه امام العالم، الذي تأكد له ان ايران بلد يرد بالمثل حتى على امريكا، التي تعتبر الدولة الوحيدة في العالم، الى جانب الكيان الاسرائيلي، التي تهدد الملاحة البحرية في العالم، دون ان تحسب حسابا لردود فعل الاخرين.