emamian

emamian

تونس تشهد توترا منذ قرار الرئيس سعيّد بحل البرلمان والانفراد بالسلطة في 2021 (رويترز-أرشيف)

شهدت العاصمة التونسية مسيرة مناهضة للتمييز العنصري وللدفاع عن حقوق المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بدعوة من ناشطين وحقوقيين احتجاجا على تعرض هؤلاء لما وُصف بتعامل عنصري في تونس.

وانطلقت المسيرة من أمام مقر نقابة الصحفيين باتجاه شارع الحبيب بورقيبة، تنديدا بما عدّه المشاركون فيها "تمييزا عنصريا وخطابا فاشيا" يستهدف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء.

وكان من بين المنظمات الداعية للمسيرة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى نقابة الصحفيين.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر قوله إن المسيرة تأتي لتأكيد أن تونس لن تكون عنصرية وفاشية، وستضمن الحقوق لكل المهاجرين بصرف النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم أو وضعيتهم الإدارية.

وأضاف بن عمر -على هامش المسيرة- أن خطاب الرئيس قيس سعيّد شكل خطرا كبيرا على المهاجرين غير النظاميين في تونس، وبإمكانه أن يهدد حياة المهاجرين التونسيين غير النظاميين في أوروبا. وتابع أنه لا بد أن تتحمل الدولة مسؤوليتها من أجل وقف حملات التضييق على المهاجرين.

تصريحات سعيّد

وكان سعيد دعا الثلاثاء الماضي -عقب ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن القومي (أعلى سلطة أمنية بالبلاد)- إلى وضع حد لما قال إنه تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، معتبرا الأمر ترتيبا إجراميا يهدف إلى تغيير تركيبة تونس الديموغرافية.

وبعد تنديد أحزاب ومنظمات حقوقية بهذا التصريح، ووصْفه "بالعنصري"، عاد سعيّد وصرح الخميس الماضي بأن من يتحدث عن تمييز عنصري في تونس هو طرف يبحث عن الفتنة، محذرا من المساس بالمقيمين في البلاد من دول أفريقيا بصفة قانونية.

وحسب الأناضول، فإن عشرات المهاجرين الأفارقة يقصدون تونس سنويا بهدف الهجرة منها نحو بلدان الاتحاد الأوروبي عبر البحر المتوسط.

في الأثناء، عبّرت وزارة الخارجية التونسية عن استغرابها من البيان الصادر عن مفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن وضعية الجاليات الأفريقية في تونس، وقالت إن موقف المفوضية بُني على فهم مغلوط لمواقف السلطات التونسية، كما رفضت الوزارة ما ورد بالبيان من عبارات واتهامات قالت إنه لا أساس لها من الصحة.

البيان الأفريقي

وكان بيان للاتحاد الأفريقي دان مواقف الرئيس التونسي قيس سعيّد بشأن المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، ودعا دوله الأعضاء إلى الامتناع عن أي خطاب كراهية له طابع عنصري قد يلحق أذى بأشخاص.

ودان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي -في بيان صدر الجمعة الماضي- "تصريحات السلطات التونسية الصادمة ضد مواطنينا الأفارقة، التي تتعارض مع روح منظمتنا ومبادئنا التأسيسية".

وذكّر جميع البلدان -لا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي- بأن عليها الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، أي معاملة جميع المهاجرين بكرامة، والامتناع عن أي خطاب كراهية له طابع عنصري قد يلحق الأذى بأشخاص، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الأساسية.

وكرر موسى فكي "التزام المفوضية بدعم السلطات التونسية لحل قضايا الهجرة بهدف جعل الهجرة آمنة وكريمة ونظامية".

من جهتها، قالت سفارة مالي في تونس الجمعة الماضي -في بيان- إنها تتابع "باهتمام بالغ وضع الماليين" في البلاد، متحدثة عن "لحظات مقلقة جدا". ودعت الماليين إلى "الهدوء واليقظة"، و"مَن يرغبون في التسجيل إلى العودة الطوعية".

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

اكد قائد قوة الجوفضاء في الحرس الثوري العميدامير علي حاجي زادة ان ايران قادرة على استهداف السفن الحربية الاميركية من على بعد الفين كيلومتر موضحا بأن عدم تخطي هذا المدى هو مراعاة للاوروبيين الذين عليهم ان يحافظوا على احترام انفسهم ايضا.

وقال العميد حاجي زادة في مقابلة مع التلفزيون الايراني مساء اليوم الجمعة حول خصائص الصاروخ الفرط صوتي الايراني بأن لهذا الصاروخ محرك يتم تشغيله عند اقترابه مسافة 400 الى 500 كيلومتر من الهدف وان منظومات هذا الصاروخ تمكنه من استهداف اية نقطة يريدها، وان سرعته تفوق 13 ماخ (سرعة الصوت).

واوضح العميد حاجي زادة ان الصاروخ الفرط صوتي هو صاروخ قادر على المناورة خارج الغلاف الجوي والتحرك في اتجاهات مختلفة ، وله محرك يبدأ بالعمل عند اقترابه من الهدف مسافة 300 أو 400 أو 500 كيلومتر ويبدأ بالمناورة.

واضاف : سرعة الصاروخ الفرط صوتي الايراني تفوق 12 الى 13 ماخ ، ومن اهم خصائص  الصاروخ الفرط صوتي هو سلب امكانية تتبعه من قبل منظومات الدفاع الصاروخي للعدو ، واقول بكل ثقة بأن الأعداء لايمكنهم ان يصنعوا مثيلا لهذا الصاروخ حتى بعد مضي عدة عقود.

وحول موعد ازاحة الستار عن هذا الصاروخ الفرط صوتي اوضح قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري "نظرا لخروج الصاروخ الفرط صوتي من الغلاف الجوي فنحن نبحث عن طريقة لازاحة الستار عنه، اذا لم يثق الاميركيون بذلك فذلك ليس مهما وفي يوم المواجهة ستتوضح الأمور.

كما كشف العميد حاجي زادة عن دخول صاروخ كروز " باوه" الخدمة بمدى 1650 كيلومتر ، وبث التلفزيون الايراني مشاهد عن تحليق هذا الصاروخ وتدميره لهدفه.

وقال العميد حاجي زادة ان تسمية هذا الصاروخ جاءت تيمنا باسم الشهداء الذين استشهدوا في محافظة كردستان الايرانية (ضد المناوئين للثورة الاسلامية) وعند اشارته الى مدى هذا الصاروخ قال العميد حاجي زادة " هذا لا يحتاج الى شرح وعلى الآخرين ان ينتبهوا لأنفسهم".

 

 

كما اشار العميد حاجي زادة الى قدرات الصواريخ الباليستية الايرانية قائلا : ان صواريخنا البعيدة المدى تم خفض اوزانها الى الربع، وازدادت فعاليتها ، ومن حيث دقة الاصابة فان جميع صواريخنا هي نقطوية وتم تقليص الفترة اللازمة للاطلاق الى السدس.

واضاف بأن الحرس الثورى وقوات الجوفضائية كانت تبحث منذ البداية عن شل قدرة الماكينة الحربية الاميركية ، وقال" ان للاميركيين عددا من مكامن القوة ونحن سعينا الى ضرب مكامن التفوق هذه وجعلها غير مجدية".

وفيما  اشار العميد حاجي زادة بأن كافة القواعد الاميركية في المنطقة هي تحت اشراف ومراقبة ايرانية كاملة ، اكد بأن هذه القواعد اصبحت "كاللقمة تحت أسناننا" وتحولت الى نقطة ضعف للاميركيين واننا سنوجه الضربات اليها كلما دعت الحاجة.

 وتابع: ايران قادرة على استهداف السفن الحربية الاميركية من على بعد الفين كيلومتر موضحا بأن عدم تخطي هذا المدى هو مراعاة للاوروبيين الذين عليهم ان يحافظوا على احترام انفسهم ايضا.

كما اشار العميد حاجي زادة الى قصف قاعدة عين الاسد الاميركية بعد استشهاد الفريق قاسم سليماني قائلا " ان هدفنا من قصف قاعدة عين الاسد لم يكن قتل الجنود الاميركيين بل كنا نريد كسر سطوة الاميركيين ، ان الهدف الرئيسي للثأر هم القادة الذين اصدروا امر الاغتيال" وتابع " كنا ننتظر رد الاميركيين وكنا جاهزين لاطلاق 400 صاروخ في المرحلة الاولى لكنهم لم يردوا".

وشدد قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري ان ايران بلغت قدرات جديدة في مجال الصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية، فتحت الطريق امام اطلاق اقمار صناعية بأوزان أكبر ومدارات أبعد ، ونظرا للاعمال التي انجزت خلال السنوات الماضية فان الظروف قد اصبحت مؤاتية للقيام بـ "قفزات" في المسقبل وستكون هناك قفزات كبيرة خلال عام او عامين وان الموجة التي بدأت بالحركة ستتحول الى تسونامي، وهناك اخبار سارة ستسمعونها في المستقبل عن هذا المجال.

وفيما يتعلق بالطائرات المسيرة اشار العميد حاجي زادة الى الطائرة المسيرة العملاقة شاهد 149 المعروفة باسم "غزّة" موضحا ان هذه الطائرة قادرة على التحليق لفترة زمنية طويلة وتستطيع حمل 9 قنابل في آن واحد.  

كما اشار الى الطائرتين المسيرتين شاهد 136 وشاهد 131 معتبرا اياهما من الطائرات المسيرة الانتحارية التي لا نظير لهما في العالم وتتمتعان بقدرات كبيرة.

وتم خلال هذه المقابلة المتلفزة عرض مشاهد من تحليق الطائرة المسيرة "غزّة".

 

 

كما اشار العميد حاجي زادة الى الحرب التي شنها النظام العراقي السابق على ايران في الثمانينات، قائلا ان اميركا تقف خلف كل هذه الاحداث وان العديد من الحروب التي اشعلت كان المراد منها جرها نحو ايران لكن مع التدابير الحكيمة لسماحة قائد الثورة الاسلامية تم السيطرة على هذه الحروب خارج الحدود الايرانية وان الغفلة ازاء هذا الأمر ستتسبب بحدوث مشاكل لايران.

وقال: بمعزل عن التعاليم الاسلامية والقرآنية وما يحكم به العقل والتجربة والمنطق بضرورة اعداد القوة ، فان مجرد النظر الى احداث الـ 40 عاما الاخيرة يضعنا امام الحرب العراقية على ايران والغزو الاميركي للعراق والعدوان السعودي على اليمن وظهور الجماعات الارهابية والتكفيرية والحروب التي خاضها حزب الله في لبنان، واضاف " ان المصلحة الاميركية هي زعزعة الامن في منطقتنا ونظرا الى المعارك التي جرت خلال العقود الاربعة الماضية يمكن القول بان منطقتنا على خط للخضات الأمنية ، كما ان حتى جذور النزاع الروسي الاوكراني وكذلك النزاع مع الصين حول تايوان ، كلها تعود الى اميركا.

 

 

حسين الشيخ رئيس وفد السلطة والمسؤول عن التنسيق مع إسرائيل يجلس على يمين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (مواقع التواصل)

أعربت فصائل فلسطينية السبت عن رفضها مشاركة السلطة في اجتماع غدا الأحد بمدينة العقبة الأردنية بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والأردن، بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القمة ستناقش الخطة الأميركية للقضاء على المقاومة بالضفة الغربية.

وفي وقت سابق السبت، أكد مسؤول فلسطيني كبير أن السلطة الفلسطينية ستشارك يوم الأحد في اجتماع بمدينة العقبة الأردنية بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والأردن، في المقابل دانت فصائل المقاومة الفلسطينية قرار السلطة واعتبرته طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني.

وقال المسؤول إن هدف الاجتماع هو التوصل إلى تفاهمات حول فترة انتقالية تضمن وقف إسرائيل كافة الإجراءات الأحادية من استيطان وهدم واقتحامات لمدة 6 أشهر، يتمّ خلالها التحضير للتهدئة والانتقال إلى مسار أكثر اتساعا.

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية رفضت مشاركة أطراف عربية أخرى أبدت استعدادها لذلك.

وأشار المسؤول إلى أن الأردن ومصر والولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لمنع انفجار الأوضاع خلال شهر رمضان والأعياد اليهودية في مارس/آذار المقبل.

ونقلت مروحية عسكرية أردنية الوفد الفلسطيني من رام الله الذي يضم حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية، ونبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، ومجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني.

 

كشف قائد قوة الجوفضاء التابعة لحرس الثورة الاسلامية في ايران العميد أمير علي حاجي زادة عن دخول صاروخ كروز 'باوة' الخدمة بمدى1650 كيلومترا.

تيمنا باسم شهداء الأمن في محافظة كردستان الايرانية، دخل صاروخ كروز ' باوه' الخدمة، يتحرك هذا صاروخ بمدى 1650 كم عند ارتفاع يبلغ 50 مترا فوق سطح الأرض ويصيب الهدف بدقة، يتم إطلاقه من منصة الإطلاق باستخدام معزز للوقود الصلب، وبعد فصل هذا المعزز عن الجسم الرئيسي، يتم فتح جناحيه وتشغيل المحرك الرئيسي.

وصرح قائد قوة الجوفضاء في الحرس الثوري العميد امير علي حاجي زادة خلال لقاء تلفزيوني مع القناة الاولى الإيرانية أن ايران تمتلك صاروخ هايبر سونيك الفرط صوتي والذي يحتوي على محرك يتم تشغيله عند اقترابه مسافة 400 الى 500 كيلومتر من الهدف وان منظومات هذا الصاروخ تمكنه من استهداف اية نقطة يريدها وان سرعته تفوق 13 ماخ (سرعة الصوت).

هو صاروخ قادر على المناورة خارج الغلاف الجوي والتحرك في اتجاهات مختلفة ومن اهم خصائص الصاروخ الفرط صوتي هو سلب امكانية تتبعه من قبل منظومات الدفاع الصاروخي للعدو، وبأن الأعداء لايمكنهم ان يصنعوا مثيلا لهذا الصاروخ حتى بعد مضي عدة عقود.

وحول موعد ازاحة الستار عن هذا الصاروخ الفرط صوتي اوضح قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري قائلا:"نظرا لخروج الصاروخ هايبر سونيك الفرط صوتي من الغلاف الجوي فنحن نبحث عن طريقة لازاحة الستار عنه، اذا لم يثق الاميركيون بذلك فهذا ليس مهما وفي يوم المواجهة ستتوضح الأمور".

وعن قدرات الصواريخ الباليستية الايرانية قال العميد حاجي زاده ان الصواريخ البعيدة المدى الايرانية تم خفض اوزانها الى الربع وازدادت فعاليتها ومن حيث دقة الاصابة فهي نقطوية وتم تقليص الفترة اللازمة للاطلاق الى السدس وأن ايران الان قادرة على استهداف السفن الحربية الاميركية من على بعد الفين كيلومتر، موضحا بأن عدم تخطي هذا المدى هو مراعاة للاوروبيين الذين عليهم ان يحافظوا على احترام انفسهم ايضا علما أن كافة القواعد الاميركية في المنطقة اصبحت 'كاللقمة تحت أسناننا' وتحولت الى نقطة ضعف للاميركيين واننا سنوجه الضربات اليها كلما دعت الحاجة.

وشدد قائد قوات الجوفضاء في الحرس الثوري ان ايران بلغت قدرات جديدة في مجال الصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية وفيما يتعلق بالطائرات المسيرة، اشار العميد حاجي زادة الى الطائرة المسيرة العملاقة شاهد 149 المعروفة باسم 'غزة'، موضحا أنها قادرة على التحليق لفترة زمنية طويلة وتستطيع حمل 9 قنابل في آن واحد، كما اشار الى الطائرتين المسيرتين شاهد 136 وشاهد 131 معتبرا اياهما من الطائرات المسيرة الانتحارية التي لا نظير لهما في العالم وتتمتعان بقدرات كبيرة.

 

 

المصدر :العالم

الأحد, 26 شباط/فبراير 2023 13:21

التفكير والذكاء عند الطفل

التفكير:

استخدام المعرفة السابقة في حلِّ المشكلات، وتشمل نشاطين مهمين:

  • التفكير الناقد:

القدرة على توليد الاختيارات والمسوغات، وقبول المنطق والبرهان.

  • التفكير الإبداعي:

إعادة ترتيب ما يعرف بطريقة تؤدي إلى معرفة ما لا يعرف.

وتظهر مهارات التفكير في الفعالية والقدرة على التعلم الذاتي، وتنظيم شؤون الحياة، والإنتاج في المجتمع، والتعاون، واتخاذ القرار المناسب، والابتكار، والإبداع، والتمييز في الخيارات المتعددة.

 

الذكاء:

قيل: هو صفة كلية للدماغ موروثة، ومنها تشتق كافة القدرات التفكيرية، وقيل: تعود بنسبة 80% إلى الوراثة و20% إلى البيئة، وأنّها تنمو من خلال الخبرات، والتعامل مع الكبار، ويمكن تحسينه وتنميته بالتدريب.

وقيل: التفكير مكوّن من مجموع لأنواع عدة من الذكاء منفصل بعضها عن بعض، وتعليم التفكير ينبغي أن يوجه لتنمية كلّ نوع من أنواع الذكاء المتعددة، وهي:

1-    الذكاء اللغوي:

وهو بحاجة إلى تمرين يومي للنطق، والاستماع، والقراءة والكتابة، والكلام الداخلي، والمعرفة، والأداء.

2-    الذكاء الرياضي (المنطقي):

ويتكامل مع مراحل نمو الإنسان، فيظهر في إدراك استمرارية الأشياء في الوجود، وتمييز صفات الأجسام وتحولاتها، وإدراك مفهوم العدد، والعمليات الحسابية المادية، ثمّ العمليات المجردة التي تستخدم الرموز والكلمات للدلالة على الأشياء، والقدرة على ربط المقدمات بالنتائج، والأسباب بالمسببات، ويتضمن افتراضات منطقية ضمنية، وحلِّ المشكلات في العلوم التطبيقية.

3-    الذكاء البصري:

وهو فهم العالم المادي المرئي، وإعادة تصوير الخبرة المرئية في الذهن، وفهم العالم الخارجي، وهو مفتاح حلّ المشكلات، والرؤية الشاملة للخيالات المتناقضة.

4-    الذكاء الحركي:

وهو ضبط الحركات، واستعمال العضلات، وفيه: التعامل مع الأشياء، والتركيب والبناء، والرمي، والركل، والقبض، والالتفات، واللياقة، والجري، والقفز، والتدحرج، والتسلق، والسباحة، والتوازن، والاتصال والتفاهم غير اللفظي.

5-    الذكاء الاجتماعي:

وهو فهم الذات، والعلاقة مع الآخرين، وإدارة تلك العلاقة، والتعبير عنها بصورة تمكن من أداء مهمات الحياة بنجاح، ويمر بمراحل:

تبدأ من العلاقة بين الطفل وأُمّه، ويظهر فيها التركيز على الأنا منذ سن الثانية حتى مرحلة المراهقة.

ثمّ تأتي مرحلة النضج الاجتماعي؛ أي: الشعور بالمجتمع وأهمية تكوين العلاقة السوية معه، ويحتاج في ذلك: القدرات الطبيعية، والمثيرات من الوالدين والمعلمين، والمجتمع الثقافي المناسب لينقح قدراته ويثقفها، ويتبلور ذلك في نشاطات تعليمية تهيئ للطلاب تنمية المهارات والاتجاهات والقيم.

 

أوّلاً- تصميم برامج خاصة لتنمية التفكير:

1-    تسريع التفكير:

ويرتكز على تنمية مهارات التفكير في مجال العلوم، وتكوّن من ثلاثين نشاطاً، تعطى لها حصة إضافية مدتها ساعة ونصف على مدى سنتين بمعدل نشاط واحد كلّ أسبوعين، ويعتمد:

أ‌)       المناقشات الصفية بين المعلم والطلاب حول النشاط المعني.

ب‌)  التضارب المعرفي: بتعريض الطلاب لمشاهدات وخبرات مفاجئة متعارضة مع توقعاتهم وخبراتهم السابقة، مما يدعوهم إلى إعادة النظر في بنيتهم المعرفية وطريقة تفكيرهم.

ت‌)  التفكير فيما وراء التفكير: إيجاد وعي عند المتعلّم، لإدراك معنى ما يقول وما يفعل، ولماذا يعمل بهذه الطريقة، ونوع التفكير المستخدم في حلِّ المشكلة.

ث‌)  الربط: ربط الخبرات المتحصلة من النشاط الذي يقوم به الطالب، مع خبرات الحياة العملية، ومع المواد الأخرى، لإخراج الخبرات التعليمية من الإطار النظري إلى ميدان التطبيقات العملية.

2-    تحسين التفكير:

بتقسيم التفكير إلى ستة أنواع لكلّ منها لونٌ خاصٌّ من العمائم:

أ‌)       تفكير العمامة البيضاء: يستند على الحقائق والأرقام والحصاءات، حيث لا مجال للعواطف.

ب‌)  تفكير العمامة الحمراء: يخرج العواطف والانطباعات بوضوح ويجلبها إلى منطقة الوعي؛ ليسهل التحكم بها.

ت‌)  تفكير العمامة السوداء: تفكير ناقد يبرز النواحي السلبية في الموضوع بالاستناد إلى أسباب ومسوغات منطقية، يساعد في جعل صورة الموضوع واقعية ومتكاملة مع مراعاة تلافي الانسياق في التشاؤم، لأنّ ذلك يقود إلى التهرب من تحمل المسؤولية.

ث‌)  تفكير العمامة الصفراء: تفكير إيجابي متفائل يبحث عن الجوانب الإيجابية في الموضوع، مع مراعاة تلافي الانسياق فيه؛ لأنّه يقود إلى أحلام اليقظة.

ج‌)   تفكير العمامة الخضراء: تفكير ابتكاري إبداعي يقدم بدائل مختلفة، وأفكاراً جديدة غير عادية.

ح‌)   تفكير العمامة الزرقاء: تفكير في التفكير، وهو ضابط وموجه ومرشد يتحكم في توجيه أنواع التفكير الخمسة السابقة، ويقرر التنقل بينها.

3-    مهارات التفكير:

لتنميتها في المرحلة الابتدائية بالتركيز على مهارات التعلم الذاتي، وهي: الاستنتاج، والتصنيف، وتكوين الأنماط، والاكتشاف، والتلخيص، والتوقع العلمي، وتعريف الطلاب بمصادر المعرفة والحصول عليها كاستخدام المكتبة، والاستفادة من المراجع والموسوعات والقواميس.

 

ثانياً: تنمية مهارات التفكير من خلال المقررات الدراسية:

بتصميم نشاطات دراسية، وتوزع على المواد الدراسية بطريقة تكاملية، ومن نماذجه:

1-    التفكير الاستقلالي:

وفيه يتعلم المفاهيم من خلال: عرض المعلومات أمام المُتعلم، وتوضيح معنى المفهوم بأمثلة تؤيده، وأخرى تناقضه، ثمّ يصوغ مع طلابه تعريفاً له، ثمّ اختبار تحقق المفهوم بأمثلة إضافية، والتأكيد على المفهوم بأمثلة جديدة، ثم تحليل استراتيجية التفكير بالمناقشة التي يقوم بها الطلاب للفرضيات.

2-    التفكير الانتقائي:

وفيه تطرح أمثلة متعددة للمفهوم، ويترك الطلاب لينتقدوا الأمثلة، ويصنفونها، ثمّ يختبر اكتسابهم للمفهوم بأمثلة إضافية، ويعاد صياغة التعريف، ثم تحلِّل استراتيجية التفكير من خلال مناقشة الأفكار والفرضيات.

3-    التفكير الاكتشافي:

يوضع الطلاب في مواقف تعليمية، تجعلهم يجربون اكتشاف بنية الموضوع الدراسي، مما يثير حب الاستطلاع لديهم، ويثير دافعيتهم للتعلم، ويتم التعلم الاكتشافي بأسلوبين:

أحدهما: يتم فيه توجيه الطلاب بأسئلة حول مشكلات تثير اهتمامهم وتفكيرهم؛ للبحث عن الحلِّ.

والثاني: حر، يشترك فيه الطلاب من خلال الحدس والتفكير التحليلي.

كشفت دراسات نمو الطفل وتطوره المعرفي، أنّه يولد ولديه الميل الفطري للاكتشاف والاستقصاء والتساؤل والتخمين، ولكن عادة ما يحصل تغيير سلبي في عملية التعليم في عمر ثلاث أو أربع سنوات، ويمكن تسمية هذا التغيير (هدماً)، حيث يتعلّم الطفل أن يتوقف عن الإجابات التي تتضمن التخمين والإبداع، عندما تواجه جهوده بالرفض لعدد من المرات، وبدلاً منها يصبح يوجه الأسئلة مباشرة إلى الكبار، فهو يتعلم أنّ الإجابات لا تعتمد على ما يفكر ويؤمن به، بل على ما يفكر ويؤمن به أحد الوالدين أو المعلم، فيبدأ بالتصرف بسلبية، بالاعتماد على سلطة الآخرين بدلاً من الاستمرار في التدرب على إيجاد الروابط والتخمين والإبداع، وبدلاً من زيادة مهاراته في الاكتشاف، والربط، والمقارنة، وربط المعلومات، فإذا لم يكن يعرف الإجابة الدقيقة، أو لم يكن قد فهم ما رآه بشكل كامل، فإنّه ينتظر شرح الآخرين، فإمّا أن تكون البيئة (البيت والمدرسة) مساندة تعمل على الكشف عن طاقاته الإبداعية ورعايتها، أو تكون غير مساندة، تعمل على تجاهل هذه الطاقات وتدميرها.

4-    التفكير الاستقرائي:

ويتكوّن من ثلاث استراتيجيات هي:

1-    تكوين المفهوم بوضع العناصر في قوائم ومجموعات وفئات.

2-    تفسير البيانات بتحديد العلاقات وشرحها، والوصول إلى الاستدلال.

3-    تطبيق المبادئ بوضع التوقعات وشرحها ودعمها والتحقق منها.

المطلوب لتنمية التفكير عند الأطفال:

1-    حلّ المشكلات الخاصة، والقيام بدور إيجابي في هذا، بعيداً عن الحلول الجاهزة، مع تدريبه على إدراك المشكلة من جميع جوانبها، وافتراض الحلول، وتقييم هذه الحلول بطريقة موضوعية، ومحاولة وضعها موضع التنفيذ.

2-    تنمية خيال الطفل بطريقة سليمة.

3-    التجريب واكتشاف الأشياء واستطلاع البيئة المحيطة، والكشف عن خواص الأشياء وتجريبها، وممارسة ألعاب البناء والتركيب، والرسم والقصُّ والتكوين.

4-    الانتباه للفروق الفردية، والعمل على تنمية استعدادات الفرد وقدراته إلى أقصى حدودها وإمكانياتها.

5-    إثارة اهتمامهم بالمشكلات المختلفة، والإحساس بها، للبحث والتماس الحلول المبتكرة المناسبة.

6-    ممارسة أنشطة إبداعية وتذوقها، مثل الرسم، والتصوير، والأشغال الفنية، والهوايات، والابتكارات التقنية، والتصميم، وكتابة الشعر والقصة، وهنا يجد الطفل نفسه مبتكراً، يبدأ إنتاجه الفني بمعارفه السابقة، ثمّ يضيف إليها من ذاته وأحاسيسه وعواطفه وأفكاره، فيخرج إبداعاته الأولى التي تمهد لإعداده ليكون فرداً مبدعاً.

7-    تنمية الملاحظة الدقيقة، والتقاط الظواهر ذات القيمة، التي تبدو كأنّها حدثت مصادفة (سقوط التفاحة عن الشجرة)، وتشجيعهم على تفسير هذه الظواهر، واختبار التفسيرات المختلفة، والتحقق من صحّتها.

8-    التدريب على الصبر والمثابرة وبذل الجهد المتصل، فالمبدعون يتميزون دائماً بالقدرة الفائقة على تحمل العناء.

9-    التدريب على التفكير الناقد الذي يحسن التعليل والتحليل وربط الأسباب بالنتائج، وتقييم الأمور بطريقة موضوعية.

الكاتب: عبد الله محمّد الدرويش

المصدر: كتاب الأطفال الطريق إلى المستقبل

 

الأحد, 26 شباط/فبراير 2023 13:19

الإسلام والقضايا الإنسانية

قال تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة/ 8).

 

الهدف:

بيان بعض القضايا التي ترتبط بالجانب القِيَمي في الحياة الإنسانية.

 

المقدمة:

رفع الإسلام لواء الدفاع عن الإنسان في كافّة قضاياه الإنسانية، ولذلك نرى أنّ من أهمّ السياسات التي نادت بها الشريعة الإسلامية نصرة الشعوب المستضعفة والمحرومة والمغتصبة حقوقها ورفع الظلم والجور والحيف عنها والذي يتمظهر اليوم بضرورة شجب واستنكار ما يجري اليوم من سرقة ونهب ثروات الشعوب وخيراتها ومدّخراتها واستعمار أراضيها وقمع أهلها من التعبير عن آلامهم ومشاكلهم، وتركها ترزح تحت وطأة الفقر والمرض والعوز، بغض النظر عن دينها أو المذهب الذي تعتقده وتنتسب إليه، فإنّه من سمع منادياً يستغيث بالمسلمين ولم يجيبوه فليسوا بمسلمين.

 

محاور الموضوع:

1- نشر العدل: والذي يعتبر من أسمى الأهداف الإسلامية وغاية حركة الأنبياء والرسل.

وعن رسول الله (ص): "عدلُ ساعة خيرٌ من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها، وجورُ ساعة في حكم أشدُّ وأعظم عند الله من معاصي ستين سنة".

وعن الإمام الكاظم (ع) في تفسير قوله تعالى: (يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (الروم/ 19)، قال: "ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيا الأرض لإحياء العدل، ولإقامة الحدّ لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً".

2- مواجهة الفتن: قال تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت/ 1-2)، والآية واضحة في أنّ ابتلاء الفتنة واقع لعموم الناس، وأنّ عنوان الإيمان مرتبط بأدائهم إبّان الفتنة، ففي الرواية عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (ع) بعد أن تلا الآية، قال لي: ما الفتنة؟ فقلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدِّين، قال (ع): "يُفتنون كما يُفتن الذهب، ثمّ قال: يخلصون كما يخلص الذهب".

قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة/ 193)، فالإسلام نادى بمواجهة الفتن التي تحيد بالإنسان عن جادّة الهدى وتدخله في زواريب المحسوبيات الضيقة وتبعده عن الأعمال القربوية التي تسلك به إلى الله، ولذلك عبّرت الآية أنّ المراد مواجهة أرباب الفتن أن يكون الدين لله وحده.

3- مواجهة حكّام الجور: قال تعالى: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه/ 43)، فالطغيان من أكبر الأمور التي يمارسها حكّام الجور كمظهر من مظاهر الإساءة بها لإنسانية الإنسان، ولذلك جاء الأمر الإلهي بالذهاب إلى فرعون، هذا الأمر الإلهي الذي يوجب علينا التوجّه إلى كلّ فرعون في كلّ زمان ومكان للوقوف في وجه الطغيان استنفاداً لإنسانية الإنسان من التشوّه والضياع.

وهذا ما نقرأه في سيرة نبي الله إبراهيم (ع) ومواجهته مع النمرود وعيسى (ع) ومواجهته للرومان في عهده ورسول الله (ص) ومواجهته لأجلاف قريش، وغيرهم من الأنبياء على طول التأريخ، وكذا الحال في سيرة الأئمّة الأطهار ووقوفهم في وجه حكّام الجور الذين كانوا يلبسون لباس الدين ويحكمون بغير ما أنزل الله تعالى.

4- رفع الاضطهاد: والذي يتمثّل اليوم باستعمار بعض البلاد واستعباد شعوبها وسرقة خيراتها ونهب ثرواتها وعدم تقديم الحدّ الأدنى لها من ضرورات العيش ومستلزمات الحياة اليومية من التعليم أو الطبابة أو ما شاكل من أنواع الخدمات الأساسية للإنسان.

5- مواجهة الظلم: قال تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (هود/ 113)، وفي ذلك تشديدٌ في الأمر الإلهي إذ قرن الركون إلى الظالم بدخول النار مباشرةً، وجعل تعالى في آياتٍ أخرى هلاك الظالمين سنةً من السنن الإلهية التي لا تتبدّل ولا تتحوّل إذ قال تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا...) (يونس/ 13)، وقال تعالى: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا...) (النمل/ 52).

6- تقوية المستضعفين: قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص/ 5)، أي نصرة قضاياهم العادلة بغضّ النظر عن دينهم أو مذهبهم، وهذا يعتبر من أهم سياسات الدعوة الإسلامية، وفي حركة نبيّ الله يوسف (ع) خير شاهد على ذلك، فقد وقف إلى جانب الشعب المصري في سِني القحط والجوع وعمل على تأمين قوتهم وغذائهم وهم ما زالوا على غير دين التوحيد، وما ذلك إلا لوجوب الوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة في قضاياها العادلة والإنسانية.►

 

خرجت في مدينة صعدة، صباح اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة تحت عنوان (الوفاء للشهيد الصماد، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتحذير للعدوان).

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام اليمنية والفلسطينية، وصورا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وللشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي وللرئيس الشهيد صالح الصماد، ولافتات الحرية المنددة بالسياسة الأمريكية الاستعمارية وبالعدوان الأمريكي السعودي على بلادنا ومنددة بالحصار.

ورددوا هتافات التضامن مع الشعب الفلسطيني والرافضة للعدوان على فلسطين واليمن، منها (شعب قادته شهداء.. لن يتنازل للأعداء)، (الشعب اليمني حاضر.. نحو الأقصى ومبادر)، (مطالبنا إنسانية.. لن تسقط بالتقادم)، (آخر تحذير للعدوان.. ارحل من يمن الإيمان)، (أمريكا لازم ترحل.. والبريطاني المحتل).

أدى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الجمعة، صلاة الجنازة على جثمان عقيلة الشهيد آية الله مرتضى مطهري الذي كان أحد المقربين للامام الخميني رضوان الله عليه.

وأدى قائد الثورة الإسلامية، اليوم الجمعة، صلاة الجنازة على جثمان السيدة اعظم (عالية) روحاني عقيلة الشهيد آية الله مرتضى مطهري، رفيقة وعضد العلامة الشهيد.

كما ادى صلاة الجنازة ، جمعا من ذوي أسرة الشهيد مطهري واقاربه. 

اكد قائد الثورة الاسلامية "الامام السيد علي الخامنئي"، بان الدور القيادي والسامي لمجلس خبراء القيادة في ايران، يجسد التلاحم بين ركيزتي "الجمهورية" و"الاسلامية" اللتين انطلق منهما نظام الجمهورية الاسلامية باعتباره نظاما قائما على سيادة الشعب وتعاليم الاسلام المبين في ايران، وقال : ان القاعدة الشعبية التي يتميز بها النظام الاسلامي الايراني تشكل رصيدا وطنيا وحجة الهية على عاتق العلماء وجميع المسؤولين بان يدأبوا على الاحتفاظ بهذه الثروة العظيمة.

وفيما هنأ بحلول شهر شعبان المبارك واعياده البهيجة، لفت قائد الثورة الى ان مجلس خبراء يعتمد بشكل تام على راي الشعب الذي ينتخب اعضاءه عبر التصويت، وفي الوقت نفسه يضم رجال دين كبار، ليظهر الهوية الدينية لنظام الجمهورية الاسلامية الحاكم في ايران.

واعتبر سماحته، مكانة وثقل واهمية مجلس خبراء القيادة، اسمى من كافة المراكز والمؤسسات القيادية في ايران الثورة؛ مبينا ان هذا المجلس يتولى مسؤولية تعيين القيادة الى جانب دوره الرقابي الذي يضمن استمرار توفر الشروط لدى القائد، وبما يلقي مسؤولية كبرى في عاتق اعضائه، حيث لا تقبل اي اعذار بشان التقصير قبالها في محضر الباري تعالى. 

وصرح الامام الخامنئي، ان الشرط الرئيسي الذي ينبغي على القيادة احرازه، يكمن في قدراتها على صون مسيرة البلاد وتوجه الاقسام الاساسية المكونة للنظام نحو الاهداف الغائية والمبدئية للثورة وعدم ابتعادها عن مسارها الرئيسي، لتجنيب الثورة الاسلامية مصير سائر الثورات التي انحرفت عن اهدافها.

كما نوه سماحته، الى ضرورة اهتمام مجلس خبراء القيادة بسائر القضايا الوطنية، وقال : ان ذلك يشكل مطلبا صائبا لدى القيادة، وبما يلزم على اعضاء المجلس القيام بكافة المهام المكولة اليهم.

ولفت في جانب اخر من تصريحاته لاعضاء مجلس الخبراء اليوم، الى المسيرات الحماسية في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الـ 44، مؤكدا بان هذه المحلمة اظهرت جانبا اخر من القاعدة الشعبية الرصينة التي يرتكز عليها النظام الاسلامي في ايران، متسائلا : في اي بلد يمكن العثور على هكذا حضور شعبي عظيم من اجل قضية سياسية ما، كما يحدث في ايران على مر العقود الاربعة الماضية؛ حيث الجماهير الحاشدة لابناء الشعب الايراني بجميع نحله وافكاره رجالا ونساء وشيوخا واطفالا وشبابا؟

وشدد سماحته، على المسؤولين والعلماء بان يكونوا عند المسؤولية قبال هذا الشعب الايراني الابي المتواجد في الساحات، والحفاظ على هذا الرصيد الوطني العظيم، وتلبية مطالبه.

وأعتبر قائد الثورة، أن القاعدة الشعبية العظيمة من جانب والتهديدات والتحديات من اجل الحؤول دون الحضور الجماهيري في الساحات، أمرا حيويا بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية؛ داعيا العلماء الذين يشغلون مناصب حكومية من عدمه، القيام بجهاد التبيين حفاظا على هذا الرصيد الوطني الكبير، والتحلي بالتقوى والصدق وتجنب الشبهات واخلاص العمل ابتغاء لمرضاة الباري تعالى والدعوة بالافعال وليس بالاقوال فقط، بانه يعزز الثقة والامل في قلوب المواطنين.

وأوصى الامام الخامنئي، العلماء بالتواصل مع الشباب وطلاب الجامعات والحضور في اجتماعاتهم، وفتح قنوات الحوار معهم ومعالجة هواجسهم الذهنية بالكلام والبيان والمنطق الحديث.

يذكر انه في مستهل هذا اللقاء، قدم نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، "حجة الاسلام رئيسي"، تقريرا حول المحاور الثلاثة الذي تناولها المجلس خلال اجتماعه الرسمي الحادي عشر.

إنّ الحديث عن الإمام السجّاد عليه السلام وكتابة سيرته عمل صعب، لأنّ أساس تعرّف الناس إلى هذا الإمام تمّ في أجواء غير مساعدة إطلاقاً. ففي ذهن أغلب كتّاب السيرة والمحلّلين أنّ هذا الإنسان العظيم قد انزوى للعبادة ولم يكن له أي تدخّل في السياسة. حتّى أنّ بعض المؤرّخين وكتّاب السيرة ذكروا هذه المسألة بشكل صريح. أمّا الّذين لم يقولوا هذا الأمر بصراحة فإنّ مفهومهم عن حياة الإمام السجّاد عليه السلام ليس سوى هذا الأمر.

وهذا المعنى موجود في الألقاب الّتي تُنسب إليه والتعابير الّتي يطلقها الناس عليه. كما يطلق عليه بعض الناس لقب "المريض"، في حين أنّ مرضه لم يستغرق أكثر من عدّة أيّام في واقعة عاشوراء. ومن الطبيعيّ أنّ كلّ إنسان يمرض في حياته عدّة أيّام. وإن كان مرض الإمام للمصلحة الإلهيّة حتّى لا يُكلّف هذا العظيم بالدفاع والجهاد في سبيل الله في تلك الأيّام، ويبقى حيّاً بعد والده لمدّة 35 أو 34 سنة، ليستطيع في المستقبل أن يحمل الحمل الثقيل للأمانة والإمامة على عاتقه.

ويظنّ بعض الناس أنّ الإمام فيما لو أراد أن يقاوم نظام بني أميّة لكان ينبغي أن يرفع راية المقاومة العسكرية، أو أن يلتحق بالمختار، أو عبد الله بن حنظلة، أو أن يقودهما معلناً بذلك المقاومة المسلّحة بكلّ وضوح. لكنّنا نفهم من خلال النظر إلى ظروف زمان الإمام السجاد عليه السلام أن هذا ظنٌّ خاطئ. وذلك بالالتفات إلى هدف الأئمّة عليهم السلام .

لو قام الأئمّة عليهم السلام ومن جملتهم الإمام السجّاد عليه السلام في تلك الظروف بمثل هذه التحرّكات العلنية والسلبية، فباليقين لما بقي للشيعة باقية. ولما بقيت الأرضية لاستمرار ونموّ مدرسة أهل البيت ونظام الولاية والإمامة فيما بعد.

لهذا نجد أنّ الإمام السجّاد عليه السلام في قضيّة المختار لم يعلن التعاون معه. وبالرغم مما جاء في بعض الروايات عن ارتباطٍ سريّ بينهما، إلاّ أنّه ودون شكّ لم يكن ارتباطاً علنياً. حتّى قيل في بعض الروايات إنّ الإمام السجّاد عليه السلام كان يذمّ المختار. ويبدو هذا الأمر طبيعياً جداً من ناحية التقيّة. وذلك حتّى لا يُشعر بوجود أيّ ارتباط بينهما. مع العلم بأنّ المختار فيما لو انتصر فإنّه بالتأكيد كان سيعطي الحكومة لأهل البيت عليهم السلام. ولكن في حال هزيمته، ومع وجود أدنى ارتباط واضح وعلنيّ؛ لكانت النّقمة شملت وبشكل قطعيّ الإمام السجّاد عليه السلام وشيعة المدينة واجتثّت جذور التشيّع أيضاً. لأجل ذلك لم يُظهر الإمام عليه السلام أيّ نوع من الارتباط العلنيّ به.

نحن نشاهد بعد صلح الإمام الحسن عليه السلام ، الّذي وقع في السنة الأربعين للهجرة، أنّ أهل البيت لم يلتزموا البقاء داخل البيت والاقتصار على بيان الأحكام الإلهيّة. بل نجد منذ أوّل أيّام الصلح أنّ برنامج كلّ الأئمّة عليهم السلام كان يقوم على تهيئة المقدّمات لإقامة الحكومة الإسلامية بحسب النهج الّذي يرونه. وهذا ما نلاحظه بوضوح في حياة الإمام المجتبى عليه السلام وكلماته.

وفيما بعد وصل الدور إلى الإمام الحسين عليه السلام حيث تابع ذلك المنهج نفسه في المدينة ومكّة ومناطق أخرى حتّى هلك معاوية وجرت واقعة كربلاء.

عندما استشهد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء، وأسر الإمام السجّاد عليه السلام وهو في تلك الحالة من المرض، بدأت في الحقيقة منذ تلك اللحظة مسؤولية الإمام السجّاد عليه السلام.

أنّ الإمام السجّاد عليه السلام كان يسعى لأجل تحقيق ذلك الهدف الّذي كان يسعى لأجله الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام(1)

غير أن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) بعد حادثة عاشوراء وجد نفسه يقف أمام مفترق طريقين(:

إما أن يعمد إلى دفع أصحابه نحو حركة عاطفية هائجة، ويدخلهم في مغامرة، لا تلبث شعلتها بسبب عدم وجود المقومات اللازمة فيهم أن تخمد وجذوتها أن تنطفئ، وتبقى الساحة بعد ذلك خالية لبني أمية، يتحكّمون في مقدّرات الأمة فكرياً وسياسياً.. أو أن يسيطر على العواطف السطحية والمشاعر الفائرة، ويعد المقدمات للعملية الكبرى، المقدمات المتمثلة في الفكر الرائد والطليعة الواعية الصالحة لإعادة الحياة الإسلامية إلى المجتمع، وأن يصون حياته وحياة المجموعة الصالحة لتكون النواة الثورية للتغيير المستقبلي، ويبتعد عن أعين بني أمية، ويواصل نشاطه الدائب على جبهة بناء الفكر وبناء الأفراد.

وبذلك يقطع شوطاً على طريق الهدف المنشود، ويكون الإمام الذي يليه أقرب إلى هذا الهدف. فأي الطريقين يختار؟

لا شك أن الطريق الأول هو طريق التضحية والفداء، لكن القائد الذي يخطط لحركة التاريخ، ولمدى أبعد بكثير من حياته، لا يكفي أن يكون مضحّياً فقط، بل لابد أيضاً أن يكون عميقاً في فكره، واسعاً في صدره، بعيداً في نظرته، مدبّراً وحكيماً في أموره.. وهذه الشروط تفرض على الإمام انتخاب الطريق الثاني.

والإمام علي بن الحسين (عليه السلام) اختار الطريق الثاني مع كل ما يتطلبه من صبر ومعاناة وتحمّل ومشاق، وقدّم حياته على هذا الطريق (سنة 95 هجرية).

الرواية التالية (عليه السلام) تصّور حالة المجتمع الإسلامي بعد مقتل الحسين (عليه السلام)، هذه الحالة التي كانت بمثابة الأساس الذي بنى عليه الإمام السجاد خياره الثاني. يقول الإمام الصادق (عليه السلام):

(ارتدّ الناس بعد الحسين (عليه السلام) إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم أن الناس لحقوا وكثروا، وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول:" كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء").

إنها حالة الهزيمة النفسية الرهيبة التي عمّت المجتمع الإسلامي ابان وقوع هذه الحادثة. فمأساة كربلاء كانت مؤشّراً على هبوط معنويات هذا المجتمع عامة، حتى شيعة أهل البيت. هؤلاء الشيعة الذين اكتفوا بارتباطهم العاطفي بالأئمة، بينما ركنوا عملياً إلى الدنيا ومتاعها وبريقها.. ومثل هؤلاء كانوا موجودين على مرّ التاريخ، وليسوا قليلين حتى يومنا هذا.

فمن بين الآلاف من مدّعي التشيّع في زمن الإمام السجاد (عليه السلام) بقي ثلاثة فقط على الطريق.. ثلاثة فقط لم يرعبهم الارهاب الأموي ولا بطش النظام الحاكم، ولم يثن عزمهم حبّ السلامة وطلب العافية، بل ظلّوا ملبّين مقاومين يواصلون طريقهم بعزم وثبات. (2)

هنا قد يطرح سؤال وهو أنه: لماذا يقوم الإمام السجاد (عليه السلام) في مرحلة ما بعد الأسر بالاعتدال والتقية ويقضي بالدعاء والاعمال المعتدلة على التحركات الثورية والشديدة، وفي مرحلة الأسر يتصرف بشدة وقوة ووضوح؟

والجواب أن مرحلة الاسر كانت فصلاً استثنائياً، حيث كان الإمام السجاد (عليه السلام)، بمعزل عن كونه إماماً ينبغي أن يهيئ أرضية للحركة لإقامة الحكومة الإلهية والإسلامية، كان اللسان الناطق للدماء المسفوكة في عاشوراء، فالإمام السجاد (عليه السلام) لم يكن هنا في الحقيقة بل كان لسان الحسين (عليه السلام) الصامت الذي تجلّى في هذا الشاب الثوري في الشام والكوفة. فلو لم يكن الإمام السجاد (عليه السلام) شديداً وحاداً وصريحاً في بيان القضايا فلن يبقى في الحقيقة مجال لعمله المستقبلي، لأن مجال عمله المستقبلي دم الحسين بن علي (عليه السلام) الهادر، كما أن دم الحسين كان أيضاً ارضية للنهضات الشيعية في طول التاريخ.

وهكذا ينبغي أن يتم العمل أولاً على تحذير الناس. ثم في ظل هذا التحذير تبدأ المعارضة الأصولية والعميقة والبعيدة المدى. ولا يمكن أن يتحقق هذا التحذير إلاّ باللسان الحاد والشديد.

لذلك كان دور الإمام السجاد (عليه السلام) في هذه المرحلة وكذلك دور زينب (عليه السلام) هو بيان ثورة الحسين بن علي (عليه السلام) . إذ ان معرفة الناس بقتل الحسين ولماذا قتل وكيف قتل سوف تؤثر على مستقبل الإسلام ومستقبل دعوة أهل البيت(عليه السلام)، بعكس الحال فيما لو لم يعرف الناس ذلك. بناءً على هذا، فإنه ينبغي لأجل الإطلاع وتوسعة هذه المعرفة على مستوى المجتمع بذل كل ما يمكن بذله الى اقصى الحدود الممكنة. لهذا تحرك الإمام السجاد (عليه السلام) في هذا الاتجاه مثل سكينة ومثل فاطمة الصغرى ومثل زينب نفسها ومثل كل أسير (كل بقدر استطاعته). لقد اجتمعت كل هذه الطاقات حتى تنثر دم الحسين المسفوك في الغربة في كل المناطق الإسلامية التي مرّوا بها من كربلاء إلى المدينة. وحين دخل الإمام السجاد (عليه السلام) إلى المدينة كان عليه أن يبيّن الحقائق أمام العيون والأنظار الباحثة والسائلة. وقد تم ذلك في أوّل وصوله، لهذا كان هذا الفصل القصير مقطعاً استثنائياً في حياته.(3)


(1 و3) كتاب "إنسان بعمر 250 سنة" للإمام الخامنئي
(2) كتاب "قيادة الإمام الصادق" للإمام الخامنئي