emamian

emamian

الأحد, 26 آذار/مارس 2023 08:11

كيف نجعل استغفارنا مؤثراً؟

يتحدّث الإمام الخامنئي دام ظله عن الاستغفار المؤثِّر وكيفيّته قائلاً: "المسألة الأخرى هي أنّ الاستغفار الّذي يُسهِّل الأمور هو الاستغفار الحقيقيّ والجدّيّ والمتضمّن للطلب الحقيقيّ. افترضوا أنّ أحدكم ابتُلي بمشكلةٍ كبيرة وأراد أنْ يسأل الله رفع ذلك البلاء عنه، كأنْ يواجه أحد أعزّائه مشكلة لا سمح الله، وسعى لحلِّ المشكلة بالطرق العاديّة فلم يُفلح، ثُمّ توسّل بربِّ العالمين ودعاه وتضرّع إليه، لنفترض أنّ إنساناً أُصيب أحد أعزائه بمرض، وتوجّه إلى بيت الله الحرام ليدعو، فكيف وبأيِّ حالٍ سيطلب من الله؟ اطلبوا من الله غفران ذنوبكم بنفس تلك الحال، اطلبوا المغفرة حقيقةً، وقرّروا أنْ لا تُعاودوا ارتكاب ذلك الذنب".
 
"قد يُقرِّر الإنسان أنْ لا يعود لذنب كان قد ارتكبه وتاب عنه، لكنّه يزلّ مجدّداً ويرتكبه، عليه حينها أنْ يُعاود التوبة منه أيضاً، فلو عاد الإنسان عن توبته مائة مرّة، فإنّ باب التوبة مفتوح أمامه للمرّة الواحدة بعد المائة أيضاً، لكنْ عندما تتوب وتستغفر يجب أنْ لا تنوي منذ البداية أنّني استغفر ثُمّ أعود لارتكاب نفس الخطأ والمخالفة، لا يصحّ ذلك.
 
في روايةٍ لأحد الأئمّة عليهم السلام قال: "من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه"([1]). أنْ يفرح الإنسان بذنبه ويردّد بلسانه (أستغفر الله) فهو يسخر بذلك من نفسه، وأيّ استغفار هو ذاك؟! إنّه ليس استغفاراً، فالاستغفار يعني أنْ يعود الإنسان، وأنْ يطلب من الله تعالى بجدٍّ أن يعفو عن عمله السيّئ، فكيف يُقرِّر الإنسان أنْ يعود لمثل ذلك؟ هل يجرؤ في مثل هذه الحالة أنْ يطلب من الله العفو؟ السبّحة في الكفّ، والتوبة على الشفة، والقلب كلّه شوقٌ للمعصية.
 
تضحك المعصية ساخرة من مثل هذا الاستغفار.
 
أيُّ استغفار هذا؟ إنّه استغفارٌ غير كافٍ. ينبغي أنْ يكون الاستغفار جدّيّاً وحقيقيّاً. والاستغفار ليس مختصّاً بفئةٍ من الناس لنقول على الّذين أكثروا المعاصي أنْ يستغفروا، بل على جميع الناس حتّى في مستوى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليه أنْ يستغفر "لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر"([2]) فحتّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليه أن يستغفر...
 
الاستغفار للجميع. لذا لاحظوا الأئمّة عليهم السلام أيّ تحرّق وتململٍ لهم في هذه الأدعية، وبعض الناس يظنّ أنّ الإمام السجّاد صلى الله عليه وآله وسلم تضرّع هكذا ليعلّم الآخرين ذلك، نعم هناك تعليم بالشكل والمضمون، لكنْ الأساس ليس كذلك، أساس المسألة هو حالة الطلب لدى هذا العبد الصالح والإنسان السامي والعظيم، وهذا التضرُّع لله كان منه لنفسه، وهذا الخوف من عذاب الله والميل للتقرّب إلى الله ورضوانه كان منه لنفسه، وهذا الاستغفار والطلب من الله كان حقيقة منه لنفسه.
 
قد يكون الاهتمام بالمباحات في حياتهم كالّلذّة المباحة والأعمال المباحة الأخرى تُصبح في نظر الإنسان الّذي سما إلى تلك الدرجة، تبدو سقوطاً وانحطاطاً، وهو يرغب أنْ لا يقع في إطار الضرورات المادّيّة والجسديّة، وأنْ لا يُعير هذه المباحات وقضايا الحياة العاديّة نظرة أو لمحة، وأنْ يغور أكثر في طريق المعرفة وفي الوادي اللامتناهي للسير نحو الرضوان الإلهيّ وجنّة المعرفة الإلهيّة، وعندما يرى أنّه حرم نفسه من بعض ذلك فإنّه يستغفر، لذا فإنّ الاستغفار للجميع.
 
ليستغفر الجميع، ليستغفر أهل العبادة، والمتوسّطون في العبادة، والذين يكتفون بأقلّ الواجبات، وحتّى أولئك الّذين يتركون أحياناً بعض العبادات الواجبة لا سمح الله، ليلتفت الجميع إلى أنّ علاقتهم هذه مع الله تيسّر أمورهم وتدفعهم إلى الأمام.
 
اسألوا الله تعالى العفو والمغفرة، اسألوا الله أنْ يُزيح عنكم الذنوب المانعة، أنْ يُزيل هذه السحب من أمام شمس فيض لطفه وتفضّله، حتّى يشعّ لطفه على هذه القلوب والأنفس. عندها سترون السمو والعزّة"([3]).
 
توجيهات أخلاقية، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، طبعة دار الوفاء، الثانية المنقحة، ج75، ص 356.
([2]) سورة الفتح، الآية: 2.
([3]) من خطبة صلاة الجمعة. (18/1/1997م)

من الأمور المهمّة التي تساهم في الاستعداد النفسيّ والروحيّ للدخول إلى شهر رمضان بروحٍ مقبلةٍ على الصوم، كعبادة سنوية استثنائية ينتظرها المؤمنون ليعيشوا أيامها ولياليها بخضوعٍ وتذلّلٍ في ضيافة الرحمان، هو استحضار آثار الصوم، فإن له آثاراً وفوائد كثيرة نستعرض بعضها هنا، ومن البديهي أن المقصود هو الصوم الحقيقي الذي لا تشوبه شائبة يمقتها الله عز وجلّ:
 
1- خصالٌ سبعة للصائم:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مؤمن يصوم يوماً من شهر رمضان حاسباً محتسباً إلا أوجب الله تعالى له سبع خصال: أول الخصال: يذوب الحرام من جسده، والثاني: يتقرب إلى رحمة الله، والثالث: يكفّر خطيئته، والرابع: يهوّن عليه سكرات الموت، والخامس: آمنه الله من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادس: براءة من النار، والسابع: أطعمه الله من طيبات الجنة"[1].
 
2- تحقّق ملكة التقوى:
ولا تتحقق التقوى إلا بمراعاة الآداب المعنوية والباطنية للصيام، حيث يمتنع الصائمُ عن الكذب والحسد والغيبة وكل ذنب وإثم كما يمتنع عن الطعام والشراب، ويطهّر قلبه من الوسواس والأحقاد كما يطهر جسمه عن الأوساخ والمفطرات، ويتنزه عن المعاصي والموبقات كما يتنزه عن النجاسات والقذارات، ويترفّع عن البطنة والشره كما يترفّع عن الطمع والتعلّق بالدنيا.
 
3- تقوية إرادة الإنسان:
وقد ذكرنا سابقاً أن إحدى فوائد العبادات وتكرارها تقوية إرادة الإنسان وقوّة نفسه، والصوم منها.
 
روي أن شخصاً جاء إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وكان الإمام يتناول طعامه فرأى أن طعام الإمام في غاية البساطة، فقال علي عليه السلام: "وكأنّي بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ومنازلة الشّجعان، ألا وإنّ الشّجرة البرّيّة أصلب عوداً والرَّواتِع الخَضِرَة أرقُّ جُلوداً والنّابِتات العِذْيَة أقوَى وقوداً وأبطأُ خُموداً، وأنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كالصنو من الصنو والذراع من العضد. والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ولو أمكنت من رقابها لسارعت إليها...."[2]. إذاً فكثرة الطعام ليست علّةً للقوة والقدرة. وقال عليه السلام في حادثة قلع باب خيبر: "والله ما قلعت باب خيبر بقوّة جسدانيّة ولا بحركة غذائيّة ولكنّي أُيِّدتُ بقُوة مَلَكيّة ونفس بنور بارئها مضيئة"[3].
 
إن الاعتدال في تناول الطعام يحفظ الإنسان قطعاً، ولكن يجب أن نحصل على القدرة المعنوية من طرقها الخاصة، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "ما ضعف بدن عما قويت عليه النية"[4]، فإذا كانت إرادة الإنسان قوية، كان البدن قوياً، لأنه تابع للإرادة، وإذا كانت الإرادة ضعيفة فالبدن يكون ضعيفاً. إن لقوي الإيمان إرادة صلبة فلا يفكر ببدنه ولا يشعر بالمشقّة إن صام في وقت شديد الحر، أما ضعيف الإيمان فيشعر بالتعب والمشقّة، لأن كل حواسّه متّجهة إلى الطبيعة.
 
4- إبعاد الشيطان وتسويد وجهه:
في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أخبركم بشيءٍ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: الصوم يسوّد وجهه"[5].
 
5- الدعاء من الملائكة:
فالملائكة تستغفر للصائمين حتّى يفطروا. قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تبارك وتعالى وكّل ملائكة بالدعاء للصائمين، أخبرني جبرائيل عليه السلام عن ربّه تعالى ذكره، أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه"[6].
 
6- البشرى والمغفرة:
قال الإمام الصادق عليه السلام: "من صام لله عزَ وجلّ يوماً في شدّة الحرِ فأصابه ظمأ وكَّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه حتّى إذا أفطر، قال الله عزَ وجلّ: له ما أطيب ريحك وروحك ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له"[7].
 
7- جنة من النار:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الصوم جنّة من النار"[8]، فالصوم حرزٌ من نار الآخرة.
 
8- استجابة الدعاء:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل، ودعاؤه مستجاب"[9].
 
ولكل صائم دعوة مستجابة عند إفطاره كما في الحديث عَنْ إمامنا مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام: "أنّ لكلّ صائم عند فطوره دعوة مستجابة فإذا كان أوّل لقمة فقل بسم الله يا واسع المغفرة اغفر لي"[10].
 
9- الشعور بآلام الفقراء وجوعهم:
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مسّ الجوع، فيرحم الفقير لأن الغني كلما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله عزّ وجلّ أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغني مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع"[11].
 
10- الطمأنينة والخشوع:
عن الإمام الباقر عليه السلام: "...والصيام والحج تسكين القلوب..."[12]. وعن الإمام علي عليه السلام في إحدى خطبه: "...عن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصّلَوات والزّكوات ومجاهدة الصّيام في الأيام المفروضات تسكيناً لأطرافهم وتخشيعاً لأبصارهم وتذلِيلًا لنفوسهم وتخفيضاً لقلوبهم وإذهاباً للخُيلاء عنه..."[13].
 
11- تذكّر جوع يوم القيامة وعطشه:
عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في خطبة استقبال شهر رمضان: "... واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه...[14] "، فقد أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته هذه كما هو ظاهر أن يربط المؤمن الصائم الذي يشعر بالجوع والعطش بأهوال يوم القيامة وجوعه وعطشه.
 
12- صحّة للبدن:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام"[15]، فالصيام زكاة البدن، فهو يزكّيها وينميها كما أن إخراج زكاة الأموال تزكيها وتنميها.
 
 روح العبادة، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج 7، ص 396.
[2] العلامة الجلسي، بحار الأنوار، ج33، ص475.
[3] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج40، ص318.
[4] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج1، ص 53.
[5] الشيخ الكليني، الكافي، ج4، ص62.
[6] م. ن، ص64.
[7] الشيخ الكليني، الكافي، ج4، ص64.
[8] م. ن، ج2، ص18.
[9] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج10، ص7.
[10] م. ن، ص149.
[11] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 93، ص 371.
[12] م. ن، ج75، ص182.
[13] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص 114.
[14] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج10، ص313.
[15] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 62.

تحدث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، عصر اليوم الخميس 23/3/2023، في أول يوم من شهر رمضان المبارك، خلال «المحفل النوراني للأنس بالقرآن الكريم»، الذي أقيم بحضور عدد من القراء والأساتذة والناشطين في مجال «القرآن الكريم»، عن أن «الجمع بين مجالس تلاوة القرآن وترجمة الآيات وتفسيرها من أجل إيصال المفاهيم والمضامين القرآنية إلى المستمعين والتأثير فيهم أمر ضروري». ودعا سماحته المتخصصين والناشطين إلى إيجاد أساليب لهذه المسألة المهمة.
وأعرب الإمام الخامنئي عن شكره الله الكريم على منحه إيران نعمة وجود العديد من القراء المتميزين، والقراء ذوي التلاوة الجيدة والصحيحة، والملمّين بأساليب التلاوة الجيدة، قائلاً: «وفق التقارير إن مؤشر نمو القرآن في البلاد أعلى من جميع المؤشرات الأخرى، وهو ما يبعث على السرور العميق».
ورأى سماحته أن «لقراء القرآن رسالة ومكانة مرموقة ومشرفة بسبب إيصالهم رسالة الله إلى قلوب الناس». وقال: «الاستماع والإنصات إلى القرآن فعل واجب ولازمة للإيمان بالله ويمهّد لجلب الرحمة الإلهية، ويوفر إمكان التدبر والتفكر في الآيات الإلهية، فينبغي للمرء أن يكون جاداً في تلاوة الآيات والاستماع للقرآن».
في هذا الصدد، أوصى قائد الثورة الإسلاميّة عامة الناس بالتصرف على نحو يجعلهم يقرؤون حتى لو صفحة واحدة من «القرآن» كل يوم. ولفت إلى أن قلة معرفة الأناس والمستمعين في إيران بلغة «القرآن» عائق أمام إدراك مفاهيمه، مستدركاً: «على المتخصصين والناشطين في مجال القرآن إيجاد سُبل لذلك حتى تصل المضامين الراقية للآيات إلى قلوب مستمعي التلاوة». وتابع سماحته: «يجب أن تصير المساجد كافة قواعد لرواج التلاوة والاستماع للقرآن وتفسير الآيات المرتلّة».
الإمام الخامنئي رأى أن «القرآن كتاب الحكمة والدرس والحياة»، قائلاً إن «القرآن المجيد مُترعٌ بالتدبير والحكمة في المجالات الفرديّة والعائليّة والاجتماعيّة والحكوميّة كافة، وكذلك العلاقات الدوليّة، فلا بدّ من الاهتمام الحقيقي بتعلّم هذه الدروس وتوظيفها، ولحسن الحظّ تتوفّر اليوم البنى التحتيّة الضروريّة كافة لهذا العمل».
كذلك، أوصى سماحته القرّاء بـ«التلاوة المؤثّرة»، شارحاً: «الهدف من بعض التلاوات هو الغناء، وما يُلاحظ في تلاوات بعض القرّاء في الخارج هو أنّهم يسعون أكثر لاستعراض ألحان التلاوة وأساليبها أمام مستمعيهم عبر استخدام الموسيقا الجميلة والفعّالة، وهذه التلاوة ليست المنشودة».
ورأى قائد الثورة الإسلاميّة أنّ الهدف من التلاوة المنشودة هو التأثير في المخاطب، «لأن في هذا النوع من التلاوة لا بدّ أن تكون نيّتكم منذ البداية التأثير في المخاطب، وفي هذه الحالة لا بدّ أن يتأثّر القارئ نفسه قبل الجميع بقراءة القرآن».
ورأى سماحته أنّ الاستفادة من بعض أساليب تلاوة «القرآن» في مكانها وبأسلوب غير إفراطي من أجل التأثير في المستمعين أمرٌ محبّذ. وبعدما أكّد كون تلاوة «القرآن» فنّاً عظيماً ومركّباً، توجّه بخطابه إلى القرّاء: «التفتوا إلى أن تتلوا القرآن بنيّة التأثير في المستمع مهما كان اللحن الذي تستخدمونه».
مع انتهاء هذه المراسم، جرت إقامة فريضتي المغرب والعشاء بإمامة الإمام الخامنئي.

أكد قائد الثورة الاسلامية ان التقدم في العلاقات الايرانية مع دول المنطقة افشل ما كان يرغب فيه الغرب بفرض العزلة على ايران لافتا الى ان ايران تواصل تنمية العلاقات مع دول وشعوب المنطقة.

وقال قائد الثورة الاسلامية في كلمة له بمرقد الامام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) اليوم الثلاثاء بمناسبة بدء العالم الايراني الجديد، إن ايران تواصل تنمية العلاقات مع دول وشعوب المنطقة.

وأضاف، إنه يجب ان نبذل جهدا من أجل التغيير ، وإن تبيين غايتنا من التحول والتغيير ، أن على الرأي العام ان يطلع على التغيرات في البلاد وان يحتضن الفكر الذي يديرها.

وأضاف، أن التغيير الذي يرغب فيه العدو يختلف عن التغيير الذي نرغب فيه، مشيرا الى أن ما يسعى إليه الاعداء بمسمى التغيير هو تغيير هوية الجمهورية الاسلامية.

وتابع، أن الاعداء هدفهم الاساسي ازالة كل ما يذكر الشعب بالاسلام الاصيل، موضحا أن العدو يحارب كل ما يدلل على الاسلام الثوري في البلاد ويسعى وراء ايجاد حكومة موالية له في ايران، وأن التغيير الذي يبغيه العدو يحمل مفاهيم التبعية.

وأكد  أن اي أمة اذا ما ارادت ووثقت بامكاناتها فانها ستكون قادرة على التغيير.

وقال قائد الثورة الاسلامية، أن الشعب الايراني اثبت انه يثق بنفسه وبطاقاته، واثبت بانه شجاع في كثير من الساحات وذلك ما يتطلبه التغيير.وأضاف، لأجل التغيير علينا ان نعرف نقاط القوة في مجتمعنا.

وأكد سماحته ، أن احد نقاط القوة في ايران ان مجتمعها الاسلامي يتمتع بهيكلية داخلية متماسكة وبنية قوية، وأن القوة الذاتية لدى الشعب الايراني تأتي من ايمانه القوي بالله، وبأن ايران تمكنت أن تصمد لسنوات أمام اكبر الضربات من الاعداء.

وقال : إن الهجوم الاعلامي ضد ايران لاشهار فكرة الايرانفوبيا لم تكن سابقة له، وإن اميركا ورئيسها ورؤساء الكثير من الدول دعموا أعمال الشغب في ايران، مشددا على أن الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت انها قوية وليست ضعيفة في مواجهة أعمال الشغب.

وأكد أن الاعداء يهابون تكرار كلمات تقدم ايران وقوتها، مشددا على أن إيران في ظل الضغوط لااقتصادية تمكنت ان تحقق التقدم الكبير والكثير التقنيات، مشيرا الى أن أكبر العلماء في العالم اشادوا بتقدم العلماء الايرانيين في مجال البنى التحتية.

وشدد قائد الثورة الاسلامية على أنه يجب ان لا تتعرض الجمهورية الاسلامية للضربات، وأنه يجب ان نرتكز الى نقاط القوة في اي عملية تغيير.

وتقدم بالشكر الى باحثين الذين نجحوا في انتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا و كل من ساهم في ايران بكبح جائحة كورونا.

واستطرد سماحته بالقول انه تدخل الجميع في اعمال الشغب الاخيرة في ايران حيث اعلن الرئيس الامريكي دعمه لها كما اعلن عدد من الدول الاوروبية على مستوى رئيس الجمهورية والحكومة عن دعمه لهذه الاعمال وقام حتى بارسال الاسلحة وتقديم الدعم المالي لها مما يعني استعداد هذه الدول لاضعاف الجمهورية الاسلامية الايرانية حسب زعمها إلا اننا شهدنا عكس ما كان تسعى ورائه وان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت انها قوية.

واضاف: ان الغرب كان يعمل على عزل ايران غير ما حقق على ارض الواقع كان تراجع علاقاتنا مع الغرب وتعزيز هذه العلاقات مع اسيا وهذا ما يستمر في المستقبل ملفتا ان العلاقات السياسية والاقتصادية والفنية والعلمية تستمر مع دول اسيا كما ان ايران انضمت إلى معاهدات هامة.

وشدد سماحة قائد الثورة الاسلامية بالقول ان العدو كان يعمل على عزل ايران غير انها عجز عن تحقيق ذلك وهناك علاقات قوية بيننا وبين شعوب ودول المنطقة بما فيها الدول الافريقية وامريكا اللاتينية غير اننا لسنا مستائين من اوروبا ومستعدين للتعامل مع اي من الدول الاوروبية التي تتجنب التبعية العمياء لسياسات امريكا.

واكد سماحته أنّ "الحديث عن مشاركتنا في الحرب الأوكرانية ادعاء كاذب، ننفيه بشكل واضح وصريح"، مشدداً على أنّ "امريكا  أشعلت الحرب، وهي أكبر المستفيدين من استمرارها، ولذلك "تعطل جميع الوساطات، لأنها تستفيد من هذا الوضع القائم".

وشدد قائد الثورة على استمرار  دعم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لجبهة المقاومة ، رافضا المزاعم الكاذبة بشان مشاركة إيران في الحرب الأوكرانية وقال: إننا نرفض بشكل حاسم وصريح المشاركة في الحرب الأوكرانية ، ومثل هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق. امريكا اشعلت الحرب في أوكرانيا  لتوسيع الناتو إلى الشرق ، وحاليا بينما الشعب الاوكراني متورط ويعاني من المشاكل ، فان امريكا ومصانعها في انتاج الأسلحة تعد من اكبر المستفيدين من هذه الحرب ولهذا تعرقل العمل الضروري لإنهاء الحرب.

أطلق قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ، شعار "كبح التضخّم، نموّ الإنتاج" على العام الهجري الشمسي الجديد 1402.

وفي كلمة بمناسبة العام الجديد هنأ الامام الخامنئي بعيد النوروز والعام الجديد، أبناء الشعب الإيراني، وخاصة العائلات المُعزّزة للشهداء والجرحى والمضحّين والعاملين في خدمة حياة النّاس، وكذلك سائر الشعوب التي تُحيي النوروز وتوليه الاهتمام.

وفي ما يلي نص الكلمة:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم،

يا مقلّب القُلوبِ والأبصار، يا مدبّر اللّيلِ والنّهار،

يا مُحوّل الحَولِ والأحوال، حَوّلْ حالَنا إلي أحسَنِ الحال.

أبارك عيد النوروز لكلّ فرد من أبناء الشعب الإيراني، وأخصّ العائلات المُعزّزة للشهداء والجرحى والمضحّين والعاملين في خدمة حياة النّاس، وكذلك سائر الشعوب التي تُحيي النوروز وتوليه الاهتمام. أسأل الله أن يكون هذا العيد الشريف مباركاً عليكم جميعاً.

لقد اقترن ربيع الطبيعة هذا العام بربيع الروحانيّة [أي] شهر رمضان. وكما قيل في الربيع، أن «لا تستروا الجسد بالثياب وتعزلوه عن رياح الربيع»(1)، لا بدّ في ما يرتبط بربيع الروحانيّة لشهر رمضان أن نتمسّك أيضاً بهذه الجملة: «ألا فتعرّضوا لها»… «إنّ في أيّام دهركم نفحات ألا فتعرّضوا لها»(2). إنّ نسيم الروحانيّة في شهر رمضان يلفح الجميع ولا بدّ أن نُعدّ أنفسنا. فلنُعرّض قلوبنا لهذا النسيم الروحانيّ والإلهيّ والمُعطّر.

سوف أُلقي خلال كلمتي في هذه الساعة نظرة مقتضبة على عام 1401، ونظرة عابرة على العام الذي يُشارف الآن على البدء: 1402. كان 1401 عاماً مترعاً بمختلف الأحداث، الأحداث الاقتصاديّة أو السياسيّة أو الاجتماعيّة، وكان بعضها حلواً والآخر مرّاً أيضاً، كما حال سنيّ حياة الإنسان كلها والأعوام التي عاشها الشعب الإيراني بنظرة عامّة، خاصّة بعد انتصار الثورة الإسلاميّة.

أعتقد أنّ أهمّ قضيّة مطروحة أمام الشعب في 1401 كانت اقتصاد البلاد، الذي يرتبط مباشرة بمعيشة الناس. هنا أيضاً، في قضيّة الاقتصاد، ثمة مرارات وحلاوات كذلك. لقد شهدت بعض المواضيع التي سأشير إليها الآن المرارات، وكذلك كانت هناك حلاوات في بعض الأمور التي تصبّ في قضيّة الاقتصاد، ولا بدّ من أخذ هذه الأمور مع بعضها بعضاً بالاعتبار والتطلّع إليها بجانب بعضها بعضاً ومحاسبة ما تؤول إليه مجتمعة. تمحورت المرارات أساساً حول التضخّم وغلاء المعيشة، وهو أمرٌ مريرٌ حقّاً، خاصّة الغلاء في أسعار السلع الغذائيّة والمستلزمات الأساسية للعيش، فعندما ترتفع أسعار الأطعمة والموادّ الأساسيّة للعيش، يكون الثّقل الأكبر على كاهل الطبقات الأشد فقراً في المجتمع، لأنّ الأطعمة والموادّ الأساسيّة والضروريّة للعيش تشكّل الحصّة الكبرى في السلّة الغذائيّة لأُسَرِهم. وعليه، إنهم يتحمّلون النسبة الكبرى من الضغوط، وهذا كان من المرارات، وأعتقد أنّه ضمن أبرز القضايا الاقتصاديّة لهذه البلاد، كانت هذه النقطة الأهمّ والأبرز، وقد كانت مريرة.

طبعاً، أُنجزت أعمال جيّدة أيضاً في قضيّة الاقتصاد هذه، والعمران الذي يعود على الاقتصاد، وسوف أتطرّق إلى الحديث عنها. لا بدّ من متابعة العمران لكي يعود على حياة الناس ومعيشتهم ويرتبط بها. لقد دُعم الإنتاج، ووفق المعلومات لديّ، حظي الإنتاج في البلاد بالدعم طوال 1401. وجرت إعادة تشغيل آلاف عدة من المصانع المُتوقّفة ونصف المتوقّفة عن العمل، كما ازداد عدد الشركات القائمة على المعرفة. طبعاً لم تجرِ زيادتها إلى الحدّ الذي طالبتُ به العام الماضي لكنها شهدت ازدياداً ملحوظاً. أيضاً ارتفعت قيمة منتجات هذه الشركات. وتلقّت قضيّة توفير الفرص للعمل دفعة إلى الأمام، أي تراجعت البطالة بنسبة مئويّة معيّنة – مع أنها نسبة ضئيلة – وازدادت فرص العمل بعض الشيء، وهذا شيءٌ مُغتنم. لقد كان المعرض الذي أقامه المُنتجون الحكوميّون وغير الحكوميّين وكذلك تلك الجلسة التي حضرها المنتجون الرئيسيّون في الحسينيّة وألقى بعضهم الكلمات، من دواعي السّرور حقّاً.

إنّ تقييمي لإنتاج المنتجين في البلاد تقييمٌ إيجابي، وقد أُنجزت أعمال جيّدة. وشهدت بعض المؤشّرات الاقتصاديّة النموّ، فمؤشّرنا في قطاع التأمين [الصحي] مؤشّرٌ جيّد. أُنجزت أعمالٌ جيّدة في العمران وقطاعات الماء والغاز والطرق والبيئة. طبعاً وكما أشرتُ سابقاً، وأؤكّد كلامي الآن: لا بدّ لهذه الأعمال أن ترتبط بحياة الناس وتنتهي إلى تحقيق الانفراج في حياتهم. متى سيُنجز هذا الأمر؟ متى سيتحقّق مثل هذا الوضع؟ عندما تستمرّ [الأعمال] ويكون خلفها تخطيط دقيق، ولا بدّ – إن شاء الله – أن تستمرّ هذه الأنشطة هذا العام، أي 1402، حتى تضفي هذه الأنشطة البنّاءة رونقاً على حياة النّاس وتُحقق الانفراج في موائدهم خاصّة الطبقات الضعيفة.

طبعاً لا بدّ من الالتفات إلى هذه النقطة: ليست المشكلات الاقتصاديّة والأزمات الاقتصاديّة محصورة فينا. فاليوم يعاني كثير من دول العالم، ولعلّه يُمكن القول إنّ كلّ دول العالم تواجه أزمات اقتصاديّة خاصّة، حتّى تلك الدول الثريّة وذات الأنظمة الاقتصاديّة القويّة والمتقدّمة، وهم غارقون حقّاً في مشكلات ومعضلات كثيرة، وأوضاع بعضها أسوأ من وضعنا بكثير من هذه الناحية. فالأنظمة الاقتصاديّة القويّة تُصاب بانهيار المصارف، وهذا ما تبادرت أخباره إلى أسماعكم في المدة الأخيرة. طبعاً، نشرت أخبار بعضها وبعضها الآخر لم يُنشر، وسوف تُنشر أخبارها على كلّ حال. هناك انهيارٌ للمصارف وديونٌ ترليونيّة استثنائيّة في بعض البلدان، وهذه أزمة بطبيعة الحال، وهي مشهودة هناك كما هي مشهودةٌ هنا أيضاً. هم يبذلون المساعي لحلّها أيضاً، وعلينا كذلك أن نبذل الجهود ونعمل، وعلى المسؤولين أن يبذلوا المساعي. أودّ القول: لا بدّ أن تنصبّ مساعي جميع المسؤولين الحكوميّين ومعها مساعي الناشطين الاقتصاديّين والسياسيّين والثقافيّين على أن نجعل 1402 عاماً عذباً للشعب الإيراني، أي أن نعمل، وجميعنا مسؤولون عن جعله عاماً عذباً للناس، إن شاء الله. فلتُقلّص المرارات ولتُضاعف الحلاوات ولنُضفْ النجاحات، إن شاء الله.

حسناً الآن، في ما يرتبط بعام 1402، أعتقد أنّ قضيّتنا الرئيسيّة في 1402 هي أيضاً قضيّة الاقتصاد، فمشكلاتنا ليست قليلة، ولدينا مشكلات متنوعة في المجال الثقافي والسياسي، لكنّ القضيّة الأساسيّة والمحوريّة لهذا العام أيضاً هي الاقتصاد، أي لو استطعنا – إن شاء الله – تقليص المشكلات الاقتصاديّة، وشحذ المسؤولون – إن شاء الله – الهمم، ودقّقوا وبذلوا جهوداً مهمّة في هذا المجال، فستُحلّ قضايا كثيرة من قضايا البلاد أيضاً. أعلم أنّ الحكومة، ومجلس الشورى الإسلامي، والناشطين الاقتصاديّين، والفئات الشعبيّة الشابّة والمليئة بالدوافع – أنا على معرفة ببعض هذه المجموعات وأكنّ لهم محبّة حقيقيّة - يُنجزون أعمالاً جيّدة جدّاً في هذه المجالات الاقتصاديّة. لا بدّ للجميع هنا أن تتركّز جهودهم على دعم الإزالة لمشكلات البلاد والناس، فهذه الإزالة تكون أحياناً عبر الأنشطة الاقتصاديّة الأساسيّة كالإنتاج وهو نشاطٌ متجذّرٌ في الاقتصاد، أي الإنتاج عملٌ أساسي في الاقتصاد، وكذلك عبر الأعمال الإنسانيّة والإسلاميّة من قبيل المواساة والمساعدات الشعبيّة والتعاون الشعبي مع الطبقات الضعيفة في المجتمع.

حسناً، ذكرتُ الإنتاج وركّزتُ عليه [لكن] الاستثمار مهمٌّ إلى جانب الإنتاج أيضاً. فليلتفت الحكوميّون المحترمون والأكارم إلى هذه القضيّة، ومعهم أيضاً القطاع الخاصّ. تراجعنا كثيراً من ناحية الاستثمار خلال العقد التاسع [من القرن الهجري الشمسي الرابع عشر]. الاستثمار… أحد الفراغات المهمة في بلدنا هي قضيّة الاستثمار. لا بدّ من إنجاز أعمال الاستثمار، وهذا مهمّ أيضاً.

حسناً، إنّني مع الالتفات إلى هذه الجوانب كلّها، أي التضخّم وكذلك الإنتاج المحلّي، [أيْ] هذه الأمور المهمّة، فالتضخّم مشكلة أساسيّة والإنتاج المحلّي الذي هو حتماً أحد مفاتيح الإنقاذ للبلاد من المشكلات الاقتصاديّة، فمع الالتفات إلى هذه الأمور، أعلن شعار العام كما يلي: «كبح التضخّم، نموّ الإنتاج». هذا هو شعار العام، فيجب أن تنصبّ همم المسؤولين كلها على هذين الموضوعين. المسؤولون في الدرجة الأولى، وفي الثانية، كما سبق أن قلت: الناشطون الاقتصاديّون والشعبيّون ومن يمكنهم إنجاز عملٍ ما والناشطون الثقافيّون ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي لا بدّ أن تُثقّف في هذه المجالات، لا بدّ للجميع أن يلتفتوا إلى هاتين النقطتين الرئيسيّتين: كبح التضخّم في الدرجة الأولى، أي أن يكبحوا التضخّم فعلاً ويقلّصوه قدر الإمكان، وأن يجعلوا قضيّة الإنتاج تزداد تقدّماً. عليه، صار [شعار العام] كبح التضخّم ونموّ الإنتاج.

أسأل الله المتعالي التوفيق للجميع، ونبعث بسلامنا ومحبّتنا ونُعرب عن إخلاصنا لروح عالم الوجود، بقيّة الله، أرواحنا فداه. كما أسأل الله المتعالي علوّ الدرجات لروح إمامنا [الخميني] الجليل ولشهدائنا الأعزّاء والفرح والسعادة والتجدّد في الأيام لشعب إيران.

هناك مواضيع أخرى أيضاً سأتطرّق إليها في الخطاب، إن شاء الله.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأضاف سعيد : أن مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم، وأن تونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقاً في اختيارات الشعب السوري.

وأردف، أن هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن الـ 20 ولن تقبل بذلك.

وفي 4 مارس/آذار الجاري، جدد البلدان خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التونسي ونظيره بالنظام السوري فيصل المقداد، رغبتهما في عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي عبر ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين.

الى ذلك اعلنت الرئاسة التونسية، في 9 فبراير/شباط الماضي، ان رئيس جمهورية البلاد قيس سعيّد قرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي لدى سوريا.

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في اختتام الحوار بين السعودية وإيران، "إن استئناف العلاقات أنباء طيبة عظيمة في العالم المضطرب حاليا".

وأضاف، أن "الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها بالمسؤولية بصفتها دولة كبرى".

واتفقت السلطات الايرانية والسعودية على استئناف العلاقات الثنائية وإعادة فتح سفارتي البلدين في غضون شهرين.

وعقب عدة أيام من المفاوضات المكثفة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيره السعودي في بكين، تم التوصل يوم الجمعة إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بين البلدين، وذلك خلال حفل بتوقيع بيان مشترك بين إيران والسعودية والصين رسميا.

جاء ذلك في الكلمة الترحيبية لرئيس جماعة علماء العراق خلال افتتاح المؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي في بغداد، الذي بدا صباح اليوم  السبت.

واضاف الشيخ الملا : ان شريعة الاسلام حثت على الوحدة والوئام، وحذرت من الفرقة والخصام بين المسلمين، وقال ربنا جل وعلا [انما المؤمنون اخوة ] وكما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، وانطلاقا من ذلك فقد خصصنا شعارنا لهذا المؤتمر "المسلم اخو المسلم".

واوضح، ان "الوحدة الاسلامية لها معان كثيرة، لكن من معانيها الحقيقية هو ان تحترم خصوصية الاخر؛ ولو احترم كل واحد منا خصوصية الاخر لن تحدث اي مشكلة".

واردف رئيس جماعة علماء العراق، ان "من معاني الوحدة الاسلامية الاخرى، هو ان نقف جميعا في جبهة وخندق واحد ضد اعداء الاسلام وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب وامريكا التي تريد ان تصادر العقول والاخلاق والاموال و الاديان".

ومضى الى القول، ان اعداء الامة الاسلامية يسعون على الدوام لكي يثيروا الشبهات على الوحدة بين المسلمين، ذلك انهم "لا يريدونها وحدة بل يريدونها فرقة وتمزيقا وخلافا وحربا حتى نكون ضعفاء".

وفي جانب اخر من كلمته شدد رجل الدين العراقي البارز على ضرورة الاجلال والاشادة بجهود وتضحيات الشهداء الذين بذلوا مهجهم دفاعا عن الامة الاسلامية ووحدة المسلمين في مواجهة التكفيريين والدواعش؛ كما خص بالذكر في هذا الخصوص "شهداء العراق وشهداء الحشد الشعبي، والقادة الشهداء الحاج ابو مهدي الهندس والقائد سليماني".

واضاف متسائلا : اي وحدة هذه التي نتحدث عنها، واي وحدة نريد ان نترجمها اذا كنا نخشى ونخاف ونتردد حتى لا يغضب فلان وفلان؟! وان ننسى بان هؤلاء الشهداء قُطعت اجسادهم في مطار مدني بوسط بغداد، لا لشيء الا لانهم انتصروا وحققوا النصر وطبقوا الفتوى ودحروا داعش؟!

وتابع : هؤلاء قطعت اجسادهم لانهم فقط كانوا يحملون رسالة السلام وعلاقة الحب مع المملكة العربية السعودية كأخوة وكأحبة وكدين واحد، هؤلاء يستحقون منا ايها الاخوة ان نذكرهم في كل مكان.

وبدأت، صباح اليوم السبت، في العاصمة العراقية بغداد، اعمال المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية تحت شعار "المسلم اخو المسلم منطلقنا لبناء الانسان والوطن".

ويشارك في هذا المؤتمر جمع غفير من كبار العلماء ورجال الدين المسلمين، سنة وشيعة من العراق ودول اخرى؛ بمن فيهم الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، الذي يمثل الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا الملتقى الاسلامي الدولي.

علما، ان ديوان الوقف السني العراقي والى جانبه عدد من المؤسسات الاسلامية في هذا البلد، يرعى تنظيم المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية، والذي يقام وفقا للمحاور التالية : 

- مفهوم الوحدة من المنظور الاسلامي
- التعايش السلمي في القران والسنة
- اشكالية التكفير في الفقه الاسلامي 
- ضوابط الخلاف الفكري شرعيا واخلاقيا
- سبل مواجهة مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب
- دور الاعلام في تعزيز الوحدة
- الخطاب الديني واثره على التعايش السلمي  

إن ما تمر به الدول الإسلامية اليوم من فتن وخلافات يحتم على عقلائها وسادتها وكبرائها أن يتحركوا لكبح جماح كل فكر متطرف يدعو للقتل والتكفير والإقصاء، وهذا يتطلب تضافرا في الجهود وعملا مشتركا لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف.

بهذه العبارات، انهى المشاركون في مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي استضافته العاصمة العراقية بغداد في 11 اذار 2023، تحت شعاء "المسلم اخو المسلم ..منطلقنا لبنان الانسان والوطن"؛ مع تركيزهم على الهدف المرجو من إقامة هذا المؤتمر، والذي يكمن في "إيجاد أرضية الاتحاد والتضامن للعالم الإسلامي، وتبادل الأفكار بين العلماء والباحثين من أجل إيجاد التقارب العلمي والثقافي بينهم، بغية الوصول إلى الوحدة الإسلامية وحل وإذابة الخلافات بين المسلمين ليكون مفهوم الأخوة هو السائد في الأمة". 

وافادت وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، تراس وفدا لتمثيل الجمهورية الاسلامية الايرانية في مؤتمر بغداد الدولي للوحدة الاسلامية. 

وفيما يلي، نص البيان الختامي لهذا المؤتمر الذي تسلمت وكالة "تنا" نسخة منه :

بسم الله الرحمن الرحيم 
[وَلْتكُن مِّنكُمْ أمَّة يَدْعُونَ إِّلَى ٱلْخَيْرِّ وَيَأمُرُونَ بِّٱلْمَعْرُوفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِّ ٱلْمُنكَرِّ وَأولئِّكَ هُمُ ٱلْمُفْلِّحُونَ]
- آل عمران - 104 
البيان الختامي للمؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية 
المنعقد في 19 شعبان 1444هـ الموافق 11 آذار 2023م العراق – بغداد 
تحت شعار "المسلم أخو المسلم.. منطلقنا لبناء الإنسان والوطن"، وبرعاية كريمة من قبل ديوان الوقف السني، وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف وسيرة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، في التأكيد على الأخوة والوحدة ورص الصفوف، ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والرحمات والمغفرة، بادرت عدة مؤسسات دينية لعقد المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية، تأكيداً لما أمر به الله تعالى وحث عليه نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).

لقد تمت إقامة هذا المؤتمر في ظروف يحتاج فيها العالم عموما والعالم الإسلامي خاصة إلى العدالة والسلم والسلام والأخوة أكثر من أي  وقت مضى، فلا بد لعقلاء الأمة من وقفة جادة يصححون فيها المسار، ويعيدون الأمة إلى ما أراده الله تعالى وإلى ما عمل عليه نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، لتكون أمة مرحومة تستحق كل ما في الرحمة من معاني. 

إن الهدف المرجو من إقامة المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية هو إيجاد أرضية الاتحاد والتضامن للعالم الإسلامي، وتبادل الأفكار بين العلماء والباحثين من أجل إيجاد التقارب العلمي والثقافي بينهم، بغية الوصول إلى الوحدة الإسلامية وحل وإذابة الخلافات بين المسلمين ليكون مفهوم الأخوة هو السائد في الأمة. 

لذا قد بادر أخوتكم في مؤسسة جماعة علماء العراق، ومجلس علماء الرباط المحمدي ومؤسسة العراق للتقريب والحوار، ودار الإفتاء العراقية، ومدرسة الإمام الخالصي، وبرعاية كريمة من قبل ديوان الوقف
السني، بالعمل على جمع الكلمة من خلال هذا المؤتمر، وتحقيق التعايش السلمي بين أبناء الدين الواحد. 

ومع اشتراك عشرات العلماء والمفكرين والدعاة من داخل وخارج العراق في هذا المؤتمر المبارك، ومع مجموعة كبيرة من البحوث العلمية التي ناقشت محاور المؤتمر التي ركزت على قضايا الأمة الجوهرية وحذرت من الفتن التي تتربص بها، فإن المؤتمرين قد خلصوا لجملة من المقررات والتوصيات التي تسُهم بتحقيق التعايش والتآلف والتآخي بين أبناء الأمة الإسلامية، إذ يمكن إيجاز هذه التوصيات بالآتي : 

1. العودة إلى إسلام وثقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند مقدمه للمدينة المنورة وفي وثيقتها وحجة الوداع، فالمسلم أخو المسلم. 
2. إن ما تمر به الدول الإسلامية اليوم من فتن وخلافات يحتم على عقلائها وسادتها وكبرائها أن يتحركوا لكبح جماح كل فكر متطرف يدعو للقتل والتكفير والإقصاء، وهذا يتطلب تضافرا في الجهود وعملا مشتركا لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف. 
3. العمل الجدي والحثيث بالترويج لمفهوم الأخوة الإسلامية بين المسلمين في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، والعمل على تربية الأجيال القادمة على هذا المفهوم من خلال إزالة الضغائن من القلوب. 
4. العمل على مواصلة الحوار العلمي بين العلماء والنشطاء الدينيين والثقافيين في العالم الإسلامي، وتسليط الضوء على كل ما يتربص بالأمة من فتن ومكر بغية ضمان سلام وأمان حقيقي تنعم به الأمة في كنف تعاليم دينا دين الرحمة والعدالة والتعايش. 
5. تعزيزا لمفهوم الوحدة والأخوة، يحث المؤتمرون الحكومات الإسلامية على تجريم مثيري الفتن والخطاب الطائفي بين المذاهب
قانونياً، وسن  بعض التشريعات والقوانين التي تمنع الشقاق الطائفي بالأقوال والأعمال أو إهانة المقدسات الواضحة لأي  فريق. 
6. يدعو المؤتمرون الحكومات الإسلامية والعربية لتعزيز المناهج الدراسية بمقررات ومفردات تؤكد على مفاهيم السلم والتعايش والمحبة والسماحة والأخوة، وبما يسهم بإنتاج جيل يأخذ على عاتقه تفعيل هذه المخرجات.
7. العمل الجدي على إجراء دراسات للتاريخ الإسلامي والثقافة والحضارة والأدب من أجل غرس فكرة الأ مة الواحدة، ووضع مشروع عام يقوم على أسس فكرية وعلمية توجه الأفكار والمشاعر والطاقات نحو استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية، فضلا عن العمل على نبذ وتفنيد كل ما تحمله الموروثات من روايات هدامة تفرق الأمة وتشتت جمعها.
8. يؤكد المؤتمرون على جوهرية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للإسلام والعالم، إذ أن إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يكون ممكناً إلا من خلال إيقاف آلة التدمير الصهيونية والاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.  
9. يؤكد المؤتمرون أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل خيانة كبرى للشعب الفلسطيني وللأمة عموما، وأن جنوح بعض الدول الإسلامية لركوب قطار التطبيع مع الصهاينة سيشجع هذا الكيان الغاصب على مزيد من الوقاحة والظلم والعدوان بحق الأبرياء، لذا يدعو المؤتمرون تلك الدول لإعادة النظر في مواقفها نصرة لدينهم ولأمتهم. 
10. دعما لمفهوم التعايش والمحبة والسلم المجتمعي، يدعو المؤتمرون الحكومة العراقية خصوصا والحكومات
الإسلامية عموما لمعالجة ملف النازحين والمهجرين واللاجئين، لا سيما في العراق وسوريا وفلسطين من خلال تحقيق مبدأ حق العودة. 
11. تحقيقا لمفاهيم العدالة والسلم المجتمعي والعيش الآمن والمستقر، يدعو المؤتمرون الحكومة العراقية خصوصا والحكومات العربية والإسلامية لحسم ملفات المعتقلين والمغيبين قسرا، ومنحهم حق التقاضي العادل وفقا للمدد القانونية المنصوص عليها منعا للغبن والإجحاف. 
12. يؤكد المؤتمرون على جوهرية ومركزية دور المرأة في المجتمع وأهمية دعم هذه الشريحة المهمة لبناء الأسرة التي تعُد اللبنة الأساس في بناء المجتمعات. 
13. دعوة القنوات الفضائية العربية والإسلامية إلى الامتناع عن التهييج الطائفي والأخبار والبرامج الحوارية والات صالات الهاتفية التي تعزز من الخلافات والتناحرات بين أبناء الأمة، فضلا عن العمل على تأسيس فضائيات ومواقع جديدة تهتم  بوحدة الأمة. 
14. التأكيد على وجوب التواصل، والتكافل الاجتماع ي  بين أبناء الأمة، والعمل على توحيد مواقيت المناسبات الإسلامية، وتحبيب إقامة الشعائر الجامعة لبث روح الألفة والتسامح بين المسلمين. 
15. تأسيس موقع الكتروني تحت عنوان "المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية" بهدف تحقيق هذه التوصيات، وتشكيل لجنة متابعة دائمة لتفعيل توصيات المؤتمر مع الجهات المعنية، وإدارة كافة المشاريع المنبثقة عنها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين/ 
بغداد 03/11 /2023 

وعقب زيارة رئيس الجمهورية "آية الله السيد ابراهيم رئيسي" إلى بكين في شباط/فبرايرالشهر الماضي، فقد أجرى يوم الإثنين الماضي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "الادميرال علي شمخاني" محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين، بهدف متابعة اتفاقات زيارة الرئيس الايراني للصين ومن أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي. 

وفي ختام هذه المفاوضات، اليوم 10 آذار/ مارس 2023، تم التوقيع على بيان ثلاثي في بكين من قبل الادميرال "علي شمخاني" أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني،  و"مساعد بن محمد العيبان" وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني في المملكة السعودية، و "وانغ يي" عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، بجمهورية الصين الشعبية.  

وجاء في هذا البيان، انه "استجابة للمبادرة الجديرة للسيد شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية في دعم تعزيز العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وانطلاقا من مبدأ حسن الجوار ونظرا لاتفاقه مع رئيسي البلدين على استضافة ودعم الحوار بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وكذلك رغبة البلدين في حل الخلافات بالحوار والدبلوماسية القائمة على الأواصر الأخوية والتأكيد على تمسك البلدين بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمبادئ والإجراءات الدولية، التقى وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة ممثل قائد الثورة وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الادميرال علي شمخاني، ووفد المملكة السعودية برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي، في بكين، في الفترة من 6 إلى 10 مارس 2023".

واضاف البيان، ان "وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء".

وأكد البلدان في بيانهما المشترك، على "احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني ​​الموقعة بتاريخ 17/4/2001 وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي الموقعة في 27.5.1998".

وأوضح البيانن ان الدول الثلاث تعلن عزمها الراسخ على توظيف جميع الجهود لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي.