emamian

emamian

قام قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم السبت بزيارة تفقدية لمعرض القدرات الصناعية للجمهورية الاسلامية الايرانية.

واطلع قائد الثوة الاسلامية في هذه الزيارة التفقدية التي استغرقت 3 ساعات على القدرات الصناعية المحلية في مختلف المجالات.
واقيم هذا المعرض تزامنا مع شعار العام الحالي الذي هو عام "الانتاج المعرفي، وتوفير فرص العمل".
وتم في هذا المعرض، عرض القدرات المحلية في مجالات التعدين والاستكشاف، والإلكترونيات والاتصالات والفضاء والأقمار الصناعية، والسيارات والزراعة والأغذية، والسكك الحديدية والنقل البري والبحري والجوي، وقطاع الإسكان، والنفط والبتروكيماويات، والأجهزة المنزلية والمنسوجات، والصناعات المتعلقة بتربية الأحياء المائية وإدارة مستجمعات المياه، والصناعات الكهربائية ومحطات الطاقة وبناء السدود ومشاريع إدارة المياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

يحاول متبعو الحمية الغذائية، الابتعاد عن الفواكه ذات النسبة العالية من السكر، لكن بحثا طبيا جديدا، أظهر أن فاكهة خاصة، تساعد على نزول الوزن بشكل واضح.

وكشف بحث أن الفاكهة ليست سيئة للغاية بالنسبة لنا، وخاصة فاكهة "البرتقال الأحمر"، التي أثبت أنها تساعد على النزول بالوزن.

البرتقال الأحمر هو نوع من أنواع البرتقال الذي ظهر لأول مرة في إيطاليا، ويمتاز هذا النوع من البرتقال بطعمه الحلو ولونه الأحمر، بالإضافة إلى فوائده الصحية العديدة.

بشكل عام يكون وزن الحبة الواحدة من هذا البرتقال أكبر مقارنةً بالبرتقال العادي، كما يفضل تناوله بدرجة حرارة الغرفة.

وخلال الدراسة، تم وضع المشاركين في مجموعة تناول مستخلص البرتقال الأحمر، أو "برتقال الدم"، كل يوم لمدة 6 أشهر.

كما طلب الفريق من جميع المشاركين المشي لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع. كما تم إعطاؤهم نظاما غذائيا متوازنا.

في نهاية الستة أشهر، فقدت مجموعة الذين تناولوا البرتقال الأحمر في المتوسط ​​4.2 بالمئة من وزن الجسم، في حين أن مجموعة التي لم تتناول البرتقال الأحمر كانت أقل انخفاضا بنسبة 2.2 بالمئة.

الأهم من ذلك، أن هذا الانخفاض بالوزن جاء مع انخفاض الدهون في الجسم، بما في ذلك دهون البطن، مما يكشف أهمية البرتقال الأحمر.

وبالإضافة للمساعدة على نزول الوزن، يؤكد الموقع أن هناك أسباب أخرى تدفعك إلى إضافة البرتقال الأحمر إلى نظامك الغذائي، حيث أن الفاكهة غنية بفيتامين سي والألياف.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن الدراسة ربطت بين "برتقال الدم" وعناصر غذائية أساسية لفقدان الوزن مثل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

 

 

سليمان صالح

 

نيلسون مانديلا سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا من 1994 إلى 1999 (مواقع التواصل)

تطوير علم الدبلوماسية العامة يحتاج للبحث في تجارب جديدة، فمعظم الباحثين يركزون على تجربة أميركا التي تسيطر على النظام الإعلامي الدولي وتدفق الأنباء، وتمتلك قوة إعلامية تستخدمها في فرض الاستعمار الثقافي؛ لذلك حاولت أن أبحث في تجارب دولية يمكن أن تقدم مناظير مختلفة لتطوير علم الدبلوماسية العامة، وتكشف إمكانيات وسائل الإعلام في بناء العلاقات الدولية، وتساهم في تحرير علم الإعلام من التبعية لأميركا.

بناء صورة جديدة للدولة

تعتبر تجربة جنوب أفريقيا حالة مهمة يمكن أن توضح لنا كيف يمكن أن تستخدم الدول وسائل الإعلام في بناء صورتها وتطوير علاقاتها مع الشعوب.. لماذا؟

إن صورة جنوب أفريقيا كانت سلبية في أذهان الشعوب -خاصة الشعوب الأفريقية- لفترة طويلة من الزمن، نتيجة ممارستها للتفرقة العنصرية (الأبارتايد)، وكانت تلك الصورة من أهم المشكلات التي واجهت نيلسون مانديلا وحكومته بعد عام 1994، فكيف تمكن مانديلا من صياغة سياسة خارجية جديدة، واستخدام وسائل الإعلام لبناء صورة إيجابية لجنوب أفريقيا تتيح لها بناء علاقات طويلة المدى مع الشعوب؟ وكيف يمكن الاستفادة من هذه التجربة في تطوير علم الدبلوماسية العامة؟

استمرت جنوب أفريقيا -منذ فوز مانديلا بالرئاسة- في تطوير استخدامها للدبلوماسية الإعلامية لبناء مكانتها الدولية، حيث حددت هدفا لسياستها الخارجية يتمثل في زيادة دورها في بناء العلاقات الدولية على المستوى العالمي، فاعتبرت أن مكانتها ودورها الفاعل في القارة الأفريقية أساس مكانتها العالمية

محيط من الفقر

كان من أهم الأفكار التي طورها نيلسون مانديلا واستخدم وسائل الإعلام في نشرها: أن جنوب أفريقيا لا يمكن أن تكون جزيرة مزدهرة في محيط من الفقر، لذلك يجب أن تعمل لتحقيق التنمية في القارة الأفريقية عن طريق التعاون والمشاركة مع دول القارة.

كانت تلك الفكرة من أهم الأسس التي بنى عليها نيلسون مانديلا إستراتيجيته لبناء صورة جديدة لدولته في أفريقيا، لكنه أيضا عمل على استخدام وسائل الإعلام لترويج سمات جديدة للصورة من أهمها:

  1. أن جنوب أفريقيا الجديدة -في مرحلة ما بعد التفرقة العنصرية- تحافظ على حقوق الإنسان، وتعمل لحمايتها.
  2. أن دولته تعمل لتشجيع التحول إلى الديمقراطية في كل دول العالم، وهذه سمة تثير إعجاب كل الشعوب التي تتطلع إلى الحرية وتشتاق إلى المشاركة في إدارة شؤون بلادها واستثمار ثرواتها.
  3. أنها تعمل لتحقيق العدالة في العلاقات الدولية وفي تطبيق القانون الدولي، وقد ركزت السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا على تصوير الجهود التي تقوم بها لضمان العدالة.
  4. أنها تعمل لتحقيق السلام العالمي من خلال البحث عن وسائل جديدة وعادلة لحل الصراعات.
  5. الدفاع عن مصالح دول القارة الأفريقية في الشؤون الدولية.
  6. أنها تكافح لتحقيق التنمية الاقتصادية عن طريق التعاون الإقليمي والدولي.

كيف استخدم مانديلا وسائل الإعلام؟

كيف تمكّن مانديلا من إعادة دولته إلى القارة الأفريقية، وتحويلها إلى فاعل في الشؤون العالمية، بعد أن حدد الأسس التي يقوم عليها خطاب الدولة؟ اكتشف أن وسائل الإعلام يمكن أن تحقق أهدافه في بناء صورة جنوب أفريقيا الجديدة، وأنها أهم أدوات الدبلوماسية العامة، لذلك خططت وزارة الشؤون الخارجية لاستخدام وسائل الإعلام لبث رسائل بشكل مستمر لشرح سياستها الخارجية، والاتصال بالجماهير، وتحقيق أهداف الدبلوماسية العامة، وبناء العلاقات مع الشعوب الأفريقية.

وبالرغم من أن جنوب أفريقيا حاولت بناء قوة إعلامية عن طريق إنشاء وسائل إعلامية جديدة تستهدف الوصول إلى الجماهير في القارة، فإن وزارة الخارجية قامت بالكثير من الجهود لبناء علاقات مع وسائل الإعلام في كل دول القارة الأفريقية، لبث الكثير من الرسائل التي تستهدف إعادة جنوب أفريقيا للقارة، وتحسين صورتها الذهنية.

بناء المكانة العالمية

استمرت جنوب أفريقيا -منذ فوز مانديلا بالرئاسة- في تطوير استخدامها للدبلوماسية الإعلامية لبناء مكانتها الدولية، حيث حددت هدفا لسياستها الخارجية يتمثل في زيادة دورها في بناء العلاقات الدولية على المستوى العالمي، فاعتبرت أن مكانتها ودورها الفاعل في القارة الأفريقية أساس مكانتها العالمية.

من الواضح أن وزارة الشؤون الخارجية نجحت في تطوير أنشطتها في مجال الدبلوماسية العامة واستخدام وسائل الإعلام في بناء علاقاتها مع الشعوب، حيث خططت لجذب الجماهير في العالم باستخدام مجموعة من الرسائل حول دولة جنوب أفريقيا الجديدة التي تعمل لتحقيق السلام والتنمية، وقامت بنشر هذه الرسائل لتحسين صورتها على المستوى العالمي، واستخدمت في ذلك الكثير من الإعلاميين من ذوي البشرة السوداء للتأكيد على أنها دولة أفريقية وأنها قامت بتحقيق المساواة بين المواطنين، وأدت هذه الصورة الجديدة لفتح مجالات للتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي وزيادة قوة جنوب أفريقيا الاقتصادية، ويوضح ذلك أهمية الصورة الذهنية في بناء قوة الدولة الصلبة.

حالة نجاح في تغيير الصورة السلبية

لذلك يمكن أن تستفيد كل الدول من دراسة تجربة جنوب أفريقيا التي تثبت أن الدولة يمكن أن تغير الصورة السلبية، وأن تحولها إلى صورة إيجابية تزيد جاذبيتها وقوتها الصلبة والناعمة، وأن وسائل الإعلام يمكن استخدامها في بناء علاقات طويلة المدى مع الشعوب.

باستخدام سمات جديدة، تمكنت جنوب أفريقيا من بناء صورتها الإيجابية، واستخدمت وسائل الإعلام في ترويجها، كما تمكنت من تطوير دور المنظمات غير الحكومية في استخدام الدبلوماسية العامة والدبلوماسية الإعلامية، وهذا الدور كان دليلا على أن جنوب أفريقيا تحولت إلى دولة ديمقراطية تعمل لحماية حقوق الإنسان، فقامت وسائل إعلام الدول الأفريقية بتغطية الأنشطة التي قامت بها المنظمات غير الحكومية، وبذلك ربطت جنوب أفريقيا بين الدبلوماسية العامة واستخدام وسائل الإعلام في الترويج لصورتها الجديدة.

تسهيل إجراء الحوارات مع المسؤولين

دراسة حالة جنوب أفريقيا يمكن أن توضح لنا الدور الذي يمكن أن تقوم به وزارات الخارجية في تسهيل إجراء الأحاديث الصحفية مع المسؤولين في الدولة، وإصدار البيانات التي توضح موقف الدولة من القضايا العالمية، لتتحول إلى أخبار في وسائل الإعلام على المستوى الدولي.

كما شجّعت وزارة الخارجية المؤسسات الحكومية على زيادة تدفق الأنباء والمعلومات من جنوب أفريقيا إلى العالم، والمساهمة في تغطية الأحداث في القارة الأفريقية.

برامج المشاركة العامة

من أهم الوسائل التي استخدمتها جنوب أفريقيا: البرامج التي تقوم على المشاركة العامة وتتحول إلى أخبار تنشرها وسائل الإعلام، وهذه البرامج تشكل نموذجا للديمقراطية، وتثير إعجاب الشعوب؛ حيث شكلت هذه البرامج إمكانيات لبناء صورة إيجابية جديدة للدولة تقوم على أنها تفتح المجال للمشاركة الجماهيرية في حوار مستمر لقضايا المجتمع.

ولأن الشعوب الأفريقية تشتاق إلى الحوار كبديل للعنف، فقد بدأت تتطلع بإعجاب إلى النموذج الجديد الذي تقدمه جنوب أفريقيا، حيث يتم إجراء حوار ديمقراطي حر، وبذلك كسبت جنوب أفريقيا عقول الأفارقة وقلوبهم، وشكل ذلك أساسا لبناء علاقات طويلة المدى مع الشعوب.

علاقة جديدة بين الدبلوماسية الإعلامية والسياسة الخارجية

لذلك نجحت جنوب أفريقيا في بناء علاقة جديدة بين الدبلوماسية الإعلامية والسياسة الخارجية للدولة، وكان من أهم الأسس التي تقوم عليها هذه العلاقة أن وسائل الإعلام تقوم بدور مهم في بناء العلاقات مع الشعوب، وأنها تساهم في تحقيق النجاح لكل أنشطة الدبلوماسية العامة والدبلوماسية الثقافية، وبذلك تحتل الدبلوماسية العامة مكانتها المركزية بين كل أنواع الدبلوماسية.

وتوضح دراسة تجربة جنوب أفريقيا أيضا أن العلاقة بين وسائل الإعلام والحكومة وأجهزتها المختلفة تطورت نتيجة الوعي بأهمية دور وسائل الإعلام في بناء الصورة الجديدة لجنوب أفريقيا وعلاقاتها الدولية، لذلك ساهمت كل الوزارات والأجهزة في توفير المعلومات لوسائل الإعلام وإقامة علاقات مع الصحفيين تقوم على احترام وظيفتهم في توفير المعرفة للجماهير وحماية حريتهم في تغطية الأحداث والأنشطة وإجراء الأحاديث مع المسؤولين، وحرية الوصول إلى مصادر الأخبار.

هذه العلاقة الجديدة بين الحكومة والإعلاميين شكلت مصدر قوة للدولة، حيث قام الصحفيون بدورهم في بناء المكانة الإقليمية والعالمية لدولة تمثل القارة الأفريقية وتدافع عن حقوقها ومصالحها، فتمكن الإعلاميون من التأثير على شعوب القارة لتقبل الدور الجديد لجنوب أفريقيا، وبذلك قام الصحفيون بدور دبلوماسي لا يقل أهمية عن دور الدبلوماسيين المحترفين.

في السياق الثقافي الأفريقي

توضح تجربة جنوب أفريقيا أيضا أهمية أن تعمل الدولة لبناء صورتها الذهنية في السياق الثقافي لمحيطها الإقليمي، لذلك عملت جنوب أفريقيا على تطوير سمات الصورة الذهنية على أسس تلبي احتياجات الشعوب الأفريقية، وتتفق مع السياق الثقافي للقارة، وكان من أهم تجليات ذلك القيام بحملة إعلامية لحماية حقوق الإنسان وتقديم جنوب أفريقيا للشعوب بصورة الدولة التي تقوم بدور أخلاقي.

وباستخدام وسائل الإعلام، عملت جنوب أفريقيا على التأثير على أجندة الدول الأفريقية لتبني قضايا مثل التعاون والمشاركة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبذلك قدّمت نفسها كدولة تقوم بدور قيادي في مرحلة ما بعد التفرقة العنصرية، وأنها تعمل لتحقيق مصالح الدول والشعوب الأفريقية كلها، وللبرهنة على ذلك قامت جنوب أفريقيا بالكثير من الأنشطة والندوات والمؤتمرات التي تحولت إلى أخبار تنشرها وسائل الإعلام الأفريقية.

الصورة والهوية

توضّح دراسة تجربة جنوب أفريقيا أهمية الربط بين هوية الدولة وصورتها الذهنية؛ حيث تمكنت من تقديم نفسها كدولة تنتمي لقارة أفريقيا وتحمل همومها وتعمل لحل مشكلاتها ومن أهمها تحقيق التنمية والديمقراطية؛ لذلك ساهمت الهوية الأفريقية في تقبل الشعوب الأفريقية لها، وفي ترسيخ الصورة الجديدة وزيادة التعرّض للرسائل التي تنشرها وسائل الإعلام عن جنوب أفريقيا.

مع ذلك، فإن التقييم العلمي لأنشطة الدبلوماسية الإعلامية يوضح الخلط بين الدبلوماسية الإعلامية والدعاية، وشكل ذلك مصدر ضعف قلل من إمكانيات تحقيق النجاح. فالدعاية تقلل مصداقية وسائل الإعلام، والجماهير تستطيع أن تكتشف الدعاية خاصة في عصر ثورة الاتصال، وزيادة القدرة على الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة. لذلك يعتمد نجاح الدولة في استخدام الدبلوماسية الإعلامية على نشر المعلومات الصحيحة، وعدم استخدام الدعاية.

التأثير على الإعلاميين في الدول الأجنبية

توضح دراسة تجربة جنوب أفريقيا في الدبلوماسية الإعلامية أهمية التأثير على مواقف الصحفيين والإعلاميين في الدول الأخرى واستخدامهم لبناء صورة إيجابية للدولة، لكن ذلك يجب أن يتم بشكل غير مباشر، مع احترام حقوق الصحفيين وحريتهم وكرامتهم. ويمكن أن يتم ذلك من خلال تسهيل عمل المراسلين في تغطية الأحداث، وتلبية طلبات الصحفيين في إجراء المقابلات مع المسؤولين والجمهور، وعدم فرض الرقابة عليهم، وفتح مصادر المعلومات والأخبار أمامهم؛ فهذا يزيد احترام الصحفيين للدولة ويشكل لها صورة إيجابية في أذهانهم تقوم على أنها دولة ديمقراطية تحترم حرية الصحافة، وهذا ما فعلته جنوب أفريقيا في فترة حكم نيلسون مانديلا، لكنها لم تستطع أن تحافظ على هذه الإستراتيجية في بعض الأحيان.

فحاولت التأثير بشكل مباشر على الصحفيين في أفريقيا لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، كما أنها استخدمت في بعض الأحيان وسائل الإعلام الأفريقية للتلاعب بالجمهور والتأثير على مشاعره، لدفعه لنسيان تاريخ جنوب أفريقيا في مرحلة التفرقة العنصرية.

لا للتحكم والدعاية

دراسة هذه التجربة توضح لنا خطورة الدور الذي تقوم به وزارات الخارجية في التأثير على وسائل الإعلام والتحكم في تغطيتها للأحداث واستخدامها في نشر الدعاية، فهذه الوزارات يجب أن تدرك أن احترامها لحرية الصحافة والإعلام يساهم في زيادة قدرتها على بناء صورة إيجابية ونجاحها في الدبلوماسية الإعلامية التي تختلف تماما عن الدعاية.

لذلك فإن دور وزارات الخارجية في الدبلوماسية العامة يجب أن يقوم على بناء علاقة بين الدولة والمراسلين الأجانب، تقوم على احترام دورهم ووظيفتهم في الوفاء بحق جمهورهم في المعرفة.

القوة الإعلامية والتأثير على الجمهور

نجاح الدولة في التأثير على الجماهير وبناء صورتها الذهنية يعتمد على قوتها الإعلامية بإنشاء وسائل إعلامية تشبع احتياجات الجمهور للمعرفة وتتمتع بالمصداقية. فلقد تميزت جنوب أفريقيا بقوتها الإعلامية في القارة الأفريقية التي تمكنت من بنائها في مرحلة ما بعد التفرقة العنصرية، واستخدمتها لبناء مكانتها الإقليمية وصورتها الذهنية الجديدة، كما نجحت في القيام بدور مهم في تشكيل سياسات القارة الأفريقية، وبناء العلاقات بين دولها.. فهل يمكن أن نستفيد من التجارب العالمية في بناء مستقبلنا؟

 

صوّت البرلمان الأوروبي ، الأربعاء، على تعديل مقترح يطلب فيه من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إدراج اسم حرس الثورة الاسلامية في قائمة المنظمات الإرهابية. ومن المقرر أن تتم مراجعة هذا المخطط والتصويت عليه في اجتماع البرلمان الأوروبي اليوم .:

- بعد مضي ثلاث سنوات على قرار ترامب بوضع الحرس الثوري على قائمة الجماعات الإرهابية، فإن تحرك البرلمان الأوروبي أمس هو في الواقع تأكيد لحقيقة أنه في السنوات الأخيرة لعبت أوروبا دور "التابع" لأمريكا في السياسة الخارجية. والطريف في هذا البين انه لا فرق للاوروبيين بين أن تكون الحكومة الأمريكية في أيدي الديمقراطيين أو الجمهوريين. رئيس مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوب مينينديز ، اعلن مؤخرا وبشكل صريح ان على الدول الأوروبية الانضمام إلينا في تقديم الحرس الثوري الإيراني، كمنظمة إرهابية.

- رغم أنه فيما يتعلق بهذا القرار الأوروبي الأمريكي، يقال إنه لا يحتوي على الضمان اللازم للتنفيذ وهو مجرد خطوة انفعالية وحادة وغير مهنية، ولكن مجرد اتخاذ هذا الإجراء يعني أن "الغرب" يحاول وبشكل منسق ممارسة الضغط على إيران واستثمار هذه الضغوط للحصول على تنازلات من ايران فيما يخص الاتفاق النووي وارغامها على الرضوخ للشروط الغربية .

- أعذار أوروبا فيما يخص فرض الحظر على الحرس الثوري الإسلامي جديرة بالاهتمام. فهي تزعم أن الحرس الثوري مسؤول عن تفجيرات وهجمات صاروخية وتهريب أسلحة واغتيالات وتوزيع طائرات مسيرة قاتلة، ولهذه الأسباب يجب معاقبته. السؤال الأساسي هو، لو فرضنا جدلا بان هذه المزاعم صحيحة! من الواضح أن كل هذه الامور لا يمكن أن تكون نتاج الأشهر والأسابيع والأيام القليلة الماضية، فلماذا توصل الاتحاد الأوروبي إلى نتيجة ان عليه فرض الحظر على الحرس الثوري في الأسابيع الأخيرة ؟، هل يمكن التفكير بامر اخر غير ان أن القائمين على هذا السيناريو ، مثل امريكا، يعقدون الامل على نتائج الاحداث والاضطرابات الاخيرة التي شهدتها ايران؟ وأليس هذا الإجراء هو ركن متمم لمخطط ممارسة الضغط الامريكي على ايران والذي بدا منذ سنوات؟.

- قبل ذلك، وفي ذروة الاضطرابات في إيران، تمت متابعة ملف مزاعم ارسال طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، لكن هذه المؤامرة لم تأتي أكلها. وقبل أيام قليلة ايضا ، زُعم أن القوات الامريكية صادرت سفينة محملة بأسلحة مهربة من إيران في طريقها إلى اليمن! وبالطبع لم تؤكد اي مصادر موثوقة هذه المزاعم. وبخصوص المسيرات الإيرانية المستخدمة في الحرب الاوكرانية ، فان الجانب الأوكراني تنصل عن الحضور في الاجتماع الأول للتحقيق في الادعاءات المطروحة وفي الاجتماع الثاني ايضا، اكتفى بطرح بعض الادعاءات الإعلامية بدلا من تقديم الادلة والوثائق ، و ... نظرا الى كل هذه الحقائق، فان السبب الوحيد وراء تحرك الاتحاد الأوروبي بالأمس يمكن تحليله فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة والضغط الأقصى على إيران.

- علينا أن ننتظر ونرى ما سؤول اليه القرار الأوروبي الجديد ، لكن الامر المؤكد هو أن يدي إيران ليست مقيدة امام كاف اشكال الحقد والعداوة ضدها.

- إذا كانت القرارات الأوروبية ، كما يُزعم، بالإضافة إلى فرض الحظر على الحرس الثوري، تستهدف الاتفاق النووي أيضا وتهدد وجود هذا الاتفاق الدولي وهويته، فيمكننا أن نتوقع بان نوع وطبيعة رد فعل إيران وعواقبه سيكون من نوع خاص ويتناسب مع الاجراء الاوروبي المزدوج. فهل ستكون أوروبا المجمدة بسبب الشتاء القارس والتي تعاني بسبب تحمل عبء الحرب في اوكرانيا بتاثير من أمريكا، مستعدة لتحمل عبء آخر دون مراجعة حساباتها؟ هذا ما يجب ان ننتظر ونرى ماذا سيتمخض عنه في المستقبل.

 

السبت, 28 كانون2/يناير 2023 17:26

فی فضلِ شهر رَجَب المرجب

الأحادیث فی فضل شهر رجب کثیرة وروی عن النّبی (ص) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام".

فی فضلِ شهر رَجَب المرجب

الأحادیث فی فضل شهر رجب کثیرة وروی عن النّبی (ص) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام".

روی عن النّبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام" ألا أنّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر أمتی، ألا فمن صام من رجب یوماً استوجب رضوان الله الأکبر، وابتعد عنه غضب الله، وأغلق عنه باب من أبواب النّار.

وعن الإمام موسى بن جعفر (علیهما الصلاة والسلام) قال: "من صام یوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسیر سنة، ومن صام ثلاثة أیام وجبت له الجنّة".

وقال أیضاً (علیه الصلاة والسلام): "رجب نهر فی الجنّة أشدّ بیاضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام یوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلک النّهر".

وعن الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم): "رجب شهر الاستغفار لأمتی، فأکثروا فیه الاستغفار فانّه غفورٌ رحیم، ویسمّى الرجب الأصبّ لأن الرّحمة على امّتی تصب صبّاً فیه، فاستکثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ".

وروى ابن بابویه بسند معتبر عن سالم قال: دخلت على الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) فی رجب وقد بقیت منه أیّام، فلمّا نظر إلیّ قال : "یا سالم هل صمت فی هذا الشّهر شیئاً قلت: لا والله یا ابن رسول الله، فقال لی: فقد فاتک من الثّواب ما لم یعلم مبلغه إلّا الله عز وجل، إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب الصّائمین فیه کرامته، قال: فقلت له: یا ابن رسول الله فان صمت ممّا بقی منه شیئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصّائمین فیه، فقال: یا سالم من صام یوماً من آخر هذا الشهر کان ذلک أماناً من شدّة سکرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر، ومن صام یومین من آخر هذا الشّهر کان له بذلک جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أیّام من آخر هذا الشّهر أمن یوم الفزع الأکبر من أهواله وشدائده وأعطى براءة من النّار".

واعلم انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل کثیر وروى أنّ من لم یقدر على ذلک یسبّح فی کلّ یوم مئة مرّة بهذا التّسبیح لینال أجر الصّیام فیه: سُبْحانَ الْإلهِ الْجَلیلِ ، سُبْحانَ مَنْ لا یَنْبَغی التَّسْبیحُ إِلاّ لَهُ ، سُبْحانَ الأعَزِّ الأکْرَمِ ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ.

أعمال هذا الشهر المبارک:

روی عن النبی (ص): ألا إنَّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر امّتی. فمن صام یوماً من رجب ایماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الاکبر واسکنَ الفردوس الأعلى.

وکلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظیم وفیه حدثت معجزة "الاسراء والمعراج" وأیضا کان یطلق علیه رجب "مضر" لأن قبیلة مضر کانت لا تغیره بل توقعه فی وقته بخلاف باقی العرب الذین کانوا یغیّرون ویبدلون فی الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسیء المذکور فی قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیَادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِه الَّذِینَ کَفَرُواْ یُحِلِّونَهُ عَاماً وَیُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّیُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَیُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه) (سورة التوبة:۳۷). وقیل أن سبب نسبته إلى مضر أنها کانت تزید فی تعظیمه واحترامه فنسب إلیهم لذلک.

ورجب هو الشهر السابع من السنة القمریة أو التقویم الهجری. وهذا الشهر من الأشهر الحرم وهو شهر کریم ویدعى بالشهر الأصب وذلک لأن الرحمة الإلهیة تصب على عباده صبا ً، ویستحب فیه الصیام والقیام بالأعمال العبادیة وسمی بذلک لإن العرب کانت ترجبه فتترک فیه القتال أی تترکه تعظیما ومهابة له.

فضائل شهر رجب المرجب

وقال رسول الله صلّى الله علیه وآله: ألاَ إنّ رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظیم؛ وإنّما سُمّی الأصمَّ لأنّه لا یقارنه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً عند الله تبارک وتعالى. وکان أهلُ الجاهلیّة یعظّمونه فی جاهلیّتها، فلمّا جاء الإسلام لم یَزدَد إلاّ تعظیماً وفضلاً.

إنّ هذا الشهر ـ أیُّها الأصدقاء ـ فی موقع عظیم من الشرف، ومن أسباب شرفه أنّه: من الأشهُر الحُرُم، وأنّه من مواسم الدعاء

وکان هذا الشهر معروفاً فی أیّام الجاهلیّة، ینتظره الناس لحوائجهم. وفی الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمیر المؤمنین علیّ علیه السّلام، کما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله علیه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.

وعن النبیّ صلّى الله علیه وآله قال: إنّ الله تبارک وتعالى اختار من الکلام أربعة، ومن الملائکة أربعة، ومن الأنبیاء أربعة، ومن الصادقین [ الصدّیقین ] أربعة، ومن الشهداء أربعة، ومن النساء أربعاً، ومن الأیّام أربعاً، ومن البِقاع أربعاً...

وأمّا خیرته من الأنبیاء، فاختار: إبراهیمَ خلیلاً، وموسى کلیماً، وعیسى رُوحاً، ومحمّداً حبیباً. وأمّا خیرته من الصدّیقین: فیوسفُ الصدّیق، وحبیب النجّار، [ وحِزبیل مؤمن آل فرعون ]، وعلیّ بن أبی طالب. وأمّا خیرته من الشهداء: فیحیى بن زکریا، وجِرجِیس النبیّ، وحمزة بن عبد المطّلب، وجعفر الطیّار. وأمّا خیرته من النساء: فمریم بنت عمران، وآسیة بنت مُزاحم امرأة فرعون، وفاطمة الزهراء، وخدیجة بنت خُوَیلد. وأمّا خیرته من الشهور: فرَجَب، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.. وهی الأربع الحُرُم.

ومن حیث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان وشهر رمضان، الغایة القصوى فی ذلک، حتّى ورد فی فضائلها کثیر من الأحادیث الشریفة التی تحثّ على النهوض بأعمالها.. من ذلک ما جاء فی شهر رجب:

عن الإمام أبی الحسن علیه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ فی الجنّة، أشدُّ بَیاضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام یوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلک النهر.

ومن مُراقَبات المؤمن لهذا الشهر أن یرى فی آثار الأخبار ولآلئها: أنّ اللیلة الأولى منه هی إحدى اللیالی الأربع التی یتأکدّ إحیاؤها بالعبادات. وأنّ یوم النصف منه هو من أحبّ الأیّام إلى الله تعالى، وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح، یکون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارک. أمّا السابع والعشرون من رجب فهو یوم مبعث النبیّ صلّى الله علیه وآله، وهو یوم ظهور الرحمة ظهوراً لم یُرَ مِثْله، وهو أشرف الأیّام معنویّة وقَدْراً.

ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذی تُصَبّ فیه الرحمة الإلهیّة على العباد صبّاً، أنّه یُذکّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحدیث الملَک الداعی، على ما روی عن رسول الله صلّى الله علیه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب فی السماء السابعة مَلَکاً یُقال له « الداعی ».. فإذا دخل شهر رجب ینادی ذلک الملَکُ کلّ لیلة منه إلى الصباح:

طُوبى للذاکرین، طوبى للطائعین. یقول الله تعالى: أنا جلیسُ مَن جالَسَنی، ومطیعُ مَن أطاعنی، وغافرُ مَن استَغفَرَنی. الشهر شهری، والعبد عبدی، والرحمة رحمتی، فمَن دعانی فی هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألنی أعطیتُه، ومن استهدانی هَدَیتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بینی وبین عبادی، فمن اعتصم به وصَلَ إلیّ.

ذکریات شهر رجب

ولقد حفل هذا الشهر المبارک بجملة من المناسبات الإسلامیة نذکر لکم قسماً منها:

الیوم الأوّل: ولادة الإمام محمّد الباقر سلام الله علیه عام ۵۷ هجریة، ورکوب النبی نوح علیه السلام السفینة مع من آمن به وقد أمرهم علیه السلام أن یصوموا ذلک الیوم.

الیوم الثالث: استشهاد الإمام علی الهادی سلام الله علیه عام ۲۵۴ هجریة.

الیوم الثامن: وفاة الشیخ الحرّ العاملی قدّس سرّه صاحب المؤلَّف الشهیر (وسائل الشیعة) عام ۱۰۳۳ هجریة.

الیوم التاسع: ولادة علی الأصغر ابن الإمام الحسین سلام الله علیه، عام ۶۰ هجریة.

الیوم العاشر: ولادة الإمام محمّد الجواد سلام الله علیه، ۱۹۵هجریة.

الیوم الثانی عشر: انشقاق جدار الکعبة لمولاتنا فاطمة بنت أسد على ولیدها وعلیها السلام ودخولها فی الکعبة.

الیوم الثالث عشر: ولادة مولى الموحّدین وأمیر المؤمنین ولید الکعبة الشریفة الإمام علی بن أبی طالب صلوات الله وسلامه علیهما، عام ۲۳ قبل الهجرة.

الیوم الخامس عشر: وفاة عقیلة الهاشمیین سیّدتنا الحوراء زینب الکبرى سلام الله علیها ، عام ۶۲هجریة.

الیوم السادس عشر: رجوع الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه من حرب الجمل إلى الکوفة، عام ۳۶ هجریة.

الیوم الثامن عشر: وفاة إبراهیم ابن رسول الله صلّى الله علیه وآله، عام ۱۰هجریة.

الیوم الثالث والعشرون: طعن فیه الإمام الحسن المجتبى سلام الله علیه فی فخذه بساباط المدائن.

الیوم الرابع والعشرون: فتح خیبر على ید الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه بقلعة باب القموص وقتل مرحب، عام ۸هجریة.

الیوم الخامس والعشرون: استشهاد مولانا الإمام موسى الکاظم سلام الله علیه، عام۱۸۳هجریة.

الیوم السادس والعشرون: وفاة عمّ الرسول الأعظم صلّى الله علیه وآله وأبو الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه سیّدنا أبی طالب سلام الله علیه، عام ۳قبل الهجرة.

الیوم السابع والعشرون: مبعث نبی الرحمة سیّدنا ومولانا الرسول الأعظم محمّد بن عبدالله صلوات الله وسلامه علیه وآله، عام ۱۳قبل الهجرة.

الیوم الثامن والعشرون: خروج الإمام الحسین سلام الله علیه من المدینة المنوّرة إلى مکّة المشرّفة، عام ۶۰هجریة.

أعمال شهر رجب

الاوّل : أن یدعو فی کلّ یوم من رجب بهذا الدّعاء الذی روى انّ الامام زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه دعا به فی الحجر فی غرّة رجب: یا مَنْ یَمْلِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ، ویَعْلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ، لِکُلِّ مَسْأَلَة مِنْکَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتیدٌ، اَللّـهُمَّ وَ مَوعیدُکَ، الصّادِقَةُ، واَیدیکَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُکَ الواسِعَةُ، فأسْألُکَ اَنْ تٌصَلِّیَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِیَ حَوائِجی لِلدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَیْیء قَدیرٌ

الثّانی : أن یدعو بهذا الدّعاء الّذی کان یدعو به الصّادق (علیه السلام) فی کلّ یوم من رجَبَ: خابَ الوافِدُونَ عَلى غَیْرِکَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَکَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِکَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَکَ، بابُکَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبینَ، وَخَیْرُکَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبینَ وَفَضْلُکَ مُباحٌ لِلسّائِلینَ، وَنَیْلُکَ مُتاحٌ لِلامِلینَ، وَرِزْقُکَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاکَ، وَحِلْمُکَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواکَ، عادَتُکَ الاْحْسانُ اِلَى الْمُسیئینَ، وَسَبیلُکَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدینَ، اَللّـهُمَّ فَاهْدِنی هُدَى الْمُهْتَدینَ، وَارْزُقْنی اجْتِهادَ الْجْتَهِدینَ، وَلا تَجْعَلْنی مِنَ الْغافِلینَ الْمُبْعَدینَ، واغْفِرْ لی یَوْمَ الدّینِ.

الثالث : قال الشّیخ فی المصباح : روى المُعلّى بن خنیس عن الصادق (علیه السلام) انّه قال : قُل فی رجب:

اَللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ صَبْرَ الشّاکِرینَ لَکَ، وَعَمَلَ الْخائِفینَ مِنْک، وَیَقینَ الْعابِدینَ لَکَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظیمُ، وَاَنَا عَبْدُکَ الْبائِسُ الْفَقیرُ، اَنْتَ الْغَنِیُّ الْحَمیدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّلیل، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناکَ عَلى فَقْری، وَبِحِلْمِکَ عَلى جَهْلی، وَبِقُوَّتِکَ عَلى ضَعْفی، یا قَوِیُّ یا عَزیزُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصیاءِ الْمَرْضِیِّینَ، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ الدُّنْیا وَالاخِرَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ.

أقول : هذا دُعاء رواه السّیّد أیضاً فی الاقبال، ویظهر من تِلک الرّوایة انّ هذا الدعاء هو أجمع الدَّعوات ویصلح لان یدعى به فی کل الاوقات.

الرابع : قالَ الشیخ أیضاً: یستحبّ اَنْ یدعو بهذا الّدعاء فی کلّ یَوْم:

اَللّـهُمَّ یا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ، وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ، والرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسْیمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظیمَةِ، وَالاَْیادِی الْجَمیلَةِ، والْعَطایَا الْجَزیلَةِ، یا مَنْ لا یُنْعَتُ بِتَمْثیل، وَلا یُمَثَّلُ بِنَظیر، وَلا یُغْلَبُ بِظَهیر، یا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَاَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَاَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَاَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَاَبْلَغَ، وَاَنْعَمَ فَاَسْبَغَ، وَاَعْطى فَاَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَاَفْضَلَ، یا مَنْ سَما فِی الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاْبْصارِ، وَدَنا فِی الُّلطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَْفْکارِ، یا مَنْ تَوَحَّدَ باِلْمُلکِ فَلا نِدَّ لَهُ فی مَلَکُوتِ سُلْطانِهِ، وَتفَرَّدَ بِالاْلاء وَالْکِبرِیاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فی جَبَرُوتِ شَانِهِ، یا مَنْ حارَتْ فی کِبْرِیاءِ هَیْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الاَْوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراکِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ اَبْصارِ الاَْنامِ، یا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَیْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خیفَتِهِ، اَساَلُکَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتی لا تَنْبَغی إِلاّ لَکَ، وَبِما وَأَیْتَ بِهِ عَلى نَفْسِکَ لِداعیکَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فیهِ عَلى نَفْسِکَ لِلدّاعینَ، یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، وَابْصَرَ النّاظِرینَ، وَاَسْرَعَ الْحاسِبینَ، یا ذَا الْقُوَّةِ الْمتینُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَعَلى اَهْلِ بَیْتِهِ، وَاقْسِمْ لی فی شَهْرِنا هذا خَیْرَ ما قَسَمْتَ، وَاحْتِمْ لی فی قَضائِکَ خَیْرَ ما حَتَمْتَ، وَاخْتِمْ لی بِالسَّعادَةِ فیمَنْ خَتَمْتَ، وَاحْیِنی ما اَحْیَیْتَنی مَوْفُوراً، وَاَمِتْنی مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتوَلَّ اَنْتَ نَجاتی مِنْ مُساءَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّی مُنْکَراً وَنَکیراً، وَاَرِ عَیْنی مُبَشِّراً وَبَشیراً، وَاجْعَلْ لی اِلى رِضْوانِکَ وَجِنانِکَ مَصیراً، وَعَیْشاً قَریراً، وَمُلْکاً کَبیْراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ کَثیراً.

وأقول : هذا دعاء یدعى به فی مسجد صعصعة أیضاً.

الخامس : روى الشّیخ انّه خرج هذا التّوقیع الشّریف من النّاحیة المقدّسة على ید الشّیخ الکبیر أبی جعفر محمّد بن عثمان بن سعید (رضی الله عنه) :

اُدع فی کلّ یوم من أیّام رجب:

اللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِمَعانی جَمیعِ ما یَدْعُوکَ بِهِ وُلاةُ اَمْرِکَ، الْمَاْمُونُونَ عَلى سِرِّکَ، الْمُسْتَبْشِرُونَ بِاَمْرِکَ، الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِکَ الْمُعلِنُونَ لِعَظَمَتِکَ، اَساَلُکَ بِما نَطَقَ فیهِمْ مِنْ مَشِیَّتِکَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِکَلِماتِکَ، وَاَرْکاناً لِتَوْحیدِکَ، وَآیاتِکَ وَمَقاماتِکَ الَّتی لا تَعْطیلَ لَها فی کُلِّ مَکان، یَعْرِفُکَ بِها مَنْ عَرَفَکَ، لا فَرْقَ بَیْنَکَ وَبَیْنَها إِلاّ اَنَّهُمْ عِبادُکَ وَخَلْقُکَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِیَدِکَ، بَدْؤُها مِنْکَ وَعَوْدُها اِلَیکَ اَعْضادٌ واَشْهادٌ ومُناةٌ واَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوّادٌ، فَبِهمْ مَلاْتَ سَمائکَ وَاَرْضَکَ حَتّى ظَهَرَ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، فَبِذلِکَ اَساَلُکَ، وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِکَ، وَبِمَقاماتِکَ وَعَلاماتِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، واَنْ تَزیدَنی إیماناً وَتَثْبیتاً، یا باطِناً فی ظُهُورِهِ وَظاهراً فی بُطُونِهِ وَمَکْنُونِهِ، یا مُفَرِّقاً بَیْنَ النُّورِ وَالدَّیْجُورِ، یا مَوْصُوفاً بِغَیْرِ کُنْه، وَمَعْرُوفاً بِغَیْرِ شِبْه، حادَّ، کُلِّ مَحْدُود، وَشاهِدَ کُلِّ مَشْهُود، وَمُوجِدَ کُلِّ مَوْجُود، وَمُحْصِیَ کُلِّ مَعْدُود، وَفاقِدَ کُلِّ مَفْقُود، لَیْسَ دُونَکَ مِنْ مَعْبُود، اَهْلَ الْکِبْرِیاءِ وَالْجُودِ، یا مَنْ لا یُکَیَّفُ بِکَیْف، وَلا یُؤَیَّنُ بِاَیْن، یا مُحْتَجِباً عَنْ کُلِّ عَیْن، یا دَیْمُومُ یا قَیُّومُ وَعالِمَ کُلِّ مَعْلُوم، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَلى عِبادِکَ الْمُنْتَجَبینَ، وَبَشَرِکَ الْمحْتَجِبینَ، وَمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَالْبُهْمِ الصّافّینَ الْحافّینَ، وَبارِکَ لَنا فی شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُکَرَّم وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْشْهُرِ الْحُرُمِ، وَاَسْبِغْ عَلَیْنا فیهِ النِّعَمَ، وَاَجْزِلْ لَنا فیهِ الْقِسَمَ، وَاَبْرِزْ لَنا فیهِ الْقَسَمَ بِاسْمِکَ الاْعْظَمِ الاْجَلِّ الاْکْرَمِ الَّذی وَضَعْتَهُ عَلیَ النَّهارِ فَاَضاءَ، وَعَلى اللَّیْلِ فَاَظْلَمَ، وَاْغفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنّا وَما لا نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَیْرَ الْعِصَمِ، وَاکْفِنا کَوافِیَ قَدَرِکَ، واْمنُنْ عَلْیْنا بِحُسْنِ نَظَرِکَ، وَلا تَکِلْنا اِلى غَیْرِکَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَیْرکَ وَبارِکَ لَنا فیما کَتَبْتَهُ لَنا مِنْ اَعْمارِنا، واَصْلحْ لنا خَبیئَةَ اَسْررِنا، واَعْطِنا مِنْکَ الاْمانَ، وَاْستَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِْیْمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّیامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْیّامِ وَالاْعْوامِ یا ذَا الْجَلالِ والاِکْرامِ.

السّادس : وروى الشّیخ انّه خرج من النّاحیة المقدّسة على ید الشّیخ أبی القاسم (رضی الله عنه) هذا الدّعاء فی أیّام رجب:

اَللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فی رَجَب مُحَمَّد بْنِ عَلیٍّ الثانی وَابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ، وَاَتَقَرَّبُ بِهِما اِلَیْکَ خَیْرَ الْقُرْبِ، یا مَنْ اِلَیْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفیـما لَدَیْهِ رُغِبَ، اَساَلُکَ سُؤالَ مُقْتَرِف مُذْنِب قَدْ اَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَاَوْثَقَتْهُ عُیُوبُهُ، فَطالَ عَلَى الْخَطایا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزایا خُطُوبُهُ، یَسْأَلُکَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ والنُّزْوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النّارِ فَکاکَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فی رِبْقَتِهِ، فَاَنْتَ مَوْلایَ اَعْظَمُ اَمَلِهِ وَثِقَتِهِ، اَللّـهُمَّ واَساَلُکَ بِمَسائِلِکَ الشَّریفَةِ، وَوَسائِلَک الْمُنیفَةِ اَنْ تَتَغَمَّدَنی فی هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَة مِنْکَ واسِعَة، وَنِعْمَة وازِعَة، وَنَفْس بِما رَزَقْتَها قانِعَة، اِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحلِّ الاْخِرَةِ وَما هِیَ اِلَیْهِ صائِرَةٌ.

السابع : روى السیّد ابن طاووس عن محمّد بن ذکوان المعروف بالسّجاد لانّه کان یکثر من السّجود والبکاء فیه حتّى ذهب بصره قال : قلت للصّادق (علیه السلام) : جعلت فداک هذا رجب علّمنی فیه دعاءاً ینفعنی الله به، قال (علیه السلام) : اکتب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قل فی کلّ یوم من رجب صباحاً ومساءاً وفی أعقاب صلواتک فی یومک ولیلتک یا مَنْ اَرْجُوهُ لِکُلِّ خَیْر، وَآمَنَ سَخَطَهُ عِنْدَ کُلِّ شَرٍّ، یا مَنْ یُعْطِی الْکَثیرَ بِالْقَلیلِ، یا مَنْ یُعْطی مَنْ سَأَلَهُ یا مَنْ یُعْطی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، اَعْطِنی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ خَیْرِ الدُّنْیا وَجَمیعَ خَیْرِ الاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ شَرِّ الدُّنْیا وَشَرِّ الاْخِرَةِ، فَاِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوص ما اَعْطَیْتَ، وَزِدْنی مِنْ فَضْلِکَ یا کَریمُ.

وقال الراوی : ثمّ مدّ (علیه السلام) یده الیسرى فقبض على لحیته ودعا بهذا الدّعاء وهو یلوذ بسبّابته الیمنى، ثمّ قال بعد ذلک : یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، یا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، یا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَیْبَتی عَلَى النّارِ

الثامن: عن النّبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انّه قال من قال: فی رجب: اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ مائة مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة کتب الله له أجر مائة شهید.

والتاسع : وعنه (صلى الله علیه وآله وسلم) قال : من قال فی رجب: (لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ) ألف مرّة، کتب الله له مائة ألف حسنة وبنى الله له مائة مدینة فی الجنّة.

والعاشر : فی الحدیث : من استغفر الله فی رجب سبعین مرّة بالغداة وسبعین مرّة بالعشیّ یقول: اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، فاذا بلغ تمام سبعین مرّة رفع یدیه وقال: اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لی وَتُبْ عَلَیَّ، فان مات فی رجب مات مرضیّاً عنه ولا تمسّه النّار ببرکة رجب.

الحادی عشر : أن یستغفر فی هذا الشهر ألف مرّة قائلاً: اَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ مِنْ جَمیعِ الذُّنُوبِ وَالاثامِ، لیغفر له الله الرّحیم.

الثانی عشر : روى السّید فی الاقبال فضلاً کثیراً لقراءة قل هو الله احد عشرة آلاف مرّة أو ألف مرّة أو مائة مرّة فی شهر رجب، وروى ایضاً انّ من قرأ قُل هو الله أحدٌ مائة مرّة فی یوم الجمعة من شهر رجب کان له یوم القیامة نور یجذبه الى الجنّة.

الثالث عشر : روى السیّد انّ من صام یوماً من رجب وصلّى أربع رکعات یقرأ فی الاُولى آیة الکرسی مائة مرّة، وفی الثّانیة قل هو الله أحد مائتین مرّة، لم یمت الّا وقد شاهد مکانه فی الجنّة أو شوهد له.

ختاماً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن یوفّقنا وإیّاکم للعمل الصالح، والمبرّات، والخیرات، وطاعته عزّوجلّ فی هذا الشهر العظیم، متمنّین للجمیع التوفیق والخیر بحقّ محمّد وآله الطاهرین.

فی فضلِ شهر رَجَب المرجب

الأحادیث فی فضل شهر رجب کثیرة وروی عن النّبی (ص) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام".

روی عن النّبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام" ألا أنّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر أمتی، ألا فمن صام من رجب یوماً استوجب رضوان الله الأکبر، وابتعد عنه غضب الله، وأغلق عنه باب من أبواب النّار.

وعن الإمام موسى بن جعفر (علیهما الصلاة والسلام) قال: "من صام یوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسیر سنة، ومن صام ثلاثة أیام وجبت له الجنّة".

وقال أیضاً (علیه الصلاة والسلام): "رجب نهر فی الجنّة أشدّ بیاضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام یوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلک النّهر".

وعن الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم): "رجب شهر الاستغفار لأمتی، فأکثروا فیه الاستغفار فانّه غفورٌ رحیم، ویسمّى الرجب الأصبّ لأن الرّحمة على امّتی تصب صبّاً فیه، فاستکثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ".

وروى ابن بابویه بسند معتبر عن سالم قال: دخلت على الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) فی رجب وقد بقیت منه أیّام، فلمّا نظر إلیّ قال : "یا سالم هل صمت فی هذا الشّهر شیئاً قلت: لا والله یا ابن رسول الله، فقال لی: فقد فاتک من الثّواب ما لم یعلم مبلغه إلّا الله عز وجل، إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب الصّائمین فیه کرامته، قال: فقلت له: یا ابن رسول الله فان صمت ممّا بقی منه شیئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصّائمین فیه، فقال: یا سالم من صام یوماً من آخر هذا الشهر کان ذلک أماناً من شدّة سکرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر، ومن صام یومین من آخر هذا الشّهر کان له بذلک جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أیّام من آخر هذا الشّهر أمن یوم الفزع الأکبر من أهواله وشدائده وأعطى براءة من النّار".

واعلم انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل کثیر وروى أنّ من لم یقدر على ذلک یسبّح فی کلّ یوم مئة مرّة بهذا التّسبیح لینال أجر الصّیام فیه: سُبْحانَ الْإلهِ الْجَلیلِ ، سُبْحانَ مَنْ لا یَنْبَغی التَّسْبیحُ إِلاّ لَهُ ، سُبْحانَ الأعَزِّ الأکْرَمِ ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ.

أعمال هذا الشهر المبارک:

روی عن النبی (ص): ألا إنَّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر امّتی. فمن صام یوماً من رجب ایماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الاکبر واسکنَ الفردوس الأعلى.

وکلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظیم وفیه حدثت معجزة "الاسراء والمعراج" وأیضا کان یطلق علیه رجب "مضر" لأن قبیلة مضر کانت لا تغیره بل توقعه فی وقته بخلاف باقی العرب الذین کانوا یغیّرون ویبدلون فی الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسیء المذکور فی قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیَادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِه الَّذِینَ کَفَرُواْ یُحِلِّونَهُ عَاماً وَیُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّیُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَیُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه) (سورة التوبة:۳۷). وقیل أن سبب نسبته إلى مضر أنها کانت تزید فی تعظیمه واحترامه فنسب إلیهم لذلک.

ورجب هو الشهر السابع من السنة القمریة أو التقویم الهجری. وهذا الشهر من الأشهر الحرم وهو شهر کریم ویدعى بالشهر الأصب وذلک لأن الرحمة الإلهیة تصب على عباده صبا ً، ویستحب فیه الصیام والقیام بالأعمال العبادیة وسمی بذلک لإن العرب کانت ترجبه فتترک فیه القتال أی تترکه تعظیما ومهابة له.

فضائل شهر رجب المرجب

وقال رسول الله صلّى الله علیه وآله: ألاَ إنّ رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظیم؛ وإنّما سُمّی الأصمَّ لأنّه لا یقارنه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً عند الله تبارک وتعالى. وکان أهلُ الجاهلیّة یعظّمونه فی جاهلیّتها، فلمّا جاء الإسلام لم یَزدَد إلاّ تعظیماً وفضلاً.

إنّ هذا الشهر ـ أیُّها الأصدقاء ـ فی موقع عظیم من الشرف، ومن أسباب شرفه أنّه: من الأشهُر الحُرُم، وأنّه من مواسم الدعاء

وکان هذا الشهر معروفاً فی أیّام الجاهلیّة، ینتظره الناس لحوائجهم. وفی الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمیر المؤمنین علیّ علیه السّلام، کما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله علیه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.

وعن النبیّ صلّى الله علیه وآله قال: إنّ الله تبارک وتعالى اختار من الکلام أربعة، ومن الملائکة أربعة، ومن الأنبیاء أربعة، ومن الصادقین [ الصدّیقین ] أربعة، ومن الشهداء أربعة، ومن النساء أربعاً، ومن الأیّام أربعاً، ومن البِقاع أربعاً...

وأمّا خیرته من الأنبیاء، فاختار: إبراهیمَ خلیلاً، وموسى کلیماً، وعیسى رُوحاً، ومحمّداً حبیباً. وأمّا خیرته من الصدّیقین: فیوسفُ الصدّیق، وحبیب النجّار، [ وحِزبیل مؤمن آل فرعون ]، وعلیّ بن أبی طالب. وأمّا خیرته من الشهداء: فیحیى بن زکریا، وجِرجِیس النبیّ، وحمزة بن عبد المطّلب، وجعفر الطیّار. وأمّا خیرته من النساء: فمریم بنت عمران، وآسیة بنت مُزاحم امرأة فرعون، وفاطمة الزهراء، وخدیجة بنت خُوَیلد. وأمّا خیرته من الشهور: فرَجَب، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.. وهی الأربع الحُرُم.

ومن حیث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان وشهر رمضان، الغایة القصوى فی ذلک، حتّى ورد فی فضائلها کثیر من الأحادیث الشریفة التی تحثّ على النهوض بأعمالها.. من ذلک ما جاء فی شهر رجب:

عن الإمام أبی الحسن علیه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ فی الجنّة، أشدُّ بَیاضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام یوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلک النهر.

ومن مُراقَبات المؤمن لهذا الشهر أن یرى فی آثار الأخبار ولآلئها: أنّ اللیلة الأولى منه هی إحدى اللیالی الأربع التی یتأکدّ إحیاؤها بالعبادات. وأنّ یوم النصف منه هو من أحبّ الأیّام إلى الله تعالى، وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح، یکون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارک. أمّا السابع والعشرون من رجب فهو یوم مبعث النبیّ صلّى الله علیه وآله، وهو یوم ظهور الرحمة ظهوراً لم یُرَ مِثْله، وهو أشرف الأیّام معنویّة وقَدْراً.

ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذی تُصَبّ فیه الرحمة الإلهیّة على العباد صبّاً، أنّه یُذکّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحدیث الملَک الداعی، على ما روی عن رسول الله صلّى الله علیه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب فی السماء السابعة مَلَکاً یُقال له « الداعی ».. فإذا دخل شهر رجب ینادی ذلک الملَکُ کلّ لیلة منه إلى الصباح:

طُوبى للذاکرین، طوبى للطائعین. یقول الله تعالى: أنا جلیسُ مَن جالَسَنی، ومطیعُ مَن أطاعنی، وغافرُ مَن استَغفَرَنی. الشهر شهری، والعبد عبدی، والرحمة رحمتی، فمَن دعانی فی هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألنی أعطیتُه، ومن استهدانی هَدَیتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بینی وبین عبادی، فمن اعتصم به وصَلَ إلیّ.

ذکریات شهر رجب

ولقد حفل هذا الشهر المبارک بجملة من المناسبات الإسلامیة نذکر لکم قسماً منها:

الیوم الأوّل: ولادة الإمام محمّد الباقر سلام الله علیه عام ۵۷ هجریة، ورکوب النبی نوح علیه السلام السفینة مع من آمن به وقد أمرهم علیه السلام أن یصوموا ذلک الیوم.

الیوم الثالث: استشهاد الإمام علی الهادی سلام الله علیه عام ۲۵۴ هجریة.

الیوم الثامن: وفاة الشیخ الحرّ العاملی قدّس سرّه صاحب المؤلَّف الشهیر (وسائل الشیعة) عام ۱۰۳۳ هجریة.

الیوم التاسع: ولادة علی الأصغر ابن الإمام الحسین سلام الله علیه، عام ۶۰ هجریة.

الیوم العاشر: ولادة الإمام محمّد الجواد سلام الله علیه، ۱۹۵هجریة.

الیوم الثانی عشر: انشقاق جدار الکعبة لمولاتنا فاطمة بنت أسد على ولیدها وعلیها السلام ودخولها فی الکعبة.

الیوم الثالث عشر: ولادة مولى الموحّدین وأمیر المؤمنین ولید الکعبة الشریفة الإمام علی بن أبی طالب صلوات الله وسلامه علیهما، عام ۲۳ قبل الهجرة.

الیوم الخامس عشر: وفاة عقیلة الهاشمیین سیّدتنا الحوراء زینب الکبرى سلام الله علیها ، عام ۶۲هجریة.

الیوم السادس عشر: رجوع الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه من حرب الجمل إلى الکوفة، عام ۳۶ هجریة.

الیوم الثامن عشر: وفاة إبراهیم ابن رسول الله صلّى الله علیه وآله، عام ۱۰هجریة.

الیوم الثالث والعشرون: طعن فیه الإمام الحسن المجتبى سلام الله علیه فی فخذه بساباط المدائن.

الیوم الرابع والعشرون: فتح خیبر على ید الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه بقلعة باب القموص وقتل مرحب، عام ۸هجریة.

الیوم الخامس والعشرون: استشهاد مولانا الإمام موسى الکاظم سلام الله علیه، عام۱۸۳هجریة.

الیوم السادس والعشرون: وفاة عمّ الرسول الأعظم صلّى الله علیه وآله وأبو الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه سیّدنا أبی طالب سلام الله علیه، عام ۳قبل الهجرة.

الیوم السابع والعشرون: مبعث نبی الرحمة سیّدنا ومولانا الرسول الأعظم محمّد بن عبدالله صلوات الله وسلامه علیه وآله، عام ۱۳قبل الهجرة.

الیوم الثامن والعشرون: خروج الإمام الحسین سلام الله علیه من المدینة المنوّرة إلى مکّة المشرّفة، عام ۶۰هجریة.

أعمال شهر رجب

الاوّل : أن یدعو فی کلّ یوم من رجب بهذا الدّعاء الذی روى انّ الامام زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه دعا به فی الحجر فی غرّة رجب: یا مَنْ یَمْلِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ، ویَعْلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ، لِکُلِّ مَسْأَلَة مِنْکَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتیدٌ، اَللّـهُمَّ وَ مَوعیدُکَ، الصّادِقَةُ، واَیدیکَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُکَ الواسِعَةُ، فأسْألُکَ اَنْ تٌصَلِّیَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِیَ حَوائِجی لِلدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَیْیء قَدیرٌ

الثّانی : أن یدعو بهذا الدّعاء الّذی کان یدعو به الصّادق (علیه السلام) فی کلّ یوم من رجَبَ: خابَ الوافِدُونَ عَلى غَیْرِکَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَکَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِکَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَکَ، بابُکَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبینَ، وَخَیْرُکَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبینَ وَفَضْلُکَ مُباحٌ لِلسّائِلینَ، وَنَیْلُکَ مُتاحٌ لِلامِلینَ، وَرِزْقُکَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاکَ، وَحِلْمُکَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواکَ، عادَتُکَ الاْحْسانُ اِلَى الْمُسیئینَ، وَسَبیلُکَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدینَ، اَللّـهُمَّ فَاهْدِنی هُدَى الْمُهْتَدینَ، وَارْزُقْنی اجْتِهادَ الْجْتَهِدینَ، وَلا تَجْعَلْنی مِنَ الْغافِلینَ الْمُبْعَدینَ، واغْفِرْ لی یَوْمَ الدّینِ.

الثالث : قال الشّیخ فی المصباح : روى المُعلّى بن خنیس عن الصادق (علیه السلام) انّه قال : قُل فی رجب:

اَللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ صَبْرَ الشّاکِرینَ لَکَ، وَعَمَلَ الْخائِفینَ مِنْک، وَیَقینَ الْعابِدینَ لَکَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظیمُ، وَاَنَا عَبْدُکَ الْبائِسُ الْفَقیرُ، اَنْتَ الْغَنِیُّ الْحَمیدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّلیل، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناکَ عَلى فَقْری، وَبِحِلْمِکَ عَلى جَهْلی، وَبِقُوَّتِکَ عَلى ضَعْفی، یا قَوِیُّ یا عَزیزُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصیاءِ الْمَرْضِیِّینَ، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ الدُّنْیا وَالاخِرَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ.

أقول : هذا دُعاء رواه السّیّد أیضاً فی الاقبال، ویظهر من تِلک الرّوایة انّ هذا الدعاء هو أجمع الدَّعوات ویصلح لان یدعى به فی کل الاوقات.

الرابع : قالَ الشیخ أیضاً: یستحبّ اَنْ یدعو بهذا الّدعاء فی کلّ یَوْم:

اَللّـهُمَّ یا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ، وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ، والرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسْیمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظیمَةِ، وَالاَْیادِی الْجَمیلَةِ، والْعَطایَا الْجَزیلَةِ، یا مَنْ لا یُنْعَتُ بِتَمْثیل، وَلا یُمَثَّلُ بِنَظیر، وَلا یُغْلَبُ بِظَهیر، یا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَاَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَاَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَاَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَاَبْلَغَ، وَاَنْعَمَ فَاَسْبَغَ، وَاَعْطى فَاَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَاَفْضَلَ، یا مَنْ سَما فِی الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاْبْصارِ، وَدَنا فِی الُّلطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَْفْکارِ، یا مَنْ تَوَحَّدَ باِلْمُلکِ فَلا نِدَّ لَهُ فی مَلَکُوتِ سُلْطانِهِ، وَتفَرَّدَ بِالاْلاء وَالْکِبرِیاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فی جَبَرُوتِ شَانِهِ، یا مَنْ حارَتْ فی کِبْرِیاءِ هَیْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الاَْوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراکِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ اَبْصارِ الاَْنامِ، یا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَیْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خیفَتِهِ، اَساَلُکَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتی لا تَنْبَغی إِلاّ لَکَ، وَبِما وَأَیْتَ بِهِ عَلى نَفْسِکَ لِداعیکَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فیهِ عَلى نَفْسِکَ لِلدّاعینَ، یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، وَابْصَرَ النّاظِرینَ، وَاَسْرَعَ الْحاسِبینَ، یا ذَا الْقُوَّةِ الْمتینُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَعَلى اَهْلِ بَیْتِهِ، وَاقْسِمْ لی فی شَهْرِنا هذا خَیْرَ ما قَسَمْتَ، وَاحْتِمْ لی فی قَضائِکَ خَیْرَ ما حَتَمْتَ، وَاخْتِمْ لی بِالسَّعادَةِ فیمَنْ خَتَمْتَ، وَاحْیِنی ما اَحْیَیْتَنی مَوْفُوراً، وَاَمِتْنی مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتوَلَّ اَنْتَ نَجاتی مِنْ مُساءَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّی مُنْکَراً وَنَکیراً، وَاَرِ عَیْنی مُبَشِّراً وَبَشیراً، وَاجْعَلْ لی اِلى رِضْوانِکَ وَجِنانِکَ مَصیراً، وَعَیْشاً قَریراً، وَمُلْکاً کَبیْراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ کَثیراً.

وأقول : هذا دعاء یدعى به فی مسجد صعصعة أیضاً.

الخامس : روى الشّیخ انّه خرج هذا التّوقیع الشّریف من النّاحیة المقدّسة على ید الشّیخ الکبیر أبی جعفر محمّد بن عثمان بن سعید (رضی الله عنه) :

اُدع فی کلّ یوم من أیّام رجب:

اللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِمَعانی جَمیعِ ما یَدْعُوکَ بِهِ وُلاةُ اَمْرِکَ، الْمَاْمُونُونَ عَلى سِرِّکَ، الْمُسْتَبْشِرُونَ بِاَمْرِکَ، الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِکَ الْمُعلِنُونَ لِعَظَمَتِکَ، اَساَلُکَ بِما نَطَقَ فیهِمْ مِنْ مَشِیَّتِکَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِکَلِماتِکَ، وَاَرْکاناً لِتَوْحیدِکَ، وَآیاتِکَ وَمَقاماتِکَ الَّتی لا تَعْطیلَ لَها فی کُلِّ مَکان، یَعْرِفُکَ بِها مَنْ عَرَفَکَ، لا فَرْقَ بَیْنَکَ وَبَیْنَها إِلاّ اَنَّهُمْ عِبادُکَ وَخَلْقُکَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِیَدِکَ، بَدْؤُها مِنْکَ وَعَوْدُها اِلَیکَ اَعْضادٌ واَشْهادٌ ومُناةٌ واَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوّادٌ، فَبِهمْ مَلاْتَ سَمائکَ وَاَرْضَکَ حَتّى ظَهَرَ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، فَبِذلِکَ اَساَلُکَ، وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِکَ، وَبِمَقاماتِکَ وَعَلاماتِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، واَنْ تَزیدَنی إیماناً وَتَثْبیتاً، یا باطِناً فی ظُهُورِهِ وَظاهراً فی بُطُونِهِ وَمَکْنُونِهِ، یا مُفَرِّقاً بَیْنَ النُّورِ وَالدَّیْجُورِ، یا مَوْصُوفاً بِغَیْرِ کُنْه، وَمَعْرُوفاً بِغَیْرِ شِبْه، حادَّ، کُلِّ مَحْدُود، وَشاهِدَ کُلِّ مَشْهُود، وَمُوجِدَ کُلِّ مَوْجُود، وَمُحْصِیَ کُلِّ مَعْدُود، وَفاقِدَ کُلِّ مَفْقُود، لَیْسَ دُونَکَ مِنْ مَعْبُود، اَهْلَ الْکِبْرِیاءِ وَالْجُودِ، یا مَنْ لا یُکَیَّفُ بِکَیْف، وَلا یُؤَیَّنُ بِاَیْن، یا مُحْتَجِباً عَنْ کُلِّ عَیْن، یا دَیْمُومُ یا قَیُّومُ وَعالِمَ کُلِّ مَعْلُوم، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَلى عِبادِکَ الْمُنْتَجَبینَ، وَبَشَرِکَ الْمحْتَجِبینَ، وَمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَالْبُهْمِ الصّافّینَ الْحافّینَ، وَبارِکَ لَنا فی شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُکَرَّم وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْشْهُرِ الْحُرُمِ، وَاَسْبِغْ عَلَیْنا فیهِ النِّعَمَ، وَاَجْزِلْ لَنا فیهِ الْقِسَمَ، وَاَبْرِزْ لَنا فیهِ الْقَسَمَ بِاسْمِکَ الاْعْظَمِ الاْجَلِّ الاْکْرَمِ الَّذی وَضَعْتَهُ عَلیَ النَّهارِ فَاَضاءَ، وَعَلى اللَّیْلِ فَاَظْلَمَ، وَاْغفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنّا وَما لا نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَیْرَ الْعِصَمِ، وَاکْفِنا کَوافِیَ قَدَرِکَ، واْمنُنْ عَلْیْنا بِحُسْنِ نَظَرِکَ، وَلا تَکِلْنا اِلى غَیْرِکَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَیْرکَ وَبارِکَ لَنا فیما کَتَبْتَهُ لَنا مِنْ اَعْمارِنا، واَصْلحْ لنا خَبیئَةَ اَسْررِنا، واَعْطِنا مِنْکَ الاْمانَ، وَاْستَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِْیْمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّیامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْیّامِ وَالاْعْوامِ یا ذَا الْجَلالِ والاِکْرامِ.

السّادس : وروى الشّیخ انّه خرج من النّاحیة المقدّسة على ید الشّیخ أبی القاسم (رضی الله عنه) هذا الدّعاء فی أیّام رجب:

اَللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فی رَجَب مُحَمَّد بْنِ عَلیٍّ الثانی وَابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ، وَاَتَقَرَّبُ بِهِما اِلَیْکَ خَیْرَ الْقُرْبِ، یا مَنْ اِلَیْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفیـما لَدَیْهِ رُغِبَ، اَساَلُکَ سُؤالَ مُقْتَرِف مُذْنِب قَدْ اَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَاَوْثَقَتْهُ عُیُوبُهُ، فَطالَ عَلَى الْخَطایا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزایا خُطُوبُهُ، یَسْأَلُکَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ والنُّزْوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النّارِ فَکاکَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فی رِبْقَتِهِ، فَاَنْتَ مَوْلایَ اَعْظَمُ اَمَلِهِ وَثِقَتِهِ، اَللّـهُمَّ واَساَلُکَ بِمَسائِلِکَ الشَّریفَةِ، وَوَسائِلَک الْمُنیفَةِ اَنْ تَتَغَمَّدَنی فی هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَة مِنْکَ واسِعَة، وَنِعْمَة وازِعَة، وَنَفْس بِما رَزَقْتَها قانِعَة، اِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحلِّ الاْخِرَةِ وَما هِیَ اِلَیْهِ صائِرَةٌ.

السابع : روى السیّد ابن طاووس عن محمّد بن ذکوان المعروف بالسّجاد لانّه کان یکثر من السّجود والبکاء فیه حتّى ذهب بصره قال : قلت للصّادق (علیه السلام) : جعلت فداک هذا رجب علّمنی فیه دعاءاً ینفعنی الله به، قال (علیه السلام) : اکتب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قل فی کلّ یوم من رجب صباحاً ومساءاً وفی أعقاب صلواتک فی یومک ولیلتک یا مَنْ اَرْجُوهُ لِکُلِّ خَیْر، وَآمَنَ سَخَطَهُ عِنْدَ کُلِّ شَرٍّ، یا مَنْ یُعْطِی الْکَثیرَ بِالْقَلیلِ، یا مَنْ یُعْطی مَنْ سَأَلَهُ یا مَنْ یُعْطی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، اَعْطِنی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ خَیْرِ الدُّنْیا وَجَمیعَ خَیْرِ الاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ شَرِّ الدُّنْیا وَشَرِّ الاْخِرَةِ، فَاِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوص ما اَعْطَیْتَ، وَزِدْنی مِنْ فَضْلِکَ یا کَریمُ.

وقال الراوی : ثمّ مدّ (علیه السلام) یده الیسرى فقبض على لحیته ودعا بهذا الدّعاء وهو یلوذ بسبّابته الیمنى، ثمّ قال بعد ذلک : یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، یا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، یا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَیْبَتی عَلَى النّارِ

الثامن: عن النّبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انّه قال من قال: فی رجب: اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ مائة مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة کتب الله له أجر مائة شهید.

والتاسع : وعنه (صلى الله علیه وآله وسلم) قال : من قال فی رجب: (لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ) ألف مرّة، کتب الله له مائة ألف حسنة وبنى الله له مائة مدینة فی الجنّة.

والعاشر : فی الحدیث : من استغفر الله فی رجب سبعین مرّة بالغداة وسبعین مرّة بالعشیّ یقول: اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، فاذا بلغ تمام سبعین مرّة رفع یدیه وقال: اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لی وَتُبْ عَلَیَّ، فان مات فی رجب مات مرضیّاً عنه ولا تمسّه النّار ببرکة رجب.

الحادی عشر : أن یستغفر فی هذا الشهر ألف مرّة قائلاً: اَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ مِنْ جَمیعِ الذُّنُوبِ وَالاثامِ، لیغفر له الله الرّحیم.

الثانی عشر : روى السّید فی الاقبال فضلاً کثیراً لقراءة قل هو الله احد عشرة آلاف مرّة أو ألف مرّة أو مائة مرّة فی شهر رجب، وروى ایضاً انّ من قرأ قُل هو الله أحدٌ مائة مرّة فی یوم الجمعة من شهر رجب کان له یوم القیامة نور یجذبه الى الجنّة.

الثالث عشر : روى السیّد انّ من صام یوماً من رجب وصلّى أربع رکعات یقرأ فی الاُولى آیة الکرسی مائة مرّة، وفی الثّانیة قل هو الله أحد مائتین مرّة، لم یمت الّا وقد شاهد مکانه فی الجنّة أو شوهد له.

ختاماً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن یوفّقنا وإیّاکم للعمل الصالح، والمبرّات، والخیرات، وطاعته عزّوجلّ فی هذا الشهر العظیم، متمنّین للجمیع التوفیق والخیر بحقّ محمّد وآله الطاهرین

 

الاجتماع يعد تمهيديا للاجتماع الوزاري العربي العادي المقرر عقده بالقاهرة

استضافت العاصمة الليبية، اليوم الأحد، اجتماعا تشاوريا لوزراء الخارجية العرب، بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وغاب عن الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

وعُقد الاجتماع في طرابلس، باعتبار ليبيا ترأس حاليا مجلس الجامعة على مستوى الوزراء، ويعد تمهيديا للاجتماع الوزاري العربي العادي المقرر عقده بالقاهرة الشهر المقبل.

وناقش الاجتماع التشاوري تطورات القضية الفلسطينية، ومستجدات الأزمة في ليبيا واليمن.

وقالت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش إن بلادها أصرت على حقها في ترؤس الجامعة، وإن نحو 10 دول حضرت الاجتماع مؤكدة الحاجة لدعم الجميع لضمان استقرار ليبيا.

المنقوش أكدت أن الحكومة الليبية ملتزمة بإنهاء المراحل الانتقالية (الأناضول)

وشددت الوزيرة -في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع التشاوري- على أن ليبيا التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة "مصممة على لعب دورها بالكامل داخل جامعة الدول العربية وترفض تسييس المواثيق التأسيسية للجامعة".

وقالت أيضا إن بعض الدول تحاول التأثير سلبا على المشهد السياسي الليبي، مضيفة أن توحيد الملف الليبي مهم لمستقبل البلاد واستقرارها.

وعلى صعيد آخر، قالت المنقوش إن الحكومة ملتزمة بإنهاء المراحل الانتقالية، والحفاظ على استقرار ليبيا، مؤكدة أن الحكومة ملتزمة بإجراء الانتخابات كذلك.

ووفق خبراء، يدل غياب بعض الدول العربية، عن المشاركة بالاجتماع، إلى استمرار الانقسام العربي حول الصراع الليبي.

ومنذ مارس/آذار الماضي، تتصارع في ليبيا حكومتان أولاهما تعترف بها الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب، والثانية برئاسة فتحي باشاغا والتي كلفها مجلس النواب في طبرق.

المصدر : وكالات

 

في عام 1890، نشر الكاتب اليهودي النمساوي "ناثان بيرنباوم" مقالا في مجلة "الانعتاق الذاتي"، مُستخدِما لفظة جديدة على قُرَّائه في هذا الوقت[1]، لكنها لم تكن لفظة اعتباطية، إذ لم تمضِ سبع سنوات فقط حتى تبلور هذا المصطلح في بازل بسويسرا عام 1897 على يد اليهودي النمساوي الآخر "تيودور هرتزل"، الذي استخدم لفظة "الصهيونية" التي صكَّها "ناثان" ليعقد المؤتمر الصهيوني الأول بعد عام واحد من صدور كتابه "الدولة اليهودية"؛ داعيا فيه إلى هجرة اليهود نحو فلسطين وإقامة أرض إسرائيل التي ستحل مشكلة الأقليات اليهودية في الشتات[2].

 

ما نعرفه اليوم جيدا أن هذه اللحظة كانت بداية المشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي انتهى بدولة إسرائيل المُقامة على أنقاض فلسطين، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أيضا أن اللحظة نفسها هي التي دشَّنت حكاية الصراع اليهودي الداخلي بين اليهود المتدينين وبين الصهيونية، قبل النكبة، وقبل الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وقبل وعد بلفور، وقبل حتى أن يعرف "بلفور" أنه سيُقدِّم وعدا لليهود بشيء ما في أرضٍ ما. فوفقا للباحث في شؤون التاريخ بالجامعة الإسلامية في غزة "يونس عبد الحميد"[3] فإن كثيرا من اليهود المتدينين رفضوا الفكر الصهيوني منذ بدايته، بل وحاربوه واعتبروه ضارًّا بمصالحهم في العالم، وأدرك زعماؤهم أن الصهيونية حركة علمانية، ليس فقط لعلمانية مؤسسيها، وإنما لمعارضتها الصريحة لاعتقادهم في مملكة إسرائيل التي سيُقيمها لهم "الماشيح" المنتظر.

 

فالطابع الديني الذي وسمت به الصهيونية حركتها لم ينطلِ على اليهود المتدينين، كما يقول الكاتب "محمد عمارة"[4] -الباحث في الأديان والصراع العربي الإسرائيلي-، إذ يُخبرنا أن اشتقاق "الصهيونية" (Zionism) إنما جاء استغلالا لمشاعر اليهود وحنينهم لجبل "صهيون" (Zion) المقدس لديهم، وهو ما تصادم مع قاعدة يهودية راسخة عندهم -أيضا- وهي أن أرض إسرائيل منحة من الإله لهم على يد الماشيح المنتظر، وأن كل محاولة بشرية لإقامة دولة يهودية إنما هي كفر وشذوذ عن الطريقة التقليدية اليهودية المعروفة وخيانة لمعنى الوعد[5].

هذا الاعتراض كان حجر الزاوية الرئيس في كل النزاعات المعنوية والمادية بين اليهود المتدينين والحركة الصهيونية، قبل وأثناء وبعد إنشاء "كيانهم الصهيوني" على أرض فلسطين، فكل حركة/جماعة دينية يهودية، سواء تحوَّلت إلى حزب سياسي أم لا، قد استبطنت عقيدة الماشيح في رفضها للصهيونية، بينما -في الجهة المقابلة- رأت الحركة الصهيونية، على لسان "دايفيد بن غوريون" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، أن فكرة عودة الماشيح هي فكرة "شديدة السلبية".

 

الرأي الذي أورده بن غوريون وجد صداه عند العديد من المفكرين اليهود المؤيدين للصهيونية، حيث رأى المفكر الصهيوني الروسي "بيرتيس سمولنسكين" أن الرؤية الصهيونية تتحدَّد بوصفها نوعا من الاستيطان لضمان الرزق والأمن ولا علاقة لها بالماشيح المُخلِّص[6]، وهو ما وافقه فيه الصهيوني المجري "ماكس نوردو" الذي وصف الحركة بأنها حركة سياسية، وليست دينية صوفية، وأنها لا ترتبط بالرؤى الماشيحانية ولا تنتظر المعجزة، بل ترغب في إعداد طريق العودة بجهودها الخاصة[7]، وهو ما يتسق تماما مع مقولة "هرتزل" في مذكراته: "إنني لا أخضع في مشروعي لأي دافع ديني".

 

مَثَّلَت هذه الآراء المتضافرة تأكيدا لعلمانية الحركة لدى الأصوليين وكذب دعواها الدينية، التي استُخدِمت لتبرير أغراضها الاستعمارية -على حد وصف "المسيري"[8]-، فاليهود الأرثوذكس[*] يؤمنون بأن "الشعب اليهودي" ما هو إلا تعبير ديني، وأن الانتماء لهذا الشعب يتوقَّف على قدر الالتزام بالشريعة اليهودية، ومن ثم فإن كل دعوة تنظر إلى اليهود نظرة سياسية أو قومية هي شيء مخالف للدين وبعيد عنه[9]، ومن هنا تعالت صيحات الرفض لها في أرجاء هذا الشعب.

 

ضد الصهيونية

في طريقها إلى فلسطين، راكمت الحركة الصهيونية الكثير من الانتقادات والمواقف المُعارِضة من داخل الصف اليهودي نفسه، الأصولي منه قبل اليساري أو العلماني، ففي حين انطلق النقد العلماني من ضرورة اندماج الأقليات اليهودية مع مجتمعاتها[10]، واعتبار الصهيونية ردة حضارية لا تعالج مشكلة الجيتوهات اليهودية وإنما تزيدها بخلق جيتو[**] كبير باسم دولة[11]، انطلق -على الجانب الآخر- النقد الديني من معضلة الماشيح السابق الإشارة إليها.

 

على المستوى الفردي، ظهرت الاحتجاجات اليهودية الأصولية على الكيان الصهيوني الوليد تباعا ومن مختلف البقاع التي يسكن بها اليهود، فكتب الحاخام "موشيه هيرش"، المولود بفلسطين وأحد زعماء حركة ناطوري كارتا المناهضة للصهيونية، في مقال له عام 1978 بالواشنطن بوست أن "الصهيونية على نقيض تام مع اليهودية… إنها تريد تعريف الشعب اليهودي بأنه وحدة قومية، وهذا هو الكفر نفسه… وهم حين يفعلون ذلك عليهم أن يتحمَّلوا كل العواقب"[12].

 

تلك الرؤية التي رأت في الحركة الصهيونية كفرا وانحرافا عن موروث الآباء نجدها في تصريح حاخام آخر هو "إلمر برجر"، الرئيس الأسبق للمجلس الأميركي اليهودي، حين أعلن عام 1968 في جامعة "ليدن" الأميركية أن "أرض صهيون ليست مقدسة إلا إذا سيطرت عليها شريعة الرب"[13]، وقال: "لا يمكن لأي إنسان أن يقبل الادعاء بأن إنشاء دولة إسرائيل الحالية كان تحقيقا للنبوءة"[14].

 

بل إن الأمر تعدَّى منزلة الحاخامات وكُتَّاب الرأي، إذ أبدى السير "إيدون مونتاجو" -الوزير اليهودي بحكومة بريطانيا إبان صدور وعد بلفور- معارضته الشديدة للصهيونية ووصفها بأنها توجُّه شرير، وعقيدة سياسية مُضلِّلة لا يمكن لأي مواطن محب لوطنه الدفاع عنها، وأن عودة اليهود من المنفى -حسب اعتقاده- يجب أن تتم بإرادة إلهية وليس بإرادة الصهاينة، بل واقترح حرمان كل صهيوني حق التصويت داخل المملكة المتحدة، وأكَّد أن وعد بلفور يُسيء لليهود؛ إذ يحرمهم من حقوقهم بوصفهم مواطنين في البلدان التي ينتمون إليها[15].

إيدون مونتاجو

السير "إيدون مونتاجو" الوزير اليهودي بحكومة بريطانيا إبان صدور وعد بلفورتشابه موقف "مونتاجو" مع موقف الفيزيائي الكبير "ألبرت أينشتاين" -يهودي الديانة- إذ قال إن "التوصُّل مع العرب إلى حياة مشتركة مسالمة أرشد في رأيي من إنشاء دولة يهودية… إن ما لديّ من وعي بطبيعة اليهودية وجوهرها يصطدم بفكرة إنشاء دولة يهودية مُخصَّصة"[16]، وهو الموقف الديني نفسه الذي تنازعت اليهودية مع الصهيونية على أساسه.

 

في سياق متصل، يذكر الباحث "جدع جلادي"[17]، وهو مفكر يهودي عربي، أن هذا الرفض اليهودي للصهيونية كان على النسق نفسه في كثير من المؤسسات اليهودية العربية وعلى لسان الكثير من مشاهيرهم، ويُرجع ذلك إلى عدة أسباب -بخلاف النقد العقدي وعقيدة الماشيح- منها تمتُّع اليهود بجو من التسامح الديني بوصفهم أهل ذمة في رحاب العالم الإسلامي، فلم يعانوا الاضطهاد والعنصرية مثل يهود أوروبا، بل كانوا يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الأولى في أوطانهم العربية.

 

ومن مظاهر هذا الرفض أن تأسست الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية بمصر عام 1946، مُعلنةً عن مبادئها التي تلخَّصت في مبدأين محوريين هما؛ الكفاح ضد الصهيونية التي تتعارض مع مصالح كلٍّ من اليهود والعرب، وتعزيز الربط الوثيق بين يهود مصر والشعب المصري في الكفاح ضد الاستعمار.

 

قبل عام على ذلك، حدث الأمر نفسه في العراق أيضا، حيث تشكَّلت عصبة مكافحة الصهيونية برئاسة "هارون زلخة"، ونظمت العديد من الأنشطة المناهضة للحركة الصهيونية، من مؤتمرات وفعاليات جماهيرية، كما أصدرت جريدة "العصبة" من أجل الهدف ذاته، ونشرت بها العديد من المقالات التي اعتبرت الصهيونية عميلا للاستعمار، حيث تُقوِّض هذه الحركة النضال الشعبي المشترك -بين العرب واليهود- ضد الاستعمار، كما اعتبرت العصبة أن الصهيونية تعدٍّ صريح على حق الفلسطينيين، وأن حل مشكلة الأقليات اليهودية يكون من خلال الدفاع عن واجباتهم داخل أوطانهم وليس من خلال تهجيرهم إلى فلسطين[18].

عصبة مكافحة الصهيونية

بدوره، أعلن المؤرخ الإسرائيلي "زئيف هرتزوج" أن الأساطير التوراتية التي يتذرَّع بها الصهاينة لإثبات الحق التاريخي في أرض فلسطين إنما هي دعوى زائفة لا برهان تاريخي عليها[19]، الأمر الذي وافقه المؤرخ والمحاضر بكلية الدراسات الشرقية بجامعة لندن "شلومو ساند" مؤلف كتاب "اختراع الشعب اليهودي" الذي نص فيه على أن الطرد الروماني لليهود لم يحدث من الأصل حتى يعودوا إلى فلسطين، وهو ما تؤكده -بالفعل- حيرة الحركة الصهيونية في بدايتها حول الوطن المنشود للهجرة، فكانت الأرجنتين وموزمبيق والكونغو وقبرص وجنوب أفريقيا -بجانب فلسطين- كلها اقتراحات، مطروحة للمفاضلة [20].

 

جذور الصراع الجماعي

في سياق مُشابه، كان الصراع اليهودي الصهيوني يتخذ شكلا أكثر حِدَّة واحتكاكا مما سبق، وهو صراع يستمر بوتيرة مؤرِّقة للحكومة حتى الآن بين الجماعات الدينية والحكومة الإسرائيلية حول الدولة ومؤسساتها وما إلى ذلك. ولفهم هذا الصراع فإننا بحاجة إلى تتبُّع تاريخي سريع للفصائل الدينية داخل المجتمع الإسرائيلي، التي تتفرَّع من اتجاهين رئيسيين هما: الاتجاه الإصلاحي، والاتجاه الأرثوذكسي/الحريدي.

 

بالنظر إلى الحركة الإصلاحية، فإنها قد بدأت في أواخر القرن التاسع عشر بألمانيا، وتحديدا عام 1840، وطالبت باندماج الأقليات اليهودية كليا في ألمانيا وتنقية اليهودية من الشوائب التي علقت بهم، بما في ذلك تغيير لغة العبادة من العبرية إلى لغة البلد التي تؤدَّى بها الصلاة، وحذف كلمتَيْ "صهيون" و"القدس" من كل الصلوات، والتساهل في قدسية يوم السبت والأكل الحلال، إلخ[21].

 

كما كانت الحركة الإصلاحية تُعبِّر عن شكل جديد من أشكال الحلولية، وهي حلولية شعوب الإله؛ حيث رأوا أن الإله قد حلَّ في روح التقدُّم والعصر -لا الأمة ولا الأرض اليهوديتين-، وكان هذا منشأ خلافهم مع الصهيونية، لأن الإصلاحيين لم يروا في اليهود شعبا وإنما أقليات دينية، بينما اعتبرت الصهيونية أن موضع الحلول هو الشعب اليهودي والأرض[22].

 

يذكر الباحث "يونس عبد الحميد" أن حركة الإصلاحيين قد شكَّلت أكبر عقبة منظمة في طرق الصهيونية، كونها أوسع الفئات اليهودية نفوذا في الولايات المتحدة الأميركية والغرب، فعقدت العديد من المؤتمرات الداعية لمُعاداة الصهيونية، كمؤتمر الحاخامات بـ "فرانكفورت" عام 1869، الذي أظهر فيه الإصلاحيون رفضهم الصلاة من أجل العودة إلى أرض الآباء -كما زعمت الصهيونية-، وأعلنوا أن آمالهم لا تزال مربوطة بوطنهم ألمانيا، وأن الرغبة في إقامة دولة يهودية بفلسطين منعدمة تماما، الأمر الذي تكرَّر -تقريبا- في العام نفسه ولكن في "فيلادليفيا" بالولايات المتحدة.

في الجناح الآخر، لم يختلف الحال كثيرا لدى الأرثوذكس اليهود، بل إنه كان أكثر حِدَّة وعنفا، فالأرثوذكسية هي أقرب التعبيرات عن الأصولية، التي نشأت بوصفها رد فعل للحركة الإصلاحية، لكنها -للمفارقة- وافقتها في الدفاع عن "الشتات" اليهودي حيث هو، والعداء التام لأي وسيلة تُعجِّل بإنشاء مملكة اليهود المزعومة، واعتبرت الحركة أن أي دعوة تنظر إلى اليهود نظرة سياسية أو قومية هي شيء مخالف للدين وبعيد عنه[23]، بل اعتبرت الصهيونية -من الأصل- تعبد الإله الخاطئ[24].

 

ولأن الحركة الأرثوذكسية، المُسمَّاة بعد ذلك بالحريديم -أي الأتقياء-، كانت أشد عداء للصهيونية من غيرها، فقد أجبر مجلس الحاخامات الألماني -حاخامات الاحتجاج- "هرتزل" في عام 1897 على تغيير مكان المؤتمر الصهيوني الأول من "ميونخ" إلى "بازل"، وأصدروا بيانا مناهضا عقب المؤتمر أعربوا فيه عن اختلاف مساعي الصهاينة مع مبادئ جماعتهم الأصولية[25]، وانتهجوا من هذه اللحظة خط المعارضة الأشرس للصهيونية من داخل الصف اليهودي.

 

نقل الصراع

في أكتوبر/تشرين الأول عام 1911، عُقِد في "فرانكفورت" بألمانيا اجتماع شارك فيه عدد من يهود ألمانيا والمجر ولتوانيا وبولندا؛ لمناقشة قضية لغة العبادة والموقف من الحضارة الغربية وما إلى ذلك، حتى اتُّفِق على الأُسس الأولى لقيام حزب "أغودات يسرائيل" -رابطة إسرائيل- بوصفه منظمة عالمية[26]، وهو الحزب الذي ناصب الصهيونية العداء منذ تأسيسه ببولندا عام 1912، فسعى إلى توحيد المجموعات الأرثوذكسية الشرقية والغربية بهدف تشكيل خيار بديل للمنظمات اليهودية في مواجهة الحركة الصهيونية[27].

حزب "أغودات يسرائيل" رابطة إسرائيل

وحسب "يونس عبد الحميد"، فقد ارتكز الحزب على الأفكار الأرثوذكسية وانطلق منها في وضع برامجه السياسية، واهتم بتشجيع التعليم التوراتي، حتى بدأ نشاطه على أرض فلسطين بالقدس عام 1919 على يد طائفة أرثوذكسية، واعتبر أن معارضة الصهيونية أحد أهم مبادئه الأساسية، فبدأ هذه المعارضة بحملات إعلامية واسعة ضد الحركة الصهيونية ومشروعها في فلسطين، وعارضها في شهادتها أمام عصبة الأمم، ورفض الانضمام إلى الجماعات الصهيونية وحافظ على انعزاليّته عنها، وقدَّم نفسه مُتحدِّثا باسم اليهود المعارضين للصهيونية في محاولة لإنشاء تنظيم يهودي غير سياسي ليحل محل الحركة الصهيونية، حتى اغتيل "يعقوب ديهان"، المتحدث السياسي للحزب عام 1924، على يد العصابات الصهيونية آنذاك.

 

ويُضيف "عبد الحميد" أنه مع الإعلان عن قيام إسرائيل عام 1948، بدأت حِدَّة سياسات الحزب في الخفوت تدريجيا، فتوافق مع بعض المواقف الصهيونية من الاستيطان والهجرة وإقامة الدولة، شريطة الالتزام بالشريعة اليهودية، مما جعل الحزب في النهاية أضعف من اعتباره عائقا حقيقيا أمام الصهيونية، الأمر الذي رفضه بعض أبناء الحزب وقرَّروا الانشقاق عنه ليمارسوا مناهضة الصهيونية بشكل مستقل. وتُعَدُّ هذه الانشقاقات هي السمة الأبرز للتيار الأرثوذكسي بوجه عام؛ حيث ضم بداخله العديد من الأجنحة المتصارعة متباينة القوى،[28] لكن رغم اختلاف وتعدُّد الأحزاب والجماعات الدينية المناهضة للصهيونية، لم يظهر حتى الآن ما هو أشد عداء للصهيونية وعنفا من جماعتَيْ حريديم "ساطمر" و"ناطوري كارتا" على وجه التحديد.

 

بخلاف الكثير من الحركات والأحزاب التي هدأت وتيرة صراعها مع الحكومة الإسرائيلية بمرور الزمن، بقي اليهود الحريديم في جماعتَيْ "ساطمر" و"ناطوري كارتا" من أعنف اليهود المتدينين وأشدهم عداء للحركة الصهيونية وحكومتها حتى الآن، الأمر الذي يؤكده الباحث "محمد عمارة" في كتابه "الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل"، إذ يقول: "من المعروف أن الحركة الصهيونية لم ترَ منذ بدايتها عداء من زعيم ديني يهودي مثلما رأت من الحاخام "يوئيل تتلباوم" الزعيم الروحي لحركة "ساطمر"، الذي اتهم الصهيونية بالهرطقة وأنها مروق عن الدين".

الحاخام "يوئيل تتلباوم" الزعيم الروحي لحركة "ساطمر" (بالوسط)

ذهب الحاخام لأبعد من ذلك -كما يذكر "عمارة"- حين اعتبر الهولوكوست عقابا من الله للشعب اليهودي الذي خالف وصاياه على يد الحركة الصهيونية، بل إنه اتهم الصهيونية صراحة بأنها مَن دبرت الهولوكوست بالاشتراك مع النازيين لإجبار يهود أوروبا الباقين على الهجرة نحو فلسطين[29].

 

سيطرت الحركة على واحدة من أكبر المنظمات اليهودية العالمية وهي "اتحاد حاخامي الولايات المتحدة" التي أصدرت بيانا حادًّا عام 1982 تهاجم فيه الصهيونية ودولة إسرائيل، والأحزاب الدينية المنضمة إلى الحكومة -كحزب المفدال- بحجة أن هذا الانضمام يقلب موازين القوى حين ينضم الملتزمون بالتوراة إلى الأشرار ويساعدونهم في إنشاء حكمهم، وقالوا بالنص إن هؤلاء المنضمين "مسؤولون مسؤولية مباشرة عن الأعمال التي يقوم بها هذا الحكم الكافر… لقد اختاروا الانضمام إلى حكومة تتسابق مع الدول بغطرسة مخيفة… إن روحا من الإلحاد تسكن داخل كل مَن يعتقد بأن اليهود يتمكَّنون من كسر طوق الشتات وإنشاء دولة مستقلة قبل ظهور المُخَلِّص"[30].

 

على المنوال نفسه تأتي حركة "ناطوري كارتا" -أو حراس المدينة- التي يعود ظهورها الفعلي لعام 1935 عندما انشقت عن حزب "أغودات يسرائيل" بعدما بدأ ينصهر مع الصهيونية شيئا فشيئا، ويبلغ عدد أتباعها الآن قرابة نصف مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم، وعشرات الآلاف داخل الأراضي المحتلة متمركزين في حي "مئة شعاريم" بالقدس ومدينة "بني براك" حديثة التأسيس، التي أضحت أحد أهم معاقل الجماعات الدينية في البلاد[31].

أما عن عقيدة الحركة فهي -كما يذكر "عمارة"- تتخذ موقفا عدوانيا رافضا تجاه الصهيونية للأسباب الدينية المذكورة وتعتبرها حركة كفرية، كما أن أتباعها يقاطعون توقيت الدولة وإعلامها كله -عدا البرامج الدينية في الإذاعة- ويعتمدون توقيتا خاصا يبدأ فيه اليوم في منتصف النهار، ويمتلكون صحيفة خاصة لا تكف عن مهاجمة الصهيونية، هي صحيفة "السور"، التي يعني اسمها السور العازل بين اليهودية والصهيونية، كذا يقاطعون العملة الإسرائيلية ويصكّون عملة داخلية خاصة بينهم.

 

كما يظهر في المواد الإعلامية عنهم، يلتزم أعضاء "ناطوري كارتا" بالأزياء اليهودية التقليدية ومقاطعة التكنولوجيا بشكل كبير، وتتسم نساؤهم بالاحتشام في الملبس، ويقدسون السبت بصورة حادة، حتى إنهم يُجبِرون أصحاب المحلات خارج جماعتهم على الإغلاق ويمنعون كل سبل العمل والحياة في الطرقات ما استطاعوا.

 

وللجماعة موقف حاد من الخدمة العسكرية، حتى إن الحاخام "هيرتش" يقول في هذا الصدد: "لماذا يفكرون في تجنيدنا وهم لا يُجنِّدون العرب؟ نحن أكثر كراهية لهم من العرب، وإذا أعطونا سلاحا فسنطلق النار عليهم"[31]. كما أنها الحركة الأكثر دفاعا عن حق الفلسطينيين في أرضهم، ففي حديث أجراه الحاخام "ديفيد فلدنان" مع جريدة الوطن القطرية عام 2005، قال: "إن الشعب الفلسطيني له الحق باستعادة أرضه كيفما شاء، ونحن واثقون بأن اليهود الذين يقطنون إسرائيل سيتركونها إذا عرفوا أن العرب لن يعمدوا إلى قتلهم، بعكس ما تشيع الصهيونية منذ عام 1948".

 

وفي هذا السياق قال الحاخام "ديفيد وايس": "منذ قيام دولة إسرائيل ونحن نقوم بمظاهرات ضد الدولة ويضربوننا أثناء المظاهرات بلا رحمة"[32]. وفي فبراير/شباط عام 2015، وجَّهت الحركة رسالة إلى الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" بعد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يهود أوروبا إلى الهجرة الجماعية، قالت فيها: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تصرَّف مرة أخرى وكأنه حامي يهود العالم ومُمثلهم، الصهاينة يعتبرون أنفسهم منقذي اليهود، لكنهم في الحقيقة يُشكِّلون خطرا كبيرا عليهم، وهم السبب في زيادة العداء لليهود في العالم، ومشروعهم الصهيوني هو سبب كراهية اليهود"[33].

لذا تعمل الحركة دوما على تحذير اليهود من الهجرة إلى فلسطين، وهو ما نجده جليا على لسان الحاخام "ديفيد وايس" المتحدث باسم الحركة، إذ يقول: "الحاخامات الكبار في حركتنا دعوا إلى أنه لا يجب العيش في ظل الصهيونية، هناك عشرات الآلاف الذين تركوا فلسطين حتى لا يعيشوا في ظل الصهيونية… لكن توجد مدرسة فكرية أخرى في الجالية اليهودية لا تريد أن تترك إسرائيل على أساس أنها تريد أن تحارب إسرائيل والصهيونية من الداخل"[34].

 

وتعقيبا على ذلك، يقول "عمارة" إننا لا يجب أن نلجأ إلى المُسلَّمة البسيطة التي تقول: ما دام هناك يهود يرفضون الصهيونية في فلسطين فليتركوها ويرحلوا، لأن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك؛ فهناك فريق منهم يرى أنه يتحتم محاربة الصهيونية من الداخل، وهم يعتزلون الدولة تماما، وهناك مَن يراها أرضا مقدسة للعبادة بصرف النظر عن إسرائيل، كما أنه كانت هناك أقلية يهودية فلسطينية، وتلك الأقلية تعتبر نفسها فلسطينية لدرجة أن حركة "ناطوري كارتا" قاطعت الرئيس الراحل "ياسر عرفات" ومنظمة التحرير الفلسطينية -لبعض الوقت- بعد اعترافهم بإسرائيل عمليا مقابل سيطرة المنظمة على الضفة وقطاع غزة، إلى جانب دعم الحركة لأهالي المعتقلين والمصابين الفلسطينيين ماديا وتعاطفهم معهم؛ إذ يذكر "ديفيد لانداو" في كتابه "الأصولية اليهودية" إحدى رسائل الحركة التي ورد بها: "نحن اليهود الفلسطينيون المناهضون للصهيونية نُعبِّر عن تعاطفنا معكم ومودتنا لكم، نحن إخوانكم الفلسطينيون".

 

مع هذا، يؤكد "عمارة" أن الرفض اليهودي للصهيونية يتفاوت بين الجماعات والأحزاب، ولا يجب تفسير كل المواقف الرافضة على أنها تعاطف مع الحقوق العربية المسلوبة، فبعض الحركات الرافضة للصهيونية -كحركتَيْ "ساطمر" و"حبد"- تتبنَّى رؤى عنصرية للآخر بصفة عامة، وللعرب بصفة خاصة، وترى أنه لا وجود للدولة اليهودية المقدسة إلا بعد طرد العرب من أرضهم.

حركة "حبد"

أيضا يُشير إلى أن الإغراءات المادية التي يُقدِّمها الكيان الصهيوني تلعب دورا كبيرا في تبديل بعض الحركات الدينية لمواقفها، حيث تتجه نحو الذوبان في الدولة، وأن الأساس العِرقي الذي قامت عليه هذه الحركات هو ما جعل من العسير جدا توحيدها، فكانت عملية استمالتها -تباعا- أسهل بكثير.

 

في النهاية، لا تنفك العلاقة بين اليهودية والصهيونية، وما يتمخض عنها من إشكاليات، أن تعلن عن نفسها مرة بعد مرة، فالصهيونية لا تكف عن توظيف الدين سياسيا، والمتدينون لا يكفّون عن إعلان رفضهم للصهيونية وفضح زيفها[36]، لذا يبقى السؤال: هل تحمل إسرائيل عوامل فنائها بداخلها؟ أم أن هذا الصراع يمكن احتواؤه وصهينة طرفه الأخير المُتمثِّل في الحريديم الأصوليين؟

————————————————————————————————–

الهوامش

[*] الأُرْثُوذُكْس هي كلمة مشتقة، جزؤها الأول من كلمة أرثوذ وأصلها من اللغة اليونانية وتعني "الصواب" أو "الصحيح" أو "قويم"، وجزؤها الثاني من كلمة دوكسا (doxa) التي تعني "الرأي" أو "الاعتقاد"، وترتبط بكلمة دوكين ومعناها "يُفكر"، وتُستخدم بصفة عامة للإشارة إلى الالتزام بالأعراف المُتّفق عليها، لا سيما إلى العقيدة الدينية المرتبطة بالديانات.

[**] الجيتو أو المَعزِل يشير إلى منطقة يعيش فيها، طوعا أو كرها، مجموعة من السكان يعتبرهم أغلبية الناس خلفية لعِرقية معينة أو لثقافة معينة أو لدين.

المصادر

  1.  عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
  2.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  3.  يونس عبد الحميد، التيارات اليهودية الرافضة للصهيونية.
  4.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  5.  يونس عبد الحميد، التيارات اليهودية الرافضة للصهيونية.
  6.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  7.  عبد الوهاب المسيري، البرتوكولات واليهودية والصهيونية.
  8.  عبد الوهاب المسيري، الصهيونية والحضارة الغربية.
  9.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  10.  سهيل شمعة، أيديولوجية القوى الدينية الرافضة للصهيونية ودورها في الحياة السياسية في إسرائيل.
  11.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  12.  روجيه جارودي، فلسطين أرض الرسالات السماوية.
  13.  روجيه جارودي، جارودي يقاضي الصهيونية.
  14.  روجيه جارودي، الأساطير المؤسسة للأساطير الإسرائيلية.
  15.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  16.  المصدر نفسه.
  17.  جدع جلادي، إسرائيل نحو الانفجار الداخلي.
  18.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  19.  المصدر نفسه.
  20.  المصدر نفسه.
  21.  يونس عبد الحميد، التيارات اليهودية الرافضة للصهيونية.
  22.  عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
  23.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  24.  يونس عبد الحميد، التيارات اليهودية الرافضة للصهيونية.
  25.  أسعد رزق، قضايا الدين والمجتمع في إسرائيل.
  26.  شموئيل أتنغر، أمة وتاريخها.
  27.  يونس عبد الحميد، التيارات اليهودية الرافضة للصهيونية.
  28.  المصدر نفسه.
  29.  إيمانويل هيمان، الأصولية اليهودية.
  30.  جعفر هادي صادق، اليهود الحسيديم.
  31.  ديفيد لانداو، الأصولية اليهودية.
  32.  محمد عمارة تقي الدين، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل.
  33.  الموقع الرسمي لحركة ناطوري كارتا.
  34.  محمد خليفة حسن، الصهيونية الدينية وأثرها على المجتمع الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة

 

يقول البعض إنه حتى يستفيد جسمك من الرياضة يجب أن تمارسها لساعة متواصلة، حتى تسخن العضلات وتحرق الدهون، فالجسم يبدأ بالاستفادة من التمرين بعد نصف ساعة من بدايته، ولكن هل هذا صحيح؟

والجواب: لا، وفق ما تؤكده تقارير طبية.

ومع أن كثيرين يظنون أن ممارسة الرياضة لفترة قصيرة ليست مفيدة، إلا أن المعطيات العلمية تؤكد أن الرياضة مفيدة، حتى لو كانت لدقيقة واحدة.

يمكن عبر ممارسة تمرين لفترة قصيرة -5 دقائق مثلا- الحصول على فوائد الرياضة، مثل نوم أفضل وزيادة مستويات الطاقة.

كما تساعدك دفعات النشاط هذه في التحكم بالوزن، وذلك عبر حرق بعض السعرات الحرارية.

يمكنك ممارسة المشي السريع لمدة 5 دقائق في استراحة الغداء، ويمكنك ممارسة تمرين المعدة والضغط، لمدة 3 دقائق في مكتبك، فكل دقيقة تُحدث فرقا.

ومع أن التمارين المنتظمة لساعة أو 30 دقيقة تحرق مزيدا من السعرات الحرارية، فإن عدم قيامك بها -بسبب ضيق وقتك مثلا- لا يعني أن ممارسة النشاط البدني على فترات قصيرة ليس مفيدا.

يمكن عمل 6 جولات نشاط، كل واحدة 5 دقائق، فتحصل على 30 دقيقة من التمارين يوميا، المهم أن تتحرك. وفي الحقيقة، عادة ما يكون القيام بنشاط ما أفضل من عدم القيام بأي شيء.

وبشكل عام، وفقا لموقع "مايو كلينيك" (mayo clinic) الطبي، احرص على ممارسة نشاط بدني معتدل لمدة 30 دقيقة يوميا على الأقل.

 

أوضحت تقديرات خبراء ومؤسسات اقتصادية دولية أنه لا بشائر طيبة يحملها العام الجديد للحالمين بتحسن اقتصادي عالمي، وتتوقع أن يكون هذا العام أصعب من سابقه، سواء لأصحاب الأعمال أو للناس العاديين الطامحين فقط إلى سد احتياجاتهم الأساسية.

وتابع برنامج "للقصة بقية" (2023/1/9) معاناة شعوب عديدة من ارتفاعات قياسية في أسعار السلع والخدمات في ظل موجة تضخم عالمية هي الأسوأ منذ عقود، يُرجعها خبراء إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج واختناقات سلاسل التوريد، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الحرب في أوكرانيا وجائحة كورونا.

وبينما تترقب المنطقة العربية ودول والعالم الإجابة عن خطورة آثار التضخم، فإن صندوق النقد الدولي رسم سيناريو قاتما للاقتصاد العالمي خلال عام 2023.

وذلك في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي لمحركات النمو العالمي الرئيسية، الولايات المتحدة وأوروبا والصين، ومعدلات تضخم عالمية بلغت مستويات غير مسبوقة منذ عقود.

تحذير دولي

وفي هذا السياق، حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من أن ثلث الاقتصاد العالمي سيتعرض لحالة ركود خلال هذا العام، وتضاعف معدل التضخم عام 2022 ليصل إلى حدود 9% بعد أن كان 4.7% 2021.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن تبلغ نسبة التضخم 6.5% خلال هذا العام، وأن تتراجع في العام المقبل إلى حدود 4%. كما تنبأ الصندوق بتراجع معدل النمو العالمي هذا العام إلى 2.7% بعد أن كان 6% عام 2021.

وعلى المستوى العربي، قال جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأردني السابق للشؤون الاقتصادية، إن دول العالم العربي عليها التفكير في حل مشكلاتها من خلال تفاهمات إقليمية لتجاوز الأزمة الاقتصادية، موضحا أن اقتصادات الدول العربية التي كانت تعاني سابقا من مخلفات الحروب تأثر اقتصادها بشكل أكبر، كما هو الشأن بالنسبة لسوريا ولبنان والعراق.

وأشار إلى أن الدول النفطية أقل ضررا من التضخم الاقتصادي، لأنها قادرة على تعويض نفسها بسب ارتفاع صادراتها من النفط والغاز، معتبرا أن دول الخليج (الفارسي )استفادت من الوضع الاقتصادي العالمي رغم أنها لم تكن تسعى إلى ذلك.

جذور الأزمة

وعن جذور الأزمة الاقتصادية في العالم، قال مصطفى يوسف، الباحث في الاقتصاد السياسي ومدير المركز الدولي للدراسات التنموية والإستراتيجية، إن تدهور المعيشة في دول العالم يعود بالأساس إلى ارتفاع أسعار الطاقة وكذا ارتفاع أسعار المواد الغذائية وسلاسل الإنتاج والاستيراد.

كما اعتبر أن حلحلة الأزمة بين أميركا والصين وكذا تقليل التوتر في حرب روسيا على أوكرانيا من شأنه أن ينعكس إيجابا على انخفاض الأسعار، موضحا أن الجهة المستفيدة من مد الحرب العبثية في أوكرانيا هي شركات السلاح وشركات النفط الكبرى التي تستفيد من ارتفاع سعره في السوق.

أما بخصوص أوروبا، فرأى يوسف أن الدول الأوروبية يجب عليها حلحلة أزمتها مع روسيا هذا العام، لأنه تم إدارة الصراع معها بطريقة خاطئة وعقوبات غير مسبوقة.

كما ذهب إلى أنه على الدول العربية محاربة الفساد ووضع خطط تنموية تهتم بالإنسان بدل البنى التحتية، معتبرا أن جعل الإنسان منتجا يجعل الدول العربية تحقق نسبا جيدة من الاكتفاء الذاتي، خاصة في حال تم الاستخدام الأمثل للموارد ودعم الصناعات الصغيرة.

أرقام مخيفة

ورغم التفاؤل ببعض مؤشرات أداء الاقتصاد الأميركي الجيدة، فإن التقديرات لمعدل النمو لأكبر اقتصاد عالمي جاءت متشائمة، إذ يبلغ 1% فقط هذا العام، بعدما وصل إلى نحو 6% عام 2021.

أما بالنسبة للصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي فالتوقعات تتنبأ بنسب نمو تتجاوز 4% للعام الجاري، بعد أن سجلت نموا بأكثر من 8% عام 2021.

كما سيكون التراجع الأكبر لمعدلات النمو المتوقعة من نصيب منطقة اليورو، إذ قـدّرت نسبة النمو المتوقعة هذا العام بـ0.5% فقط، وكان النمو في المنطقة اليورو قد سجل أكثر من 5% عام 2021.

ومن المتوقع أن تشهد اقتصادات المنطقة العربية نموا بنسبة 4.5% هذا العام، لكن هذا النمو سينخفض إلى أكثر من 3% العام المقبل، وكان قد سجل 5% العام الماضي.

وقد ارتفعت مستويات الفقر في المنطقة العربية لتصل إلى 30% من السكان، في ظل ارتفاع التضخم الذي وصل معدله إلى 14% العام الماضي.

المصدر : الجزيرة

 

السبت, 28 كانون2/يناير 2023 17:10

لماذا تسمى الكيوي بـ "الفاكهة المعجزة"؟

  • عبد الله ذبيان
  • المصدر: الميادين نتالكيوي من أشهر أنواع الفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية لصحة الجهاز المناعى، حيث انه يحتوى على نسبة عالية من فيتامين سى والبوتاسيوم والمواد المضادة للاكسدة، لذلك فهو مفيد لصحة الجسم ومقاومة الأمراض والعدوى.

تعد فاكهة الكيوي أحد الفواكه المشهورة بفوائدها الصحية العديدة، فقد وُجد أن حبة الكيوي تعتبر مصدراً جيداً للعديد من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم، بينما سمّاها البعض بـ "الفاكهة المعجزة".

الكيوي يعد من أكثر الفاكهة المحببة للكثير لمذاقه المزز والذي يعطي شعوراً رائعاً عند تناوله هذا إلى جانب غناه بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم خاصة من الفيتامينات والمعادن والتي تقي من الإصابة بالعديد من الأمراض.

وتعتبر من الفواكه الغزيرة بفيتامين ج، وشرب كوب واحد من عصيره يزود الجسم بما يقارب الضعفين من القيمة الموصى بها يومياً، كما أنّ الكيوي تدعم مناعة الجسم وتقلل من احتمال الإصابة بالإنفلونزا والبرد.

وللكيوي العديد من الفوائد الصحية، وتتمثل فوائدها في ما يأتي:

*تعزيز صحة الجهاز التنفسي، فللكيوي دور فعال في تعزيز صحته، فقد وُجد أنه مساعد جيد في علاج الحالات الآتية:-ضيق التنفس.
-مرض الربو، حيث وُجد أن تناول 1- 2 حبة كيوي أسبوعياً ساهم في تخفيف أعراض الربو.
-السعال وخاصة الليلي، فيمكن تناول حبة كيوي قبل النوم للتخلص من السعال الليلي.

*تعزيز صحة العين:
يحتوي الكيوي على مادة اللوتين (Lutein) الضرورية في حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فهو ضروري للحفاظ على سلامة العين.

كما يحتوي الكيوي على نسب جيدة من فيتامين أ (Vitamin A) المعروف طبياً بقدرته على المساهمة في تحسين صحة العين، وقدرته على الوقاية من الإصابة بالعشى الليلي والتكنس البقعي عند كبار السن.

*دعم عمل الجهاز الهضمي:
من فوائد الكيوي أنه يعزز صحة الجهاز الهضمي، وذلك بسبب غناه بالألياف الغذائية التي لها دور مهم في الآتي:

-تليين الفضلات.
-تسهيل حركة الامعاء.
-الوقاية من الامساك.
-تعزيز صحة القولون.
-الوقاية من البواسير.
كما وُجد أن في الكيوي بعض الأنزيمات التي تساعد في عملية هضم البروتينات في الجسم. 

*تقوية الجهاز الهضمي:
يعد الكيوي مصدرًا غنيًا لمضادات الأكسدة القوية والتي تساعد في تحييد الجذور الحرة، والوقاية من السرطانات.

فالكيوي يحتوي على فيتامين ج (Vitamin C) الذي له دور كبير في تعزيز مناعة الجسم وتقويتها.

وقد وُجد أن للكيوي دور مساهم في حماية الحمض النووي للخلايا من التلف.

*المساهمة في تقوية صحة القلب:
من فوائد الكيوي أنه يساهم في الحفاظ على صحة القلب والشرايين، وتناوله قد يقلل من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويعود السبب في قدرة الكيوي على ذلك هو احتوائه على الآتي: 

*الألياف الغذائية: حيث تساهم في خفض مستوى الكولسترول الضار، ورفع الكولسترول الجيد في الجسم.
*البوتاسيوم: حيث ينظم عمل القلب ويساعد في ضبط ضغط الدم في الجسم.
*الكروم: حيث يعمل على تنظيم ضربات القلب.
*المساهمة في تحسين مستويات السكر في الدم
-يتميز الكيوي بأنه قليل السعرات ولا يحتوي على الكولسترول، وبهذا يكون الكيوي أحد الفواكه الرائعة والمناسبة لمرضى السكري.

كما أن احتواء الكيوي على الألياف الغذائية جعله فعالاً في إبطاء عملية امتصاص السكريات من الجهاز الهضمي.


فوائد الكيوي للحامل

ففوائد الكيوي للحامل متعددة، ويعود ذلك لاحتوائه على العناصر الآتية:

-حمض الفوليك (Folic acid): الذي تحتاجه المرأة الحامل في الأشهر الأولى من حملها لضمان سلامة جنينها ووقايته من تشوهات الأنبوب العصبي.
-عنصر الحديد: الذي يقي الحامل من فقر الدم. 
- الألياف الغذائية: التي تساعد في الوقاية من مشكلات الجهاز الهضمي التي قد تصيب الحامل كالإمساك.

* انتبهوا إلى علامات الحساسية :

لاحتواء الكيوي على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تعمل على تأخير ظهور علامات الشيخوخة، فتعمل على الوقاية من الأمراض المناعية، والضمور البقعي، والتهابات المفاصل، وألزهايمر.

ولكن قد يتسبب الكيوي في التعرّض للحساسية خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية البندق أو الأفوكادو أو اللاكتوز أو القمح أو التين، وتظهر علامات الحساسية من خلال ألم في الحلق، تورم اللسان، صعوبة في البلع ، والقيء.

وفي حالات نادرة قد يتسبب في سيولة الدم، ما يزيد من خطورة النزيف، إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات النزيف أو كان على وشك إجراء عملية جراحية.