كيف نربّي ولداً يعتمد عليه الآخرون؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
كيف نربّي ولداً يعتمد عليه الآخرون؟

يقول الإمام الخميني (قدس سره): يتأثّر الطفل بأمّه أكثر من أي شخص آخر، ولم يؤثّر أحد في تربية الطفل بقدر ما تؤثّر فيه أمّه. فإن تأثيرها أكثر من تأثير المدرسة والمجتمع والإذاعة والتلفزيون. وقد ذكر الإمام(ره) أن سبب موقع الأم الأوّل في هذا التأثير هو حبّ الطفل الشديد لأمّه، بحيث لا يحبّ الطفل أحدا مثل أمّه. [راجع صحيفه امام/ج8/ص91] لذلك فإن الطفل يراقب سلوك أمّه بدقّة ويحفظها في ذاكرته كنموذج يقلّده. فمن هذا المنطلق حري بالأمّهات اللاتي يهتمن بتربية أولادهنّ أن يراقبوا سلوكهنّ بشكل مضاعف.

فعلى سبيل المثال إذا أرادت إحدى الأمّهات أن تربّي طفلا یُعتمد ويُعوّل عليه في المستقبل، أو أن يكون مديرا ناجحا أو قاضيا عادلا، فلتعرف بأنها لو فرّقت بين الضيف الفقير والضيف الغني، سيتعلّم الطفل هذا التبعيض وعدم العدل. فعلى سبيل المثال عندما كان الضيوف فقراء فأظهرت الأمّ انزعاجها منهم أمام الطفل في المطبخ ولم تعتنِ بأواني التقديم، بينما إن جاءها ضيوف أغنياء، فاهتمّت بهم وأكّدت على طفلها بمراعاة الأدب والاحترام والإناقة وتقديم الأفضل والأحسن لهم، فهو يتعلّم كل هذا السلوك التبعيضي البعيد عن العدل. وقد قال الإمام الخميني(قدس سره): «يبقى الإنسان على نفس تربيته في الصِّغر، إلا إذا كانت هناك عوامل قويّة جدّا تغيّر اتجاهه» [صحيفه امام الفارسية/ج8/ص363]

لذلك فإن أكثر خصائص الأولاد الشخصية سواء أكانت سلبية أم إيجابية ومهما كان عمرهم فهي انعكاس لخصائص أمهاتهم. فإذا شاعت هذه الرؤية في المجتمع سوف تحظى الأمهات بسببين وحافزين على الأقل لمراقبة سلوكهنّ مما لا يحظى به غير الأمّهات. وحتى الأمهات اللاتي ليس لهن طفل أصغر من سبع سنين أو أربع عشرة سنة، فهنّ محرومات تقريبا من هذه الحوافز.

لقد قال الإمام الخميني(قدس سره): «إن خدمة الأمّ للمجتمع أكثر من خدمة أي شخص آخر» [صحيفه امام/ج14/ص196].

وقال الإمام الخامنئي (دام ظله): «من يصبح من أهل الجنة فإن أركان دخوله في الجنان هي الأمّ؛ الجنة تحت أقدام الأمهات» [5/5/1384].

سماحة الشيخ علي رضا بناهيان

قراءة 1238 مرة