لماذا حب أهل البيت (عليهم السلام) هو أساس الإسلام؟

قيم هذا المقال
(1 Vote)
لماذا حب أهل البيت (عليهم السلام) هو أساس الإسلام؟

مما قاله الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) «وأساسُ الإسلامِ حُبُّنا أهلَ البيت».
 
الأساس بالفتح جمع اُس بالضمّ مثل خَفاف وخُف، هو أصل البناء الذي لا يستقرّ ولا يستقيم بدونه، وقاعدة البناء التي يزول البناء بزوالها.

وأهل البيت هم آل محمّد صلوات الله عليهم وتجري في جميع أولاده الأوصياء كما في حديث المعاني[1].

فالإسلام لا يتحقّق ولا يستقرّ إلاّ بحبّهم الملازم للقول بإمامتهم وولايتهم صلوات الله عليهم وقد كثرت وتظافرت وتواترت أحاديث الفريقين في فضل حبّ أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم كما تلاحظ جملة منها في غاية المرام[2] للسيّد البحراني (رحمه الله) من طريق العامّة خمسة وتسعون حديثاً ومن طريق الخاصّة ثمانية وأربعون حديثاً، وفي إحقاق الحقّ[3] للسيّد الشهيد التستري طابت تربته.

وعليك بالدرر الباهرة من أحاديث العترة الطاهرة المجموعة في بحار الأنوار[4] المشتملة على 208 حديثاً.

ويشرّفني للتيمّن والتبرّك أن أذكر حديثاً واحداً في فضل حبّهم وهو ما رواه ثقة الإسلام الكليني، عن الحكم بن عتيبة قال (عليهم السلام) «بينا أنا مع أبي جعفر (عليه السلام) والبيت غاصّ بأهله إذ أقبل شيخٌ يتوكّؤ على عَنَزَة له[5]، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثمّ سكت فقال أبو جعفر (عليه السلام)، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت، وقال السلام عليكم، ثمّ سكت، حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا، ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر (عليه السلام) ثمّ قال: يابن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك، فوالله إنّي لاُحبّكم واُحبّ من يحبّكم، ووالله ما اُحبّكم واُحبّ من يحبّكم لطمع في دنيا، و[الله] إنّي لاُبغض عدوّكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لِوَتْر كان بيني وبينه، والله إنّي لاُحِلُّ حلالكم واُحرّمُ حرامَكم وأنتطّر أمركم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟

فقال أبو جعفر (عليه السلام)، إليّ إليّ، حتّى أقعده إلى جنبه، ثمّ قال (عليه السلام): أيّها الشيخ إنّ أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي (عليه السلام)، إن تَمُتْ تَرِد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين.

ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقرُّ عينك وتُستقبل بالرَّوْح والرَّيحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغَت نفْسُك ههنا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وإن تَعِشْ ترى ما يقرُّ الله به عينك وتكون معنا في السنام الأعلى، [ ف‍ ] ‍قال الشيخ، كيف؟ قلت، يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ، الله أكبر يا أبا جعفر إنْ أنا مِتُّ أرِدْ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (عليهم السلام) وتقرُّ عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي واُستقَبل بالرَّوح والرَّيحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغَت نفْسي إلى ههنا وإن أعِشْ أرى ما يقرُّ الله به عيني فأكون معكم في السّنام الأعلى؟!!

ثمّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج[6] هاهاها حتّى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يروْن من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) يمسح بإصبعه الدُّموع من حماليق[7] عينيه وينفضها، ثمّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر (عليه السلام)، يابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثمّ قام فقال السلام عليكم.

وأقبل أبو جعفر (عليه السلام) ينظر في قفاه وهو مدبرٌ، ثمّ أقبل بوجهه على القوم، فقال (عليه السلام) من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا.

فقال الحكم ابن عتيبة، لم أرَ مأتماً قطّ يشبه ذلك المجلس[8].
 
وصايا الرسول لزوج البتول (عليهم السلام)، السيد علي الحسيني الصدر - بتصرّف

[1] معاني الأخبار، ص 92، ح 3.
[2] غاية المرام، ص 578، باب 71.
[3] إحقاق الحقّ، ج 21، الفهرس، ص 146، مادّة حبب.
[4] بحار الأنوار، ج 27، الأبواب 4 و 5 و 6، ص 73 ـ 165.
[5] العنزة على وزن قصبة هي العصا الطويلة.
[6] النّحب هو رفع الصوت بالبكاء، والنشج هو الصوت مع توجّع وبكاء كما يردّد الصبي بكاءه في صدره.
[7] جمع حملاق، باطن الجفن، الموضع الذي يسوّده الكحل.
[8] روضة الكافي، ج 8، ص 76، ح 30.

المصدر:شبکه المعارف

قراءة 1816 مرة