
emamian
تقليل عدد القوات الاجنبية في العراق او طردها؟
في الوقت الذي يؤكد الرأي العام العراقي على طرد القوات الأجنبية و-خاصة الامريكية- من البلاد، تحاول مصادر غربية وأمريكية ان تبدي نتائج ما يسمى بالحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة على أنها تقليل عدد القوات العسكرية الاجنبية في العراق وليس انسحابها.
التحلیل:
قال متحدث باسم ما يسمى الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن عشية عقد الحوار الاستراتيجي العراقي- الأمريكي إن عدد القوات الاجنبیة انخفض إلى 1200 بينما زعمت صحيفة نيويورك تايمز أن عدد القوات الأمريكية في العراق قد ينخفض إلى 300 جندي ما يشير الى إعداد نوع من جدول الأعمال لهذه المحادثات مسبقا.
والحقيقة هي أنه ، خلافا لمزاعم صحيفة نيويورك تايمز، ان عدد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق هو ضعف العدد المعلن بعدة مرات بمختلف العناوين العسكرية والأمنية والهندسية والخدمية وغيرها .
وفي حين وافق البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية من العراق قبل بضعة أشهر، نری عشیة عقد الحوار الاستراتیجي ان المجموعات العراقية والأحزاب والشعب تؤكد بوضوح وشفافیة على ضرورة تنفيذ هذا القرار البرلماني مشددین أن المحادثات يجب أن لا تنحرف عن إرادة الشعب العراقي في طرد المحتلین. لكن یبدو ان فلسفة المفاوضات ، من وجهة النظر الأمريكية -وفي اطار مفروض- هي البقاء في العراق وعدم الانسحاب منه.
-للعراق في حد ذاته العديد من عوامل الجذب للأميركيين لابقاء قواتهم فيه لكن فرض السیطرة علی محور المقاومة في ظل التواجد الامريكي في العراق، يضاعف عزم الولايات المتحدة على استغلال المحادثات لمصلحتها.
وتظهر تركيبة الفريق الأمريكي المفاوض في الحوار الاستراتيجي أن 3 من أعضاءه متخصصون بشكل خاص في شؤون الحظر على إيران.
على الرغم من أن انخفاض أسعار النفط وموضوع مكافحة فيروس كورونا قد فاقم الوضع الاقتصادي في العراق في الوقت الراهن، إلا أن افتقار البنى التحتية في هذا البلد، وتردي الوضع المعيشي والاقتصادي فيه يرتبط بشكل خاص الى تواجد الاحتلال الأمريكي في العراق منذ 17 عامًا. الامر الذي يجب الا يتم التغافل عنه من قبل المفاوضين العراقيين وحكومة بغداد.
- وأخيراً ، وبالنظر إلى أن الشعب العراقي قد ينتظر نتائج حضور المسؤولين الحكوميين في هذه المحادثات فإن إثارة قضايا مثل خفض رواتب المتقاعدين وعائلات الشهداء وربما الموظفين في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة يمكن أن تصرف الانتباه عن المطلب الرئيسي في هذه الأيام وهو طرد المحتلين.
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية قدمت عدة تفسيرات لهذ القرار ، قائلة إن المبلغ المستقطع سيبقى في ذمة الدولة، على شكل أموال مدخرة تدفع إلى الموظفين مستقبلاً بعد اجتياز الأزمة ، يبدو أن هذه التفسيرات لم تقنع المواطنين بعد. وأوضح دليل على ذلك هو تحديد يوم الاثنين المقبل في العراق موعدا للتظاهر ضد قرار الاستقطاع من الرواتب.
وينصح بعض الخبراء العراقيين الحكومة بالتعويض عن عجز الموازنة من مصادر غير رواتب المتقاعدين والموظفين الحكوميين.
العفّة وأهمّيّتها في تقويم السلوك
قال تعالى: ﴿وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ﴾[1].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "العفاف يصون النفوس، وينزّهها عن الدنايا"[2].
العفّة هي التوسّط في جلب كلّ كمال أو منفعة، وطرفاه الشره والخمود[3]. وهي من أهمّ الفضائل الإنسانيّة والأخلاقيّة على السواء.
وفي لسان العرب: العِفّة: الكَفُّ عمّا لا يَحِلّ ويَجْمُلُ. عَفَّ عن المَحارِم والأطْماع الدَّنِية[4].
وقال علماء الأخلاق: إنّ العفّة هي حصول حالة للنفس، تمتنع بها من غلبة الشهوة، وإنّها انقياد الشهوة للعقل.
وفي الآثار الشريفة، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "الصبر عن الشهوة، عفّة"[5].
قيمة العفّة في الإسلام
لقد تحدّثت الروايات الواردة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام عن قيمة العفّة العظيمة، وكونها صفة إنسانيّة وخلقيّة رفيعة ينبغي أن يهتمّ بها الإنسان في تربيته لنفسه، وسلوكه مع الآخرين، وذلك لما يترتّب على سجيّة العفّة من الآثار الطيّبة والحميدة، حتّى وضعت العفيف بمنزلة الملائكة، ووُصف العفاف بأنّه أفضل العبادة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "أفضل العبادة العفاف"[6].
وعنه عليه السلام: "عليك بالعفاف، فإنّه أفضل شِيَمِ الأشراف"[7].
وعنه عليه السلام في وصيّته لمحمّد بن أبي بكر، لمّا ولّاه مصر: "يا محمّد بن أبي بكر، اعلم أنّ أفضل العفّة، الورع في دين الله والعمل بطاعته..."[8].
وعنه عليه السلام أنّه قال: "ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممّن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكون ملَكاً من الملائكة"[9].
مـَنشأ العفّة ومواردها
تحدّثت الروايات عن منشأين أساسيّين للعفّة، هما:
أ- العقل: فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "من عقل عفَّ"[10].
ب- الرضا: وعنه عليه السلام أيضاً: "الرضا بالكفاف يؤدّي إلى العفاف"[11].
أمّا موارد العفّة فكثيرة، نشير إلى بعضٍ منها:
- العفّة عن السؤال (إظهار الفقر والحاجة)
يقول تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ﴾[12].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "العفاف زينة الفقر"[13].
2- التعفّف بالستر
يقول تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[14].
3- العفّة عن الشهوة المحرّمة
يقول تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾[15].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "زكاة الجمال العفاف"[16].
4- عفة البطن والفرج
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أحبّ العفاف إلى الله تعالى عفاف البطن والفرج"[17].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "إذا أراد الله بعبد خيراً، عفّ بطنه وفرجه"[18].
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "ما عُبد الله بشيء أفضل من عفّة بطنٍ وفرج"[19].
آثار العفاف
أ- حُسن الأوصاف
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "مَن عفّت أطرافه، حسُنت أوصافه"[20].
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "أمّا لباس التقوى فالعفاف، إنّ العفيف لا تبدو له عورة، وإن كان عارياً من الثياب، والفاجر بادي العورة، وإن كان كاسياً من الثياب، يقول الله: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ﴾[21]"[22].
ب- القناعة
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "على قدر العفّة تكون القناعة"[23].
وعنه عليه السلام: "ثمرة العفّة، القناعة"[24].
ج- الغيرة
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "دليل غيرة الرجل، عفّته"[25].
د- الصبر على الشهوات
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "العفّة تضعف الشهوة"[26].
هـ- زكاة الأعمال
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "بالعفاف تزكو الأعمال"[27].
و- محبّة الله
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "إنّ الله يحبّ عبده الفقير المتعفّف ذا العيال"[28].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "إنّ الله سبحانه وتعالى يحبّ الحييّ المتعفِّف التقيّ الراضي"[29].
ح- دخول الجنّة
عن الإمام الرضا عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أوّل من يدخل الجنّة: شهيدٌ، وعبدٌ مملوك أحسن عبادة ربّه ونصح لسيّده، ورجلٌ عفيفٌ متعفّف ذو عبادة"[30].
صفة الشيعة
عن المفضّل، قال: قال الإمام الصادق عليه السلام: "إيّاك والسفلة! فإنّما شيعة عليّ من عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك، فأولئك شيعة جعفر"[31].
وهو من صفات المتّقين، فعن أمير المؤمنين عليه السلام في صفة المتّقين: "حاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة"[32].
الإنسان والمجتمع، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة النور، الآية 60.
[2] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص21.
[3] مستفاد من السيّد الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، مصدر سابق، ج1، ص379.
[4] ابن منظور، لسان العرب، مصدر سابق، ج9، ص352.
[5] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص58.
[6] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص79.
[7] البروجرديّ، السيّد حسين الطباطبائيّ، جامع أحاديث الشيعة، لا.ن، إيران - قم، 1399ه، لا.ط، ج14، ص277.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج77، ص390.
[9] ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق وتصحيح محمّد أبو الفضل إبراهيم، نشر مكتبة آية الله المرعشيّ النجفيّ، إيران - قم، 1404ه، ودار إحياء الكتب العربيّة - عيسى البابيّ الحلبيّ وشركاه، 1378ه - 1959م، ط1، ج20، ص233.
[10] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص428.
[11] المصدر نفسه، ص27.
[12] سورة البقرة، الآية 273.
[13] نهج البلاغة، مصدر سابق، ص479.
[14] سورة النور، الآية 60.
[15] سورة النور، الآية 33.
[16] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص275.
[17] الحلواني، نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهديّ عليه السلام، إيران - قم، 1408، ط1، ص30.
[18] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص131.
[19] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص79.
[20] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص464.
[21] سورة الأعراف، الآية 26.
[22] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج68، ص272.
[23] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص327.
[24] المصدر نفسه، ص208.
[25] المصدر نفسه، ص249.
[26] الليثي، الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق، ص67.
[27] المصدر نفسه، ص187.
[28] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج20، ص39.
[29] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، مصدر سابق ص142.
[30] المفيد، الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان، الأمالي، تحقيق حسين الأستاد ولي، علي أكبر الغفاري، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1414 - 1993م، ط2، ص99.
[31] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص233.
[32] نهج البلاغة، مصدر سابق، ص303.
الأسد يعفي رئيس الحكومة من مهامه ويعيّن بديلاً عنه
الرئيس السوري يعفي رئيس الحكومة الحالي عماد خميس من منصبه، ويكلف حسين عرنوس بمهام رئاسة مجلس الوزراء.
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس، مرسوماً أعفى بموجبه رئيس مجلس الوزراء عماد خميس من منصبه.
وكلف الأسد حسين عرنوس بمهام رئيس مجلس الوزراء إضافة لمهامه كوزير للموارد المائية.
ويشغل عرنوس منصب وزير الموارد المائية منذ العام 2018، وشغل قبلها منصب وزير الأشغال العامة والاسكان بين 2013 و2018.
وكان قبلها محافظاً للقنيطرة عام 2011، وقبلها محافظاً لدير الزور عام 2009، كما شغل عرنوس منصب مدير عام المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية منذ عام 2004 حتى 2009.
ويذكر أن عرنوس من مواليد محافظة إدلب عام 1953، وتخرج من كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب عام 1978.
ويأتي ذلك بالتوازي مع بدء العمل بـ"قانون قيصر" الأميركي الذي دخل حيز التنفيذ مطلع هذا الشهر.
ويستهدف "قانون قيصر"، بالإضافة إلى الحكومة السورية، جميع الأفراد والشركات الذين يقدمون التمويل أو المساعدة لسوريا، كما يستهدف عدداً من الصناعات السورية بما في ذلك تلك المتعلقة بالبنية التحتية والصيانة العسكرية وإنتاج الطاقة.
إسقاط النظام وتجويع الشعب؛ هل ترضخ سوريا لـ"قيصر"؟
مع اقتراب تنفيذ قانون "قيصر" في الـ17 من الشهر الحالي يشتد الخناق على الشعب السوري الذي لايزال يقاوم منذ 9 سنوات وحتى كتابة هذه السطور ولم تستطع الولايات المتحدة ولا غيرها ارضاخه لا بالترغيب ولا بالترهيب ولكن واشنطن هذه المرة تلعب لعبة قذرة تستهدف من خلالها قوت الشعب وحاجاتهم الأساسية لجعلهم ينتفضون على الحكومة ومن ثم على النظام وصولا لاسقاطه بعد ان فشلت ادارة ترامب والادرات السابقة في تطويع الدولة السورية لخدمتها كما هو الحال بالنسبة للأنظمة الخليجية وبالتالي على دمشق تحمل عصيانها أوامر البيت الأبيض وانتمائها لمحور المقاومة الذي تحاول واشنطن عزلها عنه منذ عدة عقود ولكن دمشق لاتزال صامدة.
الدولة السورية رفضت جميع العروض التي قدمت لها للابتعاد عن محور المقاومة والتي وصلت الى مليارات الدولارات، ولكن دمشق تعلم ان التنازل والابتعاد عن خطها المقاوم يعني بطبيعة الحال نهاية سيادتها وكرامتها، لأن جميع الذين رضخوا للولايات المتحدة الأمريكية وتنازلوا لها كان مصيرهم محتوم، ومنهم صدام حسين والقذافي والبشير وغيرهم، والجميع تمت محاصرتهم اقتصاديا تمهيدا لجرهم نحو الاستسلام.
الولايات المتحدة الامريكية لم تخفي وقوفها خلف انهيار الاقتصاد السوري، وجاء ذلك على لسان جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الى سوريا، جيفري الذي وضع سوريا أمام مجموعة خيارات منها الابتعاد عن المقاومة واخراج ايران من سوريا وتعديل سلوكها، ردت عليه اليوم سوريا عبر وزارة الخارجية والمغتربين السورية وقالت أن تصريحات جيفري تشكل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأمريكية بمسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريين، وإن تشديد العقوبات هو الوجه الآخر للحرب المعلنة على سوريا بعد ترنح المشروع العدواني أمام الهزائم المتتالية لأدواته من المجموعات الإرهابية.
وبيّن مصدر رسمي في الوزارة أن هذه التصريحات تؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة تنظر إلى المنطقة بعيون إسرائيلية، لأن المطالب التي يتحدث عنها جيفري هي مطالب اسرائيلية قديمة متجددة لفرض سيطرتها على المنطقة مشيراً إلى أن "هذه السياسة الأمريكية التي تشكل انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني سوف تفشل مجدداً أمام إصرار السوريين على التمسك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية".
وشدد المصدر على أنه "لو كان هناك شرعية دولية حقيقية وتضامن عربي لكان من الواجب محاسبة الإدارة الأمريكية على هذه السياسة التي تستهدف الإنسان السوري في حياته اليومية".
الكلام الأخير من وزارة الخارجية مهم جدا بهذا الخصوص، حيث يجب على الدول العربية أن تكفر عن ذنبها بمحاصرة الشعب السوري وايصاله الى الوضع الذي هو عليه اليوم، حيث تم اخراج سوريا من الجامعة العربية التي هي أوائل المؤسسين لها وقامت دول عربية بدعم جماعات ارهابية مسلحة داخل سوريا لاسقاط النظام السوري، واليوم استسلمت جميع هذه الدول لفكرة اسقاط النظام، وبدأت تعيد علاقاتها مع دمشق، ولكنها حتى اللحظة لم تتخذ اي قرار جريء لمساعدة الشعب السوري وتخفيف معاناته وانما بقيت صامتة حيال كل المؤامرات التي تحيكها واشنطن ضد سوريا، ولو كان هناك رأي عربي موحد لما كان الاقتصاد السوري على ما هو عليه اليوم.
ومن يعتقد ان قانون "قيصر" سيستهدف سوريا فقط فهو واهم، لان دمشق لديها ارتباطات مع الكثير من الدول المجاورة ولاسيما لبنان وعندما تخنق واشنطن دمشق فهي تفعل الامر ذاته على بيروت، وبطبيعة الحال سوف يتأثر الاردن والعراق وغيرها من الدول، ولا يمكن التخمين بماذا ستكون ردة فعل سوريا تجاه هذا الحصار، وقد يكون رد دمشق موجع على الارض، وقد يؤدي ردها الى اخراج امريكا من كامل الاراضي السورية، خاصة في حال وصلت دمشق الى مرحلة لم يعد هناك ما تخسره.
قانون قيصر في ظاهرة لصالح اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ولكنه في نفس الوقت سيكون اختبار قوي لدمشق وعلاقتها مع محور المقاومة وقد يأتي الرد صاعقا من دمشق وحلفائها، وفي حال كانت تبحث واشنطن عن غزو دمشق فلن يكون بمقدورها القيام بذلك في ظل تماسك الجيش اسوري ووجود قوى كبرى تدافع عن دمشق على الاراضي السورية.
الفوضى هي ما تبحث عنه واشنطن في سوريا واستمرار هذه الفوضى هو المهم بالنسبة لها، فهي استشعرت ان دمشق بدأت تتعافى وتنفض عنها غبار الحرب وبالتالي لابد من اعادتها الى نقطة الصفر، وبعد عجزها عسكريا، وجدت ان الطريقة الافضل هي ضرب الاقتصاد لدفع الشعب للنزول الى الشارع والمطالبة باسقاط النظام.
ارضاخ سوريا لن يكون امرا سهلا خاصة في ظل وجود حلفائها، ستكون الايام المقبلة قاسية على الشعب السوري، وفي حال الصمود ستكون النتائج افضل بألف مرة من جر الامور نحو الفوضى، لان النتائج مجهولة بالدرجة الاولى وليس هناك حلول واضحة في الافق، وبالتالي فإن الفوضى ل تخدم الشعب السوري، في المقابل على الحكومة أن تفعل جميع مؤسساتها لخدمة المواطن السوري وتذليل العقبات التي تستهدف لقمة عيشه.
الوحدة هي المطلوبة، وعلى الدول العربية المساهمة بهذا الامر، لأن انهيار دمشق يعني انهيار بيروت وهكذا دولة خلف دولة حتى تصل واشنطن الى مبتغاها بنشر الفوضى الخلاقة، وتقسيم الشرق الاوسط الى دويلات بما يخدم مصالح العدو الصهيوني.
الصمود مرهون بعدة عوامل اساسها الشعب الذي عليه ان يحدد خياراته بشكل واضح أمام التحولات القادمة على المنطقة، وعلى الحكومة كما ذكرنا ان تتخذ سلسلة قرارات لخدمة هذا الشعب الذي تحمل ويلات الحرب لعشر سنوات متتالية وبقي صامدا وهو اليوم يعاني في لقمة عيشه وهذا امر خطير على الدولة السورية توفير جميع الامكانات اللازمة لمنع ذهاب الامور الى اماكن لاتحمد عقباها.
رفضا لقرار الضم.. هل يشتعل المشهد الفلسطيني مجددا؟ (تحليل)
الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة في حال اندلاعها، سيكون منوطا بمدى "تنظيم" التحرك الشعبي، وبالإرادة السياسية
رام الله/ لبابة ذوقان
- تباينت آراء خبراء حول إمكانية اندلاع مواجهة مع إسرائيل بسبب قرار الضم
- الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة سيكون منوطا بمدى "تنظيمها"
-أيمن يوسف: المرحلة الحالية تتسم بالضبابية
- عصمت منصور: الفلسطينيون فقدوا الأمل بالحل السياسي
- عمر جعارة: يجب تنظيم الاحتجاجات حتى تحقق الإنجازات المطلوبة
تباينت آراء خبراء فلسطينيين، في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، حول إمكانية اندلاع مواجهة شعبية أو عسكرية، بين الفلسطينيين وإسرائيل، احتجاجا ورفضا لقرار ضم أراض فلسطينية لإسرائيل.
لكن الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة في حال اندلاعها، سيكون منوطا بمدى "تنظيم" التحرك الشعبي، وبالإرادة السياسية، حتى لا تكون مواجهة موسمية لا تحقق نتائج سياسية على أرض الواقع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير أعده المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، من أن ضم إسرائيل لمناطق فلسطينية، سيؤدي إلى اندلاع صراع وعدم استقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعتزم الحكومة الإسرائيلية بدء إجراءات ضم مستوطنات بالضفة الغربية في الأول من يوليو/تموز المقبل، بحسب تصريحات سابقة لنتنياهو.
وتشير تقديرات فلسطينية، إلى أن الضم الإسرائيلي سيصل إلى أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة.
وردا على تلك الخطوة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه أصبح في حلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما فيها الأمنية.
** استبعاد المواجهة
أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية (غير حكومية) في جنين (شمال الضفة)، يرى أن القراءات الأمنية والاستراتيجية لهذه المرحلة "غامضة، وتتسم بالضبابية".
ويستبعد يوسف في حديثه مع الأناضول، اندلاع مواجهات عسكرية على نطاق كبير.
ويستدرك بالقول: "ممكن أن نشهد بعض العمليات الفدائية في مناطق محددة ومحصورة، وبعض مظاهر المقاومة الشعبية والمظاهرات التي يمكن تجييشها وتجييرها ضد صفقة القرن وقرار الضم".
إلا أن المشهد الفلسطيني الداخلي، بحسب يوسف "غير مؤهل لهذه الانتفاضة على شكل كبير، بسبب الانقسام الفلسطيني الداخلي، والانغماس بظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة خاصة بعد الخروج من أزمة كورونا".
ويردف بالقول: "من المتوقع أن يكون هناك محاولات لعمل عسكري محدود من منطقة لأخرى، مع تكثيف المواجهة الشعبية".
ويشدد أستاذ العلوم السياسية على أنه ليس من المهم فقط انطلاق الحركة الاحتجاجية، إنما يجب ضمان استمرارها وتعميقها وأن تكون شاملة، وتضم الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويشير إلى أن استمرار المواجهة وعمقها يعتمد على "إرادة القيادة السياسية، والفصائل، وإلى أين يريدون الذهاب بها".
ويلفت إلى أن أي "رافعة ميدانية سواء عسكرية أم شعبية ضد إسرائيل"، جيدة للفلسطينيين، خاصة لميزان القوى الذي يميل لصالح الاحتلال.
وبالتالي، يشير يوسف، إلى أن "الحركة الشعبية" يمكن أن تكون مكسبا للفلسطينيين في هذه المرحلة، شرط أن تكون عملية قيادتها وتحديد أهدافها، منسقة بين الفصائل والقوى، وألا تكون مركزة في مواقع محددة، أو موسمية.
ويرى يوسف أن "تكثيف المواجهة والمقاومة الشعبية"، يجب أن يكون لها بُعد دولي، لا سيما في ظل وجود رفض دولي واسع لعملية الضم.
ويحذر من إمكانية حدوث إشكالية بين أنصار المقاومة الشعبية السلمية، وأنصار المقاومة المسلحة.
ويضيف بهذا الخصوص: "أخشى أن تبقى هناك فجوة بين تصريحات النخبة السياسية وبين القادة الميدانيين للحركة الشعبية، وهذا هو التحدي الكبير الذي سنلاحظه ونتأكد منه من خلال الحركة الشعبية إن تمت فعلا بالميدان".
** اتجاه نحو التصعيد
من جانبه، يرى الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن الوضع الحالي "يؤشر لانجراف الأمور باتجاه التصعيد".
ويقول منصور: "في حال بدأ الضم، يمكن أن تتدهور الأمور بشكل أكبر، فالناس فقدت الأمل، والسلطة الفلسطينية لن تستطيع أن تقنع الشارع بعدم المواجهة، بسبب حالة الضعف الشديد التي تعيشها وفقدانها للبدائل في مواجهة القرار الإسرائيلي".
ويتابع "هذا الواقع يدفع الشارع وبعض الفصائل الفلسطينية للمواجهة، على الرغم من أن إسرائيل لن تكون معنية بتصعيد الأمور ميدانيا".
وحول قدرة الفلسطينيين لخوض مواجهة ميدانية طويلة الأمد، يوضح منصور: "لا أحد يستطيع التوقع باستمرار المواجهة، خاصة إذا اشتعل الميدان، فكيف يمكن إقناع الشارع بالتهدئة دون وجود أفق سياسي جدي".
ويضيف: "أي مواجهة يمكن أن تندلع، من شأنها أن تفرز وجوها وآليات وقوى يكون لها تأثير على الأرض".
أما عن درجة تضرر إسرائيل من تداعيات المواجهة، فيرى منصور أنه منوط بمدى "تنظيم" الاحتجاجات الفلسطينية.
** تنظيم الاحتجاجات
بدوره يتوقع عمر جعارة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية (غير حكومية)، اندلاع "هبّة" شعبية، في حال تنفيذ قرار ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل.
وقال إن "الشعب الفلسطيني لا يملك سوى وسيلة المقاومة الشعبية".
لكنه يحذر من أن تجارب المقاومة الشعبية الفلسطينية السابقة، لم تحقق للفلسطينيين الأهداف التي أرادوها.
ويطالب جعارة بضرورة "تنظيم وتخطيط" الاحتجاجات، كي تستطيع تحقيق الإنجازات التي يريدها الشعب الفلسطيني.
المصدر:الاناظول
الغنوشي: لدينا مصالح كبرى في ليبيا وأولى بتونس أن يكون لها نصيب الأسد
قال رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إن علاقة بلاده بليبيا علاقة جوار، وهناك مصالح كبرى بين البلدين، لذلك أولى بتونس أن يكون لها نصيب الأسد في حل القضية.
وأضاف الغنوشي خلال حواره مع قناة "نسمة" المحلية الخاصة أن العلاقة بين البلدين هي علاقة حيوية على المستوى الأمني والاقتصادي، ولدى تونس مصالح كبرى في ليبيا، فالجميع يتطلع إليها كسوق مستقبلية يستفيد منها الفلاح والعامل والمقاول ورجل الأعمال، وعلى تونس أن تساهم في تعمير البلاد.
وأوضح أن مكالمته مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج كانت عملا بروتوكوليا عاديا لا يستوجب هذا القدر من الإثارة والضجة، منوها إلى أن المكالمة ليست خارجة عن السياق الرسمي التونسي، لأنه أجرى اتصالا مع حكومة شرعية ومعترف بها دوليا، ولديها انتصارات على أرض الواقع.
وأكد على أنه تقبل برحابة صدر مساءلته من قبل المجلس على خلفية تهنئته للسراج باسترجاع مناطق من سيطرة قوات المشير خليفة حفتر، قائلا إنها تدريب مهم على الديمقراطية.
وأشار إلى أن الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، لم يكتف باتصال هاتفي وإنما زود الثورة الليبية بالسلاح سنة 2011، وكان لذلك تأثير كبير.
وأكد رئيس البرلمان التونسي على أنه دعا السراج خلال هذه المكالمة إلى الحل السلمي في ليبيا، قائلا إن هذه المكالمة يمكن أن تؤدي مصلحة مهمة لتجار وفلاحي تونس وتكون بمثابة تأشيرة دخول.
وشدد على أن تونس لا يجب أن تكون محايدة إزاء مصالحها الكبرى، في إشارة إلى علاقتها بما يحصل في ليبيا حاليا، مشيرا في الآن ذاته إلى أن مصلحة تونس يجب أن تكون هي العليا.
المصدر: قناة نسمة
نزع سلاح حزب الله؛ هل يوئد الفتنة؟
منذ سنوات طويلة والحديث يجري عن نزع سلاح حزب الله، ولكن ما هي المشكلة التي يمكن حلها في حال تم نزع سلاح الحزب، هل يتحسن الاقتصاد اللبناني وتنتهي ديون لبنان المتراكمة من عشرات السنين، هل سلاح الحزب موجه للداخل لكي تخاف بقية الاطراف؟، هل تتوقف اسرائيل عن استهداف لبنان أم العكس؟.
سلاح حزب الله هو من رفع رأس اللبنانين وهو من ردع اسرائيل ومنعها من التطاول على السيادة اللبنانية وهو من اخرج الجنود الاسرائيليين من لبنان، وهو من كسر شوكتها، وفي حال تحقق ما يريد هؤلاء، هل يمكن ضمان اسرائيل ألا تجتاح لبنان مرة جديدة، مالذي يمنعها عن القيام بذلك أخلاقها أم قيمها ام تاريخها الاجرامي أم فكرها التوسعي الاستيطاني؟، وفلسطين مثال حي على كل ذلك.
أول أمس اجتمع متظاهرون في بعض الساحات اللبنانية للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، ورغم التحشيد الكبير لمثل هذه المظاهرات إلا أن النتيجة كانت مخيبة لهؤلاء وما قاموا به مجرد محاولات فاشلة لجر الحزب الى حرب داخلية لن يتورط بها بأي شكل من الأشكال والفشل جاء بسبب انسحاب مجموعات وازنة في الحراك الشعبي المطلبي من الدعوة للتظاهر تحت شعارات سياسية لا علاقة لها بثورة الشارع ضد الجوع والوضع الاقتصادي المتردّي والفساد، وتدخل الأم الداخلي اللبناني لمنع حدوث صدامات بين انصار حزب الله وحركة امل وبقية الاطراف التي تطالب بنزع سلاح الحزب.
المظاهرات التي انطلقت يوم السبت الماضي تسببت بسقوط عدد كبير من الجرحى بعد صدامات مباشرة وقعت بين عناصر الأمن اللبناني ومتظاهرين أمام مقر البرلمان وسط العاصمة بيروت، ووصل عدد المصابين إلى 49، بينهم عنصر أمن.
انحراف أهداف المظاهرات عن مسارها
المظاهرات التي انطلقت في لبنان واستقالت على اثرها الحكومة بعد 12 يوم فقط من بدء الحراك، كانت اهدافها تتمحور حول معالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، والمطالبة بقضاء مستقل، والسؤال هل عجز هؤلاء عن تحقيق مطالبهم دفعهم الى المطالبة بنزع سلاح حزب الله، ما علاقة الاهداف الاساسية للحراك الشعبي الذي شمل كل فئات لبنان بنزع سلاح المقاومة؟.
بعض الجهات عملت على اثارة الفتنة داخل لبنان بطريقة مختلفة وشتمت أم المؤمنين "عائشة"، وعلى إثر الهتافات المسيئة التي أطلقها بعض الشبان حسب فيديو متداول وعمدت منصات مناهضة لحزب الله نشره على نطاق واسع على مواقع التواصل الإجتماعي. نزل مسلحون قبل منتصف الليل وانتشروا في منطقتي كورنيش المزرعة وطريق الجديدة في بيروت.. وسمع أصوات اشتباكات متقطعة أدت إلى جرح شخصين، قبل أن يصل الجيش اللبناني ويوقف تطور الموقف، ليعود الهدوء الى المنطقة.
وأصدر حزب الله بيانا قال فيه "إنّ ما صدر من إساءاتٍ وهتافاتٍ من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر ولا يعبّر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين"
وذكّر حزب الله بالموقف الشرعي لقائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي وفتواه المعروفة بحُرمة التعرّض لزوجات الرسول (ص) وأمّهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين.
وحذّر الحزب في بيانه بشدّة من مُسبّبي الفتن والمستفيدين منها وكل أولئك الذين يروّجون للفتنة ويدعون لها، وأعلن رفضه بشكلٍ تام كل ما يُمكن أن يؤدّي إلى الفرقة والإختلاف والتوتر المذهبي والطائفي والديني.
وأصدرت دار الفتوى في لبنان بيانا حذّرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة الطائفية والمذهبية.
وحول ذات الموضوع غرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالقول "أتوجه إلى كافّة المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبّهاً إلى التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن أن تهدّد السلم الأهلي وتُفسح المجال أمام الجهلة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف أن "أي تطاول على السيدة عائشة أمر مشين ومرفوض أصابنا جميعاً في الصميم ويشكّل إهانة لكل المسلمين دون استثناء وليس لطيف ٍ واحد من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وإدانة عن أولي الأمر في السياسية ورجال الدين من إخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن اهل السنة ودار الفتوى تحديدا".
وتابع الحريري ندائي إلى كافة الأهل والأحبة في كل المناطق أن نأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية. لعن الله الفتنة ومن يوقظها.
وأدان رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب عبر "تويتر" إن كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، مضيفا أن قوة بلاده في وحدتها الوطنية.
وطالب عون -في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية- المسؤولين السياسيين والروحيين بالقيام بما يتوجب عليهم من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بالمقدسات الدينية.
كما اعتبرت حركة أمل أن ماجرى وما تم نشره على مواقع التواصل الإجتماعي عمل مشبوه ومحاولة مكشوفة لبث الفتنة بين المؤمنين وهو خارج نطاق القيم والأخلاق الإسلامية الحميدة.
وقالت مصادر محلية إن الفيديو الذي ظهرت فيه هتافات طائفية تمس أم المؤمنين عائشة والذي انتشر على مواقع التواصل وأدّى إلى توتر في بيروت وبعض المناطق هو فيديو مركّب بثّته إحدى المحطّات التلفزيونية المحلية ما أدّى إلى حالة غليان في الشارع.
من جهتها، قالت قوى الأمن في تغريدة إنه يجري التعرض للأملاك الخاصة والعامة، "لذلك تطلب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من المواطنين السلميين، الانسحاب من الأمكنة التي تجري فيها أعمال شغب، حفاظا على سلامتهم".
وقد تم تشكيل حكومة جديدة منذ مطلع العام، وضعت لاحقا خطة إصلاحية اقتصادية، طلبت على أساسها الشهر الماضي مساعدة صندوق النقد الدولي لإنقاذ الاقتصاد المتداعي، لكنها لم تتمكن بعد من اتخاذ أي إجراءات عملية.
ويعيش اللبنانيون أزمة خانقة تجسدت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع كافة، بينما خسر عشرات الآلاف وظائفهم أو من رواتبهم جراء الأزمة.
وبات أكثر من 45 بالمئة من السكان تحت خط الفقر بينما ارتفعت البطالة إلى أكثر من 35 بالمئة، وفق إحصاءات رسمية. وتتوقع الحكومة نموا اقتصاديا سلبيا بنسبة 13 بالمئة.
ويشهد لبنان منذ أشهر أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990) تخطى معها سعر صرف الليرة عتبة الأربعة آلاف مقابل الدولار في شهر أبريل/نيسان، بينما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات
طرقات البيت الأبيض مغلقة... وتكساس تشيّع فلويد اليوم
في واشنطن يفيد بأن مختلف الطرقات المحيطة بالبيت الأبيض أُغلقت ما أعاق وصول المتظاهرين إلى المنطقة، وولاية تكساس تشيع فلويد بعد مدينة لوس انجلس.
أفاد المراسلون في واشنطن بأن مختلف الطرقات المحيطة بالبيت الأبيض أُغلقت ما أعاق وصول المتظاهرين إلى المنطقة، وإضافة إلى الآلاف من رجال الشرطة اكتمل بناء سياج أمني حديدي في محيط البيت الأبيض.
وأضاف مراسلنا أن عناصر من حرس الرئاسة انتشروا على الحواجز الحديدية في محيط البيت الأبيض.
وبحسب المراسل يُتوقع أن يلتقي مرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن عائلة فلويد مساء اليوم.
في السياق، تشيّع اليوم في ولاية تكساس الأميركيّ الأفريقيّ جورج فولويد بعد تشييعه أمس في مدينة لوس انجلس.
هذا ومثل الشرطيّ الأميركيّ المتّهم بقتل فلويد للمرة الأولى أمام قاضية محكمة مينيابوليس جانيس ريدينغ.
القاضية وفي الجلسة الأولى التي عقدت بعد أسبوعين من قتل فلويد حدّدت قيمة الكفالة المالية بمليون دولار مقابل إخلاء السبيل المشروط للشرطيّ.
وحدّد يوم التاسع والعشرين من الشهر الحاليّ موعداً للجلسة المقبلة.
بالتوازي، ركع نواب ديموقراطيون في الكونغرس الأميركيّ على ركبة واحدة في تكريم صامت لذكرى جورج فلويد.
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ونحو عشرين نائباً ارتدوا وشاحاً مستوحى من التراث الأفريقيّ، وركعوا 8 دقائق و46 ثانية في إشارة إلى المدة التي وضع فيها ضابط شرطة أبيض ركبته على عنق فلويد.
كما أدلوا ببيان كشف النقاب عن حزمة إصلاحات شاملة تنهي وحشية تعامل الشرطة ولاسيما مع الأميركيين الأفارقة وتزيد من الشفافية.
كما دعت منظمات حقوقية دولية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للبدء بتحقيق حول العنف الذي تمارسه الشرطة وقمع الاحتجاجات في الولايات المتحدة.
وفي خطاب مشترك إلى الدول الأعضاء طالبت نحو 600 منظمة بعقد جلسة خاصة للمجلس. وجاء في الخطاب أنّ وفاة فلويد ما هي إلّا "واحدة من سلسلة عمليات قتل غير قانونية وقعت في الآونة الأخيرة ضدّ أميركيّين أفارقة عزّل على يد الشرطة ومسلحين بيض".
آخر تطورات في ليبيا بعد 70 يومًا من الصراع؛ القوات التركية تسيطر على محافظات الزوراء والزاوية والعزيزية + صور
تصاعدت الاشتباكات في شمال غرب ليبيا منذ بداية العام الجاري، وخلال تلك الاشتباكات تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية (حكومة مقرها في غرب ليبيا ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة) وبدعم واسع النطاق من الحكومة التركية من تحقيق العديد من الانتصارات في ساحة المعركة خلال الفترة القليلة الماضية وتمكنت أيضا من إلحاق الكثير من الهزائم الكبيرة بقوات الجنرال "خليفة حفتر" التي تتلقى الكثير من الدعم من قبل الحكومة السعودية والإماراتية والمصرية. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأنه وبمساعدة القوات والطواقم الاستشارية لأنقرة، وكذلك عناصر الجماعات الإرهابية المرسلة من سوريا، تمكنت القوات الحكومية الليبية من السيطرة على الطريق الساحلي الهام والاستراتيجي الواصل بين طرابلس وتونس في أواخر أبريل الماضي، وفي الأيام الأخيرة من شهر مايو الماضي، تمكنت أيضا تلك القوات الحكومية من السيطرة على 90 في المائة من محافظة "الزوارة" وتطهير مساحة تعادل 2،850 كيلومتر مربع من قوات الجنرال "حفتر".

ولفتت تلك المصادر الاخبارية أن القوات التي يقودها الجنرال "خليفة حفتر" (الحكومة الليبية المتمركزة في شرق ليبيا، والمعروفة باسم الجيش الوطني)، والتي تدعمها بشكل خاص فرنسا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، لم يكن لها بداية جيدة في الأيام الأولى من شهر يونيو الحالي. وكما هو متوقع، واصلت حكومة الوفاق الوطنية عملياتها لتطهير ضواحي العاصمة بالكامل (العزيزية والزاوية والزوراء) وشنت هجمات واسعة النطاق من المناطق الشرقية لمحافظة الزوراء ومن شمال محافظة الزاوية ضد قوات الجنرال "حفتر".
وبعد قتال عنيف، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من طرد القوات التابعة للجنرال "حفتر" وتمكنت أيضا من السيطرة على المناطق الشرقية من محافظة "الزوارة" ومع تقدم هذه القوات الحكومية في هذا المحور خلال الايام القليلة الماضية، أصبحت كانت محافظة "الزوارة" تحت سيطرة هذه القوات الحكومية بالكامل. ولم تكن هذه هي نهاية القصة، ففي الوقت نفسه، شنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية عملية عسكرية من المحور الشمالي لمحافظة الزاوية، وتقدمت نحو المناطق الوسطى والجنوبية الليبية، وألحقت هزيمة ثقيلة أخرى بالقوات التابعة للجنرال "خليفة حفتر". وخلال تلك العملية، تمكنت قوات الحكومية الليبية، وبدعم من القوات التركية وعناصر الجماعات الإرهابية المرسلة من سوريا، من تحرير محافظة الزاوية بالكامل من قوات "حفتر" وتسجيل نجاح آخر للشهر الثالث على التوالي.
وبعد استتاب الأمن والاستقرار في المناطق المحررة حديثاً، واصلت قوات حكومة الوفاق الوطنية التقدم على المحور الشرقي لمحافظة الزاوية وذلك لتطهيرها من قوات "حفتر"، وبعد اشتباكات عنيفة، تمكنت تلك القوات الحكومية من السيطرة على المناطق الغربية والجنوبية الغربية من محافظة العزيزية وخلال الأسبوعين الأخيرين تمكنت تلك القوات الحكومية من تطهير مساحة تعادل 3،315 كيلومتر مربع. وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الميدانية، أن قوات حكومة الوفاق الوطنية تمكنت خلال الـ 70 يومًا الماضياً من تنفيذ العديد من العمليات العسكرية الناجحة في المحور الشمالي الغربي الليبي، وتمكنت من استعادت مساحة تعادل حوالي 6150 كيلومترًا مربعًا واستطاعت أيضا تحرير محافظات الزوارة والزاوية والعزيزية من سيطرة قوات الجنرال "خليفة حفتر".

إن تأمين الحدود المشتركة مع تونس وكذلك إعادة الأمن والاستقرار لطريق "طرابلس – تونس" الاستراتيجي البالغ طوله 480 كيلومترًا، إلى جانب إعادة مصفاة صبراتة المهمة إلى دائرة الإنتاج، هي نتائج هذه العمليات العسكرية الناجحة والمهمة في المحور الشمالي الغربي الليبي التي نفذتها القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية. ووفقًا لأحدث المعلومات، شنت القوات الحكومية أيضًا عملية عسكرية ناجحة بدعم من المقاتلات التركية وطائراتها بدون طيار في العاصمة الليبية، وتمكنت من التقدم في الضواحي الجنوبية الغربية لطرابلس بعد قتال عنيف. وبحسب مصادر ميدانية، فلقد قاومت قوات الجنرال "خليفة حفتر" بشراسة في بعض المناطق، بما في ذلك قاعدة "اليرموك"، خلال الاشتباكات وذلك حتى لا تفقد السيطرة على تلك المواقع الهامة. ولكن في نهاية المطاف تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من السيطرة على العديد من المناطق الهامة والاستراتيجية بما في ذلك "جزيرة الفحم، وقاعدة الحمزة، وجامع قباء، ومسجد أبو ذر الغفاري، وقاعدة اليرموك وحصن الفرجان".
وعلى صعيد متصل، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية وسلطات مدينة "بني وليد" الواقعة غربي البلاد، أن عناصر شركة "فاغنر" الروسية غادروا البلدة الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس عبر ثلاث رحلات بعد انسحاب قوات شرق ليبيا بقيادة الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" من الخطوط الأمامية بالعاصمة. ولقد وجهت مغادرة المسلحين الروس ضربة أخرى لقوات "حفتر" وحلفائه الأجانب من روسيا ومصر والإمارات، والتي تحاول انتزاع السيطرة على العاصمة منذ 13 شهرا لكنها منيت بسلسلة هزائم في الأسابيع القليلة الماضية في قتالها قوات حكومة الوفاق في طرابلس والمعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا.
وأكدت حكومة الوفاق الوطنية الليبية، إن انسحاب مقاتلي فاغنر التي يستعين بها "حفتر" في جنوب طرابلس، جاء عقب تعرضها لهجمات قوات الوفاق في مناطق الاشتباكات في طرابلس. وكشفت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية أنها تمكنت من السيطرة على محاور قتال ومعسكرات استراتيجية جنوبي طرابلس بينها معسكري حمزة واليرموك، ودفعت قوات "حفتر" إلى الانسحاب الى مناطق بينها المطار القديم وحي "قصر بن غشير" جنوب طرابلس.

ومن جهة أخرى، أعلنت غرفة عمليات "بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق أن طائرات إماراتية مسيرة قصفت أحياء وقسم النجدة في مدينة غريان جنوب غربي طرابلس. وأضافت الغرفة أن قصف الطائرات الإماراتية جاء بعد ساعات من استهداف قوات "حفتر" مطار "معيتيقة" ومحيطه بصواريخ غراد. وبحسب آخر المعلومات، تواصل الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية الليبية، إلحاق خسائر فادحة بقوات "حفتر"، ولفتت تلك المعلومات إلى أن تلك الغارات نجحت في تعطيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة لقوات "حفتر" في شمال غرب ليبيا. وأكدت تلك المعلومات على أن قوات حكومة الوفاق الوطنية نفذت ضربات جوية بطائرات بدون طيار تبرعت بها تركيا لها في وقت سابق، على مواقع قوات الجنرال "حفتر" وهذه الضربات غيرت ميزان القوى في ساحة المعركة. وبحسب مصادر ميدانية، فقد تم استهداف وتدمير ثلاثة أنظمة دفاع جوية على الأقل تابعة لقوات الجنرال "حفتر"، وكان لهذه القضية تأثير كبير على نتيجة الاشتباكات، حيث أدت هذه الانتصارات إلى زيادة سرعة تقدم القوات الحكومية. الجدير بالذكر أن أحد أنظمة الدفاع الجوي المدمرة هو "بانتسير" الذي قدمته دولة الإمارات للجنرال "حفتر"، حيث تمكنت قوات حكومة الوفاق من استهداف ذلك النظام الجوي بطائرات بدون طيار تركية بالقرب من بلدتي "سرت والجفرة".
وتظهر التطورات الميدانية الاخيرة في الساحة الليبية أنه إذا استمر دعم الحكومة التركية لقوات حكومة الوفاق الوطنية، فإن هذه الاخيرة ستواصل عملياتها العسكرية وانتصاراتها الكبيرة على قوات الجنرال "حفتر" على المحور الجنوبي للعاصمة طرابس وسوف تتمكن من التقدم إلى مطار طرابلس الدولي.
المصدر:الوقت
المعركة في ليبيا.. كيف انتصر إردوغان على السيسي وحلفائه؟
تشير الأوساط إلى صعوبة الموقف المصري، وتتوقّع له أن ينعكس على موقف الإمارات والسعودية اللتين استمرتا في عدائهما للرئيس بشار الأسد في سوريا.
بعد الانتصار الكبير الَّذي حقَّقته الفصائل الموالية لحكومة الوفاق بشكل مفاجئ وسريع، فطردت قوات خليفة حفتر من العاصمة طرابلس وترهونة وبني وليد، وبدأت تتقدَّم نحو المدن الأخرى شرقاً وجنوباً، فوجئ الجميع بالمبادرة "اليائسة" التي أعلنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد لقائه المشير خليفة حفتر.
تضمَّنت المبادرة قراراً بوقف إطلاق النار اعتباراً من 8 حزيران/يونيو، واقترحت مجموعة من الأفكار لإنهاء الاقتتال الليبي وتحقيق المصالحة الوطنية، في إطار توصيات مؤتمر برلين وقرارات الأمم المتحدة.
المبادرة التي لم تتطرّق إلى التواجد العسكري التركي في ليبيا، تحدّثت "عن ضرورة إخراج المرتزقة الأجانب من جميع الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها"، وهو الموضوع الَّذي لن يتّفق عليه الطَّرفان الليبيان ما داما يتّهمان بعضهما البعض في هذا المجال.
وجاء التعليق سريعاً على هذه التطوّرات العسكريّة من قبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي قال: "لقد تمَّ تطهير طرابلس وترهونة وجميع المطارات الأخرى في المنطقة من قبل جنودنا الأتراك وإخوانهم الليبيين. كما أنَّ المستجدات في ليبيا وشمال العراق (هذا الكلام قبل تعيين الكردي فؤاد حسين المقرب من تركيا وزيراً لخارجية العراق بيوم واحد) ومنطقة نبع السلام (شرق الفرات) وإدلب، تظهر مدى قوة أدائنا".
وكان كلام إردوغان مؤشراً واضحاً على استعداداته القريبة لمزيد من العمل العسكري في المناطق التي ذكرها، فيما اعتبر الإعلام الموالي له التطورات الأخيرة في ليبيا "انتصاراً تاريخياً له، وهزيمة شنيعة للرئيس السّيسي وحلفائه في المنطقة، وهم السعودية والأردن والإمارات، التي سبق أن هدَّدتها أنقرة بالانتقام منها لتآمرها ضدّ تركيا".
وتحدَّثت المعلومات الصّحافية عن قرار الرئيس إردوغان بعدم الانسحاب أبداً من المناطق التي استولت وستستولي عليها القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا والميليشيات السورية، مع استمرار الدعم لهذه القوات، إلى أن تتحوَّل ليبيا إلى ساحة استراتيجية للتحركات التركية في الشمال الأفريقي وعبر الحدود البرية لليبيا مع دول الجوار، وجميعها مهمة بالنسبة إلى حسابات إردوغان العقائدية، وهي مصر والسودان وتونس والجزائر. فالإخوان المسلمون أو الإسلاميون عموماً يتواجدون في هذه الدول، إضافة إلى النيجر ومالي وتشاد ذات الأهمية الاستراتيجية في الوسط الأفريقي، الذي وضع الرئيس إردوغان من أجله العديد من الحسابات عبر الساحة الليبية، التي ستتحرك أنقرة من خلالها وفق السيناريوهات التي يتحدث عنها الإعلام الموالي لإردوغان.
ومن هذه السيناريوهات أن تصبح أنقرة صاحبة القول الأهم في تقرير مصير ليبيا، التي ستعود إليها الشركات التركية مع الحصول على حصة الأسد في بترول ليبيا وغازها، إضافة إلى رفع معنويات الإخوان في مصر.
ومع استمرار الحديث عن صفقة روسية - تركية مسبقة لحسم الملف الليبي، بعيداً من الحسابات الأميركية والأوروبية، نعود ونذكّر بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس إردوغان مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 23 أيار/مايو الماضي.
وقد يكون هذا الاتصال سبباً في تراجع الموقف الأوروبي (الفرنسي والإيطالي والألماني) الداعم لقوات حفتر، فقد التقى فايز السراج خلال زيارته لأنقرة، الخميس 4 حزيران/يونيو، السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد، ذا الدور المهمّ والخطير في المنطقة العربية، قبل أن يأتي إلى تركيا، حيث عمل في دمشق وبيروت وعمان وتونس والجزائر وبغداد وتل أبيب، وكان مستشاراً لكونداليزا رايس، التي دعت لإقامة شرق أوسط جديد بعد احتلال العراق، واغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، ثم عدوان "إسرائيل" على المقاومة في لبنان في تموز/يوليو 2006.
وقال الإعلام التركي إنّ السراج، وبعد لقائه إردوغان والقيادات العسكرية والاستخباراتية التركية، بحث مع ساترفيلد تفاصيل التنسيق والتعاون التركي - الأميركي - الليبي في ليبيا. واعتبر المراقبون أنّ هذا اللقاء مؤشر مهم على انحياز أميركا إلى جانب السراج، لمنع "التوغل" الروسي في ليبيا وعبرها في الشمال الأفريقي.
وقد يكون هذا الانحياز السّبب في موقف القاهرة الأخير، إذ تخلَّت عن حفتر من دون أيّ مبرّر منطقي، وإلا لما مُنيت قواته بهذه الهزائم السّريعة التي قد تهزّ عرشه حتى في عقر داره شرق البلاد، بعد أن خسر مواقع استراتيجية في الغرب.
وأشارت أوساط أخرى إلى صعوبة الموقف المصري، وتوقّعت له أن ينعكس على موقف الإمارات والسعودية اللتين استمرتا في عدائهما للرئيس الأسد في سوريا، رغم عدائها لتركيا في ليبيا، وأحياناً في سوريا، فالجميع يعرف أنّ الرئيس السيسي، بسبب وضعه الداخلي الصعب اقتصادياً وأمنياً، أي مشاكل الإخوان وإرهاب الجماعات المسلّحة في سيناء، إضافةً إلى مشاكله مع أثيوبيا في موضوع سد النهضة، ليس على مستوى تحديات الرئيس إردوغان عسكرياً، بل وحتى سياسياً ونفسياً.
لقد أثبت إردوغان مرة أخرى أنه لن يتراجع عن مشروعه العقائدي والسياسي والاستراتيجي والتاريخي، أي إحياء ذكريات السلطنة والخلافة العثمانية، مهما كلّفه ذلك، ما دام الإسلاميون العرب وغيرهم يرون فيه زعيماً روحياً وسياسياً لهم، وهم بايعوه ضد آل سعود وحليفهم السّيسي.
وقد أثبت إردوغان موقفه هذا في سوريا، بعد أن أرسل قواته إلى الشمال السوري في 24 آب/أغسطس 2016 بضوء أخضر روسي، فسيطر على غرب الفرات بأكمله، وأرسل جيشه إلى شرقه، ثم إلى إدلب. كل ذلك جعل من تركيا لاعباً رئيسياً لا يمكن حلّ المشكلة السورية من دونه، عسكرياً كان أو سياسياً.
ومنح ذلك الرئيس إردوغان المزيد من إمكانيات المناورة في مجمل أحداث الحل أو اللاحل لمشاكل شرق المتوسط، براً كان أو بحراً، وستمنحه انتصارات قوات حكومة الوفاق الآن إمكانيات أكبر غرب المتوسط، بعد أن وقَّع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية في الأبيض المتوسط مع فايز السراج، وهو ما سيضيّق الخناق على مصر، ويعرقل تحركاتها البحرية في المنطقة التي سبق أن وقَّعت القاهرة من أجلها العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع قبرص واليونان وإيطاليا وفرنسا.
وتتحدَّث المعلومات عن اتفاقية قد توقّع عليها أنقرة قريباً مع تل أبيب، في محاولة جديدة منها لنقل الغاز الإسرائيلي، ولاحقاً القبرصي، إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، وهو ما سيفقد القاهرة الكثير من أوراق المناورة الإقليمية والدولية مع استمرار الواقع العربي السيئ.
ويرى الرئيس إردوغان في هذا الواقع فرصته التاريخيَّة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واستراتيجية، من خلال تواجده في سوريا والعراق وليبيا والصومال وقطر، وعلاقاته مع جميع الإسلاميين في كلّ دول المنطقة، والَّذين يرون في تركيا "ملاذهم وسندهم الوحيد ونموذجهم الأمثل"، مع استمرار الضبابيّة التي تخيّم على الفكر الإسلامي العربيّ بسبب الخلافات السياسية والعقائدية بين الأنظمة العربية، ومعظمها تأتمر بأوامر واشنطن حليفة الجميع في المنطقة.
ويفسّر ذلك تراجع الرئيس ترامب عن حديثه إلى السيسي خلال لقاءاته المتكرّرة به، حتى قبل أن يصبح رئيساً لأميركا في أيلول/سبتمبر 2016، إذ وعده بإعلان الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، وهو ما قاله أيضاً بعد أن أصبح رئيساً، إلا أنه تراجع عن كلامه بسبب سياسات التوازن التي تنتهجها واشنطن في علاقاتها بين إردوغان، العضو في الحلف الأطلسي، وبين الرئيس السيسي. وقد أثبتا معاً أن لا فرق بينهما في "مشاعر المودة" تجاه الرئيس ترامب، رغم معاملته السيّئة لهما ولكلّ ملوك الخليج وأمرائه، وهو ما لا يحتاج إلى أيّ تعليق!
ويبقى الرهان على الأيام والأسابيع القليلة القادمة، التي سيحقّق الرئيس إردوغان خلالها المزيد من المكاسب والانتصارات في ليبيا، وهو ما فعله في سوريا، ما دام يعتقد أنه الأقوى الذي يريد أن يلقّن أعداءه المزيد من الدروس، وهذا ما قرأناه ونقرأه في الإعلام الموالي لإردوغان، "الذي يعيش نشوة الانتصار على عدوه الأكبر السيسي وحليفيه محمد بن زايد ومحمد بن سلمان". وقد قال لهما رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" بلسان حال إردوغان: "انتظرا، فنحن قادمون إليكما من بنغازي".