emamian

emamian

الجمعة, 22 أيار 2020 17:21

القدس، تحرير الإنسانية

"القدس" ليست مجرد بقعة، بل هي أرض لها علاقة عميقة بالأنبياء الإلهيين والأديان الإبراهيمية. ومنذ آلاف السنين، تنظر الأديان السماوية إليها وتعتبرها "المبدأ" و"المقصد"، مبدأ العبودية ومقصدها.

ولهذا السبب، تتعرض لهجوم شياطين الجن والإنس منذ آلاف السنين، وسوف تستمر هذه القصة طالما أن الله والشيطان يعارضان بعضهما البعض في هذا العالم، ويصوران العبودية والتمرد على جانبي العالم البشري.

منذ العصور القديمة للأديان، سارت عملية تحرير القدس وأسرها جنباً إلى جنب، فتارةً كانت القدس حرةً وأخری أسيرةً. وعلامة حريتها هي إقامة العبادة الحرة لأتباع الأديان في هذا المكان المقدس، وعلامة أسرها كانت ولا تزال وضعها تحت القيود من قبل مجموعة عنيدة تمنع حضور العباد من مختلف الديانات فيها.

حالياً تقضي القدس، هذه القبة والقمة العالية للديانات الإبراهيمية، فترة أسرها، وصراخها مدوٍّ للحرية وحضور جميع متديني الديانات الإبراهيمية.

القدس تدعو الإنسانية إلى نفسها لتتحرَّر، والمتدينون هم أول مخاطَب لهذه الصرخة الجريحة للقدس. القدس تنادينا لتنال حريتها، وتدعونا إلى تحرير أنفسنا، ومن أجل تحرير القدس يجب أن نحرر أنفسنا أولاً؛ التحرر من الخوف، التحرر من عبودية شياطين الإنس، التحرر من الطواغيت والفراعنة، التحرر من كل ما وضعناه علی أنفسنا من قيود، التحرر من الزحام والضجيج القديم منهما والجديد والعتيق والحديث، التحرر من رفاهية الجسم والخمول، التحرر من الاعتداد والکبرياء الفارغين، التحرر من ظل الموت الثقيل، التحرر من البقاء والموت، التحرر من الفراعنة وﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩيين ومن هم علی شاکلة أبي سفيان وأبي جهل.

أجل، القدس تريدنا أن نكون أحراراً، كما قال إبراهيم زماننا الخميني(رحمه الله): "يوم القدس هو يوم الحرية لجميع المسلمين والحرية لجميع المضطهدين". اليوم، القدس في أسر "عرق" أخذ الإنسانية "رهينةً".

الصهيونية مؤامرة عنصرية، ويترجم الصهاينة الإنسانية بلفظة اليهودية ولا يقبلون ترجمةً أخرى، ولکن خلافاً لما هو ظاهر، فإن اليهودية واليهود ليسا مترادفين لينتهيا إلی بعضهما البعض في القدس.

اليهودية هي عقيدة عنصرية لا تعترف حتی باليهود، ولهذا لا يعتبر اليهود الصهيونية ديناً، كما يعتبر الصهاينة الطقوس "الموسوية" خرافةً، وهم يحاربون کل ما يحمل اسم "الله".

وبالتالي فإن القدس تقع في أسرهم، وليست مكانًا لعبادتهم، ولا تقيم الصهيونية للقدس وزناً، ولهذا رأينا أن أرييل شارون دخل القدس وقبة الصخرة بالحذاء العسكري والسيف، وسفك فيه الدماء وسلب هدوء العبادة تحت قبة القدس.

قبل 52 عاماً، أضرم الصهاينة النار في المسجد الأقصى، ولا تزال آثار ذلك ودخانه باقيةً على السقف والجدران ومنبر القدس ومحرابها، ولسنوات عديدة يحلم الصهاينة بتدمير هذه القبة المقدسة عبر حفر النفق تحت القدس. إنهم يريدون تدمير إرث إبراهيم تحت عنوان "هيكل داود". مثلما أفرغوا الخليل من العباد والعبادة باسم "هيبرون". وکان تقسيم الخليل تقسيم الإنسان والإنسانية، وإلا فما الحاجة لفصل أتباع الديانات الإبراهيمية؟

الصهيونية ليست دينًا، ولا تتبع أي دين، الصهيونية هي "خريطة"، خريطة سياسية بدأت ببيان في مدينة "بازل" السويسرية، وبطبيعة الحال تعود جذورها إلی "بلوتوقراطية القرنين الخامس عشر والسادس عشر" و"العصور الوسطى"؛ وعائلتا "روتشيلدز" و"روكفلر" هما عنصريو البلوتوقراطيين وورثة العصور المظلمة في أوروبا.  

تسعى الصهيونية لكتابة تاريخ جديد للبشرية. تاريخ يحكم فيه "الدم"، وكل من كان أكثر دمويةً، زادت کفاءته للحکم. إنهم يبدأون العبادة من الدم، والدم يتدفق على سجاداتهم، ومحرابهم تشتمّ منه رائحة الدم.

بالنسبة للصهاينة، الدم هو القصة الأولى للإنسانية، و"قابيل" هو رمزها الأعلى. مخالب الصهيونية، التي تظهر على شكل شعلة طافئة، تصل في وسطها إلى "الصليب" لتذکِّر بجهود أسلافهم في قتل المسيح. اليوم، هم يسيطرون علی مراكز القوة المسيحية، ولا يترددون في التحدث بفخر عن قصة مقتل عيسی المسيح، الذي أنقذه الله تعالی منهم.

بالنسبة للقادة الصهاينة، لم تنته قصة يهوذا والمسيح، ويجب على كل مسيحي أن يتقبل جروح مخالب الصهيونية في مواجهة أبناء يهوذا. وقد عقدت الصهيونية العزم علی قتل وهدم المسيحية وكل مسيحي، واليوم تستولي على قصور الإليزيه وباكينجهام والبيت الأبيض. ولكنهم غير راضين عن هذا الحجم من السيطرة، ولن يتوقفوا حتى يسكتوا الأغاني الروحية للكنائس.

الصهيونية "خريطة"، وتعتمد على العرق والدم، وتكتب التاريخ بالدم وتبدأ بالدم. وعلى الرغم من أن الصهيونية ليست يهوديةً، إلا أنها تسعى للعودة إلى "خيبر" باسم اليهود، وتريد تسليم أرض المسلمين لبني قريظة وبني المصطلق وبني قينقاع، ولأنها تعلم أنه لم يبق من هذه القبائل العربية شيء، فهي تبحث عن عبيد في قصور الحجاز وأبو ظبي والكويت ومسقط والدوحة، لتنشر الصهيونية في آخر أرض للوحي، نيابةً عن بني قريظة.

هنا أيضًا تبدأ الصهيونية بالدم وتكتب التاريخ بالدم، والحرب في اليمن تؤجج الكراهية بين مسلمي شبه الجزيرة وتنشر العداء بين العرب والإيرانيين، وهذه المرة أيضاً جمعت من هم علی شاکلة أبي سفيان وأبي جهل وعکرمة في أسر "التحالف".

ولكن هذا وجه واحد من عملة القدس، والوجه الآخر لهذه العملة مرسوم بما قدَّره الله تعالی، وهو انتصار إبراهيم علی نمرود، وانتصار موسى على فرعون، وانتصار عيسی على هامان وعلى يهوذا وعلی ناشري الفتنة في "سنهدريم"، وانتصار محمد على خيبر وخاقان، وانتصار علي على أبناء أبي سفيان، وانتصار القدس على الصهيونية.

قصة هذه السلالة الإبراهيمية ليست قصة الأرض، وليست النزعة التوسعية المادية، وليست الهيمنة والسيطرة، وليست اختيار السلاح على السلام، قصة هذه السلالة هي الحرية.

في هذه القصة، القدس رمز للحرية؛ حرية الإنسان، حرية الدين، حرية الأنبياء وحرية الله بحيث يُعبد بلا حصار، وبحيث لا يكون هناك شخص عبداً لعبدٍ آخر، وبحيث تتفتَّح زهرة العبودية من کل سلامٍ وسجود، وكما قيل "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً".

لقد جاءت الصهيونية إلى الساحة بالسلاح لإحلال السلام، ثم لسجن الإنسانية باسم السلام. أما اليوم، فقد تلاشت أسلحة الصهيونية وسلامها، والسلام بات متوفراً بين العباد.

قبل أربعين عاماً حولت الثورة الإسلامية الإيرانية، الصهيونية من الواقع إلى "الوهم"، وأوقفت الآلة الصهيونية. ومنذ ذلك الحين، التهت الصهيونية بالتسول في كامب ديفيد وأنابوليس وما إلى ذلك.

والآن، الصهيونية المحاصِرة باتت في حصار أبناء إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد؛ حيث هناك حزب الله في لبنان، حماس والجهاد في فلسطين، أنصار الله في اليمن، الحشد في العراق، المقاومة السورية والعشرات من الفصائل والکتائب في مختلف أنحاء المنطقة، والکيان الإسرائيلي بات يعيش في الدوامة.

اليوم، ضعفت الحكومة في تل أبيب، حيث الانتخابات تلو الانتخابات وما زالوا في المربع الأول. وتهويد القدس هراء، فشل "صفقة القرن" في إحيائه. وقطار تهويد فلسطين معطَّل منذ 70 عامًا، ولن يتمكن من الوصول إلی الهدف في السنوات السبع المتبقية من عمر الصهيونية.

کما أن بلاطات العرب ومن هم علی شاکلة "عبدالعزيز" لم يعودوا قادرين علی تمهيد الطريق للتهويد عبر التوقيعات. وأمثال بن سلمان وبن زائد وغيرهما من أبناء البلاطات العربية العنكبوتية لا يجيدون شيئاً سوی الحفاظ على أنفسهم، وهم فاشلون حتی في هذا الأمر.

وبدلاً من التعلُّق بخطين أزرقين على علمها، تفكر الصهيونية الآن بجدران تحميها نظرة الفلسطينيين المليئة بالکراهية. وقد أصبحت صهيونية "من النيل إلى الفرات" الآن، دولةً في تل أبيب تتحرك کجثة هامدة. وتحوَّل من النيل إلى الفرات "إلی كل مكان"، إلى "من تل أبيب إلى القدس الغربية".

اليوم، تجري الصهيونية المناورات العسكرية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، من أجل الوصول إلى أنفاق تخشى هجوم حزب الله منها في أية لحظة، وعلى الحدود الجنوبية تفكر في أنفاق تخشى في كل لحظة هجوم المقاتلين الفلسطينيين عليها، من سيناء إلى غزة والضفة.

الصهيونية اليوم ترجو النجاة من أروقة واشنطن وأيباك، ولكنها تنظر بيأس إلى مصير الجيش الأمريكي في العراق وسوريا. وهو ما اعتبره قائد الثورة الإسلامية المعظم آية الله السيد خامنئي طرد الولايات المتحدة من المنطقة ثأراً لدماء الفريق الشهيد سليماني.

تعلم الصهيونية المتعطشة للدماء أن التفاعل التقليدي مع قصور الإليزيه وباكنجهام والبيت الأبيض لم يعد يصنع المعجزات، وصعود الحضارة الغربية والسياسة يقترب من نهايته.

في هذه الأثناء، فإن كورونا مع ما حمله من مرارة، وقد وصفه آية الله السيد خامنئي بالفيروس المنحوس لإدراکه صعوبة وضع المرضى المصابين، ولكنه كشف أيضاً حقيقة الغرب وعدم قدرته على مواجهة كارثة متوسطة.

وفي هذه المعركة، تمكنت إيران من السيطرة على نطاق الفيروس، وأصبحت يداً مساعدةً في العالم، بينما عانى الغرب ضروباً من الأضرار في هذه المعركة. وكانت المعاناة الإنسانية واحدة من هذه الأضرار، ولکنها لا تقاس بالمعاناة الأخلاقية التي تمثلت في التخلي عن المرضی وخاصةً كبار السن، وترکهم وحيدين تحت رحمة الفيروس.

تدرك الصهيونية أن الغرب، الذي كان ملجأها الرئيسي في هذا التاريخ الممتد لـ 72 عامًا، يواجه اليوم أحداثاً جمةً، ولا يمكنه المساعدة في بقاء الصهيونية، وهكذا يمكن اليوم سماع همسات نهاية "إسرائيل" حتی في منازل وثكنات تل أبيب. لقد انتهى مشروع الصهيونية، وكما قال مخرج المسلسل المصري "النهاية"، فإن "إسرائيل" ستزول قبل مرور 100 عام على تأسيسها.

ولكن في الوقت نفسه، لا تزال الصهيونية تسفك الدماء، وتلقي القنابل، ولا تزال تنفِّذ الاغتيالات، ولا تزال تعتدي على سماء لبنان وأرض سوريا، وهي لا تزال تخطط وتقصف الفلسطينيين المحاصرين في غزة، ولا تزال تشتري العبيد العرب بثمن بخس، ولا تزال تعقد الآمال علی بلاطات المنطقة، ولا تزال لديها ترامب، وهذا کله يعني أن الصرخات يجب أن تبقی عاليةً، والقبضات مرتفعةً والخطوات ثابتةً في طريق القدس. فالقدس تبعد خطوات قليلة عن الحرية، ويجب سلك هذا الطريق حتى النهاية. فأين الرجال الرجال؟

المصدر:الوقت

قال الأمين العالم لحزب الله السيد حسن نصرالله أن اعلان الإمام الخميني ليوم القدس بداية الثورة كان في ذروة تفاعله مع القضية الفلسطينية.

وأضاف السيد نصرالله خلال كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي:"الإمام الخميني من خلال إعلان يوم القدس توج جهود ومواقف المرجعية الشيعية الداعمة للقضية الفلسطينية، أجيالنا تربت على مواقف علماء الشيعة الداعمة للقضية الفلسطينية منذ النكبة والى اليوم".

وتابع السيد حسن نصرالله:فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني ويجب ان تعود للشعب الفلسطيني واسرائيل هي كيان غير شرعي ومغتصب ومحتل ولا معنى لبقائه ولا شرعية لبقائه وعلى اللذين اتوا الى فلسطين المحتلة العودة الى بلدانهم،فلسطين من البحر الى النهر ملك الشعب الفلسطيني ويجب ان تعود اليه. نحن في لبنان تربينا على هذا الموقف منذ القدم".

واشار السيد نصرالله الى الضغوط التي تتعرض لها المقاومة من قبل محور المعادي قائلاً:" من يراهن انه من خلال حروب عسكرية او عقويات او تجويع او التضليل انه يمكن ان يغير هذا الموقف هو مشتبه ويجب ان يغير رأيه واذا كان البعض يعتبر ان ما يجري اليوم في الساحة هو حماس شبابي فهو مشتبه بل هو عقائدي ويتربى عليه جيل بعد جيل".

وقال الأمين العام لحزب الله: الحق لا يتغير بمرور الزمن وما اخذ بالسرقة لا يصبح ملك شرعي عبر مرور الزمن ولو اعترف كل العالم بشرعية ما سرقه اللص، لا يحق لأي أحد فلسطيني او عربي او مسلم او مسيحي ان يهب جزء من فلسطين او القدس للصهاينة وهذه مقدسات الامة وهذه الارض ملك للشعب الفلسطيني وليس للجيل الحالي وانما الاجيال القادمة ايضاً".

وشدد السيد نصرالله:" مسؤولية استعادة المقدسات والحقوق هي مسؤولية الشعب الفلسطينية اولاً ولكنها ايضاً مسؤولية الامة وفي يوم القيام الكل سيسأل عن هذا الامر".

واكد السيد حسن نصرالله:"المقاومة بكل اشكالها هي وحدها السبيل لتحرير الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق وكل الطرق الاخرى هي مضيعة للوقت ولا تؤدي الى للطريق المسدود كما حصل في المفاوضات الاخيرة ولا ينجز التحرير في 2-3 سنوات والمقاومة الشعبية تستنزف سنوات كبيرة".

واضاف السيد نصرالله:":طول زمن المعركة لا يجوز ان يكون سبب لليأس والأجيال يجب ان تحمي هذه المسؤولية ويجب ان تتواصل المقاومة والجيل المعاصر اذا كان يشعر انه غير قادر على المقاومة عليه ان لا يعطي تبرير للشرعنة ولا يجب ان يعترف به او ان يوقع له".

وأشاد السيد حسن نصرالله الى مقاومة الشعب الفلسطيني قائلاً:"الشعب الفلسطيني يقاوم ويناضل وفي الصورة الظاهرية انه يقاتل الجيش الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية ولكن في النظرة الباطنية القتال هو مع الولايات المتحدة الاميركية وهذه النظرة البعض يقبل بها والذي لا يقبل بها يجب ان يعيد النظر".

آلام الظهر هي حالة شائعة تؤثر على معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم. ولكن يمكنك تقليل خطر الإصابة بها عن طريق مشروب شائع، كما يزعم الخبراء.

ويمكن أن يكون سبب آلام الظهر النوم في وضع خاطئ، أو سيئ، أو حتى من خلال إصابة طفيفة.

وفي معظم الحالات، لا يعد ألم الظهر أمرا يدعو إلى القلق، وسوف يتحسن من تلقاء نفسه في غضون أسابيع أو أشهر قليلة.

ووفقا لجراح العظام دكتور برانكو بربا، فإن أحد أسهل الطرق للحد من فرص حدوث ألم الظهر هو شرب الشاي الأخضر.

ويحتوي الشاي الأخضر على مضادات الأكسدة المفيدة أكثر من الشاي الأسود العادي.

وتعمل مضادات الأكسدة هذه على حماية الجسم من الأمراض الضارة، بينما تساعد أيضا في تقليل الالتهاب، الذي يعد سببا رئيسيا لآلام أسفل الظهر لدى بعض المرضى.

وقال بربا: "يمكننا غالبا المساعدة عن طريق الأساليب الجراحية، ولكن هناك أيضا طرق أخرى لتقليل الالتهاب ومكافحة الآلام المزمنة، على سبيل المثال، قد يفاجئك أن تعلم أن من بينها تقليل تناول الأطعمة الالتهابية".

وأضاف: "يمكن أن يؤدي تناول هذه الأطعمة إلى جعل ألم ظهرك أسوأ، ولكن لحسن الحظ هناك أيضا بعض الأطعمة التي يمكن أن تساعدك على الشعور بتحسن".

وأشار: "إذا كنت بحاجة إلى الكافيين في الصباح، فاختر الشاي الأخضر من حين لآخر، حيث أنه بالإضافة إلى الفوائد الصحية الأخرى التي يقدمها، يمكن أن يكون جزءا مهما من النظام الغذائي المضاد للالتهابات".

كما يُزعم أن الشاي الأخضر يعزز خطط النظام الغذائي لفقدان الوزن، الذي يمكن بدوره أن يساعد أيضا على الحماية من آلام الظهر.

وأضاف معهد صحة العمود الفقري أن أحد أفضل الطرق لتقليل خطر الإصابة بألم أسفل الظهر هو تجنب تناول الكثير من الطعام دفعة واحدة.

 المصدر: إكسبرس

لا حدود للتطبيع بين بعض الدول الخليجية والكيان الاسرائيلي بعد اليوم، ففي الأمس كانت هذه الدول تحوم حول فكرة "التطبيع" قبل الولوج اليها بشكل مباشر على مبدأ "جس النبض"، ونظرا للصمت العربي تجاه اي خطوة مجحفة تقوم بها "اسرائيل" بحق الفلسطينيين وجدت الامارات أن الفرصة مواتية لتكون الدولة الخليجية السباقة للتطبيع، لترسل على اثر ذلك أول طائرة تجارية إماراتية بشكل علني الى مطار بن غوريون في تل أبيب، مساء 19 أيار/مايو، تمهيدا لفتح خط جوي مباشر مع كيان العدو، يتم من خلاله نقل البضائع والسياح والركاب وصولا الى ان تحمل هذه الطائرات مسؤولين اماراتيين الى "اسرائيل" وهذا الامر ليس مستبعدا لطالما ان الامارات استقبلت كبار المسؤولين الاسرائيليين على اراضيها.

الطائرة التي حطت رحالها في مطار بن غوريون، قيل انها لم تحمل على متنها ركاب، وانما "مساعدات طبية للفلسطينيين من أجل دعمهم في مواجهة فيروس كورونا"، ولكن هنا يجب ان نتحدث عن نقطتين مهمتين:

الأولى: اذا كانت الامارات تريد حقا مساعدة الفلسطينيين لماذا لم ترسل لهم المساعدات عبر دولة عربية، خاصة وان هذا الامر ممكن من خلال مصر والاردن، وعلاقتها مع كلا الدولتين جيدة وليس هناك اي خلاف مباشر.

الثانية: ان السلطة الفلسطينية ليس لديها اي اطلاع مسبق عن هذه المساعدات، حيث رفضت السلطة الفلسطينية استلام مساعدات إماراتية بدون التنسيق معها، واعتبرت السلطة الفلسطينية هذه الطريقة قناة للتطبيع مع إسرائيل.

وقال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، الخميس، إن الإمارات لم تُنسق مع أي جهة فلسطينية رسمية، بشأن المساعدات الطبية التي أرسلتها عبر مطار إسرائيلي.

وأضاف اشتية، في مؤتمر صحفي عقده بمكتبه، عقب لقاء سفراء من دول الاتحاد الأوروبي، "لا علم لنا بالموضوع، ولم يتم التنسيق معنا، ولا مع سفيرنا في الإمارات".

ومضى: "سمعنا في وسائل الإعلام عن طائرة مساعدات من الإمارات حطت في إسرائيل، لم ينسق معنا ولم يتصل بنا أحد".

وفي وقت سابق، قالت زير الصحة الفلسطينية، مي كيلة، إن بلادها ترفض استقبال المساعدات الطبية المقدمة من الإمارات.

اذا ارسال المساعدات عبر مطار اسرائيلي مقصودة وليست عفوية، خاصة وان الامارات اقدمت على خطة تطبيعية قبل مدة عندما اتفقت السلطات الإماراتية مع الحكومة الإسرائيلية على إجلاء عدد من الإسرائيليين العالقين في المغرب، بحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مبيّنةً أن الرباط رفضت الأمر بعدما شعرت بالإهانة لتنسيق البلدين من دون أخذ رأيها.

وكانت مصادر مغربية قد ربطت تدهور العلاقات بين السلطة في المغرب والإمارات بفشل الجهود الإماراتية لإعادة العالقين الإسرائيليين.

وطوال الأيام الأخيرة، ترددت مزاعم بشأن إجلاء 26 إسرائيلياً من الرباط، وإعادتهم إلى تل أبيب عبر باريس، على متن "طائرة إماراتية فخمة"، في ظل تكهنات بأنها مملوكة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في البلد الخليجي الثري. جاء ذلك عقب تداول مقطع مصور لعدد من الإسرائيليين على متن الطائرة.

وكانت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية قد ذكرت قبل أيام أن الخطوط الجوية الإماراتية نقلت عددا من الإسرائيليين العالقين في المغرب إلى تل أبيب بطلب من الجانب الإسرائيلي.

في المقابل، احتفى الإسرائيليون بالرحلة الإماراتية، وأعرب حساب السفارة الافتراضية لإسرائيل في الخليج الفارسي عن أمله في أن تكون الرحلة "فاتحة خير مبشرة بتدشين رحلات تحمل سياحاً إلى إسرائيل".

وبرغم عدم وجود علاقات رسمية معلنة بين البلدين، فإن البلد الخليجي أثار الجدل مراراً على مدار السنوات الماضية بشأن مؤشرات تحسن العلاقات مع إسرائيل.

وكانت أبوظبي قد سمحت لرياضيين ومسؤولين إسرائيليين بدخول أراضيها للمشاركة في فعاليات دولية ومؤتمرات. ومن المقرر أن تشارك إسرائيل بجناح خاص في معرض "إكسبو دبي" الذي أُجّل إلى العام المقبل بسبب أزمة كورونا. وكان يوصف بـ"أبرز مظاهر التطبيع" مع الدول الخليجية.

في الختام؛ التطبيع الذي تقدم عليه الامارات سيكون على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية، وسيمثل طعنة في الظهر لقضايا الامة، وارتهانا للمشروع الامريكي_الصهيوني، خاصة وان التطبيع يتوائم مع خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية،

ووصف قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد علي خامنئي الخطوة الإماراتية بأنها خيانة للفلسطينيين.

وكتب سماحته في تغريدة على "تويتر" : ارتكبت بعض دول الخليج الفارسي أكبر خيانة ضد تاريخها وضد تاريخ العالم العربي. لقد خانت فلسطين من خلال دعمها لإسرائيل. هل ستقبل هذه الأمم بخيانة قادتها؟

النقطة الثانية ان ما قامت به الامارات يعد تجاهلا متعمدا للاردن، حيث كان بإمكانها ارسال المساعدات للفلسطينيين عبر الاردن، كما فعلت منظمة الصحة العالمية، وليس عبر دولة الاحتلال.

التجاهل الاماراتي للاردن يعطي جرعة قوة للاسرائيليين الذين يقبلون على ضم غور الاردن، بما يخالف جميع القرارات الدولية، الامر الذي يهدد بحل الدولتين واتفاقيات السلام مع الاردنيين والفلسطينيين ويمهد لبدء انتفاضة جديدة قد تنطلق من الاردن، من يدري لننتظر ونرى.

المصدر:الوقت

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الأمة الإسلامية الى وضع خطة شاملة لمواجهة خطر الإحتلال ضد المسجد الأقصى مشدداً على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة ماليا وعسكريا وتقنياً.

واليكم نص كلمة رئيس مكتب السياسي لحركة حماس خلال بث كلمة موحدة لقادة محور المقاومة بمناسبة يوم القدس العالمي:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

من أرض فلسطين المباركة، من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وحيثما نكون فقلوبنا وأفئدتنا في بيت المقدس وأرض فلسطين المباركة. أوجه لشعوب أمتنا العربية والإسلامية، تحية الفخر والاعتزاز، وهي تحيي يوم القدس العالمي.

ترتبط الأفئدة بالعود والميعاد وترتبط القلوب بالمسجد الأقصى المباركـ، وبالقدس عاصمة قلوب المؤمنين في أمتنا الإسلامية الكبيرة، عاصمة دولة فلسطين على كل أرضها من بحرها إلى نهرها.

اليوم ونحن نحيي يوم القدس العالمي تعيش القدس في أخطر المراحل والتهديدات ونحن نتابع الحديث الأميركي-الصهيوني عن تطبيق ما يسمى بصفقة القرن التي ارتكزت على تصفية القضية الفلسطينية وفي جوهرها القدس، كما اللاجئين، كما الأرض، حينما اعتبرت القدس عاصمة لما يسمى الكيان الصهيوني.

والقدس أيها الأخوة والأخوات تعيش في خصار منذ أن احتلت في العام 48 خاصة بأن أكثر من 85% من القدس تم احتلالها بالكامل في العام 48 في عام النكبة، الذي أحياه الشعب الفلسطيني خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن اليوم القدس تعيش في حصار من ثلاث أطواق: حصار داخل المدنية، وحصار فيما يسمى بحدود بلدية القدس بلدية المحتل وحصار ما يسمى بالقدس الكبرى، وفق صفقة اقرن المشؤومة، والمسجد الأقصى المبارك في قلب التهديدات، الاقتحامات، التهويد، محاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، محاولات تغيير المعالم، طمس الهوية، حرمان أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.

لذلك نحن اليوم أمام تحدٍ كبير وخطير، خاصة وأن الحكومة الصهيونية الجديدة، اعتمدت استراتيجية الضم لأكثر من ثلاثين إلى أربعين بالمئة من أراضي الضفة الغربية والاستيلاء الكامل على القدس، ما يسمى بالقدس الكبرى، ومحاولتهم تغيير معالم المسجد الأقصى المبارك.

ولكن أنا أريد أن أؤكد لكل أبناء الأمة بأن الشعب الفلسطيني وفي مقدمته أهلنا في القدس، يقفون، يرابطون، يدافعون بصدورهم العارية، بإيمانهم، بإرادتهم بما يملكون من إمكانيات متواضعة، يشكلون رأس الحربة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن القدس، ومن هنا فإنني أوجه التحية لأهلنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وباسمهم وباسم شعبنا، وباسم أمتنا نحذر الصهاينة من ارتكاب أي حماقة ضد المسجد الأقصى المبارك، بل إننا نسعى ليس فقط لتحرير أقصانا بل ولكل أرض فلسطين المحتلة.

إننا اليوم أمام هذا الخطر الكبير والشامل، نعتقد أننا بحاجة كأمة إسلامية، إلى استراتيجية، وإلى خطة شاملة لمواجهة هذا الخطر الذي يداهم قضيتنا وقدسنا، وفي جوهر هذه الاستراتيجية هو مشروع المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة العسكرية المسلحة.

ومن هنا فإنني أحيي كل مكونات الأمة وكل مواقعها التي تتبنى خيار المقاومة، وتدعم المقاومة على أرض فلسطين، وهنا أخص الجمهورية الإسلامية في إيران التي لم تتوانى من دعم المقاومة واسنادها، مالياً وعسكرياً وتقنياً، وذلك امتثالاً لاستراتيجية الجهورية الإسلامية التي رسخها الإمام الخميني رحمه الله، وهو الذي أعلن عن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوم القدس العالمي.

إننا صامدون ثابتون على أرضنا ومطمئنون لقدر الله، وقادرون إن شاء الله أن نحقق النصر، ندحر المحتل ونصلي معاً في رحاب الأقصى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العالم- الخبر واعرابه :

عقب رسالة وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، استدعى عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني، السفير السويسري لدی طهران كراعي المصالح الأمريكية وحذره من أي مضايقة للسفن الإيرانية من قبل أمريکا.

الإعراب:

كلما اقتربت ناقلات النفط الإيرانية من فنزويلا، زادت حساسية القضية، وبالطبع زادت احتمالية مضايقة أمريکا لهذه السفن. تقترب السفن المذکورة من فنزويلا القريبة من أمريکا وبالعلم الإيراني المرفرف فوقها ودون إغلاق كاشفات الرادار الخاصة بها.

ومقابل التهديدات الأمريكية ، أثبتت السفن الإيرانية من الناحية العملية أنها لا تقيم وزنا للعقوبات الأمريكية ضد إيران ، والتي تتجاوز هذه الأيام السن الثانية.

إن توجيه ناقلات النفط إلى فنزويلا هي في الواقع رسالة مفادها أن العقوبات الأمريكية لم تكن مؤثرة فعالة كما يزعمون ، فقد تم بالفعل سلفا تلقي سعر الوقود الموجود على هذه السفن من فنزويلا وعلى شكل ذهب.

وبالرغم من أن إمكانية المضايقة من قبل أمريکا لهذه السفن ليست بمستبعدة ، إلا أن التجارب السابقة مثل إسقاط طائرة أمريكية مسيرة انتهکت الأجواء الإيرانية ، والاستيلاء على السفينة البريطانية المنتهکة للمياه البحرية الإيرانية ، وانتقام إيران لاستشهاد الفريق قاسم سليماني بمهاجمة قاعدة عين الأسد، وما إلى ذلك كلها تدل علی أن إيران لن تبقى صامتة أبدًا في مواجهة مثل هذه المغامرات.

تعاني أمريکا هذه الأيام بشدة قضايا مثل كورونا والتحديات النفطية والاضطرابات الاقتصادية، إلا أنها لا تبعد سوى ستة أشهر عن الانتخابات الرئاسية. هذه الحقائق رغم أنها تستبعد إلی حد ما احتمالية مضايقة أمريکا لناقلات النفط الإيرانية لکن في الأغلب الأعم من المستحيل أن نتوقع اتخاذ سلوك حکيم من قبل ترامب، لذلك إذا انخرطت أمريکا في سلوك غير عقلاني ففي هذه الحالة يجب أن تُواجَه برد فعل سيعرض رئاسة ترامب لتحديات أساسية قبل أي شيء. ومن البدهي أن نوع هذا الرد الإيراني سيطابق السلوك المزعوم ومضايقة أمريکا المحتملة للسفن الإيرانية.

 

الأربعاء, 20 أيار 2020 20:44

من هو البصير حقّا؟

 
ورد عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: "أَلَا وإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ جَمَعَ حِزْبَه واسْتَجْلَبَ خَيْلَه ورَجِلَه، وإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي، مَا لَبَّسْتُ عَلَى نَفْسِي ولَا لُبِّسَ عَلَيَّ. وايْمُ اللَّه، لأُفْرِطَنَّ لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُه لَا يَصْدُرُونَ عَنْه ولَا يَعُودُونَ إِلَيْه"[1].
 
يُشير أمير المؤمنين عليه السلام إلى أنّ الشّيطان هو الباعث لهم[2] على مخالفة الحقّ، والجامع لهم على الباطل، بوسوسته وإغرائه وتزيينه الباطل في قلوبِهم، وأنّ هؤلاء أطاعوه وأجابوا دعوته وشاركوه في الدعاء إلى الباطل، فصاروا حزبه، قال تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورً﴾[3]، أي استخفِ من استطعت منهم أن تستفزّه بدعائك إلى الفساد.
 
ثمّ أشار عليه السلام إلى كمال عقلِه واستعدادِه بقوله: "وإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي". يريد أنّ البصيرة التي كانت معي في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لم تتغيّر.
 
ثمّ أكّد كمال عقلِه بالإشارة إلى عدم انخداعِه بخُدع الشّيطان، وبتلبيسه الباطل بصورة الحقّ، كما يلبِس على ذوي البصائر الضّعيفة وأُولي العقول السخيفة، سواء كانت مخادعته بغير وساطة، وهو المشار إليه بقوله: "مَا لَبَّسْتُ عَلَى نَفْسِي"، أي لا يتلبّس على نفسي المطمئنّة ما تُلقيه إليها نفسي الأمّارة، أو بوساطة غيره، وهو المشار إليه بقوله: "ولَا لُبِّسَ عَلَيَّ"، أي لم يحصل التلبيس عليّ من الخارج من جنود إبليس وأتباعه الذين تلقّفوا عنه الشّبه، وصار في قوّتهم أن يُلبِسوا الحقّ صورة الباطل[4].
 
والنتيجة المحصّلة من كلامه عليه السلام هو أنّي معي بصيرتي التي أُبصر بها الحقّ والهداية، وأفضحُ الباطل والضلالة "ما لبَّست ولا لُبِّس عليّ"، ما دلّستُ على أحد، ولا استطاع أحدٌ أن يُدلّس عليّ بسبب البصيرة التي أمتلكها، فمن يمتلك هذه القوّة النورانيّة لا يَخدع ولا يُخدع. وهذا يؤكّد أهمّيّة البصيرة في ردّ الشبهات وعدم الوقوع بالفِتن والانجرار وراء القوى الظلاميّة.
 
من هو صاحب البصيرة عند الإمام عليّ عليه السلام؟
بيّن الإمام عليّ عليه السلام في خِطبة له صفات الغافلين. وفي مقارنة رائعة بين صفات الغافلين وصفات البصير الذي يُقابل الغافل، نستفيد الكثير من الصفات التي تحدّد من هو صاحب البصيرة عند أمير المؤمنين عليه السلام، حيث قال: "حَتَّى إِذَا كَشَفَ لَهُمْ عَنْ جَزَاءِ مَعْصِيَتِهِمْ واسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ جَلَابِيبِ غَفْلَتِهِمُ، اسْتَقْبَلُوا مُدْبِراً واسْتَدْبَرُوا مُقْبِلًا، فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا أَدْرَكُوا مِنْ طَلِبَتِهِمْ ولَا بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ. إِنِّي أُحَذِّرُكُمْ ونَفْسِي هَذِه الْمَنْزِلَةَ، فَلْيَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِه، فَإِنَّمَا الْبَصِيرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ، ونَظَرَ فَأَبْصَرَ، وانْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً[5]، يَتَجَنَّبُ فِيه الصَّرْعَةَ فِي الْمَهَاوِي والضَّلَالَ فِي الْمَغَاوِي، ولَا يُعِينُ عَلَى نَفْسِه الْغُوَاةَ بِتَعَسُّفٍ فِي حَقٍّ أَوْ تَحْرِيفٍ فِي نُطْقٍ أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ صِدْقٍ"[6].
 
أي بعد حصول العِلْم لديه وفهمه لِما رآه وسمِعَه، فإنّه يعمل بما عَلِم ويختار الطريق الواضحة في سَيْره ويتجنّب الطُرُق المظلِمة، أي لايتبَع هواه فيهوى، لأنّ اتّباع الهوى يُردي.
 
ولِفَهْم من هو الإنسان البصير، لابدّ من ملاحظة الأمور الآتية:
أوّلا: الإمام عليّ عليه السلام صدّر هذا الفصل من الخِطبة ببيان صفة الغافلين عن أحوال الآخرة، والمتوغّلين والمشمّرين في طَلَب الدنيا.
 ثانياً: حذّر الإمام عليّ عليه السلام من خطورة الغفلة، وهي من أشدِّ الحُجُب المانعة من التوجُّه إلى الله تعالى وأشبه بغطاءٍ على بصيرة الإنسان المؤمن.
 
ثالثاً: "إِنِّي أُحَذِّرُكُمْ ونَفْسِي هَذِه الْمَنْزِلَةَ": أراد بها الحالة التي كان الموصوفون عليها من الغفلة والجهالة، وتشريك نفسه عليه السلام معهم في التحذير تطييباً لقلوب السامعين وتسكيناً لنفوسهم، ليكونوا إلى الانقياد والطاعة أقرب، وعن الإباء والنفرة أبعَد.
 
رابعاً: "فَلْيَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِه": بأن يصرِفها فيما صرفها فيه أولوا الأبصار والفِكر، ويوجّهها إلى ما وجّهها إليه أرباب العقول والنظَر، وإليه أشار بقوله: (فإنّما البصير)، "أي العارف بما يُصلِحُه ويفسِدُه والخبير المميّز بين ما يضرّه وينفعه"[7]، لأنّه لا ينتفع بنفسه إلَّا البصير.
 
ثم شرَع عليه السلام ببيان صفات البصير. فالبصير عند الإمام عليّ عليه السلام فيه الصفات الآتية:

الأوّل: ما ينفع المرء ويُصلحه
سَمِعَ فَتَفَكَّرَ: لا يكفي أن نستخدم أسماعنا كآلة مادّيّة، بل لا بدّ أن تقودنا هذه الالآت إلى التفكُّر الذي أمرَنا به القرآن الكريم في تضاعيف آياته الكريمة الذي يوصِلُنا إلى المعرفة.
 
ونَظَرَ فَأَبْصَرَ: أي استخدَم النظَر بطريقة صحيحة، فأوصلته إلى الإبصار، وبات يرى بعيْن حسّه وبصيرته، فيتوخّى المقاصد النافعة، فيُبصرها ويُدرك بعقله منها العِبَر.
 
وانْتَفَعَ بِالْعِبَرِ: إنّ من استخدَم أدوات المعرفة بشكلٍ صحيح، فهو ينتفع بالعِبَر، وأصحاب البصيرة هم من يستفيدون من العِبَر.
 
سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً: إنّ من كانت صفاته ما تقدّم، فلن يمشي إلّا على أرضٍ صلْبة، وهو كناية عن المنهج المتّبَع، لأنّ أدوات المعرفة السابقة لا تكفي حتى تتشكّل لدينا الرؤية الصائبة والواضحة، إذ لا بدّ من منهج أو منظومة فكريّة شاملة نرجع إليها في التشخيص المــُـبْهم والمـُلْتَبس، وتحديد خياراتنا في ضوئِها.
 يَتَجَنَّبُ فِيه الصَّرْعَةَ فِي الْمَهَاوِي والضَّلَالَ فِي الْمَغَاوِي: وهذه نتيجة طبيعيّة لـِمَـن كان على بصيرة من أمرِه، فهي تجنّبُه الصرعة، أي الوقوع في البليّة في المهوى. ومعنى كلامه "المهاوي".
 
مأخوذ من المثل السائر: "من سلَك الجدَد، أَمِن العثار"، ومعنى الجدَد: الأرض المطمئنّة المستوية، قال الهروىّ: "جعل العرب سلوك الجدَد مثلاً لترك التصدّي للمهالك والتعرّض للمتالف، لأنّ الإنسان إذا لم يسلك إلّا الجدَد، أمِن العثار. ويُضرب هذا المثل فى طَلَبِ العافية"[8].
 
الثاني: ما يضرّ المرء ويفسِدُه
ولَا يُعِينُ عَلَى نَفْسِه الْغُوَاةَ: جمع "غاوٍ"، وهو الضالّ عن طريق الهداية، أي لا يعينهم، باتّباع طريقهم، على ضدّ نفسه وهلاكها. الغواة هم الذين لا يرعوون عن الغيّ، وهو خِلاف الرُشْد فيما يتعلّق بالأمور الآتية:
بِتَعَسُّفٍ فِي حَقٍّ: "فينبغي مراعاة الناس وقدراتهم بما يتعلّق بهذه الدرجات، فإنّ حمله على غير أهله قد يوجب النفور ممّن يقوله ويأمر به. وقد يكون المراد من التعسّف في الحقّ، التقصير في العمل به لعدم القدرة على تحمّله، والضعف عن أدائه، فسيتدخل الغواة - وهم تاركو الحقّ - ذلك، فكأن قد أعانهم على نفسه"[9].
 
أَوْ تَحْرِيفٍ فِي نُطْقٍ: أي يحرّف الكَلِم عن مواضعه، ويَكذِب مداراةً لهم ومنازلة أذواقهم، كأَنْ يقبَل بتحريف الكتاب أو السُّنّة سواء كان تحريفاً لفظيّاً أو معنويّاً.
 
أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ صِدْقٍ: أي يتكلَّف الخوف من قول الصّدق، وإن لم يكن خائفاً في الواقع، وعَود ضرَر التّحريف والتّخوف على المحرّف والمتخوّف لاستلزامها مداهنة الغواة، وقد ذمّ الله أقواماً بترك الصّدق والجهاد في الحقّ بقوله: ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ﴾. "فاللَّازم على المرء أن لا تأخُذُه في الله لومةَ لائم، ولا يكون له من ردْع من خالَف الحقّ وخابَط الغيّ وزجَره من أوهانٍ ولا إيهان"[10].
 
الدنيا منتهى بَصَرْ الأعمى
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "وإِنَّمَا الدُّنْيَا مُنْتَهَى بَصَرِ الأَعْمَى، لَا يُبْصِرُ مِمَّا وَرَاءَهَا شَيْئاً. والْبَصِيرُ يَنْفُذُهَا بَصَرُهُ، ويَعْلَمُ أَنَّ الدَّارَ وَرَاءَهَا، فَالْبَصِيرُ مِنْهَا شَاخِصٌ، والأَعْمَى إِلَيْهَا شَاخِصٌ، والْبَصِيرُ مِنْهَا مُتَزَوِّدٌ، والأَعْمَى لَهَا مُتَزَوِّدٌ"[11].
 
إنّ الغرَض من كلام الإمام هو التنفير من الدّنيا، وتوبيخ من قصُرَ نظره إليها، فاستعار وصْف الأعمى، وهو المستعار منه، للجاهل، وهو المستعار له. وإنّ الجامع بين العمَى والجهل هو قصور الجاهل عن إدراك الحقّ، كقصور عادم البصر عن إدراك المـُبصرات، وأمّا المستعار منه - أعني معدوم البصر- فهو لا يُبصر أصلاً، وهو تذييل لِكَوْن الدّنيا منتهى بصره، وتوضيح وتفسير لها، والمقصود أنّ الجاهل لِكَوْن همّته مصروفة معطوفة إلى الدّنيا مقصورٌ نظرُه إليها غافلٌ عمّا عداها، غير ملتَفِت إلى أنّ وراءها الآخرة، وهى أوْلى بأن تُصرَف إليها الهِمم بما فيها ممّا تشتهيه الأنفُس وتلذّ الأعيُن من مزيد العوائِد والفوائِد والنِّعَم.
 
عمَى البصر وعمَى البصيرة
عمَى البصر: هو عمًى جزئيّ، يَفقد الإنسان فيه حاسّة النظَر، وقد تجد لديه قوّة في إحدى حواسِّه الأخرى، ومع ذلك فهو يُدرِك إصابته.
 
عمَى البصيرة: هو عمًى كلّيّ، يَفقد الإنسان فيه جميع حواسِّه دون أن يشعر، فالإصابة تكمن في مركز التحكُّم في الجسد، وهو القلب.
 
قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ في الجسد مُضغة، إذا صلُحَت صَلُح الجسد كلّه، وإذا فَسُدَت فَسُد الجسد كلّه، ألا وهي القلب"[12].

والمعنى: إنّ فساد القلب وميْله إلى الدنيا سيىؤدّي إلى فساد الأعضاء وعدم استخدامها فيما يرضي الله تعالى، وإذا صلُحَ القلب ومال إلى الحقّ، وصحّت الجوارح والأعضاء الظاهرة، صدرت منها الأعمال الصالحة.
 
 إنّ معي لبصيرتي، دار المعارف الإسلامية الثقافية - بتصرّف

[1] نهج البلاغة، خُطب الإمام عليّ عليه السلام (تحقيق صالح)، مصدر سابق، الخطبة رقم 10 من خِطبة له عليه السلام يريد الشيطان أو يكّني به عن قوم، ص 54.
[2] المقصود بكلام أمير المؤمنين عليه السلام هم الناكثون.
[3] سورة الإسراء، الآية 64.
[4] منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، حبيب الله الهاشميّ الخوئيّ، المكتبة الإسلاميّة، إيران - طهران، 1400ه‏، ط4، ج3، ص 163.
[5] الجدَدَ - بفتحتين -: الأرض الصلبة المستوية التي يسهُل المشي فيها. ويتنكّب: عدَل وتجنّب. والغُواة - بالضم -: جمع غاوي اسم فاعل من غوى. وتعسّف في الحقّ أو القول: أخذه على غير هداية، أو حملَه على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة.
[6] نهج البلاغة، خُطَب الإمام عليّ عليه السلام (تحقيق صالح)، مصدر سابق، الخطبة 15، صفات الغافلين، ص 214.
[7] منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، حبيب الله الهاشميّ الخوئيّ، مصدر سابق، ج9، ص 212.
[8] عليّ بن زيد البيهقيّ، معارِج نهج البلاغة، تحقيق محمّد تقي دانش پژوه، مكتبة آية الله العظمى المرعشيّ النجفيّ، قُم المقدّسة، 1409ه، ط1، ص 250.
[9] راجع: ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، مركز النشر مكتب الاعلام الاسلامي - الحوزة العلميّة، إيران - قم، 1362 ش، ط1، ج3، ص 242.
[10] منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، حبيب الله الهاشميّ الخوئيّ، مصدر سابق، ج9، ص 214.
[11] نهج البلاغة، خُطَب الإمام عليّ عليه السلام، مصدر سابق، 132 ومن خِطبة له يَعِظ فيها ويَزْهَد في الدنيا، ص192.
[12] المجلسيّ، العلّامة محمّد باقر بن محمّد تقيّ، بحار الأنوار الجامعة لِدُرَر أخبار الأئمّة الأطهار، مؤسّسة الوفاء، لبنان - بيروت، 1403ه - 1983م، ط2، ج58، ص 23.

 

الأربعاء, 20 أيار 2020 20:41

لماذا ضاعت القدس منا؟

الإمام الخميني (قدس سره) يحدد لنا أسباب ضياع القدس وفلسطين‏..

لقد وجّه الامام الخميني (قدس سره) الامة الاسلامية نحو القضية المحورية، فلسطين قلب الامة والقدس قلب فلسطين، لان هذين المعلمين يمثلان قضية التحدي التي في احد بعديها مؤشرات الضعف الذي يعتري المسلمين وفي البعد الاخر مؤشرات الاستكبار وامارات مشروعه للهيمنة على الامة ومقدراتها، وفي البعد الاول فإن الواقع الذي حاول الامام الخميني (قدس سره) ان يكشفه لامة الاسلام انه لولا الضعف والوهن والانقسام والتبعية والتشرذم في عالم المسلمين وبين صفوفهم لما استطاع حفنة من اليهود المطرودين من عالم الرحمة والمشتتين في الاصقاع والقليلي العدد ان يجتمعوا ويتآمروا على الامة ويخططوا للانقضاض عليها من خلال التواجد في قلبها وبناء القاعدة للانطلاق نحو دولها واماراتها وكياناتها مقدمة للسيطرة على الارض والثروات والمقدرات، وقد ركز الامام الخميني (قدس سره) على الاسباب الكبرى والرئيسية التي تقف وراء ما حصل، والتي تمثلت اساساً في الحكام والرؤساء والملوك والزعماء والامراء والحكومات والادارات والسلطات والانظمة الحاكمة في دول المسلمين، وهو بذلك يريد ان يضع الامور في نصابها ويؤشر الى مكامن الداء الحقيقية دون مواربة ودون مهابة احد، لان القضية لا تحتمل ذلك، ففلسطين ضاعت والامة ضعيفة والمستقبل لا يبشّر بالخير في حال التقاعس عن القيام بواجب المجابهة والمواجهة مع الكيان المختلق »اسرائيل« فإما ان هؤلاء الخونة والعملاء يفتضحون فتنتبه الشعوب الى ضرورة تغييرهم او مجانبة مشاريعهم ومقرراتهم، واما انهم يستيقظون على وقع الخطر الداهم ليس فقط على الشعوب وانما على الانظمة والحكام جراء بقاء »اسرائيل« التي تريد في نهاية المطاف حكاماً عبيداً لها، وعلى كل الاحوال لم يكن الامام الخميني (قدس سره) ليعوّل كثيراً على الحكام طالما انه يعرف طبيعة العلاقة بينهم وبين الدول الداعمة ل»اسرائيل«، فإما انهم صنيعة تلك الدول وإما انهم يخشون غضبها وسخطها، وعلى كل الاحوال قد يجد الحكام المبررات التي تبدو مقنعة بحسب الظاهر حول انعدام مشاريع المواجهة ضد »اسرائيل«، لكن الشعوب لديها هامش اوسع من التحرك ووجدانها اكثر صحوة، وهي اقل اهتماماً بردود الفعل من قبل المستكبرين، وايضاً فان الشعوب المسلمة تعشق القدس وتحنّ الى ربوعها، لذا فان هذه الشعوب كانت وما زالت تتطلع الى القيادات الاصيلة الانتماء التي تعيش حالة الصدق في علاقتها مع حقوق الامة، ومع تطلعات الشعوب والاجيال والجماهير، كما ان افراد المسلمين يتلوعون ألماً وكمداً مما يحصل، ومن التخاذل والانقسام اللذين يعتريا جسم الامة، ويروعهم ذلك المشهد الدامي في فلسطين دون القدرة على القيام بردة فعل سوى التنهد وإطلاق الزفرات، فهم يعيشون حالة تشابه الاسر بفعل القيود الكثيرة المضروبة حولهم والمانعة لهم من ملامسة القضية الفلسطينية بجدية، فهم على مقربة من فلسطين إلا إنهم يبدون على مسافة آلاف الاميال منها، انهم قريبو المسافة من حيث المكان بعيدو المسافة من حيث القدرة على الوصول ليس فقط الى المكان بفعل الاحتلال وانما ايضاً بفعل احتلال اخر يسيطر على الافواه والانفس والعقول والارادات، ليمنعها جميعاً من ان تعبّر عن مكنوناتها، هذي هي الحال التي كانت عليها الامة، وما زالت كذلك في بعض اجزائها، وقد حاول الامام الخميني (قدس سره) ان يبيّن هذا الواقع من خلال كلماته التي قالها منذ عقود من الزمن ليضي‏ء شمعة في طريق مستقبل الامة ويساعدها في ازاحة العوائق والعثرات، فهو الإمام الذي ذاب في أمته وغطت عباءته كل امالها ودارت عمامته حول جميع الامها وأومأ بطرف عصاه الى حل مشاكلها، كانت الامة في كل بصيرته وبصره، ولم يكن له هم وشاغل سوى معالجة مشاكلها والمطالبة بحقوقها والتأكيد على قضاياها الكبرى دون ان يهاب أحداً لان الحق سلطان والمطالب به قوي ومنطقه جارف وعزيمته يجب ان لا يحول دونها او يقف في طريقها اية قوة طالما انه يطالب بحق مغتصب فالسالب للحق هو الذي يجب ان يخاف ويخاف صاحبه...

وإذا عدنا إلى الأسباب التي يمكن أن نستقرأها من كلمات الامام الخميني (قدس سره) والتي تقف وراء المشهد المأساوي والسوداوي في حاضر الأمة وواقعها والتي يمكن وفي حال عدم تجاوزها أن تؤسس لما هو أسوأ في المستقبل، إن هذه الأسباب بحسب رأي الامام تعود في غالبها الى الخيانة والمهانة والجبن والضِعة والتآمر من قبل كثيرين من الحكام المتقلدين للسلطة في بلاد المسلمين والذي يعملون عادة للحفاظ على عروشهم من خلال التنازل عن عرش الامة، وكذلك على تقوية مواقعهم على حساب قوة الامة وعنفوانها وهم يستمدون حضورهم وبقاءهم من العدو الذي سلب وما زال خيرات شعوبهم وثرواتهم، كما انهم يعملون لاستدامة شباب سلطاتهم على حساب شباب الامة ونضارتها وهذه هي كلمات الامام واضحة جلية تبين اهم الاسباب التي آلت الى خسارة فلسطين ومنها:

1ـ ان الحكام ليسوا ممثلين حقيقيين لشعوبهم فهم متسلطون او مستبدون وانهم غير مدينين بدين الاسلام حقاً وانهم غير متوحدين فيما بينهم وكذلك فإنهم غير لائقين للتصدي للمسؤوليات الكبرى في دولهم وبين شعوبهم والتي نصّبوا انفسهم للتصدي لها وبعضهم يعمل على التخريب والتفرقة بين فئات شعوبهم او بين دول المسلمين.

وفي هذه الابعاد يقول الامام الخميني (قدس سره): «فلو كان حكام البلدان الاسلامية ممثلين حقيقيين للناس، مؤمنين بأحكام الاسلام ومنفذين لها، واضعين الاختلافات الجزئية جانباً، كافين ايديهم عن التخريب والتفرقة متحدين فيما بينهم لما استطاعت حفنة من اليهود الاشقياء ان يفعلوا كل هذه الافاعيل مهما كان الدعم الذي تقدمه لهم امريكا وانكلترا، فما نراه من قدرتها (أي «اسرائيل») وممارستها انما هو بسبب تهاون وعدم لياقة المتصدين للحكم على الشعوب المسلمة«.

2ـ الخلافات الحادة القائمة بين قيادات الدول الاسلامية هي التي تحول دون علاج المشكلة بعد ان كانت سبباً في حصولها.

يقول الامام الخميني (قدس سره): «انها اختلافات قادة الدول هي التي تعقد المشكلة الفلسطينية وتحول دون حلها«.

3ـ عمالة بعض القادة للاستكبار وانانيتهم واستئثارهم بالحكم واستسلامهم وعدم تحريكهم ساكناً ازاء ما يتعرض له المسلمون وخصوصاً في فلسطين.

وفي ذلك يقول الإمام رحمهم الله: «ان اختلاف وعمالة بعض رؤساء البلدان الاسلامية لا يعطيان الفرصة والإمكانية لسبعماية مليون مسلم في ان يحلوا مشكلة القضية الفلسطينية التي تمثل اشد مصائبنا«.

كما يقول رحمهم الله: «ان الأنانية والعمالة واستسلام بعض الحكومات العربية للنفوذ الأجنبي المباشر يمنع عشرات الملايين من العرب من إنقاذ فلسطين من يد الاحتلال الإسرائيلي«.

4ـ التشتت والانهزام النفسي لبعض القادة الذي يدينون للاستكبار في الحفاظ على عروشهم ويدفعون ثمن ذلك ترسيخ الاوضاع المأساوية في بلاد المسلمين.

يقول الامام الخميني (قدس سره): «ان كثيراً من حكومات البلدان الاسلامية ونتيجة للانهزام النفسي او لعمالتها تنفد المخططات الخيانية والرغبات المشؤومة الاستعمارية المعادية للاسلام والتي تهدف الى ترسيخ هذه الاوضاع المأساوية للمجتمع الاسلامي والى تسليط «اسرائيل» على ارواح واموال واراضي الامة الاسلامية«.

5ـ انشغال اغلب الحكومات بالمفاوضات السياسية التي لا طائل منها والتي لا يمكن ان تؤدي الى علاج القضية الفلسطينية في حين ان الجهاد هو الحل.

يقول الامام الخميني (قدس سره): «ان اكثر الحكومات مشغولة بالقيام، والقعود والمفاوضات التي لا نتيجة منها تاركين المجاهدين الفلسطينيين الشجعان الذين يقاومون «اسرائيل» برجولة لوحدهم«.

6ـ تساهل بعض الرؤساء العرب، وعدم اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ولا بما يعانيه الشعب الفلسطيني.

يقول الامام الخميني (قدس سره): «ان جميع المشاكل التي يعاني منها اخواننا في القدس طوال هذه المدة انما هي نتيجة لتساهل الرؤساء العرب«.

هذا من جهة الحكّام والاسباب المتعلقة بهم كأشخاص وممارسات وما يعتري اوضاعهم وما يحول دون توحدهم والتي ادت الى مزيد من الاهمال والنسيان والتهاون بقضية فلسطين، اما من جهة الشعوب وشرائحهم المختلفة لا سيما النخب والعلماء فهناك ايضاً الاسباب التي ترتبط بهم والتي هي بإزائهم، صحيح ان المشاكل الكبرى والاساسية ناتجة عن واقع الحكام وتقاعسهم وتخاذلهم واحياناً خيانتهم وعمالتهم الا ان ذلك لا يلغي ولا ينفي المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الشعوب وبالاخص على الطليعة فيها من النخب السياسية والاعلامية والثقافية وبالاخص العلماء الذين يجب ان يأخذوا بايدي شعوبهم ويوجهوهم نحو القضايا المصيرية فطالما ان الحاكم لم يمارس دور الموجه والمرشد السياسي للشعب وللناس نحو اهم القضايا والمسائل فان هذه المهمة تصبح على عاتق العلماء والمثقفين حتى لو كانوا خارج اطار السلطة او كانوا يخشون السلطات الحاكمة، وعلى هذا الصعيد حدد الامام الخميني (قدس سره) عدة اسباب ترتبط بواقع الشعوب والجماهير اذكر اهمها:

1ـ عدم الاعتماد على الاسلام والقران والاعتماد على المعسكر الشرقي او الغربي، وذلك خلاف المفروض بحسب مفهوم النص الالهي بضرورة الكفر بالمعسكرات المادية وبالطاغوت والايمان بالله وبرسالته والاعتماد عليه سبحانه وعلى تعاليم دينه:
يقول الامام الخميني (قدس سره): «لو ان الشعوب المسلمة وبدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي او الاخر الغربي اعتمدت على الاسلام ووضعت تعاليم القرآن النوارنية والتحررية نصب اعينها وعملت بها لما وقعت اسيرة للمعتدين الصهاينة«.

2ـ التفرق والتشرذم والخلافات بين المسلمين والتلهي بالمسائل الخلافية غير الحساسة وترك الساحة واخلائها للاستكبار ومشاريعه مما اضعف قدرة هذا العدد الضخم والهائل من المسلمين واطمع فيهم ثلة من الصهاينة الحاقدين.
يقول الامام الخميني (قدس سره): «لو اجتمعت هذه القدرة أي قدرة المائة مليون عربي فإن امريكا لن تستطيع ان تفعل شيئاً«.
ويقول ايضاً: »ان الاختلافات هي التي سببت وجود الصهاينة هنا وأتاحت لهم الفرصة لتثبيت انفسهم«.

3ـ التهاون والتقاعس وعدم القيام بأي فعل او عمل في سبيل تغيير الواقع من قبل المسلمين، الذين كانوا أهل كلام واقوال وتصريحات وبيانات وخطابات في حين ان أعداءهم كانوا أهل فعل وحركة ومبادرة.
يقول الامام الخميني (قدس سره): »يجب ان أقول ان أعداء الإسلام كانوا رجال عمل لا كلام والمسلمون كانوا رجال كلام لا عمل فلو كان الأمر يخرج عن حدود الكلام لما عجز اكثر من مائة مليون عربي إلى هذه الدرجة عن مواجهة إسرائيل«.

4ـ الاتكال على الحكومات وانتظار مبادراتها وقراراتها وعدم المبادرة الى اتخاذ ما يناسب الموقف.
يقول الامام الخميني (قدس سره): «ان الشعوب إذا ما توقعت ان تبادر هذه الحكومات إلى الوقوف بوجه إسرائيل والقوى الأخرى فإنها واهمة بذلك«.

وهكذا يمكن استخلاص النتائج التالية:
أولاً: ان الأسباب الرئيسية التي تقف وراء أزمات المسلمين او التي تحول دون علاجها وبالأخص قضية فلسطين هو واقع غالبية الحكام في بلاد المسلمين.
ثانياً: هناك أسباب أخرى ترتبط بالشعوب وبطلائعها النخبوية تتمثل بعدم المبادرة والقيام وعدم الالتزام بأحكام الدين وهذا ما يعمّق المشكلة ويفاقم الأزمة.
ثالثاً: ان الحكام كما الشعوب معنيون بتغيير أوضاعهم من اجل الاتجاه نحو تصحيح الواقع وعلاج المشاكل وإلا فالأمور ستبقى على حالها بل هي مرشحة لمزيد من التدهور والتأزم.

إعداد ونشر مركز الإمام الخميني الثقافي‏، بتصرّف

التحركات العسكرية الامريكية الاخيرة في البحر الكاريبي والخليج الفارسي، لا تخرج عن احتمالين، اما انها تاتي في الاطار الاستعراضي، واما ان تكون محاولة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإستفزاز ايران وجرها الى نزاع محدود بهدف تحقيق انتصار لتحسين حظوظه الانتخابية التي باتت في الحضيض.

ارسال امريكا لاربع سفن حربية الى بحر الكاريبي لعرقلة وصول خمس ناقلات ايرانية تحمل شحنات من البنزين الى فنزولا، وتهديد القيادة المركزية الامريكية الارهابية في الخليج الفارسي للسفن الحربية من الاقتراب 100 متر من القطعات البحرية الامريكية المتواجدة في المنطقة بصورة غير مشروعة، ردت عليها ايران عبر وزارة خارجيتها وقادتها العسكريين.

ايران اعتبرت وعلى لسان وزير دفاعها العميد امير حاتمي ان اي تعرض لناقلات النفط الايرانية المتجهة الى فنزويلا في اطار التجارة القانونية المشروعة بين الدول ، لن يكون قرصنة و ستواجه برد حازم من جانب ايران، وان الاميركيين وغيرهم يعلمون تماما بان ايران لن تتردد لحظة واحدة في الرد.

اما اعلان القيادة المركزية الأمريكية الارهابية بانها ستتخذ ما وصفته باجراءات "دفاعية" حيال اي سفن مسلحة تقترب لمسافة 100 من قطعاتها البحرية، ردت عليه بالقول ان الوحدات البحرية الايرانية في الخليج الفارسي وبحر عمان وكما في السابق ستقوم بتنفيذ مهامها بمنتهى الاحترافية، وما تعلن عنه القوات الاجنبية المتواجدة في المنطقة بطريقة غير مشروعة من اجراءات وقواعد لا تاثير لها على قيام القوات البحرية الايرانية بالمهام المناطة اليها بمنتهى الدقة.

نحن نبني تحليلنا على احتمال ان ترامب يسعى من خلال هذه التحركات الى اختلاق نزاع عسكري محدود مع ايران لتحسين صورته الانتخابية، وهو احتمال في حال صحته لن يكون في صالح ترمب بالمرة، لانه اختار ميدانا خاطئا لاستعرض عضلاته المترهلة، ميدان مواجهة ايران عسكريا، فأقل نتائج هذه المواجهة تعني تمزيق صورة ترامب والى الابد، ليس بسبب امتلاك ايران قدرات عسكرية هائلة فحسب، بل لوجود رجال يمتلكون ارادة لا تعرف التردد او التلكؤ حين يتطلب الامر الضغط على الزناد، وقد خبر العالم بعض هذه الارادة خلال السنوات القليلة الماضية.

يعتقد ترامب ان بامكانه حصر المنازلة مع ايران في نطاق محدود، الا اننا نحيله الى التصريح الواضح والقاطع لرجل خبره ترامب وجنرالاته عندما دك بصواريخه اكبر قاعدة امريكية في العراق، انه قائد قوات الجوفضاء التابعة لحرس الثورة الاسلامية العميد امير علي حاجي زادة، والذي اعلن فيه ان ايران اليوم ليست ايران قبل ثلاثين عاما، فانها سوف لن تستهدف القوات الامريكية في غرب اسيا في نطاق 2000 كيلومتر فحسب، بل ستستهدف كل القطعات البحرية الامريكية في هذا النطاق ومنها حاملات الطائرات في اول منازلة، ولا نعتقد ان ترامب بحاجة ليختبر ارادة وصدق الرجل فقد خبره من قبل.

هناك دول تمتلك من القدرات العسكرية ما تمتلكه ايران واكثر، ولكن ما يميز ايران عنها هو وجود رجال يمتلكون ارادة المواجهة واستخدام القدرات العسكرية دون ادنى تردد ، ما دامت القوة المعادية تهدد مصالح ايران المشروعه وامنها القومي، ولا يهم بعد ان كانت هذه القوة امريكا او غيرها.

المصدر:العالم

القدس على طريق التحرير:
لم تكتف الثورة الإسلامية في إيران بتصفية المصالح الإسرائيلية داخل إيران وإلى الأبد، وإنما رفعت منذ اليوم الأول لانتصارها على الشاه شعار الجهاد لتحرير القدس وكامل التراب الفلسطيني وتمكنت من تحريك مناطق كثيرة قريبة من إسرائيل ومن القدس بانتفاضات تهدف إلى تحقيق هذا الشعار.

ولا غرو فقد أثار انتصار الثورة الإسلامية خوفاً حقيقياً لدى المجتمع الصهيوني وقادته، وعبّر إسحاق رابين عن هذا الخوف بقوله: "ينبغي الإسراع في معرفة كيفية إيقاف المد الثوري الذي يجتاح المنطقة بسبب انتصار ثورة إيران وسقوط الشاه، ويمكنني الآن القول إن عصر الفتوحات الإسرائيلية قد تقلص وربما ذهب مع الشاه، وإن عصر التراجعات والاضطرابات وثورات الداخل سيبدأ في المستقبل"!

وعلى هذا الأساس احتلت القدس مكاناً مميزاً في فكر الإمام الخامنئي؛ فهو يرى أن إسرائيل غير قادرة على البقاء في هذه الأرض المقدسة، وأن القدس تسير على طريق التحرير، وأن أنموذج انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان سوف يكون صالحاً للانطباق في فلسطين:
" قبل الصهاينة جاء الإفرنج لغزو القدس والتقدم في احتلال مساحات شاسعة من مصر وبلاد الشام وتحقق لهم الأمر وبعد مدة من الزمن استطاع المسلمون دحر الإفرنج وحرروا بيت المقدس من الوجود الصليبي.
وفي الوقت الحاضر استطاع عدة آلاف من المقاتلين اللبنانيين كبح جماح الغزو الصهيوني وشلّوا دور الجيش الصهيوني في البقاء في الأراضي المحتلة ودحروا جنرالاته ودحضوا المقولة بأنه جيش لا يقهر".

القدس جزء من الوطن الإسلامي الكبير:
لقد اعتبر السيد القائد أن تحرير القدس كما هو مسؤولية أهلها كذلك هو مسؤولية كل المسلمين بضمنهم الجمهورية الإسلامية، وأشار إلى العلاقة التاريخية التي تربط الثورة الإسلامية في إيران منذ البدء بقضية القدس.

"إن مسألة القدس هي مسألتنا القديمة، وقد قلنا مراراً إنها مسألتنا الاستراتيجية؛ فنحن لا نتكلم عن القدس في وقت ما من أجل مصلحتنا، فالقدس بالنسبة لنا مثل مدينة طهران ومشهد، إنها بيتنا، ولا ندعي ملكية القدس، ولا نسمح بأن يؤخذ هذا الكلام مستمسكاً على أن إيران تريد القدس، ويبدو أنه قد قيل في مؤتمر "فاس" إن إيران تريد الاستيلاء على القدس! هم إخوتنا وهم مسلمون، ومدينة القدس لأهل القدس، وهي مدينة إسلامية، وكما أننا نعتبر مدن أصفهان وشيراز وطهران ومشهد مدناً إسلامية، وعندما كانت بأيدي العدو، كنا نحاول إخراجها من سيطرته، كذلك بالنسبة لمدن فلسطين، والقدس وكل المدن الموجودة نشعر بأنها مدن إسلامية تقع تحت سيطرة أعداء الإسلام، ويجب أن تخرج من أيديهم وتعطى لأهلها"(1)

وقال: "الشعب الإيراني ـ كما كان دائماً ـ يرى نفسه إلى جانب المناضلين الفلسطينيين ويرى أن انتصاره ناقصٌ دون انتصار القضية الفلسطينية. والإمام الراحل العظيم منذ الأيام الأولى لنضاله في إيران وضع المسألة الفلسطينية على رأس قائمة اهتماماته، وكان يتابع هذا الموضوع طوال أيام النضال، وكذلك بعد انتصار الثورة"(2).

القضية ليست معاداة اليهود:
فليس أصل المسألة هو معاداة اليهود، فهم كما أنهم اليوم يعيشون بأمان في ظل الجمهورية الإسلامية كذلك سوف يستطيعون العيش بأمان في ظل الحكم الإسلامي للقدس فيقول حفظه الله:
"وطبعاً أهلها ليسوا كلهم من المسلمين، ولكن أكثرهم مسلمون، ويمكن أن يتعايش المسلمون والنصارى واليهود هناك، ونعتقد بأن على الدول الإسلامية أن تقوم بحركة جدية ضد العدو الصهيوني"(3)
لب الكلام كما تفضل به إمامنا الراحل (قدس سره) "يجب محو إسرائيل"؛ فإذا ارتضى يهود فلسطين الحكومة الإسلامية، يمكنهم العيش هناك، فالقضية ليست معاداة اليهود، وإنما القضية اغتصاب ديار المسلمين، ولو لم يخضع رؤساء وزعماء المسلمين لتأثير القوى العالمية، لكان بمقدورهم إنجاز هذه المهمة، لكنهم للأسف لم يفعلوا.

المحور الأساس هو المسجد الأقصى:‏
لقد اعتبر السيد القائد دائماً أن المسجد الأقصى يشكل محوراً ومركز المسلمين في فلسطين وخارجها، وهو الذي تدور حوله رحى المعارك والانتفاضات فيقول:
"المحور الأساس في الانتفاضة الثانية هو المسجد الأقصى، أي أن الشرارة التي فجرت غضب الشعب الفلسطيني هي تدنيس الصهاينة للأقصى.. والشعب الفلسطيني انطلق من إحساسه بالرسالة الخطيرة التي يحملها في حراسة واحد من أقدس الأماكن الدينية الإسلامية، ودخل الساحة بقوة وأضرم شعلة المقاومة في النضال ضد المحتلين الصهاينة"(4).

دعم الانتفاضة من أجل تحرير القدس مسؤولية إسلامية:
إن الالتزام الفكري بمجرده بقضية القدس ليس كافياً، بل لا بد من تجسيد ذلك في دعم حقيقي وتحمل مسؤولية ذلك مهما كان الثمن الذي سوف ندفعه غالياً، وفي هذا الإطار يقول الإمام الخامنئي:
"إن الكفاح والجهاد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سيكونان عاملين لتحقيق انتصار الثورة الفلسطينية وتحرير القدس الشريف وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني الاستيطاني".

ويقول:
"إن العدو المدجج بالأسلحة الفتاكة والمدعوم أميركياً على مختلف الصعد قد أنهك أمام الضربات لشباب حزب الله الذين يعتمدون قبل كل شي‏ء على سلاح الإيمان والتضحية. وإن الشعب اللبناني برهن على أن لديه قدرة المقاومة ومواجهة السياسات الاستعمارية ومخططات الأعداء، وإن الكيان الصهيوني أصبح يخشى القوى اللبنانية المؤمنة والمخلصة والمناضلة، ولذا فإنه يتطلب تقويتها في مواجهة المحتلين للقدس.

وإننا سنواصل الدفاع عن الطموحات الكبرى والحقة للفلسطينيين رغم الحملة الإعلامية المعادية التي تتعرض لها الجمهورية الإسلامية من قبل الاستكبار العالمي والصهيونية، ولن نخشى أحداً في موقفنا هذا. وإن الإيمان ومواصلة الكفاح وتعزيزه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يعتبران عاملين أساسيين لتحقيق انتصار الثورة الإسلامية الفلسطينية وتحرير القدس الشريف من براثن الصهيونية. وإن دعم الانتفاضة لن يتوقف عند حدود المساندة الأخلاقية والسياسية والمالية، بل يجب مساندة الفلسطينيين بشكل مباشر في جهادهم ضد الكيان الصهيوني".

(1) آراء القائد الإمام الخامنئي ص 278 - 179، دار الهادي.
(2) من الكلمة التي ألقاها حول المجزرة الوحشية في الحرم الإبراهيمي.
(3) آراء القائد الإمام الخامنئي 178 - 179، دار الهادي.
(4) من الخطبة التي ألقيت في المؤتمر العالمي لدعم الانتفاضة الفلسطينية.