emamian

emamian

تكرار عبارة "سنقتله" ثلاث مرات على لسان السيّد حسن يعكس التوكيد والجدّية، لكنّ الرسائل التي سبقت الخطاب وتلته توحي بتحوّلات كبيرة وخطيرة ربما تشهدها الأسابيع المقبلة.

في سياق الأحداث التي طبعت العام 2020 منذ بدايته، جاء الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله مفصلياً في رسائله وتوقيته. يكفي النظر إلى الصحافة الإسرائيلية لفهم أبعاد التطوّرات الحاصلة. 

منذ بداية العام الحالي تسارعت الأحداث. حدث ذلك منذ لحظة اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني. خرجت آلة الزمن عن السيطرة. هكذا على الأقل بدت الأمور. تدحرجت كرة الثلج في مرحلة بدأت تتمظهر فيها الاختلالات في موازين القوى على صعيد المنطقة والعالم.

ما كان يُنظر إليه على أنه مبالغة أو ضرب من ضروب الخيال، عرّته جائحة كورونا. بدت الإمبراطورية الأميركية مترنّحةً كملاكم لطالما احتفظ بالألقاب، ولا يريد أن يصدّق أن ضربته القاضية لم تعد فعّالة.

الأسبوع الماضي كان حافلاً بجملة من الرسائل الملتهبة، بلغت ذروتها مع السيد نصرالله. أكد أمين عام حزب الله أن "من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع، سيبقى سلاحنا في أيدينا، ونحن سنقتله، سنقتله، سنقتله". 

يحصل ذلك في مرحلة حافلة بحدث عالمي غامض عنوانه "كورونا". رواية "نهاية التاريخ" والانتصار النهائي للنموذج الأميركي لم تعد في نظر كثير من شعوب العالم اليوم قابلة للتصديق. في هذه المرحلة التي يتسيّد فيها البيت الأبيض تاجر تقضي مصلحته الاحتفاظ بقاعدته الانتخابية البيضاء، فإن مصلحته هذه تحديداً تمثّل، للمفارقة، أسافين تعمّق الصدوع في جدار الأمن القومي لبلاده. من مصادفات التاريخ أن مصالحه الانتخابية هذه معطوفة على مصالح إنجيلية عقائدية، تتقاطع مع مصالح أخرى في المنطقة. 

في الكيان الصهيوني، ينظر اليمين الإسرائيلي إلى دونالد ترامب باعتباره فرصة تاريخية قد لا تتكرر لتنفيذ مشاريعه الكبرى في تأبيد سيطرته على فلسطين عبر "صفقة القرن"، وإخضاع المنطقة والمقاومة عبر سلاح التجويع والحصار الاقتصادي.

يأتي خطاب السيّد نصرالله في هذه اللحظة الفارقة ليقلب الطاولة على هذه المشاريع، مستعيداً زمام المبادرة بتوقيت المقاومة. إنه خطاب بنسخة متقدمة عن خطاب "بيت العنكبوت"، وكأنه يقول إن المعركة انتهت، ملوّحاً بمعادلته الخاصة "المهمة والخطيرة"، على حد توصيفه، والتي لم يكشف عنها، فهل تكون معادلة الانتقال من الدفاع الاستراتيجي إلى الهجوم الاستراتيجي؟

في خضم هذه التطورات، تبدو كأن الكوابح السابقة كأنها لم تعد كافية لإيقاف مسار التصادم بين مشروعين؛ من جهة "صفقة القرن"، ومن جهة ثانية توأمه "قانون قيصر"، الذي يرى فيه إيليا مغناير، الصحافي والخبير الإسرائيلي في شؤون حزب الله وسوريا أنه مشروع إسرائيلي أكثر من كونه مشروعاً أميركياً، مقابل مشروع التحرّر الذي يمثّله محور المقاومة.

لم يعد خافياً أن حرب التجويع الجديدة تهدف إلى تكبيل أيدي سوريا ولبنان بأزمات داخليّة معيشيّة خانقة، تمنعها من مدّ يد العون إلى انتفاضة فلسطينيّة محتملة إذا جرت عمليات الضم. بالتوازي، ثمة حرب نفسية وحراك أممي يقوده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. الأخير أعلن عبر تقريره التمهيدي حول دور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، نيّة التوجّه إلى فرض "تعديلات" جديدة على دور تلك القوات ومهامها، بما يعني الاتجاه إلى مرحلة مختلفة وخطيرة تجاه حزب الله.

تكتسب هذه التطورات أهمية في ضوء الرسائل المصوّرة التي لم يجد الإعلام الإسرائيلي صعوبة في فكّ شيفراتها. أبرز هذه الرسائل فيديو عَنونه الإعلام الحربي بـ"أنجز الأمر"، تضمَّن مشاهد عن إحداثياتٍ لمواقع مهمةٍ للاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

صحيفة "جيروزاليم بوست" استعادت قبل أيام عمليات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى التي نفّذها الحرس الثوري في السنوات الماضية، وطالت أهدافاً في سوريا والعراق، وصولاً إلى استهداف قاعدة "عين الأسد" مطلع العام الحالي. 

مركز "بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية" استعاد الضربة الأخيرة عبر دراسة خلصت إلى أن "القوة الجوية الأميركية التي كانت متموضعة في القاعدة كانت عاجزة أمام صلية الصواريخ". بعبارة بسيطة: "إيران حققت في هذه الحالة تفوقاً جوياً، من خلال صواريخ دقيقة، ومن دون استخدام طائرات"، كما تقول الدراسة التي تفترض سيناريو مشابهاً سوف يتكرر في أي مواجهة محتملة مع حزب الله.

تلاحقت المقاطع المصورة والتصريحات والرسائل النارية على إثر ذلك. تطلق القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني خلال مناورات في منطقة شمال المحيط الهندي وبحر عمان صواريخ كروز البحرية قصيرة وبعيدة المدى. صرّح أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أن قمر "نور" العسكري الإيراني يرسل يومياً صوراً دقيقة من فوق الأراضي الأميركية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعلن أن الطائرات الإيرانية المسيرة كانت تحلّق فوق السفن الأميركية خلال توجه الناقلات النفطية الإيرانية إلى فنزويلا. 

في اليوم التالي، أعلن قائد القوات البحرية في حرس الثورة الإيرانية أن بلاده تتطلع إلى إنشاء قاعدة دائمة في المحيط الهندي، وأنها ستفعل ذلك هذا العام.

يستهدف اليمن السعودية بثلاثة صواريخ بالستية، ويعلن وزير السياحة في حكومة صنعاء أن هذه الصواريخ التي أصابت مناطق استراتيجية وعسكرية هي "رسالة إلى تل أبيب وواشنطن"، لا إلى السعودية وحدها.

ليس أمراً عادياً أن يعمد محور المقاومة إلى بث هذه الكمية من الرسائل تجاه "إسرائيل" خلال فترة زمنية وجيزة. يُترجم هذا الأمر التوكيد في عبارة "سنقتله" التي كررها السيد نصرالله ثلاث مرات. رسائل تقول إن المقاومة قادرة وستفعل إن لزم الأمر، وإن معادلة الكمّاشة التي يريد الإسرائيلي أن يفرضها بين داخل فلسطين وبين سوريا ولبنان، ستنقلب عليه قريباً إذا أصرّ عليها.

أكثر من فهم خطورة هذا الوضع النائب السابق لمستشار ​الأمن​ القومي الإسرائيلي تشاك فرايليك. نبّه إلى أنّ قرار ضمّ أجزاء من الضفة سيُفضي حتماً إلى اندلاع حرب مع "إسرائيل" على ثلاث جبهات مجتمعة، قبل أن يشدّد موقع "والاه" منذ أكثر من أسبوع على ضرورة الحذر من أنّ الوضع في غزّة سيكون "قابلاً جداً للانفجار".

الخميس, 25 حزيران/يونيو 2020 05:11

القيادة السياسية من منظار إسلامي

إذا ألقينا نظرة فاحصة على النصوص الإسلامية نجد أن الإسلام - في الوقت الذي يرى فيه أن أعلى درجات الإمامة أو القيادة ضرورية لكمال الإنسان والمجتمع البشري - يؤكد ضرورة القيادة السياسية على نحو مطلق في الظروف التي لا تتمهد فيها الأرضية للقيادة السياسية المطلوبة.

 

وبعبارة أخرى: مع أن الإسلام فرض على الجميع أن يهيئوا الأجواء المناسبة للقيادة الكفوءة والحكومة الصالحة بيد أنه لا يلغي ضرورة القيادة السياسية للمجتمع مهما كانت الأحوال، ولا يسمح للمسلمين أن يعيشوا حالة الفوضى، أو أن لا يشعروا بالمسؤولية حيال إقامة الحكومة وتكوين القيادة السياسية.

 

ضرورة القيادة السياسية

وإنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر...([1]). هذه هي كلمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في جواب المارقين المنحرفين، عندما كانوا يزعقون بشعارهم المعروف: " لا حكم إلا لله" الذي يستند إلى الآية القرآنية الكريمة: (إن الحكم إلا لله)([2])

 

 في ضوء الآيات التي تجعل الحكم حقا خاصا لله، أو تقصد الحكم التكويني - أي: إن الله يخلق في العالم كل ما يريد، وليس لأحد أو شئ أن يحول دون إرادته (يفعل الله ما يشاء) ([3]) و (يحكم ما يريد) ([4]) - أو تريد الحكم التشريعي...

 

نلاحظ أن التشريع والأمر إنما هو لذاته المقدسة وحده، ولا ينبغي لأحد أن يشرع قانونا في مقابل قانونه. ولا يحق لأحد - غير ذات الحق المقدسة - أن يصدر أمرا للآخرين.

 

ومن البديهي أن القوانين الحكومية المدونة على أساس حكم الله تكسب شرعيتها واعتبارها من القوانين الإلهية الكلية، وأن حكم القائد أو الإمام الذي فرض الله طاعته هو حكم الله نفسه.

 

وكان المارقون قد خالفوا أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفين بعد مكيدة التحكيم، بسبب غرورهم وجمودهم الفكري وجهلهم وفتن العدو المدروسة.

 

ثم أصبحوا - تدريجا - جماعة منظمة، وكيانا مناوئا متطرفا قويا ناهض حكومة الإمام (عليه السلام)، ورفعوا شعار "لا حكم إلا لله" ليسجلوا بزعمهم مؤاخذة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وقيادته، وشعارهم المذكور ذو جذر قرآني، لذلك لم يسع أحد إنكاره.

 

وعرض الإمام (عليه السلام) في سياق تأييده للشعار نقاطا مهمة حول الحكومة والقيادة السياسية من منظور الإسلام، وأبدى تقويما للشعارات المفرطة المتطرفة المطالبة بالحق في ظاهرها، المطروحة من قبل المتظاهرين بالروح الثورية في المجتمع، قال (عليه السلام): كلمة حق يراد بها باطل، نعم إنه لا حكم إلا لله، ولكن هؤلاء يقولون: لا إمرة إلا لله، وإنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفئ، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي، حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر"([5])

 

وكان الإمام (عليه السلام) ذات يوم جالسا مع جماعة في المسجد، فدخل أحد الخوارج وصاح: لا حكم إلا لله، فقلق الحاضرون، وانتظروا ليروا ماذا يفعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولعل فيهم من ظن أن الإمام سيغضب ويعامل الرجل بعنف.

 

بيد أنهم رأوه قد أعاد بطمأنينة الشعار نفسه وعضده بآية قرآنية كريمة يؤكد فيها الله تعالى لنبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن وعده تعالى في مقابلة أعداء الإسلام حق، وأن على النبي أن لا يستسلم لأذاهم، وأن لا يتضعضع وقاره وثباته في مواجهتهم.

(فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)([6]). ثم التفت (عليه السلام) إلى الناس وقال: " فما تدرون ما يقول هؤلاء؟ يقولون: لا إمارة. أيها الناس، إنه لا يصلحكم إلا أمير بر أو فاجر ".

 

وكان غريبا جدا على الناس أن يسمعوا عليا (عليه السلام) يذكر بحاجة المجتمع إلى القائد مطلقا حتى لو كان فاجرا، لذلك سألوه مندهشين: "هذا البر قد عرفناه، فما بال الفاجر؟!". فقال (عليه السلام): "يعمل المؤمن، ويملى للفاجر، ويبلغ الله الأجل، وتؤمن سبلكم، وتقوم أسواقكم، ويقسم فيئكم، ويجاهد عدوكم، ويؤخذ للضعيف من القوي"([7])نلاحظ أن الإمام (عليه السلام) يعلم أتباعه في هذا الكلام النفيس المهم عددا من القضايا.

 

القيادة في الإسلام - محمد الريشهري

 

([1]) نهج البلاغة : الخطبة 40

([2]) الأنعام : 57 ، يوسف : 40 و 67 ، وتدل آيات أخرى على هذا المعنى أيضا .

([3]) إبراهيم : 27 .

([4]) المائدة : 1

([5]) نهج البلاغة : الخطبة 40 .

([6]) الروم : 60 .

([7]) المصنف لابن أبي شيبة : 8 / 741 / 51 .

الابتهال إلى اللّه وطلب الخير منه أو طلب دفع الشرِّ ومغفرة الذنوب أمر مرغوب، يقوم به الاِنسان تارة بنفسه، وأُخرى يتوصل إليه بدعاء الغير.

 

واستجابة الدعاء رهن خرق الحجب والوصول إليه سبحانه، حتى يكون الدعاء مصداقاً لقوله سبحانه: (أُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ)([1]) وليس كل دعاء مستجاباً وصاعداً إليه سبحانه، فإنّ لاستجابة الدعاء شروطاً مختلفة قلّما تجتمع في دعاء الاِنسان العادي.

نعم هناك أُناس مطهرون من الذنوب يكون دعائهم صاعداً إلى اللّه سبحانه ومستجاباً قطعاً ولذلك حثَّ سبحانه المسلمين على التشرّف بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطلب الاستغفار منه، قال سبحانه: (وَلَو انّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أنفسهُمْ جاءُوكَ فاستغْفروا اللّه وَاسْتَغْفر لَهُمُ الرَّسُول لَوَجدوا اللّه تَوّاباً رَحيماً)([2]).

 

وقال سبحانه: (وَإِذا قيلَ لَهُمْ تَعالَوا يَسْتَغْفِر لَكُمْ رَسُول اللّه لَوّوا رُوَوسهُمْ وَرأيتهم يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ)([3]).

 

ولذلك طلب أبناء يعقوب أباهم أن يستغفر في حقّهم (قالُوا يا أَبانا استَغْفِر لَنا ذُنُوبنا إنّاكُنّا خاطِئين)([4]).

 

ويظهر ممّا جرى بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووفد نجران من المحاجَّة والمباهلة ان ّأهل البيت إذ أمَّنوا لدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) يُستجاب دعاءه، فقد وفد نصارى نجران على الرسول وطلبوا منه المحاجَّة، فحاجَّهم الرسول ص ببرهان عقلي تشير إليه الآية المباركة: (إِنَّ مَثل عيسى عِنْدَاللّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍثُمَّ قال لَهُ كُنْ فَيَكُون)([5]).

 

فقد قارعهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا البيان البليغ الذي لا يرتاب فيه ذو مرية، حيث كان نصارى نجران يحتجون ببنوة المسيح بولادته بلا أب فوافاهم الجواب: «بأنّ مثل المسيح كمثل آدم، إذ لم يكن للثاني أب ولا أُمّ مع أنّه لم يكن إبناً للّه سبحانه» وأولى منه أن لا يكون المسيح إبناً له.

 

ولمّا أُفحموا في المحاجة التجأوا إلى المباهلة والملاعنة، وهي وإن كانت دائرة بين الرسول (صلى الله عليه وآله) ورجال النصارى، لكن عمَّت الدعوة للأبناء والنساء، ليكون أولى على اطمئنان الداعي بصدق دعوته وكونه على الحقّ وذلك لما أودع اللّه سبحانه في قلب الاِنسان من محبة الاَولاد والشفقة عليهم، فتراه يقيهم بنفسه ويركب الاَهوال والاِخطار دونهم، ولذلك قدَّم سبحانه في الآية المباركة الاَبناء على النساء، وقال: (فَمَنْ حاجّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءُكُمْ وَنساءَنا ونساءكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنُفسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَل لَعْنَة اللّه عَلى الكاذِبين).

 

وحيث إنّه سبحانه أتى بلفظ الاَبناء بصيغة الجمع يعرب عن أنّ طرف الدعوى لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) وحده بل أبناءه ونساءه، ولذلك عدَّدتهم الآية نفس النبي ونساء النبي وأبناءه من بين رجال الاَمة ونسائهم وأبنائهم .

 

ثمّ إنّ المفسرين قد ساقوا قصة المباهلة بشكل مبسوط منهم صاحب الكشاف، قال: لما دعاهم إلى المباهلة، قالوا: حتى نرجع وننظر، فلّما تخالوا .

 

قالوا للعاقب، وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: واللّه لقد عرفتم يا معشر النصارى ان ّمحمّداً نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، واللّه ما باهل قوم نبياً قط، فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكنّ، فإن أبيتم إلا اِلف دينكم والاِقامة على ما أنتم عليه، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم.

 

فأتوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد غدا محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه، وعليّ خلفها، وهو يقول: «إذا أنا دعوت فأمَّنوا«.

 

فقال أُسقف نجران: يا معشر النصارى! إنّي لأرى وجوهاً لو شاء اللّه أن يُزيل جبلاً من مكانه لاَزاله بها فلا تباهلوا فتُهلكوا، ولا يبقى على وجه الاَرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرّك على دينك، ونثبت على ديننا. قال: «فإذا أبيتم المباهلة، فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم«

 

فأبوا، قال: «فانّي أُناجزكم»، فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا، ولا تخيفنا، ولا تردُّنا عن ديننا، على أن نوَدي إليك كلّ عام ألفي حلّة، ألف في صفر، وألف في رجب، وثلاثين درعاً عادية من حديد، فصالحهم على ذلك.

وقال: «والذي نفسي بيده انّ الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل اللّه نجران وأهله حتى الطير على روَوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا«.

 

وعن عائشة: انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة ،ثمّ علي، ثمّ قال: (إنّما يريداللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)([6]).

 

الشاهد على استجابة دعائهم أمران:

أ: قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أنا دعوت فأمّنوا، فكان دعاء النبي يصعد بتأمينهم، وأيُّ مقام أعلى وأنبل من أن يكون دعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صاعداً بفضل دعائهم.

 

ب: قول أُسقف نجران: «انّي لاَرى وجوهاً لوشاء اللّه أن يزيل جبلاً من مكانه لاَزاله بها» والضمير يرجع إلى الوجوه، أي لازاله بدعائهم أو لاَزاله بالقسم على اللّه بهم، وقد أيَّد القول الثاني ابن البطريق في «العمدة» حيث قال: المباهلة بهم تصدق دعوى النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقد صار إبطال محاجَّة أهل نجران في القرآن الكريم بالقسم على اللّه بهم([7]).

 

وقد تركت مباهلة النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته أثراً بالغاً في نفوس المسلمين، يشهد بها ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما يمنعك أن تسبَّ أبا تراب؟

فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فلن أسبَّه، لاَن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم.

 

سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول اللّه، خلّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي؟

 

وسمعته يوم خيبر، يقول: لأعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله .

 

قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليّاً، فأُتي به أرمد العين، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح اللّه على يديه.

 

ولما نزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول اللّه عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: اللّهم هوَلاء أهل بيتي([8]).

 

أهل البيت سماتهم وحقوقهم في القرآن الكريم، تأليف : سماحة العلامة المحقّق الشيخ جعفر السبحاني

 

([1]) غافر: 60

([2]) آل عمران: 65.

([3]) المنافقون: 5.

([4]) يوسف: 97.

([5]) آل عمران: 59.

([6]) الزمخشري: الكشاف: 1|326ـ 327، ط عام 1367هـ.

([7]) العمدة: 243.

([8]) صحيح مسلم: 7|120، باب فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

في تغيير وزاري محدود، الجزائر تعين وزيرين جديدين للطاقة والمالية في أعقاب هبوط كبير في الإيرادات للبلد المنتج للنفط والغاز، يفاقم سنوات من العجز في الميزانية.

عيّنت الجزائر وزيرين جديدين للطاقة والمالية في تغيير وزاري محدود، أمس الثلاثاء، في أعقاب هبوط كبير في الإيرادات للبلد المنتج للنفط والغاز يفاقم سنوات من العجز في الميزانية.

وقال التلفزيون الجزائري إن عبد المجيد عطار، وهو رئيس تنفيذي سابق لشركة سوناطراك المملوكة للدولة، هو وزير الطاقة الجديد بينما أصبح محافظ البنك المركزي أيمن بن عبد الرحمن وزيراً للمالية.

ويأتي التغيير الوزاري الجزئي بعد ستة أشهر فقط من تشكيل الحكومة الجديدة.

وبعد أن عانت لسنوات من انخفاض في الإيرادات بسبب هبوط أسعار النفط وارتفاع الاستهلاك المحلي والمزيد من المنافسة لصادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، تتضرر الجزائر الآن من هبوط جديد في سوق الطاقة ناجم عن جائحة فيروس كورونا.

كما أقرت البلاد العام الماضي قوانين لمحاولة اجتذاب المزيد من الاستثمار إلى قطاع الطاقة من أجل وقف هبوط في الطاقة الإنتاجية في حقولها المتقادمة، وتشجيع المزيد من المشاركة الأجنبية في قطاعات أخرى بالاقتصاد.

هذا واستهلكت الجزائر أكثر من نصف احتياطياتها من النقد الأجنبي منذ عام 2014 لكنها ما زال لديها دين عام صغير جداً.

الکاتب:عمر معربونی

تأتي العقوبات الأميركية هذه المرة في ظروف مختلفة عن المراحل السابقة، إذ تعيش المنطقة مرحلة التحولات الكبرى والمتغيرات الكبيرة في موازين القوى.

على الرغم من هول الحملة الإعلامية والنفسية المواكبة للإعلان عن بدء تنفيذ قانون "قيصر"، فإنَّ هذا الترهيب قد يكون مفتاح انقلاب كبير في قواعد الصّراع، لا قواعد الاشتباك فحسب، وهو أمر قد يضع كيان الاحتلال على فالق زلزال الزوال، وقد يكون مفتاح تسوية كبيرة ليس هناك ما يشير إلى إمكانية حصولها، لعدم توفُّر المعطيات والشروط التي تدفع الأمور بهذا الاتجاه، بل على العكس تماماً، فكلّ المعطيات تُشير إلى ارتفاع منسوب التوتر، سواء على مستوى الإدارة الأميركية أو كيان الاحتلال، وخصوصاً أنّنا على مشارف الدخول في محطّتين مفصليتين تتمثّلان بالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة ومغامرة ضمّ الضفّة والأغوار.

إنَّ الإدارة الأميركية خلال حكم ترامب تخلّت نهائياً عن الألاعيب الديبلوماسية، ووضعت حلفاءها قبل أعدائها في دائرة الاستهداف، وحشرت الجميع كرمى لعيون كيان الاحتلال، فالسلطة الفلسطينية ليست قادرة على ابتلاع الإحراج الذي تعانيه، ولم يترك لها ترامب والصهاينة إلا الذهاب نحو التخلي عن مضامين اتفاق أوسلو وملحقاته، وإعلان نفسها دولة تحت الاحتلال، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الملك الأردني الذي لا يستطيع تجاوز خطوة ضمّ الأغوار، إذ بدأ بالتلويح بوقف العمل باتفاقية وادي عربة، لإدراكه أنّ عملية الضمّ هي الخطوة الأولى التي ستكون مستقبلاً مقدّمة نهاية المملكة الأردنية، مع خطورة ذلك على بقاء المملكة وتحوّلها إلى وطن بديل للفلسطينيين.

بالنسبة إلى قانون "قيصر"، فإن أهدافه تبدو واضحة ومعلنة، فالأميركي لا يُخفي شيئاً، ويجاهر بمناورة مكشوفة تعتمد قاعدة العصا والجزرة، لجهة إعلانه أنّه لا يريد تغيير النظام في سوريا، بل تغيير سلوكه، وهي عبارة باتت ممجوجة، لا بل غبية، لا تتناسب مع سلوك النظام الأميركي نفسه من مغامراته في كوريا وفييتنام إلى يومنا هذا، فالذين وضعوا القانون تقصّدوا تضمينه هوامش مدّ يد "إيجابية" مشروطة بالتراجع عن تنفيذ العقوبات، إذا ما استجابت سوريا للإملاءات الأميركية، وهو ما يدلّ على تكرار سوء تقدير الموقف لدى الأميركي الذي يجترّ إملاءاته منذ الثمانينيات وحتى اللحظة، من دون أن تؤدي عقوباته إلى حصول تبدل في الموقف السوري، مع ضرورة توضيح مسألة بغاية الأهمية، وهي أن العقوبات الأميركية تزامنت وتتزامن دائماً مع دخول سوريا المواجهة تلو المواجهة مع الجماعات الإسلاموية المتشددة "الإخوانية والسلفية والوهابية"، لا بل دخول أميركا على خط الدعم المباشر لهذه الجماعات الإرهابية منذ الثمانينيات وحتى يومنا هذا، واعتماد هذه الجماعات كأدوات تدمير وتطويع معاً، مع الاعتراف بأن أميركا استطاعت أن تُلحق بسوريا خراباً ودماراً كبيرين في البنيتين الاقتصادية والمالية.

وفي مقاربة سريعة لاعتماد الإدارة الأميركية سلاح العقوبات، من الواضح أنّ الأمر لا يقتصر على أعداء أميركا، بل يشمل حلفاءها أيضاً، سواء بما يرتبط بتركيا أو حتى بالأوروبيين الذين يقعون دوماً في شباك التّهديدات الأميركيّة.

تأتي العقوبات الأميركية هذه المرة في ظروف مختلفة عن المراحل السابقة، إذ تعيش المنطقة مرحلة التحولات الكبرى والمتغيرات الكبيرة في موازين القوى، بحيث بات واقعياً القول إنّ استمرار الهيمنة الأميركية لم يعد قدراً محتوماً، وإنّ الواقعية تفرض التحدث عما بقي من تأثير أميركي، وخصوصاً في الميدان العسكري، مع ضرورة الإشارة إلى قاعدة أساسية من قواعد الصراع، وهي، في رأيي، المدخل الأهم لتوصيف الوضع الحالي، وأعني بها اضطرار الإدارة الأميركية إلى تغيير آليات المواجهة، من الضغوط السياسية عبر العزل في الثمانينيات والتسعينيات، والانتقال في العقدين الأخيرين إلى الإخضاع بالجيوش، ومن ثم الانتقال إلى استعمال الجماعات الإرهابية للتدمير والتفتيت من الداخل، ومن ثم العودة إلى استخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح رئيسي بعد فشل الآليات السابقة، وهذا يعني في العنوان العريض أنّه عندما تُجبر قوى المقاومة في المنطقة الأميركيين على تغيير آلياتهم، فهذا يعني أنهم في حالة تراجع يقابلها تقدم كبير لقوى المقاومة.

وهنا، أودّ أن أعطي أمثلة واقعية وسريعة لمسار الصراع في المنطقة من اليمن الذي دخل السنة الخامسة للصراع، ولم تستطع فيه أميركا وقوى التحالف السعودي أن تحقق أهدافها، لا بل انتقلت المواجهة هناك إلى مرحلة الضربات الاستراتيجية للعمق السعودي والإماراتي، والتي تستهدف المنشآت العسكرية والاقتصادية على السواء، مع تقدم ملحوظ في دخول قوى المقاومة اليمنية مرحلة تطويع الجغرافيا الحيوية واستعادة السيطرة عليها.

في العراق، تبدو الأمور مختلفة عما أراد لها الأميركيّ أن تكون، فلم تستطع أميركا أن تحول هذا البلد، ورغم الانقسام الكبير، إلى قاعدة ارتكاز وانطلاق ثابتة، وباتت فيه موازين القوى متقاربة لناحية السيطرة والنفوذ بين قوى مقاومة للوجود الأميركي وقوى مناهضة له، وهو أمر يندرج، رغم هذا الانقسام، ضمن البعد الإيجابي المرتبط بالتحولات.

في سوريا، وهي المستهدف الرئيسي بقانون "قيصر"، يمكننا التفصيل أكثر في شكل ومضمون الآليات التي أُجبر الأميركي على اعتمادها، ويمكن اختصارها بالمراحل التالية: 

1- اعتمدت أميركا في بداية الهجمة تطبيقاً موسّعاً وميدانياً للبروفات التي حصلت في تونس وليبيا ومصر، واعتمدت أكثر على النموذج الليبي، حيث تمّ اعتماد المناطق الحدودية في درعا (الجنوب)، وتل كلخ والزبداني (الحدود الشرقية والشمالية مع لبنان)، وجسر الشغور وأرياف حلب (الحدود مع تركيا)، ودير الزور والبوكمال (الحدود مع العراق)، والانتقال تدريجياً إلى القلب (حمص)، كبؤر مواجهة مع الدولة، تمثلت بالتظاهرات والاحتجاجات التي رفعت فيها شعارات معادية للمقاومة منذ اللحظة الأولى، وهو الأمر الذي نقل الأمور سريعاً إلى العمل العسكري.

2- انتقال الأميركيين سريعاً إلى تنفيذ مضامين الخطة التي سمّيت بـ"الخطة الرابعة"، وتقضي بربط القلمون بحرمون، وهو الشريط الذي اعتقد الأميركي أنّه بالسيطرة عليه يمكن إسقاط دمشق (قلب الدولة السياسي) وحمص (قلب الدولة الجغرافي)، وهو ما انتهى باستعادة الدولة السورية السيطرة عليه سريعاً، وأسس لكل المعارك اللاحقة، وصولاً إلى المرحلة الحالية، بعد انتقال الأميركي إلى "خطة القوس والطوق" من سفوح جبل حرمون، مروراً بدرعا والحدود الشرقية مع الأردن عبر معبر التنف، وصولاً إلى كامل الحدود مع العراق، لتحقيق عزل سوريا عن العراق، ومنع تشكّل خط الإمداد الاستراتيجي من طهران إلى لبنان، وهو الخط الذي لا تزال أميركا تطمح إلى تقطيعه الآن عبر الضغوط الاقتصادية.

أما في لبنان وغزّة، ورغم أنَّ الجبهة فيهما تشهد حالة استقرار ميداني، فإنها باتت الجبهة الأكثر خطراً على الكيان الصهيوني، رغم تشابه الوضعين اللبناني والفلسطيني لناحية الانقسام مع الوضع العراقي.

لا شكَّ في أنَّ اللافت في الردود كان ما أدلى به السيد حسن نصرالله في خطابه الأخطر والأهم، والذي بيّن فيه معادلة هي الأخطر، حيث لمّح ولم يوضح، وترك الأمر خاضعاً لمئات التحليلات الصديقة والمعادية، رغم وضوح العنوان، ورسم معادلة قلب قواعد الصراع، وليس مجرد التغيير في قواعد الاشتباك، عندما قال: "لن نسلّم سلاحنا، ولن نجوع، ولن نسمح بأن تقتلنا، لا بالسّلاح ولا بالجوع، لا بل نحن سنقتلك"، وردَّدها 3 مرات.

وإن كنا على معرفة مع غيرنا بما سيشكله القانون الأميركي من ضرر، إلا أنه فتح الأبواب على مصاريعها لتكوين جبهة مواجهة اقتصادية قد تتشكَّل ملامحها في لبنان، عبر اعتماد الحكومة خططاً للاتجاه شرقاً بعد وصول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي إلى طريق مسدود، وهو ما بدأت تظهر ملامحه، بموازاة تفعيل استثنائي لبنى الإنتاج في سوريا، ومضاعفة حجم المساعدات الروسية والإيرانية، ما يعني أن قانون "قيصر" يمكن أن يتحول إلى سلاح مضاد على واضعيه، إذا ما أحسنت قوى المقاومة الاستثمار في الانتصارات العسكرية الكبيرة، وتحويل التهديدات إلى فرص ستكون بداية التملّص من الهيمنة الأميركية في المنطقة كلّها.

عاد المصلون إلى مساجد مكة المكرمة بعد انقطاع 90 يوما كإجراء احترازي مع تفشي فيروس كورونا المستجد، كما رفعت إسبانيا أخيرا حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها، في وقت وصل فيه عدد المصابين بالفيروس حول العالم إلى أكثر من 8.81 ملايين شخص.

فقد استقبلت جوامع ومساجد العاصمة المقدسة في السعودية المصلين اليوم الأحد، وسط أجواء احترازية ووقائية صحية.

وكانت وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة أعلنت الجمعة أن 1560 مسجدا وجامعا في مكة المكرمة، استعدت لاستقبال المصلين بعد انقطاع 90 يوما بسبب فيروس كورونا المستجد.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن المساجد فتحت أبوابها ابتداء من صلاة فجر هذا اليوم، حيث تم تطبيق الاحترازات والاشتراطات ‏التي تضمنت ضرورة تطبيق ‏التباعد بين المصلين لمسافة مترين، ولزوم لبس الكمامة وإحضار سجادة مع كل مصلٍّ، إضافة إلى فتح النوافذ والأبواب في حال إقامة الصلاة، إضافة لوضع الملصقات عند الأبواب للعمل بالأنظمة والاشتراطات والبروتوكولات الصحية الواردة من وزارة الصحة.

ويأتي القرار قبل أسابيع من موسم الحج السنوي إلى مكة المكرمة. وتُواجه السعودية للمرة الأولى في التاريخ الحديث، خيارا صعبا بين احتمال تقليص أو إلغاء الحج الذي يُقام في أواخر يوليو/تموز.

وخارج مكة، فُتحت المساجد نهاية مايو/أيار، وسجلت السعودية -الأكثر تضررا بين دول الخليج- أكثر من 150 ألف إصابة بالفيروس، بينها نحو 1200 وفاة.

الإسبان سيتمكنون من السفر داخل بلادهم التي ستبدأ في استقبال السياح أيضا بعد 14 أسبوعا من الطوارئ (رويترز)

عودة الحياة لإسبانيا

ورفعت إسبانيا أخيرا -اليوم الأحد- حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها للحد من واحدة من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في أوروبا.

وسجلت البلاد أكثر من 28 ألف وفاة من بين أكثر من 245 ألف إصابة.

وبعد 14 أسبوعا في المنزل، سيتمكن المواطنون الإسبان من السفر في جميع أنحاء البلاد خارج المقاطعة التي يعيشون فيها.

واعتبارا من اليوم الأحد، يمكن للسائحين من دول شنغن دخول البلاد، مع السماح للمسافرين من أي مكان آخر بالعودة اعتبارا من مطلع يوليو/تموز. وتعتبر هذه خطوة رئيسية لإسبانيا، حيث تعد السياحة قطاعا اقتصاديا رئيسيا فيها، وتشكل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي.

وبموجب "الوضع الطبيعي الجديد" للبلاد، لا تزال هناك بعض القيود وتختلف بحسب المنطقة اعتمادا على الظروف المحلية.

وعلى الصعيد الوطني، لا تزال معظم المدارس مغلقة، ومن المقرر أن يبدأ التدريس في الفصول الدراسية مرة أخرى في سبتمبر/أيلول.

ويجب ارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام والطائرات والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن العامة المغلقة في جميع أنحاء البلاد، ويمكن تغريم أي شخص يخالف هذه القواعد بما يصل إلى 100 يورو (111 دولارا).

وفي السياق، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزالس أن بلادها ستسمح -اعتبارا من اليوم الأحد- بدخول المواطنين البريطانيين، من دون أن تفرض عليهم حجرا صحيا.

وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت سابقا أنها ستفرض حجرا صحيا لمدة أسبوعين على البريطانيين حال وصولهم إلى أراضيها، وذلك في إطار المعاملة بالمثل، إذ تفرض المملكة المتحدة حجرا صحيا على الوافدين الأجانب.

ويمثّل البريطانيون تقليديا أكبر نسبة من السياح في إسبانيا، ويقيم أكثر من 250 ألف بريطاني طوال العام في إسبانيا، بينما يملك عشرات آلاف آخرون منازل في هذا البلد يقيمون فيها بصورة متقطعة.

وأوضحت الوزيرة أن الحكومة اتخذت هذا الإجراء "احتراما لـ400 ألف مواطن بريطاني لديهم منازل ثانوية في إسبانيا ويريدون الاستفادة منها".

وقالت إنها تأمل في أن تتعامل لندن بالمثل في هذه المسألة، إذ يقيم نحو 150 ألف إسباني في بريطانيا.

تحقيق وطوارئ

في المقابل، أعلن القضاء البرتغالي فتح تحقيق حول بؤرة جديدة لفيروس كورونا المستجد.

وقالت النيابة العامة في فارو (جنوب) -في بيان- إنها ستحقق في "الظروف المحيطة بحفل عيد ميلاد" جرى ليلة 8 يونيو/حزيران في بلدية لاغوس.

وشارك في هذه المناسبة "عشرات الأشخاص، وهي مصدر بؤرة لعدوى كوفيد-19″، وفق النيابة العامة التي أشارت إلى إمكانية حصول جريمة تتمثّل في "نشر المرض". وأدت البؤرة إلى نحو مئة إصابة جديدة.

بدورها، قالت وزيرة الصحة مارتا تيميدو إن "من يعتقدون أن بإمكانهم استئناف حياتهم العادية مخطئون".

وفي أستراليا، مددت ولاية فيكتوريا حالة الطوارئ 4 أسابيع أخرى اليوم الأحد، على أن تنتهي في 19 يوليو/تموز، بينما تكافح الولاية ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا وزيادة في حالات العدوى المحلية.

وتأتي الخطوة بعد يوم من إعلان الولاية -وهي ثاني أكبر ولايات أستراليا من حيث عدد السكان- إعادة فرض القيود التي تقصر عدد الزوار في المنازل على 5 أشخاص، وتحظر تجمع أكثر من 10 أشخاص في الخارج اعتبارا من يوم الاثنين. وكان قد تقرر تخفيف هذه القيود في الأول من يونيو/حزيران للسماح بوجود 20 شخصا في المنازل والتجمعات العامة.

أكثر من 8.81 ملايين إصابة بكورونا حول العالم (رويترز)

أرقام كورونا

وأشار إحصاء لوكالة رويترز إلى أن أكثر من 8.81 ملايين شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، كما أن نحو 463 ألفا توفوا جراءه.

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى الحالات في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة نحو مليونين و264 إصابة، من بينها 119 ألفا و630 وفاة.

وجاءت البرازيل في المركز الثاني مسجلة نحو مليون و67 ألف إصابة من بينها 50 ألف وفاة، كما جاءت روسيا في المركز الثالث مسجلة نحو 577 ألف إصابة من بينها 8 آلاف وفاة.

وفي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تخطّى عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد عتبة المليونين، نصفهم في البرازيل.

أما المكسيك -التي سجّلت فيها أكثر من 170 ألف إصابة (بينها أكثر من 20 ألف وفاة)- فهي ثاني دولة في أميركا اللاتينية من حيث أعداد المصابين بالفيروس، وقد أخّرت السلطات في مكسيكو سيتي لأسبوع استئناف الأنشطة الاقتصادية بعدما كان ذلك مقررا الاثنين.

وسجل بر الصين الرئيسي اليوم الأحد 26 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا. وقالت لجنة الصحة الوطنية -في بيان- إن من بين الإصابات الجديدة 22 حالة في بكين، وهو نفس العدد الذي تم تسجيله قبل يوم.

وسجلت المدينة أول حالة في أحدث موجة في 11 يونيو/حزيران، وتم الربط بين عودة ظهور الفيروس وسوق لبيع المواد الغذائية بالجملة في جنوب غرب بكين.

وفتحت السلطات المحلية في العاصمة ألفي مركز للفحص، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة، التي قالت إن 2.3 مليون عينة قد جمعت حتى الآن.

المصدر : وكالات
الإثنين, 22 حزيران/يونيو 2020 15:51

فريضة الحج في ظل جائحة كورونا

في هذه الحلقة من برنامج "من طهران" نستضيف مساعد الشؤون الدولية لشؤون الحج ،حجة الاسلام والمسلمين السيد جواد مظلومي للحديث عن كل ما يتعلق بموسم الحج لهذا العام وتداعيات انتشار فايروس كورونا وما يتعلق بصحة الحجاج والعديد من المسائل .

وإليكم في ما يلي نص اللقاء:

س- في ظل انتشار كورونا وضرورة الحفاظ على صحة الحجاج في هذا الوقت من العام،كيف تسير الأمور لديكم؟

ج- نعلم بأن الحج واجب على جميع المسلمين وهو من أهم الشعائر في الاسلام ، لكن يوجد لدينا واجب هام ايضا هو الحفاظ على صحة وسلامة البشر ،وما يضر الناس في في الحياة الطبيعية يجب الابتعاد عنه ،ففي قضية كورونا نتحدث عن الخوف من الضرر بالنفس والآخرين .

أما في الحج والحفاظ على الصحة يمكن لنا اتباع كلا الواجبين أي بالقيام بالحج ومراعاة السلامة العامة وعلى هذا علينا الاهتمام بالجمع بين الواجبين لكن إن لم نستطع فعلينا القول بأننا لهذا العام لن نستطيع الحج ،ولكن الوصول لهذا الحد يحتاج لكثير من الامور أولها التهيؤ من قبل الناس للحج في انتظار ما ستكشف عنه الايام .

س- ما هو رأي السعودية في هذا الامر ؟

ج- لا يوجد خلاف بين المسلمين في هذا الامر ،فنحن مجتمعون على اهمية الصحة والسلامة العامة ،السؤال هو كيف يتم التهيؤ للحج ،لذا علينا امتلاك خطة وبرامج ،ولدينا في ايران انحن انجزنا العديد من الامور وهذا حصل في البلدان الاخرى بنسب متفاوتة ،لأن حج هذه السنة مختلف كليا بسبب كورونا .

س- هل هناك اتصالات مع السعودية بشأن أداء فريضة الحج لهذا العام ؟

ج- آخر ما اعلنته السعودية هو أنه يجب تعليق الحج حتى إشعار آخر ،ومن جانبنا أنجزنا واجبنا تجاه الحجاج وأخبرنا السعودية أننا مستعدون لتفويج الحجاج ، ولدينا حوالي 600 قافلة من إيران تم تجهيزها انشالله من ناحية التثقيف والادارة والارشاد ،فقد استفدنا كثيرا هذا العام من التعليم الافتراضي عبر الانترنت لتوعية الناس عبر الصفوف الدرسية لمختلف المحافظات الايرانية لتثقيف الحجاج ،لكن لم يأتينا رد من السعودية حتى الآن .
س- الا ترون ان هناك ضرورة لعقد اجتماعات افتراضية عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع السعودية ومع الدول الاسلامية فيما يخص الحج؟

ج- المشلكة اننا لا نعلم ما يجري في السعودية لكن الحوار لا بد منه للتعرف على امكانيات كل دولة لهذا العام ،وفي هذه الايام يعتبر الحوار الافتراضي مهما جدا خاصة فيما يتعلق بالوقاية من كورونا واستعداد كل بلد لذلك.

س- هل يوجد اجتماعات افتراضية بين ايران والسعودية حاليا ؟

ج- لا نحن ولا حتى الدول الاسلامية الاخرى لديها هذا الحوار الافتراضي ،لكننا نتواصل يوميا مع الجهات المعنية في السعودية ،ونحن بانتظار القرار المتخذ بهذا الشأن وهذا لا يكون فيه حوار من جانبين بل سؤال وجواب ،والنقاش فيه الكثير من التفاصيل وليس مجرد سؤال وجواب بسيط لكننا نحتاج لهذا الحوار.

س- هل ترون ان هناك ضرورة للتعاون او التنسيق في اداء فريضة الحج بين الدول الاسلامية والسعودية ،وهل طرحتم هذا الموضوع؟

ج- هذه هي الطريقة التي نعمل عليها منذ سنوات ،فنحن نتواصل مع السعودية وباقي الدول للحديث عن الاعوام اللاحقة ايضا للتنسيق فيما يخص القوافل والفنادق وكل شيء ومعرفة واجبات الاطراف كاملة .

س- هل هناك دول أخرى لديها اتصالات مع السعودية بهذا الشأن؟

ج- نعم ،فهذا أمر لا يختص بنا فقط وكل البلدان الاسلامية تهتم بتفاصيل الحج والجميع الآن ينتظرون أخبارا من السعودية لمعرفة ما سيتم العمل عليه في حال ذهبنا للحج .

س- هل اتضحت ابعاد فاجعة منى بعد خمس سنوات على حدوثها ؟

ج- قمنا بأبحاث كثيرة بهذا الشأن وسيكون لدينا موسوعة تخص ما حصل في منى ،وقد طلبنا من السعودية ان يكون هناك لجنة للبحث عن الحقيقة على اسس منطقية وهذا شيء هام ،ويجب ان يكون هناك اتفاق بين السعودية وباقي الدول الاسلامية التي فقدت ابناءها في منى لتيسير الأمور .

س- هل وافقت السعودة على تشكيل هذا اللجنة؟

ج- لا ،نحن طلبنا منهم لكنهم قالوا بأن الموضوع قيد الدراسة لكن الأمر استغرق حوالي خمس سنوات وهي فترة طويلة .

س- كيف ترون هذه الفاجعة في ايران؟

ج- في مثل هذه الحوادث على الجميع ان يتحلى بالاستعداد وهذا ما كان غائبا في منى في تلك الفترة فالعدد كان كبيرا وما حصل بعد الحادثة لم يكن مناسبا للجميع .

بالنسبة لشهداء حادثة الرافعة في منى السعودية قامت بدفع شيكات قمنا بإيصالها للعوائل المتضررة لكنهم لم يستطيعوا الحصول على الاموال حتى الآن ،والأمر الآن بيد وزارة الخارجية .

المصدر:العالم

أثارت مجلة "روز اليوسف" المصرية جدلاً واسعاً في البلاد، بعد نشرها غلافاً في أحد أعدادها الأخيرة، يتضمّن صورة لأسقف عام كنائس وسط القاهرة، السكرتير السابق للمجمّع المقدس والمرشح البابوي، "الأنبا رافائيل"، بالإضافة إلى صورة المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين "محمد بديع"، القابع في السجن، تحت عنوان "الجهل المقدس"، ما أثار موجة غضب واستنكار عارمة في الأوساط المصرية.

ردّ الكنيسة

عبّرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن استنكارها ورفضها للعمل الذي قامت به صحيفة "روز اليوسف"، مطالبة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، "تواضروس الثاني"، بمحاسبتها.

واعتبرت الكنيسة في بيان لها، السبت المنصرم، أنَّ ما قامت به المجلة يعدّ تطاولاً على الكنيسة الوطنية في شخص أحد أساقفتها، بالإضافة إلى وضع صورته على غلافها أسوة بصورة أحد خائني الوطن، وفق ما ذكر البيان، وقالت الكنيسة أنَّها تنتظر ردّ الاعتبار الكامل، مع احتفاظها بالحقّ القانوني في مقاضاة المسؤول عن تلك القضية.

وبهذا الصدد؛ قرّرت الهيئة الوطنية للصحافة إجراء تحقيق فوري، وإحالة رئيس تحرير مجلة "روز اليوسف" للتحقيق، بسبب الإساءة للكنيسة، كما تعرّض المحرّر المسؤول عن الملف القبطي في المجلة، للتوقيف حتى انتهاء التحقيق، وقرّرت الهيئة الوطنية للصحافة تقديم اعتذار للكنيسة، مطالبة المجلة بتقديم اعتذار عن الإساءة التي تضمنها الغلاف.

أكثر من ذلك؛ قال عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية، "عمرو بدر"، في مقال له حول أزمة مجلة "روز اليوسف"، أنَّ حقّ الرد غائب في الصحافة المصرية، مبيناً أنَّ أصعب ما تعرضت له الصحافة المصرية خلال السنوات الأخيرة هو "المنع من المنبع"، على حدّ تعبيره، معتبراً أنَّ القمع والصراخ والتهديد والإرهاب المعنوي والنفسي، هو الرد على كل من يحاول أن يكتب أو يفكر أو يجتهد، مستهجناً طريقة التعامل مع الصحيفة، وقال" كان من الممكن أن يطلب ردّاً أو تصحيحاً أو توضيحاً من قبل المجلة دون اللجوء للمنع والقمع والتحقيق والتفتيش في الضمائر"، على حدّ وصفه.

وفي هذا السياق، أورد الكاتب والصحفي المصري، "حازم حسني"، نصوصاً قانونية حول حرية الرأي والتعبير، منها “إنَّ كل من يتصدّى لعمل عام يتحمّل حتماً مسؤولية تصدّيه الأدبية والقانونية وما يلازم ذلك من التعرّض لوطأة حرية الفكر والرأي على صورة أشدّ مما يتعرّض لها الفرد العادي الذي لم يطمع في الامتياز على غيره بالتعرّض لقيادة الناس أو إرشادهم أو الإشراف على مصالحهم أو تدبير أمورهم، وفقاً لما ذكرته مواقع إخبارية.

الإخوان لا بواكي لهم

قال الصحفي المصري "أحمد عطوان"، في تعليق على الحادثة، أنَّ الإسلاميين لا بواكي لهم، بسبب سجن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "محمد بديع"، واصفاً مجلة "روز اليوسف"، بالمؤسسة الصحفية الأكثر عداء للإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أنَّ منهج المجلة هو الطعن في الإسلام وتشويه الأحكام والشريعة الإسلامية، مبيناً أنَّ صفحات المجلة تنزف حقداً ضد الشيخ الشعراوي والأزهر والرموز الإسلامية، بزعم أن المجلة تدعم الفكر اليساري ومن وصفهم بحماة الأيديلوجية الشيوعية، مذكّراً أنَّه لم تتم محاسبتهم في السابق بحجة "حرية الرأي والتعبير" لكن الحادثة الأخيرة غيرت كل المعادلات من أجل عيون الكنيسة، على حد تعبيره.

ومن الجدير بالذكر، أنَّ البابا تواضروس ورجال الكنيسة أصدروا بياناً كنسياً غاضباً يرفض وضع الأنبا القبطي بجوار ما أسموه الخائن، في إشارة إلى مرشد الإخوان، معتبرين أنَّ نشر صورة رجل الكنيسة تمثل إساءة بالغة تستوجب المحاكمة.

إذن.. قسمت حادثة مجلة "روز اليوسف"، ردود أفعال الأوساط المصرية بشدّة، بين مدافع عن الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، ومهاجم للأدوار المشبوهة التي تنطوي تحت هذه العناوين البراقة، التي يمكن وبكل سهولة أن تستخدم شمّاعة لتشويه الحقائق وتمرير الأهداف.

المصئر:الوقت

وزاء الخارجية العرب يجتمعون غداً الإثنين في دورة غير عادية "طارئة" عبر الفيديو كونفرنس لبحث التطورات في ليبيا. يأتي ذلك بعد تلويح مصر بتدخل عسكري مباشر في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق التقدّم نحو سرت.

أعلنت جامعة الدول العربية في بيان لها، اليوم الأحد، أنه تقرر عقد الاجتماع الطارئ عبر "الفيديو كونفرنس" على مستوى وزراء الخارجية غداً الإثنين في الدورة غير العادية (الطارئة)، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.

وقال البيان إن "الاجتماع سيُعقد برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان بناءً على طلب من  مصر، لبحث تطورات الوضع في ليبيا عبر تقنية الفيديو كونفرنس".

وكانت الأمانة العامة تلقت يوم الجمعة طلباً من مصر لعقد هذا الاجتماع الذي أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة أنها لن تشارك فيه.

ولوّحت القاهرة أمس السبت بـ"تدخل عسكري مباشر" في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.

وحذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن سرت والجفرة "خط أحمر". وقال أثناء تفقده المنطقة العسكرية الغربية في مصر، "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر".

وقال السيسي إن الشرعية الدولية تتوافر لأي تدخل مصري مباشر في ليبيا.

ورفضت أمس السبت حكومة الوفاق الليبية تلويح الرئيس المصري بـ"تدخل عسكري مباشر" في ليبيا، واعتبرته "استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخّل في شؤونه".فيما أيّدت وزارة الخارجية السعودية السيسي، مشيرة إلى أنه يحق لمصر التدخل في ليبيا.

وقالت الخارجية السعودية إن أمن مصر جزء من أمنها، معربةً عن تأييدها لمصر في "حماية حدودها الغربية من الإرهاب".

وكانت الرئاسة التركية أعلنت أن "التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية".  

المصدر:المیادین

أشاد الأمين العام لحزب الله لبنان بالأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الراحل رمضان عبدالله شلح واصفا اياه بالقائد الكبير والمخلص للقضية الفلسطينية.

وفي مستهل حديث مباشر مساء اليوم الثلاثاء قال السيد نصرالله: من واجبي في أول حديث تلفزيوني بتجديد التعزية لعائلة الأخ الراحل الدكتور رمضان شلح، وأود أن أتوقف قليلا عند هذه الشخصية القيادية الفكرية المهمة، ولو كانت الظروف الصحية تساعد لكان من حقه علينا أن نقيم له في لبنان إحتفالا تأبينيا لائقا بقامته وتاريخه وموقعه.

وأضاف: سأتحدث الليلة في العديد من الموضوعات بعضها على درجة عالية من الأهمية.

وقال إن: الدكتور رمضان كان يحرص على الوحدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحتى على قضايا الامة الاسلامية.

ولفت إلى أن شخصية الدكتور شلح وجهوده دفعت حركة الجهاد الاسلامي إلى تطور وتقدم.

وأضاف: نقول لحركة الجهاد الاسلامي بأننا معهم في مواصلة طريق الدكتور رمضان شلح.

* نصرالله: قيادته بعد إستشهاد فتحي الشقاقي، إستطاع أن يدفع حركة الجهاد نحو الثبات والتطور خوصوا في بعدها الجهادي والتنظيمي. تطورت الحركة في قيادته وحجزت لنفسها مكانا متدقا في المعركة مع العدو الإسرائيلي. هو قائدا محبا لشعبه وأهله وناسه وللمجاهدين المقاومين تحت قيادته.

* نصرالله: الشعب الفسلطيني يواجه مرحلة خطيرة من التواطؤ على حقوقه وأرضه وكيانه في مسألة الضم، وهو أحوج ما يكون الى الدكتور رمضان، يجب أن نكمل جميعا هذا الطريق.

* نصرالله: شلح بالنسبة لحركة الجهاد وللفلسطينيين كان قائدا حكيما ومجاهدا عظيما، بالنسبة لنا كان أخا وصديقا وفيا وعزيزا، وأشعر بالفقد الشخصي فنحن على علاقة قديمة وتجمعنا العديد من الامور المشتركة وكان لنا لقاءات كثيرة وأعرفه عن قرب وما شهدته من خلال العلاقة والتواصل في الأيام الصعبة في كل الظروف التي عشنا بها، كان اسنانا مخلصا صادقا للقصية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ومؤمنا بالمقاومة الى أبعد الحدود. أولويته المطلقة كانت المقاومة والجهاد. كان قائدا وكل صفات القيادة متوفرة فيه، وكان شخصية فكرية وحريص على العلاقة بين الفصائل ولم تحكمه العلاقة الحزبية، حريصا على الوحدة الوطنية الفلسطينية.

* نصرالله: ثانيا، من واجبي في أول حديث تلفزيوني بتجديد التعزية لعائلة الأخ الراحل الدكتور رمضان شلح. وأود أن أتوقف قليلا عند هذه الشخصية القيادية الفكرية المهمة، ولو كانت الظروف الصحية تساعد لكان من حقه علينا أن نقيم له في لبنان إحتفالا تأبينيا لائقا بقامته وتاريخه وموقعه.* نصرالله: ثالثا، من واجب أن أتوقف عند فقدنا لقائد جهادي كبير هو الحاج أبو علي فرحات، الذي ينتمي الى الجيل المؤسس في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان. هذا الجي الذي حمل الراية منذ الأيام الألى بعد الإجتياح عام 1982، ذها الجيل الذي أعطى عمره وروحه وماله من أجل هذه المسيرة. هو واحد من هؤلاء الأعزاء وبدأ ككثيرين مجاهدا مقاوما مقتلا مشاكرا في العمليات مستقطبا للشباب الى تأسيسه لمحور المقاومة في إقليم التفاح تحمل مسؤوليات كبيرة في ذلك المحور وانتقل الى مسؤوليات العمليات المركيزة الى التدريب والمشاركة في كل الحروب 1993،1996، تحرير 2000، حرب تموز 2006 وصولا الى المعركة الأخيرة في سوريا وكان قائدا ميدانيا وله حضور مميز في معركة حلب ومحيطها وتحرير العديد من البلدات في تلك المنطقة وممنها النبل والزهراء.

* نصرالله: في الأوضاع الداخلية السياسية والأمنية: الحديث عن استقالة الحكومة أو إسقاطها أقول ليس له أساس من الصحية وهو من الشائعات. نحن لم نفكر بشيء من هذا ولم نسمع عنه ولم يعرض أو يقترح أو يناقش.

* نصرالله: عندما حصل السبت الماضي بعض الإحتجاجت على ارتفاع سعر الدولار وأعمال العنف في بيروت وطرابلس، حمل البعض الثنائي الشيعي المسؤولية وقال إن الثنائي الشيعي يريد إسقاط الحكومة وقبلها يقولون هذه حكومة حزب الله، هل حزب الله غبي لإسقاط حكومته، هذا دليل حيرة وعبث. المصلحة أن تستمر الحكومة وأن تبذل ما أمكن من جهود فالوضع لا يتحمل أي تغييرات.