emamian

emamian

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول إنه ناقش بالتفصيل قضية تفشي فيروس كورونا مع نظيره تشي جينغ بينغ الصيني في اتصال هاتفي، وأعرب عن احترامه لبكين في هذا الشأن. والأخير يشدد على ضرورة تعاون واشنطن وبكين لمواجهة كورونا.

ترامب والرئيس الصيني خلال قمة العشرين في أوساكا في العام 2019 (أ ف ب - أرشيف)

أكد الرئيس الصيني تشي جينغ بينغ في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تعاملت بشفافية ووضوح حول وباء كورونا.

وقال إن على الصين والولايات المتحدة العمل سوياً للتصدي لفيروس كورونا.

وسائل إعلام صينية قالت إن الرئيس الصيني أعرب خلال الاتصال عن أمله بأن تقوم واشنطن بخطوات لتحسين العلاقات بين البلدين، وإذ وصف العلاقات الثنائية بأنها تشهد انعطافة مهمة، قال تشي إن التعاون هو الخيار الأمثل والوحيد.

من جهته، غرد ترامب على "توتير" قائلاً: "انتهيت للتو من محادثة جيدة للغاية مع الرئيس الصيني. ناقشنا بالتفصيل قضية تفشي كورونا حول العالم. الصين أصبحت تحيط بكل جوانب الوباء".

كما تحدث ترامب عن احترام كبير لبكين، مشيراً إلى أن هناك عملاً متقارباً بين البلدين حول الوباء.

وكان ترامب أعلن خلال مؤتمر صحافي أنه أجرى حديثاً مع الرئيس الصيني، ولا أحد يعلم عدد الإصابات الحقيقية هناك. وقال خلال المؤتمر: "أبرمنا اتفاقاً كبيراً مع الصين، والعلاقات معها كانت متقلبة خلال فترة الإدارة السابقة".

ترامب ذكر أنّ الصين وإيران ترغبان بالتفاوض مع منافسه الديمقراطي جو بايدن بعد انتخابات الرئاسة، مضيفاً: "ينتظرون ذلك بفارغ الصبر".

كما أشار إلى أنه يعمل مع الأصدقاء والحلفاء لوقف انتشار الفيروس، وأكد أن "من المهم الآن مشاركة المعلومات والبيانات بين الدول، وهو ما يجري حالياً".

وفيما يتعلق بنسبة الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، أكد ترامب أنها انخفضت بشكل كبير. وقال إنّ "ارتفاع عدد الإصابات بكورنا في الولايات المتحدة أكثر من الصين، لكوننا قمنا بفحص عدد كبير من المواطنين".

الرئيس الأميركي دعا الأميركيين إلى التزام التباعد الاجتماعي وعدم المصافحة والاسترخاء في المنازل.

في السياق عينه، قال ترامب إنّ أحد حكام الولايات كان ينشر أخباراً مزيفة عن الجهود التي تقوم بها البلاد لمواجهة كورونا.

الرئيس الأميركي تطرق إلى حزمة الدعم التي صوت عليها مجلس الشيوخ، وقال إنها تتضمن توفير الرواتب ودعم مالي مباشر للأميركيين، مشيراً إلى أن هناك مليار دولار ضمن الحزمة ستخصص لدعم قانون الإنتاج الدفاعي.

وتابع أن هناك سفينة طبية ستصل إلى ولاية نيويورك الأسبوع المقبل، مشدداً على الالتزام بتقديم العلاج إلى الأسواق بأقصى سرعة، وآملاً التوصل إلى العقار المناسب.

وقال: "نحقق تقدماً في مسألة اللقاحات، وأتوقع أن نلمس النتائج قريباً".

وبالحديث عن استئناف الأعمال، قال ترامب: "لا بد من العودة إلى العمل، وسنتحدث عن التواريخ حول هذا الموضوع مطلع الأسبوع المقبل". وأضاف: "علينا أن نفتح البلاد، ولا يمكن الإبقاء عليها مغلقة هكذا".

وعن قمة العشرين "الافتراضية" عبر الإنترنت، وصفها ترامب بأنها "جيدة"، وأن "الحوار بين الرؤساء كان بناء". وقال: "من المحزن أن تذهب منجزاتي المتعلقة بالحدود والمهاجرين إذا لم ننجح في الانتخابات ".

وكان مجلس الشيوخ الأميركي أقر بالإجماع مشروع قانون بتريليوني دولار لمواجهة فيروس كورونا، قبل أن يرسله إلى مجلس النواب للمصادقة عليه.

ويهدف هذا المشروع إلى مساعدة العمال العاطلين من العمل والصناعات المتضررة من كورونا، وكذلك توفير مليارات الدولارات لشراء المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها.

المصدر : الميادين

فی أجواء (كربلاء)، لا بدَّ لنا من أن نقف، ولو وقفة قصیرة، أمام هذا الحدث المأساویّ والتاریخیّ، لنجیب عن بعضِ الأسئلة الّتی یتداولها الكثیرون من الناس، سواء ممن ینتمون إلى أهل البیت(ع)، أو ممن لا ینتمون إلیهم فكراً وخطّاً ومذهباً.

سبب إحیاء الذّكرى

 

هناك حدیث یتكرَّر فی كلِّ سنة: لماذا تستعیدون هذه الذّكرى الّتی مضى علیها مئات السنین؟ وهل إنَّ الحیاة، فی كلِّ تطوّراتها المأساویة، وفی كلِّ حركاتها الإصلاحیة، تخلو من مأساةٍ تستدرّ الدّموع، أو من حركة توحی للناس ببعض ما تتضمّنه تلك الذّكرى من خطوط فكریة أو إصلاحیة؟ لماذا تستعیدون هذه الذكرى التی ربما تثیر بعض الحساسیات فی الواقع الإسلامی، وقد تنتج أحقاداً جدیدة على أنقاض الأحقاد القدیمة، فی وقتٍ نحن بحاجة إلى أن ننـزع تلك الأحقاد من قلوبنا، وخصوصاً أن التحدّیات الكبرى التی تواجه الإسلام والمسلمین من جنود الكفر أو الاستكبار، كبیرةٌ جدّاً، وهی تفرض علینا أن ننسى كلّ الماضی بكلِّ تعقیداته أمام تحدّیات الحاضر؟ هذه أسئلة تدور فی مجتمعاتنا كلّ عام.

أمَّا مسألة إثارة ذكرى مأساة كربلاء، فالّذین عاشوا المأساة انتقلوا إلى رحمة الله، وكلّ الّذین صنعوا المأساة صاروا فی رحاب الآخرة، ولیست إثارتها فی الحاضر محاولةً للاقتصاص ممّن صنعوها، أو الانتصار لمن وقعت علیهم وحلّت بهم، ولكنّ لعاشوراء تمیّزها، وهی الذكرى التی قد لا نجد مأساةً مماثلة لها فی تنوّعاتها. تمیّزت عاشوراء، لأنّها ضمّت كلَّ نماذج الإنسان، فهناك الطّفل الرّضیع، وهناك الأطفال الذین لم یبلغوا الحلم، وهناك الشّباب فی تنوّعات أعمارهم، وهناك الشّیوخ فی سنّ السبعین والثّمانین والتّسعین، وهناك النساء فی مختلف ممیّزاتهن، من حیث الوعی، ومن حیث الشّجاعة، ومن حیث صلابة الموقف...

ولذلك، فإنَّنا نستطیع أن نقدِّم ـ من خلال إثارة ذكراها ـ لكلِّ مرحلة تاریخیّة، شخصیةً من هذه الشخصیات، حیث یمكن أن تحدّث الأطفال عن أطفال (كربلاء)، وما تمیَّزوا به من وعیٍ یتجاوز مرحلةَ الطّفولة، ویمكن أن تحدّث الشباب عن ثقافةٍ وصلابةٍ وحركیة وإیمان یتجاوز العمر الّذی كانوا فیه، ویمكن أن نقدّم ذلك للشّیوخ الذین یشعرون بأنهم وفّوا قسطهم للعلى، وأنهم لیسوا مسؤولین عن الدّخول فی ساحات الصّراع، ولا سیّما إذا كان الصراع صراعاً حادّاً فی ساحة الحرب، ویمكن أن نقدّم النساء فی تنوّعاتهن الفكریة والإیمانیة والروحیة، وفی شجاعة الموقف.

ولعلّ ما نشكو منه فی هذا المجال، أنّ الذین كتبوا السیرة الحسینیّة، لم ینقلوا إلینا إلا جانب المـأساة فی مواقف النّساء، وهنّ یبكین هنا، ویلطمن هناك، حتى إنّ إثارة المأساة أخذت الكثیر من صورة السیّدة زینب(ع)، مع أنّها كانت تمثّل الصلابة كلّها، وهی التی كانت إلى جانب الحسین(ع)؛ تدعمه، وتحاوره، وتعیش معه، وربما كانت تتشاور معه فی سیر المعركة، ولكنّ الذین یتحدثون عن السیرة، جعلوها مجرد نائحة تبكی وتلطم، تماماً كما لو كانت امرأة قبلیّة، تبكی أهلها. ولعلّ أكثر ذلك یبرز فی الشّعر الشعبیّ، الّذی ینطلق من ذهنیّة ناظمیه، ما قد لا یعكس الروحیّة الرسالیّة التی كانت تمثّلها السیّدة زینب(ع)، وغیرها من بطلات كربلاء.

شخصیّتان فریدتان

ثم إنّنا نجد فی عاشوراء شخصیّتین فی موقع العنفوان، والعظمة، والروحانیّة، والعلم، والحركة، والانفتاح على الواقع والعمق الإنسانی الثّوریّ، والانفتاح المطلق على الله تعالى، فهناك الحسین(ع)، الّذی إذا حدّقت فیه، رأیت بعضاً من ملامح رسول الله(ص)، فی ما عاشه فی طفولته مع رسول الله(ص)، وتجد فیه بعضاً من ملامح فاطمة الزّهراء(ع)، فی ما عاشه فی أحضانها من كلِّ انفتاحات القیم والروحانیّة والمسؤولیّة والشّجاعة، وتجد فیه علیّاً(ع)، فی كلِّ شموخ البطولة والشّجاعة، وفی كلِّ ما یتمثّل فیه من هذه الرحابة الفكریّة والثقافیّة، التی امتلأ بها فكر علیّ(ع)، وتجد فیه كلّ هذه الأخلاقیّة الرائعة فی انفتاح الحلم والخلق العظیم، فی ما عاشه مع الإمام الحسن(ع). وقد لا نجد شخصیة فی التاریخ، حملت كلّ هذه العناصر، وكلّ هذه الملامح؛ هناك ثوریّون قُتِلوا أو استشهدوا، وهناك شخصیّات حركیّة تحرّكت، ولكنّنا لن نقرأ فی التاریخ، بما فی ذلك التاریخ الإسلامی بعد رسول الله(ص) وعلیّ(ع)، شخصیّة فی مستوى شخصیّة الإمام الحسین(ع). لذلك، فإنّنا عندما نقدِّم الإمام الحسین(ع) فی (كربلاء)، بكلِّ هذه العناصر، فإنّنا نصنع مجداً للأمّة فی تاریخها الّذی ینفتح على حاضرها، ویتحرك فی صناعة مستقبلها. تجد هناك الحسین كوناً هائلاً فی العلم، وفی الروحانیّة، وفی الثّورة، وفی الأخلاق.

لذلك أقول: ربّما نكون قد ظلمنا الحسین(ع)، لأنّنا أخذنا منه جانب المأساة، واستغرقنا فی كلِّ جراحاته، وفی كلِّ آلامه، ونسینا الحسین(ع) الإمام، واقتصرنا على حسین الثّورة. وشخصیّة الحسین الثّائر، إنما هی من عمق إمامته، فإمامته أعطت للثّورة شرعیّتها، لأنَّ الثورة تحتاج إلى شرعیّةٍ فی كلِّ انطلاقتها وخلفیّتها، وما إلى ذلك. إنَّنا نرید أن نأخذ الحسین(ع) كلَّه، بمواعظه، وبوصایاه، وبأخلاقیّته، وبفقهه.

ثم نلتفت لنجد شخصیّة السیّدة زینب(ع)، الّتی امتلأت علماً، وارتفعت روحانیّةً، وعاشت شجاعة الموقف فی صبرها وصمودها، فی تحدّیها لكلِّ هؤلاء الّذین صنعوا المأساة؛ فی الكوفة عندما خاطبت ابن زیاد، وعندما خاطبت الجماهیر، وفی الشّام، عندما خاطبت الطاغیة یزید. إننا قد لا نجد امرأةً فی التاریخ الإسلامی، بعد الزّهراء(ع)، فی مستوى شخصیّة زینب(ع) فی كلّ هذه العناصر.

لذلك، فإنّ ذكرى عاشوراء تمثّل ذكرى تنفتح على كلِّ عناصر الشخصیّة المتنوّعة التی یمكن أن تقدّم مدرسةً لكلّ الأجیال فی تنوّعاتها البشریّة، مما قد لا تجده فی أیّة معركة أخرى. قد نجد هناك أناساً یسقطون فی مأساةٍ هنا وهناك، وقد واجهنا الكثیر من المآسی التی حدثت وتحدث فی فلسطین، أو فی العراق، أو فی إیران، وما إلى ذلك، ولكنّنا لا نجد مثل هذه العناصر المتنوّعة فی مواقفها، وفی إیحاءاتها، وفی وعیها، وفی إسلامیّتها، كما نجده فی (كربلاء). هذا من النّاحیة العامّة.

ولذلك، نحن بحاجة إلى كربلاء فی كلّ جیل، لتصنع كربلاء جمهورها فی كلِّ تنوعاته، ولتقدّم النّموذج الأمثل الَّذی یمكن أن یكون القدوة لكلّ الأجیال فی المستقبل.

الاحتجاج الأبدیّ

أمَّا إثارة المأساة؛ أن نبكی، وأن نحزن، فإنَّ المسألة لا تتّصل بالبكاء على ما حدث فی التاریخ، أو تتّصل بالدّموع الثوریّة ضدّ الّذین صنعوا المأساة، لتنطلق الدّموع الحارّة لتحرق هؤلاء، ولكن من أجل أن نتفاعل مع هذه المأساة، لنحتجّ علیها، حتى لو كانت فی التّاریخ ولا علاقة لها بالحاضر إلا من خلال هذه العاطفة الّتی تنفتح بنا على الَّذین عاشوا هذه المأساة، ولأننا إذا كنّا من الذین یرفضون المأساة فی التاریخ ضدَّ دعاة الحقّ، وضدَّ الأبریاء، فإنَّ ذلك یؤدّی إلى أن تكون عقیدة رفض المأساة متجذّرةً فی وجداننا، وفی نظرتنا إلى كلِّ حركة الصّراع، من أجل أن یتجدَّد رفض المأساة فی نفوسنا فی كلِّ مأساة الحاضر، وأن نمنع مأساة المستقبل. وعندما تقف موقف اللامبالاة أمام المأساة التاریخیّة، ولا سیّما إذا كانت شخصیّات هذه المأساة تمثّل قیمة روحیّة إنسانیّة، فإنّك قد تواجه اللامبالاة أمام مأساة الإنسان فی الحاضر، لأنَّك عندما تجمّد قلبك عن الخفقات الروحیَّة المتعاطفة مع الَّذین عاشوا المأساة، فإنَّ ذلك یحجّر قلبك. ولكن إذا كان قلبك ینبض ویخفق بالعاطفة للمأساة فی التّاریخ، ولا سیّما إذا كان هؤلاء یعیشون معك فی انفعالاتك الروحیّة، فإنّك بذلك تعیش الرّفض لكلّ الذین یصنعون المأساة فی الحاضر.

إنَّ الله تعالى قدّم لنا فرعون فی القرآن الكریم، لا لنستغرق فی شخصیّة فرعون التاریخیّة، ولكن لنأخذ هذا النّموذج نموذجاً لكلِّ الفراعنة، وقدّم لنا نبیّه موسى(ع)، لنأخذ منه نموذجاً لكلّ الَّذین یسیرون فی حركة الرّسالات وحركة النبوّات. قد یعیش إنسان كبیر فی التّاریخ، وینطلق فی غیابات الماضی، ولكنَّه یبقى نموذجاً وقدوةً، ولذلك قدَّم لنا القرآن الكریم المنهج الّذی من خلاله نتحرّك مع النبیّ محمّد(ص)، وهو منهج الاقتداء. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِیراً}[1].

إنّ تذكّرنا لمأساة (كربلاء)، یجعلنا نرفض مأساة الإنسان فی فلسطین، ومأساة الإنسان فی العراق، ومأساة الإنسان فی كلّ بلد یسقط أحراره وأبریاؤه تحت تأثیر الاستكبار العالمی. إنّ شعارات (كربلاء)، كقول الحسین(ع): "إلا وإنّ الدّعیّ ابن الدّعیّ، قد ركز بین اثنتین، بین السلّة والذلّة، وهیهات منّا الذلّة!"[2]، أو قوله: "لا والله، لا أُعطیكم بیدی إعطاء الذّلیل، ولا أقرّ لكم إقرار العبید"[3]، لیست شعارات المرحلة، بل هی شعارات للزّمن كلّه، وهی شعاراتٌ نعیش تجربتها أمام الاستكبار العالمی، الّذی یعمل على أن یُسقط كلَّ عنفواننا، وكلَّ حرّیتنا، وكلَّ استقلالنا، وكلّ عزَّتنا، وكلَّ كرامتنا.

إذاً، لنتذكّر فی عاشوراء، فی مدى الزّمن، كلَّ مستكبرٍ یرید أن نعطیه بأیدینا إعطاء الذّلیل، ویریدنا أن نوقّع على شروطه، أو أن نتنازل عن كلّ ما یریده منّا تحت عناوین مختلفة، لكنّ المسألة هی أن نعرف كیف نحرّك كربلاء، ولا نجعل كربلاء مناسبةً یستغرق الإنسان فیها بالبكاء، وإن كان للبكاء دوره، على طریقة ذلك الشّاعر الذی یقول:

تبكیك عینی لا لأجل مثوبة        لكنّما عینی لأجلك باكیة

إنّ البكاء عاطفة إنسانیّة لا یملك الإنسان أن یمسكها عندما یواجه المأساة، ولكنّ دور كربلاء هو أن نصنع الوعی للأمَّة، وأن نعرف كیف نواجه مشاكلها. والتفاعل بالحزن والبكاء، إنّما هو وسیلة من وسائل تجذیر ذلك الوعی وتلك القیم فی نفوسنا.

هدف الثّورة الإصلاح

إنَّ الحسین(ع) عندما انطلق، درس كلَّ واقع الأمَّة، ودرس شخصیّة الحاكم، وذلك عندما تحدّث مع أمیر المدینة، لیقول له: "إنّا أهل بیت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحی والتنزیل، بنا فتح الله، وبنا ختم الله، ویزید رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النّفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلی لا یبایع مثله"[4]، وقوله "مثلی"، لا ینطلق من خلال خصوصیة الحسین(ع)، بل إنّه یرید أن یقول: مثلی، أنا الذی ألتزم خطَّ الله ورسوله، أنا الذی ألتزم الإسلام، وأحمل مسؤولیّة الأمّة فی استقامتها، وفی تحقیق كلّ أهدافها على أساس الرّسالة. وكأنّ الحسین(ع) یقول للمسلمین: مثلكم فی كلّ تاریخ، وفی كلّ حاضر، وفی كلّ مستقبل، لا یبایع حاكماً مثل یزید، بل لا بدَّ من أن یبایع حاكماً یحمل رسالة الإسلام، كالحسین(ع). لم یكن الحسین(ع) یتحدَّث شخصیّاً، بل كان یتحدّث على أساس الصّورة الرسالیّة للحاكم.

ثم نقرأ فی كلمات الإمام الحسین(ع) عن بنی أمیَّة آنذاك: "واتّخذوا مال الله دولاً"؛ إنّه یتحدَّث عن الحاكم أو الحكّام الذین یتداولون بأیدیهم أموال الأمّة، الّتی هی أموال الله تعالى، التی جعل لها مصرفاً لكلِّ حاجات الأمَّة، ولم یرخّص لأحد أن یستغلّها، كما قال الإمام علیّ(ع): "لو كان المال لی لساویت بینهم، فكیف والمال مال الله؟!"[5]. ثم قال الحسین(ع): "وعباده خولاً"، أی أنّهم استعبدوا النّاس فی واقعة (الحرّة)، إذ كانت التّعلیمات لوالی المدینة أن یسترقَّ أهلها، وأن یستعبدهم.

تلك كانت العقلیّة والذهنیّة التی یعیشها أولئك الطّغاة والظّالمون. ولذلك، فإنّ الواقع السیاسی، والواقع الاجتماعی، والواقع الاقتصادی، وما إلى ذلك، مما كان فی زمن الإمام الحسین(ع)، هو الّذی دعاه(ع) إلى الثّورة لأجل إصلاحه، ولا بدّ لنا من أن ندرس كلّ ذلك، وأن نقارن بین ظروفنا فی ما یشبه تلك الأوضاع وظروف تلك المرحلة.

نحن لا نستغرق فی التّاریخ لنغیب عن الواقع، ولكنّنا نأخذ من التّاریخ الفكرة والعبرة والدّرس، وخصوصاً أنّ هناك خصوصیّة فی قیادة الحسین(ع)، الّتی تختلف عن أیّة قیادة إصلاحیَّة فی التاریخ، وهی أنّ الحسین(ع) إمام، والإمامة امتداد لحركة النبوّة، فهو یحمل الرسالة، ویتحرّك من أجل تأصیلها وتأكیدها، وتصحیح ما حاول الآخرون أن یغیّروه فیها، والإمامة عندما تتحدّث وتتحرك، فإنها لا تعیش فی مرحلتها، وإنما تتحدّث بالإسلام، وتطرح حركیّة الإسلام. ولذلك، فإنَّ الإمامة تمتدُّ فی امتداد الزّمن، وهكذا، فنحن عندما نتذكّر الإمام الحسین(ع)، فإنَّ الحسین(ع) لیس مجرَّد شخصیّة تاریخیّة، ولكنّه إمامنا، نأخذ من أحادیثه، ومن سیرته، ومن حركته، نأخذ منها شرعیّة كلّ ما نتحرّك به بشكل مماثل.

كربلاء إسلامیّة

أمّا ما یقولونه، من أنّ إثارة كربلاء تثیر الحساسیّات بین المسلمین، وتخلق المشاكل بین السُنّة والشیعة، ونحن فی غنىً عن ذلك؛ لأننا فی مرحلة تفرض على المسلمین أن یتّحدوا، وأن یتناسوا أحقاد التاریخ، فإننا نقول: إنَّ كربلاء فی مضمونها هی إسلامیّة، فالحسین(ع) هو الشخصیَّة التی یلتقی علیها كلُّ المسلمین، فكلُّ المسلمین بكلِّ مذاهبهم، وكلّ تراثهم، وكلّ صحاحهم، یتحدّثون عن أنّ الحسن والحسین(ع) هما سیّدا شباب أهل الجنَّة، وعن محبَّة الرّسول(ص) للحسین(ع)، وعن عناصر الشخصیّة الحسینیّة فی قیمتها الروحیّة والأخلاقیّة.

لذلك، فإنَّ الحسین(ع) فی الوجدان الإسلامیّ یمثِّل الشخصیّة التی تتركَّز عندها الوحدة الإسلامیّة، لأنَّ كلَّ المسلمین من سُنّة وشیعة، ینفتحون على الحسین(ع) ویحبّونه. أما یزید، فلیس شخصیَّة سنیّة، فالسُنّة لا یعظّمون یزید، ولا یحترمونه، ربما نجد بعضهم یحترم أباه، على أساس كونه صحابیّاً، أو خال المؤمنین ـ كما یقولون ـ أو من كتّاب الوحی، مما لا یُثبت له قیمة، ولكن یزید لیس شخصیّة سُنیّة إسلامیّة یتعصَّب لها المسلمون السُنّة. ولذلك، فإنّنا عندما نستحضر كلَّ ما یتمیّز به هذا الشخص من حقارة ووضاعة وفجور وتمرد على الله تعالى، فإننا نرى أنّ ذكره بهذه الطریقة، لا یمثّل مشكلة لدى المسلمین، سوى أنّ بعض الكتّاب بدأ یتحدث أخیراً بشكل إیجابی عن یزید، ولكنه مجرد حدیث لا یملك امتداداً فی الواقع الإسلامی. لذلك، فإنَّ إثارة كربلاء فی مضمونها الإسلامی، وفی مضمونها الروحی والحركی، من خلال شخصیّة الإمام الحسین(ع)، لا تمثّل مشكلة فی العلاقات بین السُنّة والشیعة، ولا تمثّل إساءة إلى الوحدة الإسلامیّة.

لنعش فكر زینب(ع)

وفی الختام، لا بدَّ من أن نستفید فی تربیتنا للمرأة المسلمة من موقف السیّدة زینب(ع)؛ هذه الإنسانة المثقّفة، العالمة، والقویّة، والشجاعة، والمتحدّیة، التی عاشت العاطفة، ولكنّ العاطفة لم تغلبها، حتى فی كربلاء، عن القیام بمسؤولیّتها، لأن زینب(ع) عاشت كلّ ما عاشه الحسین(ع)؛ عاشت روحانیّة أمّها، وعاشت عظمة أبیها وأخیها، ورافقت الإمام الحسین(ع). ولذلك، فإنَّ علینا ـ أیُّها الأحبّة ـ أن نفهم زینب(ع)، وأنا أزعم أنّنا لم نفهم زینب(ع). علینا أن نفهمها فی فكرها، وفی ثقافتها، وفی حركتها، وأن ندرس خطبتها فی مجلس یزید، وكلماتها فی مجلس ابن زیاد، فلعلّنا نجد فی زینب أمّها فاطمة الزّهراء(ع)، فی دفاعها عن الحقّ فی مسجد رسول الله(ص)، وفی وقوفها مع الشرعیّة، ومع الحسین(ع).

وبذلك، فإنّ (كربلاء) تمثّل هذه الحركة المشرقة التی انطلقت من أجل تجدید الإسلام، من خلال هذا الدّم الرّسالیّ الحارّ.. والسّلام على الحسین(ع)، وعلى علی بن الحسین(ع)، وعلى أولاد الحسین، وعلى أصحاب الحسین، سلاماً أبداً ما بقیت وبقی اللّیل والنّهار، ولا جعله الله آخر العهد منّا لزیارتكم.

* العالم الراحل السید محمد حسین فضل الله

الخیر المتلاحق لم یكن بین ولادة الإمام الحسن المجتبى علیه السّلام وولادة أخیه الإمام الحسین علیه السّلام من بعده إلاّ ستّة أشهر، وهو ما أكّده أكثر المؤرّخین، منهم: محمّد بن طلحة الشافعیّ حیث قال: وفیه ( أی الحسین علیه السّلام ) أنزل الله تعالى: وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً (1)

وإذا كان الفصال عن الرضاعة بعد سنتین، كما فی قوله تعالى: وفِصالُه فی عامَین (2)، فإنّه ستبقى مدّة أقلّ الحمل، وهی ستّة أشهر، وهنا قال محبّ الدین الطبریّ: قال ابن الدارع فی كتاب ( موالید أهل البیت علیهم السّلام ): لم یُولَد مولودٌ قطُّ لستّة أشهر فعاش.. إلاّ الحسینَ وعیسى علیهما السّلام (3).

استقبال الهدى
وُلد الإمام الحسین سلام الله علیه.. فكان رسول الله صلّى الله علیه وآله فی استقباله والسرور یغمره، وقد عمّت البشرى سماواتِ الله تعالى وأرضیه، وذلك فی عشیّة الخمیس لیلة الجمعة، الثالث من شعبان الخیر، فی السنة الرابعة من الهجرة النبویّة المباركة.
قال الحموینیّ مسنِداً خبرَه إلى ابن عبّاس أنّه قال: لمّا وُلد الحسین بن علیّ أوحى الله عزّوجلّ إلى « مالك » خازن النار أن أخمِدِ النیران على أهلها؛ لكرامة مولود وُلد لمحمّدٍ فی دار الدنیا (4).
أخذه جدُّه المصطفى الأكرم صلّى الله علیه وآله وسلّم وضمّه إلى صدره القدسیّ ثمّ قبّله، بعد ذلك أذّن فی أُذنه الیمنى وأقام فی الیسرى، وسمّاه ـ بأمر الله تعالى ـ «حُسَیناً»، وعقّ عنه كبشاً، وقال لأُمّه فاطمة صلوات الله علیها: إحلقی رأسه وتصدّقی بوزنه فضّة (5). وحنّكه صلّى الله علیه وآله بِرِیقه الزكیّ العاطر، وقیل: عقّ عنه بشاةٍ وتصدّق بِزِنة شعره المبارك.

طاب الحقّ
ویهبط الوحی الكریم الأمین.. فتنزل آیات مباركات تشمل الحسین حبیبَ رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم فیما خصّ اللهُ تعالى به أهل بیته الطیّبین، فكان قوله تعالى:
وهُوَ الذی خَلقَ مِن الماءِ بشَرَاً فجَعَلَه نَسَباً وصِهْراً.. (6):
قال المفسّرون: أخرج أبو نعیم الحافظ وابن المغازلی الشافعیّ بسندَیهما عن سعید بن جُبَیر، عن ابن عبّاس أنّه قال: نزلت هذه الآیة فی الخمسة من أَهل العباء. ثمّ قال: المراد من الماء نورُ النبیّ صلّى الله علیه وآله وسلّم الذی كان قبل خلق الخلق، ثمّ أودعه فی صُلب آدم علیه السّلام، ثمّ نقله من صلبٍ إلى صلب.. إلى أن وصل صلبَ عبدالمطّلب فصار جزءین: جزء إلى صلب عبدالله فولد النبیَّ صلّى الله علیه وآله وسلّم، وجزء إلى صلب أبی طالب فولد علیّاً علیه السّلام. ثمّ ألف النكاح فزُوّج علیّ بفاطمة فوَلَدا حسناً وحسیناً علیهم السّلام.
وأخرج الثعلبیّ والخوارزمیّ عن ابن عبّاس، وكذا عن ابن مسعود وجابر الأنصاریّ والبراء وأنس وأمّ سلمة.. قالوا: نزلت هذه الآیة فی الخمسة من أهل العباء (7).
وفی ظلّ الآیة الشریفة: وجَعَلها كلمةً باقیةً فی عَقِبهِ لعلّهم یَرجِعون (8) بسند ینتهی إلى الإمام علیّ علیه السّلام فیقول: فینا نزل قول الله عزّوجلّ ( الآیة ).. أی جعل الإمامة فی عقب الحسین علیه السّلام إلى یوم القیامة (9).
وفی ظلّ الآیة المباركة: مَرَجَ البحرَینِ یلتقیان (10)، عن أنس بن مالك قال مبیّناً مَن البحران: علیٌّ وفاطمة. یَخرجُ منهما اللُّؤلؤُ والمَرجان (11)، قال أنس: الحسن والحسین.
وعن ابن عبّاس قال: علیٌّ وفاطمة بینهما برزخ ـ النبیّ صلّى الله علیه وآله ـ، یخرج منهما الحسن والحسین صلوات الله علیهما (12).
وتنساب الآیات الشریفة تخصّ الإمام الحسین علیه السّلام مع أهل بیته الأطهار علیهم الصلاة والسّلام، مثل: آیة التطهیر ـ قوله تعالى:
إنّما یُریدُ اللهُ لِیُذهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البیتِ ویُطهِّرَكم تطهیرا (13)، وآیة القربى أو المودّة ـ قوله تعالى: قُلْ لا أسألُكم علیه أجراً إلاّ المودّةَ فی القُربى (14)، وآیة المباهلة: فمَن حاجَّكَ فیهِ مِن بعدِ ما جاءَك مِن العلمِ فقلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفسَنا وأنفسَكم ثمّ نَبتهلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبین (15).. وقد أجمع المفسّرون تقریباً على أنّ فاطمة الزهراء علیها السّلام هی المعنیّة بـ « نساءَنا »، وأن أمیر المؤمنین علیّاً علیه السّلام هو المعنیَّ بـ « أنفسَنا »؛ إذ هو نفس رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم بصریح الآیة الكریمة. أمّا الأبناء فی المباهلة « وأبناءَنا » فلم یكونوا إلاّ الحسن والحسین صلوات ربّنا علیهما.

الحُجّة البالغة
لقد أقرّ المسلمون.. قدیماً وحدیثاً على مرّ العصور، أنّ الفضل لأهل بیت رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم، لا یضاهیه بیت آخر، ثمّ الفضل والكرامة لمَن والاهم. وأمّا مَن جحدهم وهو یعلم، فذلك الظالم المنافق.. وكیف لا وقد سُمع رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم یقول على مسامع المسلمین ومشاهدهم ـ مرّاتٍ عدیدةً ـ فیها: «حسینٌ منی وأنا من حسین». «مَن سرَّه أن ینظر إلى سیّد شباب أهل الجنّة فلْینظرْ إلى الحسین». «حسین سبط من الأسباط». «مَن أحبّنی فلْیُحبَّ حسیناً». وخاطبه قائلاً: «إنّك سید ابن سیّد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام أبو أئمّة، إنك حجّة ابن حجّة أبو حُجج تسعة من صلبك، تاسعهم قأئمهم» (16).
هذا.. إلى مئات الروایات التی نقلها العامّة والخاصّة، حتّى روى: أحمد بن علیّ بن حجر العسقلانیّ الشافعیّ فی ( الإصابة فی تمییز الصحابة 333:1 )، والخطیب البغدادیّ فی ( تاریخ بغداد 141:1 ) بسند ینتهی عن عبید بن حنین، أنّ عمر بن الخطّاب قد قال للحسین سلام الله علیه فی صِغر سنّه: إنّما أنبتَ ما ترى فی رؤوسنا اللهُ ثمّ أنتم (17).
وربّما كنّى عمر بالشَّعر عن العلم أو الستر والوقاء، فیعنی أنّه: ما كان من دین أو علم إلاّ أنبته الله ثمّ أهلُ البیت: النبیّ وآله صلوات الله علیهم، ومن الآل الكرام سیّد الشهداء الإمام السبط.. الحسین بن علیّ صلوات الله علیه.

جندي أميركي أثناء تسليم قيادة القاعدة جنوب الموصل للقوات العراقية الخميس (الأناضول)

 أحمد الدباغ-الموصل

انسحبت القوات الأميركية فجر الخميس من قاعدة القيارة جنوب الموصل وسلمتها للقوات العراقية، بعد أيام من انسحابها من قاعدة القائم بالتزامن مع انسحاب الجنود التشيك والفرنسيين المنضوين ضمن قوات التحالف الدولي من العراق.

ويأتي هذا الانسحاب بالتزامن مع تصاعد وتيرة الاستهدافات المتكررة للقواعد الأميركية في مختلف المحافظات، إضافة إلى استهداف المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم السفارة الأميركية.

قواعد هشة
يشير الخبير الأمني هشام الهاشمي إلى أن القوات الأميركية بدأت الانسحاب من المعسكرات غير الآمنة الهشة التي لا تضم ملاجئ محصنة وليس القواعد، وهي معسكرات القائم (ثلاثمئة جندي أميركي) ومن معسكر القيارة وستنسحب من معسكر كي وان وبسماية.

ونفى الهاشمي للجزيرة نت ما تردد عن انسحاب القوات الأميركية من قاعدة الحبانية بمحافظة الأنبار، لافتا إلى أن الانسحاب كان للدوريات الراجلة والمشتركة إلى داخل القسم الأميركي في القاعدة حماية للجنود من خطر فيروس كورونا.

وأرجع الهاشمي انسحاب القوات الأميركية إلى قاعدة عين الأسد وقواعد كبيرة أخرى من أجل تأمين هذه القوات في قواعد محمية ببطاريات الدفاع الجوي الباتريوت، خاصة أن هذه الانسحابات جاءت بعد أسبوعين على إيقاف تدريب التحالف الدولي للقوات العرقية.

ويرى أن أي استهداف من الفصائل سيؤدي إلى ردود أميركية عنيفة، وهو ما سيدخل العراق في مشاكل كبيرة خاصة في حال استهداف المواقع المهاجمة، إذ إن هذه البطاريات تعمل ذاتيا.

وعن احتمالية أن تكون تلك الخطوات ترضية لبعض القوى الشيعية، يقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري للجزيرة نت إن الانسحاب الأميركي لا علاقة له بالشأن السياسي مطلقا.

وأشار الشمري إلى أن هذا الانسحاب مجرد إعادة تموضع مع تحديد مهام جديدة للقوات الأميركية، منبها إلى أن الولايات المتحدة رفضت قرار مجلس النواب العراقي، وبالتالي، فمن غير المنطقي أن تحاول التهدئة مع المعارضين لوجودها.

تقارير الانقلاب
وعما يدور عن احتمالية دعم واشنطن لانقلاب عسكري في بغداد وترابطه مع الانسحاب من القواعد الهشة عسكريا، أوضح الشمري للجريزة نت أن هناك مسارين يمكن أن يحدثا بدعم أميركي في العراق دون تغيير النظام السياسي، يتمثل الأول في أن تدعم واشنطن تحركا داخليا في بغداد لدعم معادلة سياسية جديدة ضد أخرى قريبة من إيران، والثاني يتمثل في دعم أميركي كبير للمعادلة السياسية المقبلة، بما يعني احتمالية طلب الحكومة الجديدة دعما أميركيا للسيطرة على الأمن في بغداد.

تبعات كثيرة سيخلفها الانسحاب الأميركي بحسب كثير من المحللين، إذ يؤكد الباحث السياسي غانم العابد في حديثه للجزيرة نت أن هذه الخطوة ستترك فراغا أمنيا، مؤكدا أن أخطر المناطق هي تلك التي تقع في منطقة الحضر جنوب غرب الموصل على الحدود العراقية السورية، والتي تعد مركزا لانطلاق هجمات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وتكمن الخطورة -بحسب العابد- في أن القوات الأميركية لن يكون لها وجود في هذه المنطقة الممتدة إلى كل من الأنبار وصلاح الدين إضافة إلى الموصل وترابطها مع العمق السوري، وهذا ما قد يفاقم من هجمات التنظيم. ويتخوف العابد من احتمالية أن يكون هناك تخادم بين مقاتلي تنظيم الدولة والفصائل من أجل استهداف أكبر للقوات الأميركية.

تعجيل القرار
وفيما يتعلق بانسحاب القوات التشيكية والفرنسية، يرى الكاتب الصحفي سامان نوح أن المخاوف من فيروس كورونا وتبعاته والاستهداف المتكرر للقواعد الأميركية ومطالبة البرلمان العراقي بانسحاب القوات الأجنبية، كل هذا عجّل بهذا القرار.

ولفت إلى أن القوات الأميركية أعادت التموضع فقط دون انسحاب كامل مع إيقاف تدريب القوات العراقية وإبقاء قوات فعالة وفي مناطق محددة ومحصنة فقط، مرجحا أن الوضع بعد فيروس كورونا لن يعود كما كان، إذ إن دول التحالف المنسحبة لن تعود مرة أخرى للعراق بفعل احتمالية تقليص موازناتها العسكرية والنفقات.

ويعتقد نوح أن إعادة التموضع للقوات الأميركية في العراق لن يؤثر على فعاليتها، إذ يؤكد أن واشنطن تعمل على وجود إستراتيجي وطويل الأمد في العراق، فضلا عن أن تقليص القوات يأتي ضمن الخطة الأميركية في تقليص أعداد قواتها حول دول العالم.

المصدر : الجزيرة

 

أحمد عبد الرحمن

كاتب سياسي فلسطيني

ماذا لو ثبت أن كورونا كان نتيجة هجوم بيولوجي أميركي؟

لو توفرت الأدلة الدامغة والمثبتة علمياً أو حتى استخبارياً لتأكيد هذه النظرية، فذلك يعني إعلان حرب بكل ما للكلمة من معنى.

طاقم طبي يسعف امرأة في مستشفى إميل مولر في مولوز (أ ف ب)

كانت بليغة إشارة المرشد الإيراني السيد علي خامنئي في 12 آذار/مارس الحالي في تعقيبه على انتشار فيروس كورونا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ففي سياق بيانه الذي أوعز فيه إلى هيئة الأركان العامة في الجيش الإيراني ببناء مقر صحي وعلاجي للحد من تفشي الوباء، قال: "مع أخذ الأدلة التي تُثبت أن كورونا يمكن أن يكون هجوماً بيولوجياً بعين الاعتبار، فإن هذا المقر يمكنه أن يكتسي بطابع مناورة دفاع بيولوجي أيضاً، ويعزز الاقتدار الوطني".

وعلى الجانب الآخر، كانت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية واضحة، عندما أشار إلى احتمال ضلوع المخابرات الأميركية صراحةً بنقل فيروس كورونا إلى مدينة "ووهان" الصينية، البؤرة الأولى لهذا الوباء القاتل، والتي أدت لاحقاً إلى انتشاره في معظم دول العالم.

هاتان الإشارتان الواردتان من ألدّ أعداء أميركا سياسياً واقتصادياً، تضيفان مزيداً من الشكّ الأقرب إلى الحقيقة حول كون هذا الوباء الذي هزّ أرجاء العالم من دون مقدمات عبارة عن هجوم بيولوجي شنّته الدولة الأقوى في العالم، والأكثر تنكّراً لحقوق الإنسان ضدّ منافسيها، وبالتحديد الصين وإيران، للحدّ من طموحاتهما على المستويين العسكري والاقتصادي.

هذه الدولة المارقة "أميركا" التي استخدمت السلاح النووي سابقاً ضد اليابان، واستعملت، وما زالت، الأسلحة المحرّمة دولياً ضد كل من يعارضها أو يقف في وجه سياساتها التوسعية أو أطماعها الاستعمارية، ليس غريباً عليها أن تقوم بمثل هذا الهجوم، حتى لو أدى إلى موت مئات الآلاف من المدنيين، ومن بينهم أميركيون.

ولو عدنا في عجالة إلى أرشيف جرائم هذه الدّولة التي قامت على القتل والإرهاب، فسنجد أنها أسّست إمبراطوريتها على جثث مئات الآلاف من الهنود الحمر، "أصحاب الأرض الأصليين"، منذ القرن السابع عشر، وكانت أول من استخدم السلاح النووي في تاريخ البشرية، إذ قتلت في 6 آب/أغسطس 1945 حوالى 140000 مواطن ياباني، عندما قصفت مدينة "هيروشيما" بقنبلة نووية أسمتها "الولد الصغير"، وقتلت 80000 آخرين في "ناغازاكي" بقنبلة مشابهة أسمتها "الرجل البدين".

أما في العراق، فقد قتلت القوات الأميركية منذ احتلالها هذا البلد العربي المسلم في العام 2003، تحت ذرائع ومبررات واهية ثبت كذبها لاحقاً، حوالى 600000 مواطن عراقي، بحسب بعض التقديرات، ويذهب بعض المؤرخين إلى أنّ العدد ربما يفوق مليون مواطن على أقل تقدير.

أضف إلى ذلك تلك الجرائم الَّتي ارتكبت في فلسطين ولبنان وأفغانستان واليمن وسوريا وليبيا والسودان، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء تلك الدولة المجرمة وحلفائها.

 هذا التاريخ الدّموي للولايات المتحدة الأميركية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، يجعل العديد من المراقبين والمتابعين، ونحن منهم، يعتقدون أن ما يجري اليوم من انتشار مخيف لهذا الوباء هو عبارة عن عمل منظَّم ومدروس ومخطط له بعناية، وبالتالي، فإنَّ هذا العمل، بغض النظر عن شكله أو طريقة تنفيذه أو السلاح المستخدم فيه، هو عمل عسكري حربي بامتياز، لأنه يؤدي إلى قتل الناس، وضرب الاقتصاد، وإثارة الرعب والخوف، ولو توفرت الأدلة الدامغة والمثبتة علمياً أو حتى استخبارياً لتأكيد هذه النظرية، فذلك يعني إعلان حرب بكل ما للكلمة من معنى!

وهنا يأتي السؤال الصعب الذي يحتاج بالتأكيد إلى إجابة أكثر صعوبة: ماذا ستفعل تلك الدول التي استهدفت بشكل مباشر ومقصود ومخطّط له من خلال هذا الوباء "الهجوم"؟ وكيف سيكون ردّ فعلها في ضوء موازين القوى السائدة الآن في عالمنا، والتي تقوم على مبدأ "الغلبة للأقوى"؟! وهل ستبادر إلى الرد على هذه الحرب المفروضة بالأدوات نفسها، إن كانت تمتلكها، أو أنها ردَّت بالفعل من دون إعلان رسمي، وبالسلاح نفسه والطريقة نفسها، وما يحدث في أميركا يؤكد ذلك؟

في بعض الحروب التي تُخاض في الخفاء، وتتميَّز بقدر كبير من السرية والكتمان، لا يتمّ كشف التفاصيل إلا بعد 20 أو 30 عاماً من وقوعها. ويبدو أننا أمام مشهد مشابه إلى حدّ كبير، فما يجري الآن ربما يكون أحد فصول تلك الحرب، ولا نعلم بالتحديد موعد كشف النقاب عنها أو على أقل تقدير عن جزء منها.

ولكن ما نعلمه بالتأكيد، بناءً على تجارب الماضي واستحضار التاريخ، أنَّ من يملك خيار بدء الحرب، لا يملك بالضرورة خيار إنهائها، وأن اللعب بالنار لا بدّ من أن يحرق بعض أصابع اللاعبين، إن لم يكن كلّها.

المصدر:المیادین

قال النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله ): (لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون كذابون قريبا من الثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).

مما لا شك فيه ان مقابل كل نبي ورسول يُوحى إليه يوجد آلاف الكذابين والدجالين وأدعياء النبوة.. وهذه المقارنة لوحدها تثبت الشعبية التاريخية لهذه الظاهرة, كون عدد الُرسل الذين بعثهم الله كبيرا في الأصل (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا) (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) .

ولكن؛ رغم كثرة المدعين والدجالين فان قليلا منهم من انعطف بالتاريخ أو حقق امتدادا حضاريا أو جغرافيا مهماً.. وهذه الفئة القليلة  هي المعنية بحديث النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله ): (لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون كذابون قريبا من الثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).

والعجيب أن هذه الظاهرة عرفت في جزيرة العرب حتى قبل ظهور خاتم الأنبياء, ففي كتاب مروج الذهب يسرد قائمة بمدعين ظهروا قبل بعثته (صلى الله عليه وآله) في مكة، مثل خالد بن سنان العبسي, وأمية بن الصلت, وقس بن ساعدة الإيادي, وبحيرا الراهب, وعمرو بن نفيل.. وغيرهم كثير.

وحتى خلال حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله) ثم بعد وفاته مباشرة  ظهر أدعياء نبوة في العديد من القبائل العربية.. فهناك مثلا مسيلمة الكذاب الذي بعث للنبي كتاباً يقترح فيه (مناصفة الأرض) بين قريش واليمامة.. والأسود العنسي الذي جاهر بدعوته في اليمن قبل وفاة النبي الكريم وطليحة بن خويلد الذي ظهر في بني أسد.. وسجاح بنت الحارث التميمي شاعرة بني تغلب الفاتنة.

وفي العهد الأموي والعباسي تفاقم الأمر وتحول لطابع سياسي لدرجة سئم الخلفاء من كثرة اولئك المدعين, فأمروا عمالهم ورجال الشرطة لديهم بقتلهم " بلا محاكمة"  وقليل منهم الذي نجا.

وبدل أن تخف الظاهرة في العصر الحديث تفاقمت وانتشرت بشكل خطير خصوصا تحت دعوى المهدي المنتظر..

ففي نهاية القرن الثالث عشر الهجري ظهر في السودان محمد بن عبد الله الذي كان له تأثير كبير على أتباعه, على الاحتلال البريطاني في ذلك الوقت.. وفي نفس الوقت تقريبا ظهر في المغرب من يدعي أنه ال "مهدي" المنتظر ويحمل أيضا اسم محمد بن عبد الله وازدهرت دعواه لتسع سنوات.

وعند نهاية القرن الرابع عشر الهجري اقتحمت مجموعة مسلحة بيت الله الحرام وسفكت دماء الحجاج والمصلين فيه تحت دعوى "المهدي المنتظر" وفي عقد الثمانينات ادعى محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري بالسودان أنه نبي مرسل, وأن رسالة محمد ( صلى الله عليه وآله) لم تعد صالحة لهذا الزمان وقد حكمت عليه المحكمة الشرعية بالخرطوم عام ١٩٨٦بأنه مرتد مارق من الدين الاسلامي

ومن الملاحظات الغريبة أن ادعاءات النبوة تكثر هذه الأيام  في بلدان معينة وتكاد تختفي تماما في بلدان أخرى . ففي باكستان مثلا يكاد يظهر مدعي نبوة جديد كل شهر تقريبا.. وفي العراق ظهر أكثر من (٢٣) مدعياً بين حربي الخليج الأولى والثانية فقط.. وفي لبنان ظهرت بين الدروز ٦حالات في المناطق التي تحتلها الكيان الصهيوني فقط.. في مصر والسودان والجزائر تفاجئنا الصحف بين الحين والآخر بالقبض على مدعي نبوة جديد, أو مهدي منتظر, بل حتى في أمريكا نفسها ظهر بين الجالية الإسلامية أربعة أشخاص منذ عام ٢٠٠٠ ادّعوا النبوة وتمتعوا بحماية قانون حفظ الحريات الدينية.

ولأن ادعاء النبوة ظاهرة تاريخية متواصلة - عرفت في كافة المجتمعات والديانات  فلا يمكن ان تتراجع او تتوقف مستقبلا؛ فهي ليست فقط جزءاً من الحراك الديني بل و(حالة إنسانية) يقف خلفها الطمع السياسي والتسيد الاجتماعي وكسب الولاء المطلق ناهيك عن اضطراب العقل، وانفصام الشخصية ، وإيحاء الشيطان زخرف القول غرورا.

وان متصفح التاريخ في العصور الزمنية التي سبقت نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) كانت الادعاءات الباطلة تتركز على ادعاءات الالوهية نفسها والعظمة المطلقة من امثال ادعاء فرعون, والملك ذو نواس الذي احرق اصحاب الاخدود.

اما من بعد نبوة النبي فان الادعاءات الباطلة اصبحت تتركز على ادعاء النبوة و القدوم برسالة من الله  وهنا تبرز اهمية التأكيدات التي وردت كثيرا في القران و السنة على ان النبي (صلى الله عليه وآله) هو اخر الانبياء و المرسلين ولا نبي بعده. حقيقة لولا هذه التأكيدات و التوضيحات لضل كثير من الناس لأنه لا يصعب ادراك زيف ادعاءات اي شخص يدعي الالوهية.. ولكن اثبات زيف مدعي النبوة قد يكون اكثر صعوبة و تضليلا للكثير من الناس... فالحمد لله الذي وضّح ذلك بحيث لا تصبح المسالة هي هل هذا المدعي للنبوة صادق ام كاذب بل ان اي مدع للنبوة بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو كاذب أفّاك, مهما ساق من حجج او مبررات.

إن أغلب هؤلاء المدعين يطلب المادة والوجاهة مثل مسيلمة حين طلب مناصفة الأراضي وكأنه يحسب الدعوة عقارات وبيع وشراء.

ان ادعاء النبوة نوع من التخلف والجنون والأمراض النفسية. وان من يدعي أنه المهدي المنتظر متيقن من بطلان دعواه .

ولا يزال خروجهم واحدا بعد الآخر حتى يظهر آخرهم: الأعور الدجال، كما جاء في حديث سمرة بن جندب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قال في خطبته يوم كسفت الشمس: "وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الكذاب" .

فهد عامر الأحمدي حركة ادّعاء النبوة والمهدوية.. الظاهرة والتاريخ

نفحات إسلامية

يوجد عبارتين متعاكستين في القرآن وهما: - الله يحبُّ - الله لا يحبُّ
فمن هؤلاء الذين يحبهم الله ومن هؤلاء الذين لا يحبهم الله؟
هذا سؤال مهم لأن المؤمن يسعى دائماً لمزيد من محبة الله له ورضوانه عليه،،
وإلا فما قيمة الحياة والعبادة والأخلاق إذا لم تؤدي إلى محبة الله لنا.
وبنفس الوقت ينبغي أن نعلم الأصناف التي يبغضها الله لنتجنب أفعالهم ونتبرَّأ منها.
المفاجأة أيها الأحبة أن الله تعالى جعل توازناً دقيقاً في كل شيء في كتابه حتى في نسبة المحبة!!
فلو تأملنا آيات القرآن نرى بأن الله تعالى قد خصص..
16 آية لمن يحب،،
و16 آية لمن لا يحبّ!!
أي أن عبارة (الله يحب) في القرآن تكررت 16 مرة
وعبارة (الله لا يحب) تكررت بنفس العدد أي 16 مرة
وهذا توازن دقيق وعجيب يشهد على أن الله لا يظلم الناس شيئاً..
وأن الله قد أحكم هذا الكتاب العظيم.
وإليكم الآيات حسب ترتيبها في المصحف:

أولاً: عبارة (الله يحب)
تكررت 16 مرة في الآيات التالية:
1- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195].
2- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222].
3- فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [آل عمران: 76].
4- وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134].
5- وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [آل عمران: 146].
6- وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 148].
7- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].
8- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 13].
9- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة: 42].
10- وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 93].
11- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة: 4].
12- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة: 7].
13- وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة: 108].
14- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات: 9].
15- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة: 8].
16- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف: 4].

ثانياً: الآيات التي وردت فيها عبارة (الله لا يحب) وعددها 16 وهي:
1- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة: 190].
2- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة: 205].
3- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة: 276].
4- فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 32].
5- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران: 57].
6- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران: 140].
7- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء: 36].
8- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا [النساء: 107].
9- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة: 64].
10- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [المائدة: 87].
11- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ [الأنفال: 58].
12- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج: 38].
13- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص: 76].
14- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص: 77].
15- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18].
16- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد: 23].

فهلموا بنا أن نعمل أعمال من يحبهم الله ونتحلى بصفاتهم ونتجنب أعمال وصفات من لا يحبهم الله .

 

مع اجتياح فيروس كورونا معظم دول العالم بما فيها السعودية، يطالب أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين في السجون السعودية سلطات الرياض بإطلاق سراحهم فورا حفاظا على سلامتهم، معربين عن تخوفهم من احتمال انتشار الفيروس القاتل في السجون، سيما في ظل توارد تقارير عن عدم اتخاذ السعودية أي إجراءات احترازية لمنع وصول كورونا الى السجون وهو ما يهدد حياة مئات المعتقلين.

طالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، وذلك في ظل وباء كورونا الذي يجتاح العالم.

ووجه هنية رسالة عاجلة للملك سلمان اعتبر فيها إطلاق سراح الفلسطينيين ضرورة إنسانية وقومية، انطلاقا من الأبعاد الإنسانية والدينية للسعودية في التعامل مع قضية فلسطين وأبنائها الذين عاشوا سنوات طويلة على أرض المملكة.

ويقبع عشرات الفلسطينيين على رأسهم ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد الخضري (82 عاما) الذي يعاني ظروفا صحية صعبة ونجله هاني، في السجون السعودية.

وكانت حركة "حماس"، قد أعلنت في 9 سبتمبر/ أيلول 2019، عن اعتقال الخضري ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة "العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، عقدت أولى جلساتها لمحاكمة 68 فلسطينيا وأردنيا، وبعض من كفلائهم السعوديين، في الثامن من آذار/ مارس الجاري، بعد توجيه تهم واهية اليهم ركزت في المقام الأول على الدعم المالي للقضية الفلسطينية.

وشنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة بحق أردنيين وفلسطينيين في نيسان/ أبريل 2019، سبقها اعتقال مجموعة في شباط/ فبراير، وتلاها اعتقالات محدودة في تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس، ليصل المجموع بين الـ60 و70 معتقلا.

وتضم قائمة أسماء المعتقلين أساتذة جامعات وأكاديميين وإعلاميين ومهندسين، مضى على اعتقال بعضهم أكثر من عامين وهم تعرضوا لحملة اعتقالات وملاحقات سرية رغم أن لديهم تعاقد رسمي مع الحكومة السعودية للعمل في المملكة.

ولم تستجب السلطات السعودية للمطالبات التي وجهها أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين للإفراج عن أبنائهم منذ أشهر. ومع زيادة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في معظم دول العالم ومنها السعودية ومواصلته حصد الأرواح خاصة كبار السن، بدأ أهالي المعتقلين في السجون السعودية الشعور بالرعب من احتمال إصابة أبنائهم في السجون بفيروس كورونا.

وبدأ يتزايد قلق الأهالي بعد أن أفاد حساب معتقلي الرأي المختص بنشر أخبار المعتقلين في السعودية، في تقرير بأن السلطات السعودية لم تتخذ أي إجراءات احترازية لمنع وصول كورونا إلى السجون، إضافة إلى عدم تعقيم الزنازين، أو استخدام مواد تنظيف، وهو ما يهدد حياة مئات المعتقلين ومن بينهم المعتقلون الفلسطينيون والاردنيون في سجون المملكة.

وبات أهالي المعتقلين يخشون على حياة أبنائهم داخل السجون السعودية، خاصة أن بعض المعتقلين ومن بينهم كبار السن مصابون بأمراض مزمنة، في وقت تتكتم فيه السلطات على حالاتهم وعدم تأكيدها اتخاذ أي إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس القاتل بين المعتقلين.

وقال عدد من أهالي المعتقلين، إنهم أرسلوا مخاطبات رسمية إلى منظمة الصحة العالمية للتأكد من اتخاذ السلطات السعودية إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس داخل السجون، خاصة مع الحديث عن وجود حالات اشتباه بين السجناء الأجانب بالمملكة.

وقال عبد الماجد الخضري، شقيق المعتقل محمد الخضري: مع انتشار الفيروس بدأنا نشعر بالخوف على مصير أبنائنا المعتقلين في السجون السعودية، داعيا لإطلاق سراحهم خاصة أن السجون مكدسة بالمعتقلين وهناك فرصة لانتقال العدوى.

وفي فلسطين، أطلقت حملة "الحرية للخضري والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية"، نداء عاجلا بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون المملكة بسبب كورونا، ومع تصاعد التهديدات الصحية للبشرية، ومع الازدياد الدائم في أعداد المصابين والمتوفين بدول العالم.

ودعت الحملة في بيان نشرته على حسابها بموقع "فيسبوك"، السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، ومن بينهم الدكتور الخضري.

واعتبرت الحملة بقاء هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين بالسجون السعودية في هذا الوقت يشكل خطرا على حياتهم وتهديدا لصحتهم، مطالبة جميع المؤسسات الإنسانية والقانونية في العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ وإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية.

وفي سياق متصل، تتواصل وقفات احتجاجية ينظمها أهالي المعتقلين الاردنيين في السعودية، تطالب السلطات السعودية بإطلاق سراح أبنائهم قبل أن يصابوا بفيروس كورونا.

رئيس لجنة المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية خضر المشايخ من جهته دعا منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر تحديدا، إلى التدخل للاطمئنان على المعتقلين بالسجون السعودية، في ظل انقطاع الزيارات بعد تفشي المرض بالسعودية.

وكشف المشايخ عن وجود حالات من الاصابة بالوباء بين صفوف بعض المعتقلين الاجانب في سجون المملكة بعد نقلهم إلى الرياض بطائرة خلال المحاكمة، معبرا عن خشيته من انتقال العدوى الى عشرات المعتقلين الاردنيين والفلسطينيين.

وباتت حصيلة حالات الإصابة بفيروس كورونا مرشحة للارتفاع في الدول الخليجية وسط حالة من الذهول، إذ أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 119 حالة إصابة جديدة من بينها 72 اكتشفت في أحد فنادق مكة المكرمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي في مؤتمر صحفي إنه تم تسجيل 119 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 511 إصابة.

وتسبب فيروس كورونا حتى الآن في وفاة ما لا يقل عن 13 ألفا و444 شخصا في العالم، منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما تم تسجيل أكثر من 308 آلاف و130 إصابة رسميا في أكثر من 170 بلدا منذ بدء تفشي الوباء.

المصدر:العالم

وزير الخارجية الروسي يؤكد على ضرورة رفع العقوبات الأميركية عن إيران، والأمين العام للأمم المتحدة يدعو الدول الأعضاء لمدّ يد العون لمساعدتها على مكافحة جائحة كورونا.

 

  • موسكو: عدد الضحايا في إيران سببه ليس فقط تفشي كورونا وإنما الإعاقة الأميركية لمكافحته

بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، تنسيق الجهود لمكافحة أزمة فيروس كورونا، مؤكداً ضرورة رفع العقوبات الأميركية عن إيران.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن لافروف أجرى اليوم الثلاثاء اتصالاً هاتفياً مع ظريف، بحثا خلاله "القضايا المتعلقة بجائحة فيروس كورونا"، حيث تم "إعطاء تقييم عال لمستوى التعاون الثنائي في مواجهة هذا التحدي العالمي".

وأضافت الوزارة أن لافروف وظريف نسقا "الإجراءات والمبادرات ذات الصلة في إطار منصات المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة".

وشدد لافروف، حسب البيان، على أن روسيا "تدعو بإصرار" الولايات المتحدة إلى "الرفع الفوري لعقوباتها غير الإنسانية التي تمنع حكومات الدول المستهدفة من مكافحة COVID-19 بشكل كامل".

وأضاف البيان: "أكد الجانب الروسي نيّته مواصلة التطوير الشامل للعلاقات التجارية الاقتصادية الروسية الإيرانية والمشاريع الاستثمارية المشتركة، بما في ذلك الإسهام في زيادة صادرات المنتجات الزراعية، التي تعاني جارتنا الحسنة من حاجة ماسة إليها في ظل الضغط الناجم عن العقوبات الأميركية غير القانونية وأحادية الطرف".  

ودعت المفوضة السامية لحقوق الانسان ميشال باشليه لتعليق العقوبات على الدول التي تعاني من تفشي وباء كورونا، ولا سيما إيران وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وزيمبابوي.

وفي 16 آذار/ مارس الحالي وصفت الخارجية الروسية السياسة الأميركية تجاه إيران في أزمة فيروس كورونا بـ"السياسة اللاإنسانية"، مؤكدة أن العقوبات الأميركية على طهران أصبحت عائقاً على طريق مكافحة كورونا من قبل السلطات الإيرانية.

ولفتت إلى أن "العدد الكبير من الضحايا في إيران سببه ليس فقط تفشي "كوفيد 19"، وإنما الإعاقة الأميركية المقصودة لمكافحة العدوى".

بالتوازي،أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، أن بلاده دعت الدول المعنية إلى رفع العقوبات على الفور عن إيران، في الوقت الذي تكافح فيه طهران، للتعامل مع جائحة فيروس كورونا.

غوتيرش يناشد الدول مد العون لطهران 

وعقب إتصال أجراه معه وزير خارجية إيران، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول الأعضاء مدّ يد العون لمساعدة إيران على مكافحة جائحة كورونا التي تعصف بها.

كما أجرى غوتيريش إتصالات بالعديد من الدول، من ضمنها الولايات المتحدة، لنفس الغاية. هذه الخطوة أتت بعد دعوة المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، لإعادة النظر بالعقوبات الشاملة المفروضة، وعدّتها تهديدا لسلامة الشعوب وإنتهاكا لحقوق الإنسان لا سيما في ضوء تفشي كورونا. 

المصدر:المیا

الأستاذ سعيد العذاري
تبنى رسول الله صلی الله علیه وآله أمن وحماية غير المسلمين وخصوصاً أهل الذمة; فهم آمنون على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم وتجلى هذا التبني منذ الأيام الأولى لقيام نواة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وحرّم صلی الله علیه وآله وسلم جميع ألوان الاعتداء عليهم، وأوجب على المسلمين الوفاء لهم بالعهد، فقال: «حسن العهد من الإيمان»(1).
فلهم ما للمسلمين من حقّ في إشاعة الأمن والتمتع بالحماية فحرّم رسول الله صلی الله علیه وآله جميع ألوان الأذى، وجعل نفسه خصماً لمن آذاهم، فقال: «من آذى ذمياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة»(2).
وقال صلی الله علیه وآله: «من آذى ذميّاً فقد آذاني»(3).
وحرّم الاعتداء عليهم بظلم او اضطهاد أو غلول أو غصب، فقال: «إلا من ظلم معاهداً وانتقصه وكلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه; فأنا حجيجه يوم القيامة»(4).
وقال صلی الله علیه وآله: «منعني ربّي أن أظلم معاهداً ولاغيره»(5).
وفي رواية قال صلی الله علیه وآله: «من قتل رجلاً من أهل الذمّة حرّم الله عليه الجنة»(6).
ولم يكتف رسول الله صلی الله علیه وآله بهذه الإرشادات والتوجيهات، وإنّما قام بخطوات عملية في إقرار ذلك، ومنها كتابة المعاهدات وتثبيتها بختمه الشريف، ومن هذه الكتب كتابه الى يحنة بن رؤية صاحب ايلة حيث جاء فيه: «هذه أمنة من الله ومحمّد النبي رسول الله ليحنة بن رؤية، وأهل إيلة سفنهم وسياراتهم في البرّ والبحر، لهم ذمّة الله، وذمّة محمد النبي، ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر»(7).
وكتب لأهل اليمن، وأهل أذرح، وجربا، ومقنا، كل كتب على حدة «انهم آمنون بأمان الله وأمان محمد»(8).
وكتب لكل قبيلة من اليهود كتاباً خاصاً به(9).
فكانوا آمنين على عقائدهم وحرياتهم وعلى أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم.
 
الرجوع الى رسول الله صلی الله علیه وآله في القضاء
أقرّ رسول الله صلی الله علیه وآله حق التقاضي والتحاكم الى غير المسلمين بالرجوع الى حاكمهم، أو الرجوع الى حاكم المسلمين، وهو رسول الله صلی الله علیه وآله في عهده، وكان صلی الله علیه وآله وسلم يتدخل في القضاء بينهم إن أرادوا ذلك.
قدّم أحد اليهود شكوى على أحد الصحابة ; لأنّه ضربه على وجهه، وقال: «يا محمّد انظر ما صنع بي صاحبك، فحاسب الصحابي على فعله»(10).
وكان أهل الكتاب يرجعون اليه للحكم في قضايا الحدود والتعزيرات، حيث رجعوا اليه في الحكم على اثنين منهم متلبسين بجريمة الزنا، فحكم فيهم بحكم الإسلام»(11).
وقد أجاز صلی الله علیه وآله شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض(12).
وبعث أحد الصحابة كتاباً الى رسول الله صلی الله علیه وآله: «انّي أصبت دماء قوم من اليهود والنصارى فوديتهم، وأصبت دماء من المجوس، ولم تكن عهدت اليّ فيهم».
فكتب اليه رسول الله صلی الله علیه وآله: «انّ ديّتهم مثل ديّة اليهود والنصارى»(13).
ووجد الأنصار أحدهم مقتولاً في ساقية من سواقي اليهود، فقالوا: «اليهود قتلوا صاحبنا»، فتحاكموا الى رسول الله صلی الله علیه وآله ، فقال لهم: «ألكم بيّنة؟» فقالوا: لا، فقال: «أتقسمون؟» فقالوا: «كيف نقسم على مالم نره؟»، فقال صلی الله علیه وآله: «فاليهود يقسمون»، فرفض الأنصار تحليف اليهود، فودّاه رسول الله صلی الله علیه وآله من بيت المال(14).
وقد استشعر أهل الكتاب هذه العدالة النبوية في القضاء، ولذا جاء وفد نجران الى رسول الله صلی الله علیه وآله يلتمسونه في أن يبعث معهم قاضياً من المسلمين حيث قالوا له: «ابعث معنا رجلاً من أصحابك ترضاه لنا; يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها في أموالنا، فانّكم عندنا رضاً»(15).

المصادر :
(1) كنز العمّال 4: 365، علي المتقي الهندي .
(2) الجامع الكبير 1: 85، عبدالرحمن السيوطي.
(3) من لا يحضره الفقيه 4: 124.
(4) السنن الكبرى 9: 205.
(5) كنز العمّال 3: 363.
(6) مستدرك الوسائل 11: 131.
(7) السيرة النبوية لابن كثير 4: 29.
(8) الطبقات الكبرى 1: 290.
(9) إعلام الورى بأعلام الهدى: 79 ، الفضل بن الحسن الطبرسي.
(10) السيرة النبوية لابن هشام 2: 207.
(11) صحيح مسلم 3: 1326، الروض الأنف 4: 369.
(12) سنن ابن ماجة 2: 94، نصب الراية 4: 85 ، الزيعلي.
(13) الاستبصار 4: 269.
(14) من لا يحضره الفقيه 4: 99.
(15) الروض الأنف 5: 21.