
emamian
وداعاً قاسم سليماني و ابومهدی المهندس.. البراكين العراقية الثائرة تشارك في مراسم تشييع الجثامين الطاهرة
في إعتداء أمريكي غاشم قامت طائرات بدون طيار تابعة للقوات الامريكية فجر يوم الجمعة الماضي باستهدف سيارة قائد قوة القدس اللواء "قاسم سليماني" و نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "ابومهدي المهندس" في العاصمة العراقية بغداد وهذه الجريمة البشعة التي استهدفت عدداً من رموز محور المقاومة أثارت سخط الملايين من أبناء الامة الاسلامية والعربية وذلك لأن هؤلاء الشهداء كان لهم الدور الابرز في مقارعة ومحاربة الكثير من العناصر الارهابية التي كانت منتشرة في سوريا والعراق والتي كانت تتلقى الدعم المالي والعسكري من قبل عدداً من الدول الغربية ودول المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وحول هذا السياق، قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "الهجوم الإجرامي على الجنرال سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا"، مؤكداً أن "الإدارة الأمريكية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة".

يذكر أن الشهيد اللواء "قاسم سليماني" (62 عاماً)، كان قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وموفد بلاده الى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع القوات الحكومية في تلك البلدان لمحاربة والقضاء على كافة الجماعات الارهابية فيها وأما الشهيد "أبو مهدي المهندس" فقد كان رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يشكل جزءا من القوات العراقية، لكنّه كان يعتبر على نطاق واسع القائد الفعلي لذلك الحشد الشعبي.
وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أنه قبل ساعات قليلة بدأت في العاصمة العراقية، مراسم تشييع القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني الشهيد "قاسم سليماني"، ونائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي الشهيد "أبو المهدي المهندس"، وعدد من المرافقين لهما الذين استشهدوا في قصف أمريكي قرب مطار بغداد فجر يوم الجمعة الماضي ولقد أظهرت لقطات مباشرة توافد آلاف العراقيين إلى وسط العاصمة العراقية بغداد، لتشييع قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي وعدد من الشهداء ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن رئيس الوزراء المستقيل "عادل عبد المهدي" وعدداً من المسؤولين العراقيين وبعض قادة الاحزاب السياسية والدينية العراقية شاركوا في تشييع هؤلاء الشهداء الطاهرين وكان العديد من المشيعين يرتدون ملابس سوداء، ويحملون أعلاما عراقية وصوراً للشهداء وعلى رأسهم الشهيد "قاسم سليماني" وهذه المراسم الجنائزية الكبيرة والمشرفة تدل على عمق الروابط الاخوية بين الشعبين العراقي والايراني الشقيقين وتؤكد للولايات المتحدة وبعض الانظمة العربية العميلة بأن العلاقات بين هذين الشعبين الشقيقين ستظل قوية وراسخة مهما حاكت تلك الانظمة الرجعية الخطط الخبيثة المؤامرات.

وفي سياق متصل، ذكرت بعض وسائل الاعلام العراقية، أنه تم إغلاق الطرق المؤدية إلى موقع التشييع في منطقة الجادرية وسط بغداد أمام المركبات وذلك بسبب توافد الآلاف من الجماهير الغفيرة العراقية إلى ساحة التشييع ولفتت تلك الوسائل الاعلامية إلى أنه سوف يلي هذا التشييع الرسمي، تشييع شعبي على أن ينتقل من العاصمة العراقية بغداد ويتوجه الى كربلاء المقدسة قبل أن تُوارى الاجساد الطاهرة الثرى بجوار مرقد أمير المؤمنين الامام "علي" عليه السلام في النجف الاشرف. ومن جهته أشار إعلام هيئة الحشد الشعبي إلى أن جثمان الشهيد "المهندس" وعدد من مرافقيع سيوارون الثراء في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف.
وفي سياق متصل، أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري الايراني أن مراسم تشييع الشهيد اللواء "سليماني" ستجري صباح الغد في مدينة مشهد المقدسة عند مرقد الامام علي بن موسى الرضا (ع) ويوم الاثنين ستقام الصلاة بامامة قائد الثورة الاسلامية آية الله السید علي خامنئي في جامعة طهران على يستكمل التشييع يوم الثلاثاء في محافظة كرمان مسقط رأس الشهيد القائد سليماني وذكرت العلاقات العامة للحرس الثوري الايراني مساء امس الجمعة أن الامام "الخامنئي" قام بزيارة منزل القائد سليماني وقدم التعازي باستشهاده لعائلته. ومن جهته صرح سفير الجمهورية الاسلامية في العراق "ايرج مسجدي" قبل بدء مراسم تشييع اللواء الشهيد قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العتبة الكاظمية المقدسة: "نحن ننتظر هنا في حرمين الامام موسى بن جعفر (ع) والامام الجواد (ع) حتى أن تصل الجثامين الطاهرة للشهداء كي يتم تشييعها ضمن مراسم مجللة إلى مدينة مشهد المقدسة".

المصادر الميدانية التي حضرت مراسم التشييع في العاصمة العراقية بغداد، ذكرت أن المشيعون العراقيون رددوا الهتافات المنددة بأمريكا و"إسرائيل" المؤكدة على الانتقام لدماء الشهداء، وقالوا "كما قاتلنا الأمريكيين عام 2007. سنقاتلهم مجدداً وسننتقم". ولفتت تلك المصادر الميدانية إن المشيّعين رفعوا يافطات باللغة الانكليزية ترفض الوجود الأمريكي في بلادهم، وتؤكد أولوية إخراجهم. وقال المشيّعون إن "الأرض التي أنجبت سليماني والمهندس ستنجب الآلاف مثلهما.. ولن يهدأ لنا بال حتى ننتقم من أميركا". كما رددوا "شهداؤنا هم فخرنا.. وسنربي أولادنا على كره أميركا والانتقام لشهدائنا"، و "فصائل المقاومة ومعها الحشد الشعبي قادرة على تغيير المعادلة وعلى القوى السياسية اتخاذ موقف جاد". وأكد المشيّعون "نحن حاضرون للالتفاف تحت راية الجهاد ضد أميركا.. وسنصل إلى كل عملائها في مجتمعنا". وشددوا أن "نقاء الدماء التي أريقت دفاعاً عن كل العراق سيوحد جهودنا في المقاومة التي ستشمل كل المنطقة". المشيّعون حذّروا "بعد دفن الشهداء.. سيكون لنا كلام آخر مع البرلمان الذي توجد أمامه غداً فرصة أخيرة"، لافتين إلى أن "هناك قوى من قبل مختلف المذاهب والتوجهات تؤكد أولوية المواجهة وإغلاق أذرع أميركا التي كُشفت". ورفعت على السيارات التي تنقل الشهداء الإيرانيين أعلام ايران، كما ورفع عدد من المشاركين في الحشد صوراً للمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية "آية الله علي خامنئي" والأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله".

وفي الختام تجدر الاشارة إلى أن الغضبُ العربي والإسلامي إزاء اغتيال "سليماني والمهندس" بثت الرعب في قلوب بعض دول المنطقة العميلة. حيث كشفت العديد من المصادر الاخبارية، أن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تعيش يوما عصيبا جراء حدة التصريحات الإيرانية بالرد القاسي على قيامها بقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أمريكية اليوم الجمعة بالعاصمة العراقية بغداد الأمر الذي دفعها للتوسط بدولة أوربية ولم تقصر حالة الخوف والرعب الذي أحدثته جريمة اغتيال الشهيدين "سليماني" و"المهندس"، على الولايات المتحدة وإسرائيل، فقط بل إنها امتدت لتشمل حلفائها في المنطقة، فعلى غير عادتها بدت الإمارات والسعودية، عقب الاستهداف الغادر الذي نفّذته الولايات المتحدة الأمريكية، متوجستين؛ بفعل الغضب العربي والإسلامي إزاء العملية.
مظاهرة في لندن ترفض إشعال حرب مع إيران
على خلفية اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، في غارة أمريكية ببغداد فجر الجمعة
شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، مظاهرة رافضة لإشعال أي حرب مع إيران على خلفية اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية بغداد فجر الجمعة.
شارك في المظاهرة نحو 150 شخصا، بينهم برلمانيون من حزب العمال المعارض.
رفع المحتجون لافتات كتب عليها شعارات من قبيل "لا للحرب مع إيران" و"أنهوا الحروب"، كما طالبوا الحكومة البريطانية بالوقوف ضد أي حرب محتملة مع طهران.
وفي المظاهرة، ألقى وزير المالية بحكومة الظل لحزب العمال البريطاني، جون مكدونيل، كلمة أشار فيها إلى موقف حزبه الرافض للحرب في العراق قبل الاحتلال الأمريكي.
وأضاف مكدونيل: "هناك درس تلقيناه من هذه الأحداث، وهو أن العنف يبدأ بالعنف، وهذا ما دفعنا إلى الحرب المدمرة في العراق".
واتهم مكدونيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتباع سياسة "الإمبريالية العدوانية"، لافتا إلى أن دعوة الحكومة البريطانية الأطراف إلى ضبط النفس "غير كاف".
وتابع: "ما نطلبه من الحكومة البريطانية هو إدانة واضحة لهذا العنف".
ونظم المظاهرة "ائتلاف أوقفوا الحرب" البريطاني، وهي جمعية تأسست في 21 سبتمبر/أيلول 2001؛ أي عقب الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة مباشرة، وتعنى بالضغط لإنهاء الحروب التي ترى أنها غير عادلة في العالم.
وفجر الجمعة، قتل سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص آخرين، في قصف أمريكي استهدف سيارتين كانوا يستقلونهما على طريق مطار بغداد.
وأعلت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الجمعة، عزمها إرسال لواء كامل من الفرقة 82 المجوقلة (المحمولة جوا) إلى الشرق الأوسط.
في المقابل توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"انتقام مؤلم" على خلفية مقتل سليماني، وإعلان الحداد في البلاد 3 أيام.
مسؤول إيراني: 35 موقعا أمريكيا حيويا وتل أبيب في مرمى نيراننا
نقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني قوله، إن إيران ستعاقب الأمريكيين أينما كانوا في مرماها، ردا على مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس".
وقال القيادي غلام علي أبو حمزة، إن 35 هدفا أمريكيا حيويا في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب، "في مرمى القوات الإيرانية، مؤكدا أن الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تكونا في حالة ذعر دائمة بعد اغتيال الشهيد قاسم سليماني".
وأضاف: "يعد مضيق هرمز طريقا حيويا للغرب، حيث يعبر عدد كبير من المدمرات والسفن الحربية الأمريكية هرمز وبحر عمان والخليج الفارسي".
وشدد على أن إيران تحتفظ بحقها في الانتقام من الولايات المتحدة على اغتيال قاسم سليماني.
المصدر: وسائل إعلام إيرانية
متظاهرون أمام البيت الأبيض: لا للاغتيالات.. نعم للحوار مع إيران
مئات المتظاهرين طالبوا الإدارة الأمريكية بالانسحاب من العراق وتجنب الحرب مع إيران
تظاهر العشرات أمام البيت الأبيض في واشنطن، السبت، مطالبين الإدارة الأمريكية بالانسحاب من العراق، وتجنب الحرب مع إيران.
نظم المظاهرة العديد من منظمات المجتمع المدني الأمريكية، وشارك فيها نحو 300 شخص.
واحتج المتظاهرون على سياسات الإدارة الأمريكية تجاه العراق وإيران، وحملوا لافتات مكتوب عليها "السلام مع إيران"، و"حاور إيران ولا تقصف".
كما طالبوا بسحب الجنود الأمريكيين من العراق، وأعلنوا رفضهم قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، عبر حمل لافة مكتوب عليها "لا للاغتيالات".
وقتل سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، فجر الجمعة، إثر قصف جوي أمريكي استهدفت سيارتين على طريق مطار بغداد.
المصدر:الاناظول
زوال اسرائيل وطرد الأميركان من المنطقة مقابل اغتيال سليماني والمهندس
الوقت- وجه الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، اليوم الجمعة رسالة بشأن اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني و نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في بغداد.
وقال الشيخ الخزعلي في الرسالة، إن “زوال اسرائيل وطرد الأميركان من المنطقة مقابل اغتيال سليماني والمهندس”.
وأضاف “على كل المجاهدين المقاومين الجهوزية فأن القادم علينا فتح قريب ونصر كبير”.
روحاني لوزير الخارجية القطري: أميركا ستدفع ثمنا باهظا
أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، يوم السبت، اننا نعتبر العملية الارهابية الاميركية الاخيرة دعما جديدا من قبل أميركا للارهاب، مشددا على أن اميركا ستدفع ثمنا باهظا.
ولدى استقباله وزير الخارجية مساعد رئيس الوزراء القطري، احمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أكد حجة الاسلام حسن روحاني ضرورة التشاور والمزيد من التنسيق بين ايران وقطر في الظروف الراهنة، وقال: ان الاميركان وللأسف دشنوا مسارا جديدا من شأنه ان يكون خطيرا للغاية للمنطقة، لذلك في هكذا ظروف، من الضروري التشاور والتنسيق الاوثق بين الدول الصديقة.
ولفت روحاني الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تكن مطلقا البادئة بأي توتر قد يؤدي الى زعزعة الامن في المنطقة، مصرحا: ان ما أدى الى زيادة التوتر في المنطقة خلال السنوات الاخيرة هو الاجراءات الاميركية المتهورة.
وبيّن روحاني ان القائد سليماني كان وجها عالميا في محاربة الارهاب، والجميع كانوا يعلمون مدى الدور المؤثر الذي كان يلعبه في امن المنطقة وخاصة في العراق وسوريا، معربا عن امله ومن خلال حركة الشعب العراقي في التشييع المهيب وكذلك التشييع الضخم الذي سيجري في ايران، بأن تنتبه اميركا حجم الخطأ الكبير الذي اقترفته.
وأضاف: في الظروف الراهنة نتوقع من الدول الصديقة والمجاورة ان تدين بشكل صريح الجريمة الاميركية هذه، لأن اميركا تسببت بالنحو الاكثر إجرامية باستشهاد قائد كبير للقوات المسلحة الايرانية في بلد آخر، معربا عن امله بأن يدين الجميع بصوت واحد ارهاب الدولة، وان تبادر دول المنطقة الى تعزيز وحدتها وانسجامها وتفاهمها اكثر مما مضى.
وتابع: ان الاجراء الاميركي الاخير كان اساءة الى الشعب العراقي وكذلك انتهاكا للسيادة الوطنية للعراق، فضلا عن استشهاد قائد كبير يحظى باحترام جميع الايرانيين والمنطقة.
وأكد الرئيس الايراني ان تواجد اميركا يلعب دورا مخربا للغاية في المنطقة، واليوم على جميع دول المنطقة ان تصل الى هذه القناعة بأنه مادامت اميركا متواجدة في المنطقة، فإن دول المنطقة لن ترى الاستقرار.
كما أكد روحاني اهمية تنمية العلاقات بين طهران والدوحة، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى دوما التواصل والتشاور الوثيق مع قطر مفيدا لتنمية العلاقات الثنائية والاقليمية، لافتا الى ان ايران في ظروف الحظر وقفت الى الحكومة والشعب القطري، وستواصل وقوفها الى جانب قطر، معربا عن امله بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل اليها مع امير قطر في ماليزيا.
وفي الختام، اعرب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، عن امله بأن تتمكن طهران من التقريب بين دول المنطقة في إطار مبادرة هرمز للسلام.
دور اللواء سليماني في إخفاقات أمريكا الاستراتيجية في المنطقة
- إن القرار غير الحكيم والخطأ الاستراتيجي للولايات المتحدة في اغتيال اللواء "الحاج قاسم سليماني" ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس"، سيسببان في تداعيات مزدوجة بعضها يمكن التنبؤ بها وبعضها لا يمكن التنبؤ بها في جميع أنحاء المنطقة، والولايات المتحدة والکيان الإسرائيلي هما أول جهة ستواجه هذه التداعيات قريباً.
الإقدام علی هذا الإجراء مع الإدراك بخطورته ومعرفة أنه بمثابة وضع اليد علی زناد الحرب، يدل فقط على أهمية ودور القائد اللواء سليماني في إلحاق الهزيمة بالاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة خلال العقدين الماضيين.
دور اللواء سليماني في محور المقاومة
إن سجل اللواء سليماني وخبراته في الحرب العراقية الإيرانية، من قيادة الفرقة 41، إلى قيادة العمليات المهمة مثل "والفجر 8، کربلاء 4 وكربلاء 5، جعلته على دراية كاملة بالمعارك الميدانية والفردية. وتاريخه بعد الحرب في الاشتباك مع الأشرار على الحدود الشرقية، جعله يواجه مجموعةً متنوعةً من تهديدات العدو.
خروج اللواء من هذه الاختبارات الصعبة، أعدَّه لتجربة أكثر تعقيدًا تمثلت في حرب الـ 33 يومًا. روحه الشجاعة والدؤوبة، وإلمامه بأسرار الحرب غير المتوازنة، جعلا حرب الـ 33 يومًا تتحول لصالح الشعب اللبناني وحزب الله، على الرغم من توقعات الاستراتيجيين العسكريين الدوليين.
الحاج قاسم إلی جانب "عماد مغنية"، ومن خلال التوقع الدقيق لرد فعل الکيان الإسرائيلي، قد هدَّم الفرقاطة الإسرائيلية مع عشرات الجنود الإسرائيليين في عملية معقدة. وكان الغضب الإسرائيلي من حضور القائد سليماني، لدرجة أنهم قرروا اغتياله بالطائرات بدون طيار والطائرات الحربية في ضاحية بيروت الجنوبية، ولکنهم فشلوا. وكان اللواء سليماني رجلاً عسكريًا عملانياً غير مهتم بالظهور في وسائل الإعلام.
بعد سقوط صدام والوجود الأمريكي الکبير في العراق، واجهت المصالح الوطنية الإيرانية تهديدًا جديدًا من الحدود العراقية، لذلك كان القائد سليماني يراقب تحركات القوات الأمريكية لسنوات لصد التهديدات. ولأول مرة في عام 2007، أشارت الولايات المتحدة إلى اللواء سليماني بعد فشلها في عملية عسكرية ضد قوات قوة القدس.
لكن أعظم جهود اللواء سليماني، كانت إحباط مؤامرات المحور العربي الغربي في الحرب الأهلية العراقية - السورية.
بعد هجوم داعش المفاجئ والمنسق، واجه الجيش العراقي انهياراً مفاجئاً، ولكن إلمام اللواء سليماني بقضايا العراق، مکَّنه من إعادة بناء الجيش العراقي بنهج شعبي، ومع 67 من مستشاريه في العراق، قاتلوا الجماعات الإرهابية مثل داعش وأحبطوا المؤامرات الأمريكية في آن واحد.
القوات الأمريكية سعت مرارًا وتكرارًا إلى كشف مسار عمليات قوات القائد سليماني بسبب إشرافها علی المجال الجوي العراقي، وفي الوقت نفسه أرسلت الدعم والأسلحة لجماعات المعارضة وداعش عبر طائرات الهليكوبتر. ومع ذلك فشلوا في منعه من الانتصار، وكان أول من أعلن نهاية داعش في العراق وسوريا.
كما قاتل إلى جانب الأكراد العراقيين في هذه المناطق ضد القوات الإرهابية، ولعب تأثيره ومصداقيته واستشاراته دورًا هاماً في إحباط مؤامرة تقسيم العراق وكردستان.
في عام 2014، نشرت مجلة "نيوزويك" صورةً کبيرةً منه، وقالت إنه: "قاتل أمريكا أولاً، والآن سحق داعش"، وفي سوريا أيضاً کان سليماني يدير جميع العمليات البرية ضد الجماعات الإرهابية.
عندما لم تجرؤ القوات الغربية على القيام بأي عمليات برية ضد الإرهابيين، كان الحاج قاسم هو الذي يحوِّل الحرب لصالح الجيشين السوري والعراقي، بشجاعة لا مثيل لها وبراعة عسكرية غير عادية.
وكان نجاح معظم الضربات الجوية الروسية متوقفاً علی المبادرات البرية للحاج قاسم، بحيث رأى "جون ماغواير" ضابط وكالة الاستخبارات المركزية في حينها، أن استعادة مدينة القصير کانت بسبب مواهب وجهود اللواء سليماني. وقد أدى هذا الانتصار إلی أن يقضي الجيش السوري على مواقع الإرهابيين ويستعيد المدن والقری منذ عام 2013 بشکل متتالٍ.
خبرات اللواء سليماني في الحضور في مختلف الجبهات البرية من الحدود الشرقية لإيران إلی العراق وسوريا ولبنان، قد جعلت منه نقطة الثقل ومركز محور المقاومة. حتى أن حماس والكتائب الجهادية الفلسطينية کانت تستفيد من توجيهاته العسكرية.
قائد حركة حماس في قطاع غزة "يحيى السنور" تحدث عن دعم اللواء سليماني الکامل للحرکة قبل عامين. كما قال في يونيو الماضي أثناء مشارکته في الاجتماع الدولي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة: "لولا دعم إيران، لما حققت المقاومة الفلسطينية قدراتها الحالية".
كما أكد بيان كتائب القسام بعد شهادة اللواء سليماني: "كان لسليماني دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في كافة المجالات، مما جعله بلا شك هدفًا رئيسيًا لإسرائيل والولايات المتحدة".
إن مجموع إجراءات اللواء سليماني وجهوده جعلته سداً منيعاً في المنطقة ضد أطماع المحور العربي الغربي، ليسعی هذا المحور وفي مؤامرة منسقة إلى إبعاده من المعادلات العسكرية في المنطقة.
تداعيات استشهاد اللواء سليماني
بعد وصول ترامب إلى السلطة، بذل البيت الأبيض جهودًا أكثر جديةً لإضعاف إيران في المنطقة. وكانت سعة نطاق محور المقاومة في جميع أنحاء المنطقة مربكةً جدًا للولايات المتحدة، لدرجة أنه كان من المستحيل تقريبًا مهاجمة شبكة المقاومة المعقدة والواسعة.
لذا، قام ترامب، المعروف بسياسات بدون تكلفة، بدمج هذا النهج السياسي بعنصر السرعة، وسعى إلى إزالة اللواء سليماني في تقييم خاطئ. وكان الأمل الأمريكي هو أن يؤدي اغتيال اللواء سليماني وأبي مهدي المهندس إلى إضعاف الحشد الشعبي وكتاب حزب الله. لكن هذه الخطوة ستكون لها عواقب معکوسة لا حصر لها بالنسبة للولايات المتحدة والمحور المناهض للمقاومة في المنطقة، والكثير منها لا يمكن التنبؤ به ومستمر.
المجلس الأعلى للأمن القومي أعلن في بيان يوم أمس إن "المجرمون سيواجهون انتقامًا شديدًا من طالبي ثأر دماء اللواء سليماني في الزمان والمكان المناسبين".
وأول وأهم عواقب هذا الإجرام الأمريكي، سيكون إذکاء غضب وانتقام سكان المنطقة ضد القوات الأمريكية. لأنه على عكس العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية في العالم، لم تكن شعبية اللواء سليماني شأنًا إعلاميًا، لأنه کان يتجنب وسائل الإعلام والصحافة، بل كانت شعبيته عفويةً وحقيقيةً بسبب الشجاعة التي أظهرها في دعم سكان المنطقة، من إيران إلى العراق ولبنان وسوريا وفلسطين. بحيث تصدَّر نبأ استشهاده عناوين معظم وكالات الأنباء حول العالم، وسرعان ما أصبح وسماً عالمياً.
وفي هذا السياق، انتقد البروفيسور الأمريكي الشهير "ستيفن والت" الإجراء الأمريكي، وقال في تغريدة: "تصوروا كيف کانت ردة فعلنا إذا قام أحد أعدائنا باغتيال عضو في هيئة الأركان المشتركة، أو نائب وزير الخارجية، أو مدير الاستخبارات الوطنية لدينا؟".
جميع القادة المشهورين على مستوى العالم أبدوا ردود فعل تجاه اغتيال اللواء سليماني. حيث أشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان إلی التأثير الإيجابي للواء سليماني في قتال داعش، وحذرت من أن "قصر نظر الولايات المتحدة فيما يتعلق باغتيال اللواء قاسم سليماني، أدی إلی حدوث أزمة مفاجئة في الوضع السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، وله عواقب سلبية خطيرة على الأمن الدولي".
کما قال السناتور "كونستانتين كاساشيف" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي، يوم الجمعة رداً على اغتيال القائد قاسم سليماني، "لقد كان خبراً صعباً ويوحي باشتباكات شيعية جديدة مع الأمريكيين في العراق".
من المؤکد أنه من الآن فصاعدًا، فإن أمن الکيان الإسرائيلي في خطر كبير أيضًا. المسؤولون الأمنيون والسياسيون في الکيان يدركون هذه المخاطر، بحيث قطع رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي نتنياهو زيارته الهامة إلى اليونان لعقد صفقة الغاز، وعاد إلى الأراضي المحتلة.
وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت في رسالة على تويتر أن قواتها في حالة تأهب تام، وقالت: "بالنظر إلى الوضع، تقرر إغلاق منطقة جبل الحرمون (جبل الشيخ) اليوم أمام الزوار". كما أعلنت كتائب القسام عن استعدادها للانتقام أيضاً.
والأهم من ذلك، أصبحت القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة غير آمنة بشكل متزايد بعد اغتيال اللواء سليماني. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة رفضت ذكر عدد هذه القواعد ومواقعها، إلا أن جميعها ونقطة ضعفها معروفة لقوة القدس والأذرع العسكرية للمقاومة جيدًا.
تشعر الولايات المتحدة بقلق شديد إزاء هذا الأمر. وبعد حادث الاغتيال، تحدث وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" على عجل مع المسؤولين الروس، أملاً في الحد من عواقب العمل الأمريكي عبر روسيا. وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية يوم الجمعة: "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمةً بتخفيف التوترات مع إيران، لكنها مستعدة أيضًا للدفاع عن نفسها".
وفي سياق دعم القواعد الأمريكية في المنطقة، تحدث بومبيو علی الفور مع الحكومات المستضيفة، لكن هذا لن يضمن أمن القوات الأمريكية في النهاية.
بعد شهادة قاسم سليماني، قال "هاشم الحيدري" القيادي في جبهة المقاومة الإسلامية في بغداد: "ردنا علی هذه الجريمة سيکون بالحكمة والدقة. انتقامنا لن يكون لشخص. كان اللواء سليماني رمزاً لجبهة المقاومة بأكملها".
کما قال "أكرم الكعبي" الأمين العام لحركة النجباء العراقية في بيان: "بقدر ما في قلوبنا من ألم وحسرة على فقد طاهر القلب والسريرة ورفاقه، عهداً علينا أن كل ذلك الألم وتلك الحسرة ستتحول إلى حماس وغضب وثورة نترجمها أرقاماً على أرض الواقع".
بالنظر إلى روح المقاومة العميقة الجذور في المنطقة، فإن اغتيال اللواء سليماني ليس فقط لن يؤدي إلى إضعاف محور المقاومة، بل ستصبح من الآن فصاعدًا استراتيجية المقاومة أكثر تطوراً وفجائيةً وتعقيداً، والضحية الأولى ستکون أذرع الجيش الأمريكي الخارجية. لذلك، سينکسر العمود الفقري للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط في المستقبل غير البعيد.
العراق يعلن الحداد 3 أيام على قتلى الغارة الامريكية
اعتبارا من السبت
أعلنت الحكومة العراقية، السبت، الحداد ثلاثة أيام، على ضحايا الغارة الامريكية غربي بغداد.
وقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس إلى جانب 8 من قادة الحرس الثوري الإيراني والحشد العراقي في الغارة الجوية الأمريكية قرب مطار بغداد غربي العاصمة ليل الخميس /الجمعة.
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان إن " القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي وجّه باعلان حالة الحداد على ارواح الشهداء، لمدة ثلاثة ايام، اعتبارا من السبت".
وشّيع آلاف العراقيين بينهم رئيس الحكومة ومسؤولين محليين وإيرانيين، السبت، جثامين القتلى في بغداد.
ويمثل مقتل سليماني والمهندس تصعيدا كبيرا بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام السفارة الأمريكية في بغداد الثلاثاء والأربعاء، احتجاجا على قصف الولايات المتحدة لكتائب "حزب الله" العراقي المقرب من إيران، الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً وإصابة 48 آخرين بجروح في محافظة الأنبار غربي العراق.
وقالت واشنطن إن قتل سليماني يأتي في إطار الدفاع عن النفس، وأن الأخير كان يخطط لشن هجمات وشيكة على مصالح أمريكية في المنطقة.
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتين لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
اغتيال القرن.. دق ناقوس الموت لأمريكا
مع اغتيال القائد الشهيد اللواء "قاسم سليماني" قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، ومجموعة أخرى من رفاقه من بينهم الشهيد "أبو مهدي المهندس" نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، علی يد الإرهابيين الأمريكيين والذي حدث بالقرب من مطار بغداد صباح الجمعة، سيبدأ بالتأكيد فصل جديد في المواجهة بين محور المقاومة الإسلامية وجبهة الاستکبار العالمي التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.
من المؤكد أن إيران والقوات المنضوية تحت محور المقاومة سترد بحزم على الجريمة الأمريكية الجديدة، بعد مهاجمة کتائب حزب الله العراقي في الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن الأحداث المستقبلية لا يمكن التنبؤ بها، ولكن واشنطن قد بدأت الآن لعبةً خطيرةً لن تکون بالتأكيد الطرف الذي سينهيها.
في السنوات التي تلت تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة، علی الرغم من تزايد ضغوط البيت الأبيض على طهران وخاصةً في مجال العقوبات الاقتصادية، ونتيجةً لتصاعد التوتر بين البلدين في الخليج الفارسي، لكن ترامب نفسه کان يؤکد دائمًا على عدم رغبته في الانخراط عسكريًا مع إيران.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، لماذا أقدم البيت الأبيض علی ارتکاب هذه الجريمة خلافاً لاستراتيجية الحد من تورط الولايات المتحدة في غرب آسيا؟ وما هي التداعيات التي يمكن أن تترتب على الولايات المتحدة جراء ذلك؟
خطأ "المقامر" الكبير
إغتيال اللواء سليماني هو بالتأكيد أكبر مقامرة أقدم عليها ترامب في رئاسته، والتي يمكن أن تؤدي إلى هزيمته في الوقت الذي لم يتبق سوى عام واحد علی الانتخابات الرئاسية، وبينما يبحث خصومه الديمقراطيون عن فرصة لتحدي سياساته.
وفي هذه الظروف، من أجل فهم سبب قيام ترامب بهذه المقامرة الخطيرة، يتعين علينا النظر إلى التطورات الاقليمية في الأشهر الأخيرة.
بعد إسقاط طائرة "غلوبال هوك" الأمريكية في الخليج الفارسي، ورفض ترامب الانتقام خوفًا من عواقبه، وبينما کانت طهران قد قالت إنها سترد بحزم على أي هجوم، تراجعت بشكل حاد آمال حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصةً الکيان الإسرائيلي والسعودية والإمارات، في الرد العسكري الأمريكي على نفوذ إيران في المنطقة.
کذلك أثناء هجوم أنصار الله الصاروخي وبالطائرات المسيرة على منشآت النفط السعودية التابعة لأرامكو، أثارت حسابات ترامب هذه المرة أيضاً تساؤلات حول أسس اعتماد الدول الخليجية على قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عنها في أوقات الحاجة، وزادت من الانتقادات المحلية والأجنبية لترامب وسياساته في المنطقة. وهی السياسات التي اتبعت مطالب نتنياهو ومحمد بن زايد وجون بولتون، وبالتالي ليس فقط أثرت بشكل كبير على أمن القوات الأمريكية وحلفاء أمريكا في المنطقة، بل لم تقدم أيضاً أي حل.
هذه العملية، إلی جانب الفشل في المضي قدماً بملفات السياسة الخارجية الرئيسية الأخرى، مثل الأزمة النووية لكوريا الشمالية والقضية السورية، وكذلك الاستجواب في مجلس الشيوخ، أثارت قلق ترامب بشأن المستقبل. حتى أنه فهم أن إجراءات مثل التراجع عن المطالب الأولية للتوافق الاقتصادي مع الصين وإزالة أبي بكر البغدادي الذي بات ورقةً محروقةً، فشلت في تخفيف هذه الضغوط أيضاً.
في هذه الظروف، نفذ البيت الأبيض خطة مهاجمة قوات الحشد الشعبي، وخاصةً حزب الله العراقي، ليعيد الاعتبار إلی سياسته الإقليمية، ويبعث برسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مفادها أنه ينبغي عليهم عدم الذهاب إلى محادثات مع طهران لتخفيف التوترات.
ومع ذلك، فإن رد فعل الشعب العراقي الموحد في إدانة الجريمة الأمريكية ضد الحشد الشعبي والهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، قد عطل كل حسابات واشنطن.
البيت الأبيض، الذي کان يخشی ثأر العراقيين في الأيام المقبلة، بالنظر إلی التصريحات المهددة لأبي مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله العراقي، وضع علی جدول أعماله خطة اغتيال اللواء سليماني وأبي مهدي المهندس، في إجراء انتحاري. هذا الإجراء الذي يمكن استخدامه لجعل نتنياهو وبن سلمان سعداء مؤقتاً، ولكن هل نظر ترامب في الظروف التي ستترتب علی هذه الخطوة؟ بالتأكيد لا، وهذا ما أبرزته الردود المحلية المنتقدة لهذا الإجراء.
بينما يريد ترامب استخدام اغتيال قائد قوة القدس والشخصية المهمة في الحشد الشعبي کدعاية إعلامية له، ولكن منذ الآن بدأ خصومه الديمقراطيون في توجيه سهام انتقاداتهم إليه مرةً أخرى، واصفين إياه بالجهل وقلة الخبرة. كما قال "جو بايدن" إن ترامب "وضع إصبع ديناميت في برميل بارود".
في الواقع، أصبح من الواضح الآن بعد هذه الجريمة، أنه لم تتحسن الظروف بالنسبة لأمريكا فحسب، بل إن ردود الفعل في المنطقة والعالم أظهرت أن مقامرة ترامب الكبيرة كانت خطأً استراتيجياً من جانب واشنطن.
ترامب، الذي کان يسعى إلى الخروج التدريجي من المنطقة، لخفض الإنفاق الأمريكي في غرب آسيا والتركيز أكثر على الصين، عليه الآن التفكير في الخروج مع توابيت العسكريين الأمريكيين. وسياسات ترامب في المنطقة ستواجه في المستقبل القريب الفشل التام والمتواصل، وسيكون العراق بالتأكيد أول قطعة في هذا الدومينو.
محادثات بين ظريف ونظيره القطري في طهران
استقبل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في طهران اليوم السبت نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني.
واجرى الجانبان جولة اولى من المحادثات ومن ثم انطلقت جولة ثانية بصورة خاصة بين الوزيرين.
وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي قد اعلن في تغريدة له بان محادثات ستجري بين وزيري خارجية البلدين في طهران اليوم السبت.