Super User

Super User

السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013 05:31

أجواء التفاؤل تسيطر على مفاوضات جنيف

أجواء التفاؤل تسيطر على مفاوضات جنيف

انتهت الجولة الأخيرة من المحادثات النووية الإيرانية الغربية في جنيف أول من أمس، وسط أجواء «مبشّرة» كما وصفتها موسكو، فيما عُقد اجتماع ثنائي أميركي ــ إيراني جديد على هامش المحادثات هو الثاني خلال أقل من شهر

وسط مناخات سيطر عليها التفاؤل بحل قريب للأزمة النووية بين إيران والغرب، عُقِد لقاء ثنائي هو الثاني من نوعه بعد لقاء وزيري خارجية البلدين في نيويورك الشهر الماضي، وجمع بين نائب وزير خارجية ايران عباس عراقجي ورئيسة الوفد الأميركي ويندي شيرمان، وذلك على هامش اجتماعات جنيف التي عُقدت الثلاثاء والأربعاء بين مفاوضي الجمهورية الاسلامية ونظرائهم في مجموعة «5+1».

وفيما تم التوافق على عقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف أيضاً في السابع والثامن من تشرين الثاني المقبل، تحدث مفاوضو الجانبين عن الاقتراح الإيراني الجديد بشأن برنامج طهران النووي، واصفين إياه بأنه «إسهام مهم» يجري بحثه بعناية الآن.

وأفاد دبلوماسيون بأن المفاوضين الإيرانيين قدّموا مقترحات «لبناء الثقة» تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء 20 في المئة وإمكانية تحويل جزء على الأقل من المخزون الموجود بهذه الدرجة إلى أكسيد اليورانيوم الذي يمكن معالجته ليصلح وقوداً. وأعلنت طهران خلال المحادثات موافقتها مبدئياً على مطلب أميركي بعمليات التفتيش المباغتة لمواقعها النووية.

وجاء في البيان المشترك الذي قرأته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «قدّم اطاراً لخطة كأساس مقترح للتفاوض»، وان المحادثات كانت «موضوعية وذات نظرة مستقبلية».

وقالت اشتون، التي تقود المحادثات نيابة عن الدول الست (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وأميركا والمانيا)، إن المفاوضات كانت «الأكثر تفصيلاً التي أجريناها.. ويمكنني القول.. بفارق كبير. مواقفنا حددت بشأن عدد من القضايا بالفعل». واتفق الجانبان على اجتماع الخبراء النوويين وخبراء العقوبات قبل الاجتماع الرفيع المستوى في السابع والثامن من تشرين الثاني المقبل في جنيف.

أما ظريف، الذي يرأس الوفد الإيراني الى المفاوضات، فقال إن بلاده تتطلع الى حقبة جديدة في علاقاتها الدبلوماسية بعد عقد من التوتر، معتبراً ان مجموعة دول «5+1»، أظهرت «الرغبة السياسية اللازمة للتقدم الى الأمام».

وأكد الوزير الايراني أن «هذه المحادثات كانت مفيدة جداً، لقد حصلت مفاوضات جدية»، مضيفاً «جرت محادثات متكاملة بشأن خارطة الطريق».

وتابع ظريف، بعد نقله إلى قاعة الاجتماعات على كرسي متحرك لإصابته بألم شديد في الظهر، «في الوقت عينه، نعتبر انه لا داعي للقلق بسبب برنامجنا النووي، لكنه من المنطقي تبديد اي مكمن للقلق»، مضيفاً «لدي أمل في قدرتنا على بلوغ أهداف مشتركة. التفاصيل هي الجزء الأصعب».

وبعد الجولة المبدئية يوم الثلاثاء الماضي بين طهران ومجموعة الدول الست «5+1»، أشار نائب وزير الخارجية الإيراني، الى ان طهران مستعدة للاستجابة للمطالب بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطات تفتيش أوسع.

واجتمع عراقجي الثلاثاء مع شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية، في ثالث اتصال ثنائي بين البلدين منذ انتخاب روحاني في حزيران؛ بعد مكالمة هاتفية بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما، ولقاء بين ظريف ونظيره الأميركي جون كيري على هامش محادثات نيويورك الشهر الماضي.

في هذا الوقت، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر في وفد التفاوض الإيراني لم تذكر اسمه، قوله إن إيران لا تعتزم التخلي عن جميع عمليات التخصيب ذاتها «تحت أي ظرف».

وأضاف المصدر «فضلاً عن تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة من الممكن بحث سيناريو يتضمن خفض عدد أجهزة الطرد المركزي (لتخصيب اليورانيوم)... لكن من أجل ذلك يتعين اتخاذ خطوات ملموسة من جانب خصومنا وهو ما لم نره حتى الآن».

وبينما عبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشفيتش، أمس عن تفاؤل بقوله إن المحادثات النووية هذا الأسبوع كانت «شاقة جداً لكنها مبشرة للغاية»، قال نائب وزير الخارجية المفاوض الروسي في المحادثات، سيرغي ريابكوف، إن مواقف الجانبين متباعدة للغاية ولا توجد ضمانة لتحقيق المزيد من التقدم نحو إنهاء الخلاف النووي.

ورأى أن الصعوبة الرئيسية المتبقية تتعلق بـ«عدم وجود تفاهم عام حول التسلسل» في اشارة الى اصرار ايران على ان تلغي الدول الغربية العقوبات الآحادية المفروضة عليها قبل ان تخفض جهودها لتخصيب اليورانيوم.

وأشار ريابكوف الى أن «المحادثات صعبة، وفي بعض الاحيان متوترة، وفي احيان اخرى لا يمكن التكهن بها. وأحد الاسباب هو المستوى المنخفض جدا من الثقة المتبادلة، وبشكل فعلي غياب المستوى المطلوب من الثقة».

أما الولايات المتحدة، فقد وصفت المفاوضات بأنها أكثر المحادثات جدية وصراحة على الإطلاق، غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، رفض بعد اختتام المفاوضات، التحدث عن انفراجة سريعة، قائلاً إن كثيراً من نقاط الخلاف لا تزال قائمة. لكنه رأى أن الاقتراح الإيراني أظهر «مستوى من الجدية والمضمون لم نشهده من قبل»، مضيفاً أنه «يجب الا يتوقع أحد انفراجة بين عشية وضحاها».

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين ساكي، إن حكومة الرئيس باراك أوباما، لم تقرر بعد ان كانت ستحث الكونغرس الأميركي على الإحجام عن فرض عقوبات اضافية على ايران وهو طلب قدمته قبل المحادثات النووية هذا الاسبوع.

وقالت ساكي في إفادتها اليومية في واشنطن «لا تزال توجد اختلافات بشأن ماهية التخفيف المناسب للعقوبات. وأي شيء سنفعله سيكون متناسباً» مع خطوات إيران لتقليص برنامجها النووي.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، في بيان «ستحتاج ايران الى اتخاذ الخطوات الأولى اللازمة بشأن برنامجها ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات متناسبة رداً على ذلك».

بدوره، أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن «بلاده تتعامل «بحذر» مع المقترحات التي قدمتها إيران للمجتمع الدولي، بشأن برنامجها النووي، وإنها تنتظر مقترحات ملموسة إزاء أنشطتها الحساسة».

السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013 05:27

شبكة تجسّس إسرائيلية هدية أنقرة لطهران

شبكة تجسّس إسرائيلية هدية أنقرة لطهران

رغم البرودة التي وسمت العلاقة بين البلدين حول الأزمة السورية، قدّمت أنقرة الى طهران هدية هي عبارة عن كشف شبكة تجسّس إسرائيلية كانت تنشط داخل الجمهورية الاسلامية، وذلك حسبما أفاد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أمس.

وقال التقرير إن تركيا كشفت عن عمد النقاب عن شبكة تجسّس إسرائيلية تعمل داخل إيران في أوائل عام 2012، ووجهت صفعة قوية لعملية جمع المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية.

وقال الكاتب في «واشنطن بوست» ديفيد ايغناتيوس، إن إسرائيل كانت على ما يبدو تدير جزءاً من شبكتها للتجسس في إيران من تركيا، ما أعطى الاستخبارات التركية الفرصة لمراقبة تحركاتها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل كانت تعتقد أن الأتراك لن ينقلبوا عليها بعد التعاون معها على مدى سنوات.

لكنها قالت إن رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، كشف في أوائل عام 2012 لطهران هوية عشرة إيرانيين سافروا إلى تركيا للقاء جواسيس إسرائيليين.

وفي نيسان 2012، أعلنت إيران كشف شبكة تجسس إسرائيلية كبيرة واعتقلت 15 مشتبهاً فيهم. ولم يتضح ما إذا كان لذلك صلة بالتسريبات التركية. وتتهم إيران إسرائيل منذ فترة طويلة بالقيام بعمليات تجسس داخل أراضيها وبقتل عدد من العلماء النوويين كان آخرهم في كانون الثاني عام 2012.

في المقابل، رفض نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زائيف ألكين، التعليق على تقرير الصحيفة الأميركية، لكنه قال إن العلاقات مع تركيا «معقدة للغاية».

وقال لراديو إسرائيل «الأتراك اتخذوا قراراً استراتيجياً... هو السعي لقيادة منطقتنا في الشرق الأوسط، واستخدموا ورقة مناهضة إسرائيل المناسبة من أجل بناء هذه القيادة».

كذلك، رفض وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم التعليق، لكنه قال لراديو إسرائيل أيضاً إنه بعد أن ساد الاضطراب العالم العربي في 2011، سعى أردوغان لكسب «شرعية القائد بغير منازع للثورة الجديدة».

وبعد حادثة عام 2010 قبالة ساحل غزة بفترة وجيزة، أبدى وزير الدفاع في ذلك الوقت، إيهود باراك، قلقه من أن تكشف تركيا معلومات استخبارية سرية لإيران.

ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عنه قوله في آب 2010 «هناك بعض أسرار تخصّنا (اطلعت عليها تركيا)، وفكرة أن تتاح هذه المعلومات للإيرانيين في الأشهر المقبلة فكرة مزعجة».

السيسي يضع لمساته النهائية لبدء مشروع «الضبعــة» النووي

«السرية قبل اللقاء» كانت مربط الفرس الوحيد الذي دفع وزير الدفاع، الفريق اول عبدالفتاح السيسي للإجتماع بشيوخ ووجهاء وعمد محافظة مرسى مطروح، الذين التزموا بكلمة شرف مع المخابرات الحربية التي تولت ترتيب زيارة السيسي إلى المحافظة، ولم يشرحوا ويدلوا بأي تصريح عن سبب الاستعدادات التي تزينت بها مدينة سيدي براني قبيل تلك الزيارة.

مصادر مطلعة على زيارة السيسي كشفت لـ «الأخبار» أن هدفها كان لإنهاء مشاكل أرض الضبعة التي كانت تحت سيطرة أهالي المنطقة الذين رفضوا في بداية الامر تسليمها، كما قام عدد منهم بالسطو على بعض محتويات محطة الطاقة النووية في شهر آذار 2011 بعد ثورة 25 يناير . وأوضحت المصادر أن الزيارة جاءت تتويجاً لجهود المخابرات الجوية التي لعبت دور رئيسي في انهاء هذا الملف عبر تقديم التعويض المناسب للاهالي من قبائل مطروح والضبعة مقابل اراضيهم التي انتزعت منهم ليتم إستخدامها في المحطة.

واوضحت المصادر أن الاتفاق تضمن «شراء الاراضي بنفس الاسعار التي يتم تداولها في الخارج بيعاً وشراء للأراضي المجاورة للمحطة النووية على أن تقوم الدولة بتنفيذ إلتزاماتها حيال هذه المنطقة التي تفتقر للخدمات التي يتمتع بها ابناء

الحضر».

كما تضمن الاتفاق أن يخصص مساحة من الشاطىء المطل على البحر للأسر والاهالي القاطنين في هذه المنطقة، بعدما كانت منطقة الشاطىء بأكملها مغلقة امام اهالي مدينة الضبعة وحرمان المواطنين.

الإتفاق بلوره الفريق السيسي بمشروع يخدم أهالى مدينة الضبعة مقابل اراضيهم التي إستخدمت فى بناء المحطة النووية للإستخدامات السلمية، والذي يتضمن ايضاً بناء مدينة سكنية متكاملة المرافق على مساحة 2 كيلو ونصف على شاطىء البحر بتكلفة 2 مليار جنيه على نفقة القوات المسلحة كهدية من المؤسسة العسكرية لاهالي المدينة الذين عانوا ازمات التهميش والسقوط من أجندة الحكومة لسنوات طويلة. كما شمل الاتفاق انشاء مستشفى ومدرسة وعدد من المشروعات الحيوية المكلمة للمدينة السكنية المقرر أن تبدأ القوات المسلحة في بناءها خلال الشهور القليلة المقبلة.

وكان السيسي قام بزيارة مفاجئة إلى مرسى مطروح ثاني ايام عيد الاضحى التقى خلالها شيوخ ووجهاء وعمد المحافظة.

عجلات «جنيف 2» تتحرّك: لقاء قريب لرعــاته والإبراهيمي في المنطقة اليوم

نشطت المساعي الدبلوماسية لإعطاء دفع لمؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده أواخر الشهر المقبل. موسكو ستواصل لقاءاتها الدولية في هذا المجال، كذلك يستهل اليوم الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي جولته في المنطقة بدءاً من القاهرة، في وقت تتجّه فيه الأنظار نحو قرار «الائتلاف» بالمشاركة خلال اجتماعه المقبل في إسطنبول، في ظلّ تهديد «المجلس الوطني» المتكرّر بالانسحاب منه في حال الموافقة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، إنّ لقاءً ثلاثياً بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، تمهيداً لمؤتمر «جنيف 2»، قد يعقد في مطلع الشهر المقبل. وشدّد، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، على أنّ المهمة الأولية ليست تحديد موعد معيّن للقاء التمهيدي، بل التوصل إلى تفاهم حول كيفية عقد المؤتمر وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه. في موازاة ذلك، يتوجّه الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، اليوم، إلى مصر ثم إلى عدد من بلدان المنطقة للإعداد لمؤتمر «جنيف 2»، الذي لم يتحدّد موعده رسمياً بعد.

وأعلنت الناطقة باسم الإبراهيمي، خولة مطر، أنّه سيبدأ جولته الاقليمية من القاهرة، حيث يلتقي وزير الخارجية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وأضافت أنّ الإبراهيمي الذي سيبقى حتى الأحد في مصر لم يحدّد بعد تفاصيل جولته لأن العديد من دول المنطقة لا تزال في عطلة عيد الأضحى، غير أنها أكّدت أنّه سيزور دمشق وطهران. وسيتّخذ «الائتلاف» المعارض الأسبوع المقبل في اسطنبول قراراً بشأن مشاركته في المؤتمر.

من ناحيته، أعلن رئيس «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة في المهجر، هيثم منّاع، أنّ أسماء وفدها لمؤتمر «جنيف 2» باتت معروفة، لكن المشكلة ما زالت تتمثل في وفد «الائتلاف» المعارض.

وقال منّاع لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، أمس، «إنّ الائتلاف يعاني من مشاكل داخلية ومن التخبط في العلاقة مع العديد من الجماعات المسلحة، ولم يصل بعد إلى تحديد الشكل والمضمون لوفده إلى المؤتمر، ونظن أن دعوته إلى اجتماع أصدقاء سوريا في لندن الأسبوع المقبل تهدف إلى استكمال ما لم يتم الاتفاق عليه بعد في اسطنبول».

وأضاف: «أظن أنّ الائتلاف أمام القرار الأهم منذ تأسيسه قبل نحو عام، وهو ليس القرار الأهم بل الاختيار الأهم، لأنه يمس مباشرة مستقبل سوريا».

كذلك أشار إلى أنّ «المشاركين من الهيئة الكردية العليا أصبحوا معروفين وتحدّدت معالمهم، كما الاقتراحات المتعلقة ببقية المعارضين».

ولفت إلى أن الذهاب إلى جنيف «يعني مباشرة العملية السياسية الانتقالية، ومن المفترض تحديد خطوات واضحة لها وجدول زمني».

وأكد منّاع أنّه «لم توجه أي دعوة إلى المعارضة السورية والأطراف الحكومية للمشاركة في المؤتمر، ولن يتم ذلك قبل إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تاريخ انعقاده».

وكان منّاع فد عقد لقاءً مع الأخضر الإبراهيمي، في منزل الأخير في العاصمة الفرنسية باريس، استغرق زهاء ساعتين.

إلى ذلك، أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري»، جورج صبرا، أنّ المجلس سينسحب من «الائتلاف» في حال موافقته على المشاركة في «جنيف 2». وقال صبرا، في حديث إلى وكالة «نوفوستي» الروسية أمس، إنّ المجلس سيشارك في أواخر الشهر الحالي في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف حول المشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وكرر صبرا القول إنّ تنظيمه قرّر عدم المشاركة في المؤتمر، ما دامت الأوضاع والظروف الداخلية والإقليمية والدولية لا تتغيّر، مؤكداً أنّ هذه الأجواء لا تساعد على إيجاد حلّ سياسي حقيقي للأزمة السورية. وأشار صبرا إلى أن «أغلبية أطراف المعارضة المرتبطة بالثوار في الداخل وصلت إلى استنتاج مفاده أن «جنيف 2» ليس هدفاً بحدّ ذاته، وأن الهدف منه هو التوصل إلى اتفاق سياسي يوقف القتل ويفتح الأفق نحو انتقال البلاد من الاستبداد إلى الديمقراطية».

في سياق آخر، وافقت قبرص، أمس، على إنشاء قاعدة لدعم مفتشي الأسلحة الكيميائية العاملين في سوريا. وأعلنت حكومتها، في بيان، أنّه سيجري «تنظيم القاعدة في مطار غير مستخدم في نيقوسيا، كما سيستطيع المفتشون الإقامة في فنادق نيقوسيا التي تبعد نحو 225 كيلومتراً عن ميناء اللاذقية السوري».

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا في بداية الشهر الجاري إلى إقامة «منطقة ترانزيت وقاعدة خلفية» في قبرص لنحو مئة عضو في البعثة المشتركة.

السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013 04:34

في جنيف الصمت كان أفصح لساناً من الجميع

في جنيف الصمت كان أفصح لساناً من الجميع

يري الكثير من المراقبين السياسيين ان مفاوضات جنيف النووية التي انتهت الاربعاء بين ايران ومجموعة ۵+۱ ، قد تتحول الي بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين ايران والغرب.

القرائن التي دفعت المراقبين الي رسم هذه الصورة للجولات الاربع من المفاوضات التي جرت علي مدي يومي ۱۵ و ۱۶ من شهر تشرين الاول اكتوبر الحالي ، كثيرة ، منها مواقف وتصريحات المعنين بالمفاوضات ، ومنها صمتهم الذي كان ابلغ بيانا من تصريحاتهم.

ومن باب الحق ماشهدت به الاعداء ، جاءت الاشادة الابرز بالمقترح الذي تقدمت به ايران الي مجموعة ۵+۱ في جنيف علي لسان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الذي قال : وجدنا العرض الايراني مفيدا وبمستوي من الجدية والمضمون لم نشهده من قبل.

وفي حديث لرويترز الاربعاء قال مسؤول كبير بالادارة الامريكية شارك في المفاوضات ، طالبا عدم نشر اسمه: انه لم يحدث ان رأي من قبل مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والمباشرة والصريحة مع الوفد الايراني.

اما مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون فقالت في مؤتمر صحفي الاربعاء ان القوي العالمية تدرس بعناية الاقتراح الايراني، واضافت ان المحادثات كانت اكثر تفصيلا من اي محادثات اجريناها لحد الان ومواقفنا حددت عدد من القضايا بالفعل.

اما ايران وعلي لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف وصفت المحادثات مع مجموعه ۵+۱ بأنها مثمرة وقال ظريف نأمل في بدء مرحلة جديدة من العلاقات.

واضاف في مؤتمر صحفي ، اننا نشعر ان أعضاء المجموعة اظهروا ايضا الارادة السياسية اللازمة لتحريك العملية للامام.

الملفت ان هذه المرة الاولي التي يصدر فيها المتفاوضون بيانا مشتركا تم التأكيد فيه علي الاجواء الايجابية التي سادت المفاوضات.

كما اتفق الجانبان في البيان المشترك علي عقد اجتماع للجنه خبراء الشوءون النووية والعلمية والحظر قبل الجولةالقادمة من المفاوضات النووية المقررة في ۷و ۸ من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.

ويبدو ان تشكيل لجنة الخبراء ، ورغم وما تحمله من رسائل ، جاءت لتوفير الوقت للمتفاوضين في تشرين الثاني نوفمبر ، وعدم اضاعته في متاهات التفاصيل.

القرينة الابرز التي يمكن ان تكون علامة فارقة لمفاوضات جنيف الحالية ، هي سرية الطرح الايراني وصمت المتفاوضين ازاء هذا الطرح وعدم تسريبهم لاية معلومات بشأنه رغم اصرار الصحفيين ، الامر الذي يؤكد وبشكل لافت جدية المتفاوضين هذه المرة للوصول الي اتفاق ما بشأن الملف النووي الايراني.

ان الصمت الذي لاذ به المتفاوضون في جنيف ، كان ابلغ بيانا وافصح لسانا من باقي القرائن الاخري ، علي جدية العرض الايراني الذي يبدو انه لم يُسقط كل الذرائع التي يمكن ان يلجأ اليها البعض للابقاء علي ازمة لم تكن ضرورية بالمرة فحسب بل سيفتح افاقا جديدة امام الجميع.

بقلم: ماجد حاتمي

الخميس, 16 أيار 2013 04:07

حَقّ سَائِسِكَ بِالْمِلْكِ

16. وَ أَمّا حَقّ سَائِسِكَ بِالْمِلْكِ فَنَحْوٌ مِنْ سَائِسِكَ بِالسّلْطَانِ إِلّا أَنّ هَذَا يَمْلِكُ مَا لَا يَمْلِكُهُ ذَاكَ تَلْزَمُكَ طَاعَتُهُ فِيمَا دَقّ وَ جَلّ مِنْكَ إِلّا أَنْ تُخْرِجَكَ مِنْ وُجُوبِ حَقّ اللّهِ وَ يَحُولَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ حَقّهِ وَ حُقُوقِ الْخَلْقِ فَإِذَا قَضَيْتَهُ رَجَعْتَ إِلَى حَقّهِ فَتَشَاغَلْتَ بِهِ وَ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّه‏

السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013 04:04

حَقّ أَهْلِ الذّمّةِ

50. وَ أَمّا حَقّ أَهْلِ الذّمّةِ فَالْحُكْمُ فِيهِمْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا قَبِلَ اللّهُ وَ تَفِيَ بِمَا جَعَلَ اللّهُ لَهُمْ مِنْ ذِمّتِهِ وَ عَهْدِهِ وَ تَكِلَهُمْ إِلَيْهِ فِيمَا طُلِبُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أُجْبِرُوا عَلَيْهِ وَ تَحْكُمَ فِيهِمْ بِمَا حَكَمَ اللّهُ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ فِيمَا جَرَى بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ مِنْ مُعَامَلَةٍ وَ لْيَكُنْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ ظُلْمِهِمْ مِنْ رِعَايَةِ ذِمّةِ اللّهِ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَ عَهِدِ رَسُولِ اللّهِ ص حَائِلٌ فَإِنّهُ بَلَغَنَا أَنّهُ قَالَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِداً كُنْتُ خَصْمَهُ فَاتّقِ اللّهَ وَ لَا حَوْلَ وَ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

فَهَذِهِ خَمْسُونَ حَقّاً مُحِيطاً بِكَ لَا تَخْرُجْ مِنْهَا فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ يَجِبُ عَلَيْكَ رِعَايَتُهَا وَ الْعَمَلُ فِي تَأْدِيَتِهَا وَ الِاسْتِعَانَةُ بِاللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ عَلَى ذَلِكَ وَ لَا حَوْلَ وَ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ- وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبّ الْعالَمِين‏

السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013 04:01

من هم المسلمون الأحباش؟

من هم المسلمون الأحباش؟

من هم المسلمون الأحباش؟

أولاً- التأسيس وأبرز الشخصيّات:

إنّ الأحباش هي فرقة إسلاميّة ظهرت في منتصف القرن العشرين على يد الشيخ عبد الله الهرري الحبشي(نسبة إلى مسكنه في هرر في الحبشة المعروفة اليوم ب"أثيوبيا")العبدري نسباً, ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية.

ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف على الطريقة التيجانية, ثم ارتحل إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير. ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفتي السراج ـ تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث. ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية. ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام ١٩٦٩م.

 

الهجرة الى لبنان وتأسيس الفرقة

منذ أن أتى الحبشي إلى لبنان بدأ بنشر عقائده بين الناس وخاصة في بيروت الغربيّة,بالإضافة إلى القيام ببناء المساجد ومساعدة الناس عبر عددٍ كبير من المشاريع الخيريّة كالمدارس و الحافلات المجانيّة وكان أبرز إنجازاته تأسيس جمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلاميّة التي استطاعت بفضل نشاطاتها وإمكانيّاتها الماديّة ومساعداتها الإجتماعيّة أن تستقطب عدداً لا بأس به من المؤيّدين,كما أنّ الحبشي نجح في تخريج عددٍ من المشايخ الحاملين لأفكاره ومعتقداته وأبرزهم الشيخ نزار الحلبي وهو أوّل من ترأس جمعية المشاريع الخيريّة الإسلاميّة وقد كان للشيخ المذكور نشاطاً إجتماعيّاً وتبليغيّاً واسعاً إبّان الحرب اللبنانيّة حيث قام باحتلال عدد من المساجد والقيام ببعث الدعاة إلى بيوت الناس والترويج للمذهب عبر توزيع الكتب المجانيّة,أمّا الشخصيّةالبارزة الثانية فهي الشيخ حسام الدين قراقيرة وهو النائب السابق للشيخ نزار الحلبي في رئاسة جمعيّة المشاريع,والرئيس الحالي لها.

لقد انخرط الأحباش في الحياة السياسيّة اللبنانيّة منذ أن عادت هذه الحياة بعد الحرب اللبنانيّة في عام ١٩٩٠م,فقد استطاعوا إيصال بعض النوّاب إلى البرلمان اللبناني كالنائب عدنان الطرابلسي,كما أنّ لديهم بعض الشخصيّات السياسيّة ك"طه ناجي"و"كمال الحوت"و"عماد الدين حيدر"و"عبد الله البارودي".

 

ثانياً:المنهج الفكري والعقائدي للأحباش.

يعتبر الأحباش أنفسهم من أهل السنّة والجماعة وقد استقوا عقيدتهم من الكتاب والسنّة وما قرّره أصحاب المذاهب الأربعة أي محمّدبن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس وأبو حنيفة النعمان,فهم شافعيّة من حيث الأحكام العمليّة,أشعريّة من حيث العقيدة,ويعتقدون بأنّ اختلاف أئمّة المذاهب الأربعة رحمة بالأمّة,كما أنّهم يعتبرون الطرق الصوفيّة طرق حقّ وأنّها قد نهلت مبادئها من الشريعة الغرّاء.

إنّ الأحباش ومنذ تأسيسهم على علاقة صداميّة مع الدعوة الوهابية والأخوان المسلمين المتأثّرين بفكر سيّد قطب,فالأحباش ينتقدون المنهج التكفيري الذي تتبنّاه الدعوة الوهّابيّة وبعض أتباع سيّد قطب,كما أنّهم متأثّرين كثيراً بالطرق الصوفيّة ويجيزون بل يشجّعون زيارة قبور الأولياء الصالحين والتبرّك بها بالإضافة إلى الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف,وقراءة القرآن الكريم على قبور المسلمين,والصلاة على النبي جهراً بعد الآذان والتوسّل بالأنبياء والأولياء الصالحين,وهذه الأفكار والأفعال هي الموصوفة بالشركيّة لدى أتباع الدعوة الوهّابيّة,لذلك نشأصراع عقائدي وإعلامي كبير بين الأحباش والوهابيين فالأحباش يكفّرون إبن تيميّة و محمد بن عبد الوهّاب ,والوهابيون يعتبرون الأحباش فرقة ضالّةمضلّة .

فالحبشي يعتبر أنّ من أوّل الواجبات على المكلّف أن يعتقد بكفر إبن تيميّة ويحذَر كثيرا من كتبه ويعتبرها كتب ضلال يجب اجتنابها,كما أنّه يكفّر الذهبي,ويعتبر أنّ إبن عبد الوهّاب مجرم وقاتل وكافر,وكذلك محمد ناصر الدين الألباني (أحد مشايخ الوهابية)من الكفار. أمّا من جهة الوهابيين فنرى الشيخ" عبد العزيز بن باز" صدر فتوى بتكفير الأحباش و ضلالتهم ونص الفتوى كالتالي:" إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون).

بالإضافة إلى الصراع الوهّابي الحبشي هناك صراع آخر وهو بين الأحباش والجماعة الإسلاميّة في لبنان التي تعتبر الفرع اللبناني للأخوان المسلمين الذين يؤيّدون أفكار سيّد قطب, فالحبشي يعتبر سيّد قطب من الخوارج وكذلك الشيخ فيصل مولوي وهو أمين عام الجماعة الإسلاميّة في لبنان,كما أن جماعة الحبشي يصفونه بالملحد.

 

أبرز المعتقدات:

• يعتبر الحبشي بأنّ كلمات القرآن الكريم من كلام جبريل وليست من كلام الله,فالمعنى من الله تعالى والكلمات وصياغتها لجبريل.

• إنّ الاحباش في مسألة الإيمان يتبنون رأي المرجئة فيعتبرون الانسان مؤمناً ولو لم يعمل بمقتضى هذا الإيمان,أي لم يصلي ويلتزم باالتكاليف الشرعيّة,يقول الحبشي:" ومن لم يحكّم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله، فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب"

• الأحباش يخالفون الوهابية لجهة الحث على التوسل بالأولياء الصالحين و طلب الحوائج منهم وزيارة قبورهم.

• للحبشي موقف من الصحابة الذين خرجوا على الإمام علي(ع) فيعتبر الخارجين عليه قد ماتوا ميتة جاهلية لأنّهم خرجوا على إمام زمانهم.

• يدعو الشيخ الحبشي إلى الطرق الصوفية كالنقشبندية والرفاعية,ويجل كثيراً إبن عربي,ويعتبره شيخ الإسلام.

• يقلل الأحباش من أهمية التحاكم للقوانين الوضعية,لأنها مناقضة لحكم الله تعالى.

• يجيز الحبشي الاختلاط والنظر والمصافحة للمرأة الاجنبية,وللمرأة الحق بأن تخرج متبرجة ومتعطرة ولو بدون رضا زوجها,كما يجوز بيع الصبي الحر وشراءه ,ولا تجب الزكاة في العملة الورقيّة بل هي واجبة في الذهب والفضة فقط, كما تجوز الصلاة مع التلبّس بالنجاسة.

• للأحباش قبلة خاصة منحرفة عن قبلة المسلمين٩٠ درجة لأنهم يعتقدون أنّ الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة.

 

ثالثاً: الانتشار ومواقع النفوذ:

إن أهم مركز لانتشار الأحباش هو لبنان حيث لديهم مراكز ومؤسسات كثيرة وعدد لا بأس به من المدارس, كما ينتشرون في عددٍ من البلدان الأوروبيّة كالسويد والدانمارك بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

السبت, 19 تشرين1/أكتوير 2013 03:55

عيد الأضحى المبارك

عيد الأضحى المبارك

في اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة الحرام من كل سنة ، يحلّ علينا يوم عيد الأضحىالمبارك ، وهو عيد المسلمين كافّة .

جاء في الدعاء : اللهم أسألك بحق هذا اليوم ، الذي جعلته للمسلمين عيداً ،ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيداً ... .

وسمّي بيوم الأضحى أو النحر ، لأنّ حُجّاج بيت الله الحرام في هذا اليوم يقومونبذبح الأضاحي ـ من البقر أو الأغنام ـ في منطقة منى ، وذلك بعد عودتهم من عرفات ،قال تعالى : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِيأَيَّامٍ مَّعلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوامِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )الحج : 28 .

وقد جاء في فضل الأضحية عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :(لو علم الناسما في الأضحية لاستدانوا وضحّوا ، إنّه ليغفر لصاحب الأضحية عند أوّل قطرة تقطر مندمها( .

وبهذه المناسبة المباركة ، ونحن نتحدّث عن الحُجّاج ، جدير بنا أن نعرّج بشيء منالإيجاز على بعض أسرار الحج :

عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) :(إنّ علّة الحج الوفادة إلى الله ، وطلبالزيادة ، والخروج من كل ما أقترف ، وليكون تائباً ممّا مضى مستأنفاً لما يستقبل ،وما فيه من استخراج الأموال ، وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذات ، والتقرّبفي العبادة ، إلى الله عزّ وجل( .

فالحج : ضيافة الرحمن وعرض للحاجات عند قاضي الحاجات ، وإعادة نظر في ما اقترفهالإنسان المسلم من ذنوب ، خلال المرحلة السابقة من حياته .

حقاً إنّها ولادة جديدة للإنسان الذي قُبل سعيه وحجّه ، وظل يستشعر اللذائذالروحية من هذه الفريضة المقدّسة ، حتّى بعد العودة إلى الوطن .

أعمال يوم العيد :

أعماله كثيرة ، نذكر منها :

1ـ الغسل ، وهو من المستحبّات المؤكّدة .

2ـ صلاة العيد .

3ـ قراءة دعاة الندبة .

4ـ قراءة التكبيرات الآتية عقيب فريضة ظهر يوم العيد ، وهي :(الله أكبرالله أكبر لا إله إلاّ الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ماهدانا ، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، والحمد لله على ما أبلانا( .

5ـ التضحية ، وهي من المستحبّات المؤكّدة .

الثلاثاء, 15 تشرين1/أكتوير 2013 05:55

الحج وسبل الوحدة و روَّادها

الحج وسبل الوحدة و روَّادها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

« وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً» (1)

مسألة الوحدة الإسلامية من الأمور التي كثر الحديث عنها في عصرنا الحاضر،خاصَّة بعد إنتصار الثورة الإسلامية المبارکة ،من قبل علماء الدين ومفکريهم محاولة لتثبيتها في فكر المسلمين وثقافتهم، وتجسيدها عملياً بينهم ليشهدوا منافعها في حياتهم الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ،وإنَّ الجمهورية الإسلامية بعلمائها وقادتها تعتبر من أهمِّ دعاتها وروَّادها في عصرنا هذا حيث طرحت شعار( الوحدة الإسلامية) بكل قوة، وأعلنت أنَّه شعار استراتيجي نابع من صميم العقيدة، وتطبيقاً لذلك أعلنت عن أسبوع الوحدة في ذكرى مولد الرَّسول الأََََعظم (ص) المتزامن مع مولد حفيده الإمام الصادق (ع)، لسدّ الطريق أمام محاولات الأعداء المغرضين ومؤامراتهم لبثِّ الفتنة بين صفوف المسلمين، و ليتعرف فيه علماء الإسلام على حقيقة الوحدة من خلال الاجتماعات واللقاءات التي يعقدونها بهذه المناسبة العطرة،ولقدقامت الجمهورية الإسلامية على الصعيد العملي على تنفيذ هذا الشعار في قوانينها وسلوكها العملي في داخل البلاد وخارجه مع الشعوب الإسلامية ودولها، وفي سبيل ذالک واجهت الکثير من الصعوبات، ودار الصراع بينها وبين أعدائها الذين يشكّلون الكفر والإستکبار العالمي بكل أوجهه .

وهذا المقال الموجز يتضمن سبل الوحدة ودعائمها التي يمكن للمسلمين استغلالها بشكل كبيرفي کلِّ زمان ومکان لاسيَّما موسم الحج ليرتقوا معاً إلى المكان الذي أرادهم الله تعالى أن يكونوا فيه،ويتمن أيضاً مقتطفات من كلمات مفجر الثورة الإسلامية واليقظة العالمية الإمام الخميني (ره) وخلفه الصالح الإمام الخامنئي (حفظه الله) وأقوال ومواقف لسائر علماء المسلمين ومفکريهم، حول الوحدة الإسلامية، والتقريب بين المذاهب نقدّمه لأبناء أمتنا الإسلامية عامَّة ولعلمائها خاصَّة، عسی الله أن يأخذ بأيديهم وأيدينا إلى ما فيه الخير للأمَّة الإسلامية جمعاء، إنه تعالى سميع قريب مجيب الدعاء.

 

سبل الوحدة في موسم الحج

إنَّ هذه السبل التي سنذکرها هي من أهمِّ سبل المسلمين للوصول إلی الوحدة المنشودة، فإذا عمل بها المسلمون في طوال السنة،وتمسَّک بها ضيوف الرحمن واستغلَّها الدُّل الإسلامية في موسم الحج ،فلاشک أنَّه تتحقق الأمَّة الواحدة التي أرادها الله أن تکون خير الأمم:

أولاًً)- القرآن الكريم أساس الوحدة:

القرآن العزيز، هو كلام الله العظيم والمنزل على نبيه الكريم ومعجزته الخالدة إلى قيام يوم الدين، وهو الثقل الأكبر والحبل الإلهي الممدود من السماء إلى الأرض الذي ينجو من تمسك به، ويضل ويهلك من يزيغ عنه،وليس من الغريب أن يكون من أهم مصادر الوحدة الإسلاميةومعالمها، إذ أنَّه:

1- كتاب المسلمين جميعهم،حيث أُمروا بالتمسک به.

2- لقد دعا هذا الکتاب جميع المسلمين إلی الوحدة وعدم التنازع والاختلاف في قوله تعالی: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُوا..ْ».(2)، وقوله تعالی:«وأطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فََتَفشَلُوا وتَذهَبَ رِيحُکُم... »(3)

3- لم يخاطب هذا الکتاب، مسلماً دون مسلم بل خاطب المسلمين جميعاً على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وقومياتهم وألوانهم، ومن هنا كانت دعوة النبي وأئمة أهل البيت (ع) وصحابة رسول الله وجميع علماء الإسلام على مر العصور هو التمسك بالقرآن والعمل به، ولو لبَّ المسلمون عامَّة وحجاج بيت الله خاصَّة هذه الدعوة لما اختلفوا فيما بينهم.

ثانياً)- شخصية الرسول الأكرم محور الوحدة (ص) :

إن رسول الإسلام وخاتم النبيين (ص) شخصية تجمع المسلمين بكافة انتماءاتهم وأعراقهم، فهو رسولهم جميعاً، وكلهم متفقون على أنه القائد الأول والإنسان الإلهي الأكمل، الذي قدّمه الله قدوة للبشرية، «لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً»(4)،فهو أسوة في أقواله وأفعاله وقد وصف المسلمين بالجسد الواحد وأراد منهم ان يکونوا کذالک، حيث يقول (ص) : مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسَّهر(5)

ويصف الإمام الخميني، نبي الإسلام فيقول: إن نبي الإسلام المكرّم وفضلاً عن مناقبه المعنوية، وخصاله النورانية، واتصاله بعالم الغيب، وما يتميز به من درجات ومراتب، يعجز الإنسان عن إدراكها، فإنه كبشر وكإنسان، يُعتبر شخصية ممتازة، من الطراز الأول، لا ندَّ لها، ولا نظير.

وانطلاقاً من هذه النظرة لرسول الإسلام، جاء إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسبوع الوحدة في ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد (ص) المتزامن مع مولد حفيده الإمام الصادق (ع)، كخطوةٍ هامّةٍ في طريق التضامن والوحدة الإسلامية، لسدّ الطريق أمام محاولات الأعداء المغرضة ومؤامراتهم الخبيثة لبثّ الفتنة بين صفوف المسلمين، وإضعاف الأمّة الإسلامية، ولا زال النهج مستمراً تحت قيادة الإمام الخامنئي(حفظه الله).

وإنَّه لمن دواعي السرور والفرح أن يتجدد لقاء علماء المسلمين، بمختلف مذاهبهم ومشاربهم، في هذه الذكرى العطرة في كل عام من شهر ربيع الأول،کما يتجدد في کلِّ سنة قرب موسم الحج، وفي الموسم، لتداول قضايا الإسلام الكبرى، وما يهمُّ المسلمين في قضاياهم الدينية والثقافية.

إن مثل هذه اللقاءات الفكرية من شأنها تأصيل روابط الوحدة بين المسلمين، وتأليف الأمة حول قرآنها ونبيها وقبلتها وإسلامها؛ لتكون هذه المشتركات هي محور الأخوة الإسلامية، ومنطلق التعاون بين المسلمين، وهذا هو معنى الوحدة الإسلامية الذي يدعو إليه العلماء والمصلحون، من مختلف الطوائف الإسلامية.

ثالثاً)- الحج موسم وحدة المسلمين:

إن الحج يعلن وحدة خط الأنبياء عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله، واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكد هذا المضمون الوحدوي العظيم.

وقدتابعت الثورة الإسلامية هذا الخط وأکَّدت على لزوم إعادة الدور الحقيقي للشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة، والحج، باعتبارهما من أكبر المجالات المحققة للإحساس بضرورة الوحدة في هذه الأمة .

إنّ الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كل الأقطار، متحدة نحو قبلة واحدة ، في طاعة إله واحد مستنين بسنة الرسول الأكرم (ص).

لقد تحول الحج عبر العصور المتلاحقة ومن خلال سعي الأعداء إلى فريضة عادية لا تحمل في عمقها الأبعاد السياسية التي أرادها الله تعالى ليستفيد منها المسلمون، وقد نجح العدو لسنين طويلة في أن ينسي الناس هذه الأبعاد العظيمة لهذه الواقعة المهمة والاستثنائية من عبادات المسلمين السياسية، ولقدأدرك الإمام الخميني (ره) خطر هذه المسألة فحاول أن يعيد إلى الحج بعده السياسي لاسيما بإعلانه أن البراءة من قوى الشرك والكفر العالمية ركن من أركان الحج ولابد أن تؤدى ليكون الحج حجاً حقيقياً،إستناداً إلی قوله تعالی: «وَأَذَانٌ مّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيَءٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ»…(6)

وكان الإمام الخميني يعتقد بأن البَراءَة في الآية المذكورة أعلاها لا تختصّ بمشركي الجزيرة بل إنَّها تشمل البراءة من مشركي العالم كله، الموجودين في عصر الرسالة ومن بعدهم إلى يوم القيامة،ولذا امر ان تقام مراسم البراءَةَ في کل عام من موسم الحج ، وکان من خلال بياناته السنوية التي كان يوجّهها الى الحجاج في موسم الحج على وجوب اهتمام المسلمين بالأمور السياسية للعالم الإسلامي، واعتبار إعلان البراءة من المشركين ركناً من أركان الحج، وتوضيحاً لمسؤوليات الحجيج في هذا الخصوص.

وبالتدريج اتخذ مؤتمر الحج العظيم شكله الحقيقي وصارت سيرة البراءة تقام سنوياً بمشاركة عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين والمسلمين الثوريين من البلدان الأخرى، يردّدون خلالها شعارات تطالب بإعلان البراءة من الإستکبار العالمي خصوصاً امريکا وإسرائيل باعتبارهما من اهم مصاديق البارزة للشرك والكفر العالمي، وتدعو المسلمين الى الاتحاد.

واستمر سماحة الإمام الخامنئي(حفظه الله) علی هذا النهج في ندائه لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج من کل عام لإحياء الحج الإبراهيمي.

رابعاًً)- تحريرالقدس رمز الوحدة:

القدس تلک المدينة المقدسة في جميع الأديان وفيها المسجد الأقصى المبارک وهو القبلة الأولى للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين في الإسلام، وهو الآن لا زال تحت الإحتلال الکيان الغاصب لفلسطين.

ولقد وجَّه الإمام الخميني (ره) أنظار المسلمين نحو مشكلة اعتبرها أمَّ المشاكل وأمَّ القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية والقدس، حيث اعتبر الإمام (ره) أن هذه القضية ليست مجرد صراع حول أرض من أراضي المسلمين بل هي رمز لمواجهة الاستكبار العالمي للإسلام والمستضعفين فينبغي أن تحتل الحيز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمة والشعوب، وكذلك الحكام.

وفي سبيل هذه القضية ولكونها محورية تهم جميع المسلمين، ويمكن لها أن تساهم بشكل كبير في توحيد المسلمين، أعلن (ره) أخر جمعة من كل رمضان يوم القدس العالمي بعد أشهر قليلة من قيام الجمهورية الإسلامية أي في تموز من العام 1979م.

إن الهدف من إعلان آخر جمعة من رمضان المبارك يوماً للقدس، ليس الوقوف عند حد الشعارات والهتافات، بل لأجل أن تتحد الشعوب والدول الإسلامية أكثر من أي وقت مضى لتستعد للجهاد لأخذ حق الشعب الفلسطيني، وإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني ،وإزالة هذه البقعة السوداء من خارطة العالم الإسلامي .

لقد عاشت فلسطين ومقدساتها في قلب الإمام (ره) ، وكانت معه في محطات حياته كلها، وكان «رضوان الله عليه» يؤكد بأقواله وأفعاله ومواقفه العلاقة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وفلسطين، كبلدين إسلاميين، وشعبين مسلمين، وكانت أمنيته أن ترجع فلسطين إلى مكانها في العالم الإسلامي ، وكان أمله الصلاة في مسجدها الأقصى ، لذلك سعى جاهداً لتحريض المسلمين في كل مكان وتوعيتهم للقضاء على الصهيونية لتحرير فلسطين، ولهذا فمن أولى واجباتنا كمسلمين أن نعمل ، ونتعاون ونتَّحد لإنقاذ القدس من براثن الصهيونية، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تلبية نداء الإمام الخميني «قده» لإحياء يوم القدس العالمي، حيث يقول الإمام (رضوان الله عليه): «الذين لا يشاركون في يوم القدس مخالفون للإسلام وموافقون لإسرائيل»، ويقول «قده»: «ينبغي إحياء يوم القدس بين المسلمين»، ولا بد من الالتزام بدعوة الإمام لبناء جيش العشرين مليون الذي أطلق عليه «جيش القدس».

وهكذا نجد المواقف المشابهةوالمشرفة للجمهورية الإسلامية من قضية لبنان وأفغانستان والعراق وغيرها من القضايا الكبرى للعالم الإسلامي،في مواجهة العدو المشترك الذي يواجه المسلمون وهو الاستكبار وعلی رأسهم أمريکا والکيان الغاصب الصهيوني.

هذا وسنحاول من خلال ذكرمقتطفات من كلمات الإمام الخميني (ره)، والإمام الخامنئي(حفظه الله) وسائر علماء الإسلام ومفکريهم حول الوحدة الإسلامية، أن نتعرف على أسس الوحدة ودعائمها و أهميتها ودورها في حلِّ مشاکل العالم الإسلامي.

 

الإمام الخميني (ره)و الوحدة الإسلامية(7)

لقد بذل الإمام الخميني (ره) جهوداً عملية كثيرة وفي شتى الميادين في سبيل إرساء دعائم الوحدة الإسلامية حتى يمكننا أن نقول إنه رائد الوحدة الإسلامية في القرن العشرين وما تلاه، حيث استغلَّ كل فرصة لينبه المسلمين إلى هذا الأمر الذي به خلاصهم من المآسي والنكبات المتلاحقة التي مرت بهم.

إنَّ من أهم الخطوات التي قام بها الإمام الخميني (ره) في هذا الإطار أنه أحيا الفريضة الميتة في شعائر الحج وهي إعلان البراءة من المشركين وأعداء الله تعالى، ومن ثم وجه أنظار الأمة نحو فلسطين واعتبرها القضية التي تحتل الأولوية لدى المسلمين جميعاً، ومن أجل هذا جعل لها يوم القدس كمناسبة تعني المسلمين جميعهم.

فقد ركَّز الإمام الخميني (ره) في الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامية، ولم يألُ جهداً في تذكير الأمة دائماً بخطر الاختلاف والتشرذم، حيث يصح القول بحق، إنَّ أفضل من دعا إلى الوحدة وكرَّسها عملاً في حياته وأورثها للأجيال هو الإمام الخميني (ره).

وفي هذا المعني يتحدث الإمام الخامنئي(حفظه الله) عن إمامه العظيم (ره)فيقول : « لقد كانت أهم الكلمات التي يتحدث بها ويؤكد عليها إمامنا العظيم (ره) قبل انتصار الثورة وحتى آخر أيام حياته هي وحدة الأمة الإسلامية واتحاد المسلمين وعدم تضخيم الذرائع الواهية، وها نحن اليوم نرى وندرك أنها كانت وصية حكيمة وصائبة جداً».

و فيما يلي ذكر مقتطفات من كلامه (ره) حول وحدة الأمة الإسلامية:

* إنَّ اختلافنا ـ اليوم ـ يعود بالفائدة على أولئك الذين لا يعتقدون بمذهب الشيعة، ولا بمذهب السنة ولا بأي مذهب آخر بل يعملون على محو هؤلاء وأولئك معاً.

* الأهم والأخطر من الدعوات القومية، العمل على زرع الفرقة بين السنة والشيعة، وبث الدعايات المثيرة للفتنة والعداوة بين الأخوة المسلمين.

* ليست الأيدي الملوثة التي توجد الخلاف بين الشيعة والسنة في الأقطار الإسلامية بأيد شيعية أو سنية، وإنما هي أيد استعمارية تعمل على أن تسلبنا الأقطار الإسلامية واحدة تلو الأخرى.

* إننا لنشهد ـ مع الأسف ـ أن الخلافات في المناطق خصوصاً في المناطق العربية مكنت إسرائيل بعددها الضئيل أن تقاوم العرب بعددهم الكثير وعددهم الضخم.

* لو احتفظ المسلمون والحكومات الإسلامية برابطة الأخوة التي أمر بها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، وحققوها لم تقع أفغانستان مورداً للهجوم ولا فلسطين ولا غيرها من الأماكن الإسلامية.

* على الأخوة الشيعة والسنة أن يتجنبوا أي خلاف بينهم، إن اختلافنا اليوم إنما هو لصالح أولئك الذين لا يعتقدون بمذهب الشيعة ولا بمذهب الحنفية أو سائر الفرق، إنهم لا يريدون أن يبقى هذا أو ذاك، وسبيلهم هو زرع الفرقة بيننا، علينا أن نعي أننا مسلمون جميعاً، وأننا أهل القرآن جميعاً، وأهل التوحيد ونقدم كل ما لدينا من إمكانات.

* يجب على الأخوة السنة والشيعة أن يحافظوا على وحدتهم، إن طرح مسألة السنة والشيعة يخالف الإسلام، ولا فرق بين السني والشيعي فكلنا مسلمون جميعاً وعلينا أن نجاهد ونكافح في سبيل الإسلام.

* أيها المسلمون في العالم، ويا أتباع دين التوحيد، إن سرّ كل المشاكل في الأقطار الإسلامية هو اختلاف الكلمة وعدم التنسيق، وإن رمز الانتصار هو وحدة الكلمة والانسجام.

 

الإمام الخامنئي(حفظه الله) و الوحدة الإسلامية

الوحدة الإسلامية ضرورة ملحة لمواجهة الأعداء(8)

* لقد آن الأوان لأن يعيد العالم الإسلامي حساباته ويفكر بجدية بقضية الوحدة، فالخطر الأمريكي اليوم لا يستهدف بلداً أو بلدين في المنطقة بل هو يستهدف الجميع، وانَّ خطر الرأسماليين الصهاينة الذين يقفون وراء الجهاز الحاكم في أمريكا لا يكتفي بابتلاع قسم من منطقتنا بل أنَّه يريد ابتلاع المنطقة بأسرها وهذا ما يتفوهون به اليوم بكل صراحة، وليس لمشروع الشرق الأوسط الكبير معنىً سوى ذلك، فمنذ بضع وخمسين سنة حيث أقيمت الدويلة الصهيونية الغاصبة ومنذ ما يقرب من مائة عام حيث تبلورت هذه الفكرة لدى المحافل الغربية والأوروبية كانت النية في أن يبتلعوا هذه المنطقة ويستحوذوا عليها لأنَّها ضرورية بالنسبة إليهم ولا أهمية لشعوب هذه المنطقة

* فلقد أكَّد الإسلام على أن القوميات ليست ملاكاً للتمييز والهوية …«إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ...»(9) وأكَّد الإسلام على أن يتعامل الأخوة المسلمون فيما بينهم تعاملاً أخوياً، فلم يقل إن الإخوة هم من كانوا على المذهب السني أو الشيعي أو غيرهما من المذاهب بل قال: «إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...»(10)، فكل من يؤمن بهذا الكتاب وهذا القرآن وبهذا الدين وبهذه القبلة فهو مؤمن، وهؤلاء إخوة فيما بينهم، هذا ما قاله لنا الإسلام.

ضرورة الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب(11)

* إنَّ العالم الإسلامي بعدد سكَّانه البالغ 5/1 مليار نسمة، وما يمتلكه من إمكانيات هائلة مناخية وجغرافية وطبيعية وإنسانية، وثروات منقطعة النظير، بإمكانه أن يشكل كتلة متّحدة عظيمة، ... فلو حققت الأمة الإسلامية وحدتها، وأظهرت القوة الإسلامية نفسها بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، وتحقق الاستقلال الإسلامي في هذه المناطق بالمعنى الحقيقي للكلمة، لانتهت هيمنة العدو الاقتصادية والسياسية والثقافية، إنَّ هؤلاء لا يرضون بذلك، ويبذلون قصارى جهدهم كي لا يتحقق ذلك، والطريق الذي وجدوه لهم في هذا الصدد، هو بث الخلاف - هذا الداء الذي قد تسرَّب إلى جسد عالمنا الإسلامي.

* إننا لا نقصد من الوحدة الإسلامية أن تصبح العقائد والمذاهب الإسلامية واحدة،إنَّ ساحة مواجهة المذاهب والعقائد الإسلامية والعقائد الكلامية والآراء الفقهية هي ساحة علمية - فإنَّ لكل طائفة عقائدها وستبقى كذلك- الساحة ساحة المناقشات الكلامية،ويمكن لاختلاف الآراء الفقهية والكلامية أن لا يكون له أي تأثير في ساحة الحياة الواقعيةأوفي الساحة السياسية،الذي نقصده من وحدة العالم الإسلامي هوعدم التنازع:«.. وَلا تَنَازَعُوا فََتَفشَلُوا وتَذهَبَ رِيحُکُم.. »(12)

* إن الطاغوت الأكبر في عالمنا اليوم يتمثل في نظام الولايات المتحدة الأمريكية لأنَّها قد جاءت بالصهيونية وهي التي تدعمها، إن أمريكا هي خليفة للطاغوت الأكبر السابق أي: بريطانيا، إنَّ عدوان نظام الولايات المتحدة وأعوانها وأقرانها في التفكير، قد وضع العالم الإسلامي في ظروف صعبة، إنَّ العالم الإسلامي يرزح تحت وطأت ضغط أمريكا وأعوانها .

* إنَّ هذه الجماهير المليونية التي ترونها في الدول الإسلامية، لهي قدرة هائلة لحجة الله تعالى علينا، فيما حصل في لبنان من انتصار سافر لحزب الله كمصداق لقوله تعالى: «كَم مّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصّابِرِينَ»(13)، أتمّ الله تعالى حجته علينا، لا شك أن أعداء الإسلام قد أنكروا قوة الجماهير وأفقدوا السياسيين الإيمان بمقدرات شعوبها، ونحن نرى بأنَّ من أكبر فضائل الإمام الراحل هي أنَّه وعى واكتشف قدرة الشعب واستثمرها، وأنَّه وضع ثقته في الشعب.

 

كلمات علماء المسلمين ومفكِّريهم حول الوحدة (14)

* المرحوم الشيخ محمود شلتوت (شيخ الأزهر سابقاًً):

لا أنسى أنِّي درست المقارنة بين المذاهب بكلية الشريعة، فكنت أعرض آراء المذاهب في المسألة الواحدة، وأبرز من بينها مذهب الشيعة، وكثيراً ما كنت أرجِّح مذهبهم خضوعاً لقوة الدليل، ولا أنسى أيضاً أني كنت أفتي في كثير من المسائل بمذهب الشيعة، وأخصُّ منها بالذكر ما تضمنه قانون الأحوال الشخصية الأخير،...فينبغي للمسلمين أن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب.

إنَّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة (15).

* من بيان صادر من مكتب آية الله السيد علي السيستاني(حفظه الله).

تمرّ الأمة الإسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها، ويدرك الجميع - والحال هذه - مدى الحاجة إلى رصِّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل إلى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي إذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولاسيما إنَّها لا تمسّ أصول الدين وأركان العقيدة، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى (ص) وبالمعاد وبكون القرآن الكريم - الذي صانه الله تعالى من التحريف - مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت (ع)، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الإسلام: الصلاة والصيام والحج وغيرها.

فهذه المشتركات هي الأساس القويم للوحدة الإسلامية، فلا بدَّ من التركيز عليها لتوثيق أوآصر المحبة والمودة بين أبناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها.

* الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر:

فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام، وبقدر ما تحملانه من هذا المشعل العظيم، لإنقاذ العراق من كابوس التسلط والذل والاضطهاد.

وأريد أن أقولها لكم، يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر، إن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني.

إن الحكم السني الذي مثله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي (ع) السيف للدفاع عنه، إذ حارب جندياً في حروب الردة، تحت لواء الخليفة الأول (أبي بكر)، وكلنا نحارب عن راية الإسلام وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي.

* الدكتور الشيخ وهبة الزحيلي (باحث إسلامي من سورية):

المسلمون أمة ذات عقيدة واحدة، وإيمانهم واحد معروف، فهم يؤمنون بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره، والإيمان بالكتب كلها وبخاتمتها القرآن الكريم، يستدعي الالتزام بمضمون القرآن، ويوجب تطبيق شرعه وأحكامه وحرامه وأخلاقه وآدابه وكل ما جاء فيه، ووحدة هذا الكتاب الإلهي من أقوى الأسباب المؤدية إلى وحدة المسلمين، وكونهم صفاً واحداً فيما بينهم وفي مواجهة أعدائهم. (16)

* الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم :

إنَّ أعداء الإسلام والأمة الإسلامية، يعملون باستمرار من أجل التركيز على نقاط الخلاف، وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة، بل يضعون العدسات المكبّرة في كثير من الأحيان، ويطلقون الأصوات المنكرة، ويملؤون الدنيا ضجيجاً من أجل تأكيد ذلك.

كلّ هذا يؤكد حقيقة لابدَّ من الاهتمام بها في مسألة الوحدة، وهي تحويلها من حالة الشعار والعواطف والمشاعر الجياشة إلى عمل هادف له (مبرراته) و(مجالاته) الواضحة، لأن الوحدة الإسلامية ليست مجرد رغبة أكيدة، وأمل كبير فحسب، بل هي عمل واجب من الناحية الشرعية والإسلامية، وفي نفس الوقت ضرورة من ضرورات الحياة الإسلامية، وشرط من شروط القدرة على المواجهة في الصراع الحضاري. (17)

* الأستاذ الشيخ محمد مهدي عاكف (أمين عام الأخوان المسلمين)

لما كان المسلمون أمةً واحدةً، سادوا الدنيا بالعدل قرونًا من الزمان، ومن يراجع حالات الانتصار الإسلامي سيجدها جميعًا رهينةً بتحقق وحدة هذه الأمة؛ سواء في غزوات الرسول- صلى الله عليه وسلم- وفتوحات المسلمين التي شملت معظم أرجاء العالم المعروف آنذاك، أو في رد فعل المسلمين على هجوم أعدائهم في حالات ضعفهم الطارئ عليهم، كما حدث في استعادة القدس من الصليبيين، ثم طردهم من بلاد الإسلام، وكما حدث في مواجهة التتار، وكسر موجة طغيانهم التي هددت الحضارة الإنسانية بأسرها.. فلما ضعف توحيد الأمة ضعفت وحدتها، وتكالبت عليها قوى الأرض.

إنَّ ما يتعرَّض له المسلمون في شتى بقاع الأرض من عدوان وعنت وتآمُر وكيد لا سبيل لمواجهته إلا بالوحدة، وما كان ذلك العدوان ليحدث لو كان المسلمون أمةً واحدةً..

نحن لا نفرق بين شيعة وسنة، ونحن متفقون في العقيدة، وكلنا لنا رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة وفينا من يختلف في الفروع ولكننا أخوة.

* الإمام المغيَّب السيد موسى الصدر:

في هذه الأيام العصيبة التي تلفّ الأمة بالقلق، وبين يدَي هذه الأخطار المحدِقة التي تجعل المنطقة كلّها (حاضرها ومستقبلها) في مضرب الطوفان: تبدو لنا بوضوح أكثر فأكثر حاجة المسلمين الملحّة إلى وحدة شاملة متلاحمة لجمع ما تفرّق من صفوفهم وتوحيد ما تبعثر من جهودهم، وذلك حتى تتبين لهم مواقع أقدامهم وتعود الثقة إلى أنفسهم وهم في طريقهم إلى المستقبل وأمام بناء تاريخهم وأداء مسؤولياتهم. (18)

* المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة (باحث إسلامي من مصر)

* لابد أن يجتمع المسلمون ولا يختلفوا، وأن تتكون منهم أمة واحدة، كما قال تعالى: «وَإِنّ هَـَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً...»(19) ولا نقصد بأن نكون أمة واحدة أن تحكمنا حكومة واحدة، فإن ذلك لا يمكن أن يتحقق، ولكن يمكن أن يتحقق منا تجمع واحد، أو جامعة إسلامية واحدة. (20)

* المرحوم آية الله السيد محمد حسين فضل الله:

إنَّ أوّل خطوةٍ في حلّ مشاكلنا هي أن نأخذ بأسباب الوحدة الإسلاميّة، التي نكون من خلالها كالبنيان، يشدّ بعضه بعضاً، واثقين بالله، وبذلك يحترمنا العالم من حيثُ نحترم أنفسنا، ونكون شركاء في القرار في قضايا العالم، ونكفّ عن أن نضع أنفسنا في هامش القرارات العالمية التي تتحرّك بها دوائر الاستكبار العالمي. (21)

* السيد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله):

إنَّ من أعظم المعاني والمشاعر والقيم التي تكرسها شعائر الحج المباركة، هي التقارب والتعايش والتعارف والتعاون، وصولا إلى ما هو أرقى وارفع وهو الوحدة بين المسلمين.

هناك في الديار المقدسة، عند بيت الله الحرام، يقف الملايين من الحجيج، رجالا ونساء، إلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة وصلاتهم واحدة ومناسكهم واحدة، معاً يحرمون ومعاً يتحللون من إحرامهم، ومعاً يطوفون ويسعون ويقفون ويفيضون ويزدلفون ويرجمون الشياطين، ويقدمون الأضاحي ويقيمون العيد، ومعاً يفرحون بما انعم الله تعالى عليهم من نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى. (22)

* المرحوم الشيخ سعيد شعبان (مؤسس حركة التوحيد في لبنان):

لا أظنّ أنَّ أمة من الأمم أصيبت بالفتن كما أصيبت امتنا، مع أن الحق ما زال فيها ثابتاً ومحفوظاً وبيّناً، ولذا استطاع الأعداء أن ينفذوا من ثغرات الخلاف إلى داخل أمتنا وإلى داخل صفوفها.

الحديث عن وحدة المذاهب حديث يطول ولا يؤدي إلى وحدة الأمة، إن الحديث عن وحدة الدين هو الذي يؤدي إلى وحدة الأمة. (23)

* العلامة الشيخ حسن الصفار (باحث إسلامي من الحجاز):

الوحدة الإسلامية تمثل الضرورة والمنطلق لتجاوز الأمة لحال الاضطراب في علاقاتها الداخلية، ولتوجهها نحو التنمية والبناء بدل الانشغال بالخلافات الجانبية. (24)

* المرحوم الشيخ أحمد كفتارو (المفتي السابق لسورية):

إذا كانت السنة إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا سنة، وإذا كانت الشيعة حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا شيعة.

ويقول ابن المرحوم الدكتور الشيخ صلاح الدين كفتارو (رئيس مجمع كفتارو):ولابد لنا إذا أردنا تعزيز الوحدة الإسلامية أن نؤكد على مقومات هذه الوحدة وأسسها وهي: نبذ التعصب المذهبي والقضاء على التفرقة والضعف والجهل، وتشكيل نواة جديدة من التعاون الصادق المخلص . (25)

* الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون (باحث إسلامي من سورية):

فليس هنالك في الإسلام سني ولا شيعي إنما هناك مذاهب فقهية ومدارس فقهية، والمسلمون جميعاً أمة واحدة تعددت مذاهبهم الفقهية، فالفقيه الشافعي والفقيه الإمام جعفر والفقيه الإمام أبو حنيفة كلهم أبناء مدرسة الإسلام ولكن هناك مدرسة أخرى أخذت سندها عن آل البيت بشكل متسلسل وهنالك مدرسة أخرى أخذت عن آل البيت والصحابة وكلاهما مدرسة واحدة هي مدرسة الإسلام. (26)

* المجاهد الأستاذ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)

انظروا من هو المُستَهدف اليوم؟! ديننا الإسلامي هو المستهدف، بل القيم الدينية والرسالات الحقّة مستهدفة، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مستهدف، فكيف في ظل هذا الاستهداف نحن نتوانى عن الوحدة ونقصر فيها، وفي تحقيق شروطها ومتطلبات.

* الشيخ عبد السلام ياسين (مؤسس حركة العدل والإحسان في المغرب):

أما في زماننا، وقد نشبت فينا مخالب الجاهلية والأنياب، فنشعر بضرورة استعادة الوحدة شعوراً عميقاً، إنها مسألة حياة أو موت، إنها أم المقاصد وشرط تحقيقها.

* آية الله محمدي الري شهري (مسؤول جامعة علوم القرآن والحديث في إيران):

إنَّ فريضة‌ الحج إحدى المعالم البارزة للوحدة بين المسلمين والمؤتمر العظيم الذي من خلاله يمکن أن تُحل البُؤر في العالم الإسلامي، ونقف أمام التحديات التي نواجهها من قبل الأعداء، ونبحث عن الفُرص وطُرق التعاون ما بيننا على اساس التقوى والإحسان والبَراءة من المشرکين في موسم الحج. (27)

* حجة الإسلام والمسلمين قاضي عسکر(ممثِّل الإمام الخامنئي وأمير الحاج):

من أجل تحقق الوحدة المنشودة بين المسلمين فمن الأحری بهم أن يُراعوا مايلي: ا- التمسک بالقران الکريم 2- إتِّباع سنة الرسول(ص) 3- التمسک بأهل البيت(ع) 4- مراعاة حقوق بعضهم البعض5- مراعاة الخلق الحسن واجتناب الشتم6- مراعاة الإتزان عند النقاش مع بعضهم البعض7- إجتناب التَّعصب 8- إحترام مقدَّسات بعضهم البعض9- تقبُّل الحق بلا عناد وکبرياء10- التَّأکيد علی المصلحة العامة.

والعمل بهذه الوصايا من شأنه أن يعزِّز الوحدة المنشودة بين المسلمين في مدينة الرحمن وفيالزمان الذيحدَّده جلَّ شأنه لإجتماعهم،ألا وهوموسم الحجِّ العظيم (28).

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين وصبحه المنتجبين.

ايوب الحائري

 

الهوامش

(1)- الأنبياء:92

(2)- آل عمران: 103

(3)- الأنفال:46

(4)- الأحزاب: 21.

(5)- الكافي 2: 704، تفسير ابن کثير 1: 125،جامع البيان، لإبن جرير الطبري1: 556.

(6)- التوبة:3

(7)- مقتطفات من كلامه حول وحدة المسلمين ،نقلناها من کتاب (الکلمات القصار) من کلام الإمام ط.مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(س).

(8)- مقتطفات من كلمة سماحة الإمام القائد بمناسبة ولادة الرسول الأعظم (ص) التي ألقاها في طهران بتاريخ 17ربيع الأول 1425هـ الموافق 6-5-2004م، بحضور ضيوف من الدول الإسلامية وحشد من المسؤولين.

(9)- الحجرات: 13.

(10)- الحجرات: 10.

(11)- مقتطفات من كلمة الإمام الخامنئي لدى استقباله المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية (يوم 30/5/1385 هـ ش، الموافق 26 رجب 1427 هـ ق).

(12)- الأنفال:46

(13)- البقرة: الآية 249.

(14)- تمَّ استخراج هذه الكلمات من مجموعة مؤلفات حول الوحدة،ذکرناها في آخر الکتاب، وبعضها استخرجت من المواقع الإسلامية في الإنترنت.

(15)- الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة، للدكتور بي آزار الشيرازي:22.

(16)- بحوث ودراسات في التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤتمرالوحدة .

(17)- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين، للشهيد السيد باقر الحکيم.

(18)- تجمع العلماء المسلمين في لبنان تجربة ونموذج، الشيخ علي حازم.

(19)- الأنبياء:92

(20)- الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة، للدكتور بي آزار الشيرازي:113.

(21)- أبحاث في الوحدة الإسلامي، للعلامة السيد محمد حسين فضل الله .

(22)- من بيان لسماحةالسيد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله)إلی الحجاج اللبنانيين.

(23)- مؤتمر تحديات الوحدة، تجمع العلماء المسلمين.

(24)- أدب الحوار ،للعلامة الشيخ حسن الصفار.

(25)- اللقاءالاسلامي العلمائي (3)- دمشق ربيع المولود 1427هـ ،(کرَّاس )

(26)- بحوث ودراسات في التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤترالوحدة في حلب.

(27)- من بيانات آية الله محمدي الري شهري في مؤتمر الدولي للحج في سنغال بتاريخ 14 شوال 1430ه‍ المصادف 3/10/2009 م.

(28)- من مقال لحجة الإسلام والمسلمين السيد علي قاضي عسکر(ممثِّل الإمام الخامنئي وأمير الحاج)، بعنوان:دور الحج في التقريب بين المسلمين، طبع في مجلة انديشة( باللغة الفارسية ).