
Super User
تركيا تضبط شاحنات محملة بمواد كيميائية متجهة إلى سوريا
أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي في بيان أن دورية تابعة لقيادة الفوج الثاني في منطقة يشيلجه قرب الحدود التركية السورية أوقفت أمس الأول ثلاث شاحنات محملة بمواد كيميائية كانت متجهة إلى سورية.
وقالت رئاسة الأركان التركية في بيانها إن "دورية تابعة لقيادة الفوج الثاني في منطقة يشيلجه قرب الحدود التركية السورية قامت باطلاق النار على ثلاث شاحنات كانت في طريقها الى داخل الحدود السورية بسبب الاشتباه بها بعد عدم توقفها بطلب من الدورية ".
وأضاف البيان "لدى توقف الشاحنات بعد اطلاق النار على عجلاتها فر من بداخلها نحو الأراضي السورية فيما تمكن عناصر الدورية من القاء القبض على شخص واحد لم يستطع الفرار ولدى الكشف على محتويات الشاحنات الثلاث تم العثور بداخل كل منها على عشرين كيسا تحتوي على مادة الكبريت وزن كل منها خمسون كيلو غراما".
وأوضح البيان إنه عثر أيضا على براميل مختومة لم يتم التعرف على نوعية المادة التي تحتويها وعلى إثر ذلك تم إرسال تلك البراميل للفحص من قبل لجنة متخصصة بفحص المواد الكيميائية والبيولوجية والاشعاعات النووية فيما سيق الشخص الذي القي القبض عليه الى مركز الشرطة للتحقيق معه.
وكانت وثيقة سرية نشرها موقع دبليو ان دى الأمريكي في أيلول الماضي كشفت أن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابى في سورية امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيميائية وأنه تمت فى أيار الماضي مصادرة عبوات من غاز السارين من عناصر من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة المتمركزين في جنوب تركيا على الحدود مع سورية.
لافروف يؤكد مجددا ضرورة مشاركة ايران في "جنيف 2"
أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استغرابه من مطلب ما يسمى بـ"الائتلاف الوطني السوري" استبعاد إيران من حضور مؤتمر "جنيف-2" الخاص بسوريا، مشددا على ضرورة مشاركة إيران في المؤتمر.
وتابع لافروف في تصريح له اليوم الثلاثاء: "أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سبق وأن قدم مطالب أخرى كشروط لموافقة الائتلاف على حضور المؤتمر، ومنها تحديد موعد لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتكثيف عمليات تسليح المعارضة"، معتبرا أن هذه المطالب غريبة لانها تخالف بيان جنيف الذي صدر عن مؤتمر السلام الأول الذي عقد في جنيف بشهر حزيران/يونيو العام الماضي.
وأكد لافروف أن الأطراف التي تريد تغيير النظام في سوريا تعمل على تحميل الحكومة كامل مسؤولية تدهور الوضع، مشيرا إلى أن منظمات الإغاثة تقر بتعاون الحكومة السورية في إيصال المساعدات الإنسانية .
ما أحوج الأمة للحسين (ع)
رغم ان كاتب هذه السطور هو أصغر من أن يكتب عن قمة انسانية شامخة، تناطح السحاب كشخصية الامام الحسين (عليه السلام)، أو أن يقترب منها حتى، فهذه مهمة لا يجرؤ عليها الا جهابذة الفكر والراسخين في العلم، وهو ليس منهم،
الا أن المأساة التي تعيشها العديد من البلدان والشعوب الاسلامية بسبب ممارسات الجماعات التي تتبنى قراءة شاذة ومتطرفة للاسلام، جعلت دروس ملحمة عاشوراء، التي نعيش ذكراها هذه الايام، تتكثف وتصبح اكثر وضوحا.
الفوضى التي تضرب أطنابها في العديد من الدول الاسلامية، للاسف الشديد، سببها مجموعات تحمل راية الاسلام، ولاتخطو خطوة الا بالتهليل والتكبير، حتى لو كانت تلك الخطوة، تفجير رياض الاطفال، وسبي النساء، وذبح الشباب وتفجير دور العبادة واكل احشاء البشر، ونبش القبور وهدم الاضرحة وتحطيم ثماثيل الشعراء والادباء، لايردعهم اما فعل ذلك أي رادع ، اسلامي او انساني، وكأن شعارهم أنا أقتل اذن أنا موجود.
أليس من الظلم أن نصف هذه الجماعات بأنها اسلامية، وان ما تأتي به من موبقات هي بالضبط ما يأمر به الاسلام، بينما أمامنا الاسلام الاصيل، وقد تجسد قولا وفعلا بشخص الامام الحسين في ملحمة عاشوراء، هذا الدرس التطبيقي الخالد التي جسده سبط رسول الله بقوله وفعله ودمه الطاهر ليكون نبراسا للمسلمين وللاحرار في العالم اجمع.
صوت الحسين الخالد الذي انطلق من القرن الاول للهجرة، متحديا الظلم والجهل والانحراف، لم تأخذ من عنفوانه الدهور، رغم تكالب كل المستبدين والمنحرفين والجهلة لاسكاته، فكان صنو للوجود، وسيبقى يمتد والى الابد في افق الانسانية المعذبة، مادام هناك ظلم وجهل وانحراف.
الاسلام الاصيل لايعتدي على النفس الانسانية البرئية، مهما كانت الحجة أو الذريعة فهذا الحسين كما تذكر كتب التاريخ، عندما جاء شمر في جماعة من أصحابه يوم عاشوراء، فحالوا بين الإمام وبين خيم عياله, فصاح سبط رسول (صلى الله عليه وآله) "ويلكم يا شيعة آل سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم ... إني أقاتلكم وتقاتلونني والنساء ليس عليهن جناح. فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم من التعرض لحرمي ما دمت حياً".
موقف الحسين هذا وتحذيره من التعرض للنساء والاطفال حتى في الحروب هو موقف الاسلام الاصيل، وهذا الموقف لم يتخذه الحسين لانه كان الاضعف، بل الحسين جسد الاسلام عمليا في كل لحظة من لحظات ملحمة عاشوراء، فالحسين هو الذي أمر بسقي جيش الحر بن يزيد الرياحي بالماء، بعد أن أنهكه التعب والعطش، رغم انه جاء لقتل الحسين، فالحسين قام بسقي قاتله. هذا الموقف الحسيني هو موقف الاسلام القائم على التسامح.
ان كتب التاريخ أرخت لواقعة في ملحمة عاشوراء كشفت كيف جسد الحسين الاسلام بكل حذافيره، عندما شوهد يبكي وهو ينظر الى جيش يزيد، قالوا له لماذا تبكي يا ابن رسول الله فرد الحسين قائلا: أبكي على هذه الجماعة التي ستدخل النار بسببي. ماذا يمكن ان نزيد على هذا القول؟ الامام يبكي على قاتليه، أليس هذا هو الاسلام الذي جاء به جد الحسين للانسانية جمعاء؟ وهل هناك دين يمكن أن يربي الانسان كما ربى الاسلام الحسين؟.
ان اصلاح الامة لا يعني نشر الفساد والخراب فيها الى الحد الذي يجعل الناس يترحمون على أسوء طواغيت العصر، بسبب أفاعيل هذه الجماعات التي تدعي محاربة الشرك، بينما ممارستها لاتفضي الا الى إشاعة الشك بين الناس بدين الله. الاصلاح له رجاله وناسه، فهذا الحسين على جلالة قدره وعظيم منزلته يحدد اسباب واهداف ثورته ويقول لاخيه محمد بن الحنفية لدى خروجه من مكة :" وإنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت أريد الإصلاح في أمّة جدّي"، هذه المقولة الخالدة تعني من بين ما تعني، ان نشر الفساد والفوضى والخوف والارهاب في ديار المسلمين، هو فعل المنحرفين عن الدين.
دم الحسين الطاهر انتصر على السيوف التي كانت تقطر منه، لماذا ؟ لان الحسين أراد أن ينتصر بدمه لإعادة الحياة الى دين جده العظيم، لا أن يعمل بسيفه بالناس كي ينصاعوا، لذلك قال مقولته الخالدة، وكل قوله خالد، :"ان كان دين محمد لن يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني".
من أهم دروس معلم كربلاء، لنا وللذين سبقونا والذين سيأتون بعدنا، هي الحفاظ على العزة والكرامة وعدم بيع النفس والدين بثمن بخس كما نرى اليوم لدى الجماعات التي تدعي الاسلام، بل تدعى أنها المسلمة الوحيدة على وجه البسيطة، بينما أفعالها تصب من الألف الى الياء في خانة أعداء الله والامة ، وذلك عندما أعلن بأعلى صوته، وهو يعلم أن الموت أخذ يقترب، " الا وأن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين, بين السلة والذلة, وهيهات منّا الذلة, يأبى الله لنا ذلك و رسوله والمؤمنين وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام" .. هذا هو الحسين.
ترى أليس حري بالأمة وهي تمر بأحلك مراحل تاريخها، ان تتلمس نورا من شخصية الحسين وملحمة كربلاء، التي كانت تجسيدا حيا للاسلام الاصيل بكل ما يحمل من معاني التسامح والعزة والشموخ والكبرياء، لتستضيء به في لياليها المدلهم، عسى أن تجد على نوره مخرجا الى بر الامن والامان، كما وجد أحرار العالم في الحسين نبراسا على طريق الحرية، فهذا غاندي الزعيم التاريخي للهند يقول وبكل فخر " علمني الحسين كيف أكون مظلوماً .. فانتصر "، ترى أليس من الأولى أن نكون نحن من يتعلم من الحسين قبل غيرنا .. ما أحوجنا للحسين ... ما أحوج الامة للحسين.
ماجد حاتمي
الزيدية - عوامل الظهور
إحدى الفرق الإسلامية الشيعية تبلورت كفرقة في أوائل العصر العباسي في القرن الثاني الهجري، واتخذت من زيد بن علي الشهيد (رضوان الله تعالى عليه) رمزاً لتحركها وانتسبت إليه.
وتبنت منهجاً عقائدياً وفقهياً كان حصيلة جهود أعلام المذهب على اختلاف طبقاتهم، اعتماداً على قواعدهم الاجتهادية، وتأثرت أصولياً بالمعتزلة، وفقهياً بالمذهب الحنفي.
عوامل الظهور:
1 ـ كان لثورة زيد بن علي الأثر البالغ في نفوس المسلمين، وتعدّ الدعامة الأساسية التي اعتمدت عليها الزيدية، واستقطبت الجماهير وارتكزت على تراث هذه النهضة الضخم، واعتبروها رصيدهم الفكري والسياسي في التحرّك والتغيير.
2 ـ غيرّت الثورات والانتفاضات الشيعية التي أعقبت ثورة زيد ـ كثورة يحيى، وعيسى، والحسين بن علي الفخي، ومحمد بن القاسم بن علي، ويحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ـ مجرى التاريخ، فقد بذل قادة الانتفاضات مهجهم، وجاهدوا لنشر العدل وأشعلوا فتيل الثورة، وكسحوا الظلم والفساد، فكان لدمائهم الزكية الأثر البارز في ترسيخ روح الثورة، ومقاومة الطغيان، وتثبيت الفكر، والروح الثورية الزيدية في كُلّ البقاع التي وصلت إليها رسل انتفاضاتهم ونهضتهم.
3 ـ الدوافع السياسية والعقائدية كانت الركيزة الأساسية للمذهب الزيدي، والنافذة التي اطلّ من خلالها على المجتمع الإسلامي، وحاول التغيير والإصلاح ويظهر ذلك من خطب وبيانات الشهيد زيد بن علي بن الحسين (رضوان الله تعالى عليه)، فتراه يبوح بين آونة وأخرى ،ويبين أسباب التحرّك والثورة، كما في قوله (رضوان الله تعالى عليه) : ( إنما خرجت على الذين أغاروا على المدينة يوم الحرّة، ثُمّ رموا بيت الله بحجر المنجنيق ) ، وفي خبر آخر يقول إنما خرجت على الذين قاتلوا جدّي الحسين (عليه السّلام). وفي أخرى يصف مسيرته ونهضته بأبيات من الشعر حين دخوله على هشام :
شـرده الخوف وأزرى به * كذاك من يكره حر الجــلاد
منخرق الكفين يشكو الجوى * تنكثه أطراف مــرو حداد
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد
إن يـحـدث الله لـه دولة * يترك آثار العدا كـالرمــاد
وقد انتخب زيد الشهيد طريق الكفاح والنضال، وإحياء الشريعة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوطين النفس على الشهادة والقتل في سبيل القيم والمبادئ.
4 ـ سوء السياسة التي انتهجها ملوك بني أمية وبني العباس، ومطاردتهم للبيت العلوي وأتباعهم، وملاحقتهم للذرية الطاهرة من أبناء الأئمة أينما وجدوا، وتهاونهم بالأمور الدينية، وطعن المعارضين عن طريق لصق التهم الكاذبة بهم، دفع أعلام الهاشميين وقيادات الأمّة إلى الثورة والتصدي، وتوجيه الأمّة في نضالها المرير لمواجهة الظلم والإرهاب الأموي والعباسي.
«الإبراهيمي 2» في دمشق و«جنيف 2» إلى 2014؟
إلى دمشق، وصلت أمس «النسخة الجديدة» من الأخضر الإبراهيمي. نسخة لا تحمل مقترحات الغرب إلى القيادة السورية منتظرة الأجوبة، ونسخة واقعية ترى تفكك المعارضة وغضب رعاتها الإقليميين الذي يهدد بتأجيل مؤتمر جنيف 2 إلى عام 2014
يختتم المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي جولته في دمشق، المحطة الأبرز بعد زيارته سبع عواصم إقليمية.
منذ زيارته الأخيرة للعاصمة السورية في كانون الثاني من العام الماضي، تغيرات عديدة حدثت. اليوم، يقرأ الدبلوماسي الجزائري في ورقة التفاهمات الأميركية ــ الروسية، وسط ارتياح غير مسبوق تبثّه القيادة السورية، وتخبّط يلف قوى المعارضة. هذا التخبط ينعكس على الرعاة الاقليميين، وتحديداً السعودية التي رفضت استقبال «المبعوث العربي».
واستقبل نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الإبراهيمي في دمشق التي وصل إليها براً من بيروت. وجرى تحديد موعد للمبعوث الدولي للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أكدت مصادر متابعة لجولته لـ«الأخبار»، علماً بأنه التقى مسؤولين سوريين رسميين بعيداً عن الإعلام أمس. ومن المتوقع أن يلتقي الإبراهيمي خلال زيارته، التي تستمر حتى يوم الجمعة المقبل، مسؤولين رسميين آخرين وممثلين عن معارضة الداخل، وتحديداً مع «هيئة التنسيق» و«الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير»، مرجّحاً أن ترشح المعارضة الداخلية خلال هذه اللقاءات موفدين عنها للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2».
وأكّدت مصادر متابعة لحركة الاتصالات بين القيادة السورية والإبراهيمي لـ«الأخبار» أن الأخير «لم يأت إلى دمشق مفاوضاً، وليس هو حاملاً لطروحات ينتظر أجوبة عليها من الرئيس الأسد، بل إن الإبراهيمي أتى لاختبار الظروف ودراسة إمكانية انعقاد مؤتمر جنيف ــ 2». وشدّدت المصادر على أن الابراهيمي لا يزور سوريا ليكرر الكلام ذاته الذي قاله للأسد قبل 10 أشهر، والذي أدى إلى تأزم العلاقة بين الطرفين، خصوصاً عندما أراد المندوب الأممي أن يحصل على تعهد من الأسد بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014.
وأكّدت المصادر أن الابراهيمي سيسعى إلى تحديد الأولويات التي سيطرحها كل طرف في «جنيف 2»، وسيطلب من مستقبليه، في سوريا وغيرها، تقديم اقتراحات له تتضمن مقترحاتهم لجدول أعمال المؤتمر. وبعد انتهاء زيارته، سيعود الإبراهيمي إلى بيروت حيث من المنتظر أن يلتقي الرؤساء الثلاثة. وفي ختام جولته، يلتقي وزيري الخارجية الروسي والأميركي، أو من ينوب عنهما، ليقدم لهما تقريراً يتضمن نتيجة جولته، وتصوّره لإمكان عقد «جنيف 2»، والموعد الذي يراه مناسباً. وتشير مصادر لبنانية واسعة الإطلاع إلى أن رفض السعودية ثم الإمارات العربية المتحدة استقبال الإبراهيمي، مؤشر على أن المؤتمر لن يُعقد في الموعد الذي أعلن سابقاً، أي 23 تشرين الثاني المقابل، وأنه سيُرجأ حتى بداية العام المقبل. لكن مصادر على صلة بالإبراهيمي ترى أن الموعد محدد بالاتفاق بين واشنطن وموسكو.
وكان الإبراهيمي قد رأى أنّ الرئيس بشار الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو «سوريا الجديدة»، وذلك في مقابلة نشرتها أمس مجلة «جون أفريك» الأسبوعية الفرنسية.
وقال الإبراهيمي إنّ «الكثير من المحيطين به (الأسد) يرون في ترشحه (لولاية جديدة في عام 2014) أمراً محتماً. هو يرى الأمر حقاً مكتسباً (...) إنّه يرغب بالتأكيد في إنهاء ولايته الحالية». وأضاف: «علمنا التاريخ أنه بعد أزمة مماثلة (في إشارة إلى النزاع السوري) لا يمكن العودة إلى الوراء. الرئيس الأسد يمكنه إذاً أن يساهم بنحو مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما أسمّيه الجمهورية السورية الجديدة».
ورأى الدبلوماسي الجزائري أن الرئيس السوري «كان شخصاً منبوذاً» قبل الاتفاق حول السلاح الكيميائي السوري، «وتحول الى شريك» بعده، مضيفاً «إلا أنّ بشار لم يسقط أبداً (...) ومهما يقول الناس، فهو لم تساوره الشكوك على الإطلاق، لا لجهة ما يحق له، ولا لقدرته على حسم الأمور لمصلحته».
وأبدى الابراهيمي حذره بشأن مشاركة المعارضة في «جنيف 2»، معتبراً المؤتمر «بداية مسار. نأمل بأن تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية. يجب ألا تكون لدينا أوهام: لن يحضر الجميع. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب أن تشمل أكبر عدد ممكن».
جميل: السعودية والإمارات رفضتا استقبال الإبراهيمي
وفي إطار الحرك السياسي المتعلق بالمؤتمر، قال نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، إنّه التقى للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ممثلين عن وزارة الخارجية الأميركية في جنيف. وأكد، في تصريح إلى وكالة «إيتار ــ تاس» الروسية، أنّ هذا اللقاء أكد ضرورة عقد مؤتمر «جنيف 2» في أسرع ما يمكن، مؤكداً أن نجاح المؤتمر سيفتح الطريق للحوار السوري الداخلي.
كذلك تناول اللقاء، بحسب جميل، مسألة تمثيل المعارضة في «جنيف 2»، مشدداً على وجوب تمثيل كافة الأطراف على قدم المساواة. وأكد أنّ لقاءه مع الجانب الأميركي يشير إلى تطور موقف واشنطن، الذي يتغير ويصبح أكثر واقعية. من جهة أخرى، قال جميل إنّ 23 تشرين الثاني يبقى موعداً واقعياً لعقد «جنيف 2». وبشأن جولة الأخضر الإبراهيمي، قال جميل إنّ الدبلوماسي الجزائري متشائم إلى حد ما لأنّ السعودية والإمارات رفضتا استضافته.
في السياق، أعلنت جامعة الدول العربية أنّ اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية العرب سيعقد الأحد المقبل في القاهرة لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، في ضوء مشاورات الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لعقد مؤتمر «جنيف 2». وصرح نائب الأمين العام للجامعة، أحمد بن حلي، رداً على سؤال حول معلومات صحافية تفيد بأن رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا طلب الحصول على غطاء عربي للمعارضة في ما يتعلق بالمشاركة في المؤتمر، بأنّ «اجتماع وزراء الخارجية العرب سينظر في هذا الموضوع»، مضيفاً أنّ «الموقف العربي يقوم على تشجيع كل الأطراف السورية، سواء كانت حكومة أو معارضة، على وضع الأزمة على طريق الحل السياسي».
وأشار إلى أنّ الإبراهيمي «على اتصال دائم مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي ونظيره الأممي بان كي مون لإطلاعهما على نتائج مشاوراته وتحركاته».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجميع يدعمون «جنيف 2» بالأقوال، إلا أن بعض الدول المموّلة للمعارضة السورية تعمل مباشرة على تقويض الجهود الرامية إلى عقد المؤتمر. وقال، عقب مباحثاته مع نظيره الأوكراني ليونيد كوجارا، إن كل جماعة في صفوف المعارضة السورية لها مموّل أو مشرف عليها في المنطقة أو خارجها، مؤكداً أن الجميع يدركون ذلك جيداً، بما في ذلك الإدارة الأميركية. كذلك أكد الوزير الروسي أن على مموّلي الجماعات المسلحة في سوريا أن يتحملوا المسؤولية تجاه مصير الحل السياسي في هذا البلد. وقال الوزير الروسي إن عدداً من الجماعات المسلحة تنشق حالياً عن «الائتلاف» المعارض، بينما تعلن بعض الجماعات الأخرى أنها قريبة من تنظيم «القاعدة» الإرهابي وتعمل بتوجيهات منه. وأعرب لافروف عن غضبه بشأن تهديد بعض الجماعات المعارضة تجاه المشاركين المحتملين في «جنيف 2»، بما في ذلك بعثات روسيا الدبلوماسية في الخارج، مشدداً على أن ذلك أمر غير مقبول. وأكد أن هذه الجماعات هددت كذلك الدول التي تدعو إلى البحث عن حل سياسي وتعارض استخدام القوة الخارجية لتسوية الوضع.
إلى ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، أنّ أعمال العنف منعت مفتشي المنظمة من الوصول إلى موقعين كيميائيين في سوريا.
وجاء في بيان لها أنّ المفتشين «أنهوا أعمال التحقق في 21 من 23 موقعاً أعلنت عنها سوريا»، مضيفاً أنّ «الموقعين الباقيين لم يتم تفتيشهما لأسباب أمنية».
اسرائيل تستعد لمواجهة القاعدة.. في العام 2014
كشفت صحيفة يديعوت احرونوت عن مداولات تجريها وزارة الدفاع وهيئة اركان الجيش الاسرائيليتان، استعدادا لمواجهة التحديات الامنية للعام 2014، مشيرة الى ان المناقشات والخطط المتداولة، تتركز على تهديد منظمات الجهاد العالمي في الدول التي تحيط باسرائيل، بعد ان «ثبّت أكثر من ثلاثين ألفا من الجهاد العالمي أنفسهم في الدول من حول الدولة العبرية»، بما يشمل سوريا ومصر والاردن وقطاع غزة ولبنان.
ونقلت الصحيفة اجواء المناقشات الجارية في الاركان العامة للجيش الاسرائيلي، مشيرة الى انهم في القيادة العسكرية متفقون على مقدار وحجم التهديد والاخطار الكامنة في وجود الجهادين من حول اسرائيل، الا انه لا يوجد اتفاق حتى الان، على توصيف الوضع وكأن «افغانستان باتت هنا»، مشيرة الى ان «الجدل والنقاش يتعلقان بتحديد الجداول الزمنية للتهديدات، وتقدير الموقف حول منظمات الجهاد العالمي وإن كانت قريبة من وضع تبدأ فيه بمواجهة اسرائيل، او ان المسألة بحاجة الى مزيد من الوقت كي تبثت هذه المنظمات نفسها على الارض، في مرحلة ما بعد معالجة الانظمة الكافرة في سوريا والاردن ومصر»، وبحسب الصحيفة فإن «شعبة العمليات في الجيش ترى أن التهديد بات مباشرا، فيما تتمسك جهات التقدير الاستخباري بموقف اكثر حذرا».
واشارت الصحيفة الى ان منظمات الجهاد العالمي مسؤولة عن جميع الحوادث التي نفذت على الحدود بين اسرائيل والدول المجاورة، منذ آب 2011، الا ان «التهديد المتوقع للآتي، ليس فقط عمليات اطلاق صواريخ وقذائف هاون على الاراضي الاسرائيلية، اذ ان الجهاد العالمي سيحاول أن يخترق الحدود وينفذ عمليات تشبه العمليات التي تنفذ كل يوم في العراق وافغانستان».
وكشفت الصحيفة ان «النقاشات التي يُجريها الجيش تتناول التناقض بين الشعور العام بأن منطقة الشرق الاوسط تحولت من حراك الازمات الى حراك التسويات، وبين تقدير الوضع الاستخباري، الذي يرى ان احتمال التفجر كان وما زال كبيرا»، مشيرة الى ان «الاتصالات (الاميركية) مع ايران، والحوار القائم مع سوريا، والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وايضا ضعف الاخوان المسلمين في مصر والذي تشخصه الاستخبارات في اسرائيل بصورة ايجابية، يشير الى ان الوضع افضل بكثير مما كان قبلا، الا ان هذه المسارات ستستنفد خلال اشهر»، والسؤال هو عن وضع اسرائيل في اعقابها.
واشارت يديعوت احرونوت الى ان «الجهاد العالمي هو الجهة الوحيدة في الشرق الاوسط، التي لا تتأثر او يعنيها مسار التسوية، كما لا يعنيها مسار حل السلاح الكيميائي، او تسوية سياسية مع المعارضة في سوريا، بل في الاونة الاخيرة تدور معارك لا تنحصر فقط بين الجهاديين والجيش السوري، بل ايضا بينهم وبين المتمردين المعتدلين، وكل منطقة تفرغ في سوريا يحل فيها الجهاد العالمي، بما يشمل منطقة درعا غير البعيدة عن مثلث الحدود بين اسرائيل وسوريا والاردن»، اما ما يجب او يمكن ان تفعله اسرائيل، فتشير يديعوت احرونوت الى ان «موطئ قدم الجهاديين في الجولان، لا يبقي اسرائيل ساكنة وغير مكترثة».
وحول الصعوبات في مواجهة هذا التحدي، كما ترصده اسرائيل، فترى الصحيفة ان «السرطان ينتشر ولا يستطيع أحد أن يصده»، متسائلة عمن يمكنه ان «يطرد عشرات الالاف من الجهاديين من سوريا، او ثلاثة الاف من سيناء المصرية، الذين تربطهم صلة بجبهة النصرة في سوريا، وايضا اعدادا اخرى من تنظيم القاعدة في اليمن»، اما لجهة الساحة اللبنانية وقطاع غزة، فتشير الصحيفة الى وجود بضع مئات من السنة اللبنانيين، التابعين لمجموعات الجهاد العالمي، حيث يصعب على حزب الله مواجهتهم، سواء في الجنوب او في الضاحية، وايضا المئات من الجهاديين في القطاع، والذين باتوا يشكلون تهديدا عل حكم حركة حماس.
أفخم: سنشهد بشائر المحادثات الإيرانية مع الوكالة الذرية
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اليوم الثلاثاء ان مباحثات رئيس الوفد الايراني المفاوض عباس عراقجي ويوكيا أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا كانت مفيدة وبناءة، مضيفة سنشهد بشائر المحادثات الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت افخم خلال مؤتمرها الصحفي، ان مباحثات عراقجي وامانو تأتي في اطار المسار الجديد المبني على التعاون، و ايران تؤكد على التعاون والشفافية وبذل كل الجهود في الرد على تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحول الحادثة الارهابية التي وقعت بحق ايرانيين في سروان على الحدود الباكستانية - الايرانية أوضحت أفخم أن الخارجية الايرانية قامت باستدعاء القائم بالاعمال الباكستاني وقدمته مذكرة احتجاج إثر الحادث الارهابي في سراوان.
وأشارت الى أن نائب وزير الداخلية الايراني سيزور باكستان قريبا بشأن العمل الإرهابي في سراوان، مضيفة: مكافحة الارهاب تحتاج الى تعاون جدي وعزم مشترك من قبل جميع الدول.
وحول العلاقات بين إيران وجنوب افريقيا أشارت افخم الى ان العلاقات الاقتصادية تنامت بين ايران وجنوب افريقيا ظريف سيزور جنوب افريقيا بعد زيارته لتركيا.
ونوهت الى أن ظريف سيلتقي الرئيس غول عقب لقائه نظيره التركي، مضيفة: نسعى الى عدم التغيير في العلاقات مع الدول الاخرى.
ورفضت افخم تقرير احمد شهيد بشأن حقوق الانسان في ايران مضيفة أن له توجه سياسي، وقالت: يجب أن تكون تصريحات الآخرين مبنية على اساس الواقع.
وأضافت: نأمل أن يتم تغيير المسار السياسي المغرض ضد ايران في موضوع حقوق الإنسان.
التعاون الدفاعي بین ایران وروسیا يعزز الامن الاقليمي
اکد وزیر الدفاع واسناد القوات المسلحة الایراني علی تعزیز التعاون الدفاعي بین ایران وروسیا واعتبره عاملا مهما في تعزیز الاستقرار والامن بالمنطقة والعالم.
وعبر العمید حسین دهقان في رسالة جوابیة بعثها امس الاثنين الی نظيره الروسي سیرغئي شویغو الذي کان قد هنأه فیها بمناسبة تعیینه وزيرا للدفاع، عبر عن شکره للرسالة واکد علی مکانة روسیا الخاصة في سیاسة جمهوریة ايران الاسلامیة الخارجیة.
کما وصف العمید دهقان استمرار التعاون الدفاعي بین البلدین بانه یشکل عاملا مهما في دعم الاستقرار والامن في المنطقة والعالم.
وکان وزیر الدفاع الروسي سیرغئي شویغو قد بعث برسالة تهنئة الی نظیره الایراني متمنیا له النجاح وداعیا الی المزید من تطویر العلاقات الودیة بین القوات المسلحة الايرانية والروسية .
المنظمات النسوية في العالمين العربي والإسلامي
المنظمات المدنية النسوية في العالمين العربي والإسلامي "الفرص والتحديات"
قال تعالى:{وعد الله الين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم.. وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً. ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الكافرون}النور/55
-لقد ربط الإسلام- كما نعلم- بين النجاح في الدنيا والآخرة. والسعي لعمل الخير وأن المتأمل في الآيات الكريمة التي تقدمت يرى وبوضوح نتائج وأبعاد المعادلة القرآنية التي نبيّن لعامة المسلمين{أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} من رجال الأمة ونسائها هم البديل الحضاري للمجتمعات التي يسود فيها الظلم والفساد .
ويرى إلى ذلك مبلغ الربط والتلازم الذي يقيمه كتاب الله تعالى.. بين الإيمان والعمل الصالح الذي تشمل منفعته الآخرين من أفراد المجتمع والأمة حتى لو لم يشاركونا بقرابة أو معرفة أو دين.. ودون أن نتوقع منهم مقابلاً سواء أكان هذا المقابل مادياً أو معنوياً. بحيث يفهم أن الإيمان من دون العمل لصالح الناس والشأن العام لا يعد ذا قيمة في ميزان القرآن الكريم .
هذا المصاف الإنساني الحضاري.. وواقع مجتمعاتنا عموماً على امتداد العالمين العربي والإسلامي(مع إستثنآت لا شك..) وخصوصاً إذا تقدمنا باتجاه المنظمات والمؤسسات المدنية النسوية فإنا نجد أن المسافة شائكة وتطرح العديد من الأسئلة المعقدة سواء على مستوى النهوض والتقدم النوعي.. أو على مستوى النظرة المستقبلية وما تتطلبه من تعاون وتوحيد للجهود ومن وضع دراسات واستراتيجيات وخطط هي غالباً فوق قدرات وإمكانات أكثر مؤسساتنا.. التي تأخرت تنظيماً وادراة وخبرة.. عن الركب العالمي المهيمن والذي هو في نفس الوقت معادي.. ويعمل على استقطابها وتطويعها بل تذويبها في أتون حركته عبر سلسلة طويلة من البرامج والمفاهيم الهدامة التي- ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب- والتي تستهدف بشكل عام القيم والهوية .
نعم أن منظمات ومؤسسات المجتمع المدني النسوية في بلادنا العربية والإسلامية- في إطار هذا التحدي..- تواجه معاناة كبيرة(ولو أن بينها ما يعتد ويفتخر بجهوده رغم ضيق المجال..) غير أن هذا الكل وباختصار بحاجة إلى بديل عن طروحات النظام الغربي الخبيث والذي بات يستقطب اليوم جل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني النسائية في العالم.. بحاجة وباختصار إلى يد كفوءة واعية وحانية ومقتدرة لنكون بمثابة المرجعية والمظلة الواقية من شياطين الأرض .
نظرة موجزة في التفاصيل :
أن التوجه لفرض الرؤية الغربية العلمانية على المجتمعات الأخرى. برز تدريجياً في العقود الأخيرة التي شهدت اهتماماً عالمياً مكثفاً وواسعاً بقضايا المرأة.. سواء عبر المنظمات الحكومية وغير الحكومية وعبر المنظمات الدولية ولا سيما الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. وحيث نظمت سلسلة مؤتمرات في عواصم مختلفة من العالم- من مؤتمر نيروبي عام/1975 إلى اللقاءات الدولية في نيومكسكو وكونبهاجن.. وصولاً إلى مؤتمر السكان في القاهرة والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في- بكين-(الذي شاركنا فيه..) والذي كان له دوراً كبيراً في كشف المرامي الخفية لتلك المؤتمرات.. بحيث تمخض يومذاك عن مشروع التحرر المطلق للمرأة من كل ما له صلة بمعتقداتها وتقاليدها وثقافة مجتمعها. بل كل ما له صلة بتاريخها من موروث ديني وعقيدي وأعراف اجتماعية .
وقد كان الأخطر في هذا المؤتمر بخصوص القضايا المطروحة على جدول أعماله. هو الوصول إلى صيغة نهائية ملزمة للدول والشعوب عبر الشرعية الدولية بهدف عولمة المنظمات والمؤسسات النسائية وربطها ببرامج واستهدافات مثيلاتها في العالم .
- فوثيقة- بكين- اليوم باتت تمثل الإطار الاستراتيجي والتصوري الذي تدور في فلكه مجموع الجمعيات ومؤسسات ما يسمى بالمجتمع المدني النسوية (التي تتزعمها وتفعّلها في العالمين العربي والإسلامي. الأحزاب والفلول النسائية العلمانية). التي أصبحت تشكل لوبيات للضغط والمطالبة إزاء الحكومات .
- ولعل هذا الوضع هو أكبر تحدٍ يواجه المرأة في مجتمعاتنا.. ويجعلها أمام المواجهة المتعددة الأبعاد.. خاصة وأن هذا الانشغال الاستراتيجي- المدعوم مالياً وعلمياً لجهة التدريب المستمر..- يستثمر فقر وجهل شعوب العالم وخاصة المرأة التي تنعكس عليها الأزمة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية.. وذلك أن 80% من النساء في البلدان العربية والإسلامية يعانين من الأمية والفقر.. وهذا بالتالي يعكس مستوى تدني الوعي بالحقوق والمطالب المشروعة.. ويفسح المجال من جهة ثانية للبرامج والمقررات الدولية التي تجتاح سائر المجتمعات ومنها مجتمعاتنا.. والتي تتحرك عبر اساليب مدروسة تحقيقاً للهيمنة وتأطيراً للشعوب بعيداً عن هويتها وحاجاتها الحقيقية .
حاصل المسألة :
أن التحدي الذي يواجهنا كأمة في قضايا المرأة ومنظماتها ليس تحدياً هيناً ولا بسيطاً كما قد يبدو.. باعتبار أن قضية المرأة ليست معزولة عن قضية الأسرة. والأسرة ليست معزولة عن المجتمع برمته بل الأمة بكاملها .
ويبقى المؤسف أن هذه المخططات الدولية التي تتنزل بأدوات بشرية من بلدان عربية وإسلامية وهي محملة بأشكال من الضغوط التي تصل إلى درجة التدخل السافر.. بحيث يمكن القول أن التاريخ لم يسبق له أن عرف مثيلاً لها .
وأنه إزاء هذه المخاطر المحدقة على واقع مجتمعاتنا.. كان لا بد من مطالبة المهتمين بقضايا الأمة الإسلامية بتوفير البديل الإيجابي الفاعل على هذا الصعيد .
فقد آن الأوان لانتهاج إستراتيجية شاملة متكاملة مبنية على تحديات الواقع وهادفة إلى أحداث تغييرات نوعية وكمية تفضي إلى تقديم الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين كمخلص حقيقي للبشرية. وكمنقذ وباعث لعزة وكرامة الإنسان الرجل والإنسان المرأة .
الإسلام الذي أزال الجاهلية وحمى الشعوب من الفساد والانهيار الأخلاقي وما يترتب عليه من علل.. الإسلام الذي كان نتاجه بعد مسيرة أربعة عشر قرناً قيام الجمهورية الإسلامية المظفرة على أرض إيران بزعامة وقيادة الإمام الخميني العظيم.. والتي تبعها تلقائياً صحوة إسلامية عمّت العالم وشكلت أهم حراك لإحياء الدين في عصرنا.. والتي برهنت من خلال التجربة العملية وبما لا يدع مجالاً للشك على كفاءة الدين الحنيف وقدرته على أحداث تحولات هائلة على مختلف الصعد ومنها قضايا المرأة .
ويبقى أن الغرض من سوق ما تقدم من شواهد كان لإلقاء الضوء من جهة على مسار التوجهات الغربية في هذا الشأن خصوصاً وأنه بدأت تنشأ أجيال ترى في هذه الاتفاقيات الدولية والمنظمات الغربية والقيم الوافدة المعيار الحقيقي والميزان العدل للتعامل مع المرأة ونيلها لحقوقها مخدوعة بقيم الحرية التي اتخذتها تلك المنظمات شعاراً لها.
ومن جهة ثانية إلقاء الضوء على واقع وإمكانات منظمات المجتمع المدني النسوية في مجتمعاتنا- التي لم تنخرط في الأفكار الوافدة- والتي قامت ولا زالت على مبادرات فردية وحيث عملت وجاهدت وصمدت طويلاً من أجل أن تحفظ خط مسيرها الذي تواصل في إطار العمل التطوعي الآخذ بالتراجع.. والذي هو شعبه هامة وأساسية من شعب العمل الصالح ولا بد من سعي مركز لتفعيله وتواصله في مجتمعاتنا .
بالعمل الصالح.. والعمل التطوعي لخدمة مجتمعاتنا نربح التحدي:
وهنا لن تغوص في تفاصيل ونتائج عمل الصالحات.. الذي تحدثت عنه الآية الكريمة في مطلع المقالة وانعكاسه على المجتمعات..وأنما سنتحدث عن العمل التطوعي تحديداً الذي يعتبر القاعدة الأساسية لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني لكونه يشكل احد المجالات الهامة التي يبذل فيها أفراد المجتمع بعضاً من جهودهم وأموالهم وإمكاناتهم لصالح الآخرين.. والذي هو اليوم من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي بعد أن أكتسب أهمية متزايدة مع أتساع الهوة بين واقع الحكومات وازدياد احتياجات الشعوب .
وإذا كانت قوة المجتمعات اليوم هي في عملها التطوعي.. فإن هذا العمل تحديداً حظيّ بمكانة عالية من الاهتمام في الثقافة الإسلامية بحيث نجد الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحث على كفالة الأيتام ومساعدة المحتاجين ومد يد المساعدة للعاجزين والمعوقين والمساهمة في نشر العلم والحفاظ على البيئة والمشاركة في بناء المساجد والحسينيات وأعمارها مادياً ومعنوياً.. إضافة إلى قضاء حوائج الناس وإصلاح ذات بينهم ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وتفريج الكرب.. وإلى آخر ما هنالك من مجالات متعددة ..
كما وإن ثقافة العمل التطوعي في الإسلام لم تكتفي بالحث والتحريض على ذلك بل جعلت من عمل الخير مصداقاً من مصاديق العبادة. وجعلت من الساعي في قضاء حاجات إخوانه المؤمنين كالمتشحط بدمه في سبيل الله .
ومن هنا يعتبر إنفاق المال عموماً في سبيل الله من أعظم أعمال التطوع لأنه القاعدة الاقتصادية لمعظم أعمال التطوع التي ذكرناها.
ويبقى هنا أن كل ما تملكه ثقافة التطوع في الإسلام من مخزون ثقافي وقيمي محفز ودافع للانخراط في أجوائه.. إلا أن الملاحظ في مجتمعاتنا هو تراجع وتدني التفاعل مع برامجه وأنشطته بشكل عام .
وعليه فإن من المهم الوقوف على السبب الذي جعل العمل التطوعي يتراجع في مجتمعاتنا عن معدلاته الطبيعية. مع علمنا بأن المجتمعات تتقدم كلما ازداد العمل التطوعي فيها.. وقد كان المسلمون أقوياء فيما مضى من الزمن حين كان العمل الصالح نهجهم والعمل التطوعي جزءاً من يومياتهم. وحين كان الكثير من المسلمين يقومون ببذل الجهد التطوعي لصالح الآخرين من أبناء الآمة حيث وجدوا .
وإن من الملفت أن ترجع بعض الدراسات تقدم المجتمعات الغربية على الشرقية في أحد أسبابه لازدياد العمل التطوعي لدى شعوبها ولدى الأجيال الصاعدة تحديداً في تلك المجتمعات.. وإنه بالمقارنة إلى ما وصلت إليه مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجالات الخدمة الاجتماعية والإنسانية في بلاد الغرب وبين حال مؤسساتنا الخيرية نجد أن الفارق كبير جداً. إذ في أمريكا- على سبيل المثال- يوجد(32000) مؤسسة خيرية بلغت ممتلكاتها عام/1989 أكثر من(138) مليار دولار. كما يشارك في العمل التطوعي حوالي(39) مليون يشكلون نسبة 30% من مجمل الأمريكيين وينفقون سنوياً(20) بليون ساعة في العمل التطوعي لصالح الأطفال والفقراء والتعليم وقضايا أخرى .
وقبل فترة زمنية قصيرة أعلن الملياردير الأمريكي بيل غينس عن تبرعه بمبلغ ثمان وعشرين بليون دولار من ثروته لأعمال الخير- أي ما يقارب من نصف ثروته .
وفي بريطانيا يوجد أكثر من(20) مليون شخص من البالغين يمارسون نشاطاً تطوعياً منظماً .
أما في فرنسا فهناك(10) ملايين ونصف المليون فرنسي يتطوعون في نهاية الأسبوع للمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية مختلفة تخص الحياة اليومية من مجالات التربية والصحة والبيئة والثقافة وغيرها .
وهنا نصل إلى أن من حق العمل التطوعي في بلادنا أن ينهض ويتقدم وترتفع معدلاته وأن تجتمع عليه جهود الأمة وطاقاتها ونتضافر لمناصرته ومؤازرته وحماية منجزاته لأهمية دوره في المحافظة على الهوية الإسلامية لمجتمعاتنا التي تحاول بعض الاتجاهات المشبوهة تشويه صورتها .
أخيراً: دور الساحة النسائية في بلادنا في هذه المرحلة :
إذا كان العمل الاجتماعي والثقافي التطوعي تحديداً في الساحة النسائية هو من أهم الفرص والوسائل المستخدمة للمشاركة في عملية النهوض بالمجتمعات فإن من واجب مؤسسات المجتمع المدني النسوية في بلادنا أن تتلاقى جهودها من أجل رسم إستراتيجية مشتركة تعمل على تنمية وانسجام مجتمع المرأة في الدول الإسلامية وأن تضع في صدر أولوياتها عملية ترشيد مكانة المرأة المسلمة إضافة إلى التنبه لأمور منها :
أولاً: الالتفات والوعي للمتغيرات التي تهز العالم من حولنا في ظل هيمنة آحادية غاية في السوء.. والتنبه لما تتطلبه المرحلة من مراجعة لكل مواطن القوة والضعف على ضوء المفردات التي ميزت تحديداً نهج الإمام الخميني(رض) وتوجهات ولي أمر المسلمين حفظه الله. خصوصاً لجهة مكائد الحرب الناعمة.. ولجهة تعبئة كل اهتمامات الآمة من دون استثناء وجعل مجتمعاتنا تضج بحركة الحضور الإنساني الواحد وكل ما يؤول إلى تعزيز قدراتنا وجعل أسرنا قلاعاً في وجه أعدائنا .
ثانياً: السعي لتوفير سبل التضامن بين نساء العالم الإسلامي وإيجاد فرص التعاون الأخوي عبر إقامة الاتحادات والمنظمات النسائية وكل ما يؤدي إلى إيجاد اللحمة والامتثال لقوله تعالى{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}آل عمران/103 وذلك لأن الحاجة كبيرة إلى ترشيد المرأة المسلمة بالمكانة التي اختصها بها الله تبارك وتعالى وإلى وضع برامج تجمع بين الفعاليات النسائية على مستوى العالم الإسلامي. إضافة إلى توفير فرص المشاركة والانفتاح على سائر النخب النسائية في العالم من مختلف المذاهب والاديان .
ثالثاً: توفير الحضور الإعلامي المدروس لفعاليات مجتمعاتنا النسائية. العربية والإسلامية. لأن الحاجة كبيرة لإعلام مبني على روح الدين وأخلاقه.. إعلام يكون فيه للمرأة الملتزمة حضوراً مؤثراً ومميزاً يساهم بمواجهة التحديات القائمة على أكثر من صعيد ويمكّن من إيجاد منبر قوي فاعل يعكس أفكار وآراء المرأة المسلمة حول كافة القضايا ويعمل على تقوية أواصر الأخوة والتعاون والتسامح والتراحم بين نساء الإسلام وكافة النساء في أرجاء العالم .
رابعاً: أن أول ما ينبغي العمل له في ساحتنا النسائية هو قيام مشروع نهضوي ريادي.. يعمل على جمع الكلمة وتوحيد الصفوف وإن من نعم الله تعالى أن يتوفر هذا الأمر الجدير بالاهتمام في إطار المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وإدارته الحكيمة .
لذا أملنا كبير بأن تسعى النخب النسائية الواعية لتحقيق مساهمة فاعلة على هذا الصعيد وعلى مستوى التصدي لمهامهن التاريخية كبديل حضاري. وذلك بالعمل على رسم خطوط أساسية لإستراتيجية شاملة تمكن من تحقيق هذا الإنجاز الهام.. الذي نأمل أن يكون مقدمة تمهيدية لمستقبل عظيم تحلم به .
وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
عفاف الحكيم
الصفرية – من فرق الخوارج
اختلفت كلمة أصحاب المقالات في مۆسّس هذه الفرقة، فنرى أنّ المبرّد يعرّفهم بأنّهم أصحاب ابن صفار، وانّهم إنّما سمّوا بصفرة لصفرة عَلَتْهم ويستشهد على ذلك بقول ابن عاصم الليثي، وكان يرى رأي الخوارج وصار مرجئاً.
فارقتُ نجدة والذين تزرّقوا * وابن الزبير وشيعة الكذّاب
والصفر الآذان (1) الذين تخيّروا * ديناً بلاثقة ولا بكتاب
بينما الأشعري والشهرستاني ينسبانها إلى زياد بن أصفر(2) .
ولكن يقول المقريزي: إنّهم أتباع زياد بن الأصفر ويضيف، ربّما يقال: إنّهم أتباع النعمان بن الصفر، وقيل: بل نسبوا إلى عبدالله بن صفار، ويقال لهم أيضاً: الزيادية...ويقال لهم أيضاً: النُكّار من أجل أنّهم ينقصون نصف علي وثلث عثمان وسدس عائشة (3) .
وعل كل تقدير فهم كالأباضية أقرب الفرق إلى المسلمين:
1 ـ يخالفون الأزارقة في عذاب الأطفال، فإنّهم لا يجيزون ذلك ولا يكفّرونهم ولايخلّدونهم في النار.
2 ـ لم يكفّروا القعدة عن القتال ـ والمراد قعدة الخوارج ـ .
3 ـ لم يسقطوا الرجم .
4 ـ التقية جائزة في القول دون العمل عندهم.
5 ـ وأمّا إطلاق الكافر و المشرك على مرتكبي الكبائر، فقد قالوا فيه بالتفصيل الآتي:
ماكان من الأعمال عليه حدّ واقع فلا يتعدّى بأهله، الاسمُ الذي لزمه به الحدّ كالزنا والسرقة، والقذف، فيسمّى زانياً سارقاً، قاذقاً، لا كافراً مشركاً.
وماكان من الكبائر ممّا ليس فيه حدّ لعظم قدره مثل ترك الصلاة والفرار من الزحف، فإنّه يكفّر بذلك.
6 ـ ونقل عن الضحّاك منهم انّه جوّز تزويج المسلمات من كفّار قومهم (يريد سائر المسلمين) في دار التقيّة دون دار العلانية .
7 ـ ونقل عن زياد بن الأصفر انّ الزكاة سهم واحد في دار التقيّة (4) .
8 ـ ويحكى عنه أنّه قال: نحن مۆمنون عند أنفسنا ولاندري أنّنا خرجنا من الإيمان عند الله!
9 ـ الكفر كفران، كفر بانكار النعمة، وكفر بانكار الربوبية.
10 ـ البراءة براءتان: براءة من أهل الحدود، سنّة، وبراءة من أهل الجحود، فريضة (5) .
وعلى ما ذكره الشهرستاني فهم لايرون ارتكاب الكبيرة موجباً للشرك والكفر إلاّ فيما إذا لم يرد فيه حدّ كترك الصلاة .
لكن الظاهر ممّا نقله البغدادي في الفرق انّ بين الصفرية قولين آخرين:
الف ـ إنّ صاحب كل ذنب مشرك، كما قالت الأزارقة.
ب ـ إنّ صاحب الذنب لا يحكم عليه بالكفر حتى يرفع إلى الوالي فيحدّه (6).
وكل الصفرية بل جميع فرق الخوارج حتى الاباضية الذين يتحرّجون من تسميتهم خوارج، يقولون بموالاة عبدالله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير واتباعهما من المحكّمة الاُولى .
ويقولون بإمامة أبي بلال مرداس، الخارج بعد المحكّمة الاُولى، وبإمامة عمران بن حطان السدوسي بعد أبي بلال.
أمّا أبو بلال فقد مرّت ترجمته وأنّه خرج في أيّام يزيد بن معاوية بناحية البصرة، فبعث إليه عبيدالله بن زياد، عبّاد بن أخضر التميمي، فقتله مع أتباعه.
وأمّا الثاني فهو من شعراء الخوارج وخطبائهم، مات سنة 84، وبلغ من خبثه في بغض علي ـ عليه السَّلام ـ أنّه رثا عبدالرحمن بن ملجم وقال في ضربه عليّاً:
يا ضربة من منيب ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره يوماً فأحسبه * أوفى الربية عند الله ميزانا قال عبدالقاهر (البغدادي): وقد اجبناه عن شعره هذا بقولنا: يا ضربة من كفور ما استفاد بها * إلاّ الجزاء بما يصليه نيرانا إنّى لألعنه ديناً، وألعن من * يرجو له أبداً عفواً وغفرانا ذاك الشقي لأشقى الناس كلّهم * أخفّهم عند ربّ الناس ميزانا(7)
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج5
المصادر:
1. قال المبرّد: خفف الهمزة من الاذان ولولاه لانكسر الشعر.(المبرّد: الكامل 2/214) .
2. الأشعري: مقالات الإسلاميين 101، والشهرستاني: الملل والنحل 1/137 .
3. المقريزي: الخطط 2/354، والنكّار جمع ناكر.
4. يريد أنّه لا يجب صرف الزكاة على الأصناف الثمانية الواردة في آية الصدقات، لعدم بسط اليد في دار التقيّة بل تصرف في مورد واحد.
5. الشهرستاني: الملل و النحل 1/137. البغدادي: الفَرق بين الفِرق 90. الأشعري: المقالات 101 .
6. البغدادي: الفَرق بين الفِرق 91 .
7. البغدادي: الفَرق بين الفِرق 93 .