Super User

Super User

أردوغان :

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت ان حكومته لن تحترم "ابدا" مسؤولين يعينهم الجيش، وذلك في تصريحات ادلى بها بعيد قرار مصر طرد السفير التركي .

القاهرة تطرد السفير التركي وانقرة تتوعد برد مماثل

اعلنت مصر السبت استدعائها السفير التركي وابلاغه بانه شخص غير مرغوب فيه، كما قررت تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، فيما توعدت الاخيرة برد مماثل.

السبت, 23 تشرين2/نوفمبر 2013 06:49

يجب الاهتمام بأدب الصمود أمام الاستكبار

يجب الاهتمام بأدب الصمود أمام الاستكبار

الإمام السيد علي الخامنئي حفظه اللهأكد الإمام السيد علي الخامنئي على ضرورة عكس صورة ناصعة عن أدب الصمود في مواجهة الانظمة السلطوية والاستكبارية.

واشار آية الله الخامنئي لدى استقباله عددا كبيرا من الشعراء والادباء والمختصين في اللغة الفارسية مساء الثلاثاء في ذكرى مولد الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) سبط الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، اشار الى المسؤولية التي يضطلع بها الشعراء ازاء الاحداث والتطورات التي يشهدها المجتمع وقال: ان النهضة التاريخية الكبرى التي حمل لوائها الشعب الايراني شكلت اليوم مصدر الهام للمجتمعات البشرية برمتها.

واكد في الوقت ذاته على ضرورة ان يعكس الشعراء في قصائدهم ونظمهم ويبلوروا صورة ناصعة عن مبادئ الثورة الاسلامية ومواقفها الشجاعة وصمودها في مواجهة الانظمة السلطوية والغطرسة الدولية والاستكبار العالمي.

كما سماحته الى ضرورة ان يعكس الشعراء في قصائدهم جهاد الشعب في حرب السنوات الثمانية (التي شنها النظام العراقي السابق على ايران في ثمانينات القرن الماضي) وجهاده في بناء مجتمع اسلامي متقدم وفي اصلاح انماط المعيشة وتدعيم ركائز القوة الوطنية فضلا عن شؤون اخرى كالصحوة الاسلامية والقضية الفلسطينية. ووصف الامور السابقة بانها تكتسب الاهمية والتي ينبغي ان تتجلى بقوة في نظم الشعراء وابداعاتهم الادبية.

الإمام الخامنئي مستقبلا الشعراءكما اوصى الإمام الخامنئي شريحة الشعراء في البلاد بالاهتمام المتزايد بأدبي الطفولة والحداثة. واكد على ان يضم الشعر الخاص بشريحتي الاطفال والاحداث حقائق عن الحكمة الاسلامية والمفاهيم السياسية المناسبة كما ينبغي الاهتمام بالحكم والمعارف الاسلامية والايرانية وبلورتها في الشعر والادب لدى شريحة الشباب الى جانب ترشيد طاقاتهم وتنمية مواهبهم في العقيدة والعمل.

وخلال المراسم قرأ عدد من الشعراء والادباء ما فاضت به قرائحهم وسطرته اقلامهم من قصائد تضمنت طرح القيم الاخلاقية والدينية والمفاهيم السياسية والمبادئ الثورية والاطر الاجتماعية بحضور الإمام السيد علي الخامنئي. وشارك في المراسم عدد كبير من الادباء والشعراء والفنانين والمبدعين والاساتذة المختصين في حقل اللغة الفارسية وآدابها من ايران اضافة الى حضور ادباء واساتذة وشعراء من الهند وطاجيكستان وافغانستان.

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدةحضر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 20/11/2013 م في اجتماع هائل ضمّ عشرات الآف من قادة التعبئة في مصلى الإمام الخميني بطهران، و وصف فيه التعبئة بأنها مظهر ثبات النظام الإسلامي و فخره و هيبته، و سلّط الأضواء على الخصائص و الأساليب المخادعة و التي لا تقبل الحق للاستكبار العالمي و على رأسه أمريكا، و اعتبر صمود الشعب الإيراني و اقتداره السبيل الوحيد لفرض اليأس على العدو، و أكد على الدعم الحاسم للحكومة و المسؤولين مضيفاً: في الملف النووي يجب مراعاة الخطوط الحمراء و عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة.

و وصف الإمام الخامنئي في هذا الاجتماع الضخم التعبئة بأنها مظهر عظمة الشعب الإيراني و الطاقة الكفوءة الداخلية للبلاد مؤكداً: التعبئة مبعث ارتياح و أمل و ثقة لأصدقاء النظام و الثورة و البلاد، و مبعث خوف و فزع لسيئي الطويّة و الأعداء و الحاقدين على النظام الإسلامي.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى اقتران أسبوع التعبئة بأيام الملحمة العظيمة لزينب الكبرى (سلام الله عليها) مردفاً: الملحمة الزينبية متمّم لملحمة عاشوراء، و هي بمعنى من المعاني ملحمة السيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) محيية و حارسة ملحمة عاشوراء.

و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن عظمة ما قامت به السيدة زينب (سلام الله عليها) لا تقبل المقارنة إلّا بملحمة عاشوراء، ملفتاً: وقفت هذه السيدة العظيمة في الإسلام و الإنسانية كالقمة الشامخة الصامدة بوجه كل المصائب و الأحداث المريرة، و تحوّلت إلى نموذج و قائدة خالدة.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الكلام الفولاذي القاطع و الجزل في الوقت نفسه للسيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) أمام أهل الكوفة و كذلك في بلاط ابن زياد و بلاط يزيد مؤكداً: كانت تلك السيدة الكبيرة مثال العزة كما كان الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء.

و اعتبر سماحته ثمرة صمود السيدة زينب (سلام الله عليها) و مقاومتها ظهور تيار طوال التاريخ في كيفية التحرك و الصمود على مسير الحق، منوّهاً: يجب أن يكون نموذج حركتنا و اتجاهنا دوماً زينبياً، و يجب أن يكون هدفنا عزة الإسلام و المجتمع الإسلامي و عزة الإنسان.

و عدّ قائد الثورة الإسلامية العامل الأصلي في ظهور مثل هذه الروح عند السيدة زينب (سلام الله عليها) و سائر الأولياء و الأنبياء و المؤمنين تعاملهم الصادق مع العهد الإلهي، و أضاف قائلاً: يرى القرآن الكريم هذا الصدق لازماً للرسل الإلهيين العظام و الأولياء و كذلك للمؤمنين و الناس العاديين، و يجب أن نتحمّل كلنا مسؤولياتنا أمام عهدنا مع الله سبحانه.

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة

و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي: على أساس نص القرآن الصريح فإن هذا العهد هو الصمود بوجه العدو في المعارك العسكرية و السياسية و الاقتصادية و عدم الفرار أمامه.

و قال سماحته: على أساس هذا العهد، أين ما كانت هناك ساحة نزال يجب الوقوف بوجه العدو، و يجب أن تنتصر عزيمة المؤمنين و إرادتهم على إرادة العدو.

و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الجانب من حديثه إلى تعبير «المرونة البطولية» التي استخدمه قبل فترة، قائلاً: فسّر البعض «المرونة البطولية» بأنها التخلي عن أصول النظام الإسلامي و مبادئه و مثله، و زعم بعض الأعداء على نفس هذا الأساس تراجع النظام الإسلامي عن أصوله، و الحال أن هذا التصور مجرد سوء فهم و بخلاف الواقع.

و أكد قائد الثورة الإسلامية: المرونة البطولية بمعنى المناورة الفنية و الاستفادة من أساليب متنوعة للوصول إلى أهداف النظام الإسلامي و مبادئه.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أهداف النظام الإسلامي المتنوعة في التقدم و خلق حضارة إسلامية عظيمة مردفاً: هذه الأهداف على شكل مراحل و مقطع بعد مقطع، و المرشدون و الهداة و المفكرون و المسؤولون يرسمون هذه المراحل و المقاطع ثم تبدأ الحركة الجماعية.

و لفت سماحته يقول: هذه هي الحركة الصحيحة المنطقية لتقدم النظام الإسلامي التي يجب على كل الناشطين في الساحة السياسية و مدراء البلاد الكبار و كذلك الناشطين في مجال التعبئة أن يأخذوها بنظر الاعتبار.

ثم طرح سماحة قائد الثورة الإسلامية عدة أسئلة: هل تأكيد النظام الإسلام على التقدم بمعنى طلبه للحروب؟ و هل يريد النظام الإسلامي أن يتحدى كل شعوب العالم و حكوماته، كما يصدر أحياناً عن أفواه بعض أعداء الشعب الإيراني، بما في ذلك الأفواه القذرة المشؤومة للكلاب المسعورة في المنطقة، أي الكيان الصهيوني؟

و قال سماحة الإمام الخامنئي: ادعاء الأعداء هذا على الضدّ تماماً من الرؤية و المنهج الإسلامي، لأن هدف النظام الإسلامي على أساس دروس الإسلام و القرآن الكريم و رسول الإسلام (ص) و الأئمة الأطهار (عليهم السلام) هو العدالة و الإحسان لكل الشعوب.

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة

و أكد سماحته يقول: التهديد الحقيقي الذي يواجهه العالم هو قوى الشر في العالم بما في ذلك الكيان الإسرائيلي الزائف و حماته.

و أردف قائد الثورة الإسلامية: النظام الإسلامي دعا دوماً إلى المحبة و خدمة كل أبناء البشر و علاقات الصداقة مع الشعوب.

و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: النظام الإسلامي لا عداء له حتى مع الشعب الأمريكي، مع أن الحكومة الأمريكية تتعامل مع شعب إيران و النظام الإسلامي باستكبار و عداء و سوء طوية و حقد.

و أكد سماحته قائلاً: النقطة المضادة للنظام الإسلامي و التي يواجهها النظام الإسلامي هي الاستكبار.

بعد تأكيده على هذه الحقيقة تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه في اجتماع عشرات الآلآف من قادة التعبئة بتبيين الخصائص التاريخية للاستكبار و مظاهره في الفترة الراهنة.

و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن الاستكبار مفردة قرآنية، مردفاً: بنية الاستكبار على مرّ التاريخ ثابتة لكن أساليبه مختلفة و متغيرة.

و شدّد سماحته على معارضة أي نوع من أنواع التعامل غير العقلاني في أي مجال ملفتاً: يجب في كل المجالات بما في ذلك معارضة الاستكبار و محاربته العمل وفق برامج و علم و حكمة.

و أوضح قائد الثورة الإسلامية أنه من أجل تحقيق تصدٍ مدبّر و عقلاني للنظام الاستكباري من الضروري معرفة خصوصيات أداء و توجهات النظام الاستكباري، مردفاً: من دون معرفة و درك صحيحين لخصوصيات نظام الهيمنة فإن البرمجة الحكيمة لمواجهته لن تكون ممكنة.

و في معرض شرحه لخصوصيات سلوك النظام الاستكباري، ركّز سماحته على خصوصية أصلية في سلوك الاستكبار هي النظرة الاستعلائية و وهم التفوّق.

و لفت الإمام السيد علي الخامنئي إلى أنه حينما يرى بلد أو نظام دولي نفسه الأصل و المحور و الأفضل، فستظهر معادلات خطيرة في العلاقات العالمية.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من تبعات النظرة الاستعلائية المطلقة لنظام الهيمنة تقرير حق التدخل لنفسه في شؤون البلدان الأخرى، و فرض القيم التي يريدها على سائر الشعوب، و ادعاء إدارة العالم، و أضاف قائلاً: يتحدث الساسة الأمريكان و كأنهم مالكي الشعوب و العالم و المنطقة.

و أوضح الإمام الخامنئي أن عدم تقبّل الحق تبعة أخرى من تبعات النظرة الاستعلائية و وهم التفوّق لدى الاستكبار.

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة

و أشار سماحته إلى عناد الاستكبار و الأمريكان أمام حقوق الشعوب مردفاً: الملف النووي الإيراني نموذج واضح لمعارضة طلاب الهيمنة الاعتراف بحقوق الشعوب.

و لفت قائد الثورة الإسلامية: أي إنسان أو بلد إذا كان من أهل المنطق و البرهان يسلّم أمام كلام الحق، لكن الاستكبار لا يقبل كلام الحق و الحقوق الجلية للآخرين، و يسعى لسحق هذه الحقوق.

و ذكر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن تجويز ارتكاب الجرائم للذات في التعامل الشعوب من الخصوصيات الأخرى للاستكبار، مردفاً: لا يقيم نظام الهيمنة أية قيمة للشعوب و البشر الذين لا يتبعونه و لا يستسلمون له، و يرى ارتكاب أية جريمة ضدهم أمراً جائزاً بالنسبة له.

و في معرض شرحه لبعض الأمثلة اللامتناهية في هذا المضمار، أشار سماحته إلى التعامل المقزز للمستكبرين مع السكان الأمريكيين الأصليين و جرائم البريطانيين في حق الأستراليين الأصليين، و استعباد الأفارقة من قبل الأمريكان.

و عدّ قائد الثورة الإسلامية استخدام الأمريكان للقنبلة الذرية في اليابان من الأمثلة الأخرى على الجرائم المعاصرة للاستكبار ملفتاً: استخدمت القنبلة الذرية في العالم مرتين فقط، و في كلا المرتين كان الأمريكان هم الذين استخدموها ضد الشعب الياباني، و لكن على الرغم من هذه الجريمة يعتبرون أنفسهم اليوم مسؤولين عن القضية النووية في العالم.

و ذكّر الإمام الخامنئي بتقتيل و تعذيب الناس في فيتنام و العراق و باكستان و أفغانستان، مردفاً: أساليب التعذيب المقززة في غوانتانامو و أبي غريب لن تبارح ذاكرة الشعوب أبداً.

و في معرض حديثه عن ضرورة معرفة خصوصيات الاستكبار من أجل التصدي العقلاني لنظام الهيمنة، تطرق الإمام الخامنئي لخصوصية أخرى من خصوصيات طلاب الهيمنة هي المخادعة و النفاق.

و لفت سماحته يقول: خلع لبوس الخدمة على الجرائم من الأساليب الدارجة عند المستكبرين.

و في معرض إثبات هذه الحقيقة أشار سماحته إلى تبرير الأمريكان في إعلامهم للهجوم النووي على اليابان قائلاً: يقول الأمريكان إنه إذا لم يمت 200 ألف إنسان في الهجوم النووي على هيروشيما و ناكازاكي لما انتهت الحرب العالمية الثانية، و كان يجب على المجتمع البشري تحمّل مقتل مليوني شخص آخر، لذلك فإن أمريكا في هجومها على اليابان قدمت في الواقع خدمة للبشرية!

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة

و أضاف سماحته قائلاً: هذه الكذبة العجيبة و المخادعة الكبرى تتكرر في حين طبقاً للوثائق الموجودة كان هتلر و هو الركن الأصلي في الحرب العالمية الثانية قد انتحر قبل أشهر من جريمة أمريكا النووية في اليابان. و كان موسوليني و هو الركن الآخر في الحرب العالمية قد ألقي القبض عليه قبل ذلك، و كان اليابانيون قد أعلنوا استعدادهم للاستسلام قبل شهرين.

و قال قائد الثورة الإسلامية في بيانه للسبب الحقيقي لهجوم أمريكا النووي على اليابان: الواقع هو أن الأمريكان أرادوا اختبار سلاحهم الجديد أي القنبلة النووية في ساحة واقعية، و قد نفذوا هذا الهدف بالمذبحة التي ارتكبوها ضد الناس الأبرياء في هيروشيما و ناكازاكي، لكنهم في إعلامهم اليوم يخلعون لبوس الخدمة على جريمتهم هذه.

و عدّ آية الله العظمى الخامنئي التعامل المنافق في قضية استخدام السلاح الكيمياوي في سورية نموذجاً آخر لمخادعات نظام الاستكبار.

و قال سماحته في هذا الصدد: أعلن رئيس جمهورية أمريكا و باقي الساسة الأمريكان أن استخدام السلاح الكيمياوي هو الخط الأحمر لديهم، لكن نفس هذا النظام الأمريكي لم يعارض الهجمات الكيمياوية على شعب إيران، و ليس هذا و حسب بل زوّد صداماً بما لا يقل عن خمسائة مادة كيمياوية خطرة جداً استخدمها دكتاتور بغداد لإنتاج غاز الخردل و استهدف به المدافعين الإيرانيين الغيارى.

و اعتبر سماحته قتل قرابة 300 راكب طائرة مدينة إيرانية من قبل بارجة أمريكية و الدعم المخابراتي السخي لصدام من الجرائم الأخرى للنظام الأمريكي، مضيفاً: إشعال الحروب و بث الخلافات و النزاعات من السمات الأخرى للنظام الاستكباري.

و أشار قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه إلى مواجهة جبهة الحق لجبهة الاستكبار على مدى التاريخ، و طرح هذا السؤال الأساسي: ما هو السبب الحقيقي لمؤامرات الاستكبار ضد الجمهورية الإسلامية؟

و في معرض إجابته عن هذا السؤال استند سماحته على العامل الأصلي لتكوّن الثورة الإسلامية قائلاً: تكوّنت ثورة الشعب الإيراني الكبير و النظام المنتخب من قبل هذا الشعب أساساً للاعتراض على الاستكبار و عملائه، و نما و تطور في هذا السياق أيضاً، و عليه فإن هذا الاستكبار و بالنظر لخصوصياته المذكورة، لا يستطيع أساساً إطاقة النظام الإسلامي إلّا إذا يئس من دحره و هزيمته.

و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي في ضوء ضرورة فرض اليأس على العدو باعتباره العامل الأصلي الرادع للاستكبار عن مواصلة مؤامراته ضد شعب إيران: كل أبناء الشعب الإيراني و كل الشباب و جميع الذين يؤمنون بوطنهم و ترابهم لأي سبب من الأسباب بما في ذلك الأسباب غير الإسلامية، يجب أن يعملوا على فرض اليأس و القنوط على العدو من مواصلة مؤامراته.

الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة

و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى استمرار عداء كافة رؤساء جمهورية أمريكا منذ بداية الثورة و إلى الآن، ملفتاً: تحريض القوميات و تدبير الانقلاب و تحريض صدام و تقديم المساعدات اللامتناهية للعراق، و فرض الحظر و أنواع الضغوط الأخرى، دليل عداء أمريكي مستمر لشعب بدأ قبل خمسة و ثلاثين عاماً و في منطقة غرب آسيا الحساسة، حركة مستقلة، و واصل نموه و رشده رغم كل حالات العداء و العرقلة، و تحوّل إلى نموذج لشعوب المنطقة.

و أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى دور رئيس الجمهورية الأمريكي الحالي في فتنة عام 1388 [ 2009 م ] مضيفاً: في ذلك الحين كانت إحدى الشبكات الاجتماعية التي تستطيع مساعدة أهل الفتنة بحاجة إلى تعمير و تصليح، لكن نفس هذه الحكومة الأمريكية حالت دون إيقاف نشاطها.

و استطرد سماحته يقول: لقد كانوا يعيشون في وهم ساذج و أبله مفاده أن الشبكات الاجتماعية وتويتر و فيس بوك تستطيع إسقاط النظام الإسلامي، لذلك جنّدوا كل إمكانياتهم و طاقاتهم.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحظر من أساليب العدو الأخرى و أدواته لفرض الهزيمة على شعب إيران مؤكداً: مشكلتهم أنهم لم يعرفوا هذا الشعب و إيمانه و تضامنه، و لا يعتبرون من أخطائهم و هزائمهم السابقة.

و استند آية الله العظمى السيد الخامنئي على البيان الدائم للشعب و النظام الإسلامي في إيران طوال الأعوام الـ 35 الماضية ملفتاً: كل نجاحاتنا و كل هزائم الاستكبار تدل على أن الاقتدار و الصمود هو السبيل الوحيد لإزاحة مضايقات العدو و دحره، و الشعب الإيراني يعرف هذه الحقيقة جيداً.

و أشار سماحة الإمام الخامنئي في جانب آخر من حديثه إلى موضوع المفاوضات النووية و ما يتعلق به من قضايا قائلاً: إنني أصرّ على دعم الحكومة و المسؤولين الداخليين و المسؤولين الذين يتولون عملية المفاوضات، لأنني أجد من واجبي دعم كل الحكومات.

و أضاف سماحته يقول: لقد توليت المسؤوليات التنفيذية لعدة سنوات و شعرت بثقل و صعوبة العمل التنفيذي و أعلم أن المسؤولين التنفيذيين بحاجة إلى المساعدة و الدعم، و عليه فإن دعمي للحكومة و المسؤولين دعم حاسم.

و لفت قائد الثورة الإسلامية: طبعاً من جهة ثانية، أشدّد على تثبيت و تكريس حقوق الشعب الإيراني بما في ذلك الحق النووي، و أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب الإيراني حتى بمقدار خطوة واحدة.

و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني لا أتدخل في تفاصيل المفاوضات، و لكن ثمة خطوط حمراء يجب مراعاتها و المسؤولون بدورهم مكلفون بمراعاة هذه الخطوط الحمراء، و يجب أن لا يعتريهم الخوف من تهديدات العدو و إثارته للأجواء ضدهم.

و اعتبر سماحته حقد الاستكبار الأمريكي السبب الرئيس للحظر المفروض على شعب إيران مردفاً: حقد أمريكا على شعب إيران حقد متأصل متجذر و هدفهم من هذه الضغوط هو عسى أن يستسلم الشعب، لكنهم مخطئون، فالشعب الإيراني لا يستسلم بالضغوط المفروضة عليه.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية: بفضل و توفيق من الله سيصبر الشعب الإيراني على الضغوط و يتحمّلها و يبدّلها إلى فرص.

و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعض نقاط الضعف في اتخاذ القرارات و البرمجة الاقتصادية للبلاد، و الأوهام التي يعيشها العدو بخصوص إمكانية التغلغل من خلال نقاط الضعف هذه، مردفاً: خلافاً لأوهام العدو فإن هذه الضغوط ستتحوّل إلى فرص نرفع من خلالها نقاط ضعفنا.

و أكد سماحته قائلاً: الحظر سوف لن يجدي شيئاً، و قد توصل الأمريكان أنفسهم إلى هذه النتيجة أيضاً، لأنهم إلى جانب الحظر يهدّدون دوماً تهديدات عسكرية، و هذا دليل على أن الحظر لم يؤت النتائج التي يرجونها.

و لفت قائد الثورة الإسلامية: بالطبع فإن التهديدات العسكرية التي يذكرها رئيس جمهورية أمريكا و باقي المسؤولين الأمريكيين باستمرار عمل مقزز و كريه.

و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: على رئيس جمهورية أمريكا و باقي المسؤولين الأمريكان بدل تهديد الشعب الإيراني عسكرياً أن يفكروا في اقتصادهم المنهار و قروضهم. ليفكروا في هذه الأمور لكي لا تتعطل الحكومة الأمريكية لأكثر من أسبوعين.

و أكد سماحته قائلاً: الشعب الإيراني يحترم كافة شعوب العالم، لكن تصدي شعب إيران لمن يتعرّض له و يعتدي عليه تصدٍ يفرض الندم على المعتدي، و سوف يوجّه الشعب الإيراني للمعتدي صفعة لا ينساها أبداً.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الواجبات المترتبة على الساسة الأمريكان بقول أشياء تبعث الارتياح في نفوس الشبكة الرأسمالية الصهيونية مبعث هوانهم و ذلتهم و إراقة ماء وجوههم، و أردف قائلاً: الكيان الصهيوني محكوم عليه بالزوال لأن هذا الكيان البائس قام على أساس العسف و القوة، و ما من ظاهرة مفروضة و تعسفية يمكن أن تستمر.

و أبدى الإمام السيد علي الخامنئي أسفه لتملق بعض الحكومات الأوربية مقابل الصهاينة الذين هم في الواقع ليسوا ببشر، مردفاً: في فترة من الفترات كسب الشعب الفرنسي اعتباراً سياسياً بسبب وقوف رئيس جمهورية فرنسا بوجه بريطانيا و أمريكا، لكن الساسة الفرنسيين الآن يبدون الصغار و المهانة لا مقابل أمريكا فقط بل و حيال الكيان الصهيوني المشؤوم النجس أيضاً، و هذا مبعث هوان و ذلة للشعب الفرنسي، و هو ما يجب أن يعالجوه بأنفسهم.

و في جانب آخر من كلمته أوضح قائد الثورة الإسلامية أن المعنى الحقيقي للتعبئة هو تواجد قطاعات الشعب الواسعة في مختلف الساحات، مؤكداً: هذا مبدأ أكيد و لا ريب فيه أن الشعب أين ما كان في الساحة متصفاً بالوحدة و التضامن، كان انتصاره قطعياً.

و وصف سماحته التعبئة بأنها مظهر لهذا التواجد المبارك مردفاً: لقد خرجت التعبئة في كل المراحل و الفترات من امتحان الصدق مرفوعة الرأس.

و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي: كل ملتزم بقيم الإسلام و كل من يحترم جهود التعبئة و جهادها و خدماتها فهو تعبوي سواء كان عضواً في هذه منظومة التعبئة أم لم يكن.

و اعتبر سماحته قدرات التعبئة مفتاحاً لحل الصعاب في شتى المجالات، و أشار إلى تواجد مختلف شرائح الشعب و الشخصيات العلمية و الثقافية و الفنية و السياسية و الاجتماعية البارزة في هذه المنظومة مردفاً: يجب الاستمرار في رفع قدرات التعبئة.

و عدّ سماحته الالتزام باللوازم الأخلاقية و العملية و الاجتماعية الأرضية الممهدة لرشد التعبئة و سموّها المستمر، مردفاً: تعزيز حالات الصبر و الصفح و التواضع و زيادة الإمكانيات و القابليات الداخلية و سعة الصدر و التعامل مع الناس بمحبة و التصرف الصحيح مع المحيطين و المجتمع و السعي الدؤوب للخدمة من جملة اللوازم التي بوسعها جعل التعبئة مؤثر و ناجحة في الوصول لأهدافها.

و أكد سماحته قائلاً: تستطيع التعبئة بهذه الخصوصيات أن تكون سبباً في استقرار النظام و ثباته و هيبته و فخره، و هي كذلك و الحمد لله.

و في الجانب الأخير من حديثه خاطب قائد الثورة الإسلامية الشباب قائلاً: ما من شك أبداً في أن المستقبل المشرق و المفعم بالأمل للبلاد و النظام هو مستقبلكم، و أنتم الشباب ستستطيعون الارتقاء بالبلد و الشعب إلى ذروة النجاح، و تكوين النموذج الكامل للحضارة الإسلامية الجديدة.

و أضاف قائلاً: الشيء اللازم لأداء هذه الواجبات الجسيمة من قبل الشباب هو تعزيز التديّن و التقوى و العفة و الطهر الروحي و كذلك العلم و النشاط و الأمانة و تقديم الخدمات الاجتماعية و ممارسة الرياضة.

السبت, 23 تشرين2/نوفمبر 2013 06:20

اولاند يجعل من فرنسا فزاعة

اولاند يجعل من فرنسا فزاعة

لم يعد خافيا ، بعد الجولتين الاولي والثانية ، من المفاوضات النووية التي جرت في جنيف بين ايران ومجموعة ۵+۱ ، وكذلك الجولة الثالثة التي تجري الان ، للتوصل الي حل مشرف للملف النووي الايراني ، هوية الجهات التي لا تريد لهذا الملف ان يُغلق وبالتالي الإبقاء علي شبح الحرب يلقي بظلاله الثقيلة علي منطقة الشرق الاوسط.

متابعة سريعة ولكن موضوعية ، للجولتين الاولي والثانية وكذلك الجولة الحالية ، ورصد مواقف وتصريحات اعضاء مجموعة ۵+۱ ، وهم امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا ، لا تدع مجالا للشك ان الصوت الاعلي خلال المفاوضات ، كان لامريكا و لفرنسا ، ولكل بلد اسبابه التي دفعته لرفع عقيرته التي عصفت بالجهود التي كادت ان تثمر لولا الدور الفرنسي ، والدور الامريكي الذي تعامل مع الدور الفرنسي من زاوية رب ضارة نافعة.

الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند غضب كثيرا عندما وضع قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد علي الخامنئي النقاط علي حروف قصة الدور الفرنسي في المفاوضات النووية ، عندما قال سماحته ان فرنسا ركعت امام الكيان الاسرائيلي ، رغم انه لم يكن هناك داع لاظهار مثل هذا الغضب المصطنع اصلا ، فالجميع يعرف ، والفرنسيون اولهم ، ان الدور الذي اُنيط بفرنسا اولاند وفابيوس ، لا يتجاوز مهمتين ، الاولي وضع العصي ما امكن في عجلة المفاوضات وبالتالي وقفها بالمرة ، وهو ما بدا واضحا في الجولة الثانية من المفاوضات من تصرفات وتصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي خرج عن اجماع فريقه وكشف عن كل ما هومستور لاستدرار عطف وتاييد الصهيونية العالمية والرجعية العربية والنفخ بدور فرنسا علي الصعيد العالمي ، والمهمة الثانية هي مهمة اتعس من الاولي ، وهي تنفيذ دور المتحدث باسم الغائبين ، اسرائيل والرجعية العربية ، وهو ما بان وانكشف خلال الزيارة التي قام بها اولاند الي الكيان الاسرائيلي فور انتهاء المفاوضات ، وهناك من قلب تل ابيب تحدث بالعبرية مخاطبا قادة هذا الكيان ، وقال ان فرنسا ستبقي صديقة لاسرائيل ، واضعا شروطه الاربعة التي بدونها لن تقبل فرنسا باي اتفاق ، رغم ان الجميع في مجموعة ۵+۱ ، اعلنوا في اكثر من مناسبة ان فحوي المفاوضات يجب ان تبقي سرية ، الي الحد الذي ذهب احد المسؤولين الامريكيين الكبار للقول ، اذا ما شاهدتهم شخصا ما يكشف عن سر المفاوضات ، فهذا الشخص لايريدنا ان ننجح .

القول بان فرنسا تتحدث باسم اسرائيل والرجعية العربية داخل مجموعة ۵+۱ ، ليس تجنيا علي فرنسا ، فهذا الدور اعترف به وزير الخارجية الفرنسي فابيوس ، عندما اعلن ان بلاده تاخذ بنظر الاعتبار ، خلال المفاوضات النووية ، المتخوفين من البرنامج النووي الايراني ، وهو يعلم علم اليقين ان هؤلاء المتخوفين لا يرضون الا بتفكيك الملف النووي الايراني برمته ، وهو امر يعني لا للمفاوضات ونعم للحرب. قد يسأل البعض اذا كان الامريكيون راغبين بالتوصل الي اتفاق نووي مع ايران لماذا تراجعوا امام العناد الفرنسي؟ ، نعم انهم كانوا راغبين ، الا انهم لم يروا الموقف الفرنسي سلبيا بالكامل بالنسبة لهم ، لاسيما قد وجدوا فيه فرصة ثمينة يمكن من خلالها خفض سقف المطالب الايرانية وفي المقابل رفع سقف مطالب مجموعة ۵+۱ ، وهو امر يصب في صالح امريكا في حال حدوثه ، لذلك لم تعترض واشنطن علي باريس ، وان كان هناك من الامريكيين من وصف موقف فابيوس حينها بالاستعراضي والباحث عن دور في اللعبة الدولية في الوقت الضائع ، الا انهم ، اي الامريكيين ، عادوا وتبنوا موقف فرنسا ، في محاولة متكلفة لاظهار وحدة مجموعة ۵+۱ ، وحينها اُنيطت لباريس بعد هذا الموقف ، مهمة ثالثة هي القيام بدور الفزاعة!!. للاسف ، هناك امران فسحا المجال امام فرنسا لتضع بهذه السهولة العصي في عجلة المفاوضات النووية وتفرض ارادة اسرائيل والرجعية العربية علي مجموعة ۵+۱ ، الامر الاول ، فشل حكومة اولاند علي الصعيد الداخلي ، حيث سجلت اخر استطلاع الراي ان اولاند حصل علي ادني شعبية في تاريخ فرنسا ، وهو ما جعل الاخير يبحث عن ساحة اخري ، وهي الصعيد الدولي ، لتحقيق بعض النجاح بعد ان عز عليه ان يجده في الداخل ، اما السبب ، هو العزة بالاثم التي تستوطن الامريكيين ، الذين مازالوا يعتقدون ان حظرهم الظالم الذي فرضوه علي الشعب الايراني هو الذي دفع الحكومة الحالية للقبول بالتفاوض ، رغم ان ايران تفاوض الغرب منذ ۱۰ سنوات دون ان تكون هناك ضغوط اقتصادية ، وتفتح ابواب منشاتها النووية امام المفتشين الدوليين علي مدار الساعة ، انطلاقا من مسؤوليتها ازاء شعبها وحقوقه النووية المشروعة ومن مسؤوليتها ازاء المنطقة والعالم ، كما لا نكشف سرا ان قلنا ، وهذا امر يعرفه الجميع، ان ادارة الرئيس باراك اوباما حاولت وعبر الكثير من الوسطاء فتح قنوات بشتي السبل مع الجمهورية الاسلامية في ايران ، التي كانت ومازالت تؤكد ان ايران لاتضمر العداء لاي بلد في العالم يتعامل معها علي مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، لكنه وكما قلنا ان العزة بالاثم التي تأخذ الولايات المتحدة وتدفعها الي تكرار ما هو غير واقعي ، لارضاء غرور صقورها في الداخل واللوبيات الصهيونية والرجعية العربية في الكونغرس الامريكي.

ففرنسا تعتقد ، كما يصور لها الامريكيون ان بالامكان ممارسة المزيد من الضغط علي ايران والحصول منها علي تنازلات عبر تبادل الادوار ، ما دامت طهران ترزح تحت ضغط العقوبات.

لسنا هنا للحديث عن مدي صحة هذا التوجه الامريكي فهو واضح و لا حاجة للجدل فيه فالتجربة العملية اثبتت بطلانه ، فلم تحقق الجمهورية الاسلامية في ايران ، كل هذه النهضة العلمية والصناعية والزراعية و الانجازات العسكرية والاقتصادية والاكتفاء الذاتي في اكثر من مجال ، الا في ظل الحظر ، فعلي سبيل المثال لا الحصر ، ان اجهزة الطرد المركزي لم تتجاوز ۳۰۰۰ جهاز قبل الحظر اما الان فهي ۱۹۰۰۰ جهاز طرد ، كما ان فرض حظر كامل علي بلد كبير مثل ايران تحيط به عشرات الالاف من الكيلومترات من البحار والعديد من دول الجوار ، هو ضرب من الخيال ، كما انه لم يسجل التاريخ لاي شعب من الشعوب انه استسلم للطغاة لانهم فرضوا عليه حظرا اقتصاديا.

لم يبق امام الامريكيين سوي النظر بموضوعية الي المشهد الايراني ، الذي اذهل العالم عندما سجل الشعب الايراني ملحمته السياسية المتمثلة بالانتخابات الرئاسية الاخيرة والتي وصلت المشاركة الشعبية فيها ۸۰ بالمائة ، وهي مشاركة لم تشهدها اكثر بلدان العالم ديمقراطية ، حيث استبطنت رسائل عدة للاعداء والاصدقاء ، ومن بين هذه الرسائل ، ان المفاوضين الايرانيين الذين يجلسون حول طاولة المفاوضات النووية في جنيف ، هم اكثر شرعية من باقي المتفاوضين حول هذه الطاولة ، مهما تبجج وكابر الاخرون ، فهؤلاء يمثلون غالبية الشعب الايراني ، لذا علي الغرب ان يصغي لصوت العقل هذه المرة ، وان يستغل هذه الفرصة التاريخية ، وان يتعامل باحترام مع المفاوض الايراني ، لان الغرب يتفاوض في الحقيقة مع الشعب الايراني.

بقلم:ماجد حاتمي

السبت, 23 تشرين2/نوفمبر 2013 06:12

تل أبيب: التفجيرات ستستمر في لبنان

تل أبيب: التفجيرات ستستمر في لبنان

توقعت نشرة «انيسات» العبرية، الصادرة عن مركز أبحاث الامن القومي في تل ابيب، ان تشهد الساحة اللبنانية مزيداً من الهجمات والعمليات التفجيرية، على غرار التفجيرين الانتحاريين ضد السفارة الايرانية في بيروت الثلاثاء الماضي. وحذّرت من ان الحرب في سوريا لن تقتصر على هذا البلد، بل ستتمدد الى خارجه، وتحديداً الى لبنان.

واشارت النشرة الى ان التفجيرين يشيران الى مستوى جديد ومتعاظم من التحدي موجه الى حزب الله وحلفائه، والى ان الجماعات السلفية الجهادية قررت الانتقام من الحزب لمشاركته الفاعلة في الحرب الدائرة في سوريا، ولمنعه من الاستمرار في تقديم الدعم العسكري للرئيس السوري بشار الاسد.

وشددت النشرة على ان «الجهاديين»، من خلال التفجيرين والهجمات الاخرى التي سبقتهما في الضاحية الجنوبية وفي سهل البقاع، يريدون التأكيد أن بيئة حزب الله الحاضنة ليست منيعة امام الهجمات، وكذلك رعاته الايرانيون. واستبعدت نجاح ما سمته «استراتيجية حزب الله المزدوجة»: استمرار التدخل العسكري في سوريا، وفي الوقت نفسه الدعوة والعمل على الهدوء والاستقرار الامني في لبنان، مشيرة الى ان «المعسكر السلفي زاد من انتقاداته للحزب في الفترة الاخيرة. ويبدو ان الجهاديين قرروا خوض حرب مباشرة معه في هذه الفترة بالذات، خوفاً من تكرار سابقة مدينة القصير الاستراتيجية في منطقة القلمون، التي يرى السلفيون ان سقوطها سيمثل نقطة تحول في الحرب الدائرة في سوريا».

ورأت النشرة ان تطور الصراع في سوريا، على مدى العامين الماضيين، من تظاهرات سياسية لا عنفية الى حرب اهلية طائفية طويلة الامد، مع تدخل خارجي هائل، ادى الى تحول الصراع الى حرب اقليمية بالوكالة، تدور رحاها في سوريا، وباتت خطرا يهدد استقرار كل المنطقة. ومن هنا فان «التفجيرين الاخيرين ضد السفارة الايرانية في بيروت، ليسا الا دليلاً على زيادة الاثمان المدفوعة اقليمياً جراء الحرب، وهما اشارة ايضا الى تحطّم الاسطورة القائلة ان الجهات الخارجية الفاعلة والمؤثرة في الساحة، يمكن ان تنشط في الحرب، وتبقى بعيدة عن تداعياتها».

اما لجهة التداعيات على العلاقات الداخلية في لبنان، فرأت النشرة ان التفجيرين يشيران الى مستوى مرتفع من التطرف الخطير، الذي يرافقه توتر في العلاقات بين نسيج المجتمع اللبناني. وفي المستقبل القريب، قد يوصل ذلك لبنان الى وضع حرج للغاية. مع خطر شلل البلد لفترات طويلة، مصحوباً بأزمة اجتماعية واقتصادية مدمّرة. وأيضاً الى تآكل النسيج الاجتماعي الهشّ في البلد.

ورأت النشرة أن اسباب التطرف، وتحديداً لدى الطائفة السنية في لبنان، تعود اساساً الى ان «السنة غاضبون وساخطون مما يجري من حولهم، وتحديدا في سوريا، ومع غياب زعيم الطائفة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فيزيائياً عن لبنان، تعاظم دور الوعاظ من السلفيين والجهاديين، وتزايد عدد الشبان السنة المنخرطين في الحرب الدائرة في سوريا».

مع ذلك، رأت النشرة ان حرباً اهلية شاملة في لبنان، ليست في مصلحة اي من الجهات الرئيسية في بلاد الارز، بما في ذلك حزب الله، الا ان «المعركة التي يخوضها المتطرفون ضمن تنظيم القاعدة، قد تدفع لبنان الى دوامة جديدة من العنف الداخلي».

وحذرت النشرة اسرائيل من تداعيات التوتر المتزايد بين ايران وحزب الله من جهة، وشبكة الجهات «الجهادية» العابرة للحدود، من جهة اخرى، اذ إن «تطوراً كهذا ليس بالضرورة اشارة ايجابية لاسرائيل». فالهجمة على السفارة الايرانية تشير، ايضاً، الى امكان تصدير عدم الاستقرار والتطرف، والى ان تنامي المعسكر السلفي الجهادي، الاكثر نشاطاً وتنظيماً وعزماً، من شأنه ان يخلق مشاكل لاسرائيل على المدى الطويل.

تصريحات لاذعة بين باريس وطهران وتوقع انضمام كيري إلى جنيف ـ 3

 

حتى وقت متأخر من مساء أمس كان المفاوضون في الملف النووي الإيراني يبحثون تفاصيل النص الذي يجري التفاوض بشأنه في جنيف، والذي يبدو أنه يركّز في الأغلب على وقف تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى.

ورصدت مصادر دبلوماسية استعدادات لوجستية في جنيف لاحتمال تمديد المفاوضات حتى يوم غد السبت، ما اثار التكهنات مجدداً حول امكان حضور وزراء الخارجية المخولين وحدهم توقيع اتفاق.

واعلن كبير المفاوضين الايرانيين، عباس عراقجي، أن اليوم الثاني من المفاوضات في جنيف لم يشهد اي تقدم.

وقال عراقجي للصحافيين الايرانيين في جنيف «لم يحصل اي تقدم» بشأن نقاط الخلاف بين ايران ومجموعة 5+1.

وأضاف عراقجي إنه «في حال تحقق اي تقدم واقتربت المفاوضات من اتفاق فمن الممكن ان يساعد وزراء خارجية مجموعة 5+1 على التوصل الى اتفاق».

ووفي وقت سابق أمس لقت عراقجي إلى أن لقاء وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف وممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كان «جدياً»، وتركز على «الخلافات» المستمرة بين الجانبين. وقال إن «خلافات في مسائل جدية» لا تزال قائمة بين ايران ودول مجموعة «5+1»، بشأن برنامج ايران النووي، حسبما اوردت وكالة «إسنا» الايرانية.

وتابع إنه جرى الدخول في تفاصيل القضايا بين ايران ومجموعة السداسية الدولية «5+1»، مؤكداً أن «التخصيب بالنسبة إلى إيران خط أحمر ولن يتوقف مطلقاً».

وفيما اذا كانت الثقة المفقودة قد عادت أم لا، قال عراقجي «على أي حال، فان بعض الثقة قد عاد، حيث تتحدث السيدة أشتون كممثلة للدول الست التي طمأنتنا إل أنها تدعم مواقف اشتون، وانها ممثلة لها مطلقة الصلاحية».

وعن رأيه في مدى إمكانية معالجة نقاط الخلاف الرئيسية، قال «إن الأجواء ايجابية والارادة ملموسة لدى الطرفين لحل القضايا، الا ان هذه الارادة لم تصل الى المرحلة العملانية حتى الآن».

ووصف كبير المفاوضين الايرانيين لهجة الغرب بأنها «أيضاً جيدة»، مشيراً الى أنه «لا مشكلة لدينا في لهجة المفاوضات. فالنقاش يدور حول تفاصيل المفاوضات. وفي المرة السابقة برز بعض سوء الفهم وأدى الى بعض التصعيد في المطالب، لكنهم هذه المرة يسعون إلى ان يتجنبوا ذلك، ويتحدثون من موقف موحد».

وكان وزير الخارجية الإيراني، الذي التقى نظيرته الأوروبية ثلاث مرات أمس، قد قال في وقت سابق للتلفزيون الايراني «أجرينا مناقشة مفصلة. الاجواء كانت جيدة، لكن هناك خلافات حول قضايا مهمة».

من جهته، أعلن مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، أن جلسة المناقشات حول الملف النووي الايراني أمس في جنيف بين آشتون وظريف أتاحت تأمين «بداية مفاوضات جوهرية جداً ومفصلة»، مشيراً الى أنهم «يقومون بعمل مفصل جداً».

وفيما لا تزال تفاصيل النص الذي يجري التفاوض بشأنه في جنيف سرية، يبدو أنه يركز في الأغلب على وقف تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى وإنهاء تهديد تلك المواد.

ويرجع هذا إلى أن التخصيب إلى مستوى تركيز انشطاري 20 في المئة - مقارنة بـ3.5 في المئة اللازم عادة لتشغيل محطات الطاقة النووية - يمثل أغلب العمل الضروري للوصول إلى مستوى 90 في المئة الذي يستخدم في صنع الأسلحة.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن محادثات جنيف ترمي إلى ضمان أن برنامج إيران «لا يتقدم بل ويتراجع في بعض الحالات» بهدف إتاحة الوقت أمام المفاوضات بشأن تسوية نهائية للنزاع المستمر منذ عشر سنوات.

ويقول دبلوماسيون إنه بموجب ترتيب «الخطوة الأولى» هذا سيتعين على إيران وقف التخصيب إلى مستوى 20 في المئة وتحويل مخزوناتها البالغة نحو 200 كيلوغرام حالياً من غاز اليورانيوم هذا إلى شكل أوكسيد أو إعادة مزجه بيورانيوم غير مخصب لخفض مستوى النقاوة.

وقد يطلب من طهران أيضا خفض انتاج اليورانيوم المخصب لمستوى 3.5 في المئة ـــ الذي تقول إنها تحتاج إليه لتشغيل مجموعة تزمع إنشاءها من محطات الطاقة النووية ـــ من خلال خفض عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة التي تستخدم في التخصيب.

في هذه الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن مصادر مطلعة توقعها انضمام وزیر الخارجیة الأميركي جون كيري الی مفاوضات جنیف 3. وأفاد مراسل «إرنا» من جنیف بأن فریق الحرس الشخصي لوزیر الخارجیة الأميركي استقر في فندق انتركونتنتال في المدينة السويسرية، الا ان المسؤولین الأميركیین امتنعوا عن تأكید أو نفي هذا الخبر.

وانضمام كیري الی مفاوضات جنیف 3، یمكن ان یكون مؤشراً لتقدم المفاوضات ولو على نحو ضئیل، حسب «إرنا».

ففي الجولة السابقة من مفاوضات جنیف وبعد اتضاح اطر المحادثات، حضر وزراء خارجیة مجموعة «1+5» وبينهم الوزير الأميركي، الی مقر الاجتماع في جنیف وتوصلوا الی اتفاق شامل، الا ان انسحاب فرنسا، أبقی مشروع الاتفاق علی الطاولة.

من جهة ثانية، تبادلت إيران وفرنسا تصريحات لاذعة أمس قبل ان تبدأ القوى العالمية التفاوض بشأن تفاصيل اتفاق مؤقت للحد من البرنامج النووي لطهران، إذ حذرت فرنسا الغرب وطالبته بالحزم بينما تحسرت إيران على انعدام الثقة.

بدا الجانبان كأنهما يخفضان سقف توقعات التوصل إلى اتفاق وشيك بعدما اقتربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران خلال جولة المفاوضات الاخيرة التي عقدت قبل اسبوعين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن الغرب يجب أن يبدي حزماً في تعاملاته مع إيران بشأن برنامجها النووي. وكان فابيوس قد عبر عن تحفظاته على مسودة الاتفاق التي ظهرت على السطح في جولة 7-9 تشرين الثاني.

وأضاف فابيوس قائلاً للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي لدى سؤاله عن إمكانية التوصل لاتفاق «آمل هذا... لكن هذا الاتفاق لا بد أن يقوم على الحزم. لم يتمكن الإيرانيون حتى الآن من قبول موقف الدول الست. آمل أن يقبلوه».

لافروف: العقبة الرئيسية أمام

وزير الخارجية الروسي يقول إن "الائتلاف السوري" حشر الجميع تحت مظلته وهو يفتقر إلى برنامج يمكن أن ينضوي تحته كل المعارضين، لافتاً إلى وجود معارضة داخل سورية تختلف رؤاها عن رؤى المعارضة الخارجية التي يمثلها "الائتلاف".

كاميرون يتصل بروحاني مستنكراً الهجوم على السفارة الإيرانية

 

في اتصال هاتفي هو الأول من نوعه، رئيس الوزراء البريطاني يتصل بالرئيس الإيراني ويدين الهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت، ويبحث مع روحاني تطورات مفاوضات جنيف الذي دعا لعدم السماح للبعض بعرقلة التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الست.

ثقة السيد نصر الله الزائدة.. وانتقاله من الدفاع الى الهجوم.. الاسباب والنتائج

عبد الباري عطوان

من تابع الخطابين اللذين القاهما السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني بمناسبة ذكرى عاشوراء يلمس ثقة غير مسبوقة بالنفس، واطمئنان واضح للمستقبل، سواء في لبنان او سورية.

في جميع خطابات السيد نصر الله التي القاها في العامين الماضيين، ومنذ اندلاع الازمة السورية على وجه التحديد، كان الرجل في حال دفاع عن النفس، وتفنيد حجج الخصوم واتهاماتهم، سواء اللبنانيين منهم او غير اللبنانيين، لكنه في خطابيه الآخيرين كان بمثابة “قلب الهجوم” يوجه سهامه الى الغير دون خوف او قلق، فقد هاجم المملكة العربية السعودية بالاسم دون مواربة، وتحدى كل دول الخليج الداعمة للمعارضة المسلحة في سورية ولم ينسى ان يغمز في قناة السيد سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، ومن قبله الرئيس ميشال سليمان.

مؤشرات الثقة بالنفس التي تحدثنا عنها يمكن اختصارها بالنقاط التالية:

اولا: ظهر السيد نصر الله علنا وسط انصاره في الضاحيه الجنوبية “مرتين” في يومين وخاطبهم مباشرة، وليس من خلال شاشة تلفزيونية مثلما جرت العادة في الغالبية الساحقة من خطاباته السابقة.

ثانيا: اكد بكل قوة ووضوح على استمرار وجود قوات حزبه في سورية، واستمرار قتالها الى جانب الرئيس بشار الاسد، دون اي اعتذار او بحث عن تبريرات، وقال “ان هذا الوجود هو بهدف الدفاع عن لبنان والدفاع عن فلسطين، وعن سورية حضن المقاومة”.

ثالثا: ادار ظهره للحكومة اللبنانية والرئيس سليمان، ووضع جميع بيضه، وبطريقة علنية صارمة في سلة النظام السوري وحلفائه اللبنانيين عندما اكد انه لن يقايض وجود قواته في سورية مقابل مجموعة مقاعد في الحكومة، ووصف من يتحدث عن انسحاب الحزب من سورية كشرط لتشكيل الحكومة اللبنانية في المرحلة بطرح شروطا “تعجيرية”.

وتعود اسباب هذه الثقة لدى زعيم حزب الله الى عوامل سورية، واخرى عربية، وثالثة اقليمية دولية:

* على الصعيد الميداني السوري تحقق القوات النظامية تقدما ملحوظا على الارض خاصة في منطقة حلب، حيث استعادت اكثر من 14 قرية وموقعا في ريفها، وافادت التقارير الاخبارية الجمعة عن مقتل خمسة قياديين ميدانيين رئيسيين في الوية مقاتلة بينهم اربعة في منطقة حلب وحدها، ابرزهم العقيد يوسف العباس القيادي في لواء التوحيد كما اصيب عبد القادر صالح قائد اللواء نفسه في غارات لطائرات النظام.

* على الصعيد العربي والاقليمي، تعاني فصائل المعارضة السورية من انقسامات حادة، وتتشرذم الى اكثر من الف كتيبة ولواء، تنفجر صراعات دموية فيما بينها حول النفوذ، ومن المفارقة ان هذا الصراع هو انعكاس بطريقة او باخرى لصراعات الدول الداعمة لها، فالصراع بين كل من المملكة العربية السعودية وقطر، او السعودية وتركيا، اكبر من صراعهما ضد نظام الرئيس الاسد، بينما الحال ليس كذلك بين الدول الداعمة للنظام السوري وجماعاتها المقاتلة على الارض مثل كتائب حزب الله او ابو الفضل العباس او الحرس الثوري الايراني، حيث تبدو صفا واحدا وفق رؤية واضحة.

* على الصعيد الدولي يتقدم المحور الروسي الايراني السوري ويحقق انجازات دبلوماسية متسارعة الى جانب المكاسب الميدانية العسكرية، تنعكس في الحوار الايراني الامريكي المتسارع وقرب التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني يخفف الحصار ويؤسس لتقاسم النفوذ على حساب العرب طبعا، وحجيج معظم حلفاء امريكا في المنطقة الى موسكو، وزيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسي الى مصر تمهيدا لتوقيع صفقات اسلحة روسية لتسليح الجيش المصري الا احد المؤشرات، في المقابل يتراجع الدور الامريكي ويضمحل في الوقت الراهن على الاقل، وتسود الفوضى والارتباك حلفاء امريكا العرب.

تدخل قوات حزب الله وكتائب ابو الفضل العباس المدربة بشكل جيد الى جانب الجيش النظامي السوري لعب دورا كبيرا في قلب المعادلات الميدانية، وبات يحظى بدعم غربي غير مباشر تحت ذريعة ان هذا التدخل جاء لمكافحة الجماعات “التكفيرية” على حد وصف السيد نصر الله في خطابيه الاخيرين، اي انه تم استغلال عداء امريكا والغرب للجماعات الجهادية وتوظيفه لمصلحة المعسكر الايراني السوري.

لا بد ان الدول العربية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة تعض اصابعها ندما وهي ترى طموحاتها في اطاحة النظام السوري، المعززة بآلة اعلامية جبارة، ورصد مليارات الدولارات تتراجع بقوة، وترى في الوقت نفسه خصومها بزعامة ايران يتجهون للسيطرة على المنطقة، ويهددون بالانتقام سرا وعلنا.

حلفاء المعارضة المسلحة راهنوا على امريكا والغرب لاطاحة النظام السوري، وتقزيم طموحات ايران النووية، فتعرضوا لخذلان ما بعده خذلان، واكتشفوا ان امريكا تدافع عن مصالح مثلما قال السيد نصر الله، ومصلحة امريكا ليست مع هؤلاء الذين يريدونها ان تدمر اعداءهم حتى يناموا مطمئنين، فقد اخذت كل شيء منهم، اخذت اموالهم عبر صفقات اسلحة، واخذت نفطهم رخيصا مما قادها الى الخروج من ازماتها الاقتصادية والاقتراب من الاكتفاء الذاتي في ميادين الطاقة، وها هي تقذف بهم الى عالم المجهول ولا نقول اكثر من ذلك.

النظام السوري راهن على روسيا وايران وحزب الله والحلفاء الشيعة في العراق فصمد امام العاصفة، وتجاوز الازمة تقريبا بفضل اموال ايران وسلاحها ومقاتليها، وهنا يكمن الفارق بين الجعجعة الاعلامية والعمل الميداني على الارض، ومن يضحك اخيرا يضحك كثيرا.

وبعد كل هذا من حق السيد نصر الله ان يخرج علنا وسط انصاره ويحتفل معهم بعاشوراء واثقا مبتسما، مؤكدا بقاء قواته في سورية دون استحياء او تبرير، فهو يقف في خندق المنتصرين، او غير المهزومين على الاقل، ولا عزاء للآخرين الذين راهنوا على امريكا واساطيلها ولم يجنوا غير الحسرة وخيبة الامل حتى الآن على الاقل.