Super User

Super User

«وكالة الطاقة»: لا تغيير جذرياً في البرنامج النووي

في ختام محادثات ماراثونية مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أمس، أنه لم يرصد تغيراً «جذرياً» في البرنامج النووي الإيراني خلال الثلاثة أشهر الماضية، وهي نفس الفترة تقريباً التي تسلّم فيها الرئيس حسن روحاني رئاسة البلاد، بينما رأى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن توقيع الاتفاق النووي مع يوكيا أمانو سيمهد الأرضية لتلطيف الأجواء وإعادة الثقة إلى إيران.

وقال، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإيراني: «إن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قديم وطويل الأمد، حيث إن إيران من أوائل الدول التي انضمت إلى معاهدة حظر الانتشار النووي. طبعاً، هناك قضايا سوء الفهم التي حدثت في ما بعد ومزاعم زمرة المنافقين (منظمة مجاهدي خلق)، أن إيران لديها نشاطات سرية في ناتنز (وسط إيران) والتي رد عليها المدير العام السابق لوكالة الطاقة محمد البرادعي، في حينها».

وأضاف صالحي أن «طرح مثل هذه الشبهة أدى إلى تسييس القضية النووية التي لها خلفية تقنية وأكثر من ذلك أسس حقوقية، ومنذ عام 2002 ولحد الآن انشغلنا بهذا الملف».

وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية أن إيران قدّمت الأجوبة اللازمة على استفسارات الوكالة الدولية، وذلك في 107 صفحات، مشيراً إلى أن البيان المشترك الذي وقعه مع يوكيا خلال زيارته الأخيرة لطهران، شدد على حل القضايا العالقة على أساس حسن النيات وإرادة الجانبين.

وأوضح صالحي أن الاتفاق يتضمن ستة بنود هي: تفقد مصنع المياه الثقيلة في آراك (وسط البلاد)، تفقد منجم غتشين، المعلومات المتعلقة بالمفاعلات البحثية التي من المقرر إنشاؤها، أماكن بناء المحطات النووية، عدد المفاعلات البحثية والتخصيب الليزري.

وأعرب عن أمله أن يوضع الحجر الأساس لثاني محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية في البلاد في بداية العام الإيراني المقبل (يبدأ في آذار 2014).

ولفت إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تنتج حالياً 15 عقاراً طبياً مشعاً، وأقامت منظمة الطاقة ورشات تعليمية عديدة بالتعاون مع الوكالة الدولية في إيران، فضلاً عن إحراز التقدم في إنتاج المعدات والأجهزة الخاصة بالتقاط الصور الدقيقة.

في المقابل، قال المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الجمهورية الإسلامية ما زالت مستمرة في أكثر أنشطتها النووية حساسية، وهي تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 20 في المئة.

وأضاف أنه ما زال يتعين على إيران أن «تفعل الكثير» لاستكمال مفاعل آراك للأبحاث، وهو مفاعل يثير قلق الغرب كثيراً؛ لأنه يمكنه إنتاج مواد تستخدم في صنع قنبلة بعد تشغيله.

وعشية صدور متوقع لتقرير وكالة الطاقة ربع السنوي المقبل بشأن أنشطة إيران النووية. قال يوكيا: «يمكنني القول إن أنشطة التخصيب مستمرة... لم يتم إبلاغي بتغيير جذري».

في تداعيات محادثات جنيف بين إيران والقوى الكبرى «5+1» أفاد البيت الأبيض بأن مجموعة الست متحدة في جهودها للتفاوض على اتفاق نووي مع إيران، رغم مؤشرات على انقسامات في ما بينها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الرئيسيين كانوا متحدين في جنيف في جولة محادثات اختتمت يوم السبت الماضي، مضيفاً بقوله: «ما زلنا متحدين».

وأضاف كارني أن الولايات المتحدة ما زالت تعمل على التوصل إلى اتفاق. ومن المقرر إجراء المزيد من المحادثات في وقت لاحق هذا الشهر، مشدداً على أن أي اتفاق يجري التوصل إليه «يجب أن يلبي معاييرنا» بإيجاد وسيلة للتحقق من عدم تطوير إيران أسلحة نووية.

وأضاف: «يتعين علينا متابعة ذلك. نحتاج لمعرفة ما إذا كانت إيران جادة».

السبت, 16 تشرين2/نوفمبر 2013 07:23

حذر في إسرائيل بعد تهديدات نصرالله

حذر في إسرائيل بعد تهديدات نصرالله

صمت تل أبيب الرسمي حيال الحراك اللبناني المفعّل أخيراً في وجه التجسس الإسرائيلي على لبنان، لم يدم طويلاً. تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن المقاومة قادرة على التدخل و«تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة»، حركت خشية إسرائيل من الآتي، ودفعتها الى تكرار تهديداتها والرد على الحملة ضد تجسسها، باعتباره عملاً يأتي ضمن الإجراءات الدفاعية في وجه حزب الله.

الرسالة الإسرائيلية جاءت متلفزة، وعبر القناة العبرية الثانية التي جال مراسلها للشؤون العسكرية، أمير بار شالوم، على الحدود مع لبنان ليستعرض المهام الأمنية الجارية للوحدات العسكرية المرابطة هناك، وتحديداً مع كتيبة «ليمان» التابعة للفرقة 91، والتي أكد قائدها، يوآف بار شتت، طبيعة «الانشطة الاستخبارية» لإسرائيل، من خلال التأكيد على ما سمّاه يقظة الجيش وقدراته الدفاعية في وجه أي انشطة حزب الله على الحدود.

ذكر تقرير القناة أن تهديدات السيد نصرالله لإسرائيل وللولايات المتحدة بالتجسس على لبنان جاءت رغم المعارك القاسية التي يخوضها عناصر الحزب في الساحة السورية، وتهدف، بحسب القناة، إلى «تثبيت سيطرته على طول الحدود مع إسرائيل»، مشيرة إلى أن «المنظر الطبيعي الرائع في الجانب الثاني من الحدود يخفي توتراً كبيراً ظهر في الأيام الأخيرة، وتحديداً من لبنان، بعد أن قامت جهات لبنانية بالادعاء أن إسرائيل عززت بشكل كبير وواضح وسائل الجمع الاستخباري الموجودة في حوزتها، على طول الحدود».

في الرد على «الادعاءات اللبنانية بالتجسس»، أشار قائد كتيبة ليمان إلى أن «الساحة المقابلة هي ساحة مخادعة ومعقدة، وعلى نقيض مما تبدو عليه من هدوء»، معرباً عن ارتياحه للجهود المفعّلة لوحدات الجيش الإسرائيلي «الذي ينشط للدفاع عن أمن إسرائيل، ويقوم بكل واجباته للتأكد من أن أحداً لن يمس السكان والمدنيين هنا، ونحن نقوم بما علينا وبالوسائل التي تكفل ذلك».

وردّ بار شتت الأنشطة الإسرائيلية مقابل لبنان إلى طبيعة الجهود التي ينفذها الجيش في مواجهة وجود حزب الله وعناصره وأنشطتهم في الطرف الثاني المقابل، مشيراً إلى أن «حزب الله يعمل هنا كالمعتاد، وعناصره يراقبون ويشاهدون قواتنا ووحداتنا، وهو يحاول أن يطبّق وينفذ ما اعتاد القيام به من أنشطة، إذ إنه يخطط ويعمل هنا، أما نحن فنعمل على مواجهته ومواجهة أنشطته، سواء عبر إجراءات وتدابير علنية واضحة، أو مخفية غير مرئية، عبر وسائل استخبارية تكنولوجية، وكذلك عبر أنشطة قتالية ميدانية، لكشف ما يقوم به حزب الله، ولمنعها».

وبحسب تقرير القناة، «توقيت النقاش اللبناني حول التجسس الإسرائيلي يحمل أكثر من تفسير، وأحد هذه التفسيرات أنه محاولة من قبل حزب الله لحرف الأنظار عن وضعه الصعب في الساحة الداخلية اللبنانية»، مع تأكيد القناة أن الجيش الإسرائيلي لا يستخف بالنقاشات الدائرة في لبنان، وأن «الجيش يتابع بحذر في الأيام الأخيرة كل ما يحصل هناك، خصوصاً عندما نتذكر جيداً أن لدى نصرالله حساباً مفتوحاً مع إسرائيل».

إلى ذلك، نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي مناورة أركانية في عرض البحر، بالتعاون مع الموساد، ضمن فرضية تردّي الأوضاع الأمنية مع لبنان وسوريا، والانجرار إلى حرب.

وأشار أحد الضباط الإسرائيليين، ممن قادوا المناورة البحرية، إلى أن التهديد الموجه ضد إسرائيل تعاظم في السنوات الأخيرة، وتعاظم أكثر على خلفية المخاوف من تلقّي حزب الله لصواريخ نوعية من سوريا، رغم تأكيده على فرضية إضافية، أن «كل ما في حوزة إيران، بات بالفعل في حوزة نصرالله».

مع ذلك، أكد الضابط أنه «لا يهم إن كانت صواريخ ياخونت (الروسية الصنع) موجودة لدى الرئيس السوري بشار الأسد أو لدى حزب الله، فالأسد الذي عرفناه في السابق لم يعد هو هو، ولست مقتنعاً بأنه أقل جنوناً من نصرالله»، وانطلاقاً من هذه الفرضية، أضاف الضابط، «تحولت الساحة الشمالية إلى ساحة واحدة، إنها جبهة واحدة تتشكل من حزب الله وسوريا على السواء».

هل تضلّل واشنطن تل أبيب حول مفاعيل العقوبات ضد إيران؟

في الوقت الذي يسود فيه شعور لدى الأوساط الاسرائيلية بأن الولايات المتحدة تسعى للاتفاق مع طهران، بأي ثمن، تتواصل الرسائل الضمنية والصريحة المتبادلة، عبر وسائل الإعلام، بين الطرفين الأميركي والاسرائيلي، إذ تتبع واشنطن مع تل أبيب أسلوب التضليل عبر طمأنتها إزاء مفاعيل نسبة العقوبات التي سيتم تخفيفها على ايران.

وقد حرص رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على التعبير عن عدم تأثره بما تضمنه التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول عدم توسع البرنامج النووي الايراني منذ ثلاثة أشهر، اي منذ تولي حسن روحاني رئاسة الجمهورية، كونه لا يتلاءم مع متطلبات الحملة السياسية التي يشنها في مواجهة ارتفاع إمكانية التوصل الى اتفاق أولي بين ايران ومجموعة «5+1».

ولتبرير موقفه السلبي، اعتبر نتنياهو ان ايران لم توسع برنامجها النووي، لأن لديها البنية التحتية التي تمكنها من انتاج اسلحة نووية. مضيفاً بأن السؤال ليس ان كانوا يوسعون برنامجهم، وانما كيف نوقفه، الأمر الذي يفرض استمرار الضغوط على ايران.

في هذا الوقت، توقّع مسؤول أميركي رفيع المستوى أمس، أن مجموعة الدول الست تقترب من إبرام اتفاق أولي مع إيران للحد من برنامجها النووي خلال اجتماعهما في جنيف في 21 و22 تشرين الثاني الحالي.

وأضاف المسؤول «لا أعرف ما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق. أعتقد أنه من الممكن جداً أن نستطيع، ولكن ما زالت هناك قضايا صعبة»، مشيراً الى لقاء تعقده مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يوم 20 تشرين الثاني في جنيف أيضاً.

في الوقت نفسه، شدد وزير الاستخبارات الاسرائيلي، يوفال شطاينتس، على وجود خلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة، مشيراً الى وجود فوارق كبيرة بين تقديرات الطرفين حول الاثر الاقتصادي لتخفيف العقوبات على ايران. لكنه اضاف في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، إن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب جيدة جداً على الرغم من الجدال المركز بينهما.

بدوره، هاجم وزير الاقتصاد رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، الاتفاق الذي يجري العمل على بلورته بين ايران والدول العظمى الست، مضيفاً في كلمة أمام معهد «بركنغز» في واشنطن، إنه في حال حصول إيران على سلاح نووي فإن اسرائيل ستكون هدفها الأول وليس الأخير، ومحاولا تحريض الاوروبيين والاميركيين بالقول إنه لدى ايران أيضاً صواريخ تصل إلى روما ومدريد ولندن، وإنه «ليس من الصعب وضع حقيبة نووية تنفجر في واشنطن».

وفي ما يتعلق بكون الاتفاق الاولي مرحلة للوصول الى الاتفاق النهائي، اضاف بينيت، إنه «بعد ستة اشهر، ستكون الأوراق ضعيفة مقابل ايران، وان اسرائيل لا تستطيع الانتظار الى حين محوها عن الخريطة.

اما لجهة ردود الفعل الاسرائيلية على التصريحات التي نُسِبت الى وزير الخارجية الاميركية جون كيري، ودعا فيها اعضاء اللجنة المالية التابعة للكونغرس الى عدم تصديق كل ما يقوله الاسرائيليون بشأن الصفقة المتوقعة مع ايران، لأنهم غير مطلعين على تفاصيلها، فقد أعرب الوزير الإسرائيلي، جلعاد أردان، عن حزب الليكود، عن شعوره بالذهول عندما سمع بهذه التصريحات. وتساءل اردان، بحسب موقع «واللاه»، «هل تتوقعون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، عندما يدور الحديث عن دولة تدعو لإبادة إسرائيل، ألا يصرخ عندما يرى هذه الدولة تمسك بالسكين، وهل عليه انتظار أن توضع السكين على عنقه». وأضاف أردان الذي تحدث في مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي، إن وزير الخارجية الإيراني، ورفاقه يتجولون في جنيف من دون أن يتمكن أحد من محو ابتساماتهم، بل إنهم هم لا يصدقون هذه السهولة التي تمكنوا من خلالها من هدم منظومة العقوبات.

اما عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بنيامين بن إليعيزر، فقد اكد، في ما يتعلق بالشأن الايراني، أنه «لا يوجد في اسرائيل معارضة وحكومة، فالخطر الإيراني يهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم». وأضاف أيضاً أن المصالح الإسرائيلية الأميركية في المسألة الإيرانية مشتركة ومتشابهة، ولا مانع من أن تكون هناك خلافات في مواقف الحلفاء. لكن رئيسة حزب «ميرتس» زهافا غالئون، اعتبرت أن تصريحات كيري تشكل حجباً للثقة عن القيادة الإسرائيلية، التي يُفترض فيها أن تشعل الضوء الأحمر لدى هذه القيادة. واضافت ايضا أن تعميق الخلافات مع الولايات المتحدة يشكل خطرا على إسرائيل، يفوق خطر القنبلة الإيرانية.

في المقابل، ذكر «واللاه»، ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز وجّه انتقاداً لاذعاً لرئيس الحكومة بسبب حدة الخلافات التي تشهدها الأيام الأخيرة مع الولايات المتحدة ومع وزير خارجيتها على وجه الخصوص حول الملف النووي الإيراني. واضاف الموقع نقلاً عن بيريز قوله خلال اجتماع مع نتنياهو «علاقتنا مع الولايات المتحدة قوية وأمر أساسي لا يمكن أن يتزعزع، وللعلاقات بيننا تاريخ عميق».

وتابع بيريز حديثه «إن دعم الولايات المتحدة لنا مميز ونحن أصحاب حظ بأن الولايات المتحدة كانت وستبقى صديقة لنا»، مشيراً الى أنه على الرغم من الأجواء التي يبثها نتنياهو مؤخراً، لم يكن هناك طلب إسرائيلي واحد لم تستجب له الإدارة الأميركية برئاسة أوباما.

الى ذلك، كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة «اسرائيل اليوم»، ان 65.5 في المئة، من الجمهور الاسرائيلي يرون أن على اسرائيل معارضة الاتفاق المتبلور بين الغرب وايران في محادثات جنيف، في مقابل، 16.2 في المئة فقط يعتقدون بان على اسرائيل أن تؤيد الاتفاق. كما أعرب 52.5 في المئة عن تأييدهم سلوك نتنياهو في الجدال نحو الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالاتفاق. كما أعرب 68.8 في المئة عن ثقتهم بقدرة الجيش الاسرائيلي على مهاجمة ايران وحده، فيما ايد تنفيذ خطوة من هذا النوع، 52.4 في المئة.

إيران ولُعبة شد الحبل بين البيت الأبيض والكونغرس

الإيام التي سبقت المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة ۵+۱ في جنيف وكذلك الإيام التي تلتها ، كشفت وبشكل واضح عن جوانب في غاية الاهمية في سياسة الغرب وأمريكا و إسرائيل والرجعية العربية ازاء إيران وبرنامجها النووي ، لم تكن معروفة للبعض او علي الاقل لم تكن بهذا الوضوح الذي عليه الان.

الاعلان عن احتمال توصل مجموعة ۵+۱ الي اتفاق مع ايران جعل الثنائي الاسرائيلي الرجعي العربي يخرج عن كل ما هو مألوف ويتخذ مواقف مسرحية مضحكة وبائسة في نفس الوقت ، كما بان من تصرفات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتصريحاته الصبيانة وكذلك من تصرفات أثرياء العرب الغاضبة والساذجة ، وهي تصريحات ومواقف ما كانت لتظهر بهذا الوضوح لولا البرنامج النووي الايراني ، الذي كشف عن مدي عجز هذا الثنائي الذي دخل في حالة هستيريا لم يخرج منها حتي الان. اما وقع تعامل ايران الشفاف والمسؤول مع الاسرة الدولية ، علي فرنسا ، التي تعتبر نفسها دولة عظمي و قائدة للاتحاد الاوروبي الي جانب المانيا ، لم يكن اقل تاثيرا من وقعه علي الثنائي الاسرائيلي الرجعي العربي ، فاذا بفرنسا كما الثنائي المذكور ، تخرج عن طورها ، فالجميع رأي وزير خارجيتها لوران فابيوس ، يخرج عن اجماع رفاقه في مجموعة ۵+۱ منذ ان وطأت قدميه جنيف ، فينعي المفاوضات ويكشف للصحفيين عن الكثير من جوانبها ، في الوقت الذي اتفق المتفاوضون علي الابقاء علي سريتها ، واثارت تصرفاته امتعاظ حلفائه في باديء الامر ، الا انهم حاولوا بعد ذلك تبرير تصرفاته ولكل دون جدوي ، بعد ان انكشف الدور الفاضح الذي قام به فابيوس ، والذي حول فيه فرنسا الي سمسار ، يسعي للحصول علي المال العربي والنفوذ الاسرائيلي. الادهي في كل ما مر انه لم تتكشف عورة السياسات الغربية والاسرائيلية والرجعية العربية ، امام البرنامج النووي الايراني ، كما انكشفت عورة السياسة الامريكية ، فإن بانت تلك السياسات علي حقيقتها ، فارغة الا من القوة المتوحشة والحقد الاعمي والدونية امام المال والنفوذ ، فإن السياسة الامريكية ظهرت بمظهر لاتُحسد عليه ايضا، لاسيما بعد التاكيد المريب وغير المألوف علي التباين الحاصل في المواقف بين الكونغرس الامريكي وبين البيت الابيض بشأن فرض حظر جديد عل إيران !. تري ما معني كل هذا التأكيد المفرط من كبار اعضاء في الكونغرس ، يوصفون بالكبار!! ، امثال السناتور بوب كروكر، والسناتور تيم جونسون ، والسناتور روبرت منينديز وغيرهم علي الاستعجال بفرض عقوبات جديدة علي ايران ، تقلص صادراتها النفطية الي الصفر، كما يدعون ؟!! ، ولماذا كل هذا الاستياء من قبلهم لطلب البيت الابيض منهم التريث في فرض هذه العقوبات حتي لمدة اسبوعين علي الاقل !! ، تري الا يري هؤلاء ان هناك مفاوضات جارية بين ايران ومجموعة ۵+۱ ؟ ، اليست بلدهم مشارك في هذه المفاوضات وفي اعلي المستويات بوصفها عضو ضمن مجموعة ۵+۱؟ ، الا يفرض المنطق السياسي نفسه علي هؤلاء ان يتريثوا حتي تنتهي المفاوضات؟ ، هل اوقف الحظر الامريكي عجلة التطور في ايران علي مدي اكثر من ثلاثة عقود؟، هل اوقف الحظر الامريكي البرنامج النووي الايراني ، ام شهد هذا البرنامج طفرات واسعة في ظل هذا الحظر؟. يبدو ان الملف النووي الايراني اجبر الادارة الامريكية ومعها الكونغرس ، كما اجبر اخرين ، في دخول لعبة أريد منها ايصال رسالة مشتركة الي الايرانيين مفادها ؛ اما ان تسارعوا الي عقد اتفاق نووي وفقا لمقاييس اسرائيل والرجعية العربية ، واما ان تترك ايران وحيدة امام صقور الكونغرس الامريكي. لعبة شد الحبل ، التي تحاول امريكا اظهارها بانها جارية بسبب ايران بين البيت الابيض والكونغرس الامريكي ، حيث يري الاخير ، وفقا لهذا اللعبة ، انه لا حل سياسيا للبرنامج النووي الايراني ، بينما يري الاول ان رفض التسوية السياسية يعني الذهاب الي الحرب والشعب الامريكي لايريد الحرب ، هذه اللعبة ، كان علي القائمين عليها ان يتريثوا قبل البدء بها ، لانها كشفت للعالم ، خلافا لرغبة الامريكيين ، صلابة ايران ، التي دفعت بلدا يدعي انه الاقوي في العالم لاعتماد لعبة ساذجة عسي ان يحصل منها علي تنازلات عجز عن الحصول عليها بالقوة.

بقلم: ماجد حاتمي

السيد جون كيري .. الكذب ليس أقل سوءاً من الغباء

في الوقت الذي لم يختلف اثنان من المراقبين، الذين تابعوا تفاصيل جولة المفاوضات النووية الاخيرة بين ايران و مجموعة ۵+۱، علي الدور السلبي الواضح لوزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في عرقلة عمل المفاوضين، يخرج وزير الخارجية الامريكي جون كيري علي الناس خلال زيارته للامارات الاثنين الماضي محملا ايران مسؤولية عدم التوصل الي اتفاق. صحيح ان التصريحات الامريكية ازاء ايران تصل الي حد التناقض، مع اختلاف الضيف الذي يحاوره هذا الامريكي ، فهو يقول شيئا عندما يتحدث الي الصحفيين او الي اي ضيف الا انه يقول عكس ذلك، عندما يكون امامه احد زعماء اسرائيل او احد مشايخ الخليج الفارسي، وهذا الامر يمكن خلق التبريرات والمعاذير له لاسباب معروفة، ولكن ان يدلي مسؤول امريكي بمستوي جون كيري بتصريحات تتناقض كل التناقض مع حقائق ومواقف لم تمر عليها الا ساعات، فهذا امر، يقتلع الثقة من جذورها.

كان من الممكن علي رئيس الدبلوماسية الامريكية، ان يبرر عدم توصل المتفاوضين في جنيف الي صيغة موحدة ولكن بشكل اخر، لا ان يحاول اظهار وحدة موقف معسكره، علي حساب الحقيقة عبر ليّ عنقها بهذا الشكل الفج.

ان تصريحات ومواقف فابيوس البعيدة عن الدبلوماسية وعن المسؤولية اثارت حتي حفيظة زملائه الاوروبيين وخاصة الالمان كما نقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مصادرها الخاصة في عددها الصادر يوم الاحد ۱۰ تشرين الثاني نوفمبر. ونقلت الصحيفة ايضا عن مندوب امريكي قوله ان فرنسا مثل من جاء متأخرا ويتمسك بالعودة لنقطة البداية.

كما نقلت وكالات الانباء والصحافة العالمية عن دبلوماسي غربي قوله ان الأميركيين والاتحاد الأوروبي والإيرانيين عملوا بشكل مكثف طوال أشهر علي هذا الاقتراح، وهذه ليست إلا محاولة من فابيوس للتدخل في اللحظة الأخيرة للعب دور في المفاوضات.

اما وزير خارجية السويد كارل بيلت فقد ذهب الي ابعد من ذلك وأكد في تغريدة علي موقع تويتر: يبدو أن المفاوضات في جنيف لا تجري مع إيران، بل في صفوف المجموعة الغربية. هذا ليس أمرا جيدا.

اما الرد الاقوي علي كيري فجاء من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي تساءل علي تويتر: سيدي الوزير هل كانت ايران هي من حذف أكثر من نصف المسودة الامريكية مساء الخميس وادلي علنا بتعليقات معارضة لها صباح الجمعة؟ . لا يمكن لاي قدر من المراوغة ان يغير ما حدث داخل مجموعة القوي الست في جنيف من السادسة مساء الخميس حتي ۵.۴۵ مساء السبت. لكنه يمكن أن يزيد من تقويض الثقة.

ما ذهب اليه المراقبون والاوروبيون والايرانيون لقي تاييدا قويا من روسيا ، التي هي عضو مهم في مجموعة ۵+۱، حيث أيد مصدر في وزارة الخارجية الروسية في حديث مع وكالة رويترز ما ذهب اليه هؤلاء وقال معلقا علي تصريحات كيري يبسط هذا التفسير كثيرا فحوي ما حدث في جنيف بل ويشوهه.

وأضاف كانت المسودة التي أعدها الأمريكيون للوثيقة المشتركة مناسبة للجانب الإيراني.. لكن اتخاذ قرار في محادثات بمثل هذه الصيغة يتم بالإجماع لذا لم يتسن التوصل إلي اتفاق نهائي للأسف. لكنه لم يكن ذنب الإيرانيين.

اما السر الحقيقي وراء تصرف فابيوس في جنيف فكان عند اسرائيل، فقد ذكرت وسائل اعلامها و من بينها القناة العاشرة الاسرائيلية، ان موقف فابيوس في جنيف جاء بتحريض من دولة كبيرة في الخليج الفارسي، لا تحتمل كما اسرائيل، ان تري تسوية للملف النووي الايراني عبر الوسائل السياسية.

الامر المؤسف الذي يحز في النفس هو ان نري اسرائيل وقد تحولت الي ناطق رسمي لبعض الدول العربية في الخليج الفارسي، بعد ان اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، انه لا يتحدث عن قلق اسرائيل وحدها بل يتحدث باسم العرب الذين هم قلقون ايضا مثل اسرائيل من البرنامج النووي الايراني!!، داعيا امريكا الي درك خطر ايران عندما يوحد هذا الخطر اسرائيل والعرب!!.

اخيرا، علي جون كيري، الذي اعتبر الامريكيين ليسوا اغبياء في التعامل مع ايران، ان يعرف ان الكذب ايضا ليس اقل سوءا من الغباء، فهو يحكم بالفشل علي اي جهد سياسي قبل ان يبدأ.

بقلم: ماجد حاتمي

الثلاثاء, 12 تشرين2/نوفمبر 2013 08:14

بين لوران فابيوس وخلف بن أمين

بين لوران فابيوس وخلف بن أمين

لا تصير خلف ، إي لا تصبح مثل خلف ، هذه العبارة الشهيرة تطلق في الموروث الشعبي العراقي عادة علي كل شخص يدعي لنفسه فخراً أو عملا مهماً ، دون ان يصنعه.

العبارة العراقية الشهيرة لا تصير خلف قفزت الي ذهني وانا اتابع مواقف وتصريحات وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ، والتي شذ فيها حتي عن مواقف حلفائه ، متجاوزا الموقف الامريكي ، ومزايدا علي مواقف اسرائيل ، فكانت محاولات مستميتة لوضع العصي في دولاب المفاوضات النووية ، التي جرت علي مدي ثلاثة ايام في جنيف ، والتي كادت ان تنتهي الي صيغة من التفاهم ترضي جميع الاطراف المعنية بالبرنامج النووي الايراني.

ومن اجل التعرف علي الاسباب الحقيقية وراء تصرفات فابيوس وزير خارجية فرانسوا هولاند ، علينا ان نتعرف علي صاحبنا خلف ، النسخة العراقية لفابيوس ، يقول المؤرخ العراقي الدكتور علي الوردي في كتابة الشهير لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ، ان خلف بن أمين عاش في بغداد في اواخر العهد العثماني ولا يزال اهل بغداد يتناقلون نوادره ويتفكهون بها , وخلاصة امره انه كان قميئا جبانا وليس لديه من المؤهلات ما يجعل منه شقيا مشهورا لكنه كان يطمح ان يكون شقيا يشار اليه بالبنان .. وكانت احاديثه مع الناس لا تخلو من قصص القتال والسلب والسطو علي البيوت .. وهو يعزو الكثير منها الي نفسه طبعا , واذا وقعت حادثه او سرقه كبيره ذهب الي مركز الشرطه يسال الناس هل ورد اسمه بين المتهمين , ومن هنا جاء المثل البغدادي المعروف ما جابو اسم خالكم ؟! (الم يذكروا اسم خالكم) وكثيرا ما يحشر نفسه بين المتهمين او يعمد الي الاعتراف امام الحاكم ... فكان يطلق سراحه في كل قضيه .. يمكن القول ان معظم الناس كانوا مثل خلف بن امين يحبون التفاخر المصطنع بالشقاوه , وانما اشتهر خلف وحده بهذا لانه افرط في تفاخره حتي صار اضحوكه الناس.

قصة خلف هذا وتصرفاته وكلامه تشبه الي حد كبير تصرفات وتصريحات فابيوس، فقد اثارت حالة من التعجب والاستغراب وحتي الاستهزاء من جانب حلفاء باريس انفسهم وقد رأت فيها وكالة انباء رويترز انقساما داخل المعسكر الغربي ، ونقلت عن دبلوماسي غربي قريب من المفاوضات ، دون ان تذكر اسمه ، قوله إن الفرنسيين يحاولون خطف الأنظار من القوي الأخري. اما وزير خارجية السويد كارل بيلد وفي اشارة الي مواقف فابيوس قال ان ما يجري في جنيف ليست مفاوضات مع ايران بل هي مفاوضات بين الغربيين انفسهم. اما منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون فقد نأت بنفسها عن الخوض في هذا الموضوع وقالت ، انها لا تريد الدخول في تفاصيل المفاوضات ، عندما سئلت عن موقف فرنسا ودورها في عدم التوصل الي اتفاق.

قلنا ان مواقف فابيوس اثارت الاستغراب والاستهزاء ولم نقل علامات استفهام ، لانها وبصراحة معروفة ومكشوفة الاسباب التي وراءها ، ففابيوس ، كما خلف بن امين ، يبحث له عن دور بين اللاعبين الكبار ، بعد ان تم تجاهل فرنسا بالمرة في الاتفاق الكيمياوي الذي توصلت اليه روسيا وامريكا بمساعدة قوي اقليمية كبري مثل ايران ، وهو اتفاق اصاب بالصميم استراتيجية فرنسا وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط ، فكان لابد لفابيوس رفيق خلف بن امين ، ان يتخذ ما اتخذ من مواقف وان يدلي بما ادلي من تصريحات.

ان فابيوس ورئيس حكومته هولاند ، في وضع لا يحسد عليه علي الصعيدين الداخلي والخارجي ، فعلي الصعيد الداخلي سجل هولاند وحكومته رقما قياسيا في تدني الشعبية لم يسبقه اليه رئيس فرنسي اخر ، فقد أظهر اخر استطلاع للرأي ان فرانسوا هولاند أصبح صاحب أدني شعبية بين رؤساء فرنسا . وتراجعت شعبية هولاند إلي ۲۶% بين من شملهم الاستطلاع، وهذه أول مرة يظهر مسح لمعهد استطلاعات الرأي الفرنسي بي في أي تدني شعبية رئيس فرنسي إلي ما دون ۳۰%. وتعد هذه النسبة هي الأدني خلال ۳۲ عاما دأب فيها معهد بي في أي علي تنظيم استطلاعات رأي من هذا النوع.

يذكر أن شعبية هولاند بدأت في التراجع سريعا في أعقاب انتخابه في مايو/أيار ۲۰۱۲، لكنها مع هذا الاستطلاع نزلت إلي أدني مستوي سجله أي رئيس فرنسي خلال توليه السلطة.

ويعزي سبب هبوط شعبية هولاند إلي الاستياء المرتبط بزيادة الضرائب والبطالة والخلافات المتعلقة بسياسة الحكومة بشأن الهجرة إلي فرنسا.

كما اعتبر خفض وكالة فيتش للتصنيف الائتماني لتصنيف فرنسا ضربة لهولاند الذي تكافح حكومته لتصحيح ماليتها وإنعاش اقتصاد فرنسا بعد سقوطه في الركود.حيث تم خفض تصنيف فرنسا من أعلي تصنيف ائتماني (أي أي أي) إلي أي أي زائد. وعزت الوكالة قرار الخفض لوجود علامات شك تحوم حول نمو الاقتصاد الفرنسي، وهو ما يقلص هامش تحرك الحكومة الفرنسية لتحقيق أهدافها لضبط وضعها المالي.

اما علي الصعيد الخارجي فحدث ولا حرج عن نكسات سياسة هولاند وفريقه ، وخير مثال علي ذلك نكسته الكبري في التعامل مع الازمة السورية ، ففي الوقت الذي رفضت جميع دول الاتحاد الاوروبي حتي بريطانيا اقرب حلفاء امريكا التقليديين ، الانضمام الي امريكا في الحرب ضد سوريا ، فاذا بهولاند وفابيوس يخرجان عن هذا الاجماع ويرتضيان بالحاق فرنسا كتابع للسياسة الامريكية ، دون ان يأخذا راي الشعب الفرنسي كما فعل رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ، واخذا يقرعان طبول الحرب بشكل اكثر قوة واصرارا من امريكا ، الا ان الاخيرة تركت باريس تقرع طبول الحرب في العراء عندما رأت ان من مصلحتها الاصغاء الي روسيا للخروج من المأزق الكيمياوي.

يبدو ان صلف فابيوس اقوي من صلف خلف بن امين نفسه ، فهذه الصفعة التي وجهتها واشنطن للسياسة الفرنسية ، التي يعتبر فابيوس مسؤولا عن بعدها الخارجي ، لم تعيد الاتزان لفابيوس الباحث عن دور اكبر من حجمه وحجم بلاده ، فجاء هذه المرة الي جنيف حاملا معه مواقف تعكس اماني حلف الخائبين الذين تضرروا من جراء الاتفاق الكيميائي بين الكبار ، عندما اعلن ان اي اتفاق نووي يتم التوصل اليه يجب ان يأخذ مخاوف اسرائيل والعرب بنظر الاعتبار!! ، هنا تطرح بعض الاسئلة نفسها وبشكل قوي ، اولا من الذي نصب فرنسا ان تكون الام الحنون لاسرائيل والعرب؟ وهل للعرب واسرائيل ام أحن من امريكا؟ ومن الذي جعل العرب واسرائيل في خانة واحدة؟ وهل فابيوس اكثر احساسا بخطر ايران وبرنامجها النووي من باقي اعضاء مجموعة ۵+۱ ؟ الا يعلم هذا الدبلوماسي العبقري ان مخاوف اسرائيل لا تنتهي عند خفض مستوي التخصيب او التقليل من سرعة العمل في منشاة هنا او محطة هناك ، بل تنتهي عند تفكيك البرنامج النووي الايراني برمته وتجريد ايران حتي من اسلحتها التقليدية؟.

اخيرا هناك من يري إن مغازلة الثنائي هولاند وفابيوس لاثرياء العرب ولاسرائيل لن تجلب لهما المال والاستثمارات ، ولا النفوذ و التاثير ، بل علي العكس اضرت بمكانة فرنسا في اوروبا والعالم و ساهمت في زيادة نفور الشعب الفرنسي من حكومته ، التي هو نافرا منها اصلا بسبب ادائها السييء علي الصعيد الداخلي ، وبالتالي لن يكون حظ فابيوس ، افضل من حظ خلف بن امين ، الذي مات وهو يحلم ان يكون قويا تهابه الناس.

بقلم / ماجد حاتمي

الثلاثاء, 12 تشرين2/نوفمبر 2013 07:56

كيف عرقلت فرنسا الإتفاق النووي؟

كيف عرقلت فرنسا الإتفاق النووي؟

صحيفة "لوموند" الفرنسية تروي تفاصيل وخلفية الموقف الفرنسي خلال المفاوضات النووية في جنيف متوقعة أن "يستأنف ضرب العصي في 20 تشرين الثاني مع استئناف المفاوضات".

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن باريس وضعت "فيتو" على الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني خلال محادثات جنيف لفرملة تسوية بين طهران وواشنطن، والتي لم تقدّم وفق فرنسا "الضمانات" بشأن منع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فرنسية رسمية رفضت الكشف عن اسمها "أن فرنسا كانت على علم بالمحادثات الثنائية الجارية بين الأميركيين والإيرانيين منذ أسابيع عدة وكانت تخشى من تجاوز البيت الأبيض لشركائه في مجموعة 5+1 خلال جولة المفاوضات الأخيرة".

ومما جاء في المقالة أنه "منذ استئناف المفاوضات منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بدت واشنطن كما طهران مستعجلتين للتوصل الى اتفاق، فباراك أوباما وبعد تراجع نفوذه في الشرق الأوسط على خلفية تبدل موقفه من توجيه ضربة عسكرية الى سورية، يبدو متعطشاً لإنجاز دبلوماسي ستكون له تداعياته الكبيرة على الصراعات في المنطقة بدءاً من سورية، الحليف الأبرز لطهران في المنطقة. أما بالنسبة للرئيس الإيراني حسن روحاني فإنه يدرك أن شرعيته تستند الى قدرته على رفع العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني، سريعاً وإن بشكل جزئي.

إن تقاطع المصالح هذا مضافاً إليه تعب ما إزاء مفاوضات غارقة منذ عشر سنوات، دفع بالأميركيين والإيرانيين إلى تسريع عملية البحث عن تسوية، لم تعرف بنودها بشكل محدد، لكنها أثارت قلق فرنسا بما يكفي لدفعها إلى الخروج عن صمتها منذ استئناف المفاوضات في تشرين الأول.

.. منذ أسبوعين لم تسرّب أي معلومة من شأنها تعطيل المحادثات على قاعدة ضرورة الحفاظ على أجواء الثقة بين الدول المشاركة إذ إن أي شائعة كان يمكن استغلالها مباشرة من قبل المعارضين للاتفاق، من بينهم المحافظون المتشددون الذين يودون إضعاف روحاني".

الإعلان المفاجئ لوصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الأميركي جون كيري الى جنيف ومن ثم انضمام وزراء خارجية بريطانيا والمانيا وسويسرا، كان بمثابة الإشارة لإعلان قرب التوصل الى اتفاق، ليتعزز هذا الانطباع مع تمديد المحادثات إفساحاً في المجال أمام وصول الروس والصينيين السبت".

"وبمجرد معرفة لو كي دورسيه (وزارة الخارجية) بنية كيري التوجه الى جنيف يوم الخميس، أرجأ لوران فابيوس كل مواعيده وحط ظهر الجمعة في جنيف بالكاد قبل وصول جون كيري، ليدلي مباشرة بالتصريح التالي: نريد اتفاقاً يكون بمثابة ردّ أولي صلب على هواجسنا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. هناك تقدم ولكن لم يتم التوصل إلى شيء بعد". ولكن على الرغم من انتقاء فابيوس كلماته بشكل موزون والنغمة التي تناقضت مع الموسيقى التي سادت في اليوم السابق، إلا أن تصريحاته جاءت أقل اهمية أمام الحماسة التي ولدها توافد وزراء الخارجية الى جنيف.

لكن الوضع اختلف في اليوم التالي حيث قال كلاماً مباشراً معرباً عن تشاؤمه ومتحدثاً عن عدم الرضى عن بعض النقاط لا سيما ما يتعلق بمفاعل آراك ومسألة تخصيب اليورانيوم.

هنا، قالت الصحيفة، لم يعد من مجال للشك بأن الأمر يتعلق باستراتيجية هجومية. ونقلت عن دبلوماسي فرنسي قوله "هناك ضرب بالعصي.. نريد تجنب نشوة النصف الكامل من الكوب". وأضافت أن "تصريحات فابيوس التي سارعت إلى تناقلها وكالات الأنباء، كهربت كواليس فندق انتركونتينتال حيث كانت الوفود تجري مشاورات في جميع النواحي، وكانت تلك المرة الأولى التي تخرج الى العلن نقاط محددة عن الاتفاق، حينها لم يعد هناك سوى الحديث عن "عرقلة" فرنسية للمحادثات.

"ردة الفعل الأميركية لم تنتظر طويلاً. عبّر عنها أحد أعضاء الوفد المرافق لكيري في حديث لبعض الصحافيين قائلاً إن الأميركيين والاتحاد الأوروبي والإيرانيين يعملون بجدّ معاً منذ أشهر على هذا الاقتراح، وهذه ما هي إلا محاولة من فابيوس لإظهار نفسه على صلة بالمفاوضات في مرحلة متأخرة منها". موقف جاء عنيفاً بقدر ما هو غير اعتيادي على هذا المستوى وفق الصحيفة التي نقلت عن مصدر أميركي آخر تأكيده أن "الوفد المرافق لكيري كان غاضباً بعد تصريحات فابيوس".

تصريحات عاد وكررها مرتين يوم الأحد، قبيل الغداء وبعد الجلسة العامة. تصريحات كانت أكثر ما تمت ملاحظته سيما وأن فابيوس كان الوحيد الذي تحدث علناً وأكثر من مرة عكس التيار، مسجلاً بوضوح تمايزه. ومن طهران جاءت تغريدة الرئيس روحاني على تويتر "لا تخطئوا، عقلية الحرب الباردة محصلتها صفر وتؤدي إلى خسارة الجميع". "لكن لا شيء حدث. والاتفاق بدا وكأنه خرج من خلف القضبان. أما ضرب العصي فسيستأنف في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر مع استئناف المفاوضات" كما ختمت الصحيفة الفرنسية.

داود اوغلو من بغداد: لا يوجد أي مخيم في تركيا لدعم مسلحي

أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية التي تستغل الفوضى في سورية، مؤكداً أن بلاده لا تدعم الإرهابيين و"لا يوجد أي مخيم في تركيا لدعم مسلحي داعش".

وقال داود اوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد الأحد أن "تركيا لن تعطي أي شبر من أراضيها لدعم الإرهابيين"، متهما "النظام السوري بأنه وراء الكثير من العمليات الإرهابية في لبنان والعراق وتركيا"، وبانه أكثر من يتدخل في شؤون الدول الأخرى.

وأعرب اوغلو عن "استعداد تركيا لدعم العراق في مكافحته للهجمات الإرهابية" مشيراً إلى أن "الشرق الاوسط يمر في مرحلة تاريخية مهمة" ومعتبراً ان "كل شعب في أي دولة هو من يقرر مستقبله".

بدوره أعلن نظيره هوشيار زيباري أن زيارة الوزير التركي تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين التي "شابها بعض الفتور مؤخرا"، قائلاً "اتفقنا على خارطة طريق زمنية للوصول إلى الحالة الطبيعية في العلاقات وتفعيل اللجان، وقريباً سيجري تنظيم زيارات بين المسؤولين وإعادة تفعيل اللجنة الوزارية بين البلدين".

وأشار زيباري إلى أنه تمّ توجيه دعوة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لزيارة تركيا وتوسيع العلاقات التجارية وربط السكك الحديدية بين البلدين، مؤكداً أن تركيا هي الشريك التجاري الأول بالنسبة للعراق، وحجم التجارة يبلغ حوالي 12 مليار دولار، وهناك آفاق لزيادته، وتمّ البحث في التعاون المتبادل في مجال النفط والطاقة والزراعة وتبادل الآراء حول الاوضاع في سورية والتعاون الإقليمي في المنطقة.

ونقل بيان لمكتب نائب رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق الأحد ان المالكي استقبل بمكتبه صباح اليوم وزير الخارجية التركي الذي وصل العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية تستغرق يومين.

وقال المالكي بحسب البيان إنّ "ظروف المنطقة تستدعي التعاون والتشاور وإقامة علاقات ثنائية متينة لكي تكون قاعدة صلبة للتعاون على صعيد المنطقة".

من جانبه "شددّ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على ضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين على كل المستويات، خصوصاً فيما يتعلّق بالتطورات الجارية في المنطقة".

الثلاثاء, 12 تشرين2/نوفمبر 2013 07:45

القدوة: وفاة عرفات إغتيال سياسي بالسّم

القدوة: وفاة عرفات إغتيال سياسي بالسّم

رئيس مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة يؤكد أن عرفات مات مسموماً وأن وفاته قضية إغتيال سياسي وهذا أمر لا يقبل النقاش.

أكد ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات أن الرئيس الفلسطيني الراحل "مات مسموماً"، مشيراً إلى التقارير الفرنسية والسويسرية والروسية التي تدل على أن الوفاة غير طبيعية وبالسمّ.

واعتبر القدوة خلال مؤتمر صحفي الاثنين في رام الله أن لدى الشعب الفلسطيني قناعة مبكرة بأن وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات لم تكن طبيعية، وأنها مثلت إغتيالاً سياسياً، على الأرجح بالسم.

واعتبر القدوة أن من بين الدلائل المبكرة على ضلوع إسرائيل بالاغتيال هي أنها "فرضت حصاراً عسكرياً هدد حياته بشكل مباشر، وأيضاً تصريحات القادة الإسرائيليين المتكررة حول عرفات، ثم قرار الحكومة الإسرائيلية الرسمي بإزالة ياسر عرفات، ثم أتت الظروف الغامضة للوفاة والتقرير الطبي الفرنسي الذي يعطي دلائل واضحة باتجاه أن الوفاة غير طبيعية".

وقال القدوة إن المستشفى الفرنسي (الذي استقبل عرفات قبل وفاته) أعطى مؤشرات واضحة حول وفاته، وأن تقرير المشفى يعطي تلميحات إلى أن السمّ هو سبب الوفاة.

وأضاف القدوة أن تقرير الخبراء السويسريين الأخير "واضح ويدعم فرضية الوفاة نتيجة التسمم بالبولونيوم.. والتسمم بالبولونيوم يرتبط بإسرائيل من دون شك".

كما أشار القدوة إلى التقرير الروسي الذي تم تسليمه للسلطة الفلسطينية دون إعلان فحواه حتى الآن.

وختم بالقول "وفاة ياسر عرفات هي اغتيال سياسي وهذا أمر لا يقبل النقاش".

أميركا وإسرائيل تخسران حق التصويت في اليونسكو

الولايات المتحدة وإسرائيل تفقدان حق التصويت في منظمة اليونيسكو بعد إمتناعهما لسنتين عن دفع المستحقات الواجبة عليهما للمنظمة، اعتراضاً على نيل فلسطين العضوية فيها.

أعلن في باريس الجمعة عن فقدان كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل حق التصويت في "يونيسكو" أو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وذلك بعد تخلف الدولتين لمدة سنتين عن سداد المستحقات الواجبة عليهما.

وكانت الولايات المتحدة توقفت عن دفع مستحقاتها اعتراضاً على قرار إعلان فلسطين عضواً في المنظمة قبل عامين، كما امتنعت إسرائيل أيضاً عن سداد ديونها للمنظمة لذات السبب.

وفوتت الولايات المتحدة آخر فرصة لدفع المستحقات وهي اليوم الجمعة في الحادية عشرة صباحاً بتوقيت غرينتش، لتحرم من حق التصويت في المنظمة التي تساهم في 22% من إجمالي ميزانيتها أي ما يصل إلى 80 مليون دولار سنوياً.

وأدى توقف أميركا عن تمويل اليونسكو إلى تقليص مصاريف المنظمة الدولية والخشية من ظهور أزمة تحد من نشاطها على المستوى العالمي.

ولم تعلق الولايات المتحدة على وقف تمويلها للمنظمة لكن سفيرها في اليونسكو ديفيد كيليون قال رداً على سؤال لوكالة "رويترز" إن واشنطن تعتبر منظمة اليونسكو "شريكاً مهماً في خلق مستقبل أفضل"، مضيفاً "نعتزم مواصلة مشاركتنا مع اليونسكو بكل وسيلة ممكنة".