
Super User
الزيدية - الانتشار ومواقع النفوذ
ـ انتشرت الزيدية في العراق، وبالأخص، في مدينة البصرة موطن الفرق الإسلامية.
ـ تمكنوا من تأسيس دولة في اليمن، قادها أئمة كلهم من أبناء القاسم، إلى أن أقصيت الزيدية عن الحكم في اليمن، بحلول الجمهورية في سنة 1382 هـ.
و امتدّ نفوذهم إلى جرجان، والديلم وفي سنة 250 هـ أسسوا في طبرستان دولة على منهج زيد الثائر وكان أئمتها بين داع وإمام حتى سنة 360 هـ. 6 ـ وفي سنة 172 هـ استطاع إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى أن يبثّ دعوته في المغرب، ويۆسس دولة الادارسة، وضرب السكة باسمهم، واستمر حكمهم حتى سنة 323 هـ.
أحداث ووقائع :
ـ دخل زيد على هشام بن عبد الملك وقد احتشد المجلس بأهل الشام فقال هشام : ما يصنع أخوك البقرة ؟
فغضب زيد حتى كاد يخرج من أهابه وقال : سمّاه رسول الله الباقر وأنت تسميه البقرة ؟! لشدّ ما اختلفتما، لتخالفه في الآخرة، كما خالفته في الدنيا، فيرد الجنة وترد النار، فانقطع هشام عن الجواب، وبان عليه العجز، ولم يستطع دون أن صاح لغلمانه : اخرجوا هذا الأحمق المائق، فأخذ الغلمان بيده فأقاموه.
ـ عن خالد بن صفوان قال سمعت زيد بن علي يقول : ( أيها الناس عليكم بالجهاد، فإنّه قوام الدين، وعمود الإسلام، ومنار الإيمان، واعلموا أنّه ما ترك قوم الجهاد قط إلاّ حقروا وذلوا، ثُمّ قرأ الفاتحة إلى قوله (الصراط المستقيم) وقال الصراط المستقيم هو دين الله وسنامه، وقوامه الجهاد، ثُمّ ذكر ما نزل من القرآن في فضل الجهاد من أول القرآن إلى أخره ).
من ذاكرة التاريخ :
ـ ومن روائع ما نقل التأريخ ما جاء في رسالة زيد بن علي الشهيد (رضوان الله تعالى عليه) إلى علماء الأمّة قبيل خروجه نذكر قبساً منها : ( ... يا علماء السوء، انتم أعظم الخلق مصيبة، وأشدّهم عقوبة، إن كنتم تعقلون ذلك بأنّ الله قد احتجّ عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد إليكم، وتصدر عنكم. الأحكام من قبلكم تلتمس، والسنن من جهتكم تختبر. يقول المتبعون لكم انتم حجتنا، بيننا وبين ربنا وبأي منزلة نزلتم من العباد هذه المنزلة. فو الذي نفس (زيد بن علي) بيده لو بينتم للناس ما تعلمون، ودعوتموهم إلى الحقّ الذي تعرفون لتضعضع بنيان الجبارين، ولتهدم أساس الظالمين، ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً، و أدهنتم في دينه، وفارقتم كتابه ).
ـ لما قتل زيد بن علي (رضوان الله تعالى عليه) خرج ابنه يحيى حتى نزل المدائن، فبعث يوسف بن عمر في طلبه، فخرج إلى الري ثُمّ إلى نيشابور من خراسان، فسألوه المقام بها فقال : بلدة لم ترفع فيها لعلي (عليه السّلام) راية لا حاجة لي في المقام بها. ثُمّ خرج إلى سرخس وأقام بها عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر، حتى مضى هشام بن عبد الملك لسبيله، وولي بعده الوليد بن يزيد، فكتب إلى نصر بن سيّار في طلبه فأخذ ببلخ، وقيده وحبسه، فقال عبد الله بن معاوية، بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رضوان الله تعالى عليه) لما بلغه ذلك :
أليس بعـين الله ما يفعلونه * عشية يحيى موثق بالسلاسل
كلاب عوت لا قدّس الله سرّها * فجئن بصيد لا يحلّ لآكــلِ
وكتب نصر بن سيّار إلى يوسف بن عمر يخبره بحبسه، وكتب يوسف إلى الوليد، فكتب إليه بأن يحذّره الفتنة، ويخلي سبيله، فخلى سبيله، وأعطاه الفي درهم، وبغلين، فخرج حتى نزل الجوزجان، فلحق به قوم من أهلها، ومن الطالقان زهاء خمسمائة رجل، وبعث إليه نصر بن سيّار سالم بن أحوز فاقتتلوا اشدّ قتال ثلاثة أيام، حتى قتل جميع أصحاب يحيى، وبقي وحده فقتل عصر يوم الجمعة سنة 125 هـ وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه إلى الوليد إلى المدينة فوضع في حجر أمه ريطة، فنظرت إليه وقالت (شردتموه عني طويلاً، وأهديتموه إلي قتيلاً، صلوات الله عليه، وعلى آبائه بكرة وأصيلا).
حَقّ الْمُؤَذّنِ
28. وَ أَمّا حَقّ الْمُؤَذّنِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنّهُ مُذَكّرُكَ بِرَبّكَ وَ دَاعِيكَ إِلَى حَظّكَ وَ أَفْضَلُ أَعْوَانِكَ عَلَى قَضَاءِ الْفَرِيضَةِ الّتِي افْتَرَضَهَا اللّهُ عَلَيْكَ فَتَشْكُرَهُ عَلَى ذَلِكَ شُكْرَكَ لِلْمُحْسِنِ إِلَيْكَ وَ إِنْ كُنْتَ فِي بَيْتِكَ مُهْتَمّاً لِذَلِكَ لَمْ تَكُنْ لِلّهِ فِي أَمْرِهِ مُتّهِماً وَ عَلِمْتَ أَنّهُ نِعْمَةٌ مِنَ اللّهِ عَلَيْكَ لَا شَكّ فِيهَا فَأَحْسِنْ صُحْبَةَ نِعْمَةِ اللّهِ بِحَمْدِ اللّهِ عَلَيْهَا عَلَى كُلّ حَالٍ وَ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ
تموز والضاحية والثنائي الصهيوتكفيري
لم تمر سوي ايام قليلة علي العملية النوعية لمقاتلي حزب الله ، والتي ادخلت الكيان الصهيوني في حالة غيبوبة خبرية ، علي وقع تفجر الارض تحت اقدام الجنود الصهاينة في منطفة اللبونة جنوب لبنان ، حتي انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت ، تبنته مجموعة تكفيرية وبسرعة قياسية!!.
هذه الجريمة الصهيوتكفيرية التي اسفرت عن استشهاد 21 شخصا وجرح المئات وأوقعت دماراً كبيرًا وخرابًا في الممتلكات ، جاءت في ذكري الهزيمة المذلة لاسرائيل علي يد ابطال حزب الله في الرابع عشر من اب اغسطس عام 2006.
هذا الانفجار جاء ايضا بعد انفجار مماثل نفذه هذا الثنائي مع بداية ذكري حرب تموز ، الذي قُهر فيه الجيش الذي لايقهر بأرادة وعزم ابناء نصرالله ، وتحديدا في 9 تموز يوليو ، عندما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة بئر العبد، بالضاحية ذاتها ، أوقع 53 جريحاً وخلّف أضراراً مادية هائلة.
ليس صدفة ان يختار الثنائي الصهيوتكفيري تموز موعدا والضاحية مكانا ، لتنفيذ هذه الجرائم ، فتموز يعني في قاموس هذا الثنائي ، الهزيمة والعار ، اما الضاحية فتعني خزان المقاومة الذي اذل هذا الثنائي في اكثر من واقعة ، اما تموز والضاحية معا ، فتعنيان سقوط مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي كان يهدف الي شرذمة الشعوب العربية والاسلامية وتدمير كل مقاومات بلدانهم وجعل ديارهم مسرحا للصراعات والفتن والفوضي والحروب الطائفية الطاحنة ، لتبقي اسرائيل امنة مستقرة.
هذه الضاحية وفي شهر تموز من عام 2006 كانت هدفا لقوة النار الاسرائيلية المتهسترة بفعل ضربات رجال المقاومة الابطال ، فقد قُصف كل مبني فيها لعشرات المرات علي مدي 33 يوما هو هي عمر حرب تموز ، انتقاما لسقوط جنود النخبة الاسرائيليين تحت اقدام رجال نصرالله وشل الة الحرب الاسرائيلية في جنوب لبنان.
امريكا كانت اسرع من اذنابها ، الصهاينة والتكفيريين ، استشعارا بخطر الضاحية واهلها علي اطماعها في المنطقة ، فكانت اول من لجأ الي ضرب الضاحية بذات الاسلوب القذر وفي ذات المكان الرمز ، عندما ارتكبت مجزرة بئر العبد عبر تفجير سيارة مفخخة وسط المواطنين العزل عام 1984، بهدف اغتيال العلامة السيد محمد حسين فضل الله ، الذي كانت الاستخبارات الامريكية و الغربية والاسرائيلية تعتبره الرجل الذي يقف وراء حالة الرفض للوجود الغربي الظالم في لبنان.
لهذا ليس غريبا ان تكون الضاحية ، حاضنة المقاومة التي افشلت مشاريع امريكا في المنطقة واذلت اسرائيل ومرغت انفها بالتراب والي الابد ، هدفا لكل هذا الحقد لاسيما بعد حرب تموز التي فرضت واقعا جديدا ومعادلة جديدة علي مشهد الصراع العربي الاسرائيلي برمته ، فأذا بأسرائيل كما قال سيد المقاومة ، اوهن من بيت العنكبوت.
بعد النصر الالهي المؤزر لحزب الله في حرب تموز ، والهزيمة المذلة التي منيت بها اسرائيل في هذه الحرب ، تفتقت عقلية رجال صنع القرار في الغرب عن فكرة جهنمية ، مفادها ان المارد المتمثل بحزب الله لايمكن وقفه الا عبر استخدام سلاح الطائفية القذر ، لتلويت سلاح حزب الله والاساءة الي صورته المشرقة في العالم العربي والاسلامي والعالم اجمع.
هذه الفكرة النظرية انيطت مسؤولية تنفيذها لاستخبارات بلدان عربية رجعية متخصصة في تصنيع هذا الضد النوعي المهلك ، علي خلفية تجاربها في باكستان وافغانستان والعراق ومناطق اخري ، فظهرت مجاميع غريبة وعجيبة من التكفيريين في لبنان تحت يافطات طويلة عريضة ، تتوعد حزب الله "الشيعي" الذي يناصب العداء لاهل السنة !! ، وزاد من اقناع السذج من الناس بوجود هذا الصراع الشيعي السني الوهمي ، وجود تيارات وشخصيات سياسية لبنانية تتبني هذا الموقف بالكامل من حزب الله ، بالاضافة الي وجود الاعلام الرخيص المنتشر كالسرطان والنافخ ليل نهار بابواق الفتنة الطائفية .
اعداء حزب الله في داخل لبنان ، رغم علمهم الاكيد ان لا منتصر سيخرج من حرب طائفية اذا وقعت في لبنان لا سامح الله ، ولكن يبدو ان لا خيار امامهم الا التطبيق للجانب المتعلق بهم من سيناريو الفتنة التي يراد بها حرق لبنان انتقاما لاسرائيل .
وبعد حرب تموز بدات الفتن تطل برأسها في لبنان بشكل اكثر جرأة كما ظهر ذلك جليا في طرابلس وصيدا وباقي مناطق لبنان ، حتي قبل الازمة السورية بسنوات ، فجاءت هذه الازمة لتساهم في حرق المراحل وتسرع بتنفيذ سيناريو الفتنة المعد للبنان.
حزب الله وبعد ان تكشفت امامه خيوط المؤامرة بتفاصيلها ، اضطر ان يتدخل وبشكل محدود جدا في الازمة السورية ، بالقدر الذي يمكن ان يبعد عنه خطر المحاصرة في عقر داره ، كما حدث في معركة القصير.
رغم ان حزب الله كان اخر مجموعة لبنانية تتدخل علي خط الازمة السورية ، لمعرفته ان كل ما جري ويجري هو عبارة عن فخ للايقاع به في اتون الفتنة الطائفية ، فكان لابد ان يبعد الخطر عن حدود لبنان.
الكثير من المراقبين السياسيين حذروا منذ فترة من انه في احال تمكن حزب الله من افشال مخطط محاصرة المقاومة من الخارج عبر سوريا ، فان سلاح الثنائي الصهيوتكفيري المتمثل بالسيارات المفخخة قد يصل الي حاضنة المقاومة والمقاومين ، بهدف تفجير الوضع اللبناني من الداخل.
ان التفجيرات التي تضرب الضاحية يجب ان تكون رسالة للعقلاء في لبنان ، ليستدركوا ما تبقي من اللحمة الوطنية قبل ان تتفكك عراها تحت ضغط سيناريوهات يجري تنفيذها لتفتيت لبنان ، وان يقنعوا اولئك الذين مازالوا يعتقدون ان بالامكان القضاء علي حزب الله او تقليم اظافره كخصم سياسي للحصول منه علي تنازلات ، عبر استدراج التكفيريين الي داخل لبنان واحتضانهم والنفخ في بوق الفتنة ، بأن هذا السلوك غير المسؤول سيدفع لبنان الي الجحيم ، فالتجربة اثبتت بما لايقبل الشك ان اقدام التكفيريين لم تطأ ارضا الا حل بها الخراب والدمار ، ويكفي نظرة سريعة لما يحدث في العراق وسوريا والصومال وباكستان وافغانستان وباقي ديار المسلمين ، حتي تتأكد لنا هذه الحقيقة المرة .
علي هؤلاء العقلاء ايضا ان يقنعوا من يحتضن التكفيريين ، تنفيذا لذلك السيناريو الجهنمي المعد للبنان ، ان حزب الله الذي الحق اكثر من هزيمة باقوي جيوش المنطقة والمسلح باحدث الاسلحة والمدعوم من قبل اكبر القوي في العالم ، لا يمكن ان يغير قناعاته وتوجهاته وقبل كل شيء بوصلته ، عبر اشعال نار الفتن الطائفية ، فهذه النيران تحرق مشعليها قبل كل شيء ، هذا ما اكدته وتؤكده تجارب الشعوب التي احتضن سفهاؤها شذاذ الافاق من التكفيريين.
بقلم: ماجد حاتمي
۷۰ قتيلا على الاقل في «يوم غضب» دام في مصر
قتل ۷۰ شخصا على الاقل في "يوم غضب" دام في مصر الجمعة شهد اشتباكات جديدة تحولت الى ما يشبه حرب الشوارع في مناطق متفرقة بين قوات الامن ومتظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي.
ووضعت الحكومة المصرية هذه الاحداث في اطار مواجهة ما وصفته ب"مخطط ارهابي" تقوده جماعة الاخوان المسلمين، بعد يوم من اعطاء وزارة الداخلية قواتها الضوء الاخضر لاستخدام الرصاص الحي.
وبدات احداث اليوم الدامية عقب صلاة الجمعة حيث خرج المئات في تظاهرات مناهضة للسلطات الجديدة في مدن متفرقة تلبية لدعوة وجهتها جماعة الاخوان لاحياء "يوم غضب" ردا على فض اعتصامين رئيسيين لها في القاهرة الاربعاء، في عملية قتل فيها وفي اعمال عنف مرتبطة بها ٥۷۸ شخصا.
وفي القاهرة، التي عاشت منذ الصباح اجواء متوترة ترافقت مع اجراءات امنية احترازية بينها نشر اعداد اضافية من قوات الامن، وقعت اشتباكات في محيط ميدان رمسيس وسط العاصمة تخللها اطلاق نار من اسلحة رشاشة، كما اظهرت لقطات تلفزيونية.
وبحسب شهود عيان، عمد بعض المتظاهرين الى القاء انفسهم عن جسر قريب خوفا من قوات الامن التي كانت تتقدم باتجاههم.
ووضعت ۳۹ جثة على الاقل في مسجدي الفتح والتوحيد في منطقة ميدان رمسيس عقب الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول، بحسب ما افاد مصور لفرانس برس وشهود عيان مستقلون.
وقال امير مقار لفرانس برس عبر الهاتف من رمسيس انه شاهد "عددا من مناصري مرسي مصابين باصابات مختلفة ويتلقون العلاج في مستفى ميداني في مسجد".
وتصاعدت اعمدة الدخان الاسود في سماء ميدان رمسيس، الذي تقع فيه محطة القطار الرئيسية بالبلاد، بعدما اشعل انصار مرسي النيران في اطارات السيارات، وذلك بحسب الشاهد ذاته.
وقال الصيدلي احمد ابراهيم عبر الهاتف وهو يشارك في مسيرة رمسيس "انا هنا ضد عودة حكم العسكر وليس تاييدا لمرسي".
واضاف "نهتف «الشعب يريد اعدام السفاح»"، في اشارة منه للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري الذي قاد عملية عزل مرسي مطلع تموز/ يوليو الماضي.
وفي انحاء اخرى من البلاد، افادت مصادر طبية رسمية عن مقتل ۲۷ شخصا.
ففي مدينة الاسماعيلية الواقعة على قناة السويس، قتل اربعة اشخاص واصيب ۱۱ اخرون بعدما اطلق الجيش الرصاص لتفريق تظاهرة مؤيدة لمرسي امام مسجد الصالحين في المدينة الساحلية، بحسب ما افاد مصدر امني.
وفي شرق مصر، قالت مصادر طبية ان "شخصا قتل في اشتباكات بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة اثناء محاولة اقتحام مركز شرطة العرب ببورسعيد" على قناة السويس.
واوضحت مصادر امنية ان "شخصا على الاقل قتل واصيب ۷ اخرون في اشتباكات بين انصار مرسي وقوات الامن بالعريش أثناء محاولتهم اقتحام عدة مقرات امنية بالمدينة المضطربة".
كما خرجت مسيرات مماثلة في مدينتي الغردقة على البحر الاحمر وطنطا في محافظة الغربية في الدلتا حيث وقعت اشتباكات سقط فيها ضحايا.
وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز امني في القاهرة الجديدة صباح الجمعة، بحسب ما اعلن التلفزيون الرسمي.
وقبيل اندلاع التظاهرات الغت اعداد كبيرة من الكنائس المصرية الخدمات والاجتماعات اليومية تحسبا لاي احداث عنف قد تطاولها، وذلك بعد يومين متواصلين من الاعتداءات التي طاللت عددا كبيرا من الكنائس عبر البلاد وخصوصا في الصعيد (جنوب مصر).
وكانت اعمال العنف التي انتشرت في جميع انحاء البلاد الاربعاء، في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارئ لمدة شهر وفرض حظر للتجول في ۱٤ محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من الساعة ۱۹:۰۰ الى الساعة ٦:۰۰ بالتوقيت المحلي.
وقالت الحكومة في بيان الجمعة انها "والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعا يدا واحدة في مواجهة المخطط الارهابي الغاشم من تنظيم الاخوان على مصر" (حسب بيان الحكومة).
وطالب البيان المصريين بالتمسك "بوحدتهم الوطنية والانصراف عن أي دعوة للإنقسام في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد".
وفي ردود الفعل، اعلن الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الجمعة دعم بلاده للسلطات المصرية في مواجهتها "ضد الارهاب"، مؤكدا ان ذلك "حقها الشرعي"، ومحذرا من ان "التدخل" في شؤون مصر الداخلية "يوقد نار الفتنة".
بدوره، اعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان بلاده تقف الى جانب مصر في سعيها لفرض القانون، مؤكدا ان اهمية مصر تتطلب من الجميع "الوقوف ضد كل من يحاول العبث بأمنها وامانها".
ودفعت اعمال العنف المتواصلة وطريقة تعامل السلطات مع التظاهرات المناهضة لها نحو توتر اضافي في العلاقة بين انقرة والقاهرة، اذ قررت مصر الغاء تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع تركيا احتجاجا على "التدخل في الشان المصري"، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية.
وجاء ذلك بعدما اعلنت كل من القاهرة وانقرة الخميس استدعاء سفيرها للتشاور.
نصرالله:تكفيريون وراء انفجار بيروت ومستعد لقتالهم بسوريا
رجح الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله الجمعة وقوف "جماعات تكفيرية" خلف التفجير الارهابي في الضاحية الجنوبية لبيروت الذي اسفر عن مقتل 22 شخصا واصابة 330 اخرين بينهم نساء واطفال.
وقال السيد نصر الله خلال كلمته في ذكرى انتصار تموز في عيتا الشعب بجنوب لبنان، "بحسب المعطيات والمؤشرات فانه من المرجح ان تكون الجماعات التكفيرية هي من تقف وراء تفجير الضاحية ولا شك عندنا باختراق المخابرات الاميركية والاسرائيلية وبعض المخابرات الاقليمية"، لافتا الى ان فرضية التفجير الانتحاري لا زالت قيد البحث ولايمكن نفيها.
واعلن الامين العام لحزب الله استعداده للذهاب شخصيا للقتال في سوريا لمواجهة الارهابيين التكفيريين، وقال "اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين ان اذهب انا الى سوريا، سأذهب انا وكل حزب الله الى سوريا".
وتوجه الى هذه الجماعات بالقول "اذا كنتم تظنون انكم بقتلكم لنسائنا واطفالنا وابريائنا وتدميركم لاحيائنا وقرانا ومدننا، ممكن ان نتراجع عن رؤية او بصيرة او موقف اتخذناه، انتم مشتبهون"، مضيفا " ان احد ردودنا على اي تفجير من هذا النوع اذا كان لدينا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون مئتين، اذا كان عندنا الف مقاتل في سوريا سيصبحوا ألفين، واذا كان عندنا خمسة آلاف مقاتل في سوريا سيصبحون عشرة آلاف".
واعتبر ان تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت "اعتداء ارهابي خطير"، مستنكرا صمت الدول التي تكشف الايام أنها داعمة للارهاب وقال "نتوجه بالشكر لكل من تضامن ودان هذه الحادثة الاليمة ويجب ان ندين ايضا صمت الدول الساكتة والتي قد تكشف الايام انها داعمة للارهاب والقتل والجريمة التي تجري في المنطقة، داعيا الى ترسيم خارطة طريق للتعاون لإفشال مخطط الفتنة الخطير.
واكد السيد نصر الله ان ما جرى بالامس في الضاحية الجنوبية هو "جريمة ومن قام به هدفه الحاق خسائر في ارواح الناس والابرياء"، معتبرا ان "مجزرة الرويس تاتي في سياق المعركة المفتوحة منذ عشرات السنين"، قائلا"ما دام هناك فريق يقاوم ويرفض الاستسلام للارادة الصهيونية والاميركية فمن الطبيعي ان يتحمل هذا الفريق وبيئته الحاضنة الاكلاف".
وتابع السيد نصر الله ان "اتهام حزب الله بوضع متفجرة الرويس او بئر العبد هو افتراء وظلم ولن تجدوا احد يحب هؤلاء الناس اكثر من حزب الله وقيادة حزب الله" ، موضحا "وضعنا فرضيات حول من يقف وراء تفجير بئر العبد الاول ومنها اسرائيل والجماعات التكفيرية او طرف ثالث دخل على الخط".
وقال السيد نصر الله " التكفيريون يقتلون السنة كما يقتلون الشيعة ويقتلون المسلمين كما يقتلون المسيحيين"، مضيفا "مخطئ من يظن ان الجماعات التكفيرية اذا كانت وضعت السيارة المفخخة في الضاحية فلن تضعها بمكان آخر" ، مشددا على ان افراد هذه الجماعات "ليسوا سنة، ولا دين لهم ولا مذهب لهم ولا وطن لهم".
واعتبر السيد نصر الله ان "من اخذ قرارا بتدمير المنطقة اتخذ قرارا اليوم بتدمير لبنان" و"هذه الجماعات (التكفيرية) تريد ان تأخذ لبنان الى الدمار والحرب الاهلية"، مؤكدا على ضرورة العمل على كشف هذه الجماعات والقضاء عليها.
وتوعد السيد نصر الله القَتَلة (الجماعات التكفيرية) وقال "أيدينا ستصل اليكم" ، اذا كنتم تدعون انكم تعاقبون حزب الله على تدخله في سوريا اقول انكم انتم الجماعات التكفيرية الاشد فتكا بالشعب السوري".
واضاف " نحن نقاتل بقيمنا ولم نقتل اسيرا ولم نقتل المدنيين ومن اجل تجنب المدنيين سقط لنا المزيد من الشهداء في بعض المعارك".
وتوجه امين عام حزب الله بالدعاء بطلب الرحمة لضحايا التفجير الارهابي الكبير في الضاحية وطلب الشفاء لكل الجرحى والتعزية لعوائل الضحايا ، قائلا " نقدر عاليا صبر اهل الضاحية ونشكر كل من أدان واستنكروتضامن مع اهلنا في الضاحية الجنوبية".
انتصار تموز 2006 أنهى مشروع اسرائيل الكبرى
وقال السيد نصر الله ان النتيجة الاولى من الانتصار الاول في 25 ايار 2000 اثبت ان المقاومة الشعبية قادرة على تحقيق التحرير، مؤكدا ان الانتصار التاريخي في تموز 2006 أنهى مشروع اسرائيل الكبرى التي كانت تريد ان تجعل نفسها دولة مهيمنة تفرض قرارها على كل المنطقة وعلى ايران وان تكون قوة مخيفة ومرعبة.
واضاف السيد نصر الله ان "بلدة عيتا الشعب رمز لكل البلدات التي قاتلت 33 يوما وقاومت ولم تنهزم وهي عنوان للمقاومة والنصر"، مؤكدا الالتزام بطريق المقاومة لتحرير ما تبقى من ارضنا المحتلة والدفاع عن شعبنا وارضنا وقرارانا الوطني، معتبرا ان اغلى ما يمتلكه لبنان اليوم هو "المعادلة الذهبية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة"
وقال السيد نصر الله " لم يعد مسموح لاي جندي اسرائيلي تحت اي عنوان ان يخطو خطوة واحدة ليدنس ارضنا اللبنانية واي قدم اسرائيلية تدوس ارضنا ستقطع مع الرقاب"، مؤكدا انه بعد 7 سنوات على انتصار تموز المقاومة صارت اقوى واكثر عديدا واصلب من اي وقت مضى.
واشار امين عام حزب الله الى ان العلاقة بين الناس ورجال المقاومة هي علاقة انسانية عاطفية ولم تتصرف على انها مستوردة من الخارج كبعض مقاتلي هذه الايام.
الأمن المصري يبدأ فض اعتصامي الإخوان في النهضة ورابعة العدوية
القوى الأمنية المصرية تبدأ فض اعتصامي أنصار الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والداخلية تؤكد مقتل مجند وإصابة آخرين في مقابل تأكيد جماعة الإخوان سقوط قتلى وجرحى في صفوف أنصارها.
بدأت القوى الأمنية المصرية صباح الأربعاء فض اعتصامي الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين في وقت بدأت الجرافات بالعمل على إزالة الخيم.
وأعلنت وزارة الداخلية أن مجنداً قتل وأصيب أربعة ضباط خلال فض الاعتصامين، فيما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 15 قتيلاً سقطوا خلال عملية فض الاعتصامين.
وأفاد المراسلون بأن المعتصمين ألقوا الحجارة باتجاه القوى الأمنية وقاموا بإشعال الإطارات المطاطية من أجل التخفيف من آثار الغاز المسيل للدموع.
وفي وقت أكدت مصادر أمنية عدم استخدام الرصاص الحي أثناء فض اعتصامات الإخوان تحدث القيادي في الجماعة كامل منظور عن "سقوط قتلى وجرحى في صفوف المعتصمين" قائلاً "نحن ملتزمون بالسلمية التزاماً كاملاً وسلاح الجيش عنصر ضعف".
وبالتزامن مع فض الاعتصامين اعتقلت القوى الأمنية عدداً من أنصار الإخوان فيما دعا قياديون في الجماعة المعتصمين إلى البقاء في ميداني النهضة ورابعة العدوية ومواجهة القوى الأمنية.
وأظهرت المشاهد دخاناً أسوداً كثيفاً يتصاعد من مكاني الاعتصامين في وقت حلقت المروحيات في سماء القاهرة بالتزامن مع فض الإعتصامين.
الرئيس روحاني وآفاق عودة الروحانية السياسية
تم استعارة مصطلح ( الروحانية السياسية ) من المفكر الفرنسي الراحل ميشال فوكو والذي خص به الثورة الاسلامية في ايران التي وجد فيها انموذجا لخلاص العالم عبر انفردها في تقديم وتزريق مفهوم الروحانية السياسية في الكيانات السياسية العالمية البعيدة كل البعد عن مفاهيم الاخلاق والقيم الانسانية والروحية .
واليوم مع تسنم الرئيس حسن روحاني مهامه الرئاسية ، والخطوات الانفتاحية الهادئة التي يتبناها يذكرنا ويعيد الى اذهاننا ماذهب اليه من قبل ميشال فوكو ، حيث ان الرئيس روحاني ومنهجه السياسي كما هو معروف على صعيد العالم بنزوعه الى الواقعية السياسية وتبنيه سياسات شفافة وعملانية ، انما يؤكد روحانيته اسما ومسمى ، شكلا ومحتوى ، الامر الذي يستبشر به الكثير من الاوساط بمرحلة تتميز بشيء من الانفتاح والتعاطي مع المشاريع السياسية المطروحة بأفق واسع وذهنية واقعية وواعية ، تعرف كيف توازن بين التطلعات الثورية للشعب الايراني ورغبته في العيش في ظل حياة كريمة ، وكذلك التجاوب مع الطروحات التي تكرس رغبة الجميع ومصالح الجميع دون الانحياز لطرف على حساب الطرف الاخر .
ماذا كان يقصد فوكو بالروحانية السياسية ؟
لعل الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو ( 1926 – 1984 ) كان في طليعة المفكرين الحداثويين الذين اهتموا بظاهرة الثورة الاسلامية وخاصة في بعدها الثقافي منذ الايام الاولى لاندلاعها ، وجاء فوكو مرتين الى ايران ابان الغليان الجماهيري لسبر غور هذه الظاهرة الجديدة ، حيث وجد في الثورة الايرانية تكريسا للبعد الرابع من ابعاد الارادة السياسية ، الا وهي الروحانية السياسية التي حققت اكبر انتصار للاسلام في هذا العصر ، واكبر انتصار لخطاب الحرية بدلا من خطاب السلطة والتحكم برقاب الناس .
في مقال نشره زهير الخويلدي بعنوان ( موقف ميشيل فوكو من صعود الروحانية السياسية في ايران ) يطرح فيه عدة تساؤلات بخصوص ماكان يعنيه فوكو بالروحانية السياسية ، حيث يقول ان ( الكلمة السحرية التي وقف أمامها فوكو مندهشا ولم يقاوم فتنتها ورونقها هي politique spirituelle والتي تترجم بالروحانية السياسية، انه لم يفهم هذه الطاقة الهائلة التي لعبها العامل الديني في مقاومة الاستبداد والتخلف والاستعمار غير المباشر والتبعية للغرب وكل ذلك كان تحت شعار الروحانية السياسية، فهل كان مجرد استبدال كلمة الواقعية أو المادية بكلمة روحانية كافيا لتنفجر ثورة شعبية عارمة مثلت منعطفا كبيرا لتاريخ المنطقة والعالم؟( ويضيف بانه (ربما السبب الأكثر وجاهة الذي جعل ذهن المفكر الفرنسي مشدودا إلى التحول الكبير في المجتمع الإيراني ويرصد الولادة العسيرة لحقبة تاريخية مغايرة لهذه الرقعة الحضارية الضاربة في القدم هو التلاحم الذي فهمه بين الفكر والناس وبين العقيدة والسلوك وقدرة الأفراد الرهيبة من خلال الأفكار الثورية على تغيير مجرى التاريخ والتأثير في الأشخاص والعقول وتحريرهم من الأوهام والخوف والدفع بهم إلى المشاركة في صنع المستقبل وترغيبهم في التضحية في سبيل الشأن العام.) وضمن المقالات التي نشرت حول الروحانية السياسية الفوكوية ماجاء في صحيفة الوقت البحرينية بتاريخ 20 – 4 – 2007 حيث كتبت تقول : (اخترع فوكو ما أسماه بالروحانية السياسية أثناء قراءاته التحليلية للثورة الإسلامية في إيران، ولم يكن لأحدٍ أن يغفل المدى التثميني الذي طبع مقالات فوكو تلك، وهي المقالات التي أُهملت ترجمتها إلى الإنجليزية وقت نشرها، وذلك على غير المعتاد في استقبال أعمال مفكر كبير، وكان ذلك بمثابة عقاب صارم من جانب النخبة الغربية، وهو عقاب نزل عليه جرّاء موقفه الذي اُعتبر إيجابياً تجاه الثورة الإسلامية ) .
بين القوة المرنة والصلبة
التركيز على القوة المرنة اكثر من الصلبة في السعي الى تحقيق التقدم ، امر جوهري، ولعله يمثل احد جوانب الروحانية السياسية التي كان فوكو ينشدها رغم ان المصطلح لم يكن عند رحيله عام 1984 قيد التداول بعد ، واذا كانت بعض الاطراف الاقليمية تتبجح باعطائها الاولوية في سياساتها للقوة المرنة دون الصلبة فذلك لكونها غير مهددة في سيادتها وقدراتها ، اما بالنسبة للجمهورية الاسلامية التي لاتزال تكافح لترسيخ استقلاليتها وسيادتها الحقيقية لا الشكلية فانها تقدر اهمية التركيز على القوة المرنة ولكنها لايمكن ان تكون بديلة عن قوتها الصلبة ، وان ايران في معارضتها اميركا حول اسباب عدم تخليها عن تطوير قدراتها الدفاعية ، فاجابت بانها مستعدة لذلك شرط ان تتعهد اميركا بعدم السماح لنفسها او لغيرها بتهديد امنها واستقلالها ، فلم تحصل على جواب باعطائها ضمانات حتى الان .
الرئيس روحاني واعادة الروح للسياسات القائمة
لا تزا ل الكثير من القوى الجماهيرية والسياسية ، الداخلية والخارجية مشدوهة الى الملحمة الانتخابية التي جسدها الشعب الايراني وبسرعة فائقة وحاسمة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، حتى انها اجبرت العديد من القوى الاقليمية والدولية التي تقرأ كل مايحدث في ايران بنظارة سوداء الى مسايرة هذا التحول المفاجئ الذي حدث في المشهد السياسي الايراني والذي لم يكن يتوقعه الكثير ، حيث تنظر قطاعات واسعة من الشعب الايراني بعين الامل الى التجربة السياسية الجديدة ، وتتوقع خيرا من وراءها حتى ولو كان نسبيا ، كما ان المحيط الاقليمي والدولي هو الاخر يحاول عدم الاصطدام بصعود الروحانية السياسية الى الحكم ، ومحاولة غربلتها واكتشاف مدى جديتها في احداث التغييرات المرجوة والمطلوبة في السياسات الايرانية خصوصا على صعيد الملفات الشائكة من قبيل الملف النووي ، وبعض المجالات الستراتيجية والمهمة الاخرى التي تود القوى الغربية خاصة ان تجد بعض التحول على صعيدها ، وهي تدرك بالتاكيد ان مساحات التغيير والمرونة محدودة ومؤطرة ولايمكن الذهاب كثيرا معها ، وان الرئيس روحاني كان واضحا في مجمل التصريحات التي ادلى بها حتى الان بانه غير مستعد على التنازل عن حقوق ومصالح ايران باي شكل من الاشكال ، مع ترك الباب مفتوحا لتنازلات متبادلة ومقاربات مرنة وشفافة من قبل جميع الاطراف المعنية بالعلاقات مع ايران ، خاصة وان السياسة هي بالدرجة الاولى لغة مصالح ، يمكن تزريقها ببعض القيم الاخلاقية والروحية لاعطائها نوعا من الشفافية وتكريس الغايات الانسانية وليس الاستعمارية والاستغلالية التي يسعى الغرب دائما الى تجسبدها في علاقاته مع الاخر خاصة اذا كان من الدول المنضوية في اطار العالم الاسلامي ، وبالاخص اذا كانت ايران الاسلامية .
* عبد الجبار كريم
حمص... عهد جديد لإنهاء المعارك وإعادة الإعمار
خريطة المعارك في مدينة حمص الساخنة تتركز في القصور والقرابيص. تقدّم الجيش على محور جورة الشيّاح بطيء، لكن بتثبيت الواثق، فيما يجري العمل على قدم وساق لإنجاز مخططات البنى التحتية لإعادة تأهيل المناطق المدمّرة
حمص | ستائر تصفر للريح في حيّ النازحين. التأمل ملياً في النوافذ المفتوحة للأرواح التي ما زالت تحلّق حول أماكن حياتها القديمة، قبل أن يباغت الموت والخراب كل شيء في الحي. الفجوات تتخلل كل الجدران، بل والذكريات المرابطة في المكان. مقابل مدخل حمص القديمة تجد الشوارع مكشوفة للمجهول. من هُناك يبدأ القنص وإطلاق الصواريخ والقذائف على المناطق المتاخمة. غريب تعايش الناس مع الحرب القائمة منذ أكثر من سنة. الحرب في ريف دمشق وبقية المدن ليست بفجاجة الحرب هُنا. تداخل الأحياء بعضها ببعض مربك للزوار. وستكتشف لاحقاً أنك تسأل من معك عن اسم نفس الحي كل مرة، فالدمار متشابه ومثير للضياع. الوصول إلى بداية حي الخالدية يلزم المرور بعدة أحياء مأهولة، وقد يسأل أحد المواطنين بأسلوب أمني مزعج عن سبب وجودك في حيّه قريباً من نقاط المعارك.
أحد الضباط المسؤولين عن العمليات العسكرية يتحدث بثقة عن خط تقدم الجيش السوري، فيقول: «يمكن الإعلاميين اليوم الوصول إلى المطاحن لمتابعة مسيرة تقدم قواتنا يوماً بعد يوم». ويضيف أنّ التقدم على خط جورة الشياح مستمر أيضاً. وعلى نحو مفاجئ، يبدو الضابط متفائلاً بقرب انتهاء العمليات العسكرية في حمص. ولدى سؤاله عن القنص في محيط جامع خالد بن الوليد، يؤكد أنّ إحدى زوايا الجامع الأمامية لا تزال مكشوفة، «لكن تراجع القنص أخيراً تحت ضربات الجيش الموجعة التي يكيلها يومياً لمسلحي القرابيص والقصور». أحد عناصر «جيش الدفاع الوطني» يروي حكايات مقاتلي الجيش والقوات الرديفة له في الخالدية مع قناصي القرابيص، الذين يوجهون نيرانهم نحو ساحة الشوادر. ويؤكد الشاب أنّ الحرفية العالية لدى القناص في إصابة أهدافه بدقة، تجعله يؤكد أنه ليس سورياً. من جورة الشياح يبدو مشهد المعارك مثيراً للتفاؤل أيضاً، بالنسبة إلى ضباط الجيش السوري، حيث يثبّت الجيش تقدّمه بصمت وصبر شديدين، بالإضافة إلى الثبات والدقّة في إصابة الإحداثيات بالتزامن مع تقدّم برّي طفيف. وقريباً جداً من الحي تتواصل ضربات الجيش للمسلحين المتمترسين داخل أحياء حمص القديمة؛ إذ ما زالت الاشتباكات قائمة في باب هود والحميدية. من نافذة أحد الأبراج العالية في جورة الشياح يمكن رسم خريطة تقريبية لمناطق تركز المعارك، ويمكن أيضاً أن تفصّل معالم حيّي الحميدية والورشة: أم الزنار والسيدة العذراء والأربعين ومارليان، هي أسماء لكنائس بعضها يمثّل قيمة دينية وأثرية خاصة، تظهر سطوحها من جورة الشياح باتجاه الحميدية حيث تقع ضمن سيطرة المسلحين.
مصادر خاصة تحدثت عن نيات تسريع العمليات العسكرية في حمص بهدف الاستعداد لمعركة حلب بقوة. ومن نافذة المبنى العالي في جورة الشياح، سيبدو إلى الخلف في نقطة ما بعد الحميدية، حيّ الزهراء «الموالي». قناص الحيّ لا يزال يمارس احترافه أيضاً، محاولاً إثبات وجوده على خريطة الحرب السورية، راسماً المزيد من الموت اليومي. يختفي أياماً، ما يولّد لدى الناس ارتياحاً موقتاً، ويعود فجأة بشراسة أكبر وإصابات أكثر دقة. قدرة القناص وقحة في إصابة المدنيين، حتى داخل بيوتهم؛ إذ يروي أحد السائقين كيف أصاب القنّاص أحد السكان في عنقه، منذ ساعات، بينما كان يقف على شرفة منزله فأرداه قتيلاً. لم ينسَ القاتل النساء أثناء تأديته دوره المطلوب في تسميم حياة السكان بالخوف؛ إذ أصاب في اليوم ذاته امرأتين إحداهما أصيبت بالشلل جرّاء رصاصة في العمود الفقري. تحاشي القناص خلال المسير أصبح سمة حياة الحمصيين.
لإعادة الإعمار «لا أحلام ولا إعلام»
خبر يصل إلى مبنى محافظة حمص يتحدث عن اكتشاف مقبرة جماعية لعناصر من الجيش السوري في القصير. يتزامن الخبر مع الاستعدادات التي يقوم بها فريق محافظ حمص طلال البرازي لزيارة القصير بهدف إعادة توفير الخدمات لها، وتقديم تعويض مالي لـ84 عائلة منها من أصل 700 عائلة ضمن مخطط الدعم بعدما توقف طويلاً لأسباب تتعلق بالبيروقراطية الإدارية. من مقر المحافظ الجديد الذي عُرف عنه احترامه الشديد للوقت، يمكن استقراء شكل حمص الجديدة كما تراها القيادة السورية. لم تعد للمبنى الحكومي سمة الشعبية التي سادت في عصر المحافظ السابق أحمد منير محمد الذي حاول استقطاب الجميع، واستطاع لفت أنظار الإعلام إلى ملف المصالحة بعدما نجح في تطبيقها وتجلّت في نموذج مدينة تلكلخ. وبملاحظة بسيطة لتاريخ محافظ حمص الجديد يبدو الرجل المناسب لمرحلة منتظرة من إعادة إعمار المدينة المنكوبة التي نالت القسط الأوفر من الدمار بين مدن البلاد المشتعلة. إعادة الإعمار، في ما يبدو، الهاجس الأول لرجل الأعمال البرازي، في ضوء اهتمامه الشديد باستقبال خبرات هندسية وفنية من المغتربين السوريين، وخاصة من دولتي الإمارات وكندا، دون إغفال استثمار الخبرات المحلية. وبالنظر إلى هول الدمار في مدينة حمص، ليس خافياً على أحد خروج مناطق مترامية عن خطط الترميم؛ إذ تجري دراسة إعادة تنظيمها وتخطيطها بالكامل كمدينة حديثة تُنجز فيها، مبدئياً، البنية التحتية للطرق والكهرباء والصرف الصحي تحضيراً للبدء بإنجاز مخططات العمرانية، والنموذج هو مدينة القصير. في جعبة البرازي ملف البدء في إنشاء مدينة صناعية صديقة للبيئة ضمن أراضي تلكلخ. ونُقل عن الرجل الذي يتحرك بعيداً عن الإعلام، بعكس سلفه، قوله في اجتماعاته الأولى: «ما جايين نشتغل لا إعلام.. ولا أحلام»، في إشارة إلى ملفّات عمل عليها سابقوه. ملفّ المحافظ الجديد يركز على الإغاثة وتوفير الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى إعادة الإعمار، باعتبارها أولوية لا بد منها لتخفيف معاناة المواطنين. ويشار إلى اجتماعات البرازي المتكررة مع ممثلين لمؤسسات دولية بهدف التفاوض لتأمين خروج مدنيين من مناطق يواصل الجيش تقدمه نحوها في مدينة حمص. أسبوعان فقط منذ تسلمه منصبه الجديد، كانا كافيين للبرازي للعمل على تفعيل دور مجلس المحافظة ومجلس مدينة حمص وأعضاء المكتب التنفيذي الذين لم يظهروا سابقاً على خريطة العمل ضمن المدينة.
وزراء روحاني أمام اختبار الثقة في البرلمان
يحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الى مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) للحصول علی ثقة النواب للوزراء المقترحین في حكومته. وسیدرج نواب المجلس، ابتداءً من الیوم ولمدة 3 أیام، علی جدول أعمالهم، دراسة أهلیة الوزراء الـ18 المقترحین لتشكیل الحكومة الحادیة عشرة، في جلستین صباحیة وأخری مسائیة.
وكان رئیس الجمهوریة الجديد قد قدم في مراسم أدائه الیمین الدستوریة في 4 آب تشكیلة حكومته المقترحة الی البرلمان.
وتضم التشكیلة كلاً من بیجن زنغنة وزیراً للنفط، وعبدالرضا رحماني فضلي وزیراً للداخلیة، وعلي طیب نیا وزیراً للاقتصاد والمال، ومحمود علوي وزیراً للأمن، وحمید جیت جیان وزیراً للطاقة، وحسین دهقان وزیراً للدفاع، ومحمد رضا نعمت زاده وزیراً للصناعة والتجارة، ومحمود حجتي وزیراً للزراعة، وعلي ربیعي وزیراً للعمل والرفاه الاجتماعي، وعباس آخوندي وزیراً للطرق وبناء المدن، ومحمد علي نجفي وزیراً للتربیة والتعلیم، وحسن قاضي زادة هاشمي وزیراً للصحة، ومسعود سلطاني وزیراً للشباب والریاضة، ومحمد جواد ظریف وزیراً للخارجیة، ومصطفی بور محمدي وزیراً للعدل، وعلي جنتي وزیراً للثقافة والارشاد الاسلامي، ومحمود واعظي وزیراً للاتصالات وتقنیة المعلومات، وجعفر میلي منفرد وزیراً للعلوم والابحاث والتقنیات.
وأعلن روحاني أنه سیدافع عن أهلیة كل الوزراء المقترحین لتشكیلة حكومته أمام مجلس الشوری. وهذا هو ثاني حضور للرئيس الإيراني الجديد الى مجلس البرلمان بعد مراسم أدائه اليمين الدستورية يوم الأحد الماضي.
في غضون ذلك، قال وزیر الخارجیة الایراني علی أكبر صالحي، حول احتمال إدماج منظمة الطاقة الذریة الایرانیة مع وزارة الطاقة، إن محور نشاطات منظمة الطاقة الذریة تجاري واقتصادي وتتمحور حول المحطات النوویة، معلناً قرب توقیع مذكرة تفاهم للتعاون مع روسیا لبناء محطات نوویة جدیدة بعد محطة بوشهر.
وأضاف أن طبیعة وجود مؤسسة الطاقة الذریة هو لإنتاج الكهرباء. وأضاف: «لو كانت مؤسسة الطاقة الذریة تقوم ببعض النشاطات مثل التخصیب لكان بهدف إنتاج الوقود للمحطات النوویة، ولو كانت هناك خدمات أخری فهي لإنتاج الأدویة المشعة والخدمات الطبیة».
الى ذلك، أكد وزير المناجم في زيمبابوي اوبرت مبوفو، أمس، أن بلاده لم توقّع أي عقد لبيع يورانيوم لإيران، نافياً بذلك معلومات نشرتها صحيفة «تايمز» البريطانية.
وفي تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، قال مبوفو «هذا ضرب من الخيال، لم تطلب مني الحكومة الإيرانية أو أي شخص في إيران الحصول على امتياز لاستثمار المناجم». وأضاف «لم يطلبوا امتيازاً لاستخراج اليورانيوم أو أي معادن أخرى».
وذكّر مبوفو بأن «البلاد لا تستخرج اليورانيوم»، قائلاً بسخرية: «إذا كان (نائب وزير المناجم الزيمبابوي المنتهية ولايته غيفت) شيمانيكيري تحدث إلى مراسل تايمز عن اتفاق لتصدير اليورانيوم الى إيران، فربما كان ذلك حلماً».
وتبحث شرطة زيمبابوي عن اثنين من مراسلي «تايمز» كتبا مقالاً يفيد بأن زيمبابوي قد تكون أبرمت سراً عقد بيع يورانيوم الى إيران، منتهكة بذلك العقوبات الدولية في هذا المجال، حسبما أفادت أمس صحيفة «صاندي ميل».
حَقّ ذِي الْمَعْرُوفِ عَلَيْكَ
27. وَ أَمّا حَقّ ذِي الْمَعْرُوفِ عَلَيْكَ فَأَنْ تَشْكُرَهُ وَ تَذْكُرَ مَعْرُوفَهُ وَ تَنْشُرَ لَهُ الْمَقَالَةَ الْحَسَنَةَ وَ تُخْلِصَ لَهُ الدّعَاءَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ شَكَرْتَهُ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً ثُمّ إِنْ أَمْكَنَ مُكَافَأَتُهُ بِالْفِعْلِ كَافَأْتَهُ وَ إِلّا كُنْتَ مُرْصِداً لَهُ مُوَطّناً نَفْسَكَ عَلَيْهَا