emamian

emamian

وقال إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف "آية الله السيد ياسين الموسوي" في مدرسة الإمام الخميني(رض) الكبرى إلى تزامن ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية في إيران مع ذكرى مولد الإمام المهدي(عج)، قائلًا: إن الفقه السياسي للشيعة في عصر الغيبة كان مسكوتًا عنه لفترة طويلة، لكن بعد تأسيس الدولة الصفوية حصل انفتاح في الحوزة العلمية لدراسة بعض القضايا في الفقه السياسي وموضوع ولاية الفقيه.

وأضاف أن المحقق الكركي كان أول عالم تحدث عن الفقه السياسي بشكل تفصيلي وكتب رسالة في ذلك.
 
وبيّن آية الله السيد ياسين الموسوي أن هناك نظاماً سياسياً في الإسلام، وللأئمة(عليهم السلام) دور أساسي في الفقه السياسي، لأن لهم ولاية تكوينية وولاية الحكم، وهذا الأمر حكر على الأئمة الطاهرين ومن عينه الأئمة.
 
وأكد أن الشيعة لديهم تصوران: تصور الاستضعاف، ويعني ذلك أن الأئمة لم يتصدوا للحكم لأنهم لم يتمكنوا من ذلك، والتصور الثاني هو أن الأئمة تصدوا للحكم وقيادة الأمة، لكن الظالمين حالوا بينهم وبين الحكم، ولذلك قاموا بقتل الأئمة(عليهم السلام).
 
وأكد على أنه عمل الكثير من الشيعة وفق التصور الأول وأصبحوا صامتين غير فاعلين، وكانت فترة مظلمة جدًا، لكن وفق التصور الثاني، عمل بعض العلماء، ومنهم الشيخ كاشف الغطاء الذي أسس جيشًا لمواجهة الوهابية والدفاع عن النجف الأشرف وانتصر عليهم.
 
وتابع قائلًا: إن شيخ الشريعة الأصفهاني فيما بعد شكل جيشًا في النجف لمواجهة الاحتلال البريطاني، وأعطى راية مرقد الإمام علي (ع) للسيد أبي الحسن الأصفهاني، وواجه جيش المسلمين الجيش البريطاني وهزمه، واضطر ذلك الجيش أن يتراجع إلى الكوت، وتم محاصرته في الكوت من قبل جيش المسلمين.
 
وأكد أن موضوع ولاية الفقيه كان موجودًا منذ عصر الغيبة الصغرى، ولذلك تشكلت في تلك الفترة أغلب الحكومات الشيعية، مثل دولة آل بويه ودولة الحمدانيين ودولة الفاطميين، وكذلك دولة الطبرية التي كان أحد حكامها هو جد السيد المرتضى.
 
وبيّن أن تلك الدول الشيعية لم تكن مكتملة المعالم لأن حاكمها لم يكن الإمام المعصوم (ع)، ولم يكن أحد نوابه الخاصين أو العامين، ولذا لم يصدر حديث عن الإمام عليه السلام بتأييدها أو رفضها، مؤكداً أن الشخص الوحيد الذي أسس دولة إسلامية مكتملة الأركان هو السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف).
 
وختم قائلًا: إن الدولة التي أسسها الإمام الخميني جمعت أمرين؛ الأول أنها كانت منسوبة مباشرة إلى الإمام المعصوم من خلال الاستدلال بتوقيع الإمام: "وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا"، والثاني هو أن الولي الفقيه الذي يحكم هذه الدولة يجب أن يحمل صفة العدالة، وهذه الدولة مهدت لظهور الحجة (عج)، حيث أصبح ذكر الإمام المهدي (عج) جاريًا في جميع الحوزات بعدما كان مغيبًا قبل ذلك.
وقال الأزهر الشریف في بيان أمس الأربعاء، إنه "لا حق لأحد في إجبار الشعب الفلسطيني وإرغامه على قبول مقترحات غير قابلة للتطبيق، وعلى العالم كله احترام حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
 
وطالب قادة العرب والمسلمين، بـ"رفض مخططات التهجير التي تستهدف طمس القضية الفلسطينية ومحوها للأبد بإجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم، والتخلي عن أرضهم التي عاشوا فيها لآلاف السنين".
 
وشدد الأزهر الشريف، على أن تخلي المجتمع الدولي عن نصرة المظلومين والمقهورين، سيدفع العالم كله إلى عدم الاستقرار، وسيتحول إلى غابة حقيقية يأكل فيها الأقوياء حقوق الضعفاء والمستضعفين.

كما دعا الأزهرُ الشريفُ المؤسساتِ الدينيةَ العالميةَ إلى رفع صوتها دفاعًا عن الفلسطينيين، محذرًا من أن إقصاء هذا الصوت مسؤولية جسيمة أمام الله والتاريخ. وأكد أن ما يجري في فلسطين سابقة خطرة تُعيد العالم إلى عصور الظلم والاستبداد.
 
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في 19 من الشهر الماضي، الذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
 
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
 
المصدر: قدس برس

يوم الخامس عشر من شعبان محطة عزيزة على قلوب المسلمين والمؤمنين، لا سيما أهل هذا الزمان، ففيه كانت اشراقة وجه الإمام المهدي(عج) على الدنيا وعالم الإمكان.. وهو الإمام الذي يرتبط اسمه بتحقيق مهمة إلهية تنتهي بإقامة العدل والقسط والسلام على عالم الانسان والكائنات، بعد حقبات من الاضطراب والخوف والقلق.. وهو الامام الذي أنيطت به مهمة الإنتقام والثأر لجميع الانبياء والاولياء والمؤمنين في طول الزمان وعرض المكان.. وهو الامام الذي سيتحقق على يديه الوعد الإلهي المتمثل بالمن على المستضعفين الذين يتوج الله تعالى حركة استضعافهم نصراً وعزاً لهم، بجعلهم أئمة وجعلهم الوارثين للأرض وما عليها..

ولأجل هذه الحقيقة اختار الامام الخميني(قدس) عيد مولد الإمام المهدي(عج) ليكون يوماً للمستضعفين الذين بذل (رض) جلّ حياته من أجل الدفاع عنهم وعن قضاياهم، ومن أجل استنهاضهم وتحريضهم وحثهم على القيام بغية استرداد حقوقهم من أيدي المستكبرين والناهبين لخيراتهم وثرواتهم.

وهو لأجل ذلك دعا الى وحدة المستضعفين على امتداد العالم، ومما قاله في هذا الصدد: "يا مستضعفي العالم، انهضوا واتحدوا واطردوا الظالمين، فإن الأرض لله وورثتها هم المستضعفون".

واعتبر ان هذه الوحدة مقدمة في سبيل انشاء جيش المستضعفين الذي يضم في صفوفه هذه الفئة من أتباع جميع الديانات ومن الناس كافة، حتى تصل النوبة الى المواجهة بين حزب المستضعفين وأعدائهم من المستكبرين والمستعمرين الذين يؤكد الإمام الخميني(قدس) أنهم سوف يُهزمون، إذا اتحد المستضعفون ونهضوا في مقابلهم.

وإن الدعوة التي أطلقها الامام الخميني (قدس) نحو وحدة المستضعفين وقيامهم هي المؤشر إلى العصر الذي أعلنه الامام، بأنه عصر المستضعفين وانتصاراتهم وتحقيقهم لوجودهم وإثباتهم لحقهم، حيث اعتبر الامام الخميني(قدس) أن الاستكبار آيل الى الزوال وأن حقيقته واهية، وأن المستضعفين مع قليل من الجهد والجهاد قادرون على رمي المستكبرين خارج معترك التاريخ وبعيداً عن سياقه، وبالتالي فإن العصر يتجه نحو تحقيق ارادة الله ووعده الذي وعده عباده الصالحين والبشر المستضعفين من أتباع الحق المنتشرين في أصقاع الأرض والمنتمين إلى رسالات الله المختلفة، والذين يعتقدون برسل الله وكتبه ورسالاته. وحول هذا الوعد يقول الامام الخميني(قدس): "ان النصر النهائي يكمن في انتصار جميع المستضعفين على جميع المستكبرين".
ذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر(عج).. يوم الدفاع عن المستضعفين
ويقول الإمام الخميني(قدس): "إن عيد الشعب المستضعف هو ذلك اليوم الذي يكون فيه المستكبرون قد دُفنوا في الأرض".

وهذه الحقيقة، أي حقيقة إنتصار المستضعفين، تثبت أن الله تعالى لا يرضى الإستكبار، وهو يحمّل المستكبرين مسؤولية الحؤول دون وصول الكثيرين من أهل الأرض إلى الحق، فهم بذلك كالشياطين من جند إبليس الذين يصدون عن سبيل الله، ما يعني أن مآلهم يجب ان يكون مماثلاً لمآل إبليس، فكما طرد الله إبليس من رحمته وساحة قدسه ومحل كرامته، كذلك سوف يطرد الله المستكبرين من المحل الذي تسلطوا فيه على الناس وأسسوا فيه زعاماتهم وأقاموا فيه أمجادهم بغير حق، وعلى حساب المستضعفين والمحرومين.

 هذا من جهة الوعد الإلهي، وكذلك من جهة الانسان، فإن فطرته التي جُبّل عليها تمقت الإستكبار والمستكبرين، وإن أظهر الناس رغماً عنهم احتراماً للمستكبرين، فإن حقيقة ما تكنه نفوسهم هو المقت والنفور من الإستعلاء والإستكبار.

وعندما تنجلي الحقيقة عن تمظهرات الأنفس البشرية الحقانية فإن ما ينفع الناس سوف يمكث في الأرض، وما يضرهم ويضيرهم سوف يُمحق من الوجود.

وبناءً على هذه المعادلة، أي ثبوت ما يتماهى مع حقانية الانسان وفطرته وزوال ما يخالفها ويتنافى معها، فإن الأمم الطاغية والمستكبرة سواء كانت تمثل الاحتلال او الطغيان او العدوان، سوف تتهاوى ويُدحر الاحتلال ويسقط الطغيان ويزول العدوان بشكل نهائي عندما تخرج مؤشرات الخامس عشر من شعبان الى الظهور والعيان، ويبدو جلياً البعد الذي يربط بين هذه المناسبة والمستضعفين، وهو البعد الذي يوصل بين إمام المستضعفين وهذه الفئة المقهورة التي سوف يحقق لها إمامها المولود في الخامس عشر من شعبان العزة والسؤدد بعد زمن طويل من القهر والحرمان. فالسلام على المولود في النصف من شعبان، يوم ولد ويوم غاب ويوم يخرج ويوم يُستشهد ويوم يُبعث حياً.

مسألة الغيبة والظهور من الموضوعات المحورية في الفكر الإسلامي، خصوصًا في السياق الشيعي. حيث نعتقد أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قد غاب عن الأنظار منذ القرن التاسع الميلادي، وأن ظهوره سيكون بمثابة نقطة تحول تاريخية تعيد العدل والسلام إلى العالم. في هذا الإطار، يبرز دور النساء كعنصر أساسي في المجتمع، حيث أنهن لم يكن مجرد متلقين للمعرفة والتعاليم الدينية، بل كن ناشطات ومؤثرات في تشكيل الفكر الديني والاجتماعي.


إن دور النساء في زمن الغيبة يتجاوز حدود المنزل والأسرة، ليشمل المشاركة الفعالة في المجالات الاجتماعية والسياسية والدينية. فقد أظهرت العديد من النساء في التاريخ الإسلامي، وخاصة في الفترات التي تلت غيبة الإمام، قدرات قيادية ومبادرات فردية وجماعية تهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية والدينية. من خلال التعليم، والكتابة، والدعوة، استطاعت النساء أن يكنّ رائدات في نشر الفكر الإسلامي وتعزيز الوعي المجتمعي. كما أن التحديات التي واجهتها النساء في زمن الغيبة كانت متعددة، بدءًا من الضغوط الاجتماعية والثقافية، وصولاً إلى التحديات السياسية. ومع ذلك، فإن هذه التحديات لم تمنع النساء من السعي نحو تحقيق أهدافهن، بل كانت دافعًا لابتكار طرق جديدة للتعبير عن آرائهن والمشاركة في الحياة العامة.


فمع حلول النصف من شعبان وذكرى ميلاد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، قررنا أن نكتب لكم عن دور النساء في زمن الغيبة الكبرى وفي زمن ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.


دور النساء في تربية العائلة في زمن الغيبة


في زمن غيبة الإمام المهدي، يكتسب دور النساء في تربية العائلة أهمية خاصة، حيث يُنظر إليهن كعناصر فاعلة في تشكيل الهوية الدينية والثقافية للأجيال القادمة.


تتسم النساء بقدرة فريدة على التأثير في الأجيال الجديدة، حيث أنهن غالبًا ما يكنّ المسؤولات عن تربية الأطفال ورعايتهم. في زمن غيبة الإمام المهدي، يصبح دور النساء أكثر أهمية، حيث يتطلب الوضع الاجتماعي والديني تعزيز القيم والمبادئ التي تتماشى مع انتظار ظهور الإمام. من خلال التربية، يمكن للنساء أن يغرسن في نفوس الأطفال مفاهيم العدالة، الإيثار، والتضحية، وهي قيم تتماشى مع فلسفة ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه.


في زمن الغيبة، يكون لهن دور محوري في نقل التعاليم الدينية. من خلال القصص، والأحاديث، والكتب، يمكن للنساء أن يعلمن الأطفال عن الإمام المهدي، ويشرحن لهم أهمية الغيبة وكيفية التحضير لظهوره. النساء هن ركيزة أساسية في بناء مجتمع منتظر يتطلع إلى ظهور الإمام المهدي. من خلال تربية الأطفال على القيم الإسلامية وتعزيز الوعي الديني، يمكنهن أن يساهمن في خلق جيل يملك الوعي الكافي للاستعداد لظهور الإمام. إن دور النساء في تربية العائلة لا يقتصر على التعليم فقط، بل يمتد إلى تعزيز روح التعاون والمشاركة في المجتمع، مما يُسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.


دور النساء في تقوية الإيمان في عصر الغيبة 


النساء في المجتمع الإسلامي، وخاصة الأمهات، المربيات الرئيسيات في العائلة. فهن يقمن بتعليم الأطفال القيم الدينية من خلال قصص الأنبياء والأئمة، ويُعززن في نفوسهم أهمية الإيمان بالله والتمسك بالتعاليم الإسلامية. في عصر الغيبة، يُمكن للأمهات أن يُلقنّ أطفالهن أهمية الانتظار والترقب لظهور الإمام المهدي، مما يُعزز من إيمانهم ويجعلهم يشعرون بأنهم جزء من هذا الانتظار.


تُسهم النساء في تقوية الإيمان من خلال ممارساتهن اليومية، مثل الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن. عندما ترى الأطفال أمهاتهم يمارسن هذه العبادات بانتظام، يتعلمون أهمية الإيمان في حياتهم. لهذا تُعتبر النساء قدوة لأبنائهن، حيث يتأثر الأطفال بسلوكهن وأخلاقهن. من خلال التحلي بالقيم الإسلامية مثل الصدق، والأمانة، والرحمة، تُظهر النساء كيف يمكن للإيمان أن يُترجم إلى أفعال يومية.


تُعزز النساء الإيمان في العائلة من خلال تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأفراد الأسرة. في عصر الغيبة، قد يشعر البعض بالقلق أو الإحباط بسبب الغياب المستمر للإمام. هنا، يأتي دور الأمهات في تقديم التوجيه والدعم، مُشجعاتً على الثقة بالله والاعتقاد بأن الفرج قريب. من خلال الحوار المفتوح والمناقشات حول الإيمان والتحديات، يمكن للنساء أن تُعزز من إيمان أفراد الأسرة وتساعدهم على التكيف مع الظروف.


الدور الاجتماعي للنساء في عصر الغيبة


النساء جزء أساسي من النسيج الاجتماعي. حيث يلعبن دورًا محوريًا في تشكيل المجتمعات وتعزيز قيمها. في عصر غيبة الإمام المهدي، تكتسب النساء أهمية خاصة في السياق الاجتماعي. 


النساء من العوامل الأساسية في عملية التغيير الاجتماعي. من خلال مشاركتهن الفعالة في المجتمع، يُمكنهن أن يُسهمن في تحسين الظروف المعيشية وتعزيز العدالة الاجتماعية. في عصر الغيبة، يتطلب الوضع الاجتماعي والسياسي تعزيز روح التعاون والمشاركة، وهو ما يمكن أن تُسهم فيه النساء من خلال الانخراط في الأنشطة المجتمعية والمبادرات التي تهدف إلى التغيير.


النساء رائدات في العمل الاجتماعي، حيث يُمكنهن أن يُنظمن الفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى خدمة المجتمع. من خلال العمل التطوعي، يُمكن للنساء أن يُسهمن في تحسين ظروف الحياة للفئات الضعيفة والمهمشة. إن العمل الاجتماعي لا يُعزز فقط من روح التعاون والمشاركة، بل يُعزز أيضًا من الوعي بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع.


وأيضا من أهم الأمور هي الوسائل التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها بشكل إيجابي. لأنه في عصر التكنولوجيا، أصبح لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دور بارز في نشر الوعي الاجتماعي. والنساء من أكثر المستخدمين لهذه الوسائل، حيث يمكنهن استخدامها كمنصة لنشر الأفكار والمعلومات. من خلال الكتابة، وإنشاء المدونات، ومشاركة الفيديوهات، يُمكن للنساء أن يُسلطن الضوء على القضايا الاجتماعية المهمة، مثل حقوق المرأة، والتعليم، والصحة. هذا الاستخدام يُعزز من قدرة النساء على التأثير في المجتمع ورفع مستوى الوعي بالقضايا التي تهمهن.


لكن من المهم تعزيز دور النساء. تعزيز دور النساء في الحياة العامة من الأمور الضرورية لبناء مجتمع متوازن. في عصر غيبة الإمام المهدي، يُمكن للنساء أن يُسهمن في مجالات متعددة، مثل السياسة، والاقتصاد، والثقافة. من خلال المشاركة في صنع القرار، يُمكن للنساء أن يُعبرن عن احتياجاتهن وتطلعاتهن، مما يُعزز من تمثيلهن في المجتمع.


دور النساء في زمن ظهور الإمام المهدي 


ظهور صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف حدث محوري في العقيدة الشيعية والشريعة الإسلامية. 


حركة الإمام المهديّ ليست إستثناءً عن المسار العامّ لحركة الإسلام، بل هي حركة شاملة تستهدف الإصلاح في جميع مناحي الحياة، فمن الطبيعيّ أن يكون للمرأة دور محوريّ بوصفها ركنا أصيلا لإقامة أيّ مجتمع إيماني. 


ودور النساء في هذه الواقعة العظيمة من الأمور التي كانت محور سؤال منذ زمن الأئمة الأطهار عليهم السلام. وقد جاءت بعض الأخبار بما يؤكد الدّور القيادي للمرأة في نهضة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، حيث نصت تلك الرّوايات على وجود أعداد من النساء ضمن عدة الثلاثمئة والثّلاث عشر الذين هم قيادات النهضة المهدويّة. فقد روي عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام:« ويجتمعُ لهُ بمكّةَ ثلاثمائةٌ وبضعةُ عشرَ كعدّةِ أصحابِ بدر، وفيهم خمسونَ إمرأةً مِن غيرِ ميعادٍ يجتمعونَ قزعاً كقزعِ الخريفِ فيُبايعونَه » (1).


وأيضا روي عن مفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام:« يكون مع القائم ثلاثة عشر امرأة قلت وما يصنع بهن قال يداوين الجرحى ويقمن على المرضى كما كن مع رسول الله قلت فسمهن لي قال القنوا بنت رشيد وام ايمن وحبابة الوالبية وسمية ام عمار بن ياسر وزبيدة وام خالد الاحمسية وام سعيد الحنفية وصبانة الماشطة وام خالد الجهنية.» (2).


ولا يعني ذلك إنحصار دورهن في هذا المجال، وإنّما ذكر على سبيل المثال لا الحصر، وهذا ما تؤكده الرّواية الأخرى التي تجعلهن من بين الثلاثمئة والثلاثة عشر. ويكفي في مقام هؤلاء النساء ما روي عن الحذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:« إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء : أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين وولى الامر خير امة محمد فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر والابدال من الشام وعصائب العراق رهبان بالليل ، ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد فيبايعونه بين الركن والمقام.» (3).


هذه كانت جملة من الأدوار المهمة للنساء في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه وفي زمن ظهوره. أرجوا أنكم استفدتم منها.

 

1) معجم أحاديث الإمام المهدي (للشيخ علي الكوراني) / المجلد: 5 / الصفحة: 21/ الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – قم / الطبعة: 1.
2) دلائل الإمامة (للطبري) / المجلد: 1 / الصفحة: 259 / الناشر: منشورات الرضي – قم / الطبعة: 3.
3) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 52 / الصفحة: 304 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.

إن ثقافة انتظار ظهور صاحب الزمان من القضايا المحورية في الفكر الإسلامي، حيث تمثل حالة من الترقب والأمل في ظهور المنقذ الذي سيحقق العدالة ويعيد للأمة مكانتها. هذه الثقافة لا تقتصر على كونها مجرد انتظار لمجيء شخص معين، بل تتجاوز ذلك لتشكل نمط حياة متكاملاً يؤثر في سلوك الأفراد والمجتمعات. في السياق الفردي، ينعكس انتظار صاحب الزمان على السلوكيات اليومية للأشخاص، حيث يعزز من قيم الصبر، الأمل، والإيمان بقدرة الإنسان على التغيير. يتبنى الأفراد الذين يعيشون في ثقافة الانتظار رؤية إيجابية تجاه الحياة، مما يدفعهم إلى العمل من أجل تحسين ظروفهم الشخصية والاجتماعية، ويجعلهم أكثر استعدادًا لتحمل الصعوبات والتحديات.

 

أما على المستوى الاجتماعي، فإن ثقافة انتظار صاحب الزمان تُعزز من الروابط بين الأفراد، حيث يجتمع المؤمنون حول قيم مشتركة وأهداف واحدة. هذه الثقافة تساهم في بناء مجتمع متماسك يسعى لتحقيق العدالة والمساواة، ويعزز من قيم التعاون والتضامن بين أفراده. كما أنها تدفع المجتمعات إلى تبني مبادئ أخلاقية عالية، مما يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي.


ومع ذلك، فإن تأثير ثقافة انتظار صاحب الزمان ليس دائمًا إيجابيًا. فقد تؤدي بعض التفسيرات المتطرفة لهذه الثقافة إلى حالة من التواكل، حيث يعتقد البعض أن الانتظار وحده كافٍ لتحقيق التغيير، مما قد يؤدي إلى عدم السعي نحو العمل والإصلاح.


من خلال هذه المقالة سنستعرض كيف تؤثر ثقافة انتظار صاحب الزمان على أنماط الحياة الفردية والاجتماعية، وسنناقش الآثار الإيجابية والسلبية لهذه الثقافة، وكيف يمكن أن تسهم في تشكيل هوية المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث. سنسلط الضوء على أهمية العمل والتفاعل الاجتماعي في إطار هذه الثقافة، وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات أن يستفيدوا من قيم الانتظار لتحقيق التنمية والتقدم.


ما هي ثقافة الانتظار؟


ثقافة الانتظار في الفكر الشيعي تُعتبر مبدأً أساسياً عقائدياً، وقد وردت روايات عديدة تؤكد على ضرورة انتظار صاحب العصر والزمان عجّل الله فرجه الشريف. هذا الانتظار ليس مجرد أمل، بل هو إيمان قلبي راسخ بظهور الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف وإقامة العدالة العالمية. المنتظرون الحقيقيون، من خلال إصلاح الذات والعمل بتعاليم الله، يهيئون الأرضية لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.


الانتظار ليس فقط عملاً عبادياً، بل هو جهاد في سبيل الله وإحياء للسُنن الإسلامية. من جهة أخرى، يُعد الانتظار تجسيداً للأخلاق الحسنة والتزين بالصفات المحمودة. كما أن الإيمان بالمعاد ويوم الحساب له مكانة خاصة في فكر الانتظار، ويحفز المنتظرين على العمل الصالح والابتعاد عن الذنوب.


أهمية ثقافة الانتظار في الحياة الفردية والاجتماعية


ثقافة الانتظار ليست مجرد فكرة دينية عابرة، بل هي رؤية شاملة تتعلق بكيفية تعامل الأفراد مع واقعهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل. إذ تعكس ثقافة الانتظار إيمانًا عميقًا بقدرة الإنسان على التغيير، وبضرورة السعي لتحقيق قيم العدالة والمساواة في الحياة اليومية.


في الحياة الفردية، يُعتبر انتظار ظهور الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف محفزًا للأفراد على تطوير ذواتهم، وتعزيز قيم الصبر والأمل. ينتظر المؤمنون الفرج كفرصة لتحسين أوضاعهم الشخصية والاجتماعية، مما يدفعهم إلى الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والسعي نحو العمل الصالح. هذا الانتظار يُعزز من شعور الأفراد بالمسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم، ويشجعهم على الابتعاد عن السلبية والتواكل. فقد ورد في حديث الأربعمائة:« قال أميرالمؤمنين عليه السلام: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فان أحب الاعمال إلى الله عزوجل انتظار الفرج » (1).


أما على المستوى الاجتماعي، فإن ثقافة الانتظار تساهم في بناء مجتمع متماسك يتشارك القيم والأهداف. حيث يجتمع الأفراد حول رؤية مشتركة تسعى لتحقيق العدالة والإصلاح، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويشجع على العمل الجماعي. ينتظر المجتمع ظهور الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف كفرصة لتحقيق التغيير الإيجابي، مما يعزز من روح التعاون والتضامن بين أفراده. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام:« أقرب مايكون العباد إلى الله عزوجل وأرضى مايكون عنهم ، إذا افتقدوا حجة الله ، فلم يظهرلهم ، ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله ، فعندها فتوقعوا الفرج كل صباح ومساء ، فان أشد مايكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته ، فلم يظهر لهم. وقد علم أن أولياءه لايرتابون ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين ، ولايكون ذلك إلا على رأس شرار الناس » (2).


تأثير ثقافة الانتظار على نمط الحياة الفردية


تتأثر ثقافة الانتظار بشكل إيجابي وعميق على نمط الحياة الفردية للمؤمنين. فلنذكر البعض منها.


تعزيز الأمل والصبر: تساهم ثقافة انتظار الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في تعزيز قيمة الأمل لدى الأفراد. إذ يشعر المنتظرون بأن هناك دائمًا إمكانية للتغيير والتحسن، حتى في أسوء الظروف. هذا الأمل يدفع الأفراد إلى التحلي بالصبر في مواجهة التحديات اليومية، مما يساعدهم على تجاوز الأوقات الصعبة والمشكلات الشخصية. لذا ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام:« إن أهل زمان غيبته ، القائلون بامامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان ، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة » (3).


تطوير القيم الأخلاقية والعمل الصالح: انتظار المهدي يُعتبر دافعًا قويًا للأفراد للعمل الصالح والسعي نحو تحسين أنفسهم ومجتمعاتهم. يدرك المنتظرون أن الفرج لا يأتي من فراغ، بل يتطلب جهدًا مستمرًا في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة. وأبضا هذه الثقافة تدفع الأفراد إلى التحلي بالصفات الحسنة، مثل الرحمة، والتسامح، والإيثار. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام:« من سر أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق ، وهو منتظر ، فان مات وقام القائم بعده كان له من الاجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة » (4).


تأثير ثقافة الانتظار على نمط الحياة الاجتماعية


تأثير ثقافة الانتظار يمتد إلى جميع جوانب الحياة الاجتماعية، حيث تساهم في تشكيل القيم والعلاقات والتفاعلات بين الأفراد.


تعزيز الروابط الاجتماعية: تُعزز ثقافة انتظار الظهور من الروابط الاجتماعية بين الأفراد، حيث يجتمع المؤمنون حول قيم وأهداف مشتركة. هذا الشعور بالانتماء إلى حركة أكبر يسعى لتحقيق العدالة يُساهم في تقوية العلاقات بين الأفراد، مما يعزز من روح التعاون والتضامن. الأفراد الذين يتشاركون في هذه الثقافة يميلون إلى دعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، مما يخلق مجتمعًا متماسكًا. ولهذا ورد في التوقيع الشريف عن صاح العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف:« أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم » (5).


تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية: تُعزز ثقافة انتظار الظهور من الهوية الثقافية والدينية للأفراد. حيث يشعر المؤمنون بأنهم جزء من تاريخ طويل من الانتظار والأمل، مما يساهم في تعزيز انتمائهم إلى مجتمعهم. هذا الشعور بالهوية يُعزز من تماسك المجتمع ويجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات. وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:« كذلك و اللّه عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل، و تخوّفكم من عدوّكم في دولة الباطل و حال الهدنة، أفضل ممن يعبد اللّه في ظهور الحق مع إمام الحق في دولة الحق » (6).


النتيجة


1) ما هي ثقافة الانتظار؟ إيمان قلبي راسخ بظهور الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف وإقامة العدالة العالمية.


2) هل الانتظار مجرد عمل عبادي؟ الانتظار ليس فقط عملاً عبادياً، بل هو جهاد في سبيل الله وإحياء للسُنن الإسلامية.


3) ما هي تأثير ثقافة الانتظار في نمط الحياة الفردية؟ تعزيز الأمل والصبر و تطوير القيم الأخلاقية والعمل الصالح.


4) ما هي تأثير ثقافة الانتظار في نمط الحياة الاجتماعية؟ تعزيز الروابط الاجتماعية و تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية.


5) هل يوجد روايات حول أهمية ثقافة الانتظار وتأثيرها في نمط الحياة الفردية والاجتماعية؟ نعم، يوجد روايات كثيرة فراجع المقالة إن شئت.

 


1) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 52 / الصفحة: 123 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
2) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 52 / الصفحة: 145 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
3) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 52 / الصفحة: 122 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
4) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 52 / الصفحة: 140 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.
5) كمال الدين (للشيخ الصدوق) / المجلد: 2 / الصفحة: 483 / الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي – طهران / الطبعة: 2.
6) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 52 / الصفحة: 127 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.

قال الله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾[1].

أيّها الأحبّة،

إنّ الارتباط بالإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) لا يقتصر على الحبّ والمشاعر العاطفيّة، ولا على الإقرار الفكريّ والعقليّ والعقديّ بوجوده وقضيّته المباركة التي ينتظرها الموالون له، بل هو ارتباط تفاعليّ، يشمل -مضافاً إلى ما تقدّم- الارتباط السلوكيّ الذي ينبغي أن يكون عليه الناس حال غيبته، وذلك بأن يقوموا بما يرضيه ويسرّه، في علاقتهم بالله وعلاقتهم في ما بينهم، وفي تبنّيهم القضايا المحقّة في هذا العالم، فيجاهدوا حيث يجب أن يجاهدوا، ويرفعوا أصواتهم حيث يجب أن يرفعوها في وجه الأباطرة والظالمين، وهم يبذلون في ذلك قصارى جهدهم وأغلى ما عندهم في سبيل حماية الدين والأمّة.

كيف نقوّي علاقتنا بالإمام؟

لا بدّ للمؤمن الموالي من أن يضع نصب عينيه دوماً أهمّيّة تقوية هذا الارتباط، فيقدم على كلّ ما يقوّي هذه العلاقة ويشدّ من أواصر التقرّب إليه (عجّل الله فرجه)، ويعود فضل ذلك أوّلاً إلى الموالي نفسه، إذ يعيش بذلك في دائرة المُهيَّئين لنصرة الإمام حال ظهوره، فمن سلك طريق الخير ووضع خطواته في الطريق الصحيح فهو مُهيَّأٌ لليوم الذي يخرج فيه الإمام معلناً الجهاد والقيام ضدّ الظالمين في العالم، أمّا الذي يقصّر في ذلك، فاحتمال ضعفه عند نداء الإمام يكون قويّاً، ذلك أنّه لم يكن مهيَّأً روحيّاً ومعنويّاً لذاك النداء العظيم.

من معالم تقوية علاقة الموالي بالإمام (عليه السلام) أمور عديدة، نذكر منها:

1. صلة الإمام

بأن يقدّم له هديّة بقدر استطاعته، غنيّاً كان أم فقيراً، وقد ورد ذلك عن المعصومين (عليهم السلام)، منها ما عن مفضّل بن عمر قال: دخلتُ على أبي عبد الله (عليه السلام) يوماً ومعي شيء، فوضعتُه بين يديه، فقال: «ما هذا؟»، فقلتُ: هذه صلة مواليك[…] قال: فقال لي: «يا مفضّل، إنّي لأقبل ذلك، وما أقبل من حاجة بي إليه، وما أقبله إلّا ليزكّوا به»[2].

وفي تفسير العيَّاشي عن الإمام الصادق (عليه السلام)١ أنّه سُئل عن قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أمَرَ اللّهُ بِهِ أن يُوصَلَ﴾[3]، قال: «هو صلة الإمام في كلّ سنة ممّا قلّ أو كثر»، ثمّ قال (عليه السلام): «وما أريد بذلك إلّا تزكيتكم»[4].

وعنه (عليه السلام) في فضل الهديّة للإمام المعصوم: «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من وصل أحداً من أهل بيتي في دار هذه الدنيا بقيراط، كافيته يوم القيامة بقنطار»[5].

وإنّ لذلك أثراً في قضاء حوائج المؤمن، إذ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: «ولا تدعوا صلة آل محمّد (عليهم السلام) من أموالكم؛ من كان غنيّاً فبقدر غناه، ومن كان فقيراً فبقدر فقره، فمن أراد أن يقضي الله له أهمّ الحوائج إليه فَليصِل آل محمّد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله»[6].

أمّا في ما يتعلّق بالإمام المهديّ (عجّل الله فرجه)، فقد يتحقّق ذلك بإنفاق شيءٍ ممّا نستطيعه في وجوه الخير والصلاح ممّا يرضاه (عليه السلام)، وأن يكون ذلك بالنيّة عنه، وكأنّنا نهديه بذلك ثواب ما نقدّمه للمؤمنين أو ثواب وجوه الخير.

2. إظهار الحبّ والمودّة له (عليه السلام)

من وجوه الارتباط الضروريّة واللازمة بين المرء وإمامه، الارتباط القلبيّ والمعنويّ، ويتمثّل ذلك بالحبّ والمودّة التي أمر بها الله تعالى لخاصّة أوليائه المعصومين (عليهم السلام)، وكذلك لخاصّة الإمام المهديّ المنتظر (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾[7]

وقد ورد أنّ الله تعالى أوحى إلى رسوله الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ليلة أُسري به: «يا محمّد، أتحبّ أن تراهم -ويقصد بذلك الأئمّة من بعده (صلّى الله عليه وآله)-؟ قلتُ: نعم، قال: تقدَّم أمامك، فتقدّمت أمامي، وإذا عليُّ بن أبي طالب والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والحجّة القائم كأنّه كوكب دريّ في وسطهم، فقلت: يا ربِّ من هؤلاء؟

فقال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم، يحلُّ حلالِي ويحرِّم حرامي، وينتقم من أعدائي. يا محمّد، أحببه فإنّي أحبّه وأحبّ من يحبّه»[8].

إنّ هذا الارتباط المعنويّ يؤدّي بشكل تلقائيّ إلى تقويم مسلك الإنسان، وضبط جوارحه عن اقتراف المحرّمات، لكن شريطة أن يكون هذا الحبّ فعليّاً وواقعيّاً، لا مجرّد قول باللسان، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه أنشد قائلاً:

«لو كان حبّك صادقاً لأطعتَه إنّ المحبّ لمن أحبّ مطيعُ»[9].

3. تجديد البيعة

وهي أن يجدّد بيعته للإمام (عليه السلام)، وذلك من خلال العزم على مناصرته وملازمة ما يرضيه (عجّل الله فرجه)، ولأهمّيّة هذا الأمر، فقد ورد في دعاء العهد المرويّ عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ليكون ذلك بيعةً متجدّدةً في كلّ يوم، ما يجعل المرء دوماً في حال من الذكر الدائم لإمام زمانه، ورد في الدعاء: «اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً…»[10].

4. الاغتمام والبكاء على فراقه

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «والله، ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم، ولَتُمحَّصُنّ حتّى يُقال: مات أو هلك، بأيّ وادٍ سلك، ولَتدمعَنّ عليه عيون المؤمنين»[11].

وعن الإمام الرضا (عليه السلام): «كم من حرّى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسّف حيران حزين عند فقدان الماء المعين (يعني الحجّة عجّل الله فرجه)»[12].

5. الدعاء له

وهذا من أعظم ما يوطّد علاقة المرء بإمامه، وقد ورد العديد من الأدعية المخصّصة للإمام، كدعاء الحجّة المعروف، وما ورد في توقيع الناحية المقدّسة: «اللهمَّ أعزَّه مِن شرِّ كلِّ طاغٍ وباغٍ، ومِن شرِّ جميعِ خلقِك، واحفظهُ مِن بينِ يديهِ ومِن خلفِه، وعَن يمينِه وعَن شمالِه، واحرُسه، وامنَعهُ أن يُوصَلَ إليهِ بسوءٍ، واحفَظ فيهِ رسولكَ وآلَ رسولِك، وأظهِر بهِ العدلَ، وأيّدهُ بالنّصرِ»[13].

وكذلك الدعاء بتعجيل بالفرج، إذ ورد عنه (عجّل الله فرجه) في التوقيع المبارك: «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج؛ فإنّ ذلك فرجُكم»[14].

[1] سورة القصص، الآية 5.

[2] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج93، ص216.

[3] سورة الرعد، الآية 21.

[4] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج93، ص216.

[5] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص440.

[6] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص515.

[7] سورة الشورى، الآية 23.

[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج36، ص222.

[9] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص294.

[10] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج83، ص285.

[11] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج1، ص336.

[12] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج51، ص152.

[13] المصدر نفسه، ج91، ص4.

[14] الشيخ الطبرسيّ، الاحتجاج، ج‏2، ص‏384.

قال رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين، إن ثورتنا استطاعت أن تخرج الظالمين من إيران، وان سر نجاحنا في انتصار الثورة كان بسبب حضور الشعب ووحدته وتماسكه.

 

 

واضاف الرئيس بزشكيان في كلمة في ختام مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في طهران : لن ننحني أبدا أمام الأجانب. على الرغم من أننا لا نسعى إلى الحرب، إلا أن العدو كان يسعى منذ اليوم الأول إلى إثارة الصراع. مثال على ذلك هو اغتيال إسماعيل هنية في طهران. هدف العدو هو إثارة الفتنة بيننا.

إقرأ ايضا .. انطلاق مسيرات إحياء ذكرى الثورة الإسلامية في طهران

وتابع: "العدو ينتظر حدوث الانقسامات في إيران ليتمكن من استغلالها وتنفيذ مؤامراته. لكننا، بدعم من قائد الثورة، سنواصل مسيرتنا بقوة، وسنسعى للعيش مع جيران هذه الأرض بأخوة واحترام متبادل."

لن نسمح للعدو بتنفيذ مؤامراته

وقال: "ترامب أعلن أنه يريد إجراء مفاوضات، وفي نفس الوقت يوقع ويعلن كل المؤامرات الممكنة لإخضاع الثورة. ثم يقول إنه مستعد للتفاوض. ويدعي أن إيران هي التي تزعزع استقرار المنطقة، في حين أن إسرائيل، بدعم من أمريكا، ترتكب القتل والنهب والقصف في المنطقة."

وأضاف الرئيس: "رئيس الولايات المتحدة يدعم شخصا تم توجيه التهم ضده من قبل الأمم المتحدة ومحكمة لاهاي."

 

وأشار بزشكيان: "أمريكا تدعي أنها تسعى للسلام، لكنني أقول: من الذي زعزع الاستقرار في المنطقة؟ أي إنسان حر يقبل بأن تقوموا بقصف النساء؟ لماذا تقومون بإبادة الأسر؟"

وأوضح: "سر انتصارنا كان في وحدتنا، وهذا ما قاله الإمام والقيادة. إذا تضافرنا معًا، يمكننا حل المشاكل بمساعدة الشعب، وستتحطم خطط أمريكا. أمريكا تعتقد أنها تستطيع هزيمة الشعب الإيراني بتفريقه."

وقال الرئيس: "أمريكا تقول إنها تريد التفاوض، لكنني أقول: إذا كنت ترغب في التفاوض، فلماذا فعلت كل هذه الأخطاء؟ أمريكا تريد أن تغلق كل الطرق أمامنا، لكننا نعلم أنها لا تستطيع فعل ذلك، ومنذ 46 عامًا لم تتمكن من ذلك."

وتابع قائلاً: "العدو يخطط للاختلاف والصراع والعقوبات ويروجون إلى أن البلاد على وشك الانهيار. لكن الحقيقة هي أننا أقوياء وسنبقى أقوياء."

وأضاف: "سنبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الوحدة والتماسك. يجب على الأعداء أن يعلموا أننا لا يمكن أن نخاف من الشهادة، لأن الشهادة هي أعظم أمل لأي إنسان يسعى للعدالة في مسار النضال ضد الظلم."

وأكد قائلاً: "هم إرهابيون لكنهم يطلقون علينا لقب الإرهابيين. نحن ضحايا الإرهاب."

وقال بزشكيان: "بدعم من قائد الثورة، نحن نسعى للتفاعل مع جيراننا. من هذه المنصة نعلن أن دول المنطقة هي إخوتنا. إذا كنا ندافع عن غزة وفلسطين، فإننا ندافع عن المظلوم."

وتابع قائلاً: "أمريكا تقوم بالقتل حسب رغبتها وتدعي أن إيران هي المسؤولة عن انعدام الأمن في المنطقة. من هو المسؤول عن الأمن؟ هل نحن أم هم؟"

وأضاف: "العدو لا يريد لنا أن نتحد، ويريدون أن نبقى في صراع حتى لا نتمكن من معالجة مشاكل بلدنا. هم يريدون التعرف على علمائنا لقتلهم، إما بقتلهم أو بشرائهم."

وأوضح بزشكيان: "العدو يريد أن يقنع نخبنا بأنهم لا يصلون إلى شيء بوجودهم في إيران. العدو لديه خطة لاغتيال النخب، وخطة للعقوبات وزرع اليأس. العدو يقنع الناس بأن إيران في طريقها إلى الانهيار، لكننا أقوياء."

وأضاف: "على الشعب أن يعلم أننا خدامهم وكلام قائدنا هو فصل الخطاب، ونحن ملتزمون بذلك. نحن لا ننخدع بمؤامرات العدو، ومع الاتحاد سنتقدم."

وتابع: "أعد الشعب أنني سأبذل جهدًا لخدمة الأمة وتعزيز الوحدة؛ كما يجب على الآخرين أن يعرفوا أننا لا نخاف من الشهادة، فالشهادة في مواجهة الظلم حلوة بالنسبة لنا. يجب أن نخاف من الخلافات وليس من مكائد الأعداء."

وأضاف: "كل خلاف أو شكوى لدينا يجب أن يُحل اليوم، يجب أن نتعاون معًا تحت قيادة قائد الثورة لحل المشاكل من خلال إشراك النخب."

وأكد: "نحن اليوم في حالة حرب اقتصادية شاملة ويجب أن نكون حذرين من الوقوع في الفخ الذي ينصبه البعض من خلال احتكار السلع، وتدمير السوق، وما إلى ذلك، لتشويه صورة الثورة في أذهان الناس. سنخرج من هذه الأزمة بالتوكل على الله وبالوحدة."

وقال رئيس الجمهورية في الختام: "لدينا مع الدول المجاورة والمسلمة عهد أخوة؛ لا أحد يتفوق على الآخر والمقياس في التفوق هو التقوى. دعونا نسعى بناءً على الحق والعدالة لتطبيق حقوق الجميع بشكل عادل. لنتحد ضد الفساد والظلم والجريمة. شعبنا صامد وإذا كان هناك أمر سيحدث، فإننا سنظل في خدمة الشعب حتى آخر نفس."

العالم - ايران

وفي الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، جدّد الحيّة من العاصمة طهران خلال مشاركته في الفعّاليات المقامة، التأكيد أنّ "إيران كانت وما زالت ونحن على يقين أنها ستبقى مساندة لحقّنا وقضيتنا".

وأضاف أنّ "مساندة إيران لغزة والوعد الصادق الأول والثاني أكّدا أنّه آن الأوان لإنهاء البلطجة الإسرائيلية".

وقال الحية ان هذه المساندة تعكس التزام إيران الثابت بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

 وأكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة: انتصر طوفان الاقصى بعدما توحد الشعب الفلسطيني بشعبه ومقاومته وبالايمان الذي تملك قلوب المؤمنين.

وقال خليل الحيّة، إنّ "طوفان الأقصى انطلق ليكون مقدّمة لتحرير فلسطين وإنهاء العدوان ورحيل الاحتلال".وفي معرض ردّه على تصريحات ترامب ونتنياهو حول تهجير سكّان غزّة، أشار الحيّة إلى أنّ "شعبنا الفلسطيني حمى طوفان الأقصى وهو لن يغادر أرضه"، مؤكداً أنّ "مشاريع أميركا وترامب والغرب إلى زوال".

كما توجّه بالتحيّة إلى "لبنان واليمن والعراق وإيران ولكلّ من دافع وقاتل إسناداً لغزة في طوفان الأقصى".

ولفت رئيس حركة حماس في غزة، إلى أنّ "طوفان الأقصى وحّد دم الشهداء فاختلط دمنا مع دم القادة والشهداء في لبنان والعراق واليمن وإيران".

وأردف الحيّة، قائلاً إنّ "عهدنا إلى أمتنا أنّ الشعب الفلسطيني لن ينسى أبداً كلّ من سانده وجاهد معه ولن يسامح المتخاذلين".

الإثنين, 10 شباط/فبراير 2025 09:49

التهاب كعب القدم.. أسبابه وطرق علاجه

يعد التهاب كعب القدم أو ما يعرف بـ Bilateraltis planter fasci من أكثر الأمراض التي تصيب الرجال الذين يتخطون الخمسين من أعمارهم، في حين تشير الجمعية الأمريكية للعناية بالقدم American podiatric medical association إلى أن 18% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخمسين والستين يعانون هذا المرض.    - أسبابه: للوقوف على أسباب هذا المرض، يقول الدكتور إبراهيم محمد كشك اختصاصي طب العظام: إن هناك أسباباً كثيرة وراء هذا المرض، منها التهاب الأغشية في القدم أم التمرين اليومي الذي يقوم به لاعبوا كرة القدم أو كرة السلة أو الأشخاص الذين يعانون تفلطح القدم Flat Feet أو الأشخاص الذين يعانون السمنة الزائدة. وعندما تصاب منطقة القدم (Heel) بالتهاب نتيجة لأي سبب يشعر المريض بآلام حادة جدّاً، ويبدو هذا واضحاً عندما يحاول المريض وضع قدميه على الأرض بعد قضاء ليلة في السرير أو بعد فترة جلوس تستمر ساعتين أو أكثر. وتستمر الآلام الحادة لعدة دقائق لا يستطيع معها المريض الوقوف على قدميه، ولكن بعد فترة يخف الألم ويتمكن المريض من المشي، إلا أن ذلك يكون لفترة محدودة، لأنّ الآلام تعاوده من جديد، ولهذا يجب علاج هذا المرض حتى لا يتحول إلى الأسوأ ويتسبب بظهور شروخ في عظمة القدم. ومن الأمور التي قد يعانيها المريض، انتقال الألم من الكعب إلى الأصابع حيث يبدأ الألم يضرب إصبع القدم الكبير ثمّ تتكون هالة من اللون الأحمر حول المفصل الذي يربط القدم بالإصبع الكبير، وتتورم تلك المنطقة وعندها لا يستطيع المريض ثني أصابع قدمه، ما يعيق حركة المشي فيضطر إلى المشي على مشط قدمه الأمر الذي يتسبب بزيادة آلامه. ويُنصح بعمل تحليل دم للوقوف على نسبة حامض البوليك Uric acid لأن زيادة حامض البوليك على نسبة معينة تؤدي إلى التهاب الأنسجة الرخوية في منطقة الكعب وتمتد إلى القدم وصولاً إلى الأصابع.    - العلاج: يشير الدكتور إبراهيم كشك إلى أن ما بين 80 إلى 90% من هذه الحالات يتم شفاؤها ويعود المريض قادراً على السير على قدميه بشكل عادي. ولكن كي يتم الشفاء يجب تشخيص الحالة أولاً وبشكل دقيق، وعادة ما يتم ذلك من خلال صور الأشعة أو من خلال الـ(Sonar). وتُظهر صور الأشعة القدم وخاصة منطقة الكعب بشكل واضح حيث يمكن مشاهدة نتوءات على شكل مسامير مُتدلية من عظم القدم من الأعلى باتجاه أسفل القدم، وهذه النتوءات تُسبب آلاما مُبرحة عند المشي، حيث يضغط ثقل الجسم عليها وهي بدورها تضغط على الأعصاب والطبقة اللحمية في القدم فيشعر المريض بآلام حادة. لذا فإنه من الضروري علاج هذه النتوءات وإزالتها من عظام القدم بشكل كلي حتى لا يتضاعف الألم وتزيد مشكلات القدم. وفي البداية يلجأ الطبيب بعد أخذ الصور ومعرفة الوضع بشكل كامل إلى إعطاء المريض أدوية على شكل أقراص، إضافة إلى مراهم توضع على مكان الألم مع وضع (ضبان) داخل الحذاء لتخفيف الضغط على القدم. ويستمر هذا العلاج لمدة أسبوعين تقريباً، فإذا لاحظ المريض أن حالته تتحسن يستمر في تناول العلاج بهذه الطريقة، ولكن إذا لم يطرأ تحسن فإنّ الطبيب يلجأ إضافة إلى العلاج السابق لإعطاء المريض حُقناً في الكعب لتذويب النتوءات العظمية الجديدة هي التي عبارة عن ترسبات من الأملاح والكالسيوم. وفي كثير من الأحيان فإن هذه الحقن تحقق نتائج جيِّدة، ولكن إن فشلت في علاج هذه الحالة فإنّ الطبيب يلجأ إلى العلاج بأشعة الليزر. وهذا العلاج يُعد الأحدث في العالم، وقد بدأت استخدامه جامعة lllinoi حيث قامت عيادة lllinoi’s Podiatric clinic بتطبيقه على غرار تفتيت الحصى في الكلى بواسطة أشعة الليزر، وقد حقق العلاج نتائج جيِّدة لأنّ المريض لا يحتاج إلى أخذ حُقن، لكن المريض يحتاج لأن يُعرّض كعب قدمه (لضربات) أشعة الليزر لمدة تزيد على ساعة ونصف الساعة. وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاج بأشعة الليزر أو بالحقن والأدوية الأخرى، فإنّ العلاج يكون من خلال العملية الجراحية التي يتم خلالها التخلص من تلك النتوءات التي تظهر على عظمة الكعب. إلا أنّ هذا العلاج لا يتم اللجوء إليه إلا في الحالات المستعصية.   - عدم الإهمال: وينصح الدكتور إبراهيم بعدم إهمال هذا المرض، لأن نتائجه عادة ما تكون سيِّئة للغاية، والإهمال سيؤدي إلى ترسب المزيد من الأملاح والكالسيوم وبالتالي زيادة عدد النتوءات في الكعب، كما أن مفاصل الأصابع سوف تتأذى، خاصة مفصل الإصبع الكبير في القدم وبعد ذلك ستتأذى القدم كلها، وإذا أهمل المريض حالته هذه فإنّ الالتهابات ستؤذي الساق وسيشعر المريض بآلام حادة ولن يستطيع المشي بشكل جيِّد.

 كان الحسين (عليه السّلام) يُشبَّهُ بجدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) في الخِلْقة واللونِ، ويقتسمُ الشَّبَهَ به (صلّى الله عليه وآله) مع أخيه الحَسَن (عليه السّلام).

ولا غَرْوَ فهما فِلقتان من ثمرة واحدة من الشجرة التي قالَ فيها رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «أنا الشجرة، وفاطمة أصلها ـ أو فرعها ـ وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها؛ فالشجرة أصلها في جنّة عَدْن، والأَصل والفرع واللقاح والثمر والورق في الجنّة»([1]).

روى ذلك عبد الرحمن بن عوف قائلاً: ألا تسألوني قبل أن تشوبَ الأحاديثَ الأباطيلُ؟!

فالحسنُ أشبَهَ جدَّه ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبهه ما كان أسفل من ذلك من لدن قدميه إلى سرّته.

وكان الإمام عليّ (عليه السّلام) يُعلنُ عن ذلك الشَبَه ويقول: «مَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن. ومَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين عنقه إلى كعبه خَلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين بن عليّ».

وقال في حديث آخر: «اقتسما شَبَهَهُ»([2]). ليكون وجودهما ذكرى وعبرةً استمراراً لوجود النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في العيون، مع ذكرياته في القلوب، وأثره في العقول، وعبرةً للتاريخ، يتمثّل فيه للقاتلين حسيناً، والضاربين بالقضيب ثناياه، إنهم يقتلون الرسول ويضربون ثناياه.

ولقد أثار ذلك الشَّبَهُ خادِمَ الرسول أنسَ بن مالك لَمّا رأى قضيبَ ابن زياد يَعْلو ثنايا أبي عبد الله الحسين حين اُتي برأس الحسين، فجعلَ ينكتُ فيه بقضيب في يده، فقال أنس: أما إنّه كانَ أشبههما بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله).
 
الخُلق العظيم:
حِجْرُ الزهراء فاطمة بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذي الخلق العظيم، هو خير مهد لتربية أولادها على ذلك الخلق، وأكرم به.

ولكن لمّا رأت الزهراء (عليها السّلام) والدها الرسول (صلّى الله عليه وآله) محتضراً، وعلمتْ من نبئهِ بسرعة لحوقها به، هبّتْ لتستمدّ من الرسول (صلّى الله عليه وآله) لأولادها الصغار المزيدَ من ذلك. واجتهدتْ أن تطلبَ من أبيها علانية ـ حتّى يتناقل حديثها الرواة ـ أن يُورِّث ابنيها.
 
أتَتْ فاطمةُ بنت النبي (صلّى الله عليه وآله) بابنيها إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في شكواه التي توفّي فيها ـ فقالت: يا رسول الله، هذانِ ابناكَ تورّثهما شيئاً؟ ـ أو قالت: ـ ابناك وابناي، انحلهما. قال (صلّى الله عليه وآله): نعم
أمّا الحسن فقد نحلتُه هَيْبتي وسُؤددي. وأمّا الحسين فقد نحلتُه نَجدتي وجُودي.
قالتْ: رضيتُ يا رسول الله.
لقد ذكّرتْ الزهراءُ فاطمة أباها الرسولَ (صلّى الله عليه وآله) بالإرث منه. فوافقها بقوله: «نعَم».
ولم يقل لها: «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث».
فإنّ الزهراءَ (عليها السّلام) الوارثة أوْلى بأنْ يُذكر لها عدم الإرث لو كان، ومع أنّ ابنيها الحسنين لا يرثان من حيث الطبقة من جدّهما مع وجود اُمّهما بنت النبي (صلّى الله عليه وآله)، فالنبي كذلك لم يعارض ابنته في طلبها، بل قال لها: «نعم».

لكن الذي يخلُد من إرث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) هو الخلُق العظيم دون حُطام الدنيا الزائل، وهو أشرف لهما؛ ولذلك رضيت الزهراءُ (عليها السّلام) لابنيها من الرسول (صلّى الله عليه وآله) إذ نحلهما ـ أيضاً ـ أهمّ الصفات الضروريّة للقيادة الإلهيّة:
الحلم، والصبر على الشدائد، والهيبة، والسؤدد، والجلالة للحسن الممتَحن في عصره بأنواع البلاء، فأعطاه ما يحتاجه الأئمّة الصابرون.

والشجاعة، والجرأة، والنجدة، والجود للحسين الثائر في سبيل الله لإعلاء كلمته، فأعطاه ما هو أمسّ للأئمة المجاهدين.
 
الطهارة الإلهيّة:
وإذا تقرّرَ في اللوح أن يكونَ الإمامُ الحُسَين (عليه السّلام) من الأئمّة الّذين تجب طاعتهم، فإنّ الوحيَ الذي عاش الحسينُ في ظلّه؛ حيث كان بيتُ الرسالة مهبطَهُ، تنزلُ آياتُه على جدّه، وهو يحبُو في أفنانه، لا بُدّ وأن يؤكّد ما تقرّر في اللوح.

وكذلك كان، فهذه اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة تقول: نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وعليّ وفاطمة، والحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
قالت: وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله ألستُ من أهل البيت؟
قال: «إنّك على خير، إنّك من أزواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله)» وما قال: «إنّك من أهل البيت»([3]).
 
وفي حديث آخر: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان عند اُمّ سلمة، فجعَل الحسنَ من شقّ، والحسين من شقّ، وفاطمة في حجره، فقال: «رحمةُ اللهِ وبركاتُه عليكم أهلَ البيتِ إِنَّه حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

وكان موعدُ المباهلة عندما أمر الله رسولَه بقوله: (فَقُلْ تَعَالَواْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ).

فإنّ الإمام عليّاً (عليه السّلام) قال: «خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسين»([4]).

ثم قال النبي (صلّى الله عليه وآله): «هؤلاء أبناؤنا ـ يعني: الحسن والحسين (عليهما السّلام) ـ وأنفسنا ـ يعني: عليّاً (عليه السّلام) ـ ونساؤنا ـ يعني فاطمة (عليها السّلام) ـ».

وإذا وقفوا مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في هذا الموقف الخاصّ العظيم فلا بُدّ أن يتّسمَ الواقفون معه بما يتّسم به من الطهارة والقُدس والعظمة.
 


([1]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 3 ـ 124.
([2]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 3 ـ 124.
([3]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 120.
([4]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 123.