emamian

emamian

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 15:11

ثلاثةٌ تهدمُ العقلَ

عنِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (عليه السلام): «يَا هِشَامُ، مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ: مَنْ أَظْلَمَ نُورَ فِكْرِهِ‏ بِطُولِ أَمَلِهِ، وَمَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ، وَأَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ‏ نَفْسِهِ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ، وَمَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ، أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ»[1].

حثَّتِ المواعظُ الإنسانَ على تربيةِ نفسِهِ ومخالفةِ هواهُ، وسلاحُ ذلكَ الخوفُ منَ اللهِ ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾[2]. وكلَّما اشتدَّ خوفُ الإنسانِ منْ ربِّهِ، قَويَ على محاربةِ الأهواءِ النفسانيّةِ؛ وذلكَ عندما يكونُ العقلُ حاكماً، يراقبُ النفسَ الأمّارةَ بالسوءِ، ويواجهُها بعاقبةِ المعاصي، ويرشدُنا كلامُ الإمامِ الكاظمِ (عليه السلام) إلى أسبابٍ ثلاثةٍ، تُضعِفُ الخوفَ في نفسِ الإنسانِ، وتُوجِبُ تعطيلَ عملِ العقلِ الذي وهبَهُ اللهُ إيّاهُ، وجعلَهُ طريقاً إلى جنّتِهِ:

1. طولُ الأملِ: يعيشُ الإنسانُ على الأملِ، وما حذّرَت منهُ الرواياتُ والتعاليمُ الأخلاقيّةُ هوَ الوقوعُ في طولِ الأملِ، فاللهُ تعالى أباحَ الجِدَّ في الدنيا، والعملَ، والسعيَ لطلبِ الرزقِ والربحِ، ولكنْ معَ التحذيرِ منْ طولِ الأملِ، الذي فيهِ الغفلةُ عنِ اللهِ، وضياعُ حقوقِ اللهِ، والتقصيرُ في واجبِ اللهِ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَا أَطَالَ عَبْدٌ اَلْأَمَلَ، إِلَّا أَسَاءَ اَلْعَمَلَ»[3].

بلْ إنَّهُ سببٌ لقسوةِ القلبِ، ففي ما ناجى اللهُ عزَّ وجلَّ بهِ موسى (عليه السلام): «يَا مُوسَى، لاَ تُطَوِّلْ فِي اَلدُّنْيَا أَمَلَكَ، فَيَقْسُوَ قَلْبُكَ، وَقَاسِي اَلْقَلْبِ مِنِّي بَعِيدٌ»[4].

وعلاجُ طولِ الأملِ ترقُّبُ الأجلِ، الذي قدْ يحينُ في أيِّ لحظةٍ، فعنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنْ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ غَداً فَإِنَّهُ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً، وَمَنْ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً يَقْسُو قَلْبُهُ، وَيَرْغَبُ فِي اَلدُّنْيَا، وَيَزْهَدُ فِي اَلَّذِي وَعَدَهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»[5].

2. فُضولُ الكلامِ: لقدْ وردَ الحثُّ الشديدُ على صونِ اللسانِ، والتحذيرُ منَ البلاءاتِ التي يكونُ الكلامُ سبباً لوقوعِ الإنسانِ فيها، ومنْ أهمِّها فُضولُ الكلامِ، فمِنْ مضارِّ ذلكَ ما وردَ عنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «إِيَّاكَ وَفُضُولَ اَلْكَلاَمِ! فَإِنَّهُ يُظْهِرُ مِنْ عُيُوبِكَ مَا بَطَنَ، وَيُحَرِّكُ عَلَيْكَ مِنْ أَعْدَائِكَ مَا سَكَنَ»[6].

وعلى الإنسانِ أنْ يستحضرَ دائماً أنَّ ما ينطقُ بهِ مدوّنٌ في صحيفةِ أعمالِهِ، وقدْ مرَّ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) برجلٍ يتكلّمُ بفُضولِ الكلامِ، فوقفَ عليهِ، ثمَّ قالَ: «يَا هَذَا، إِنَّكَ تُمْلِي عَلَى حَافِظَيْكَ كِتَاباً إِلَى رَبِّكَ؛ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَعْنِيكَ، وَدَعْ مَا لاَ يَعْنِيكَ»[7].

3. شهواتُ النفسِ: لقدْ أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَهُ بالسيرِ في الأرضِ، والاعتبارِ بما جرى على مَنْ سبقَ منْ أُممٍ، وما يمنعُ الإنسانَ منَ الاعتبارِ شهواتُ نفسِهِ الأمّارةِ بالسوءِ، والرغباتُ التي تُوجِبُ الغفلةَ والنسيانَ، فعنْ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «أُوصِيكُمْ بِمُجَانَبَةِ اَلْهَوَى؛ فَإِنَّ اَلْهَوَى يَدْعُو إِلَى اَلْعَمَى، وَهُوَ اَلضَّلاَلُ فِي اَلْآخِرَةِ وَاَلدُّنْيَا»[8]، وعنهُ (عليه السلام): «إِنَّكَ إِنْ أَطَعْتَ هَوَاكَ أَصَمَّكَ، وَأَعْمَاكَ، وَأَفْسَدَ مُنْقَلَبَكَ، وَأَرْدَاكَ»[9].

ختاماً، نُعزِّي صاحبَ العصرِ والزمانِ (عجَّلَ اللهُ تعالى فرَجَهُ الشريفَ)، ووليَّ أمرِ المسلمينَ، والمجاهدينَ جميعاً، بذكرى شهادةِ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (عليه السلام) في الخامسِ والعشرينَ مِنْ رجبٍ، عامَ 183 للهجرةِ.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

[1] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص386.
[2]سورة النازعات، الآية 40.
[3] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج3، ص259.
[4]الأمير ورّام، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص42.
[5] ابن الأشعث، الجعفريّات (الأشعثيّات)، ص240.
[6] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص99.
[7] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص396.
[8] نعمان بن محمد المغربيّ، دعائم الإسلام، ج‏2، ص350.
[9] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص172.

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 15:09

ما معنى أن نكون من الصابرين؟

ليس من كلام في فضل الصبر أوضح وأجلى من كلام أمير المؤمنين عليه السلام حينما قال: "الصبر أحسن خلل الإيمان وأشرف خلائق الإنسان"([1]).

فإذا كان الصبر من أشرف الأخلاق الإنسانية فإن معنى ذلك أن الذي يتحلى به هو من أشرف الناس وأعظمهم أخلاقا، وهذا ما نراه جليا في امتحان الأنبياء عليه السلام فإن إحدى البليات التي يتعرض لها الأنبياء لكي ينالوا مقام الإمامة الإلهية تتطلب الصبر الشديد بحيث لا يستطيع المؤمن العادي تحمله فهذا نبينا إبراهيم عليه السلام قد صبر على طاعة الله عز وجل بعد أن أمره بذبح ولده فكاد أن يذبحه لولا الفداء العظيم من الله بعد أن أظهر عليه السلام صبرا على أداء التكليف الإلهي فأعطاه الله مقام الإمامة الإلهية...

فالصبر صفة تدل على كمال المرء كما دل الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا ينبغي لمن لم يكن صبورا أن يُعدّ كاملا"([2]).

وقد أمر الله المؤمنين بالصبر كما جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث عليه منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾([3]).
 
الصبر والإيمان‏
عن الإمام الرضا عليه السلام: "الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح"([4]).

إن البعد الحقيقي للإيمان هو أن يتحول هذا الاعتقاد إلى فعل وعمل، لا أن يبقى داخل النفس، فأثر وفعالية هذا الإيمان هو دخوله حيّز الواقع والتطبيق، ودخول الإيمان إلى واقع الحياة يحتاج بالدرجة إلى الصبر، لأن الأثر الحقيقي هو طاعة الله عز وجل وعدم الانحراف نحو معصيته، وهذا ما يحتاج إلى الصبر، فبالصبر يمكن أن تواجه كل ما يعترضك في سبيل أن يكون إيمانك ذا أثر وفعالية.

ومن هنا وردت الروايات التي تعتبر الصبر هو الأساس في الإيمان أو الدين، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان"([5]).

كما ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: "أيها الناس عليكم بالصبر فإنه لا دين لمن لا صبر له"([6]).
 
كيف يكون الصبر؟
سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبرائيل عليه السلام: "يا جبرائيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء"([7]).

وقد يقال للصابر صابراً أو متصبراً ولكلا الكلمتين معنى مختلفا عن الآخر حسب الرواية المروية عن إمامنا الصادق عليه السلام لما سئل عن الصابرين المتصبرين قال: "الصابرون على أداء الفرائض، والمتصبرون على اجتناب المحارم"([8]).
 


([1]) ميزان الحكمة، الحديث 10019.
([2]) ميزان الحكمة، الحديث 10022.
([3]) سورة آل عمران، الآية: 200.
([4]) ميزان الحكمة، ج‏1، ص‏191.
([5]) أصول الكافي، ج‏2، ص‏87.
([6]) ميزان الحكمة، ح 10067.
([7]) ميزان الحكمة، الحديث 10090.
([8]) ميزان الحكمة، الحديث 10093.

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 13:43

كيف تنال العفو الإلهي؟

"سيّدي.. فإن عفوت يا ربّ فطال ما عفوت عن المذنبين قبلي، لأنّ كرمك أي ربّ يجلُّ عن مكافأة المقصِّرين وأنا عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجِّز ما وعدت من الصفح عمّن أحسن بك ظناً".
 
إنّ اعترافنا بذنوبنا والإقرار بها في حضرة الباري عزّ وجلّ، يخطو بنا خطوة نحو نيل عفو الله تعالى والفوز برضوانه، فعن الباقر عليه السلام: "والله ما ينجو من الذنب إلاّ من أقرّ به"([1]).
 
وكان من دعاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المرويّ عن كميل بن زياد: "وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي، مُعتذِراً نادماً، مُنكسِراً مُستقيلاً، مُستغفِراً مُنيباً، مُقرّاً مُذعِناً مُعترِفاً.."([2]).
 
هذا ولا بدّ أن يقترن الإقرار والاعتراف بالذنوب بشروط أخرى أيضاً، كالندم على ما مضى، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: "كفى بالندم توبة"([3]).
 
والإمام زين العابدين عليه السلام أعطانا نموذجاً في مناجاة التائبين: "إلهي إن كان الندم على الذنب توبة فإنّي وعزّتك من النادمين.."([4]).
 
كما إنّه يجب علينا أن لا نكتفي بذلك، بل يجب أن نجبر الأعمال السيّئة التي ارتُكبت فيما مضى بالأعمال الصالحة مستقبلاً. والله الغفور الرحيم قد أبقى أبواب المغفرة والرحمة مفتوحة أمام المذنبين العاصين، وهو القائل عزّ وجلّ: ﴿وهُو الّذِي يقْبلُ التّوْبة عنْ عِبادِهِ ويعْفُو عنِ السّيِّئاتِ ويعْلمُ ما تفْعلُون﴾([5])، والقائل: ﴿فمن تاب مِن بعْدِ ظُلْمِهِ وأصْلح فإِنّ الله يتُوبُ عليْهِ إِنّ الله غفُورٌ رّحِيمٌ﴾([6]).
 
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "من تنزّه عن حُرمات الله سارع إليه عفو الله"([7]).
 
وعنه عليه السلام: "ولكنّ الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبّدهم بأنواع المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجاً للتكبُّر من قلوبهم، وإسكاناً للتذلُّل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبواباً فتّحاً إلى فضله، وأسباباً ذلّلاً لعفوه"([8]).
 
فإنّ من أسماء الله الحسنى (العفوّ) وهو القائل في محكم كتابه العزيز: ﴿إِنّ الله كان عفُوًّا غفُورًا﴾([9]). وهذا أمير المؤمنين عليه السلام يدعو بذلك: "اللّهمّ احملني على عفوك ولا تحملني على عدلك"([10]).
 
وفي مناجاته عليه السلام: "إلهي أُفكِّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليّتي"([11]).
  
* مظاهر الرحمة، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 426.
([2]) مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمي، ص 151.
([3]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 426.
([4]) مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمي، ص 254.
([5]) الشورى: 25.
([6]) سورة المائدة: 39.
([7]) سورة المائدة: 39.
([8]) م. ن، ج6، ص 115.
([9]) النساء: 43.
([10]) نهج البلاغة، ج2، ص 222.
([11]) بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 41، ص 12.

وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حول أهمية تذكر العاقبة
 
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "أوصيكم عباد اللَّه بتقوى اللَّه وكثرة ذكر الموت وأحذّركم الدنيا..."([1]).

يوصينا مولى المتقين علي صلوات اللَّه عليه بتقوى اللَّه التي تعني وسام الكرامة وشعار العزة كما في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ﴾([2]). ويحثّنا على الإكثار من ذكر الموت باعتباره عنصراً هاماً في عملية بناء النفس وتهذيبها وسيرها في طريق الكمال، وسوف نتعرف معاً على النتائج التي بالإمكان أن نحصل عليها من خلال تذكر الموت دائماً الذي يعني الالتفات إلى متطلبات هذه الرحلة المنتظرة وإلى تلك الساحة التي تعرض فيها أعمال الناس بين يدي الخالق تعالى، فيساهم ذلك في أن يكون الإنسان جاهزاً وحاضراً ومستعداً أتمّ الاستعداد لتلبية النداء بالرجوع إلى اللَّه حيث يقول عزَّ وجلّ‏: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾([3]).
 
وتبرز أهمية تذكر الموت بل الإكثار منه في كمٍ كبير من روايات ووصايا المعصومين عليهم السلام بالاتفاق على هدف واحد وهو اعتباره عاملاً مساعداً على بناء الذات الإنسانية الإيمانية بناء سليماً ملؤه الشعور الدائم بالرقابة الإلهية والإعداد لساعة اللقاء المرتقب يوم القيامة.
 
قال رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله): "أكثروا من ذكر هادم اللذّات، فقيل: يا رسول اللَّه فما هادم اللذّات؟ قال: الموت، فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت وأشدّهم له استعداداً"([4]).
 
أفضل العبادة ذكر الموت‏:
ربما يبتعد الإنسان عن كثير من الحقائق جراء غشاوة المادة أو سيطرة الشهوة أو تزيين الدنيا، ومن تلك الحقائق الواقعية التي لا مفرّ منها ولا مهرب لكن الإنسان يغفل عنها في كثير من الأحيان وينام نومة طويلة، حقيقة ضعفه وعجزه وزواله فتراه يعمل على عمران دنياه وتخريب آخرته ويقترف من الذنوب أو يتعدى على حقوق الآخرين كما لو أنه خالد في هذه الدنيا الفانية وأنه لن يموت أو يسأل ولن يطالب ويحاسب ويعاقب ويعبّر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عن هذا الصنف قائلاً: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا"([5]).
 
وفي مقابل هذه الفئة من الناس فئة أخرى لم تسلم القياد إلى الغفلة والنسيان، بل قادها الانتباه واليقظة إلى العمل الدؤوب طلباً لرضى الخالق تعالى وسعياً إلى خاتمة طيبة، فعاشت مستحضرة حقيقة العبودية الداعية إلى دوام الانابة والعبادة، فأكثرت ذكر الموت والرحيل والقبر والنشور وأن هذه الدنيا الغرور ليست نهاية كل شيء بل مزرعة يبذر فيها ثم بعد ذلك يكون العطاء في ساحة البقاء الأبدي.
 
ويتضح دور الإكثار من ذكر الموت في هذه العملية المشيّدة لصرح التقوى والمعبّدة لطريق الصلاح والخلاص في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكر ذكر الموت، فمن أثقله الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة"([6]).
 
 ذكر الموت وأداء الحقوق‏:
إن من الطبيعي لأي واحد منا قرّر السفر من بلدٍ إلى آخر أن يبادر إلى تجهيز مستلزمات رحلته وحزم أمتعته واعداد حقائب سفره وكذلك إيكال المهمات المرتبطة به في البلد الذي سيغادره إلى أشخاص يثق بهم، وأداء الأمانات إلى أهلها والقيام بسائر الشؤون التي ينبغي أداؤها وانجازها في وطنه قبل رحيله إلى وطن آخر وكلما اقترب موعد رحلة الطائرة التي سيغادر على متنها كان أكثر اهتماماً باستعداداته وجهوزيته.
 
والخلاصة أن الإنسان حريص على القيام بما يلزم لهذا السفر من مكان إلى آخر في هذه الدنيا الفانية.
 
فلماذا لا يكون حريصاً على تأمين لوازم سفره من هذه الدنيا إلى عالم الآخرة من دار الفناء إلى دار البقاء؟!
 
إن السبب هو الغفلة عن السفر نفسه أي عدم الانتباه إلى الموت ومن يغفل عنه كيف يتذكر ما يستوجبه ويتطلبه منه؟! وها هو أمير المؤمنين عليه السلام يتعجب قائلاً: "وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم"([7])؟!
 
ومن هنا نعرف أن تذكر الموت باعث على تهيئة النفس واستعدادها له من خلال أداء الحقوق العامة والخاصة وما يرتبط بالشخص نفسه أو بغيره وسواء كانت الحقوق مادية أو معنوية.
 
فمن الطبيعي أن يسارع إلى قضاء ما فات من الصلوات ويقضي ديونه المالية، ويرجع الحقوق إلى ذويها، ويكفّ عن ظلم الآخرين ويعاشرهم بمعروف وإحسان ويتزوّد لآخرته بزاد التقوى.
 
جاء في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام: "وإنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه، ولا يفوته طالبه، ولا بد أنه مدركه، فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيئة، قد كنت تحدّث نفسك منها بالتوبة، فيحول بينك وبين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك، يا بني أكثر من ذكر الموت، وذكر ما تهجم عليه، وتفضي بعد الموت إليه حتّى يأتيك وقد أخذت منه حذرك وشددت له أزرك ولا يأتيك بغتة فيبهرك"([8]).
 
نتائج ذكر الموت‏:
1- النجاة من خداع الدنيا:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: "من أكثر ذكر الموت نجا من خداع الدنيا"([9]).
 
2- الرضا بالكفاف:
في الحديث: "من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا بالكفاف"([10]).
 
3- تهوين المصائب:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور، وقيامكم بين يدي اللَّه عزَّ وجلّ‏ تهوّن عليكم المصائب"([11]).
 
4- محبّة اللَّه:
عن الصادق عليه السلام: "من أكثر ذكر الموت أحبه اللَّه"([12]).
 
5- الحشر مع الشهداء:
"قيل: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هل يحشر مع الشهداء أحد؟ قال: نعم من يذكر الموت بين اليوم والليلة عشرين مرة"([13]).
 
6- أكيس الناس:
قال النبي صلى الله عليه وآله: "أتدرون من أكيسكم؟ قالوا: لا يا رسول اللَّه، قال: أكثركم للموت ذاكراً، وأحسنكم استعداداً له، فقالوا: وما علامته يا رسول اللَّه؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود والتزوّد لسكنى القبور والتأهب ليوم النشور"([14]).
 
7- يميت الشهوات ويقوّي القلب:
يقول الصادق عليه السلام: "ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ويقلع منابت الغفلة، ويقوّي القلب بمواعد اللَّه ويرقّ الطبع ويكسر أعلام الهوى..."([15]).
 
8- الزهد في الدنيا:
في الحديث: "أكثروا ذكر الموت فإنه ما أكثر ذكر الموت إنسان إلا زهد في الدنيا"([16]).
 
9- يكون قبره روضة من رياض الجنة:
في الحديث: "فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة"([17]).
 
10- المسارعة في الخيرات:
عن النبي صلى الله عليه وآله: "ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات"([18]).
 
* من وصـايا العترة عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) بحار الأنوار، ج‏88، ص‏99.
([2]) الحجرات:13.
([3]) الفجر:27-30.
([4]) بحار الأنوار، ج‏82، ص‏167.
([5]) بحار الأنوار، ج‏50، ص‏134.
([6]) جامع الأخبار، ص‏165.
([7]) ميزان الحكمة، ج‏4، ص‏3539.
([8]) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص‏400. الحذر: الاحتراز والاحتراس، والأزر: الظهر. ويبهرك: يغلبك على أمرك.
([9]) غرر الحكم، حديث: 845.
([10]) م.ن، حديث: 999.
([11]) البحار، ج‏6، ص‏132.
([12]) الوسائل، ج‏2، ص‏434.
([13]) المستدرك، ج‏2، ص‏104.
([14]) ارشاد القلوب، ص‏58، باب 12.
([15]) البحار، ج‏6، ص‏133.
([16]) م.ن. ج‏82، ص‏168.
([17]) ميزان الحكمة، حديث 19141.
([18]) البحار، ج‏77، ص‏173.

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا تُعد، كما يراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خطوة نحو عالم أكثر عدلاً وتوازناً. فإيران وروسيا، إدراكًا منهما لمسؤوليتهما التاريخية، تؤسسان لنظام جديد قائم على فكرة التعاون بديلاً عن الهيمنة. في هذا السياق، أكّد نظيره الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاق ليس موجّهًا ضد أي طرف. ومع ذلك، لا تستطيع الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها تصوّر أن تكون الاتفاقية غير موجهة إلى طرف ثالث، ما يُظهر إسقاطًا واضحًا على الاتفاقيات التي تبرمها واشنطن مع دول أخرى، والتي غالبًا ما تكون اتفاقيات عسكرية بالدرجة الأولى، تتضمن إقامة قواعد عسكرية وبيع أسلحة. ورغم تكلفتها العالية، التي تصل إلى مليارات الدولارات، فإنها تصبّ في مصلحة الكيان الإسرائيلي والمصالح الأمريكية غير المشروعة في المنطقة.

اتفاقية الشراكة بين إيران وروسيا تُعد خطوة استراتيجية وردًا عمليًا على سياسة الحظر الاقتصادي الظالمة التي تمارسها واشنطن ضمن إطار سياساتها ضد الدول الرافضة لهيمنتها. هذه الحقيقة أشار إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في موسكو، حيث صرّح قائلًا: "نحن نقف ضد أي عقوبات دولية موجهة لإيران وروسيا، وإن طهران وموسكو قادرتان على بناء تعاون واسع النطاق في مجالات مختلفة يمكن أن يُحبط الحظر الأمريكي والغربي."

إيران لم تعد تُعوّل كثيرًا على أوروبا، بعد أن تنصّلت الأخيرة من جميع تعهداتها في الاتفاق النووي، وخضعت للسياسة الأمريكية، وسحبت شركاتها من إيران إرضاءً للولايات المتحدة. لهذا السبب، اتجهت إيران نحو الشرق، حيث وقّعت مع الصين اتفاقية تعاون طويلة الأمد، وأبرمت اتفاقية تعاون اقتصادي مع الاتحاد الأوراسي، كما انضمت إلى عضوية "منظمة شنغهاي للتعاون" و"مجموعة بريكس". وتهدف هذه الاتفاقيات إلى استبدال هيمنة الغرب بتعاون بناء قائم على المصالح المشتركة.

تشمل اتفاقية الشراكة الإيرانية الروسية الاستثمار في حقول الطاقة، بناء مصافي النفط وتطويرها، التعاون المالي والمصرفي، التعاون الترانزيتي ضمن ممرّ الشمال-الجنوب، تنفيذ مشروعات البنية التحتية المشتركة، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا في مجال الأمن السيبراني. يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليًا خمسة مليارات دولار سنويًا، ما يمثل زيادة بنسبة الضعفين خلال العقد الماضي.

مع توقيع اتفاقية الشراكة، تجاوزت إيران وروسيا العقبات المتعلقة بالمعاملات النقدية والمصرفية. حيث تم تفعيل العملة الرقمية في التجارة بين البلدين، وأصبح من الممكن استلام الروبل من أجهزة الصراف الآلي الروسية باستخدام بطاقات بنك "شتاب". في المرحلة المقبلة، ستعمل البطاقات الروسية في أجهزة الصراف الآلي الإيرانية. وابتداءً من العام الإيراني المقبل (الذي يبدأ في 21 مارس/آذار)، ستُستخدم البطاقات الإيرانية في نقاط البيع الروسية والعكس صحيح، ما يتيح للمستخدمين إجراء المشتريات من المتاجر مباشرة.

اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا ستُسهّل تطور العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين البلدين بشكل أكثر فعالية. وفقًا للفقرة الأولى من المادة 18 في الاتفاقية، يلتزم الطرفان بتطوير التعاون التجاري والصناعي، وتحقيق منافع اقتصادية متبادلة، بما يشمل الاستثمارات المشتركة، البنية الأساسية التمويلية، تسهيل آليات التجارة، تعزيز المسائل المصرفية، وتبادل السلع والخدمات والمعلومات.

رغم أن الاتفاقية تشمل التعاون القضائي، البرلماني، الأمني والدفاعي، إلا أنها ليست معاهدة تحالف عسكري أو موجهة ضد أي طرف. بل تهدف إلى توفير رؤية طويلة الأمد لتطوير العلاقات الثنائية بشكل شامل. كما أن الاتفاقية لا تضع أي قيود على العلاقات بين البلدين وأي دول أخرى.

ختامًا نتائج هذه الاتفاقية الشاملة لن تكون مقتصرة على إيران وروسيا فقط، بل ستُحدث أثرًا إيجابيًا في مصلحة جميع الدول التي ترفض هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، والذي تحول إلى أداة أمريكية لتجويع وتركيع الشعوب. هذه النتائج ستُثبت لباقي الدول إمكانية التحرر من الهيمنة الأمريكية عبر فك الارتباط بالدولار، وهو ما نجحت إيران وروسيا في تحقيقه.

صدر حزب الله "المقاومة الاسلامية اللبنانية" بيانا هاما بشأن عدم انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من مناطق بجنوب لبنان .

جاء في بيان الحزب:

 بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ

إن فترة الـ 60 يومًا لانسحاب العدوّ الصهيوني من الأراضي اللبنانية بشكل نهائي شارفت على ‏الانتهاء، وهذا ما يُحتّم عليه تنفيذًا كاملًا وشاملًا وفقًا لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار. ‏

إن بعض التسريبات التي تتحدّث عن تأجيل العدوّ لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، ‏تستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان بالضغط على الدول الراعية ‏للاتفاق، إلى التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل ‏وانتشار الجيش اللبناني حتّى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعًا، ‏وعدم إفساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال.

إن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يومًا يُعتبر تجاوزًا فاضحًا للاتفاق وإمعانًا في التعدي على السيادة ‏اللبنانية ودخول الاحتلال فصلًا جديدًا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكلّ الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن ‏الاحتلال. ‏

إننا في الوقت الذي سنتابع فيه تطوّرات الوضع الذي من المفترض أن يُتوّج في الأيام ‏القادمة بالانسحاب التام، لن يكون مقبولًا أي إخلال بالاتفاق والتعهدات، وأي محاولة للتفلت ‏منها تحت عناوين واهية، وندعو إلى الالتزام الصارم الذي لا يقبل أية تنازلات. ‏

الخميس 23 - 01 - 2025‏

22 رجب 1446 هـ

قال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إن القوات الكردية هي الطرف الوحيد الذي لم يلب دعوة الإدارة الجديدة لحصر السلاح بيد السلطة، وأضاف أنه لا يمكن القبول بوجود مجموعات المقاتلين الأجانب في سوريا.
وأوضح الشرع في حديث لقناة "خبر" التركية نقله تلفزيون سوريا أن تنظيمي "حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم يقبلا حتى الآن التخلي عن أسلحتهما، رغم دعوتهم للانخراط في قوات وزارة الدفاع السورية الجديدة.
وشدد على أن الإدارة لن تسمح لـ"حزب العمال الكردستاني" بتنفيذ هجمات إرهابية ضد تركيا، وأنها ستبذل قصارى جهدها لضمان أمن الحدود التركية.
وأكد الشرع أن "وحدات حماية الشعب" (المكون الأساسي لـ"قسد")، لم تستجب لدعوات نزع السلاح، كما اتهم حزب العمال الكردستاني بأنه يستغل قضية داعش لتحقيق مكاسب خاصة.
وكان قائد الإدارة السورية الجديدة التقى أواخر الشهر الماضي، وفدا من قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع، مشيرا إلى أن المحادثات كانت "إيجابية".
يذكر أن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة قال في تصريحات الأربعاء إن "بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل"، وإن الهدف هو "الدفاع عن الوطن وتأمين الحدود".
وأضاف أن الإدارة الجديدة -التي تعهدت بحل الفصائل المسلحة ودمجها في إطار جيش موحد- تفاوض القوات الكردية المسيطرة على مناطق في شمال شرقي البلاد، لكنها مستعدة للجوء إلى "القوة" إذا لزم الأمر.
كما قال إن "ملف سوريا الديمقراطية قيد البحث مع القيادة، وإذا طلبت منا التدخل فنحن جاهزون".
وأشار الوزير إلى أنهم التقوا أكثر من 70 فصيلا من كل مناطق سوريا، مؤكدا أنها جميعا "أبدت استعدادها للانخراط في وزارة الدفاع"، مشددا على أن "الانخراط في وزارة الدفاع لن يكون بشكل فصائل، بل عبر تعيين كل قائد في المكان المناسب".
والأربعاء، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن خلال مؤتمر صحافي في دمشق "الحاجة الى أن نعطي المفاوضات بين السلطات المؤقتة وقوات سوريا الديموقراطية فرصة. من نافل القول أن لتركيا والولايات المتحدة دورا أساسيا تؤديانه في دعم ذلك، ونأمل في أن نمنح الطرفين ما يكفي من الوقت للمضي قدما".
وحذّر من أن "مواجهة عسكرية شاملة سيكون لها تداعيات سلبية على سوريا ويجب تفاديها… لأننا نتطلع إلى بداية جديدة لسوريا، ونأمل أن يشمل ذلك أيضا شمال شرق البلاد بطريقة سلمية من خلال مسار دبلوماسي".

جاء ذلك ضمن تصريحات سماحة قائد الثورة خلال استقباله المعنيين بإقامة المؤتمر الوطني لإحياء ذكرى 1880 شهيداً من اهالي مدينة كاشان (وسط البلاد)، والذي عقد قبل ايام ونشر مساء اليوم الخميس للمشاركين في هذا المؤتمر بمدينة كاشان.

وفي هذا اللقاء وصف الامام الخامنئي، مدينة كاشان بأنها مدينة منجبة للعلماء والفقهاء والمجاهدين والفنانين على مر التاريخ.

كما أشاد سماحته بالشخصيات التي حاربت الاستعمار البريطاني والتي جاءت من هذه المدينة، وخاصة العالم الشجاع المرحوم آية الله كاشاني، وقال : ان كاشان بالإضافة إلى تميزها في العلم والفن وحب أهل البيت (عليهم السلام) فقد تألقت أيضاً في مرحلة الدفاع المقدس (1980-1988) وبعض أحداث الثورة الأخرى، مما يدل على أن تربية الافراد الشجعان والمناضلين واصحاب الشهامة مستمر في هذه المنطقة.

واعتبر قائد الثورة أنه من الضروري إبراز السمات السلوكية للشهداء في الأعمال الثقافية والفنية؛ مضيفاً : إن السمات والصفات السلوكية المتميزة مثل نكران الذات والتضحية لدى الشهداء، والعبادة الصادقة والدعاء الخالص الى الله من قبل المقاتلين الشباب ، واحترامهم وحميتهم تجاه شعارات الإسلام والثورة، هي حاجة الشعب الدائمة حيث ان نقل هذه الخصائص ممكن فقط من خلال العمل الفني وإنتاج الأعمال الجيدة مثل الأفلام والشعر والرسم.

وكان إظهار صبر وامتنان أمهات الشهداء من النقاط الاخرى التي نوه الامام الحامنئي الى ضرورة تبيينها باستخدام الوسائل الفنية، قائلاً : إن صبر وامتنان الأم التي قدمت ولدها أو أولادها في سبيل الله، امر لا يوصف الا ان إظهار هذه الدروس المذهلة ممكن في اطار أعمال فنية.

الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 11:11

إيران وطاجيكستان توقّعان 23 مذكرة تفاهم

الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بدأ يوم أمس أول زيارة رسمية له إلى طاجيكستان، حيث التقى وأجرى محادثات مع الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان.

وبعد المباحثات بين رئيسي البلدين، تم التوقيع على 23 مذكرة تفاهم في مجالات السياسة، الاقتصاد، الثقافة، المجتمع، التعليم، النقل، الجمارك، التجارة، الطب البيطري، وغيرها، بين مسؤولي إيران وطاجيكستان.

تفقد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، صباح اليوم الثلاثاء معرض "رواد التقدم، تظاهرة وطنية لقدرات وإنجازات القطاع الخاص" لمدة ساعتين ونصف.

ويسلط هذا المعرض الضوء على قدرات وإنجازات القطاع الخاص في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومعدات تصنيع الأقمار الصناعية، والذكاء الاصطناعي، ومعدات وأدوات إصلاح الطائرات، والصناعات التعدينية والجيولوجية، وصناعات النفط والغاز والبتروكيماويات، والصلب والألمنيوم.

وتم عرض الصناعات التحويلية والأجهزة المنزلية والصناعات البحرية وصناعة السجاد وصناعة المياه والكهرباء والصناعات النسيجية والمعدات الطبية والمستشفيات وإنتاج الأدوية ومعهد رويان للأبحاث والمنتجات الزراعية وتربية الحيوانات والحرف اليدوية والسياحة.

أقرأ ايضا .. انطلاق فعاليات "رواد التقدم" الوطنية بحضور قائد الثورة الاسلامية

وخلال هذه الزيارة، أبدت شركات القطاع الخاص المختلفة مخاوفها وشكواها بشأن المشاكل والعقبات التي تواجه القطاع الخاص.

من جانبه أكد قائد الثورة الاسلامية للوزراء الحاضرين في المعرض قائلا: يجب على الحكومة والمسؤولين الحكوميين أن يفعلوا شيئا لمعالجة شكاوى القطاع الخاص، يجب حلها لأن تقدم البلاد يعتمد على إعطاء مساحة للقطاع الخاص، والطريق الوحيد لتقدم البلاد هو الاستفادة من قدرات وإمكانات القطاع الخاص.

وقال سماحته أيضا فيما يخص قطاع صناعة الماء والكهرباء، بعد توضيحات وزير الطاقة بشأن إزالة الاختلالات في قطاع الكهرباء: "هذه كلمات جيدة وصحيحة، ولكن يجب وضعها موضع التنفيذ لأن قضية الاختلالات وتداعياتها كانت مطروحة منذ عدة سنوات ولكن لم نصل ال للنقطة المنشودة ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.

وفيما يخص شكاوى شركات القطاع الخاص بشأن عملية الترخيص الطويلة والمعقدة قال آية الله الخامنئي : إن قضية التراخيص هي قضية مهمة يجب على الحكومة والجهات المسؤولة أن توليها تفكيرا أساسيا من أجل إزالة العقبات أمام الإصدار السريع للتراخيص.